ملف الإنتخابات الأمريكية: صراع بين العُمر والعِرق

شبكة النبأ: يعقد العرق الذي ينتمي اليه باراك اوباما مرشح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية مسعاه للوصول إلى البيت الأبيض حسبما يقول أمريكيون في مقابلات ومن خلال استطلاع للرأي أظهر أن نحو ثلثهم يعترفون بالشعور بتحامل عرقي. بينما يقلق الامريكيون من انتخاب رئيس في عُمر المرشح الجمهوري مكّين الذي تجاوز السبعين سنة.

وفي مقابلات مع رويترز أكد بعض الامريكيين نتيجة أظهرتها دراسة مسحية أجرتها صحيفة واشنطن بوست بالاشتراك مع قناة اي. بي.سي نيوز الاخبارية الامريكية وتفيد بأن العلاقات بين الاعراق في الولايات المتحدة في تحسن لكن المشاكل ما زالت مستمرة.

اوباما سناتور ايلينوي الذي سيصبح أول رئيس امريكي منتخب من أصول افريقية قال انه يتوقع من الجمهوريين أن يسلطوا الضوء على مسألة أنه أسود لمحاولة اخافة الناخبين منه.

وقال نحو نصف الذين استطلعت اراؤهم ان العلاقات بين الاعراق في وضع سيء. واعترف ثلاثة من كل عشرة بالتحامل العرقي.

ويهدف استطلاع الرأي الى المساعدة في الحكم على أثر كل من العرق والسن في انتخابات نوفمبر تشرين الثاني التي يخوض فيها اوباما المنافسة ضد مرشح الحزب الجمهوري جون مكين لخلافة الرئيس الجمهوري جورج بوش. بحسب رويترز.

وسيكون مكين الذي سيبلغ الثانية والسبعين من العمر في اغسطس اب اكبر رئيس امريكي منتخب للولاية الرئاسية الاولى سنا. وأظهر استطلاع الرأي أن المخاوف بشأن سن مكين اكثر وضوحا من المخاوف المتعلقة بعرق اوباما.

قدم اوباما (46 عاما) الذي ولد لام بيضاء من كانساس وأب اسود من كينيا نفسه بوصفه مرشحا يستطيع تضييق هوة الخلافات في البلاد بما في ذلك تلك المتعلقة بالعرق.

وتقول الفنانة ستيسي جونسون التي تعيش وتعمل في جنوب اريزونا: امريكا قطعت شوطا طويلا لكنها لم تصل بعد الى حيث يجب أن تكون... على الرغم من أنه لم تعد هناك اعدامات بدون محاكمات فانها ما زالت في خلفية أذهان الناس، ما زال هناك تحامل.

وقال 51 في المئة ممن استطلعت اراؤهم ان العلاقات بين الاعراق ممتازة أو جيدة لكن الهوة بين اراء البيض والسود بشأن العرق هي الاوسع منذ استطلاعات للرأي يعود تاريخها الى عام 1992 حيث أبدى السود اراء اكثر سلبية وفقا لما أظهره الاستطلاع.

ويقول مسؤولون عن الاستطلاع انه بدا أن بعض المشاركين أدلوا باراء معتدلة تجنبا للكشف عن الانحياز في البلاد التي عانت انقسامات بشأن العبودية والتفرقة العنصرية والتي يعود تاريخها الى ما قبل انشاء الولايات المتحدة منذ اكثر من 230 عاما.

وفي مقابلة قالت ماجي وينفري وهي مدرسة من جورجيا انها شهدت تغيرا ايجابيا في المواقف على مدار العقود الماضية بسبب تزايد أعداد المهنيين السود في نظام المدارس والمهاجرين خاصة من ذوي الاصول الاسبانية.

