إختلال موازين المجتمع العراقي..الموظفة هي الأوفر حظاً بالزواج

تحقيق: علاء الكاشف   

شبكة النبأ: معايير أهل العراق في حالات الزواج بين الرجل والمرأة بدأت تشهد تغييرا بفعل اختلال التوازن العددي بين الجنسين الذي خلفته الحروب والتغيير الكبير في سلوك الناس الناجم عن عسكرة المجتمع والارتفاع الكبير في أسعار العقارات والأراضي ومواد البناء ومعظم المواد الغذائية التي تتطلبها الحياة اليومية, الأمر الذي بدأ معه الشارع العراقي يشهد حالة من الضيق ويثير موجة من التساؤلات حول غياب دور الحكومة فيما يحصل، ومدى قدرتها ورغبتها بضبط ذلك والقيام بمسؤولياتها.

ووسط هذا الغلاء يبدو الشاب الذي يبحث عن شريكة المستقبل هي زوجة تحصل على دخل لتعينه في أعبائه المادية اليومية، والبعض من الشباب يعدون المرأة ليس من واجبها ان تشارك زوجها مسؤولياته المادية وآخرين يعدون ذلك أمرا عاديا وطبيعيا, ولكن بشكل عام يسر الزوج ان يتخلص من الأعباء حتى لو كان مصروف زوجته فيبدو الزواج من موظفة أكثر راحة ويقال ان الزوجة الموظفة اقل نكدا. وبين هذا الراي وذاك كانت لنا هذه الوقفة مع شباب وشابات ممن أدلوا بآرائهم

طارق ( طالب ) يرى انه من الطبيعي في هذا الزمن الصعب أن يبحث الشاب عن زوجة موظفة تساعده على توفير حياة لائقة لأولاده, فالشاب في ظل هذه الظروف الصعبة التي نعيشها وغلاء الأسعار لا يستطيع أن يتحمل أعباء بناء أسرة ومصاريفها لوحده والمرأة هذه الأيام تريد لباساً على الموضة وماكياج وأدوات تجميل وما إلى ذلك فمن أين يوفر لها الشاب إذا كان راتبه لا يكفي مصروفه, ثم أن العادات والتقاليد الاجتماعية في بلدنا تحمل الشاب أعباء الزواج كلها مثلاً في مصر أهل الفتاة يتكفلون بتوفير (عفش) المنزل أما عندنا الشاب عليه تأمين كل شيء من تكاليف الزفاف والمهر ومصاريف أخرى وحتى أن بعض الأهل لا يرضون إلا بمهر عالٍ وحفلة في نادي فماذا سيفعل الشاب؟

اما سيف ( مدرس ) فيعتقد بأنه لا يوجد مقياس على ان المرأة الموظفة مطلوبة أكثر وتحظى بالعريس أكثر من غير الموظفة والدليل أن نسبة العنوسة بين الموظفات مرتفعة لأن بعض الفتيات اللواتي يصلن إلى حد معين من الثقافة ويصبحن مستقلات مادياً يبدأن بالبحث عن العريس المثقف والغني وفي هذه الأيام نادراً ما تجده, والموظف قليلاً ما ترضى به كونها تطمح لحياة أفضل وتشعر أنها تستطيع أن تكفي نفسها مادياً وتستغني عن الرجل في كثير من الأوقات وبالنسبة لي أريد زوجة موظفة وحصراً مدرّسة لأن التدريس أفضل مهنة للمرأة إذ أن هناك العطلة الصيفية وأيام الجمع والسبت هذا يمنحها وقتاً جيداً للعناية بالبيت والأولاد والعناية بزوجها أما الموظفة التي تلتزم بدوام يومي سينعكس ذلك بالتأكيد على بيتها وسينعكس على تربية أولادها لأن غياب الأم عن المنزل يفقد الأطفال الكثير من الحنان والعناية.

من جانبه قال مناضل (مهندس) ان: الكفة ترجح فعلاً للفتاة الموظفة وهذا ما أصبحنا نلمسه بشكل كبير في أيامنا هذه بسب الوضع المعيشي السيء وأغلب الشباب عندما يعجب بفتاة يسألها عن عملها ، وبالنسبة لي الحب أهم ولا تعني لي الوظيفة مع أن أحوالي المادية عادية , المهم أن أحبها فالشاب الذي يبحث عن موظفة معناها انه لا يبحث عن الاستقرار والراحة بل يبحث عن بنك أو عن مصدر للرزق وتنتفي هنا صفة الزواج وتكثر المشاكل لأنه بالأصل يفكر براتبها قبل أن يفكر فيها.

اما نور (طالبة ) تضحك قائلة: اين هي الوظائف؟ فرجالنا لا يجدون الوظيفة هل سنجدها نحن ؟ ولا اعتقد انه شيء معيب أن يبحث الشاب عن الموظفة خصوصاً بعد الظروف المعاشية الصعبة التي نمر بها وراتب الرجل وحده لا يكفي، فالموظفة تساعد زوجها على متطلبات وأعباء المنزل وعلى مصاريف الأولاد وفي هذا الوقت إذا لم تكن المرأة موظفة فالوضع المادي يكون سيئاً.

اما آمال فكانت أكثر حدة من سابقاتها وتقول : اصبح الزوج الآن يطالب براتب الزوجة.. ويجده حق من حقوقه... فطالما سمح لها بالعمل وتنازل عن بعض حقوقه وهو بقاؤها فى البيت فله كل الحق بالمطالبة بالراتب, انا موظفة وراتبي لي وليس لزوجي الحق فيه وهذا امر اتفقنا عليه منذ البداية ولكن هذا لا يعني انني امنعه من ان ياخذ مني في حال احتاج ذلك احد الشباب يذكر بالنسبة له لما تقدم للزواج كان حريصا ان لا تكون موظفة لأنه لا يحبذ كثرة خروج المرأة من البيت سواء لوظيفة او غيرها ويضيف في الوقت الحاضر المجتمع يتغير كل يوم ويصبح مادياً أكثر و تطغى المظاهر على الأمور المهمة وتجد للأسف البعض أقول ( بعض النساء ) تكلف زوجها ما لا يطيق من أجل التباهي أمام الغير و من باب الناس الفلانيين ليسوا أحسن منا. هذا الموضوع يجعل الكثير من أزواج المستقبل يفضلون الموظفة للتخلص من أعبائها.

ولكن يبقى السؤال هو لماذا تعمل المرأة هل لتحقيق ذاتها ورغبتها الشخصية او من اجل كسب المال لكي تساعد فى دخل البيت مع زوجها؟ وهل أصبحت الوظيفة بالنسبة للفتاة تمثل ورقة رابحة تضمن لها توافد العرسان من كل فج؟ وهل أصبحت الفتاة غير الموظفة عرضة للعنوسة أكثر من غيرها وما الحل بنظركم ؟!!.

شبكة النبأ المعلوماتية- االاحد  13/تموز/2008 - 9/رجب/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م