اسرائيل وحماس: هدنة شاملة يريدها الجميع

 

شبكة النبأ: اتفاق التهدئة الذي عقدته اسرائيل مع حركة حماس بوساطة مصرية يأتي في وقت يعيش فيه الشرق الاوسط حالة تهدئة شاملة في العراق ولبنان وغزة، حيث يلتقط الخصوم انفاسهم بعيدا عن الصدام الذي يبدو ان تكاليفه باهضة جدا، حيث تعيش اسعار النفط فورة هائلة واي حرب في الشرق الاوسط سوف تضع العالم في ازمة كبيرة جدا.

لذلك تأتي فيه  التهدئة كمطلب دولي يسعى لاطفاء نار الشرق الاوسط الملتهبة بتقديم تنازلات ومرغبات، وتتزامن مع الهدنة الانباء الواردة حول المفاوضات المباشرة الاسرائيلية السورية واحتمال لقاء رئيس الوزراء الاسرائيلي مع الرئيس السوري، بالاضافة الى الانباء الواردة عن تبادل للاسرى بين الاسرائيليين وحزب الله اللبناني، ويبدو وحسب بعض المحللين فأن الشأن المحلي لمختلف الدول قد طغى على الشأن الخارجي حيث تطفو على السطح مشاكل داخلية حجبت المشاكل الاقليمية والدولية. لكن كل ذلك يظهر انه مؤقت بانتظار نهاية عام 2008 الذي يحمل في جعبته مشاكل اكثر تعقيدا من مشاكل الشرق الاوسط مثل ازمة اسعار النفط واسعار الغذاء العالمي.

في هذا التقرير تلقي شبكة النبأ الضوء على اهم التطورات في اتفاقات التهدئة خصوصا الاتفاق بين حماس واسرائيل.

اتفاق مطلوب للطرفين ولكن ليس مجانيا

 أوقفت اسرائيل وحركة المقاومة الاسلامية (حماس) القتال في قطاع غزة يوم الخميس لكن مع ضعف احتمالات السلام عبر كل من الجانبين عن تشككه في ان تصمد التهدئة التي توسطت مصر فيها.

بدأت التهدئة الساعة السادسة صباحا (0300 بتوقيت جرينتش) بعد يوم اخر من العنف عبر الحدود. وسقطت عشرات الصواريخ الفلسطينية القصيرة المدى وقذائف المورتر على جنوب اسرائيل لكنها لم تسبب أضرارا خطيرة. واصابت غارات جوية اسرائيلية عدة مسلحين في غزة. بحسب رويترز.

وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت في كلمة قرب تل ابيب مستخدما لفظة تهدئة التي تفضلها اسرائيل وحماس في غياب اتفاق رسمي على هدنة "ان ما يدعونه (تهدئة) هو هش ومن المرجح أن يكون عمره قصيرا." وأشار الى أن اسرائيل "ستمضي قدما في تطبيق هذه التهدئة". ولكن يتعين أن يستمر الجيش الاسرائيلي في الاستعداد للرد اذا استمرت الهجمات الصاروخية. وكرر اولمرت يوم الاربعاء تهديدا بغزو غزة اذا فشلت التهدئة وقال "حماس والجماعات الارهابية الاخرى لم تغير خطها او تتحول الى محبة للسلام."

وبالنسبة لحماس التي سيطرت على قطاع غزة بعد اقتتال مع حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس في يونيو حزيران من العام الماضي قد تكون التهدئة ايذانا ببعض التخفيف للحصار الذي تفرضه اسرائيل على قطاع غزة الساحلي الفقير.

لكن كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس قالت في بيان صدر مع سريان اتفاق التهدئة ان وقف اطلاق النار ليس بأي حال هدية مجانية لاسرائيل وحذرت الدولة اليهودية من اي خرق للاتفاق.

وجاء في البيان ان كتائب القسام مستعدة تماما لتوجيه ضربة عسكرية ستهز "الكيان الصهيوني" اذا لم يلتزم الاسرائيليون بكل بنود الاتفاق وحملت "العدو الصهيوني" مسؤولية اي تصرف أخرق قد يقدم عليه.

