في تأبين فقيد العلم والأخلاق، الفقيه المحقق آية الله السيد
محمد رضا بن آية الله العظمى السيد محمد مهدي الشيرازي، قدس الله
سرّهما، المتوفى في يوم الأحد 26 جمادى الأولى 1429هـ (1 يونيو
2008م)
الصمتُ ينزفُ في إباء والقلب في لهب التنائي
والحزنُ من برديك لَفّ وجودَنا فدنى الترائي
يا نجلَ ألفِ معظمٍ بيراعه كَشْفُ الخفاء
ماضٍ بمرقاة العلا في جنتين من الضياء
والروح من مشكاته تستافُ إرث الأنبياء
والروح من مشكاته تستافُ علم الأنبياء
ودنى تواضع للثرى فإذا الثريا في ازدراء
يا سيدي جُرح الفؤاد فهل لجرحك من دواء
الدمع يسقي بعضه فإليك خذها من دمائي
*** ***
إني لأخشى إن ذكرتك سيدي في الأولياء
أنّي أعاتبُ .. فالملائك تبتغي شرفَ الوَلاء
ورسمتَ أحرفك العظامَ على خطى للأصفياء
لا تقتفي أثرَ الذين تولعوا بهوى الأناء
وبريق أفعال السياسة والمصالح والرياء
وتشبّثوا بخيوطها ركض الهباء إلى الهباء
وتوسلوا برضا الدنى خطأً، لعلّ، وألف لاءِ
إنّا هنا بخطى العقيدة في الولاء وفي البراء
*** ***
يا منتهى أفقِ الحقيقة والفضيلة والصفاء
يا سيداً ملك النفوس بغير خوفٍ أو رجاء
من راحتيك تزودوا شأنَ التزودِ بالبهاء
يا نبعةَ الأخلاقِ يا أملاً تأذّن بالجلاء
يا حِرقة الأم التي انتظرتك بعد أبيك جائي
يا فجعة العم الذي سيراك معقود اللواء
يا للَرِّجال مصيبةٌ أودت بحلم ذوي الحجاء
لكنها حِكَمُ قَضت بالموت نُقهر والفناءِ
*** ***
يا راحلاً نحو الخلود وأنت في أبد البقاء
ووردت كوثر أحمدٍ فنهلت حدَّ الارتواء
إني لأحسبُ أصغريك يُناجَيان من السماء
من وحي عينيك الحياءُ فهل ستوصف بالحياء؟
جسّدت أعلام الهدى ورويت نهج الأوصياء
من نورهم خُلِق الرضا حاشاه عن طين وماء
إن الرضا وأبا الرضا مَثَلٌ لحُلم الأنبياء
ونُهاهُما سَحَرت فؤادَ ذوي النهى .. والأدعياء!!
*** ***
الصبرََ آلَ محمدٍ والصبرُ زاد الأتقياء
يا صادقَ الرأي الذي منح الحقيقةَ ألف باء
لا زلت كهفَ اللائذين وكعبةً لذوي الوفاء
وأبيك قل لي ما الذي ينبيك من ذا الابتلاء
إن قلت إنك ملهم ما في المقالة من مراءِ
أو قلت وارثَ علمِهم وصفاتِهم، فعلى السواء
إن الحسين أخو الرضا والمرتضى عَمَدُ البناء
بهما وفي قلبيهما جودي أرباب الإخاء
يا سيدي لك نظرة وبجدكم شرف الدعاء
هي نفثة عثرت، أقلها سيدي، بِرِدَا رثائي
وكن الشفيعَ إذا ادلهم الخطب في يوم الجزاء
* القطيف – العوامية
نظمت في يوم دفن الفقيد في كربلاء
الأربعاء 29 جمادى الأولى 1429هـ
وألقيت في مجلس العزاء الذي أقامه
العلامة الشيخ سعيد أبو المكارم على روح الفقيد |