ملف الإحتباس الحراري: ثورة خضراء بمواجهة هجوم الكاربون

اعداد/صباح جاسم

شبكة النبأ: فيما ستشكل التغييرات المناخية وتأثيرها في زعزعة استقرار العديد من الدول الأقل قدرة على التعامل مع المتغيرات أعظم تهديد لأمن الولايات المتحدة، يبزغ فجر ثورة خضراء تمتد من اقصى الشرق في الهند مروراً ببريطانيا وحتى غرب العالم في نيو مكسيكو في محاولة للتصدي لتغيرات المناخ وما تفرزه من تداعيات كارثية يتصاعد تأثيرها على البيئة والانسان والمخلوقات عموماً.

التغيرات المناخية أعظم خطر أمني يتهدد أمريكا

استند تقرير "تقديرات الاستخبارات القومية حول تضمين الأمن القومي في التغيرات المناخية الدولية حتى 2030"، على دراسات عن ظاهرة الاحتباس أعدتها الحكومة الأمريكية والجيش، وأكاديميون، والأمم المتحدة. ويُشار إلى أنها المرة الأولى التي يصدر فيها جهاز استخبارات أمريكي تقريراً مفصلاً عن الظاهرة.

واستبعد توماس فينغار، رئيس مجلس الاستخبارات القومية أمام الكونغرس، أن تؤدي ظاهرة التغيرات المناخية دون سواها، لتأجيج أزمات في دول حتى عام 2030، إلا أن مؤثراتها ستنعكس على القضايا الراهنة مثل الفقر والتوتر الاجتماعي والتصحر البيئي، وضعف المؤسسات السياسية بجانب القيادات غير الفعالة.

وتكهن فينغار أن يرى اللاجئون لدواع اقتصادية، في تردي المناخ سبباً إضافياً للفرار من بلادهم، "مما سيضع المزيد من الضغوط والأعباء على الدول المضيفة، التي يفتقر العديد منها الموارد الطبيعية، أو الرغبة في استضافة مهاجري المناخ"، حسب قوله.

ورجح المسؤول الأمني أن تساعد تلك الهجرات الدولية، الناتجة عن التغيرات المناخية، في نشر المزيد من الأمراض.

كما تناول، خلال شهادته أمام الكونغرس، تأثير الظاهرة على الصعيد الاقتصادي والتجاري، قائلاً: "الولايات المتحدة تعتمد على نظام دولي يعمل بسلاسة، لضمان تدفق التجارة وسهولة وصول الأسواق إلى المواد الخام الضرورية، كالغاز والنفط، وأمن الحلفاء والشركاء."وأردف بالقول: "التغيرات المناخية وتغير سياستها قد يؤثر عليها كافة.. وبعواقب جيو-سياسية ذات دلالة."

ورجح التقرير التحليلي أن يسفر الاحتباس الحراري عن زيادة الأعاصير التي قد تتهدد المنشآت النووية ومصافي النفط قرب السواحل، كما ستؤدي لشح المياه في مناطق جنوب غرب الولايات المتحدة، وفصل صيف أطول وما يرافقه من حرائق أحراش.

دعوة الى "ثورة كاربون" جديدة لإبطاء الاحتباس الحراري

قال معهد ماكينزي العالمي ان العالم يحتاج الى تغيير جذري على غرار التغيير الذي احدثته الثورة الصناعية للحد من انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري بحلول عام 2050 لكن مع الحفاظ على النمو الاقتصادي.

وقال المعهد في دراسة ان "ثورة كربون" حديثة للحد من الاحتباس الحراري ستتطلب زيادة بمقدار عشرة اضعاف بحلول عام 2050 في مستوى الناتج الاقتصادي لكل طن من الغازات المسؤولة عن الاحتباس الحراري والتي تنبعث بشكل اساسي من حرق الوقود الاحفوري.واضاف المعهد في تقرير يقع في 48 صفحة "هذا يضارع في الحجم الزيادات في انتاجية العمل التي احدثتها الثورة الصناعية." والمعهد هو ذراع البحوث الاقتصادية لشركة ماكينزي للاستشارات. بحسب رويترز.

