ملف الهند: السلاح النووي وخرافة تخلّي الآلهة ووأد الإناث

شبكة النبأ: من البلدان الآسيوية التي تتمتع بقدرات هائلة وكبيرة، رغم خط الفقر العريض والكبير الذي يرزح تحت رحمته أغلب الهنود، هذه الدولة التي تعد من الدول التي تمتلك الأسلحة المتطورة وتكنولوجيا الطب والمعلوماتية العاليتين، لكنها ورغم ذلك مازالت ترى في المواليد من الأولاد الخير وفي البنات الشر، ومازالت تعتقد بتجلي الآلهة على شكل وهيأة هذه المواليد الجدد.

(شبكة النبأ) في سياق التقرير التالي تعرض عليكم جانبا من الشأن الداخلي الهندي، ضمن معتقدات الشعب الهندي، إمكانياته، نسب الفقر لديه وتدني الدخل والمردود المادي للفرد:

ازدياد ملحوظ في نسبة الذكور إلى الإناث في الهند

بلغ عدد المواليد من البنات في الهند مستوى متدنيا لم يسبق له مثيل، مقارنة بالمواليد من الذكور، حسب منظمة أكشن ايد الخيرية البريطانية.

وأفاد تقرير أعدته المنظمة المذكورة أن عددا متزايدا من الأجنة الإناث جرى اجهاضه، كما تعرض الرضع من الإناث لإهمال متعمد أدى الى وفاتهن.

وقد بلغت النسبة في إحدى مناطق البنجاب 3 إناث الى كل 10 ذكور حسب التقرير الذي حذر من مستقبل مظلم اذا لم يجر وضع حد لثقافة تفضيل الذكور.

وقالت المنظمة انه في الظروف الطبيعية يجب أن تكون نسبة الاناث الى الذكور 950 لكل 1000، ولكن النسبة كانت 800 الى 1000 في ثلاثة من الأقليم الخمسة التي شملتها عملية المسح التي قامت بها.

وورد في التقرير ان النساء في الهند يخضعن لضغوط مكثفة من أجل إنجاب الذكور في مجتمع يعتبر الاناث عبئا.

واضاف التقرير ان الكثير من العائلات يستخدمن تقنية الـ Ultra Sound ويلجأن الى الاجهاض في حال كون الجنين أنثى. وقد أجهض 10 ملايين جنين مؤنث في الهند في السنوات العشرين الماضية حسب مجلة Lancet الطبية البريطانية.

موت المعتلقين الهنود وثقافة الإفلات من العقوبة

ذكر تقرير صادر عن المركز الآسيوي لحقوق الإنسان في نيودلهي أن حوالي 7500 شخص قضوا بينما كانوا رهن الاعتقال في أنحاء مختلفة من الهند خلال السنوات الخمس الماضية.

إلا أن التقرير قال إن الحكومة الهندية تنفي القيام بأعمال تعذيب في سجونها ومعتقلاتها.

وقال إنه حتى عندما تتخذ الحكومة إجراءات بحق مسؤولين متهمين بارتكاب مخالفات، فإن النظام الحالي يسعى إلى التغطية على جرائمهم.

وقال التقرير إن المركز المذكور استطاع الحصول على أرقام رسمية تشير إلى أن ما مجموعه 7468 شخصا قُتلوا في السجون أو معتقلات الشرطة في الهند منذ عام 2002، أي بمعدل أربعة أشخاص كل يوم.

وأضاف أن كل حالات الوفاة تقريبا نجمت عن أعمال التعذيب، لكن الحكومة تنسب على الدوام تلك الوفيات إلى المرض ومحاولات الهروب والانتحار والحوادث المختلفة الأخرى.

وإن مقاضاة شخص ما في الهند تستغرق ما بين 25 إلى 30 عاما، ومع ذلك الوقت يكون العديد من المتهمين إما قد تُوفوا أو يكون الأقرباء الذين تقدموا بالشكوى هم أنفسهم أصبحوا في عداد الموتى. بحسب بي بي سي. 

