ملف الطاقة البديلة: فورة عالمية نحو الطاقة النظيفة والستائر آخرها

اعداد/صباح جاسم

شبكة النبأ: في ما تحاول شركات الابحاث العلمية تطوير وسائل الطاقة البديلة مقترحةً صناعة ستائر النوافذ من مواد تجمع بين الديكور والهندسة الكهربائية لغرض توليد الطاقة منها تواجه العديد من بلدان  آسيا أزمات طاقة وشيكة قد تعصف بالاقتصادات النامية لتلك الدول ما جعلها تبحث تحت سطح الارض عن حل يلبي حاجاتها الملحة للطاقة!.

الستائر مصدراً للكهرباء 

تخيل أن باستطاعتك في يوم من الأيام تحويل الطاقة الشمسية القادمة عبر نافذتك إلى طاقة كهربائية تشغل بها أجهزتك في المنزل، ببساطة، باستخدام ستائر منزلك.

هذا النوع من التكنولوجيا معقول نظريا، إلا أنه لم يطبق عمليا حتى الآن، حيث أن شيلا كينيدي تسعى لأن تكون الأولى في تحويل هذه النظرية إلى حقيقة.

وكينيدي ليست مصممة ديكور أو مهندسة كهربائية، بل هي مهندسة معمارية وأستاذة في معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا، وهي مقتنعة أشد القناعة بأن الأقمشة الحرارية، كما تسميها، ستكون الطريقة المستقبلية في تفجير ثورة الطاقة والحرارة. بحسب CNN.

تقول شيلا: "لقد كنت أفكر منذ وقت طويل في ما سيحدث عندما يكون الضوء والطاقة مرنين، بحيث يمكن التحويل فيما بينهما."

وتطلق شيلا على هذا النوع من الطاقة اسم "الطاقة الطرية"، وهو المصطلح الذي استخدم سابقا في السبعينات لوصف الطاقة المتجددة التي ستحل مكان الطاقة المستخدمة حاليا.

وتضيف كينيدي: "إن الطاقة الطرية هي وسيلة لإنتاج أشياء جميلة وبسيطة وذات قيمة والتي يمكن أن تستخدم لاحقا لإنتاج طاقة متجددة كالستائر مثلا."

وقد بدأت الشركة التي تشرف عليها كينيدي، شركة كينيدي وفيولتش للهندسة، في تصنيع هذه الأقمشة المكونة من مادة "الفوتوفولتيك"، والتي تبدو خارجيا مثل الأقمشة العادية، إلا أنها تعمل تماما مثل الصفائح الشمسية.

وحول هذه المادة، تقول كينيدي: "يمكن صنع هذه الأقمشة في المختبرات الكيميائية كما يمكن العثور عليها في الطبيعة، فهي تنتج الكهرباء عند تعرضها للشمس."

وتضيف: "نقوم حاليا بجمع هذا القماش مع مادة أخرى شبه موصلة للحرارة، فهتان المادتان هما وجهان لعملة واحدة، فإحداهما تقوم بامتصاص الحرارة وتحويلها إلى كهرباء، أما الأخرى فإنها تقوم بامتصاص الكهرباء وتحويلها إلى ضوء."

ويمكن تجميع الطاقة الكهربائية من الستائر باستخدام بطاريات يتم وصلها بها، وتقوم بتخزين الطاقة الكهربائية داخلها، ومن ثم تنقل إلى بطارية أكبر للاستعمال المنزلي."

على الجانب الآخر، تقول كينيدي إن فاعلية هذه الأقمشة ضعيفة في الوقت الحالي، فهي لا تولد طاقة بقدر الصفائح الشمسية، إلا أنه يمكن التغلب على ذلك مستقبلا.

تقول كينيدي: "يتم حاليا إجراء دراسة شاملة لتحسين أداء الأقمشة بحيث يمكنها امتصاص الحرارة حتى ليلا، وهو ما سيعتبر ثورة كبيرة في عالم توليد الطاقة."

آسيا تبحث عن الطاقة في جوف الارض

في مواجهة ازمات طاقة وشيكة قد تعصف باقتصاديهما الناميين تبحث اندونيسيا والفلبين تحت سطح الارض عن حل يلبي حاجتهما الملحة للطاقة.

يقع البلدان فيما يعرف بحلقة النار في المحيط الهادي وهي منطقة تكثر فيها البراكين وبها اكبر مستودع لطاقة الحرارة الارضية. بحسب رويترز.

