مع تراجع الصحافة عالميا: ما جدواها الاقتصادية وأدوارها المختلفة؟

إعداد:علي الطالقاني

شبكة النبأ: المتتبع لشؤون الإعلام يقع في دهشة وحيرة فالساحة العالمية يلفها سباق محموم نحو الشهرة من قبل الشركات والتيارات السياسية والمنظمات التي ترفع من ترويج أفكارها وبضائعها وتحاول أن تتربع على قمة الشهرة، وبرغم الحديث عن تراجع الصحافة في العالم فأن هناك الكثير من الجهات المذكورة ترتفع سمعتها وتروج بضاعتها عن طريق الصحف المطبوعة أو الالكترونية، وفي هذا الشأن قال اليكس ستيفين أحد طلبة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة لندن من الممكن أن يحصل الفرد على كل الأخبار من الانترنت وأضاف فالانترنت هي الأسرع والأرخص والأشمل في الحصول على المعلومات.

أن هذا التعبير يعكس التحول والتبدل في اتجاهات الإعلام وخصوصا بعد أن شهدت الأعوام الأخيرة صناعات متعدد لوسائل الإعلام العالمية وهذا التغيرات الهائلة تشمل المضمون والإيرادات المالية وصولا إلى السلوك الشخصي للمستهلك.

فقد تمكنت قطاعات جديدة مثل الانترنت والجوال ووسائل الإعلام الرقمية الأخرى من تجاوز وسائل الإعلام التقليدية (تلفزيون، راديو، صحافة) من ناحية معدلات النمو وانتزاع مكاسب من حصصها في كثير من دول العالم. وفي هذا الإطار فقد خلص استطلاع مشترك تحت عنوان نيوز روم باروميتر أجرته مؤسسة زغبي ورويترز بالتعاون مع منتدى المحررين العالمي الذي يتخذ من باريس مقرا له، واشترك فيه 704 من رؤساء تحرير وكبار محرري الصحف الدولية، إلى أن 44 في المائة من الناس سيحصلون على الأخبار من الانترنت خلال 10 سنوات مقبلة.

بعض المحللين يعتبرون وسائط الإعلام الرقمية سلاحا ذا حدين، فمن ناحية يرى عدد من الناشرين في مناطق مختلفة من العالم أنها تشكل تهديدا لصحفهم المطبوعة التي تعاني أصلا من الركود وتراجع حجم الإعلان، لا سيما في أوروبا والولايات المتحدة... فيما تعيش الهند وبعض المناطق في اسيا انتعاشا في المقابل. من جهة ثانية يرى آخرون أنها تقدم فرصا اقتصادية هائلة لتوسيع نشاطاتهم عبر الانترنت والجوال والوصول الى شريحة واسعة من القراء خصوصا من الأجيال الشابة.

من جهة أخرى يرى معظم محرري الصحف المشمولين في الاستطلاع أنهم غير قلقين على أوضاع صحفهم في الأجل المنظور، فقد وجد استطلاع «نيوز روم باروميتر» ان 85 من المحررين متفائلون جدا بشأن مستقبل الصحافة المطبوعة. جريدة الشرق الأوسط

ولعل أكثر المتفائلين في هذا المجال هو رئيس الاتحاد العالمي للصحف غافين أورايلي الذي يقول في بيان صحافي ان الصحف الورقية مؤهلة للنجاح في بيئة وسائط الإعلام الرقمية، وان المحللين الذين يتوقعون ان تتراجع صناعة الصحف المطبوعة يقعون في خطأ فادح.

وهنا يؤكد أورايلي بالقول في الحقيقة ان الصحف تربح في عالم الرقمية.. وحاليا صناعة الصحف على الصعيد العالمي تصل قيمتها الى 190 مليار دولار وتبيع نحو 532 مليون نسخة يوميا. بحسب رويترز.

وبكل تأكيد فان كلام أورايلي يستند إلى توقعات اقتصادية قوية وحقيقية في آن، فوفقا لتقرير اتجاهات الصحافة العالمية في عام 2008 الصادر عن الاتحاد العالمي للصحف، فإن الإعلان في الصحف من المتوقع ان ينمو بمعدل 17 في المائة على مدى الخمس سنوات المقبلة، كما ان معدلات التوزيع ستستمر في النمو بمعدلات جيدة في معظم الأسواق الرئيسية.