ونقل التقرير عن سوهاس تشاكما، مدير المركز الآسيوي لحقوق الإنسان، قوله إن مقاضاة المسؤولين في الهند تستغرق زمنا طويلا، الأمر الذي ينجم عنه ما يُسمى بـ: ثقافة الإفلات من العقوبة.

وأضاف تشاكما قائلا: إن مقاضاة شخص ما في الهند تستغرق ما بين 25 إلى 30 عاما، ومع ذلك الوقت يكون العديد من المتهمين إما قد تُوفوا أو يكون الأقرباء الذين تقدموا بالشكوى هم أنفسهم أصبحوا في عداد الموتى.

وقال تشاكما: لذلك، نشأ هنالك نوع من ثقافة الإفلات من العقوبة التي تتيحها الحكومة الهندية، وأعتقد أن هذا هو العامل الوحيد الأكثر أهمية والذي يؤدي إلى تشجيع أعمال التعذيب.

وقد انتقد التقرير أيضا السجل المريع لأعمال التعذيب التي تُرتكب في أوساط المجموعات المسلحة التي تخوض قتالا ضد الدولة الهندية، مسلطا الضوء بشكل خاص على الأعمال التي يرتكبها المتمردون الماويون.

إلا أن التقرير يرى أن العبء الأكبر يقع الآن على عاتق الحكومة التي يتعين عليها تحسين سجلها في مجال حقوق الإنسان.

ويقترح التقرير اعتبار التعذيب جريمة جنائية محددة، ووجوب أن تقوم الحكومة دونما إبطاء بالتصديق على ميثاق الأمم المتحدة الذي يحظر أعمال التعذيب.

نزاع حول أرض في كشمير خصصت للهندوس

قال مسؤولون ان الشرطة الهندية اطلقت الغازات المسيلة للدموع لتفريق مظاهرة لمسلمين غاضبين من قرار الحكومة بنقل ملكية اراضي غابة الى وصاية مزار هندوسي في كشمير الهندية.

وقالت السلطات ان حوالي 100 فدان من اراضي غابة في كشمير يجري نقل ملكيتها الى مجلس ادارة مزار شري امارناتجي لاقامة مبان مؤقتة لالاف الزوار الهندوس الذين يحجون سنويا الى مزار في عمق منطقة الهيمالايا.

وهاجم المتظاهرون المسلمون مباني حكومية ومركزا للشرطة واشعلوا النار في السيارات مما دفع الشرطة الى اطلاق الغاز المسيل للدموع اولا ثم اطلاق النار في الهواء مما ادى الى اصابة 35 شخصا. وقتل شخص واحد اثناء الليل عندما اطلقت الشرطة النار لوقف المظاهرات. بحسب رويترز.

وهتف المتظاهرون "الله اكبر نريد الحرية". واغلق اصحاب المتاجر محلاتهم في سرينجار العاصمة الصيفية لكشمير.

وقال شميم احمد مسؤول الشرطة: احترقت ست سيارات واثنين من المكاتب الحكومية على ايدي الاوغاد.

ويقول الانفصاليون في كشمير ان نقل ملكية الاراضي الى الجماعة الهندوسية يهدف الى تغيير ديموغرافية كشمير الولاية الهندية ذات الاغلبية الاسلامية. ونفت السلطات الهندية الاتهام.

وخلال رحلة الزيارة التي تستغرق شهرين يقوم عشرات الالاف من الهندوس القادمين من انحاء مختلفة من الهند بزيارة كهف يقع على ارتفاع 3800 متر للصلاة أمام رواسب كلسية ثلجية يعتقدون انها رمز للاله الهندوسي شيفا.

نقل السياج الهندي لتحرير الاراضي الزراعية

بدأت الهند في نقل سياج حدودي بالقرب من باكستان في الظاهر لتحرير ارض زراعية في الارض المشاع التي تفصل الدولتين المتنافستين ولكن خبراء يقولون ان ذلك يضع الهند في موقف افضل لوقف تسلل المسلحين.