وقدر ان العالم سيحتاج لانتاج ما قيمته 7300 دولار من الناتج المحلي الاجمالي مقابل كل طن من ثاني اوكسيد الكربون بحلول عام 2050 ارتفاعا من معدل انتاجية الكربون الحالي الذي يبلغ 740 دولارا.

وقال المعهد "زيادة انتاجية الكربون عشرة اضعاف خلال اقل من 50 عاما سيكون أحد أكبر الاختبارات التي واجهتها البشرية على الاطلاق. لكن التاريخ والاقتصاد يمنحانا الثقة في ان ذلك يمكن تحقيقه."واضاف ان أغلب التكنولوجيات متاحة بالفعل والتي تتراوح من عوازل بناء افضل الى جيل أنظف من الفحم من اجل خفض انبعاثات الغازات في العالم بنسبة 64 في المئة بحلول عام 2050 أو الى 20 مليار طن سنويا من 55 مليار في 2008 .

ومثل هذه التخفيضات أكثر حدة بشكل كبير من تلك التي تدرسها معظم الدول. وتنظر مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى التي ستجتمع في اليابان الشهر المقبل في وضع هدف لخفض انبعاثات الغازات في العالم بنسبة 50 في المئة بحلول عام 2050. وعارضت الولايات المتحدة وروسيا مثل هذا الهدف في السابق.

وقدرت الدراسة ان تكاليف "ثورة الكربون" سيمكن تدبيرها على الارجح اذ ستتراوح بين 0.6 الي 1.4 في المئة من الناتج المحلي الاجمالي العالمي بحلول عام 2030 . ويمكن جمع نسبة كبيرة من التكاليف عبر الاقتراض وهو ما يخفف أي أثار على النمو.

زيادة كاربون العالم بمقدار 50 بالمئة في 2030 والصين أكبر ملوث

توقعت الحكومة الامريكية ارتفاع انبعاثات العالم من غاز ثاني اكسيد الكربون المسبب الرئيسي لظاهرة الاحتباس الحراري بمقدار 50 بالمئة لتصل الى أكثر من 42 مليار طن سنويا خلال الفترة بين عامي 2005 وحتى 2030 بسبب الصين التي تتصدر معدلات إحراق الفحم. بحسب رويترز.

وقالت ادارة معلومات الطاقة في تقريرها حول الطاقة الدولية لعام 2008 ان طلب الصين على الفحم سيرتفع بنسبة 3.2 بالمئة سنويا من 2005 وحتى 2030.

وتوقع الذراع الاحصائي لوزارة الطاقة أن يزيد استخدام الولايات المتحدة من الفحم بمقدار 1.1 بالمئة خلال الفترة نفسها.

وقال نصير خيلجي الخبير الاقتصادي في ادارة معلومات الطاقة انه من المحتمل أن يرتفع طلب الصين على الفحم بشدة نظرا لانه أرخص وقود يغذي صناعتها المتنامية والحاجة للكهرباء بسبب اتجاه الكثير من السكان نحو المناطق الحضرية.وأضاف أن التحرك نحو الاستخدام المتزايد للطاقة النووية في الولايات المتحدة من شأنه أن يساعد على تباطؤ معدلات تزايد الانبعاثات.

ورفعت ادارة معلومات الطاقة توقعاتها لمعدل انبعاثات الكربون في الصين خلال عام 2030 بمقدار 6.8 بالمئة عما جاء في تقريرها الصادر العام الماضي بينما خفضت توقعاتها بشأن انبعاثات الكربون في الولايات المتحدة بمقدار 13.8 بالمئة.

وقالت الوكالة "إن حصة استخدام الفحم في الطاقة العالمية ارتفعت بشدة خلال السنوات القليلة الماضية وبدون تغييرات هامة في القوانين والسياسات القائمة خاصة تلك المتعلقة بانبعاث الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري فانه من المحتمل أن يستمر هذا التزايد القوي."

ولا يتفق الكل على أن هذا التوقع دقيق. وقال تريفور هاوزر زميل معهد بيترسون للاقتصاديات العالمية ان توقع ادارة معلومات الطاقة استند على نمو الصناعة الصينية على مدار السنوات الخمس الماضية حيث أصبحت مصدرا للحديد.وأضاف "هذا ليس بالضرورة ما ستكون عليه الصين بعد عقود من الان" مشيرا الى أن البلاد اتخذت خطوات لتحقيق توازن بشأن صادراتها من البضائع التي يتسبب تصنيعها في انبعاثات مركزة للغازات.