وعلى الرغم من ان حصة الصحف من سوق الإعلان العالمي ستنخفض الى نحو 25.9 في المائة مع نهاية العام الحالي من 27.3 في المائة في عام 2007، إلا ان حصتها مقيمة بالدولار الاميركي من المتوقع ان ترتفع خلال الفترة ذاتها الى 126.4 مليار دولار من 125.03 مليار دولار. وفي الإطار تشير بيانات مؤسسة (زينيث اوبت ميديا) Zenith Optimedia المتخصصة في المجال الإعلاني، وتتخذ من لندن مقرا لها، الى انه من المتوقع ان يرتفع سوق الإعلان العالمي الى 522.5 مليار دولار في العام المقبل من حوالي 495 مليار دولار في عام 2008.

وطبقا لمؤسسة برايس ووتر هاوس كوبرز فإن إيرادات وسائط الإعلام الرقمية والجوالة من المتوقع ان تقفز الى نحو 154 مليار دولار بحلول عام 2011. في حين ان إيرادات الصحافة ستواصل النمو لتبلغ نحو 133 مليار دولار خلال الفترة ذاتها. ومن المتوقع هنا ان تستأثر إعلانات التلفزيون بنصيب الأسد بنسبة 37 في المائة من إجمالي سوق الإعلان على المستوى العالمي.

وبحسب بيانات مؤسسة زينيث اوبت ميديا فان حصة الانترنت، التي يستخدمها حاليا نحو 1.4 مليار شخص، ستتزايد من 8.2 في المائة في عام 2007 (حوالي 37.8 مليار دولار)، الى 9.7 في المائة (نحو 47.5 مليار دولار) مع نهاية العام الحالي لتقفز الى 11.1 (ما يعادل 57.1 مليار دولار) في العام المقبل. ولا يقتصر الأمر على الشبكة العنكبوتية، بل ان هناك 3.3 مليار مستخدم للجوال او ما يعادل نصف سكان الكرة الأرضية، وطبقا لمؤسسة انفورما للأبحاث في بريطانيا فان إيرادات الإعلانات على الهواتف الجوالة ستحقق هذا العام نحو 1.7 مليار دولار على المستوى العالمي، ولكنها ستقفز بشكل كبير على مدى الخمس سنوات المقبلة حيث من المتوقع ان تبلغ نحو 12.1 مليار دولار بحلول عام 2011.حسب جريدة الشرق الأوسط

وعلى صعيد منطقة الشرق الأوسط خصوصا في دول الخليج التي تمتلك اكبر قاعدة من مستخدمي الشبكة في الدول العربية، تعد الانترنت أحدث منصة إعلانية، لذلك يعد موضوع الاعلان عبر الانترنت مجالا خصبا للتطوير. وطبقا لمؤسسة مدار للأبحاث ومقرها دبي فقد بلغ حجم الإنفاق الإعلاني في المنطقة على الانترنت 20 مليون دولار فقط في العام الماضي إلا ان التوقعات تشير الى نمو هذا الرقم بنسبة 600 في المائة بحلول عام 2011. يعتمد بشكل كامل على التقنيات الحديثة. حيث إننا نشهد تزايد معدلات محطات التلفزيون المتطورة للغاية من الناحية التكنولوجية. لكن المواقع الإعلامية المماثلة على الانترنت كانت بطيئة في اللحاق بالركب. ولكن ما هي إلا مسألة وقت قبل ان تحتضن وسائل الإعلام العربية كامل امكانات الانترنت. جريدة الشرق الأوسط

إلا ان سعي الصحف الورقية الحثيث للمنافسة لاكتساب حصص مهمة من سوق الإعلان قد يشكل خطرا على استقلالية الصحافة. فوفقا للدراسة المشتركة التي أجرتها مؤسسة زغبي ووكالة رويترز بالتعاون مع منتدى المحررين العالمي فإن نصف المشاركين يعتبرون ان المساهمين والإعلانات تمثل خطرا على استقلالية التحرير.

لكن ما هي العلاقة بين الإعلان واستقلالية وسائل الإعلام؟ في معرض إجابتها تقول الدكتورة لينا الخطيب من جامعة رويال هالواي البريطانية إن الأمر يتوقف على ما هو معنى الاستقلال. وتعطي مثالا في هذا الجانب قائلة: ان هيئة الإذاعة البريطانية، بي بي سي، على سبيل المثال ليست مستقلة ماليا لأنها تعتمد على التمويل من الحكومة البريطانية، غير انها مستقلة في سياسة التحرير التي تضفي عليها مصداقية في نظر الكثيرين في كل من بريطانيا وحول العالم.