وأضافت وينفري التي تعمل في مدرسة في نوركروس بجورجيا ووصفت نفسها بأنها ديمقراطية ليبرالية: منذ عشر سنوات كانت العلاقات بين الاعراق مختلفة تماما. وأضافت أن من المرجح أن يكون الديمقراطيون اكثر انفتاحا وشمولا فيما يتعلق بالعرق عن الجمهوريين.

وأشارت الى أنه من بين اثار هذا التنوع في مدرستها أن الناس اكثر وعيا بما يبدونه من تحامل وقالت ان مسألة أن ثلث من استطلعت اراؤهم ذكروا أنهم يشعرون بتحامل ضد الاخرين مؤشر صحي على تزايد فهم الذات.

وعلى الرغم من سمعة امريكا بأنها بوتقة تنصهر فيها الجنسيات والاعراق المختلفة يعيش كثيرون في مناطق لا يوجد بها تنوع عرقي يذكر. ويقول روبرت كوتشران من بونتيفول في يوتا انه في مدينته تتشكل الاراء المتعلقة بالعرق بسبب انعدام وجود غير البيض.

ويشير كوتشران (47 عاما) وهو يعمل في القطاع المالي: الناس لا يحصلون على معلومات ولم تتح لهم الفرصة ليقابلوا أشخاصا من أعراق أخرى. يجعل هذا الناس حذرين لان هذا أمر غير مألوف بالنسبة لهم.

أوباما يشوّه الإنجيل بقوله عن حداثة العالم

ووجه زعيم إنجيلي أمريكي بارز، أصابع الاتهام إلى السيناتور عن ولاية إلينوي والمرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية، باراك أوباما، بتشويه الإنجيل عمداً واتباع "تفسير غريب" للدستور الأمريكي.

فقد انتقد مقدم البرنامج الإذاعي "ركز على العائلة"، جيمس دوبسون، المرشح الرئاسي الديمقراطي بشأن تعليقات أدلى بها في خطاب وجهه للجمعية المسيحية الليبرالية "نداء للتجديد" قبل نحو عامين، وتحديداً في يونيو/حزيران عام 2006.

وفي خطابه، ألمح أوباما إلى أنه من غير العملي الحكم بالاستناد فقط إلى الإنجيل، منوهاً إلى أن بعض الفقرات تشير إلى السماح بالعبودية وأن تناول المحار أمر مشين.

وتساءل أوباما في خطابه: أي مقاطع من النص يجب أن توجه السياسية العامة؟ هل علينا أن نتبع سفر اللاويين، الذي يلمح إلى أن العبودية أمر عادي، بينما تناول المحار هو أمر مقيت؟ أو نتبع سفر التثنية، الذي يلمح إلى رجم طفلك حتى الموت إذا انحرف عن الدين؟ أو هل نتمسك فقط بعظة الجبل؟

وأضاف أوباما، إذن قبل أن ننخرط في الأمر، علينا أن نقرأ إنجيلنا الآن.. الناس لا يقرؤون إنجيلهم. بحسب (CNN).

وقال دوبسون في تعليقاته التي أذيعت مؤخرا، إنه لم يكن لزاماً على أوباما أن يلمح إلى قوانين قديمة تتعلق بالطعام مقتبسة من العهد القديم، لم تعد ذات صلة بتعاليم العهد الجديد.

وأضاف قائلاً: أعتقد أنه يحرف الفهم التقليدي للإنجيل عمداً لكي تتناسب مع رؤيته العالمية الخاصة، ديانته المشوشة، مضيفاً أن أوباما يلقي بالفهم الإنجيلي في القمامة.

وردا على تعليقات دوبسون، جادل أوباما بشدة بشأن الادعاء بأنه قام بتحريف الإنجيل.

وقال للصحفيين في حملته: يتوجب على الشخص أن يكون واقعاً تحت ضغط هائل ليخرج بتلك النتيجة. إنه خطاب يؤكد على دور الدين، ليس فقط في حياتي، ولكن في حياة الشعب الأمريكي، ويشير إلى أننا نقترف الخطأ بمحاولة إبعاد الإيمان عن الساحة العامة.