وتأمل حماس التي عزلها الغرب لرفضها نبذ العنف والاعتراف باسرائيل في الحصول على شرعية دولية. ووافقت اسرائيل والولايات المتحدة اللتان ترفضان اجراء مباحثات مباشرة مع حماس على اجراء مفاوضات غير مباشرة عبر وساطة مصرية.

وعلى الرغم من رفض حماس الاعتراف باسرائيل فان تعاملاتهما غير المباشرة عن طريق القاهرة قد تساعد ايضا الحركة في اكتساب بعض الشرعية في الغرب والمصالحة مع عباس الذي يخوض غمار مفاوضات سلام ترعاها الولايات المتحدة مع أولمرت.

وقال جوردون جوندرو المتحدث باسم البيت الابيض "نأمل أن يكون هذا معناه ألا تطلق حماس مزيدا من الصواريخ على الاسرائيليين الابرياء وأن يؤدي أيضا الى أجواء أفضل للمحادثات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية."

وقال مسؤولون غربيون ان اسرائيل التي خفضت بشدة امدادات المواد غير الاساسية لقطاع غزة ومنها الوقود منذ تولي حماس السلطة في يونيو حزيران الماضي تعتزم السماح لعدد أكبر قليلا من الشاحنات بدخول القطاع اعتبارا من يوم الاحد شريطة أن تكون التهدئة قائمة. ويطالب الفلسطينيون باستعادة التدفق الكامل للواردات الى غزة.

وأبدى اسماعيل هنية القيادي بحماس في قطاع غزة ثقته في أن جميع الفصائل الفلسطينية ستحترم التهدئة انطلاقا من شعورها "بالمسؤولية الوطنية".

وفي نبرة تصالحية على غير المعتاد قال هنية للصحفيين ان التهدئة قد تكون مبعث " ارتياح" للاسرائيليين الذين يعانون من القصف من غزة. لكن حماس اوضحت انها لن تكف عن تدريب وتسليح مقاتليها وانها مستعدة لاستئناف الهجمات.

وقال ابو عبيدة المتحدث باسم الجناح المسلح لحماس "لا تساورنا أوهام بان الاحتلال (اسرائيل) يضمر نوايا حسنة نحو شعبنا واذا أحبط الاحتلال التهدئة فان ذلك يعني العودة الى مقاومة أشد." وهناك عامل اخر هو استمرار المحادثات التي تتوسط فيها القاهرة بشأن اعادة جندي اسرائيلي أسر في غزة منذ نحو عامين.

وقال زعيم اخر من زعماء حماس هو خالد مشعل ان اطلاق سراح شليط يتوقف على افراج اسرائيل عن سجناء فلسطينيين لكن حكومة أولمرت ترفض كثيرا من الاسماء الواردة في قائمة الفلسطينيين المطلوب الافراج عنهم.

وصرحت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني مساء الاربعاء ان "حماس تريد اعادة فتح معبر رفح لكن عليها ان تعرف اننا نريد من جانبنا استعادة جلعاد شاليط". بحسب الـ فرانس برس.

وحذر رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) يوم الخميس من ان التهدئة التي تم التوصل اليها بوساطة مصرية هي الفرصة الاخيرة للحركة الاسلامية لتجنب هجوم عسكري اسرائيلي اخر على قطاع غزة. وقال اولمرت في مقابلة مع صحيفة سيدني مورنينج هيرالد الاسترالية ان مؤيدي حماس وشعب غزة "طفح بهم الكيل من حماس" بعد سنوات من العنف. وقال اولمرت للصحيفة "أعتقد ان استراتيجية حماس التي لا تريد ان تعترف بحق اسرائيل في الوجود في المقام الاول والتطرف والتعصب والتعسف الديني هم عدو السلام." واضاف "لقد بلغنا نهاية تسامحنا فيما يتعلق بالارهاب في غزة."

وقال اولمرت انه منذ انسحاب اسرائيل من غزة قبل ثلاث سنوات تحمل 250 الف اسرائيلي يعيشون في المنطقة التي تحيط بغزة هجمات صاروخية شبه يومية يشنها ناشطون فلسطينيون مضيفا انه لا توجد دولة يمكن ان تتحمل موقفا مماثلا. لكنه قال انه مازال متفائلا من ان اسرائيل يمكنها ان تتوصل في نهاية الامر الى اتفاق سلام مع سوريا والضفة الغربية ولبنان.