وقال ليستر براون رئيس معهد سياسة الارض في خطاب في يونيو حزيران "حين افكر في الطاقة في اندونيسيا افكر في الحرارة الارضية. هناك اكثر من 500 بركان في اندونيسيا من بينها 130 بركانا نشطا."

وتابع أمام مجموعة (سي.ال.اس.ايه - اسواق اسيا والمحيط والهادي) الاستثمارية "يمكن ان يعتمد اقتصاد اندونيسيا على طاقة الحرارة الارضية كليا. وهي لم تقترب من الاستغلال الكامل لامكانياتها."

وربما يتغير ذلك مع ارتفاع أسعار النفط وزيادة الطلب وتداعي المنشآت في قطاع الطاقة مما يزيد من الحاح عملية البحث عن سبل لاستغلال احتياطيات الحرارة الارضية في اندونيسيا والفلبين. غير انه ثبت صعوبة استغلال هذه الامكانات.

وتشمل مشروعات الحرارة الارضية حفر ابار على عمق كبير لاستغلال البخار او الماء الساخن لادارة محركات ولكن الامر لم يقتصر على التحديات الطبيعية. فالعملية تحتاج استثمارات ضخمة ويزيد من صعوبتها الروتين وغيره من العقبات في أماكن مثل اندونيسيا والفلبين.

ويهدف مشروع بدوجول المقام بين براكين في جيب بالي لتوليد 175 ميجاوات من الكهرباء او نحو نصف احتياجات المنتجع تقريبا من الكهرباء. غير ان المشروع متوقف حاليا بسبب مخاوف السكان من الاضرار بمنطقة تحوي مقدسات هندوسية والتأثير على امدادات المياه من بحيرات قريبة.

وتأتي معظم احتياجات بالي من الكهرباء من جزيرة جاوة المجاورة عن طرق كابل تحت البحر. ويقول مؤيدون ان المشروع ضروري لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء في جزيرة بالي قلب صناعة السياحة في اندونيسيا.

وتقول ني مادي ويدياساري من شركة بالي للطاقة وهي الشركة التي تنفذ المشروع "نأمل ان يتم تشغيل المشروع ليس فقط من اجل المستثمرين بل من اجل مستقبل بالي." ونفت ان يكون للمشروع اي اضرار.

وفي الفلبين وهي حاليا ثاني اكبر منتج للحرارة الارضية بعد الولايات المتحدة فان احدى العقبات الاساسية التي تعرقل تطوير الاحتياطيات تتمثل في الحامضية العالية المرتبطة بالبراكين النشطة والتي قد تؤدي لتآكل الانابيب.

ويقول بول اكينو رئيس بي.ان.او.سي لتطوير الطاقة "لازال هناك الكثير من الحقول الحامضية وهو ما يعني ان البراكين الخاملة اسفلها لم تمت بالفعل."

وتدير الشركة تسعة حقول بخار بطاقة 1199 ميجاوات اي حوالي 60 في المئة من طاقة الحرارة الارضية في البلاد. واضاف اكينو ان ذلك سيجعل من الصعب على الفلبين تحقيق هدفها بزيادة طاقة الحرارة الارضية من 1931 ميجاوات الى 3131 ميجاوات بحلول 2013 والتفوق على الولايات المتحدة كاكبر منتج لها.

هوجة عالمية للإستثمار في الطاقة النظيفة

قالت وكالة تابعة للامم المتحدة ان الاستثمارات العالمية في الطاقة المتجددة قفزت بنحو 60 في المئة الى 148 مليار دولار عام 2007 فيما يوصف "بهوجة" الطاقة النظيفة.

وبفضل ارتفاع أسعار الوقود الاحفوري والمخاوف بشأن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي تغذي ظاهرة الاحتباس الحراري ارتفع الاستثمار في الطاقة النظيفة من مصادر مثل الرياح والشمس والوقود الحيوي العام الماضي بوتيرة أسرع ثلاث مرات مما تنبأ به برنامج الامم المتحدة للبيئة.

وقال أكيم شتاينر رئيس البرنامج "مثلما انجذب الالاف الى كاليفورنيا...في أواخر القرن التاسع عشر فان هوجة الذهب الاخضر (الطاقة النظيفة) تجتذب فيالق من منقبي العصر الحديث في مختلف أرجاء الكرة الارضية."

وقال تقرير الاتجاهات العالمية في الاستثمار في الطاقة المتجددة لعام 2008 والذي أصدره البرنامج ان طاقة الرياح اجتذبت أغلب الاستثمارات في العام الماضي اذ استحوذت على 50.2 مليار دولار أي ثلث الاستثمارات في الطاقة النظيفة. بحسب رويترز.