وبدأت الهند في اقامة سياج طويل على طول الحدود المتنازع عليها مع باكستان في منتصف التسعينيات لوقف الجماعات المتشددة والمهاجرين غير الشرعيين من التسلل الى الاراضي الهندية.

واعترضت باكستان في البداية على السياج ولكن الهند اقامته بسرعة على بعد يتراوح بين اثنين الى اربعة كليومترات بعيدا عن خط الحدود في بعض الاماكن قائلة انها تتعرض لنيران ثقيلة من وراء الحدود. بحسب رويترز.

ونتيجة لذلك تركت مساحات شاسعة من الارض الخصبة في ولايات جامو وكشمير والبنجاب الشماليتين خارج السياج مما ادى الى احتجاجات من المزارعين الهنود.

وقال اشيش كوما ميترا رئيس قوة حرس الحدود الوكالة الرئيسية المسؤولة عن امن الحدود: اثناء اقامة السياج كان هناك الكثير من اطلاق النار من الجانب الاخر ولذا وضعنا السياج في أبعد مكان ممكن.

وتتهم السلطات من زمن باكستان التي تشاركها في حدود تمتد الى 1800 كيلومتر تقريبا بمساعدة الجماعات المتشددة والمساعدة في تهريب الاسلحة وهو اتهام تنفيه اسلام اباد.

ولكن ميترا قال ان ان محادثات السلام بين الجارتين التي بدأت في عام 2004 غيرت الموقف الان.

وقال ميترا: بمجرد ان نستكمل نقل السياج لن يواجه المزارعون اي مشاكل في زراعة اراضيهم. بدأنا العمل لتونا.

وقال مسؤولون ان اراضي زراعية عبر 62 كيلومترا سيتم تحريرها في البداية لزراعة الارز والقمح في ولايتي جامو وكشمير والبنجاب الشماليتين في خلال عام تقريبا.

وقال قائد بارز في قوة امن الحدود: مع عدم وجود ادغال سيتاح لنا الوصول على نحو اكثر بالقرب من الحدود الان.

وقال خبراء ان التحرك بنقل السياج يتعين الا ينظر اليه على انه عمل استفزازي اذا ما تمسكت الهند بالقواعد. وكان المزارعون في الهند رابع اكبر منتج للارز في العالم سعداء بهذا التطور.

وقال اومندرا دوت رئيس بعثة ميراث الزراعة وهي هيئة ابحاث في البنجاب: سيكون هناك الكثير من الارض الخصبة متوافرة الان للزراعة وسيكون المزارعون سعداء للغاية بهذا التطور. ويحاول مسؤولو الزراعة رفع الانتاجية في البلاد حيث تنكمش الارض الزراعية بسبب النمو الصناعي والتحول الى الحضر.

فقراء الهند يدفعون رشاوي سنوية لتلقي الخدمات

قال تقرير إن واحدة من بين كل ثلاث عائلات هندية تعيش تحت خط الفقر، دفعت رشوة للحصول على خدمات حكومية أساسية مثل إدخال فرد من العائلة إلى مستشفى.

وقال التقرير، الذي أعدته منظمة الشفافية الدولية في الهند بالتعاون مع مركز دراسات الإعلام، إن فقراء الهند دفعوا، في العام الماضي، نحو 210 ملايين دولار رشاوى لجهات عدة مثل الشرطة، والمدارس، والمستشفيات، وشركات الكهرباء والطاقة. بحسب (CNN).

ووفقا للتقرير، فإن الرشاوى دفعت للحصول على خدمات أساسية، مثل فتح بلاغ في قسم الشرطة، أو تسجيل طالب في مدرسة، أو إدخال شخص ما إلى المستشفى، أو للحصول على خدمة الكهرباء.

وقال آر اتش تاهيلياني من منظمة الشفافية الدولية في الهند: هذا النوع من الفساد يحرم الناس من حقوقهم الأساسية في الخدمات العامة، والتي هي مجانا بحكم القانون، الأمر الذي يؤدي إلى وضع الفقراء على رأس المتضررين من سلسة الفساد في البلاد.