بيل كلينتون والمساعي الجادة لمساعدة أوباما

نفت هيلاري كلينتون تكهنات بأن زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون لا يشاركها الحماس فيما يبدو لمساندة حملة باراك أوباما المرشح الديمقراطي في انتخابات الرئاسة.

وقالت كلينتون بعد يوم من اصدار المتحدث باسم زوجها بيانا من جملة واحدة لمساندة أوباما الذي سيواجه المرشح الجمهوري جون مكين في انتخابات الرئاسة في نوفمبر تشرين الثاني قال انه سيفعل كل ما يستطيع وكل ما يطلب منه.

وأثنى الرئيس السابق بشكل عابر على سياسة أوباما في مجال الطاقة في مطلع الاسبوع لكنه لم يقل حتى الان علنا انه سيساند المرشح الديمقراطي الذي تغلب على زوجته بفارق بسيط في عدد الاصوات اللازمة لنيل تأييد الحزب لترشيحه في انتخابات الرئاسة خلال حملة اتسمت بالخشونة.

وذكر معاون لقيادة الحزب الديمقراطي ان الرئيس السابق الذي تولى المنصب فترتين يجد صعوبة في تقبل الهزيمة اكبر مما تجد زوجته. وقال المعاون: لكنه سيصل الى ذلك. أما هي فتتحرك بسرعة. بحسب رويترز.

وينتظر أن تعقد هيلاري كلينتون التي أقرت بالهزيمة وأعلنت تأييدها لاوباما في السابع من يونيو حزيران أول اجتماع لتوحيد صفوف الحزب مع منافسها السابق عضو مجلس الشيوخ عن ولاية الينوي في يونيتي بولاية نيوهامبشير.

كما التقت في اجتماع خاص مع أعضاء ديمقراطيين بمجلس النواب بعد يوم من عودتها الى الكونجرس وترحيب زملاء ديمقراطيين بها من أعضاء مجلس الشيوخ في غداء خاص.

وسعت كلينتون عضو مجلس الشيوخ عن نيويورك خلال اللقائين الى حشد التأييد لاوباما وانهاء أي شقاق يمكن أن يكون قد سببه تنافسهما على الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي في الوقت الذي تقترب فيه انتخابات الرئاسة والكونجرس في نوفمبر تشرين الثاني.

وقالت كلينتون في أعقاب الاجتماع بينما كان زعماء الديمقراطيين في مجلس النواب يقفون بجانبها: أنا ملتزمة مئة في المئة بأن أفعل كل ما في وسعي لضمان تنصيب السناتور أوباما الرئيس القادم للولايات المتحدة.

وسئلت كلينتون بشأن التكهنات بأن زوجها ليس متحمسا فيما يبدو بدرجة كافية لمساندة حملة أوباما فأشارت في بادئ الامر الى أنه موجود في لندن للمساعدة في الاحتفال بالعيد التسعين لميلاد رئيس جنوب افريقيا السابق نيلسون مانديلا.

ثم ركزت على انتخابات الرئاسة الامريكية المقبلة وقالت عن زوجها: سيكون لدينا جميعا نحن الديمقراطيين عملا كثيرا بمن فينا هو.

وذكر زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب ستيني هوير أنه ليس متأكدا مما اذا كان الرئيس السابق يواجه صعوبة أكبر من زوجته في تجاوز مرحلة الانتخابات التمهيدية.

وقال هوير في مقابلة قصيرة: لا أعرف ما اذا كان هذا هو الحال. لكن لا شك عندي في أن بيل كلينتون سيشارك بحماس في حملة السناتور أوباما.

تركات ثقيلة لسياسة بوش تحد من فرص الرئيس القادم

عندما يتولى الرئيس الامريكي القادم سواء كان الجمهوري جون مكين أو الديمقراطي باراك أوباما السلطة في العام القادم فمن المحتم أنه سيجد أن تركة الرئيس جورج بوش الخاصة بالميزانية تستحوذ على البيت الابيض.