وفي هذا السياق يذكر ان هيئة الاذاعة البريطانية مثلا تتمتع بمعايير مهنية ومجلس امناء وضعت خصيصا لضمان استقلاليتها المهنية. كما أن اتجاه الصحف للتأقلم مع الثورة الرقمية يحمل في طياته هو الآخر تغييرات عميقة، فمن جهة ستبرز الانترنت كوسيلة إعلام أولى على المستوى العالمي، وفي ذات الوقت فإن الصحافة الآسيوية هي الأولى توزيعا ويتصاعد نفوذها من حيث سوق الإعلان وستصبح من وسائل إعلام لا يمكن تجاهلها على الإطلاق في المستقبل. ووفقا لتقرير «اتجاهات الصحافة العالمية في عام 2008» فإن 4 أسواق تهيمن على صناعة الصحف في العالم، منها 3 في آسيا تسيطر على أكثر من نصف المبيعات العالمية، وهي على التوالي: الصين حيث يباع هناك 107 ملايين نسخة في اليوم الواحد.

وتأتي الهند في المركز الثاني بمعدل مبيعات يبلغ نحو 99 مليون نسخة يوميا، وحلت اليابان ثالثا حيث تبيع الصحف 68 مليون جريدة في اليوم. وجاءت الولايات المتحدة في الترتيب الرابع حيث يباع في أسواقها ما يقرب من 51 مليون صحيفة يوميا. وقال التقرير ان 74 من أكثر 100 صحيفة في العالم مبيعا توزع في آسيا منها 62 صحيفة في الهند والصين واليابان. وفي المقابل فقد تراجع في العام الماضي التوزيع والإعلان في الولايات المتحدة 3 في المائة وفي أوروبا هبط معدل توزيع الصحف 1.9 في المائة. وعلى مدى الخمس سنوات الماضية تراجع توزيع الصحف في أميركا بنحو 8 في المائة. ومع ذلك فان السوقين الاميركي والاوروبي لا يزالان يسيطران على نحو 61 في المائة من سوق الإعلان العالمي. حسب جريدة الشرق الأوسط.

وبالمحصلة إذا كانت الصحافة العالمية عليها ان تتأقلم مع الثورة الرقمية لتتمكن من النجاة، فإن الأهم ما هو الاتجاه للمستقبل بالنسبة للإعلام العربي؟ الخطيب تجيب بشيء من التفاؤل الحذر  نحن من المرجح ان نشهد الكثير من التقدم التكنولوجي في الإعلام العربي. ولكن مع ذلك ينبغي القول انه حتى أكثر وسائل الإعلام تطورا لن تستطيع استمالة الجماهير إذا لم ينظر إليها على أنها ذات مصداقية.

إلا ان الخبيرة الإعلامية تعود لتأكد ان المدونات وصحافة المواطنة في الدول العربية من المحتمل ان تنتشر بشكل أوسع. وهو ما يجعلنا نعتقد ان ذلك سيكون له تأثير ايجابي على وسائل الإعلام الرئيسية أيضا. ومع ذلك في حين انه من غير المرجح ان نشهد تغييرات ايجابية كبيرة في القمة، فان هذه التغييرات سوف تصل في نهاية المطاف من مستوى القاعدة الشعبية.

الصحف بالأرقام

- قراء الصحف 1.7 مليار شخص في العالم - صناعة الصحف عالميا قيمتها 190 مليار دولار - 532 مليون صحيفة تباع يوميا في العالم - الصين والهند واليابان تسيطر على نصف مبيعات الصحف في العالم - 74 من أكثر 100 صحيفة في العالم مبيعا توزع في آسيا - سوق الاعلان العالمي يبلغ حاليا نحو 500 مليار دولار - التلفزيون يسيطر على ثلث إعلانات العالم - 1.4 مليار شخص في العالم يستخدمون الانترنت - 3.3 مليار شخص يستخدمون الهاتف الجوال.

إقفال قناة الحرة

ومن المقرر أن تغلق الولايات المتحدة الأميركية قناتها الفضائية الناطقة باللغة العربية "الحرة" بعدما أدرك البيت الأبيض أن هذه القناة لا تستطيع أن تفي بالغرض. وبالتالي فإن 350 مليون دولار التي أنفقتها الإدارة الأميركية على "الحرة" منذ فبراير 2004 ذهبت أدراج الرياح.

