![](imeags/045.jpg)
شبكة النبأ: لاتزال النبرة البغيضة المحملة بمشاعر وأفكار
التطرف والظلام الوهابي في المملكة السعودية تبث سمومها واحقادها
في العالم الإسلامي وخارجه بين حين وآخر مشجعة على اتخاذ منهج
تكفير الاخرين والقتل والتدمير والطائفية طريقاً لا حياد عنه رغم
الدعوات المزعومة التي يوجهها حكام السعودية للحوار مع الاخرين
وعدم الاصطدام بالأفكار والثقافات المختلفة ما يدل على زيف هذه
الدعوات ونفاق اصحابها. حيث انهم-حكام السعودية- يرعون بيانات
تكفير الطوائف الاسلامية التي تختلف معهم وخاصة الشيعة، فكيف
يوجهون دعوات الحوار لليهود والمسيحيين واتباع الديانات الاخرى؟!
إنه الزيف والنفاق بعينه ليس إلا.
فقد وجّه رجال دين شيعة في السعودية انتقادات لبيان أصدره
نظراؤهم السنّة يصفهم بأنهم كفار. وقالوا ان مصدّري هذا البيان
لديهم مشاكل نفسية.
وكانت مجموعة من 22 رجل دين مسلم متشدد قالت الشهر الماضي ان
المذهب الشيعي له "أصول كفرية". وجاء هذا التصريح بعدما تمكنت
جماعة حزب الله الشيعية اللبنانية من هزيمة أنصار الحكومة التي
يقودها السنة في العاصمة اللبنانية.
وقال 85 رجل دين وقياديا شيعيا في نقد لاذع غير معتاد "ان هذه
النبرة الحادة وهذا الصوت النشاز الذي يعاني من العقد النفسية
والذي اتخذ التصادم له أساساً والطعن والتطاول - بغير حق- أسلوباً
ومنهجاً لهو ذاته المسؤول عن صناعة المشاهد الدموية المريعة...
ابتداءً مما حدث في بلادنا العزيزة.. وانتهاء لما يحدث في العالم
الاسلامي من مشاهد يضيق البيان عن وصف ما بها من بشاعة ووحشية."
وأفاد البيان الذي أرسل الى رويترز "اننا ندعو اخواننا الذين
بغوا علينا ببيانهم هذا وبفتاوى التكفيرـ أن يقفوا في تأمل
ليراجعوا حساباتهم وليعيدوا قراءتهم للواقع الشيعي المعاصر
بموضوعية ومسؤولية."
واعتبر بعض المراقبين البيان الذي أصدره بعض ممثلي الجناح
المحافظ في المؤسسسة الدينية الرسمية السعودية ضربة لخطة العاهل
السعودي الملك عبد الله لإقامة حوار بين المسلمين واليهود
والمسيحيين وغيرهم من أتباع الديانات.
نص بيان علماء ومثقفي الشيعة في السعودية
رداً على بيان 22 عالماً سلفياً
هذا وجاء في بيان علماء ومثقفي الشيعة في المملكة العربية
السعودية على بيان 22 عالماً سلفياً من علماء المملكة العربية
السعودية ما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ
ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ
وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)النحل 90
العدل والإحسان أساسان ربانيان تنبثق عنهما الكلمة الطيبة التي
تتخذ من المسؤولية الشرعية مرتكزاً ومن الحكمة رؤية فهي تجسد وتكشف
مدى العمق والمستوى الفكري الذي تقوم عليه. الكلمة الطيبة هي تلك
التي تنبض بالمعاني السامية والقيم التي تبني للإنسان حضارته وتكفل
له عيشه الكريم تحت ظلال الأخلاق والضوابط التي ضمنتها له الشرائع
الإلهية السمحة والأعراف الإنسانية ذات النزعة الخيرة وتلك هي أهم
المقاصد التي جاءت بها الشريعة الإسلامية السمحاء.
أما نقيض الكلمة الطيبة فهي التي تتخذ من الهوى والرعونة ما
يمدها بلهيب البغض والكراهية والعبث والاستخفاف بكل ما أنجزه هذا
الإنسان الذي استخلفه الله على هذه البسيطة. لتأتيَ - في حقدٍ -
بتلك المشاهد التي تنفر منها الإنسانية ويتبرأُ منها الضمير الحر.