وفي مارس اذار الماضي تجاوز اجمالي طاقة التوليد من مزارع الرياح على مستوى العالم 100 جيجاوات أي ما يكفي لتزويد نحو 75 مليون منزل بالكهرباء.

وقال التقرير ان الاستثمار في الطاقة الشمسية زاد بنسبة 254 في المئة الى 6 ر28 مليار دولار العام الماضي بينما تعثر قطاع الوقود الحيوي اذ تراجعت الاستثمارات فيه بنحو الثلث الى 2.1 مليار دولار. وعموما مثلت الطاقة النظيفة 23 في المئة من الاجمالي العام في العام الماضي. وأضاف التقرير أن الاستثمار العام في الطاقة المتجددة عن طريق الاسواق زاد الى 23.4 مليار دولار من 10.6 مليار عام 2006.

واتجهت أغلب الاستثمارات الى الدول الرئيسية في مجال الطاقة المتجددة في الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة رغم أن الصين والهند والبرازيل اجتذبت 26 مليار دولار العام الماضي بالمقارنة مع 1.4 مليار دولار فقط عام 2004. وتمثل الدول الثلاث النامية 22 في المئة من اجمالي الاستثمارات الجديدة في الطاقة المتجددة.

وزادت الاستثمارات في قطاع الطاقة النظيفة في أفريقيا خمسة أمثال الى 1.3 مليار دولار العام الماضي بعد انكماش تدريجي بدأ عام 2004.

وقال التقرير ان من المتوقع أن ينمو قطاع الطاقة المتجددة الى 450 مليار دولار عام 2012 والى 600 مليار عام 2020.

مبادرة تستثمر نحو ملياري دولار في التقنيات الشمسية 

اعلنت (مصدر) المبادرة التي أطلقتها حكومة أبوظبي من خلال شركة مبادلة للتنمية لتطوير حلول طاقة المستقبل والطاقة البديلة اليوم انها ستستثمر ملياري دولار في التقنيات الكهرو - ضوئية الشمسية.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة ابوظبي لطاقة المستقبل (مصدر) الدكتور سلطان احمد الجابر في بيان له اليوم ان هذا الاستثمار يعد واحدا من اضخم الاستثمارات في مجال الطاقة الشمسية ويهدف الى تمويل استراتيجية تصنيع ثلاثية المراحل لانتاج أحدث جيل من الالواح الكهرو - ضوئية الشمسية الرقيقة.

واضاف الجابر ان المرحلة الاولى تتمثل باستثمار 600 مليون دولار لتمويل اقامة منشأتين للتصنيع الاولى في منطقة ايرفورت بألمانيا وستصبح قيد التشغيل في الربع الثالث من عام 2009 والثانية في ابوظبي وستبدا الانتاج الأولي بحلول الربع الثالث من 2010.

واوضح ان الطاقة الانتاجية السنوية المجمعة لهاتين المنشأتين من الالواح الكهرو - ضوئية تبلغ ما يعادل 210 ميغاواط وسيتم تخصيصها لشركات تركيب الانظمة الكهرو - ضوئية في اوروبا وكذلك لتلبية احتياجات (مدينة مصدر) من الطاقة الشمسية. بحسب تقرير لـ كونا.

وأشار الى ان (مصدر) اختارت المانيا لاقامة منشآتها الاولى نظرا لكونها تعد مركزا عالميا للتكنولوجيا الكهرو - ضوئية حيث ستعمل المنشأة الأول هناك بمثابة محطة مرجعية حيث سيقوم فريق الماني - اماراتي مشترك بنقل التقنيات والمعرفة الى المحطة الكبرى في امارة ابوظبي.

وأكد ان هذا المشروع يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق اهداف (مصدر) الرامية الى تحويل ابوظبي مركزا لتطوير التكنولوجيا بدلا من ان تكون مستوردا لها.

ولفت الى سعي الشركة لتحقيق انتاج سنوي قدره واحد جيغاواط بحلول عام 2014 عبر مجموعة من عمليات التوسع واقامة مشاريع جديدة اخرى ستساهم في جعل (مصدر) احد الرواد العالميين في قطاع التقنيات الكهرو - ضوئية الرقيقة.