يدفع لك المال لإستخدام الحمام في قرية هندية!  

إذا أردت أن تحصّل الكثير من الأموال بكيفية سهلة، فالأمر سهل جدا هذه الأيام. فما عليك إلا أن تتجه إلى قرية صغيرة تقع جنوب الهند وتقضي حاجتك أكثر ما يمكنك من المرات، والشرط سهل جدا أيضا وهو أن تقضيها داخل الحمام، وجائزتك ستكون نقدا وعلى الفور.

فقد توصلت قرية موسيري(والإسم هنا حقيقي ولا علاقة له بالمواسير العربية) إلى طريقة فعالة لحمل سكانها على مزيد من النظافة الشخصية وتتمثل في دفع مقابل مالي كل مرة يستخدم فيها أي ساكن حماما بنته للغرض، على عكس المعمول في الكثير من أصقاع العالم أين ينبغي عليك أن تدفع نظير استخدام المرافق العمومية.

وبإمكان كل مستخدم أن يحصّل مبلغا شهريا يعادل 0.14 دولارا أي ستّ روبيات، ومن دون شكّ فإنّ المبلغ ضئيل ولكنه يمثّل إضافة ولاسيما للسكان من أصحاب الدخل المحدود.

وهدف البرنامج المدعوم من الحكومة مزدوج: حيث أنّه يشجع الناس على القطع مع عادة قديمة تتمثل في التبول والتغوّط في الخلاء، وهو ما يؤدي إلى الأمراض.

وزيادة على ذلك فإنّه سيتمّ استخدام ما "يوفرونه" من بول ومخلفات بشرية، لإجراء بحوث حول خصوبة ذلك لإنتاج السماد. بحسب (CNN).

وقال صاحب الفكرة ماراثي سوبورامان (وليس سوبرمان): نحن نشجع الناس على معرفة قيمة بولهم.

وأضاف، البول الذي سيتمّ جمعه سيذهب إلى الحقول لتغذية المحاصيل حيث سيعطي ثماره في غضون شهور.

وقالت منظمات غير حكومية إنّ نحو 330 مليون هندي لا يتمتعون بخدمات الصرف الصحي، وفي حالة قرية موسيري فإنّ الكثير من السكان يستحمّون على الأودية، كما يستخدمونها لقضاء حاجاتهم الطبيعية، وهو ما يؤدي لاحقا إلى أمراض معدية مثل الإسهال.

ورغم أنّ الهيئات غير الحكومية والحكومية هي التي تولت بناء الحمامات، فإنّها نظمت أيضا حملات للتشجيع على استخدامها.

وعلى ما يبدو فإنّ حملة قرية "موسيري" بدأت تعطي أكلها، وفق سوبورامان، حيث أنّ 150 مقيما في القرية يستخدمون الحمامات يوميا.

وداخل الحمام، يمكن للمستخدم أن يحصل على الأكياس الضرورية التي ستحتوي على عينات الفحوصات.

ولا تتوقف الفكرة عند هذا الحدّ حيث سيدخل المشروع مرحلته الثانية بتوفير بنك للبول والغائط لبيعه للمزارعين.

ويقف طابوران يوميا أمام الحمام ويحمل كل مستخدم بطاقة يتمّ وضع علامة عليها يوميا، وفي آخر الشهر يتم احتساب اليوميات وعلى ضوئها يتلقى المستخدم عائداته المالية من البول ومخلفاته.

وحرص باعث المشروع، إصلاحا لما ورد في بداية القصة، على التأكيد على أنه يتعين على من يريد الحصول على أكثر ما يمكن من الأموال أن يدخل الحمام مرتين يوميا على مدى الشهر، أما إذا أراد أن يأتي ثلاث أو أربع مرات يوميا فذلك يعني أنّ هناك خطبا ما، وعليه ننصحهم ساعتها بالذهاب إلى طبيب.

شبكة النبأ المعلوماتية- االخميس  10/تموز/2008 - 6/رجب/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م