وقالت ادارة معلومات الطاقة ان انبعاث الكربون في الصين سيصل الى ما يزيد قليلا على 12 مليار طن سنويا عام 2030 مقارنة بما يزيد على 3 .5 مليار طن سنويا في 2005.وأَضافت أن انبعاثات الكربون في الولايات المتحدة سترتفع لتصل الى 6.9 مليار طن سنويا في 2030 مقارنة بما يقرب من ستة مليارات سنويا في 2005.

التغير المناخي يفاقم من الامراض

قال باحثون ان الفيضانات وموجات الجفاف الناتجة عن التغير المناخي قد تحول الأمراض العادية الى أمراض خطيرة.

وقال الباحثون ان الأحوال المناخية القاسية قد تهيء ظروفا ينتشر فيها العديد من الأمراض المعدية في آن واحد مما قد يؤدي الى القضاء على أنواع بأكملها من الكائنات الحية.

وقال كريج باكر الباحث بجامعة مينيسوتا في دراسته التي نشرت بدورية المكتبة العامة للعلوم "عندما تحدث هذه الضربات (المناخية) القاسية فانها ستميل الى تزامن هذه الأنواع من العدوى المحتمل ان تكون أكثر شيوعا مع التغير المناخي."بحسب رويترز.

وتوقع كثير من الباحثين ان تغير التغيرات المناخية الناجمة عن انبعاثات ثانى اكسيد الكربون السبب الرئيسي في ارتفاع درجة حرارة الأرض العلاقة التقليدية بين اسباب الأمراض وحامل الطفيل فتحول الأمراض المتوسطة الخطورة الى أمراض مميتة.

وقال باكر ان فريقه اكتشف مثالا واقعيا لهذا الافتراض.ودرس الباحثون نوعين غير عاديين لفيروسين خطيرين يسببان أمراضا معدية للحيوان خلال الفترة بين عام 1994 وعام 2001. وشملت الدراسة أسودا بالمتنزه الوطني في تنزانيا.

وأضاف باكر ان أغلب الأمراض الحيوانية المعدية في الماضي لم تسبب اضرارا او كان ضررها محدودا على الاسود بالمنطقة. وأوضح لرويترز عبر الهاتف "تبين ان الأمراض المميتة ظهرت فور موجات جفاف شديدة بالبلاد كان لها تأثير كبير على النظام البيئي."

مكسيكو سيتي تزرع أسطح مبانيها لمحاربة التغير المناخي

بدأت مكسيكو سيتي وهي من أكثر عواصم العالم تلوثا في زراعة أسطح المباني العامة في اطار برنامج أطلق لمكافحة التغير المناخي.

وتعتزم المدينة التي يخنقها الدخان استبدال صهاريج الغاز وحبال الغسيل والاسفلت على مساحة 9300 متر مربع من الاسطح ذات الملكية العامة كل عام بالعشب والشجيرات التي من شأنها امتصاص ثاني أكسيد الكربون.

كما تنوي المدينة أيضا تقديم خصومات ضريبية للمؤسسات والافراد الذين يزرعون حدائق على أسطح مبانيهم الادارية والسكنية.

وتعهد رئيس بلدية المدينة المنتمي لليسار مارسيلو ابرارد بتخصيص مبلغ 5.5 مليار دولار خلال خمسة أعوام لتقليل انبعاثات الغازات الضارة في مكسيكو سيتي التي يبلغ عدد سكانها 20 مليون نسمة وعدد السيارات فيها أربع ملايين.

وقال ابرارد في احتفال بتدشين الخطة البيئية "هذه ليست أهدافا ضبابية ..لدينا هدف واضح."

والهدف هو خفض انبعاثات الكربون بمقدار 4.4 مليون طن سنويا وهو جزء يسير من 643 مليون طن من الغاز تنبعث من كافة أنحاء المكسيك سنويا مما يجعلها بين أكبر الملوثين على مستوى العالم.

