إنجاز أعمال تذهيب المنارتين للعتبة الحسينية المقدسة

تحقيق:علي فضيلة الشمري

شبكة النبأ: الحسين كل الدين وسراج اليقين وسيد الثائرين وشفيع الاولين والاخرين، من هنا جاءت أهمية كربلاء المقدسة التي يرقد فيها الإمام الحسين (عليه السلام) واخيه ابا الفضل العباس (عليه السلام) وانصارهم الغر الميامين الذين كانوا منارا لنصرة الحق واشد باسا للثبات على المبادئ الانسانية الحقة الشريفة التي لن يخافوا فيها لومة لائم لانهم صانوا الرسالة وسلالة الهدى فقد نفذوا القران دستور الانسانية الامثل حرفيا من اوله الى اخره طاعة واجتهادا ونصرة وامرا بالمعروف ونهيا عن المنكر، واطلاق النفوس لمحبته سبحانه وتعالى والتضحية والفداء من اجل نصرة دينه ونشر المبادئ الدينية الشريفة المتمثلة بالرسالة المحمدية ولا يخفى عطاء اهل البيت تجاه الانسانية على القاصي والداني وكما تعرفه كل الانسانية بمرسلة اديانها واعرافها واطيافها كانوا سلام الله عليهم النفوس الطيبة والمثل العليا التي يهتدي بها كل اهل الوجود والانسانية.

وهذا رسول الله محمد (صلى الله عليه واله وسلم) نهلت من عذوبة نفسه وطيب شمائله ورقة قلبه كما ارتوت كل الاخيار من علي ابن ابي طالب (عليه السلام) الثبات على المبادئ والوقوف بوجه الباطل وقفات. انها تعادل عبادة الثقلين وها هو الإمام الحسن (عليه السلام) لم ولن يليق امام ثعلبية ودهاء ومكر معاوية وابن العاص وعندما تفرق عنه اغلب انصاره وتخلفوا عن نصرته ما اراد ان يسلم المسلمين عبيدا لمعاوية ابن ابي سفيان فصالحه على مضض ليفقده لذة الانتصار على انصار الإمام الحسن (عليه السلام) وعلى بعض من استهوته الدنيا وهاهو الإمام الحسين (عليه السلام) بطل الانسانية وحيث كلف الاقلام عن الكتابة  بالمداد فكتب الاسلام وخلده بدمه ديناً رونقاً عظيماً معصوماً من الزلل والخلل كان (عليه السلام) كاخيه وابيه وجده سائراً على نهج الهداية فما قيمة الذهب او الماس او الاحجار الكريمة الى كرامته التي كرمت الدنيا واشاعت الدين واثبت اليقين وجادت بانفس لم يخلق مثلها قط فكانوا سفن النجاة وشفعاء اهل الدنيا والاخرة وما الذهب الموضوع على اعتاب الحسين واخيه ابا الفضل العباس (عليهما السلام) وانصارهما لقدوم الزائرين ماهو الا دليل واضح على عظمتهم امام كل ماديات الدنيا وزبرجدها وازاهيرها وكل ما فيها ها هي منارات قبر الحسين واخيه ابا الفضل العباس (عليهما السلام) التي ما ان يراها أي انسان من بعيد حتى يشعر ويقر ويعترف بعظمة صاحب مقامها ودليل شرف على عظمة راقديها ها هو الحسين شرف الدين والدنيا وكرامة المسلمين وعز الثائرين ومنهل المؤمنين وسيد الاحرار ومرضي الجبار الذي تختلف عليه ليل نهار من مختلف الاجناس والزوار سلام عليك سيدي سلام من محب جعل قلبه مأوى لحبكم ومنارا وهاديا وسمتا لدين الله العظيم الاسلام.

ومن هذا استنفرت الملاكات الفنية والهندسية العراقية التابعة لقسم الشؤون الفنية والهندسية في العتبة الحسينية المقدسة اعمال تذهيب المنارة الغربية لمرقد الامام الحسين بن علي (عليهم السلام) بعد انجازها لمشروع المنارة الشرقية في العام السابق.

وقال رئيس قسم الشؤون الفنية والهندسية في العتبة الحسينية المقدسة المهندس (محمد حسن كاظم) انه: بعد قطع شوطا كبيرا من العمل المتواصل والدؤوب من قبل الملاكات الهندسية والفنية التابعة للعتبة الحسينية المقدسة، شهد صبيحة يوم (1/6/2008) اعلان الانتهاء من مشروع تذهيب منارتي العتبة الحسينية المقدسة وذلك بوضع اخر طابوقة ذهبية على قمة المنارة الغربية للعتبة الحسينية المقدسة.

مبينا ان ان الملاكات الهندسية انجزت هذا المشروع الضخم بمدة زمنية قياسية رغم الظروف الامنية والاقتصادية التي مر بها بلدنا العزيز وتابع قائلا ان: كمية الذهب الجديد الذي تم استخدامه في المنارة الغربية قد بلغ (42031) غراما وعدد الكاشي الذهبي اصبح اكثر من القديم بسبب زيادة طول المنارة (60سم) حيث بلغ اعداد كاشيات الذهب (5560) كاشية ذهبية.

واضاف (كاظم)، ان تكلفة العمل في انجاز تذهيب المنارتين الشرقية والغربية  بلغت (2) مليار دينار وكمية الذهب المستخدم بلغ (80،596) كغم من عيار (24) أي مايعادل (16119) مثقال من الذهب اما كمية النحاس المستخدم في المنارتين فقد بلغت (10،407) طن بنقاوة (99،99).