ولكن مئير شتريت وزير الداخلية الاسرائيلي وعضو مجلس الوزراء المصغر المعني بالشؤون الامنية قال لراديو اسرائيل انه "متشكك للغاية" في ان حماس ستفرض وقفا كاملا لاطلاق النار على الفصائل الفلسطينية.

ولا تشمل التهدئة الضفة الغربية. ولكن أبو حمزة المتحدث باسم الجناح العسكري لحركة الجهاد قال ان الجماعة تحتفظ بالحق في الرد بالقوة "حتى من غزة" على أي غارة اسرائيلية في الضفة الغربية.

وكان اخر اتفاق على وقف لاطلاق النار انهار بسرعة في نوفمبر تشرين الثاني 2006.

وكان مسؤولون اسرائيليون وفلسطينيون قالوا يوم الثلاثاء انه بموجب اي اتفاق للتهدئة سيتم تدريجيا وجزئيا تخفيف الحصار الذي تفرضه اسرائيل على قطاع غزة الذي يقطنه 1.5 مليون فلسطيني منذ سيطرت حماس عليه قبل عام.

وقال بيتر ليرنر المتحدث باسم المنسق العسكري الاسرائيلي لقطاع غزة ان الخطة كانت تعزيز الامدادات الى القطاع اعتبارا من الاسبوع المقبل بنسبة مبدئية تبلغ 30 في المئة زيادة على 60 حمولة شاحنة تدخل يوميا في الوقت الراهن. وأضاف "في بادئ الامر سيشمل الامر مواد غذائية وغيرها من المواد الاساسية. ويمكن أن يتوسع ذلك ليشمل مواد البناء."

وندد مسؤول في مجال التجارة بالزيادة المعتزمة معتبرا اياها " لاشيء".

وقال محللون ان اسرائيل التي لا ترغب في الوقت الراهن في شن عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة من شأنها أن تسفر عن خسائر جسيمة في قطاع غزة المكتظة بالسكان لديها مصلحة في التهدئة مثل حماس التي تسعى لتحديث أسلحتها.

وقال يوسي ميكلبرج الزميل بالمعهد الملكي للشؤون الدولية في لندن ان اسرائيل وحماس من مصلحتهما انجاح التهدئة.

وأضاف "حماس... تكبدت خسائر كبيرة" مشيرا الى خسائر في الارواح وتدهور في الظروف الاقتصادية في قطاع غزة لكنه اوضح أن الحركة تمكنت من مواصلة هجماتها عبر الحدود.

وتابع "من الواضح (لاسرائيل) ان الحل العسكري لا يجدي فهو لا يوفر سوى حل جزئي."

فلسطينيون واسرائيليون يخشون الا تستمر التهدئة

يأمل المزارع الفلسطيني توفيق غبن الذي اضطر لترك حقول الفراولة التي يملكها قبل عامين بسبب العنف على الحدود بين غزة واسرائيل في أن تسمح له التهدئة الوشيكة بالعودة للعمل في مزارعه. ولكنه يشك في ان تصمد.

ومثله مثل كثير من الفلسطينيين والاسرائيليين الذين يعيشون على خط المواجهة في الصراع بين اسرائيل وحركة المقاومة الاسلامية حماس ما زال غبن متشككا في نوايا اعدائه ومتشككا في قدرة العمل الدبلوماسي على تضييق شقة الخلافات الواسعة. بحسب رويترز.

وقال غبن في شمال قطاع غزة "انها تهدئة هشة... من المستحيل أن تنجح... مثل جميع المرات السابقة ستنتهك اسرائيل التهدئة وستعود للغارات والقتل".

وهجر غبن مزارعه الخصبة قرب بيت لاهيا في شمال قطاع غزة قبل عامين بعد أن بدأ المسلحون في اطلاق الصواريخ على اسرائيل من المنطقة. ودمرت جرافات الجيش الاسرائيلي الحقول حيث كثيرا ما تجرف الاراضي خلال العمليات في غزة.

