الانتخابات الامريكية: اتضاح الرؤيا واحتدام الصراع

11-6-2008

اعداد: ميثم العتابي

شبكة النبأ: بعد اتضاح الرؤيا بالشكل الجلي الذي من شأنه ان يحدد المفاهيم للقادم في ملئ كراسي البيت الابيض، وبعد تنحي هيلاري كلنتون رسميا وتنازلها لزميلها في الحزب الديمقراطي السناتور المرشح أوباما، بات جليا ان خندق الصراع بين الجمهوريين والديمقارطيين قد أنحسر مده وبانت معالمه، كما ويرجح بعض الخبراء كفة أوباما وتقدمه بشكل كبير، ذلك لما خلفه الجمهوريين في النفوس الامريكية بعد الحرب على العراق وافغانستان وتدهور الاقتصاد الامريكي، وموقف الادارة الحالية حيال التغيير البيئي الحاصل في الكرة الأرضية عموما.

(شبكة النبأ) في سياق التقرير التالي تعرض لكم اهم ماوصلت له عجلة الانتخابات الامريكية والسباق المرير نحو البيت الابيض، وما هي اولويات كل من المرشحين في حال صعوده إلى دكة القرار والقيادة الامريكية:

أوباما ومساعيه الرامية لتوحيد الديمقراطيين خلفه

يواجه باراك أوباما تحديا كبيرا متمثلا في توحيد الديموقراطيين بعد معركة شرسة استمرت خمسة أشهر مع هيلاري كلينتون التي كانت تنافسه على الفوز بترشيح الحزب الديموقراطي لانتخابات الرئاسة الامريكية.

وسيكشف الزمن اذا كان التأييد الحماسى من جانب منافسته السابقة هيلاري كلينتون له سيكفي لاقناع أنصارها المتحمسين بتوجيه دعمهم لاوباما.

وقوبلت هيلارى بمزيج من صيحات التشجيع والاستياء في كل مرة ذكرت فيها اسم أوباما خلال التجمع الاخير الذي عقدته بواشنطن حيث أعلنت انسحابها من السباق الانتخابي وشكرت من صوتوا لها وتعهدت بتوحيد جهودها مع أوباما من أجل فوز مرشح الحزب الديموقراطي بمقعد الرئاسة.

وقالت كلينتون: كلنا نعلم أن المعركة كانت شرسة.لكن الحزب الديموقراطي أسرة واحدة وحان الوقت الان كي نستعيد الروابط التي تجمعنا سويا كي نلتف حول المبادئ التي نؤمن بها والقيم التي نعتز بها والوطن الذي نحبه. بحسب د ب ا.

وتحدثت كلينتون عن رسالة أوباما الملهمة لكثيرين وتفاؤله وما يمثله من علامة فارقة في تاريخ المجتمع الامريكي بعد أن أصبح اول أمريكي من أصل افريقي يقود حزبا سياسيا كبيرا في انتخابات الرئاسة الامريكية التي ستجرى في الرابع من نوفمبر المقبل.

لكن أنصار كلينتون في التجمع الاخير لم يكونوا على نفس القدر من الحماس.

وكان معظم مؤيديها جزءا من حملتها الانتخابية منذ بدء الانتخابات التمهيدية من ولاية لولاية في يناير الماضي.

وقالت ميجان تومبسون (26 عاما) التي تركت وظيفتها في واشنطن للانضمام لحملة كلينتون في ديسمبر الماضي: انني غير متحمسة لاوباما. وقالت تومبسون انه من غير المحتمل أن تفعل الشيء نفسه مع أوباما.

ورغم وجود بضع اختلافات مهمة بين ممثلى الحزب الديموقراطي حول عدد من القضايا اعتقد أنصار كلينتون ان مرشحتهم تحظى بفرصة افضل في الوصول للبيت الابيض ويتساءلون اذا كان أوباما الذي لا يزال في فترة ولايته الاولى بمجلس الشيوخ يملك ما يكفي من الخبرة للفوز في انتخابات نوفمبر المقبل وقيادة البلاد.

ويأمل ماكين الذي يعتبر مرشح يمين وسط معتدل معروفاً عنه النضال من أجل حزبه أن ينجح في اجتذاب أنصار كلينتون غير المؤيدين لاوباما الى صفوف الحزب الجمهوري.

وناضل أوباما في العديد من الانتخابات التمهيدية مع قطاعات من الناخبين تلعب دورا جوهريا في تحديد مصير المرشح الديموقراطي وتشمل الطبقة العاملة وكبار السن وبعض الجماعات الديموغرافية ولا يزال يتعين عليه أن يقنع بعض مجموعات أخرى من الناخبين بأنه يمثل نفس القيم التي عرفوها في هيلاري.