وشجع رئيس البلدية على ركوب الدراجات من خلال توفير طرق لها وبعض الطرق التي لا يسمح فيها بمرور السيارات في عطلة نهاية الاسبوع.

ويهدف برنامجه أيضا الى التخلص من الغازات التي تسبح فوق مدافن النفايات التي تفيض بما فيها كما يطلب انشاء خط جديد لقطار الانفاق ومزيد من الطرق السريعة للحافلات.

وحتى الان وضعت على سطح مبنيين تابعين لهيئة المواصلات العامة طبقة من التربة زرعت فيها الحشائش.

وعلى سطح مدرسة لابناء العاملين في قطارات الانفاق تحيط طرق مفروشة بالحصباء برقعة من العشب وحديقة صغيرة. وتنمو نباتات حول فتحات التهوية والمواسير.

تكلفة أهداف مناخية 45 تريليون دولار بحلول 2050

قالت وكالة الطاقة الدولية إن من شأن هدف خفض انبعاثات الكربون المتسببة في ارتفاع درجة حرارة الارض بمقدار النصف بحلول العام 2050 أن يضيف 45 تريليون دولار الى فاتورة الطاقة العالمية.

وتطمح اليابان الى حث قادة مجموعة الثمانية على إقرار هدف من هذا القبيل الشهر القادم.وأبلغ بيتر تايلور المحلل لدى وكالة الطاقة الدولية اجتماعا على هامش مؤتمر مناخي في ألمانيا "هذا مال كثير." وكان تايلور يستعرض تقرير "آفاق تقنيات الطاقة" الذي تنشره الوكالة في اليابان. وأضاف "انه ينطوي على نظام للطاقة مختلف تماما."

وقال تايلور في تصريحات لرويترز إن الهدف يتضمن على سبيل المثال وصول توليد الكهرباء من مصادر متجددة مثل المساقط المائية والرياح الى نصف اجمالي الانتاج مقارنة مع 18 في المئة الآن. بحسب رويترز.

ويقول علماء ان على العالم أن يوقف ويعكس اتجاه زيادات تدريجية في انبعاث الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري لتجنب كارثة تغير مناخي قد تشمل ارتفاع منسوب البحار وطقسا أشد قسوة.

وكانت اليابان حثت الاسبوع الماضي قادة مجموعة الثماني على تحديد هدف عالمي لخفض غازات ظاهرة الاحتباس الحراري الى النصف بحلول عام 2050 عندما يحضرون قمة المجموعة التي تستضيفها مدينة طوياكو في شمال اليابان الشهر القادم.

واعتبرت وكالة الطاقة الدولية العام 2005 سنة الاساس لدى حسابها تكلفة خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون أكثر غازات ظاهرة الاحتباس الحراري التي يصنعها الانسان شيوعا بمقدار النصف بحلول عام 2050 وهو هدف طموح جدا لم يسبق للوكالة أن حاولت تقديره.

وقالت الوكالة التي تقدم المشورة في مجالة الطاقة الى 27 بلدا غنيا ان هذا يستلزم استثمارا اضافيا بقيمة 45 تريلون دولار على صعيد العرض والطلب حتى عام 2050.

وألحق ارتفاع تكاليف الطاقة في الآونة الاخيرة من جراء أسعار النفط القياسية الضرر بقائدي السيارات والمزارعين والصيادين مما أوقد شرارة احتجاجات في أوروبا.

وحددت وكالة الطاقة الدولية 17 تقنية ستكون ضرورية لتحقيق هدف 2050 وتشمل هذه التقنيات على صعيد المعروض استخلاص وتخزين الكربون الذي يتضمن دفن انبعاثات الكربون من المحطات التي تعمل بالفحم تحت الارض وهي تقنية لم تستخدم على نطاق تجاري حتى الآن بسبب التكلفة.

قبل 15 الف سنة ارتفعت حرارة الجو 10 درجات خلال 3 سنوات

اكدت دراسة نشرتها مجلة ساينس الاميركية ان تغيرا مناخيا بالغ الشدة مرتبطا بتبدلات في التيارات الهوائية حصل مرتين قبل 15 الف سنة في النصف الشمالي من الكرة الارضية ورافقه ارتفاع حرارة الجو عشر درجات خلال بضع سنوات.