ويشعر المزارعون على الجانب الاخر من السياج الحدودي بين اسرائيل وغزة ايضا بالحيرة بين الامل في أن توقف التهدئة الهجمات الصاروخية الفلسطينية وبين الشكوك بشأن صمودها.

وقال دافيد بينج من مزرعة كفار عزا الجماعية التي تقع على الحدود مع غزة وكثيرا ما تستهدفها الهجمات الصاروخية "مسألة الثقة بيننا وبين الفلسطينيين محل شك شديد بالنسبة لي... لقد تحطمت الثقة مرات كثيرة في الاعوام السبعة الاخيرة."

وقال أحمد عبد لله وهو مدرس في غزة "الشيطان دائما في التفاصيل.. اخشى ان يتفجر الوضع في وجوهنا ما أن يبدأوا المحادثات بشأن هاتين القضيتين."

ويأمل مزارعو غزة في أن تساهم التهدئة في تخفيف الحصار الذي تقوده اسرائيل والذي أصاب الاقتصاد الفلسطيني بالشلل ومنعهم من تصدير انتاجهم من الفاكهة والخضر ومنع الواردات من المواد الكيماوية والوقود اللازمة لعملهم.

وقال المزارع ابو نضال انه اضطر لبيع محصوله من الباذنجان بالكامل في السوق المحلية بسعر أقل كثيرا مما كان يمكن ان يحصل عليه من مشتر دولي.

امريكا تشكك

بدورها عقبت الحكومة الامريكية بتشكك يوم الثلاثاء على أنباء مفادها أن مصر توسطت في جهوت أسفرت عن هدنة بين اسرائيل والنشطاء الفلسطينيين في قطاع غزة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية توم كيسي "سنرى قبل كل شيء هل يوجد حقا اتفاق."

واضاف مشيرا الى حركة المقاومة الاسلامية حماس التي تسيطر على قطاع غزة "وحتى اذا صحت هذه الانباء فاني اعتقد لسوء الحظ أنها لا تكاد تبعد حماس عن أنشطة الارهاب."

وقالت مصر وحماس في وقت سابق يوم الثلاثاء ان وقفا لاطلاق النار بين اسرائيل والنشطاء الفلسطينيين في قطاع غزة سيبدأ يوم الخميس وذلك بعد ان توسطت مصر في التوصل الى اتفاق قد يخفف الحصار الاسرائيلي للقطاع الذي تسيطر عليه حركة حماس.

غير ان المسؤولين الامريكيين الذين يرفضون اي اتصال بحركة حماس لانهم يعتبرونها منظمة ارهابية كانوا متشككين بشكل واضح.

وقال المتحدث باسم البيت الابيض توني فراتو انه لا تعقيب لديه على انباء الهدنة بين اسرائيل وحماس قائلا انه لا يوجد شيء رسمي. وقال "نحن نريد حقا ان نطلع على تفاصيل اي اتفاق وما هي وجهات نظر الناس في المنطقة قبل ان نعقب عليه."

وفي وزارة الخارجية قال كيسي ان وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس تحدثت من قبل "عن أهمية بسط الهدوء وما نكنه من تقدير لجهود مصر لتسهيل السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين بشكل عام."

وهون كيسي من شأن الاراء التي تذهب الى ان واشنطن تفقد أهميتها كلاعب في جهود السلام في الشرق الاوسط. وقال "اعتقد ان الدور الامريكي في هذا كان مهما واعتقد أنه مازال مهما."

وجاءت انباء هدنة غزة عقب عودة وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس الى واشنطن بعد سادس زيارة لها للمنطقة هذا العام لمحاولة تقريب اسرائيل وحكومة الرئيس الفلسطيني محمود عباس من ابرام اتفاق سلام.

لكن هذه المحادثات تتحرك ببطء. وفي الوقت نفسه فان اسرائيل تعقد ايضا محادثات تتوسط فيها تركيا مع سوريا. وتتفادى واشنطن الاتصالات على مستوى عال مع دمشق قائلة انها تشتبه ان لسوريا دورا في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري عام 2005 .

لماذا وافقت اسرائيل على التهدئة؟

- ضغطت الولايات المتحدة من أجل التوصل الى تهدئة لتزيل عقبة في مباحثات السلام بين رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس.