ومن بين تلك المجموعات النساء اللاتي رأين في كلينتون تحقيقا لحلمهن في انتخاب رئيسة للولايات المتحدة. وبينما اعتادت الشعوب الاسيوية والاوروبية على تقبل فكرة الرئيسة كانت هيلاري أول امرأة في الولايات المتحدة تحظى بفرصة حقيقية لخوض سباق الرئاسة.

وقالت ساندي جوزيف (64 عاما) التي ظلت صامتة عند اي ذكر لاسم أوباما خلال كلمة هيلاري: من الرائع انها تمكنت من الوصول لتلك المرحلة لكن الامر المثير للاهتمام أننا نفضل رجلا أسود على امرأة.

وقال البعض ان الحاجة لتضميد تلك الجروح داخل الحزب لا يترك لاوباما الكثير من الخيارات فيما يتعلق بترشيح هيلاري لمنصب نائب الرئيس ليحقق ما وصف على مدى شهور بتذكرة الاحلام.

أوباما ومكّين وحرب جمع الاموال الانتخابية

فعقب فوزه بترشيح الحزب الديمقراطي لخوض انتخابات الرئاسة أمام الجمهوري جون مكين في نوفمبر تشرين الثاني المقبل لن يحاول سناتور ايلينوي فقط انتزاع تأييد عدد كبير من المتبرعين السابقين لمنافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون بل أيضا ديمقراطيين لم يحسموا أمرهم حتى الآن.

ومن المحتمل ان تكون المحصلة ارتفاعا حادا آخر في حجم التبرعات السياسية وسط سباق حطم بالفعل الأرقام القياسية لجمع التبرعات على حد قول خبراء التمويل.

وقال ريتشارد باركر المحاضر في السياسية العامة بجامعة هارفارد: سنرى بسهولة أول سباق رئاسي يتكلف مليار دولار.

وجمع أوباما 265.4 مليون دولار من جميع المصادر حتى نهاية ابريل نيسان حسب التحليل الأخير لسجلات لجنة الانتخابات الاتحادية من جانب مركز رسبونسيف بولوتيكس وهو هيئة غير حزبية للرقابة المالية على الحملات الانتخابية. بحسب رويترز.

وبلغت التبرعات لحملة كلينتون عضو مجلس الشيوخ عن نيويورك خلال هذه الفترة 214.9 مليون دولار بينما حصل مكين عضو مجلس الشيوخ عن اريزونا على 96.7 مليون دولار.

وقال هاوراد ريتر رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة كونيتيكت: سيرسل عدد كبير ممن كانوا يتبرعون لكلينتون بأموال لأوباما الآن.

واضاف، من المُرجح ان يحصل على الكثير من التبرعات من أفراد انتظروا حتى ينجلي الوضع.

واوباما أول اسود يقود حزب امريكي كبير في سباق الرئاسة. ويقول خبراء ان الديمقراطيين الذين لم يحددوا موقفهم والمستقلين الذين كانوا ممزقين بين اوباما وكلينتون سيحددون موقفهم ويمسكون بدافتر الشيكات بعد ان اضحت البدائل اوضح.

وقال مايكل مالبن المدير التنفيدي لمعهد تمويل الحملات الانتخابية التابع لجامعة جورج واشنطن ان أوباما: سينافس الان شخصا مختلفا عنه كليا.. كان ثمة تشابه كبير بينه وبين السناتور كلينتون.

وقد لا يتمكن مكين من جمع مبالغ مثل اوباما ولكن المرشح الجمهوري لن يسقط. وقال مالبن وهو ايضا استاذ علوم سياسية بجامعة نيويورك في الباني ان مكين سيتمكن من المنافسة ماليا.

وقال باركر ان دمج شبكات التبرع لاوباما وكلينتون يطرح مشاكل سياسية مثيرة للاهتمام.

وجاءت معظم الاموال الديمقراطية من نيويورك من أسماء بارزة مثل وول ستريت. وحصل اوباما على مبالغ ضخمة من بنوك استثمار ومحامين.

لكن لديه أيضا آلية جمع تبرعات ضخمة على الانترنت تعتمد على الأمريكيين من الطبقة الوسطي وهذا يعني انه لن يكون مدينا بالفضل لجولدمان ساكس وجيه. بي مورجان تشيس مثلا.