واوضح فريق دولي ان المناخ تغير فجأة قبل 14700 سنة مع ارتفاع الحرارة اكثر من عشر درجات مئوية في غضون ثلاث سنوات. بحسب فرانس برس.

وبعد موجة صقيع جديدة ارتفعت الحرارة مجددا عشر درجات مئوية خلال ستين سنة قبل 11700 عام ما سجل نهاية المرحلة الجليدية الاخيرة.

واظهرت تحاليل لطبقات من جليد غرونلاند ان هذه التبدلات المناخية حصلت "بصورة مفاجئة ايضا كما لو ان احدا ضغط فجأة على زر" حسبما اوضح دورثي دال جنسن من جامعة كوبنهاغن والمشارك في الدراسة مع باحثين يابانيين وفرنسيين.

ولفت هؤلاء الباحثون الى ان المرحلة الجليدية الاخيرة انتهت بصورة مفاجئة مع مرحلتين من سخونة شديدة للجو فصلت بينهما فترة برودة.

وخلال الفترة الاولى من ارتفاع الحرارة استقرت الشعوب الاولى من العصر الحجري في اوروبا الشمالية والبلدان الاسكندنافية. ثم عادت درجات الحرارة بعد ذلك لتسجل برودة شديدة (قبل 12900 سنة) قبل معاودة ارتفاع الحرارة قبل 11700 سنة.

وقد اجريت هذه الدراسة انطلاقا من تحليل الغبار والاوكسجين والهيدروجين في طبقات الجليد في غرونلاند على سماكة تزيد عن ثلاثة كيلومترات مما سمح بالرجوع 125 الف سنة من تاريخ المناخ.

واكد جان جوزيل مدير معهد بيار سيمون لابلاس في بيان ان هذه التدابير "تسمح للمرة الاولى بفهم طبيعة التغيرات المناخية الماضية".

بريطانيا تخصص 100 مليار استرليني لخطة "الثورة الخضراء"

قالت بريطانيا انها تخطط لرفع مستوى استهلاك الطاقة المتجددة الى عشرة أمثاله خلال 12 عاما من خلال خطة "الثورة الخضراء" التي خصصت لها الحكومة استثمارات قدرها 100 مليار جنيه استرليني.

وتهدف الخطة الى خفض انبعاثات الكربون والحد من الاعتماد على الوقود الاحفوري وتشمل بناء 7000 توربين يعمل بطاقة الرياح.

وتقضي مقترحات الحكومة لتحقيق هدفها بالحصول على 15 بالمئة من كل احتياجاتها من الطاقة من مصادر متجددة بحلول عام 2020 بحصول قطاع الطاقة على نحو ثلث امدادات الكهرباء من مصادر متجددة على رأسها الرياح. بحسب رويترز.

وقال رئيس الوزراء جوردون براون في حفل اعلان الخطة في جاليري تيت مودرن وهو موقع محطة سابقة لتوليد الطاقة من الفحم تحول الى قاعة للمعارض الفنية "نحن في بداية ثورة خضراء... انه أكبر تغيير في سياستنا تجاه الطاقة منذ بدء استخدام الطاقة النووية."ومضى قائلا "انني واثق تماما من أن هذا هو المسار السليم لهذا البلد."

وقال وزير الصناعة جون هتون في بيان ان التوسع في استخدام الطاقة المتجددة على مستوى البلاد سيرافقه اقامة محطات جديدة للطاقة النووية والفحم النظيف في اطار الاهداف الاوسع نطاقا للحكومة للتصدي للتغيرات المناخية والحد من اعتماد بريطانيا على النفط والغاز.

وقال براون ان ارتفاع أسعار النفط العالمية "يمثل مجازفة حقيقية" بالحاق الضرر بالاقتصاد العالمي وانه ينبغي لبريطانيا العمل مع باقي الدول المستهلكة للنفط من أجل خفض الاسعار مع الحد من اعتمادها على النفط وباقي أنواع الوقود الاحفوري على المدى الطويل.

القطب الشمالي بدون طوفه الجليدي بات مرجحا هذا الصيف

قال عالم اميركي في الكتل الجليدية ان القطب الشمالي قد يصبح هذا الصيف مجردا من ثلوجه موقتا في ظاهرة غير مسبوقة في الازمان الحديثة ستسجل مرحلة جديدة في تراجع الطوف الجليدي منذ عشر سنوات تحت تأثير الاحتباس الحراري.