- ترغب اسرائيل في وقف الانتقادات الدولية لسياسة الحصار التي تتبعها وتخشى أن يؤدي شن هجوم عسكري على قطاع غزة الى خسائر فادحة بين الجانبين وقد لا ينتهي نهاية حاسمة.

- باصرارها على تخفيف الحصار الاقتصادي تدريجيا وجزئيا فقط تقلل اسرائيل من التأثير الفوري للاتفاق على أرض الواقع وتبقي على مرونة في امكانية أعادة فرض العقوبات في وقت لاحق. ويعكس مفهوم اسرائيل المرحلي تشاؤمها ازاء امكانية استمرار الاتفاق. وصدرت أوامر للجيش بالاعداد لعملية عسكرية محتملة واسعة النطاق في غزة اذا انهار اتفاق التهدئة.

- سيظل معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر مغلقا في الوقت الراهن. وربطت اسرائيل بين فتحه واحراز تقدم "ملموس" على صعيد اطلاق سراح الجندي الاسرائيلي الاسير جلعاد شاليط.

- نجحت اسرائيل في دفع حماس للتخلى عن مطلبها الذي تمسكت به طويلا بأن يطبق أي اتفاق للتهدئة في كل من قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة على السواء.

- استخدمت اسرائيل مفاوضات التهدئة لتزيد الضغوط على مصر لتبذل مزيدا من الجهد لوقف تهريب الاسلحة الى قطاع غزة.

لماذا وافقت حماس على التهدئة؟

- تحتاج الحركة الاسلامية الى امدادات لانهاء حالة عدم الرضا التي اعقبت سيطرتها على قطاع غزة منذ عام مضى.

- تأمل حماس التي عزلها الغرب لرفضها نبذ العنف والاعتراف باسرائيل في الحصول على شرعية دولية. ووافقت اسرائيل والولايات المتحدة اللتان ترفضان اجراء مباحثات مباشرة مع حماس على اجراء مفاوضات غير مباشرة عبر وساطة مصرية.

- ستتمكن حماس في حالة تفادي هجوم بري اسرائيلي موسع من مواصلة تحديث أسلحتها وتدريب مقاتليها.

لماذا توسطت مصر في الاتفاق؟

- تسعى مصر الى تحقيق الاستقرار على طول حدودها مع قطاع غزة خاصة بعدما أخذت على حين غرة حين قام مسلحون من حماس بتفجير وفتح معبر رفح الحدودي بينها وبين قطاع غزة في وقت سابق العام الجاري.

- في ظل "سلام بارد" بينها وبين اسرائيل ترغب القاهرة في تحاشي غضب شعبي وعربي لدورها في الابقاء على الحصار المفروض على غزة.

- تتوق مصر الى تقييد اتصالات حماس وتعاونها المشترك مع المعارضة الاسلامية في الداخل ممثلة في جماعة الاخوان المسلمين المحظورة.

- تخشى مصر من أن تقطع اسرائيل صلاتها بقطاع غزة ولا ترغب مصر في أن تتحمل العبء الاقتصادي للقطاع الذي سيطرت عليه بين عامي 1948 و1967.

لماذا يرغب عباس في اتفاق للتهدئة؟

- يسعى عباس وحكومته في الضفة الغربية الى نيل ثقة الناخبين في قطاع غزة.

- قد يجبر العنف في غزة عباس على وقف مباحثات السلام مع اسرائيل ويقلل من فرص التوصل الى اتفاق وقد يسبب أيضا اضطرابا في الضفة الغربية ويعرض جهوده المدعومة من الولايات المتحدة لفرض القانون والنظام في المنطقة الى الخطر.

- يسعى عباس الى اجراء للسيطرة على معابر حدود قطاع غزة كوسيلة لاستعادة موطيء قدم له هناك.

القوى الدولية

- تقول الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي انهما يرغبان في تخفيف الصعاب التي يتعرض لها سكان غزة على الاصعدة الإنسانية بالاضافة الى دعم عباس وبدء استعادة سلطته في غزة.

- يقول الاتحاد الاوروبي انه مستعد لاعادة مراقبي الحدود الى رفح رغم أنه من غير الواضح في أي وقت سيحدث ذلك.