وقال هشام ملحم مدير قناة العربية بواشنطن، إنه على الرغم من هذه التكلفة فإن القناة "فشلت حتى في الحيازة على المركز الرابع، على اقل تقدير، بالنسبة لتفضيل مشاهدي القنوات العربية.. واضاف ملحم "إنه نادرًا ما تجد أناس قد شاهدوا قناة الحرة. وربما تكون الحرة هي القناة رقم عشرة في قائمة ترتيب بحث المشاهدين عن القنوات المهمة... إذن الحرة لم تكن في الترتيب الأول ولا الثاني ولا الثالث... أو حتي الرابع".

وقال ملحم إن مسؤولي القناة فشلوا في ايجاد مدخل يمكنهم لإقناع المشاهدين العرب. كما أنهم فشلوا في ايجاد تقديم أي شيء جديد ومختلف حول اميركا للعالم العربي" وأضاف ملحم "لقد كلفت القناة الكثير..ولكن العطاء فيها أقل مما يتصور المرء. حسب موقع ايلاف.

وكان الهدف أن تنافس قناة "الحرة" القناتين الفضائيتين العربيتين "العربية" و"الجزيرة" وتتمسك في الوقت نفسه باتجاهاتها الغربية. لكن سرعان ما أدركت إدارة "الحرة" أنها لن تستطيع تحقيق المهمة المطروحة على القناة لأن استمالة الجمهور العربي من خلال الترويج للقيم الغربية أمر مستحيل، ولكنها استمرت في استثمار الاعتمادات المخصصة للقناة في غياب رؤية تتوخى تطوير القناة، فيما واصل العاملون في القناة عملهم من دون أن يعرف الكثيرون منهم ما هو مطلوب منهم، معتبرين أنهم معذورون لأن لا أحد يشاهد برامج قناتهم كما أشار إلى ذلك أحد محرري "الحرة". وخلص الخبراء في بداية هذا العام إلى استنتاج أن "الحرة" مشروع فاشل.

من جانبها قالت صحيفة واشنطن بوست ان الحرة  فشلت في أداء مهمتها في العالم العربي. واجمع بعض الخبراء الاعلاميين من العرب والاميركيين الذين تحدثوا للصحيفة على أن القناة لم يعد لها أي حظوظ من النجاح في سوق الإعلام العربي. وكانت القناة منذ بدايتها قد استمالت عددًا كبيرًا من الاعلاميين العرب الذي ما لبث عدد منهم ان " هاجر" الى قنوات اخرى.

وكانت استطلاعات الرأي المتعاقبة خلال السنوات الفائتة قد اظهرت ان الحرة هي اقل الفضائيات الناطقة بالعربية مشاهدة . لكن مصادر اميركية كانت تصر على عدم اقفال الحرة رافضة ان تلقي المحطة مصير  مجلة هاي الشهرية والتي قررت الخارجية إيقافها عن الصدور. وعلى الرغم من عمليات المراجعة والتقويم الشامل لأداء المحطة الا انها لم تتمكن من جذب الجمهور العربي .

من جهته قال مجدي خليل، مدير انتاج سابق بالقناة، وهو من الذين عملوا فيها ان الصحافي اللبناني موفق حرب، أول مدير للقناة، "ملأ صالة التحرير الاخباري باصدقائه اللبنانيين الذين لا يملكون الخبرة الاعلامية والصحافية الكافية". وقال خليل، الذي إختلف مع موفق حرب وقدم استقالته، ان "الكثير من الاخطاء في البرمجة والتحرير كانت عادية". وقال" إنني تحدثت مع حرب عن هذه الهنات المهنية... وقلت له إننا في حاجة إلى تحسين الآداء المهني. غير انه قال لي: لا..كل ما نحتاج إليه ملأ الاثير..والواقع أنه لم يكن يعرف ماذا يعني مضمون محطة اخبار.."

وفي نفس السياق قالت صحيفة واشنطن بوست ان موفق حرب قدم استقالته عام 2006. غير أن حرب قال إنه أحس أن مجلس "إدارة القناة رغب ان تهدف القناة إلى خدمة السياسة الخارجية الاميركية بدلاً من كونها قناة لبث الاخبار". وأضاف حرب "منذ ذلك الوقت صارت القناة اكثر حذرًا. لعل الهدف من تدخل مجلس الادارة هو إرضاء المسؤولين في واشنطن أكثر من مشاهدي القناة".