ويقول محللون ان بوش سيترك وراءه عجزا قياسيا استمر لسنوات متتالية في الميزانية واقتصادا راكدا وتكاليف متزايدة للرعاية الصحية والمعاشات ومن المرجح أن هذا كله سيحد من قدرة من سيخلفه على اتباع سياسات خاصة به.

ورسم أوباما الخطوط العامة لمجموعة من البرامج الطموحة قد تبلغ تكلفتها مئات مليارات الدولارات. وتشمل هذه البرامج مشاريع مختلفة من اعادة بناء الجسور في الولايات المتحدة الى توسيع برنامج الرعاية الصحية ليشمل 47 مليونا من الامريكيين لا يشملهم التأمين الصحي. بحسب رويترز.

ويتطلع مكين الى جعل التخفيضات الضريبية التي قدمها بوش في عامي 2001 و2003 تخفيضات دائمة والى خفض ضرائب الشركات وتبسيط قانون الضرائب. ومن شأن هذه الاجراءات أن تحد من الايرادات الاتحادية بدرجة كبيرة.

قالت مايا ماكجينس رئيسة اللجنة المسؤولة عن الميزانية وخبيرة الميزانية في نيو أمريكا فاونديشن: بينما سيخوض كل منهما الانتخابات ببرنامج فان برنامجا اخر سيقدم للفائز في اليوم الذي سيتولى فيه السلطة.

وتنامى عجز الميزانية الامريكية في ظل ادارة بوش بسبب العديد من جولات تخفيض الضرائب التي قلصت الايرادات في الوقت الذي باشرت الحكومة حربين في العراق وأفغانستان تبلغ تكلفتهما 11 مليار دولار شهريا.

وقد يترك بوش لمن سيخلفه عجزا قياسيا في الميزانية قدره 500 مليار دولار مقارنة بفائض قدره 128 مليار دولار ورثه عندما تولى منصبه في عام 2001.

وفي عهد بوش تضاعف تقريبا الدين القومي ليصل الى عشرة تريليونات دولار. ويتطلب ذلك دفع أقساط فائدة تبلغ حوالي 200 مليار دولار سنويا وهو يفوق أي بند واحد من بنود انفاق الحكومة الامريكية باستثناء الدفاع وصندوق معاشات الضمان الاجتماعي وبرنامج الرعاية الصحية للمسنين.

وايجاد ايرادات لتمويل الانفاق على برامج جديدة أو لتغطية المزيد من التخفيضات الضريبية قد يكون صعبا بشكل خاص.

وسيرث الرئيس القادم اقتصادا راكدا تعيقه أسعار الطاقة المرتفعة وركودا في سوق الاسكان تسبب فيه جزئيا سعي ادارة بوش للتوسع في تملك البيوت.

وتعني الاوقات الصعبة بالنسبة للشركات والمستهلكين أن الحكومة ستحصل ايرادات أقل من الضرائب. وتشير مذكرة بحثية أعدتها مؤسسة جولدمان ساكس الى تراجع ايرادات ضرائب الشركات بنسبة 14 في المئة في معظم العام الماضي والى أن ايرادات الضرائب من أجور العمال لم تشهد زيادة في الاونة الاخيرة.

واقترح مكين تطبيق اعفاء من ضريبة البنزين خلال الصيف وتخفيضات ضريبية أخرى لاعطاء دفعة للاقتصاد. لكن من المحتمل أنه سيواجه وقتا صعبا لتمريرها في الكونجرس الذي يتوقع أن يظل خاضعا لسيطرة الديمقراطيين.

وقال أوباما انه قد يؤجل الزيادات الضريبية التي اقترحها على الاثرياء اذا ظلت الصورة الاقتصادية كئيبة.