وقال سلطان الجابر "ان التقنيات الكهرو - ضوئية الرقيقة تأتي في صلب استراتيجية التطوير والبناء والاستخدام التي نتبناها كي نرسخ حضورا قويا في قطاع الطاقة البديلة".

واضاف ان ذلك الاستثمار سيدعم المكانة البارزة التي تتمتع بها ابوظبي في سوق الطاقة العالمية بوصفها أحد رواد قطاع الطاقة العالمي ومركزا عالميا للطاقة.

وأوضح ان هذا المشروع سيرسخ مكانة مصدر كلاعب رئيسي في التكنولوجيا الكهرو - ضوئية العالمية حيث انها اول منشأة لتصنيع أشباه النواقل الدقيقة المتطورة على مستوى المنطقة والتي من شأنها أن تجعل من أبوظبي مركزا عالميا لتطوير وانتاج حلول الطاقة النظيفة.

تويوتا تطور سيارة تعمل بخلية وقود محسنة

قالت شركة تويوتا اليابانية للسيارات انها طورت سيارة تعمل بخلية وقود متطورة يمكنها أن تقطع مسافة 830 كليومترا بخزان واحد من الهيدروجين في درجات حرارة تصل إلى 30 درجة مئوية تحت الصفر.

وقالت متحدثة باسم الشركة ان السيارة اف.سي.اتش.في -ادف التي لا تطلق أي غازات ضارة ستؤجر لوكالات حكومية وربما لمستخدمين اخرين في اليابان ابتداء من العام الجاري. بحسب رويترز.

وتزيد السيارة الجديدة كفاءة استهلاك الوقود بنسبة 25 في المئة وتشمل وحدة خلايا وقود محسنة وتعديلات أخرى لنظام المكابح وغيرها. ولا ينتج عن عمل محرك السيارة سوى الماء.

وتجمع السيارة الجديدة بين خزان وقود أكبر حجما بقليل وزيادة الحد الاقصى لضغط الوقود في الخزان الامر الذي سمح بزيادة المسافة التي يمكن أن تقطعها من 330 كيلومترا في السيارة السابقة. وتبلغ السرعة القصوى للسيارة 155 كيلومترا في الساعة.

ومن المعتقد على نطاق واسع ان السيارات التي تعمل بخلايا الوقود ستصبح البديل الامثل في الاجل الطويل للسيارات التقليدية لانها تعمل بوقود رخيص لا ينفذ هو الهيدروجين وغير ضارة بالبيئة. وأهم العقبات التي تواجه انتشار هذه السيارات نقص محطات الوقود الخاصة بها وارتفاع كلفة تطويرها.

اليابان تشجع استخدام الطاقة الشمسية في المنازل

قالت صحيفة نيكي المالية اليومية ان الحكومة اليابانية ستطرح اجراءات لتشجيع الاستخدام المنزلي للطاقة الشمسية بتقديم دعم واعفاءات ضريبية ابتداء من السنة المقبلة.

واضافت الصحيفة ان هذه الخطوات التي تأتي عقب مبادرة بيئية اعلنها في وقت سابق رئيس الوزراء الياباني ياسو فوكودا تتضمن خفض تكاليف شراء انظمة الطاقة الشمسية الى النصف في اليابان حيث توجد شركات رئيسية لصناعة مكونات الطاقة الشمسية. بحسب رويترز.

وقالت الصحيفة ان الحكومة تهدف ايضا الى سن قانون جديد العام المقبل يلزم شركات النفط والغاز استخدام قدر معين من الطاقة الانظف مثل الوقود الحيوي ابتداء من عام 2010 عند صنع المنتجات البترولية وتوفير الغاز.

واضافت الصحيفة انه سيتم اتخاذ قرار بشأن تفصيلات الدعم والتخفيضات الضريبية بحلول نهاية اغسطس اب وهو الموعد النهائي لطلبات الميزانية من قبل المكاتب الحكومية للسنة المالية المقبلة التي تبدأ في اول ابريل نيسان.

وكان رئيس الوزراء الياباني الذي يهدف الى اخذ زمام المبادرة في مكافحة التغير المناخي بوصفه المستضيف لاجتماع قمة مجموعة الثماني الشهر المقبل قد كشف النقاب في التاسع من يونيو حزيران عن هدف طويل الامد لخفض انبعاث الغازات المسببة لارتفاع درجة حرارة الارض بنسبة تتراوح بين 60 و80 في المئة من مستوياتها الحالية بحلول عام 2050.

شبكة النبأ المعلوماتية- االثلاثاء  8/تموز/2008 - 4/رجب/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م