وما البيان الأخير المتضمن لأسماء 22 عالماً سلفياً من المملكة
العربية السعودية بحق الشيعة الإمامية الاثني عشرية إلا صورة واضحة
على ما تحدثه الكلمة الشوهاء والفكرة الضالة التي تستمد نظرتها من
الأسس الإقصائية الأحادية المتعنتة، والتي تظن جهلاً بأنها قابضة
على الحقيقة برمتها وبأن مفاتيح الجنة بيدها وحدها فترى (بأن:
الشيعة كفارٌ وهم أخطر على الإسلام من اليهود والنصارى)
الله أكبر...! ما هذه الفرية وما هذه الكلمة التي تفوح منها
رائحة الطائفية -البغيضة – والفتنة العمياء فمتى كان الشيعة يشكلون
خطراً على الإسلام. أو لم تكن سيرتهم منذ فجر الإسلام الأول إلى
يوم الناس هذا سيرة وضاءة مشرقة بالمواقف والتضحيات وهل كان جرمهم
أنهم ـ على مر التاريخ ـ كانوا يقدمون القرابين فداءً لرد كل
الهجمات التي تستهدف الإسلام ومواطن الشرف والكرامة. بل ويتخندقون
مع إخوانهم من كافة الطوائف الإسلامية في خط المواجهة لدرء كل
الشرور التي تهدد وحدتهم أو تنال من عزتهم و كرامتهم؟!
إن هذه النبرة الحادة وهذا الصوت النشاز الذي يعاني من العقد
النفسية والذي اتخذ التصادم له أساساً والطعن والتطاول – بغير حق-
أسلوباً ومنهجاً ،لهو ذاته المسؤول عن صناعة المشاهد الدموية
المريعة والأحداث التي هزت كل من أخذ من الإنسانية بنصيب ابتداءً
مما حدث في بلادنا العزيزة حرسها الله بعينه التي لا تنام وانتهاءً
لما يحدث في العالم الإسلامي من مشاهد يضيق البيان عن وصف ما بها
من بشاعة و وحشية. فالتحريض والتغرير والتعبئة وفتاوى التكفير هي
المستند الشرعي الذي تأخذ به الفئة الضالة التي تقوم بعمليات
التفجير الهوجاء وهي الوقود الذي أشعل نار الفتنة التي راح ضحيتها
الآلاف من الأبرياء.
فماذا نال هؤلاء الجناة الذين بثوا هذه الروح العدائية البغيضة
بين الشعوب وبين أبنا أهل الملة الواحدة ؟ وماذا حصد أولئك من وراء
نفث سموم الطائفية الهدامة بين أبناء " لا إله إلا الله محمد
رسول الله " هذا الأساس الذي تتلاشى عنده كل الفوارق وتتحطم معه
سائر الجزئيات التي هي في معظمها قراءات وآراء واجتهادات ومذاهب
يسعها الإسلام بفكره الرصين وآفاقه الرحيبة.
ثم أين يقف هؤلاء و أولئك من قول من أرسله الله رحمة للعالمين
المصطفى الأمجد (ص )الذي يقول " من قال لا إله إلا الله عصم ماله
ونفسه " البخاري ، ك 88 ب3
إن الشيعة الإمامية الاثني عشرية يعتزون ويفتخرون بالانتماء إلى
هذه القمم السامقة من العترة النبوية الهادية ويتعبدون ويتقربون
إلى الله وفق مذهبهم الذي يعتقدون أنه الطريق الأمثل الذي يتوقف
عليه براءة ذممهم أمامه سبحانه وتعالى، ولكنهم في نفس الوقت
يجاهرون ويعلنون احترامهم لكافة المسلمين ويرتبون عليهم كل الآثار
الشرعية التي تترتب على معاملة المسلم بل إن نظرتهم هذه تتعدى لمن
يتعايش معهم سلماً من أهل الملل والأديان التي لا تمت للإسلام
بصلة.
فهذه فتاوى مراجعهم وكبار فقهائهم غير خافية عن كل باحث عن
الحقيقة فهي توجب وترى حرمة دماء المسلمين بكل طوائفهم بل تدعو
للوحدة بينهم فمن الذي حول هذا المفهوم إلى مشاريع واقعية غير
علماء الإمامية على صعيد التأليف والتقريب والشواهد والأمثلة في
تاريخنا المعاصر فقط أكثر من أن يأتي عليها العد والحصر.