العرب ليسوا مغفلين

من جهته ادان الامين العام لجامعة الدول العربية عمر موسى يوم الاربعاء تهرب اسرائيل من التزاماتها قائلا ان العرب لم يعودوا مغفلين مع مضي اسرائيل قدما ببناء المستوطنات في الاراضي المحتلة. وقال موسى في غداء عقد في اليوم الاول لمؤتمر الحائزين على جوائز نوبل في مدينة البتراء حضره الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز "الرجاء ان لا تتعامل معنا دون ان تعمل لنا حساب. لسنا مغفلين ولم نعد المغفلين الذين يقبلون بأي شئ او نمضي فرحين بالقليل من الكلمات."

وكان موسى قد خرج من القاعة بعد سماع كلام الرئيس الاسرائيلي عن تاريخ السلام بين العرب واسرائيل الذي بدأ مع مصر ثم مع الاردن ثم اقنعه وزير الخارجية الاردني صلاح الدين البشير بالعودة وقام بالرد على كلام بيريز.

وقال موسى "لا نستطيع فهم الى اين تريدوننا ان نذهب. الى اين تأخذون السلام العربي الاسرائيلي وانتم تعلنون يوميا عن الالاف من المنازل الاضافية مما يعني ان الالاف من المنازل العربية سيتم هدمها ومما يعني ان الالاف من العرب سيخلون منازلهم. ما نوع المفاوضات وعلى ماذا نتفاوض.." واضاف "كيف لنا ان نتفاوض بينما تتغير الاراضي يوميا. هذا سؤال نريدك ان تجيب عنه." كما سأل موسى بيريز عن سبب عدم رد بلاده على المبادرة العربية للسلام.

وقال بيريز "اقترح ان يقوم بعضكم بزيارة اسرائيل وان تقوموا بتقديمها ( المبادرة) بشكل علني في البرلمان لان هناك شئ واحد جامعة الدول العربية - واغفروا لي لقول هذا- لا تستطيع ان تجيب عنه وهو كيفية ضمان الامن. اذا استطعتم ضمان وقف اطلاق النار فان اقتراح الجامعة عادل جدا."

محادثات مباشرة مع سوريا قريبا

هذا واعتبر رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت انه "ليس بعيدا" من مفاوضات مباشرة مع سوريا في وقت سيتواجد فيه مع الرئيس السوري بشار الاسد في باريس خلال قمة الاتحاد من اجل المتوسط من دون ان يؤكد لقاء محتملا بينهما.

وقال اولمرت في مقابلة مع صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية تنشر الخميس "عندما نتفق مع سوريا حول البرنامج المحدد والنقاط التي سنناقشها عندها سيحين الوقت لاطلاق اتصالات مباشرة. نحن لسنا بعيدين. اذا كان الطرفان جديين فيفترض ان نجلس قريبا حول طاولة لنتناقش".

واضاف "اذا توافرت فرصة للتوصل الى اتفاق سياسي فيجب ان نستغلها. نعرف تطلعات السوريين. واظن ان (الرئيس السوري) بشار الاسد يعرف ما ننتظر منه في المقابل".

واوضح "نحن جادون. لذا لا اريد مواصلة المفاوضات غير المباشرة الى ما لا نهاية. لكي تكون جدية وتأتي بنتيجة يجب ان ننتقل الى الاتصالات المباشرة".

وقال اولمرت "اذا كانت فرنسا تصر على المبادىء نفسها التي ندافع عنها وحقوق الانسان والديموقراطية وانهاء التعطيل في لبنان وانهاء دعم الارهاب والخروج من محور الشر الذي تديره ايران فاننا على الموجة ذاتها ونتقدم بالاتجاه ذاته". واضاف "اظن ان هذا هو هدف الرئيس ساركوزي".

بدوره قال الرئيس السوري بشار الاسد يوم الخميس انه بحاجة لأن يرى مزيدا من التقدم في محادثات السلام غير المباشرة مع اسرائيل برعاية تركيا قبل أن يوافق على الاجتماع مع رئيس الوزراء الاسرائيلي.