وستفرض المدفوعات المتضخمة للمسنين من خلال الضمان الاجتماعي والرعاية الصحية مشكلة متنامية بالنسبة للمتقاعدين البالغ عددهم 77 مليونا ولدوا في فترة الانفجار السكاني بين عامي 1946 و1964.

ويشير برايان رايدل خبير الميزانية في مؤسسة هريتيج الى أن سيتعين على كل أسرة أن تدفع ألفي دولار كضرائب اضافية سنويا لتغطية هذه التكاليف بحلول عام 2017 عندما تنتهي فترة الولاية الثانية لاوباما أو مكين.

وقال رايدل انه من غير المرجح بشدة ألا نرى أبدا استعادة الميزانية لتوازنها مرة أخرى ما لم يجر اصلاح الضمان الاجتماعي والرعاية الصحية.

مكين يوعد بقرب نهاية الاعتماد الأمريكي على النفط

قال جون مكين المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الامريكية انه سيضع في حالة فوزه الولايات المتحدة على طريق تخليص نفسها من الاعتماد على النفط الاجنبي بحلول العام 2025 متعهدا بكسر نفوذ أوبك على الامريكيين.

وقال مكين بداية من ولاية الرئيس القادم يجب أن نسيطر على مستقبلنا في مجال الطاقة ونصبح مرة أخرى سادة مصيرنا. واصفا الاعتماد الامريكي على النفط الاجنبي الذي ترتفع تكاليفه باطراد بأنه وضع خطير يهدد الاقتصاد الامريكي.

وينافس مكين المرشح الديمقراطي باراك أوباما في الانتحابات الرئاسية في نوفمبر تشرين الثاني وهما منخرطان في سجال بشأن سبل معالجة معضلة الطاقة المتفاقمة في وقت يترنح الامريكيون تحت وطأة أسعار البنزين التي تجاوزت أربعة دولارات للجالون وساهمت في دفع الاقتصاد الامريكي الى حافة الركود. بحسب رويترز.

واستعرض مكين في خطب له خططا لتقديم حوافز من أجل تطوير السيارات التي تعمل بالكهرباء وتشجيع بناء محطات نووية جديدة والسماح بالتنقيب عن النفط في المياه الامريكية والاستثمار في تقنيات الفحم النظيف.

وقال: في الايام الاخيرة عرضت على الشعب الامريكي خطة للطاقة. ولندشنها اليوم بهذا الالتزام.. في عالم من موردي النفط العدائيين وغير المستقرين سيحقق هذا البلد اكتفاء ذاتيا استراتيجيا بحلول 2025.

ولم يحدد الرئيس جورج بوش قط موعدا محتملا لتحقيق الاكتفاء الذاتي من النفط. ويغطي النفط الاجنبي نحو 60 في المئة من الطلب الامريكي على الخام أي ثلاثة براميل من كل خمسة تستهلكها الولايات المتحدة.

وقال مكين: معا سنكسر نفوذ أوبك على الولايات المتحدة. وأبدا لن نترك ثانية مصالحنا الحيوية تحت رحمة أي قوة أجنبية، مشيرا الى منظمة البلدان المصدرة للبترول.

السياسة الخارجية للمحافظين الجدد وهجوم اوباما

يقول خبراء إن جون مكين مرشح الحزب الجمهوري يمكن أن يكون معرضا للهجوم في ما يتعلق بالسياسة الخارجية والأمن القومي وهما أهم موضوعين تقوم عليهما حملته حتى الآن إذا استطاع باراك اوباما أن يجسده على أنه رمز للتناقض والايديولوجية المتشددة.

مكين الطيار السابق بالبحرية وأسير حرب فيتنام الذي قضى 25 عاما بالكونجرس مقابل السنوات الثلاث التي قضاها اوباما هناك جعل من خبرته محورا لحملته للانتخابات الرئاسية التي تجري في نوفمبر تشرين الثاني فيما دأب على اتهام أوباما بأنه ضعيف ولم يختبر.