( فَمَالِ هَؤُلاَءِ الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ
حَدِيثًا ) النساء 78
نعم متى صار الخلاف الجزئي في العقيدة أو الاجتهادات الفقهية
مدعاة للتشرذم والتناحر والتكفير فالنصوص الشرعية المتسالم عليها
عند الطرفين تحظر مثل هذا التجاوز والتعدي والبغي.
فيا عجباً كيف يتأتى لنا جميعاً شيعة وسنة أن نتفرق عن حقنا
وننشغل بهذه الإثارات والأعداء آخذون علينا آفاق السماء وأطراف
الأرض وهم يضيقون الخناق علينا ويتسورون على حرماتنا ويثبون على
مقدساتنا ، وغير بعيدٍ عنكم تلك الحملات الجائرة التي استهدفت نبي
الإسلام وأنتم لا شغل يشغلكم سوى قوم آمنوا بربهم واتخذوا منهج
أهل البيت النبوي الطاهر مسلكاً لهم في الحياة ذلك النهج النير
الذي يشيع الفضيلة ذلك النهج الذي يؤمن بالتعايش أسلوباً وباحترام
الآخرين طريقةً وبالانفتاح والالتقاء في المشتركات الإنسانية رؤية
يقول الإمام علي c " الناس صنفان إما أخٌ لك في الدين أو نظير لك
في الخلق "
ألم يكن الأجدر بكم أيها الموقعون للبيان أن تدعوا لكلمة سواء
بدلاً من هذه الطريقة أو الأسلوب الذي هو أبعد ما يكون عن الضوابط
الشرعية والأخلاقية، واينكم عن النهج القرآني الذي يدعو للجدل
بالتي هي أحسن والتي طبقها عملياً قائد مسيرة هذه البلاد الطيبة
خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود الذي
آمن بوعيه وإدراكه اليقظ لحساسية المرحلة وما تمر به الأمة من
منعطفات تاريخية خطيرة فقام حفظه الله بتأسيس مركز للحوار الوطني
ثم أتبعه بدعوات للحوار الإسلامي الإسلامي وذهب إلى أبعد من ذلك
حين دعا في مؤتمر مكة للحوار العالمي بين أهل الملل والأديان
الأخرى.
أو لم تكن هذه الخطوات بالتي تحقق مآربكم أو ترضي ضمائركم حتى
قمتم بإصدار هذا البيان الجائر متزامناً مع مؤتمر مكة العالمي ظناً
منكم أنه سيبدد هذه الجهود أو سيعرقل تلك المسيرة المشرقة.
ولكن هيهات.. هيهات إذ أن المسلمين بل جميع أحرار العالم لا
سيما العلماء الباصرين والنخب المثقفين يرفضون بقوة وشجاعة هذا
الخطاب الذي يبعث على العداء ويفت في عضد الوحدة ولا يتناسب مع
القواعد الشرعية وما نصت عليه الوثائق العالمية لحقوق الإنسان. بل
إنهم يحذرون من الآثار التي تترتب على مثل هذا الشحن الطائفي
البغيض الذي يشعل نار الفتنة ويؤخر الأمة ويجتث وجودها فليس هناك
من شيء يخدم أعداء الإسلام بأخطر من هذا المشروع الطائفي الذي يذلل
لهم كل العقبات التي تحول دون الوصول إلى مآربهم وأطمعاهم.
أفلا تتقون الله في هذه الأمة ؟ أما آن الأوان أن توجهوا جهودكم
وإمكاناتكم لبناء واشادة الوحدة والتعاضد بدلاً من الهدم الذي يطال
إخوانكم في المبدأ وشركائكم في الأوطان.