واوضح العالم مارك سيريزي (من المركز الوطني سنو اند آيس داتا) في باولدر (كولورادو غرب) "من الممكن جدا الا يعود هناك جليد في القطب الشمالي مع نهاية الصيف مما يفسر بواقع ان القطب بات مغطى بطبقة رقيقة من الثلج". بحسب رويترز.

واعتبر هذا العالم الذي قدر هذا الاحتمال بنسبة 50% انه "من المعقول ان تتمكن المراكب الشراعية من الابحار من الاسكا الى القطب الشمالي".واضاف ان ذوبان الطوف الجليدي في القطب الشمالي "حصل فعلا في تاريخ الارض لكن بالتأكيد ليس في الازمنة الحديثة".

وذكر ان "ما لاحظناه في السنوات العشر الاخيرة هو تراجع واسع للطوف الجليدي في القطب الشمالي خصوصا في السنوات الثلاث الاخيرة وهذا الاتجاه طويل الامد قد يؤدي الى اختفاء الثلوج خلال الصيف في محيط القطب الشمالي بحلول 2050 و2100".

ولفت سيريزي الى ان "القطب الشمالي يمثل من وجهة النظر العلمية نقطة مثل غيرها على وجه الكوكب لكن امكانية ذوبان جليده كليا (حتى لفترة وجيزة) يحمل معنى رمزيا قويا في المخيلة الشعبية".وتابع مازحا "من الصعب تصور القطب الشمالي بدون ثلوج ولا تنسوا ان البابا نويل (سانتا كلوز) يقطنه". لكن هذه الظاهرة تشكل "مؤشرا اخر لاختفاء الطوف الجليدي في القطب الشمالي".

وعبر العالم عن استغرابه "لامكانية حدوث ذلك بهذه السرعة" موضحا انه "قبل خمس سنوات فقط لم اكن حتى اتصوره".

وخلال صيف 2007 سجلت الاقمار الصناعية اصغر مساحة للطوف الجليدي عند منتصف ايلول/سبتمبر اي في ذروة الذوبان الجليدي منذ قرن على الارجح كما ذكر مارك سيريزي.

والصيف الماضي تم ذوبان 23% من الطوف الجليدي مما حطم الرقم القياسي السابق المسجل في العام 2005.

الهند تركز على الطاقة المتجددة

كشفت الهند عن خطة قومية لمواجهة مخاطر ارتفاع درجة حرارة الارض تنطوي على التركيز على الطاقة المتجددة للتنمية المستدامة رغم استمرار رفض الهند الالتزام باهداف معينة للحد من الانبعاثات التي تنذر بعرقلة النمو الاقتصادي.

وحددت خطة التحرك القومية استخدام الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية على أنها مسألة محورية في محاربة الهند لظاهرة ارتفاع درجة حرارة الارض وقالت أنها ستؤسس صندوقا للتغير المناخي بهدف البحث عن "تقنيات خضراء."

ويقول الخبراء ان السياسة القومية تعكس موقف الهند الحالي من التغير المناخي ولكنها لن ترضي البلدان الغربية الغنية التي تطالب بالمزيد من الالتزام من جانب واحدة من اكثر الدول تسببا في التلوث. بحسب فرانس برس.

وقال رئيس وزراء الهند مانموهان سينغ خلال تدشين الخطة "رؤيتنا هي ان نجعل التنمية الاقتصادية بالهند ملتزمة بحسن استخدام الطاقة."ومضى يقول "شعبنا له الحق في التنمية الاقتصادية والاجتماعية ونبذ الفقر المستشري."

ورغم تعهد الهند بتطبيق التكنولوجيا النظيفة الا ان الفحم لايزال العمود الفقري لقطاع توليد الكهرباء هناك -- ويمثل حوالى 60 في المئة من الانتاج-- في الوقت الذي تخطط فيه الحكومة لاضافة نحو 70 ألف ميجاوات خلال الاعوام الخمسة المقبلة.

شبكة النبأ المعلوماتية- االاربعاء  9/تموز/2008 - 5/رجب/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م