شاءَ الإلهُ بأنْ تَشُدَّ رِكابا
|
|
|
مُتعجِلاً نحوَ السماءِ ذهابا
|
لولا القضاءُ ففي النفوسِ تساؤلٌ
|
|
|
يُدمي الفؤادَ ، ويستحيلُ جوابا
|
فَلِمَ هَرَعْتَ إلى الغيابِ مُبَكِّراً
|
|
|
ولمََِ رحلْتَ مُيَتِماً أحبابا
|
ما ملَّتِ الأبصارُ محرابَ السنا
|
|
|
بلْ خافَ أعداءُ السنا المحرابا
|
ما ملَّتِ الأكوابُ من صفوِ الندى
|
|
|
بلْ خافَ مَنْ كَرِهَ الندى الأكوابا
|
ما العذرُ أنْ تمضي وقلبُكَ يافعٌ
|
|
|
ويحَ اعتراضي إنْ شكا أو لابا
|
أجْهدْتَ عينَكَ بالسناءِ فلمْ تجدْ
|
|
|
برءاً سوى أنْ تُطْبقَ الأهدابا
|
أمْ ضاقَ قلبُكَ بالعلومِ لوفرةٍ
|
|
|
فتفجَرَ القلبُ الكبيرُ شهابا
|
|
|
تشتاقُ أعتابَ الحسينِ فترتقي
|
|
|
ركْبَ النعوشِ ، مُيَمِماً أعتابا
|
منعتْكَ أسبابُ الحياةِ زيارةً
|
|
|
فاختَرْتَ أسبابَ الردى أسبابا
|
شيرازُ أزهارُ السهولِ تألَقَتْ
|
|
|
هيّا نَعُبُّ منَ الشذا الأنخابا
|
ما بالُها في أوْجِها هيَ تختفي
|
|
|
وتصدُّ في وجهِ الهوى الأبوابا
|
عُذْرُ الزهورِ حياتُها معدودةٌ
|
|
|
كيْ ما تظلَّ مدى الزمانِ شبابا
|
ما كانَ يُحسب بالسنينِ جمالُها
|
|
|
هَزِأَ الجمالُ من السنينِ حسابا
|
فعبيرُها ينسابُ في أُفُقِ المدى
|
|
|
نَضِراً ، وإنْ شابَ المدى ما شابا
|
وحسابُها أنَّ الحياةَ مواقفٌ
|
|
|
لو عدَّدُوها جاوزَتْ أحقابا
|
حمَلُوهُ منْ أرضِ الرضا،أوَ هلْ دَرَوا
|
|
|
قلبَ الرضا لفراقِهِ قدْ ذابا
|
أنّى حَلَلْتَ فدوحةُ عَلَويّةٌ
|
|
|
الأصلُ طابَ وفرعُها قدْ طابا
|
|
|
منْ كربلا أشْرَقْتَ كوكبَها الذي
|
|
|
لمْ يرضَ إلا في الطفوفِ غيابا
|
كيف الذي عشقَ الحسينَ وتُرْبَهُ
|
|
|
يرضى سوى تُرْبِ الحسينِ ترابا
|
فاهنأ إذا جاورْتَ سبطَ محمدٍ
|
|
|
قدْ كنْتَ منْ غيثِ الحسينِ سحابا
|
يا ابنَ البتولِ وللبتولِ لواعجٌ
|
|
|
أشجانُها قدْ حيَّرَتْ ألبابا
|
واعدْتَ جدَّتَكَ البتولَ على اللِقا
|
|
|
في شهرِها ، فسألتَهُ ، فأَجَابا
|
إني جمادى الحزنِ جرَّعْتُ الأسى
|
|
|
ثقلي محمدَ : عترةً وكتابا
|
الله يا شهرَ البتولِ وكلَّما
|
|
|
أقبلْتَ نذكرُ ضلعَها والبابا
|
أوَ ما اكتفيْتَ منَ البتولِ مُصيبةً
|
|
|
فأتيْتَ تُكمِلُ بالحفيدِ مُصابا
|
تسقيهِ منْ كأسِ المنونِ ليشتفي
|
|
|
قلبُ المُضلِّ ، وتُفرِحَ المُرتابا
|
وعزاءُ منْ عشقَ البتولَ بأنَّها
|
|
|
تسقيهِ في يومِ الجزاءِ شرابا
|
|
|
غابَ النصيرُ أيا بتولُ وشجوُنا
|
|
|
واللهِ يا بنتَ الهدى ما غابا
|
أفٍّ لشهرٍ غالَ آسادَ الوغى
|
|
|
غدراً وعافَ ثعالباً وذئابا
|
يا قبةً هدَّ الردى أركانها
|
|
|
وقبابُ سامرا تئنُ خرابا
|
تُبنى قبابُ التبرِ بعدَ خرابها
|
|
|
منْ ذا يُعيدُكَ للحياةِ قبابا
|
قالوا مضيتَ وهلْ سيمضي تاركٌ
|
|
|
علماً وهدياً ، حكمةً وصوابا
|
يا صادقاً للوعد لن نخشى الردى
|
|
|
منْ كانَ يصدقُ وعدَهُ ما خابا
|
هيَ ثلمةٌ في الدينِ لا لن تنمحي
|
|
|
تبقى تُجرِّعُ عاشقيكَ عَذابا
|
شيرازُ ما نضبَ المعينُ فجدولٌ
|
|
|
يجري ليرفدَ جدولاً مُنْسابا
|
ومنَ النبيِّ ترقرَقَتْ آلاؤهُ
|
|
|
ومنَ الغديرِ يُسلسِلُ التَسْكابا
|
فترشَّفي شيرازُ منْ ماءِ التقى
|
|
|
وتعَطَّري عطرَ الهدى الخلابا
|
|
|
شيرازُ أزهارُ الولايةِ تزدهي
|
|
|
هيَ ترتقي رغمَ الصعابِ صعابا
|
ما زلْتِ للعشاقِ أعذبَ جنةٍ
|
|
|
وزهور أرضكِ ما تزالُ عِذابا
|