وحصل اوباما على تبرعات من المحامين أكثر من أي قطاع آخر في المحتمع وهو أمر معتاد. وأربعة من أكبر خمسة مساهمين في حملته من العاملين في بنوك الاستثمار جولدمان ساكس ويو.بي.اس وجيه.بي مورجان تشيس وسيتي جروب وأفراد أسرهم ولجان عمل سياسي تابعة لها. كما تأتي ليمان برذرز ومورجان ستانلي بين أكبر المتبرعين لحملة اوباما.

كلينتون تعلن دعمها لأوباما وتحث الناخبين على ترشيحه

اعلنت هيلاري كلينتون رسميا وقف حملتها التاريخية لتكون اول سيدة تتولى رئاسة البيت الابيض واكدت "دعمها الكامل" لمنافسها السابق باراك اوباما مشددة في الوقت نفسه على انه سيكون من الضروري الاعتماد على ثقلها في المستقبل.

وقالت سيناتور نيويورك امام انصارها الذين التقت بهم في واشنطن: الان اصبح الطريق لمواصلة معركتنا وتحقيق الاهداف التي حددناها لانفسنا هو وضع كل طاقتنا وعواطفنا وقوانا وبذل كل ما بوسعنا للمساعدة في انتخاب باراك اوباما الرئيس القادم للولايات المتحدة.

واضافت، اليوم وانا اعلق حملتي اهنئه (اوباما) على ما حققه من انتصار وعلى الشوط الاستثنائي الذي قطعه. مؤكدة، انني ادعمه واقف بكل قواي وراءه. ما اثار تصفيقا حادا وايضا صفير استهجان من بعض الحاضرين من انصارها الذين بلغ عددهم نحو الفين معظمهم من البيض.

وبعد دقائق من خطاب السيدة الاميركية الاولى السابقة قال اوباما في بيان لا احد يعلم افضل من السيدة كلينتون مدى حاجة اميركا والاميركيين الملحة للتغيير واعلم انها ستكون في الصف الاول من المعركة في هذا الخريف وفي السنوات القادمة.

وابدى اوباما "تاثره وتشرفه" بالدعم الذي قدمته له كلينتون التي قال انه بفضلها تعلم ابنتاي وكل النساء انه لا حدود لاحلامهن.

وقد تجمع مناصرو واصدقاء هيلاري كلينتون الذين يشعرون بالحزن لهزيمتها في متحف "ناشونال بيلدينغ ميوزيوم" في واشنطن بعد ان انتظروا طويلا تحت اشعة الشمس الحارقة لدخول هذا المبنى الثقافي الضخم الذي لا يبعد كثيرا عن البيت الابيض والذي فتح ابوابه بعد العاشرة بقليل. بحسب فرانس برس.

وقد ارتدى الكثير من انصار هيلاري كلينتون وغالبيتهم من البيض قمصانا تحمل اسمها.

ورافق سناتور نيويورك الى المنصة زوجها الرئيس السابق بيل كاينتون وابنتهما تشلسيا ووالدتها.

وقالت هيلاري في بداية خطابها بلهجة شابتها بعض المرارة: انه ليس من نوع الاجتماعات التي كنت اتوقعها لكنني سعيدة وفخورة بان اكون معكم. مشيدة بانصارها ولا سيما النساء اللاتي كن اكبر مشجعيها.

كما وجهت سيناتور نيويورك تحية غير متوقعه لزوجها بيل كلينتون الذي يرى بعض المحللين انه كان عنصر اعاقة في حملتها وقالت: لقد حققنا تقدما مشهودا في التسعينات مع رئيس ديموقراطي.

ولم تتردد هيلاري في استخدام شعار حملة اوباما "يس وي كان" (نعم نستطيع) مكررة اسم منافسها السابق نحو 15 مرة.

الا ان سيناتور نيويورك اشارت ايضا الى مشروعاتها المستقبلية مؤكدة ان الوقت سيحين لتتولى امراة رئاسة البيت الابيض.

وقالت: اليوم انطلقت رائدة الفضاء الخمسين. واذا كنا نستطيع اطلاق 50 امراة الى الفضاء فاننا سنتمكن يوما من اطلاق امراة الى البيت الابيض.

واوضحت قبل ان تحيي مطولا انصارها الذين صفقوا لها بقوة: ساستمر في القيام بما افعله منذ مدة طويلة ... العمل لاعطاء جميع الاميركيين الفرص نفسها التي حظيت بها العمل على ان يتمكن جميع الاطفال من ان يكبروا وان ينموا كل قدراتهم.