لكن أحد العاملين السابقين في القناة قال إن موفق حرب أجبر على ترك القناة بعد أن رسى الإختيار على أحد الاعلاميين السابقين في قناة سي ان ان، وهو الاميركي لاري ريجسترز. وقال إن "لا احد يبالي بالاخطاء المتكررة التي تبدو اثناء ساعات البث... والحقيقة أن العاملين في القناة يتندرون أن هذه الاخطاء لا تمثل أهمية كبيرة... ما دام أن القناة نفسها لا تشاهد أصلاً.."

وقال ريجستر إن القناة كانت تحمل اجندة وتغطي فقط أحداث لبنان. وأضاف أن المسؤولين عن القناة "طلبوا منه أن يجعلها قناة إعلامية حقيقية". وقال ريجستر إنه بعد تعيينه "لم أجد قاعدة عمل مهنية... وتساءلت كيف كانت تعمل هذا القناة... لم تكن هناك أرضية مهنية للعمل... كل ما في الامر أنني وجدت موطفين كثر ينتظرون فقط صرف الشيكات..مع السعي للحصول على "الغرين كارد..

ثم ما لبث ان اجبر رجستر على تقديم استقالته عام 2007 بعد نشر صحيفة الوول استريت تقريرًا جاء فيه أن قناة الحرة نشرت خطاب السيد حسن نصر الله كاملاً من دون تحرير. ليصار بعد الى تعيين اللبناني الاصل  المود دانيل نصيف مديرا للقناة.  وكان نصيف يعمل في راديو سوا والذي يبث إرساله للعالم العربي. وقال التحقيق ان نصيف قبلها لم يكن يملك الخبرة الصحافية وأن عمله السابق كان قد تمثل في جماعة لوبي في واشنطن نشدت انهاء احتلال العسكري السوري للبنان. وقال نصيف أنه توقف عن عمله اللوبي بعد عمله في إذاعة سوا وأن عدم خبرته الصحفية لم تثنيه من تحقيق نجاحات وقال" ليس من المهم أن تذهب لكلية معنية بالصحافة حتى تكون صحافيا جيدا..

ويصل عدد مشاهدي القناة إلى تسعة مليون اسبوعيا ويتركزون بشكل اساسي في العراق، حيث تقوم القناة بتوظيف "ستلايت" خاص لتلقي إرسالها هناك."وقال بعض المسؤولين بالقناة إن هدفهم ليس بالضرورة "منافسة القنوات العاملة في مجال البث الفضائي.. وإنما تقديم مصادر اخبار بديلة وذات مصداقية.

وقال بروس شيرمان" نحن لم نقل أننا قد كسبنا الجولة. ما قلناه هو أن لدينا ما نراهن به في السباق الفضائي.."وقالت جهات اميركية  متخصصة في استطلاعات راي إن مشاهدي القناة في مصر يمثلون ثمانية بالمئة من سكان مصر، التي يتجاوز عدد سكانها الـ 84 مليون فضلاً عن أنها قلب العالم العربي. وتفيد احصائيات جديدة أن الذين يشاهدون القناة في 13 قطر عربي لا يتجاوزون نسبة الـ 28 مليون مشاهد اسبوعيًا من جملة عدد السكان العرب الذين يبلغون 200 مليون. غير أن مصادر أخرى قالت إنه من الصعوبة تأكيد هذه الارقام وأن جهات  رسمية تابعة للكونغرس، ومعنية بالمصداقية الاحصائية، شككت في هذه الارقام.

وقال البوست ان الحرة تملك قاعدة مشاهدة ضيقة جدا مقارنة بالجزيرة والعربية بحيث اظهر استطلاع لجامعة  ميرلاند ومؤسسة "زغبي انترناشونال"  أن 54 %من المستطلعين يشاهدون الجزيرة، مقارنة بـ 9 % يشاهدون العربية و2% فقط يشاهدون الحرة .

انتقاد السياسة الإعلامية الأميركية

من جانبها انتقدت صحيفة واشنطن بوست السياسة الإعلامية التي تنتهجها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط لكسب ود الجماهير في العالم العربي.