إننا ندعو إخواننا الذين بغوا علينا ببيانهم هذا وبفتاوى
التكفير ـ أن يقفوا في تأمل ليراجعوا حساباتهم وليعيدوا قراءتهم
للواقع الشيعي المعاصر بموضوعية ومسؤولية بعيداً عن استصحاب الحالة
العدائية والموروث التاريخي وأن ينفذوا إلى عمق الأمور لا سطوحها
لتنجلي أمام أعينهم ما عليه الشيعة في الممارسة الواقعية في
المجتمع الإسلامي من تمسك بالأصول الإسلامية ومن التزام بالأخلاق
والتعاليم التي استلهموها من أئمتهم الأطيبين الأطهرين من أهل
البيت النبوي الشريف الذين طبقوا عملياً في سلوكهم النير مفهوم
التلاحم والتعاضد ورفضوا كل أشكال الاختلاف والتناحر وألزموا
أتباعهم بهذه الرؤية التي تفرض علينا الإغضاء عن كل اساءة طالما
يتوقف عليها سلامة أمور المسلمين فقلوبنا مفتوحة وأيدينا ممدودة
لكل من يريد صلاح الأمة وينشد رشدها.
نسأل الله أن يصلح أمور المسلمين وأن يجمع كلمتهم على الخير
والمحبة وأن يلهمهم الرشد والصواب وآخر دعوانا أن الحمد لله رب
العالمين.
جمع من علماء ووجهاء ومثقفي شيعة المملكة
العربية السعودية
مفتي السعودية يحذر المواطنين من التستر
على المتشددين وإيوائهم
من جهة اخرى حذر مفتي السعودية المواطنين والاجانب المقيمين في
المملكة من إخفاء أي معلومات عن المتشددين.
جاء ذلك في بيان للشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي المملكة
العربية السعودية صدر في أعقاب اعلان الحكومة الاسبوع الماضي أنها
تحتجز 520 مشتبها بهم منذ القاء القبض عليهم في يناير كانون الثاني
لتخطيطهم لشن هجمات بسيارات ملغومة على منشآت نفطية وأمنية.
وجاء في البيان الذي بثته وكالة الانباء السعودية الرسمية "أحذر
اخواني المواطنين والمقيمين في هذه البلاد من التستر على هؤلاء أو
إيواءهم فان هذا من كبائر الذنوب."ويأتي بيان المفتي ضمن حملة
إعلامية مُستمرة على أفكار المتشددين في المملكة.
وقال المفتي في بيانه "ان ما يصيب المسلمين في عصرنا الحاضر من
تسلط لقوى البغي وما يحصل من عدوان على الاسلام وأهله واحتلال لبعض
بلدانهم وإزهاق أرواحهم واستباحة حرماتهم لا يكون مُبررا بأية حال
للتفجير والتكفير والخروج على ولاة الأمر وجماعة المسلمين."وأضاف "السمع
والطاعة لولي الأمر من المسلمين في غير معصية أصل من أصول أهل
السنة والجماعة."
وكان متشددون متحالفون مع تنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامة بن
لادن قد بدأوا حملة في عام 2003 لزعزعة استقرار الحكومة السعودية
المتحالفة مع الولايات المتحدة بهجومين انتحاريين على مجمعات سكنية
للأجانب في الرياض. لكن قوات الأمن السعودية أنهت أعمال العنف
بالتعاون مع خبراء أجانب في حملة لمكافحة العنف نالت استحسان الغرب.
وكان آخر هجوم كبير محاولة فاشلة لاقتحام أكبر محطة لمعالجة
النفط في العالم في أبقيق في فبراير شباط عام 2006.
وتقول الحكومة منذ ذلك الحين انها اعتقلت مئات المشتبه بهم لكن
محللين يشككون في أن يكون بينهم الكثير من غلاة المتشددين الذين
يسعون لإحياء نشاط القاعدة.
ويقولون ان من أهداف إعلانات الحكومة هدف وقائي لتذكير
المواطنين بالتزام اليقظة حيث أن الفكر الأصولي المتشدد ما زال
سائدا في المجتمع. وسافر كثير من السعوديين للمشاركة في القتال في
العراق.
تنظيم القاعدة في السعودية تحت السيطرة
رغم الاعتقالات
ويقول محللون إن حملة شنتها السلطات السعودية في الآونة الأخيرة
ضد مسلحين مشتبه بهم تعيد للأذهان أن تنظيم القاعدة ما زال يمثل
خطرا محتملا على اقتصاد المملكة القائم على صناعة النفط.
وقال توماس هيجهامر الباحث المساعد بجامعة برينستون "تهديد
الارهاب حقيقي بلا شك لكن من الصعوبة بمكان تحديد مدى خطورته."