واكد رئيس قسم الشؤون الفنية والهندسية في العتبة الحسينية المقدسة ان: ارتفاع المنارة الحسينية من مستوى الصحن يبلغ (33) مترا. وقطر المنارة يتراوح بين (3-4) متر لحد مكان المؤذن المسمى (الحوض) وقطر المنارة فوق مكان المؤذن يبلغ (2) مترا.

من جانبه اعلن نائب الامين العام للعتبة الحسينية المقدسة السيد (افضل الشامي) في تصريح لموقع نون: ان يوم 1/4/2007 شهد بداية الأعمال المدنية لتركيب كاشي الذهب المصنوع حديثاً للمنارة الغربية، فيما وُضعت أول بلاطة نحاسية مغلفة برقائق الذهب يوم 2/4/2007 م، واستمر العمل بهذا المشروع الضخم الذي تنفذ معظم فقراته الفنية الملاكات العراقية في قسم الشؤون الهندسية والفنية في العتبة الحسينية المقدسة، بالتعاون مع الملاكات العراقية في العتبة العباسية المقدسة، فيما نفذّت عمليتي الطرق واللصق  مع مساهمة في دفع اجور العمل من قبل الإخوة (البهرة) في جمعية  فيض حسيني.

واعتبر (الشامي) ان انجاز هذا الصرح بايادي الفنيين العراقيين يعتبر نقلة نوعية في الفن المعماري العراقي الذي ستخلده السنين القادمة والاجيال اللاحقة في ظل ظروف اشبه ماتكون بالعصيبة على بلدنا الجريح .

فيما تتهيأ الامانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة بجميع اقسامها الهندسية والخدمية لاقامة حفلا رسميا كبيرا بمناسبة الانتهاء من اعمال تذهيب منارتي مرقد الامام الحسين (عليه السلام) على قاعة الاحتفالات في الصحن الحسيني الشريف مساء الجمعة 27/6/2008.

من جانبه قال نائب الامين العام للعتبة الحسينية المقدسة السيد (افضل الشامي) ان: الامانة العامة ارتأت اقامة حفلا كبيرا لمناسبة الافتتاح الرسمي لمنارتي الامام الحسين بن علي  عليهما السلام.

واضاف، ان الحفل سيشهد حضورا رسميا من قبل اعضاء في البرلمان العراقي ومسؤولين في الدولة وشخصيات رسمية وممثلي المرجعيات الدينية و شخصيات عشائرية وجماهرية مبينا ان هذا الانجاز الذي تم بأيادي عراقية بحتة يجب ان يشار له بالبنان ويحتفى به كونه من المشاريع الضخمة التي تم تنفيذها من قبل الكوادر الهندسية والفنية في العتبة الحسينية  المقدسة وبمدة انجاز قصوى لم تتعدى (24) شهرا بالرغم من الظروف الامنية الصعبة التي مرّ بها بلدنا العزيز.

وتابع ان: هذا الانجاز يعتبر الاول من نوعة الذي انجز بايادي العراقيين حيث كان آخر عملية تذهيب للمنارات الحسينية بداية الخمسينات من القرن الماضي.

وكان  رئيس قسم الشؤون الفنية والهندسية في العتبة الحسينية المقدسة المهندس (محمد حسن كاظم) قد اكد في حديثه مسبقا  ان صبيحة يوم (1/6/2008//) شهد اعلان الانتهاء من مشروع تذهيب منارتي العتبة الحسينية المقدسة وذلك بوضع اخر طابوقة ذهبية على قمة المنارة الغربية للعتبة الحسينية المقدسة.

مبينا ان تكلفة العمل في انجاز تذهيب المنارتين الشرقية والغربية بلغت (2) مليار دينار وبكمية ذهب مقدارها (80،596) كغم من عيار (24) أي مايعادل (16119) مثقال من الذهب بعد ان تم زيادتها عن ما كان مستخدما في عملية التذهيب السابقة اما كمية النحاس المستخدم في المنارتين فقد بلغت (10،407) طن بنقاوة (99،99).

من جانبه افاد به السيد محمد زاهر الخطيب في قسم التوجيه والارشاد الديني في العتبة الحسينية المقدسة لشبكة النبأ المعلوماتية بالنسبة الى المنارتين للامام الحسين (عليه السلام) اضافة الى القبة الموجودة على ضريح الحسين (عليه السلام) عندما ينظر اليها  الناظر من بعيد يحس بنفسه منجذبا الى صاحب تلك القبة المباركة للامام الحسين عليه السلام واضاف لو نرجع الى تراث الجوامع والمساجد ووجود تلك المآذن التي تدل على وجود مكان للعبادة والطاعة ويعطي للمكان رونقا وقدسية كيف وهو مرقد ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) سبط النبي (صلى الله عليه واله وسلم) واكد على التاريخ القديم لهاتين الماذنتي في بناء مرقد الامام الحسين (عليه السلام) وهنا لا بد من الاشارة ان وضع الماذنتين تزيد المكان نورا واشعاعا وعندما ينظر الزائر اليهن يحس بنفسه ان لصاحب هذه القبة وهاتين الماذنتين مكانة عند الله سبحانه وتعالى حيث يلتجئ اليه المؤمنين لاجل التبرك لصاحب هذا المكان الطاهر الذي جعله الله منارا في قلوب المؤمنين والمسلمين وعلى الصعيد الديني قال النبي محمد (صلى الله علي واله وسلم) (ان الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة) وصار الحسين نورا تستضاء به وسفينة يركب بها المؤمنون الى بر الامان والنجاة من الظلال هكذا نستفيد ان الدين الاسلامي بقيت دعائمه مترسخة في دم الامام الحسين (عليه السلام) مبينا في احد الاقوال (ان الاسلام محمد الوجود وحسين البقاء.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء  25/حزيران/2008 - 21/جمادي الثاني/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م