وذكرت في مقال للصحفي كريغ ويتلوك نشرته اليوم أن العمل الدعائي بات إحدى الجبهات الأساسية في الحرب على الإرهاب، حيث تستثمر الولايات المتحدة وتنظيم القاعدة بسخاء لاستمالة الجماهير.

وتناول المقال بالنقد والتحليل أداء قناة الحرة التي تبث باللغة العربية من سبرينغفيلد بولاية فرجينيا، معتبرا إياها محور الحملة الحكومية الأميركية لنشر الديمقراطية في الشرق الأوسط.

وقالت الصحيفة إنه رغم مرور أكثر من أربع سنوات على بدء بثها الفضائي وإنفاق 350 مليون دولار من أموال دافعي الضرائب عليها, فإن القناة تعد على نطاق واسع أحد الإخفاقات في العالم العربي، رغم أنها ظلت تكافح لاجتذاب المشاهدين وتحاول التغلب على الشكوك التي تحوم حول مهمتها.

والمقال المنشور اليوم أحد مقالين عن الحرب الدعائية تعتزم الصحيفة نشر الثاني منهما في عدد يوم غد، ويتناول الحملة الدعائية التي يشنها تنظيم القاعدة عبر الإنترنت.

وجاء في مقال اليوم أن قناة الحرة ابتليت ببرامج رديئة النوعية وبتدخل الكونغرس في شؤونها، وتعاقب مديرين عليها افتقروا إما إلى الخبرة في مجال العمل التلفزيوني أو عدم القدرة على التحدث باللغة العربية, كما أنها تعرضت للإحراج بسبب زلاتها الصحفية.

وضربت الصحيفة مثلا على التدخل في عمل القناة بمؤتمر إنكار محرقة اليهود الذي عقد في إيران في ديسمبر/ كانون الأول الماضي, وكذا خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الذي استغرق ساعة كاملة وبثته الحرة دون حذف على الهواء، ما جعل الكونغرس الأميركي يعقد جلسات استماع لهذا الصدد ويهدد بإلغاء ميزانية المحطة.

وأشار الكاتب إلى أن الحرة أنشئت في أبريل/ نيسان 2003 لتكون موازنا لقناة الجزيرة التي قالت الصحيفة إنها بنت لنفسها شريحة كبيرة من المشاهدين في الشرق الأوسط بتغطيتها المكثفة للأحداث في أفغانستان والعراق والأراضي الفلسطينية.

ونوه ويتلوك في مقاله باستطلاع الرأي الذي أجرته جامعة ميريلند بالاشتراك مع مركز زغبي الدولي في ست دول عربية ونشر في مارس/ آذار الماضي.

وتظهر نتيجة ذلك الاستطلاع أن 54% ممن شملهم المسح قالوا إنهم يشاهدون قناة الجزيرة في الغالب لمتابعة الأخبار العالمية, مقابل 9% للعربية و2% للحرة وقناة المنار الذراع الإعلامي لحزب الله اللبناني.

قلق من تراجع حرية الصحافة بالمغرب  

من جانب آخر قال تقرير لمنظمة "مراسلون بلا حدود" تعتبر فيه أن حرية الصحافة بالمغرب تراجعت خلال النصف الأول من هذا العام. كما واصلت الحديث عن الأحداث العنيفة التي شهدتها مدينة سيدي إيفني جنوب المغرب يوم السادس من الشهر الجاري.

فقد نسبت يومية الجريدة الأولى المستقلة إلى منظمة "مراسلون بلا حدود" المدافعة عن الصحافة وحرية التعبير قولها إنها "قلقة من تراجع حرية الصحافة بالمغرب".

وكشف تقرير صادر عن المنظمة –حسب الصحيفة- أن الأشهر الستة الأولى من العام الحالي "تميزت بطوفان من المحاكمات والقرارات القضائية والإدارية الخانقة للحريات".

وترى المنظمة في تقريرها أن "شعور الصحفيين بانعدام الثقة تجاه السلطة يعززه تزايد المتابعات القضائية ضدهم، إضافة إلى العقبات العديدة التي صار عليهم مواجهتها".

وأضاف التقرير أن "المسألة الأمنية كانت تشكل دائما عائقا أمام الصحفيين المغاربة الذين أصبحوا يعلمون الآن أنهم معرضون للسجن إذا ما كانت صياغتهم للمعلومات تعارض الخطاب الرسمي".