وهناك تكهنات بأن الزعيمين قد يلتقيان على هامش قمة لدول أوروبية ومتوسطية يوم 13 يوليو تموز في باريس. بحسب رويترزز

وردا على سؤال حول ما اذا كان سيجتمع مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت في باريس قال الاسد المتواجد في الهند في زيارة تستغرق أربعة أيام "هذا ليس كاحتساء الشاي." وأضاف الاسد "اجتماعي مع رئيس الوزراء الاسرائيلي سيكون بلا معنى بدون أن يضع التكنوقراط الاساس .. بدون الوصول الى المرحلة الاخيرة."

وقال مسؤولون اسرائيليون مرارا ان التوصل الى اتفاقية سلام يتوقف على أن تنأى دمشق بنفسها عن إيران وتقطع علاقاتها مع جماعات مثل حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) وحزب الله اللبناني. وتتلقى الجماعتان دعما من إيران وسوريا التي تستضيف عددا من الفصائل الفلسطينية المعارضة لاتفاقات السلام الفلسطينية الاسرائيلية القائمة.

ورفض الاسد المطالب الاسرائيلية بأن تتخلى بلاده عن تحالفها مع ايران وجماعات مثل حماس وحزب الله كشرط أساسي للسلام.

تبادل وشيك للاسرى بين اسرائيل وحزب الله  

من جهة اخرى توقع مسؤول لبناني الاربعاء تبادلا وشيكا للاسرى بين اسرائيل وحزب الله موضحا ان التنظيم الشيعي سيفرج عن جنديين اسرائيليين كان اسرهما العام 2006 مقابل العديد من ناشطيه. بحسب الـ فرانس برس.

وقال هذا المسؤول الذي رفض كشف هويته "اذا لم تطرأ عوائق في اللحظة الاخيرة نتوقع ان تفرج اسرائيل قريبا عما بين سبعة وعشرة اسرى اضافة الى تسليم رفات عشرة مقاتلين اخرين من حزب الله". واضاف ان اثنين من المفرج عنهم قد لا يكونان من ناشطي حزب الله ويمكن ان تتم عملية التبادل في المانيا.

من جهتها دعت اسرائيل مجددا الاربعاء الى مفاوضات مباشرة مع لبنان موضحة انها مستعدة لبحث مجمل نقاط الخلاف وذلك بعد اسبوع على رفض بيروت اقتراحا اول قدمته الدولة العبرية. وقال مارك ريغيف الناطق باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت لوكالة فرانس برس "نحن نؤيد مفاوضات مباشرة وثنائية يمكن خلالها التطرق الى كل نقاط الخلاف".

ويأتي هذا الاقتراح الاسرائيلي الجديد في اوج فترة من الحركة الدبلوماسية الكثيفة حيث توصلت اسرائيل وحماس الثلاثاء الى تهدئة لاعمال العنف في قطاع غزة فيما استأنفت اسرائيل وسوريا منذ اسابيع مفاوضات سلام غير مباشرة بوساطة تركية.

وكانت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس اكدت الاثنين من بيروت ان بلادها تعتبر ان الوقت حان لتسوية قضية مزارع شبعا المتنازع عليها.

وقالت رايس اثر اجتماعها برئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة خلال زيارة مفاجئة قامت بها الاثنين للعاصمة اللبنانية استغرقت خمس ساعات "تعتبر الولايات المتحدة ان الوقت حان لتسوية قضية مزارع شبعا (...) في شكل مطابق للقرار 1701" الصادر العام 2006 والذي توقفت بموجبه الاعمال العسكرية بين اسرائيل وحزب الله.

وقال السنيورة في بيان صادر عن رئاسة مجلس الوزراء "المواضيع الثنائية العالقة بين لبنان واسرائيل محكومة بقرارت دولية ملزمة لاسرائيل لا سيما القرارين 425 و1701 وهي غير خاضعة للتفاوض السياسي".

واكد ان "انسحاب اسرائيل من الاراضي التي ما زالت تحتلها في لبنان هو لزام عليها فضلا عن احترام سيادة لبنان على ارضه ومياهه واستعادة اسراه وتسلم كامل خرائط الالغام والقنابل العنقودية وفقا للقرارات الدولية المشار اليها آنفا".

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت  21/حزيران/2008 - 17/جمادي الثاني/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م