ومضى يقول "كثير من الاشخاص الذين اعتقلوا لم يكونوا يخططون
لهجمات داخل المملكة بل كانوا يجندون (عناصر) للعراق أو يسهمون في
منتديات الانترنت الجهادية. فيما مضى كان يتم تقليل -نشاط تنظيم
القاعدة اما الان فربما تكون هناك مبالغة في تقديره." وأشار
هيجهامر الى أن السعودية ستزخر بالفكر الجهادي لسنوات قادمة لان
مؤسستها الوهابية الدينية الرسمية أسهمت في اكساب المفهوم العام
شرعية لعقود.
وبدأ "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب" حملة لزعزعة استقرار
الحكومة السعودية المتحالفة مع الولايات المتحدة عام 2003 حيث نفذ
تفجيرين انتحاريين استهدفا مجمعات سكنية يقطنها أجانب في الرياض.
وتوقفت أعمال العنف التي قادها سعوديون شاركوا في أنشطة مسلحة
في أفغانستان ونقاط ساخنة أخرى بجهد من قوات الامن السعودية
بالتعاون مع خبراء أجانب في حملة مضادة للعنف حظيت بالاشادة في
الغرب.
وكان الهجوم الكبير الاخير محاولة فاشلة لتفجير اكبر منشأة
لتكرير النفط في أبقيق في فبراير شباط 2006. ومنذ ذلك الحين تقول
الحكومة انها اعتقلت مئات المشتبه بهم لكن محللين واثقون بشدة من
نجاح الحملة الامنية بحيث انهم يشكون في ما أعلنته السعودية في
الاونة الاخيرة والذي صاحبته ضجة في وسائل الاعلام الحكومية.
وكانت اللغة المستخدمة في الاعتقالات الاخيرة مبهمة وتنطوي على
تكرار حيث تحدثت في بعض النقاط عن الهجمات على "منشات نفطية" وفي
نقاط أخرى عن هجوم بسيارة ملغومة على منشأة نفطية وأخرى أمنية.
ونقل عن وزير الداخلية الامير نايف قوله يوم الاحد ان 90 في
المئة من المشتبه بهم سعوديون لكن لم ترد معلومات عن هوياتهم او
هويات مئات اخرين اعتقلوا على مدار العام المنصرم.
ويقول معارضون سعوديون ان هناك ما يزيد عن ثلاثة الاف مشتبه بهم
محتجزون في السجون السعودية دون توجيه اتهامات لهم. وتحدثت الحكومة
مرارا عن اجراء محاكمات لكنها لم تتم.
وأشار دبلوماسي غربي في الرياض الى أن الاعلانات التي صاحبها
الكثير من الضجة على مدار العام المنصرم جزء من "معركة مستمرة
للعلاقات العامة بين ال سعود (الاسرة الحاكمة) وتنظيم القاعدة."
ومضى يقول "وجهة نظري الشخصية أن وزارة الداخلية كثيرا ما تحب
تذكرة الجماهير بأن ثمة تهديدا ارهابيا قائما."
وتوجه مئات السعوديين الى العراق منذ جاء الغزو الذي قادته
الولايات المتحدة عام 2003 بحكومة متحالفة مع الولايات المتحدة
يغلب عليها الشيعة بدعم من القوات الامريكية.
وقال علي الاحمد وهو معارض مقره واشنطن ان تهديد الاسلاميين
حقيقي لكنه ايضا تحت سيطرة الحكومة.
وأضاف أن وجود الجماعات الشبيهة بتنظيم القاعدة يتيح للحكومة
السعودية ستارا رائعا يتيح لها لعب دور الضحية في واشنطن والغرب.
سعودية تطالب بالإفراج عن زوجها الإصلاحي
من جهة اخرى تتواصل حملات الاعتقال ضد الداعين للديمقراطية
والإصلاح في مؤسسات الحكم السعودي. فقد قالت جميلة العقلة انه
عندما اعتقلت قوات أمن الدولة السعودية زوجها الشهر الماضي أمضت
خمسة أيام في البحث عنه قبل ان تجده في أحد السجون.
وخلال هذه المدة سألت عنه في المستشفيات ومركز شرطة المنطقة كما
اتصلت بزملائه الذين يعملون مع جماعات محلية لحقوق الانسان.
وعندما حاولت تفقد مكتبه الذي جرى تفتيشه بعنف في حرم جامعة
الملك سعود قام أحد حراس الأمن بابعادها.