وأبرز أن صيف 2008 "يتميز ببدء قضية مثيرة للجدل تخص مدير مكتب قناة الجزيرة بالمغرب حسن الراشدي" بعدما قررت السلطات يوم 13 يونيو/ حزيران الجاري سحب اعتماده دون انتظار مداولات المحكمة التي تتابعه بتهمة نشر خبر زائف.

وفي موضوع متابعة مدير مكتب الجزيرة وسحب اعتماد الصحفي، نقلت يومية المساء المستقلة عن مصادر خاصة قولها إن الراشدي التقى الأسبوع الماضي بوزير الإعلام المغربي خالد الناصري في حفل نظمته السفارة البريطانية بالرباط، مضيفة أن الوزير تحاشى التحدث إليه.

التضامن في مسيرة

وفي سياق تفاعلات أحداث سيدي إيفني أوردت يومية الأحداث المغربية المستقلة خبرا عن مسيرة شاركت فيها بالمدينة يوم أمس وفود من عدة مدن مغربية للتضامن مع سكانها.

وقالت الصحيفة إن الآلاف شاركوا في المسيرة رافعين الأعلام المغربية، مضيفة أن فنادق سيدي إيفني امتلأت منذ مساء السبت عن آخرها، وأن السكان استضافوا المتضامنين وآووهم في منازلهم.

وكتبت أن من بين الوفود المشاركة في هذه المسيرة التضامنية وفداً قدم من مدينة صفرو وسط المغرب والتي كانت شهدت بدورها في الشهور الأخيرة أحداثا مماثلة لتلك التي هزت سيدي إيفني وخلفت بدورها اعتقالات في صفوف المتظاهرين بعد تدخل أمني عنيف.

يومية الجريدة الأولى المستقلة وصفت بدورها المسيرة التضامنية مع سكان سيدي إيفني بأنها "أنهار بشرية" تدفقت إلى المدينة، مؤكدة أن هذا الفعل التضامني شاركت فيه أكثر من 65 هيئة مدنية وسياسية.

وأضافت الصحيفة أن مسيرة التضامن تزامنت مع قرار السكرتارية المحلية للمدينة (ائتلاف من هيئات سياسية ومدنية) اعتبار يوم 30 يونيو/ حزيران -الذي يوافق ذكرى ثورة قبائل المنطقة ضد الاستعمار الإسباني- يوم صيام "حدادا على ما عاشته المدينة" واحتجاجا على "الاحتقار والتهميش والإقصاء".

وقالت يومية الاتحاد الاشتراكي الصادرة عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المشارك في الائتلاف الحكومي إن قافلة التضامن مع سيدي إيفني قطعت مسافة 180 كلم تحت استنفار أمني قوي على طول المسافة وفي جميع النقاط التي مرت منها.

وعلى العكس من ذلك أكدت أن المتضامنين لما وصلوا المدينة لم يجدوا رجال الأمن في الشوارع والأزقة والأحياء كما كان الحال في الأسبوع الماضي، إذ اكتفى هؤلاء بمراقبة الوضع عن بعد.

حداد مستمر

وبدورها كتبت المساء أن المحتجين "حملوا صوراً تبين الانتهاكات الجسيمة التي طالت أبناء المنطقة بعد التدخل الأمني العنيف، ورسوما كاريكاتيرية تجسد فظاعة ما وقع بالمدينة".

وأشارت إلى أن "المنظمين حملوا شارات حمراء، واتشحت النساء بالسواد دلالة على استمرارهن في الحداد على المفقودين والمعتقلين".

ما اعتبره الكثيرون تجاوزات و"انتهاكات جسيمة" وقعت في سيدي إيفني لا تراه رئيسة المنظمة المغربية لحقوق الإنسان أمينة بوعياش كذلك، حسب ما نقلته عنها المساء، فهي ترفض "اعتبار ما حدث في سيدي إيفني انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان اقترفتها الدولة المغربية" في حق ساكني المدينة.

وقالت اليومية إن فريقا كلفته المنظمة لتقصي الحقائق بدعم من الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان زار المدينة وقضى بها ثلاثة أيام، مؤكدة أنه سيصدر تقريرا مفصلا في الموضوع بداية من الأسبوع القادم.

......................................................................................

- المركز الوثائقي والمعلوماتي في مؤسسة النبأ: يقدم الخدمات الوثائقية، للاشتراك والاتصال www.annabaa.org///[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- االاحد  29/حزيران/2008 - 25/جمادي الثاني/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م