وحاول الديمقراطيون بقيادة اوباما نفسه تجسيد مكين على أنه لا يختلف عن الرئيس جورج بوش الذي انخفضت شعبيته مع انخفاض شعبية حرب العراق المستمرة منذ خمس سنوات والتي ينحي الكثير من الامريكيين باللائمة فيها على المحافظين الجدد الموجودين في ادارته.

وقال السناتور الديمقراطي جوزيف بايدن الذي يرأس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ والذي ينظر اليه على أنه مرشح اوباما المحتمل لمنصب نائب الرئيس: هذه فرصة لنا لنقل المعركة الى ساحة الجمهوريين وألا نكتفي فقط برد الفعل على السياسة الخارجية والامن القومي بل نكون هجوميين. بحسب رويترز.

وكان مكين متقدما على اوباما في مجال السياسة الخارجية في استطلاعات الرأي. ويري 51 في المئة من الناخبين المسجلين أن مواقف سناتور اريزونا "سليمة" مقابل 43 في المئة لصالح اوباما وذلك وفقا لبيانات جمعها بيو ريسيرش سنتر فور ذا بيبول اند ذا برس بين 21 و25 مايو ايار.

وقال 43 في المئة اخرون من الناخبين ان اوباما ليس صارما بالدرجة الكافية على صعيد العلاقات الخارجية فيما وصفه ثلاثة في المئة بأنه شديد الصرامة. وعلى النقيض ذكر 16 في المئة أن مكين ليس صارما بما فيه الكفاية بينما قال 22 في المئة انه شديد الصرامة. وجمعت هذه البيانات بهامش خطأ 3.5 في المئة.

لكن تيد جالين كاربنتر من معهد كاتو وهو مؤسسة بحثية ليبرالية وكان معارضا لحرب العراق قال ان ترشيح مكين يمكن أن يتضرر بشدة اذا شن الديمقراطيون هجوما مستديما يستهدف على وجه الخصوص العلاقات المستمرة منذ فترة طويلة بين الجمهوريين والمحافظين الجدد.

ويعتقد كاربنتر أن المستشارين الاكثر واقعية في حملة مكين مثل هنري كيسنجر يزينون الواقع الى حد كبير لحمايته من اتهامات الديمقراطيين بأنه ينتمي الى المحافظين الجدد بالفعل.

وأضاف، مكين تابع مملوك بالكامل لحركة المحافظين الجدد تقريبا حين يتعلق الامر بالسياسة الخارجية.

ومضى يقول: يجب أن يتخذ الديمقراطيون موقفا هجوميا ويظلوا على هذا الموقف. يجب أن تكون فحوى الرسالة أن جون مكين وفريق السياسة الخارجية الخاص به يمثلون خطرا شديدا للغاية على امريكا... والناخبون الامريكيون الذين يساورهم القلق في هذا المجال من المحتمل جدا أن يتجنبوا مكين.

والشخص الذي ينتمي لتيار المحافظين الجدد يكون اكثر ميلا من المحافظين الاخرين لدعم دفاع الحكومة القوي عن المبادئ الاخلاقية والسياسة الخارجية التي تنطوي على التدخل.

وكان المحافظون الجدد مثل بول ولفويتز نائب وزير الدفاع السابق المهندسون الاساسيون لحرب العراق ولمبدأ بوش الخاص بالقيام بالاعمال العسكرية الوقائية.

ويقول محللون ان مكين هو الاخر يمكن أن يكون عرضة للهجوم بسبب التصريحات المتناقضة التي تشير الى التنافس بين المحافظين الجدد الذين أثروا على بوش في ما يخص العراق وقضايا أخرى متصلة بالسياسة الخارجية وبين معسكر اخر للسياسة الخارجية يضم من يطلق عليهم الواقعيون مثل هنري كيسنجر.