وعرفت العقلة في نهاية الأمر ان قوات أمن الدولة حبست زوجها
متروك الفالح أستاذ العلوم السياسية والناشط الاصلاحي السياسي في
سجن العليشة في الرياض.
وبعد بعض الالتماسات وافق مسؤولو السجن من باب الشفقة على أخذ
العقلة الى سجن الحاير خارج الرياض والذي يُحتجز فيه متشددون ويخضع
لاجراءات أمنية مُشددة. وكان قد تم نقل الفالح الى هناك بعد ان رفض
التعاون مع المحققين.
وقالت العقلة "جلست معه. بكينا كثيرا. ربما استغرقت (الزيارة)
15 دقيقة."وقالت عن نقله الى سجن الحاير "أخذوه مُقيدا بالسلاسل
والأغلال ومعصوب العينين وانطلقوا به سريعا بالسيارة لبث الرعب في
قلبه. ( وتساءلت) لماذا يستحق الذهاب الى (سجن) الحاير؟.. (انهم)
أناس لديهم عقل للتفكير وحلم لحياة أفضل."
وبعد رفض السماح لها بزيارته منذ ذلك الحين بدأت العقلة الآن في
توجيه رسائل الى الملك عبد الله ومناشدات لوزارة الداخلية من أجل
الحصول على رقم الفاكس الخاص بالامير محمد بن نايف مساعد وزير
الداخلية. ورفض متحدث باسم وزارة الداخلية التعليق.
وقالت العقلة انها تتلقى مكالمات من نساء من معارفها يوجهن لها
النصح بتجنب الصحافة. وأشارت ضابطات في سجن الحاير الى ضرورة ان
يكف الفالح عن الحديث ويساعد عائلته على ان تبحث عن رزقها.
وتسأل العقلة قائلة "متى ستتغير المملكة العربية السعودية في
اعتقادكم؟..."واضافت "انها بلدي وانا أحبها. كيف ستحلون أي مشكلة
اذا التزمتم الصمت؟."
وبالنظر الى آراء الفالح السياسية فهو يعتبر من المنادين
بالقومية العربية وهو واحد من أبرز الناشطين في السعودية الذين
ينادون بالاصلاح السياسي. ولم يفكر الفالح في مغادرة البلاد من أجل
مباشرة عمله السياسي من الخارج بلا متاعب.
وحُكم عليه بالسجن لمدة سبعة أعوام عام 2005 مع اثنين آخرين
بتهمة إعداد عريضة تطالب الحكام السعوديين بتحديد إطار زمني لتحويل
النظام السياسي المُغلق الى نظام ملكي دستوري.
وأصدر الملك عبد الله عفوا عنهم لدى توليه الحكم في وقت لاحق من
ذلك العام ولكن جرى اعتقال عدد من الناشطين منذ ذلك الحين دون
اتهامات أو أي صلة واضحة بين اعتقالهم والانشطة السياسية.
وظل تسعة في السجن منذ فبراير شباط 2006 للاشتباه في ضلوعهم في
" تمويل الارهاب". ونالت الحكومة بعض الثناء من الولايات المتحدة
عن جهودها في مكافحة متشددي القاعدة. واستهدف احدهم تنظيم "مظاهرة
من اجل الاصلاح" في انتهاك على ما يبدو للحظر المفروض على نشاط أي
أطراف سياسية.
واعتقل صاحب مدونة لأكثر من شهر في وقت سابق من هذا العام بعد
ان شن حملة من أجل إطلاق سراحهم.
ويقضي عبد الله الحامد الذي جرت محاكمته والحكم عليه مع الفالح
في عام 2005 حكما بالسجن لمدة ستة أشهر بتهمة تحريض النساء على
التظاهر احتجاجا على اعتقال أزواجهن.
وقبل يومين من اعتقاله نشر الفالح تقريرا يسرد بالتفصيل الاوضاع
المتردية في سجن امن الدولة الذي يحتجز فيه الحامد بمنطقة بريدة.
وقالت زوجة الفالح "متروك ليس ضد الحكومة انه ضد العنف. انه ضد
الراديكالية ونحن نريد ان نقاتل سويا مع الحكومة ضد
الراديكاليين."واضافت "الآن هو معهم في سجن الحاير." |