ويستشهدون على سبيل المثال بالنداء الذي وجهه مكين لاستبعاد روسيا من مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى بوصفه موقفا من مواقف المحافظين الجدد يمكن أن يعوق دعوته الاكثر اعتدالا لاجراء محادثات مع موسكو للحد من التسلح.

ويشير محللون الى أن المذهب المثالي الذي يتبعه المحافظون الجدد فيما يبدو وراء فكرته بأن الشؤون العالمية يجب معالجتها من خلال اتحاد للديمقراطيات على الرغم من أن الولايات المتحدة بحاجة الى العمل مع دول اوتوقراطية من بينها مصر والسعودية في قضايا حيوية منها النفط والسلام في الشرق الاوسط والارهاب.

ويقول نورمان اورنشتاين من معهد امريكان انتربرايز وهو مؤسسة بحثية محافظة: لدينا جون مكين الواقعي الذي يحاول التعايش سلميا مع جون مكين المنتمي للمحافظين الجدد.

ويقول ديريك تشوليت من سنتر فور اي نيو امريكان سيكيوريتي ان التناقض علامة على اضطراب في صفوف خبراء السياسة الخارجية الجمهوريين الذين تضررت مصداقيتهم على نطاق واسع في أذهان الناخبين بعد سبع سنوات من ادارة بوش. وكان تشوليت مستشارا لسناتور نورث كارولاينا السابق جون ادواردز عضو الحزب الديمقراطي الذي خاض انتخابات الترشح للرئاسة.

الانترنت والانتخابات الامريكية في سباق جديد

تقول دراسة ان شبكة الانترنت تلعب الآن دورا مركزيا في الحياة السياسية بالولايات المتحدة مع استخدام حوالي نصف الامريكيين لشبكة المعلومات العالمية وغيرها من وسائل الاعلام الجديدة لتتبع الحملة الرئاسية.

وفي الدراسة التي أجراها مشروع الانترنت والحياة الامريكية في معهد بيو قال 17 في المئة من البالغين انهم يتصفحون يوميا المواقع السياسية أو يقرأون البريد الالكتروني والرسائل النصية للحملات او يستخدمون الانترنت بصورة عامة لمتابعة الانتخابات. بحسب رويترز.

ويزيد ذلك عن مثلي نسبة ثمانية في المئة من البالغين الذين كانوا يتابعون الانترنت بصورة يومية في نفس الفترة من السباق الرئاسي عام 2004 . وقال لي ريني مدير المشروع ان من المحتمل ان يزداد العدد بحلول انتخابات نوفمبر تشرين الثاني.

وقال ريني: شهدنا تطورا لافتا للنظر جدا في استخدام الانترنت في الحياة السياسة.

وكشفت الدراسة عن معدلات متشابهة لاستخدام الانترنت بين مؤيدي المرشح الديمقراطي باراك اوباما ومنافسه الجمهوري جون مكين.

لكن الدراسة أشارت الى تميز ديمقراطي طفيف. وقال 65 في المئة من مؤيدي أوباما انهم يتابعون السياسة عبر الانترنت مقابل 56 في المئة من مؤيدي مكين.

شملت الدراسة 2251 من البالغين في ابريل نيسان ومايو ايار. ويبلغ هامش الخطأ نقطتين مئويتين.

ملف الارهاب في منتصف طاولة الإنتخابات الامريكية

اتهم معسكر مرشح الرئاسة الامريكية الجمهوري جون مكين منافسه الديمقراطي باراك أوباما بانتهاج موقف ضعيف إزاء الارهاب وقوبل هذا الاتهام بتوبيخ عنيف من المرشح الديمقراطي بشأن قضية حساسة تمس كيفية التعامل مع المتطرفين الاسلاميين.

وفي جو أعاد الى الاذهان حملة الانتخابات الرئاسية الامريكية لعام 2004 انقض مستشارو مكين على أوباما لقوله إن الارهابيين المشتبه بهم يمكن معاملتهم كمجرمين في إطار القيود الدستورية.

وقالوا إن تصريحاته تعكس فشلا خطيرا في فهم الخطر الذي يشكله الارهاب.

وقال راندي شوينيمان مستشار مكين: رأينا ان السناتور اوباما هو مثال نموذجي على العقلية التي كانت سائدة في العاشر من سبتمبر اي قبل هجمات 11 سبتمبر ايلول التي تعرضت لها الولايات المتحدة.

وردد هذا الرأي وجهة نظر كارل روف المستشار السياسي السابق للرئيس الامريكي الجمهوري جورج بوش الذي اتهم الديمقراطيين عام 2006 بتبني وجهة نظر لعالم ما قبل 9/11. بحسب رويترز.

وقال شوينيمان: انه (اوباما) يجيء بنهج.. باخفاق في الحكم وضعف واساءة فهم لطبيعة اعدائنا.

وسارع سناتور ايلينوي الديمقراطي الذي يطمح لان يكون أول رئيس أسود للولايات المتحدة بالهجوم قائلا ان الجمهوريين في موقف لا يسمح لهم بانتقاده في هذه القضية.

وقال اوباما من على متن الطائرة التي يستخدمها في حملته الانتخابية: انهم نفس المجموعة من الرجال الذين ساهموا في الالتهاء بحرب العراق في الوقت الذي كان من الممكن أن نستهدف الناس الذين ارتكبوا حقا 9/11.

وأضاف أوباما: ما يحاولون ان يفعلوه هو ما فعلوه في كل دورة انتخابية وهو استخدام الارهاب لاخافة الشعب الامريكي.

ويركز مكين سناتور اريزونا على قضية الامن القومي ويحاول تصوير أوباما على أنه شخص يفتقر للخبرة ولا يمكن الثقة في توليه منصب رئيس هيئة الاركان.

وفي حملة انتخابات الرئاسة الامريكية عام 2004 شكك بوش في سياسة منافسه الديمقراطي جون كيري لمكافحة الارهاب واتهمه بأن موقفه لين لانه قال انه سيعامل الارهابيين كمجرمين عاديين.

وشن اوباما هجوما على المعسكر الجمهوري خلال مقابلة مع تلفزيون (ايه.بي.سي) نيوز وقارن بين احتجاز سجناء جوانتانامو الى اجل غير مسمى وتقديم مفجري مركز التجارة العالمي عام 1993 للعدالة.

وقال أوباما: دعونا نأخذ مثال جوانتانامو. ما نعرفه أنه في هجمات ارهابية سابقة على سبيل المثال الهجوم الاول على مركز التجارة العالمي تمكنا من اعتقال المسؤولين ومحاكمتهم. وهم حاليا في السجون الامريكية عاجزون. الحقيقة التي لم تحاول الادارة القيام بها هي التي خلقت موقفا لم نتمكن خلاله من محاكمة هؤلاء الناس فعلا بل ودمرت مصداقيتنا حين يتعلق الامر بحكم القانون في شتى انحاء العالم.

وشارك كيري في حملة أوباما وقال ان مكين هو مرشح عقلية حرب العراق عقلية اساءت تماما فهم مخاطر القرن الحادي والعشرين وقللت منها بشكل خطير.

وقال رودولف جولياني رئيس بلدية نيويورك السابق الجمهوري الذي كان يشغل المنصب لدى وقوع هجمات 11 سبتمبر عام 2001 ان تصريحات المرشح الديمقراطي تظهر انه يعتقد ان الارهابيين يجب ان يعاملوا كمجرمين وهو اعتقاد يبرز افتقاره للحكم الصائب فيما يتعلق بأمننا القومي.

شبكة النبأ المعلوماتية- االاربعاء  2/تموز/2008 - 28/جمادي الثاني/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م