وهكذا يكون سيناتور ايلينوي الذي بدا بعيدا عن الوصول الى الترشيح في بداية الحملة تمكن من فرض نفسه بقوة على جميع منافسيه الديموقراطيين ليصبح اول اسود يحظى بهذه الفرصة للوصول الى رئاسة الولايات المتحدة.

لكن للتمكن من العودة الى البيت الابيض بعد ثماني سنوات من رئاسة الجمهوري جورج بوش سيتعين على الديموقراطيين اولا جمع شملهم بعد حملة عنيفة احدثت انقساما كبيرا بين انصار الحزب.

وقد وعد كل من باراك اوباما وهيلاري كلينتون بالعمل على توحيد صفوف الحزب ضد الجمهوري جون ماكين الا ان كثيرين من ال17 مليون ناخب الذين صوتوا للسيدة الاميركية الاولى السابقة في الانتخابات التمهيدية لا يزالون غير مقتنعين بالتصويت لغريمها السابق.

وللتغلب على ماكين في تشرين الثاني/نوفمبر القادم سيكون اوباما في حاجة لتأييد ناخبي كلينتون من نساء وعمال ومسنين ومتحدرين من اميركا اللاتينية.

ولم تصوت هذه الشرائح من الناخبين له في الانتخابات التمهيدية كما ان دعمها له ليس مضمونا.

وهكذا قال تيري اونيل احد انصار كلينتون الذين جاؤوا الى متحف "ناشونال بيلدينغ ميوزيوم": اعرف انه متفتح الذهن وانه ديموقراطي. لكن الان سيكون عليه ان يعمل على الحصول على دعمي.

كم تسري تكهنات بشأن تطلع كلينتون لاختيارها مرشحة لمنصب نائب الرئيس. من جانبها اوضحت كلينتون قبل اللقاء انها لن تطلب منصب نائبة الرئيس بدون ان توضح ما سيكون ردها في حال قدم لها المرشح الديموقراطي للرئاسة عرضا بهذا الصدد.

وقال فريق حملتها في بيان: لقد ابلغت السناتور كلينتون بوضوح انها ستبذل كل ما في وسعها من اجل ان ينتخب ديموقراطي في البيت الابيض وهي لا تسعى الى نيابة الرئاسة ولا يمكن لاحد سواها التكلم باسمها بهذا الصدد.

وشكل اوباما لجنة تقصي من ثلاثة اعضاء بينهم كارولاين كينيدي ابنة الرئيس السابق جون كينيدي لاعداد لائحة قصيرة بالشخصيات التي يمكن ترشيحها لمنصب نائب الرئيس غير ان اوباما وحده هو الذي سيتخذ القرار.

رسم ملامح خارطة السياسة الأمريكية بين مكّين وأوباما

يمكن لسباق بين المرشح الجمهوري جون مكين والسناتور الديمقراطي باراك أوباما على مقعد الرئاسة في البيت الابيض ان يعيد رسم الخريطة السياسية الامريكية في نوفمبر تشرين الثاني بابراز دور ولايات بعينها وتغيير الموازين في ساحات نزال تقليدية مثل فلوريدا وأوهايو.

ويعتقد كل من مكين وأوباما ان بوسعه الفوز في بعض الولايات التي هيمن عليها حتى الآن الحزب المنافس وتغيير الخريطة القائمة التي يفوز فيها الجمهوريون عادة في ولايات الجنوب والوسط ويفوز فيها الديمقراطيون بالولايات الساحلية والغرب الاوسط والتي يحدد فيها عدد من الولايات الهامة الفائز بالرئاسة.

وقال دان شنور وهو مستشار جمهوري ومساعد سابق لمكين خلال حملته الرئاسية الفاشلة في عام 2000: نحن ننظر الان الى ملعب أكبر بكثير يصعب التنبؤ بنتائجه مقارنة بما شاهدناه في الجولات الانتخابية القليلة الماضية.

وأضاف شنور: مساعدو أوباما ينظرون. ومن حقهم ان يفعلوا.. الى ولايات تابعة للجمهوريين تاريخيا ويعتقدون انه يمكنهم المنافسة فيها. لكن من الواضح ان أوباما يخسر أيضا أرضا لصالح مكين في بعض الولايات التي كانت مضمونة بالنسبة للديمقراطيين من قبل.

وحول أوباما بالفعل تركيزه الى الانتخابات العامة وانتخابات الرئاسة بعيدا عن الانتخابات الاولية للحزب التي تجري من ولاية لولاية. وقام في الاسابيع القليلة الماضية بجولات زار فيها ولايات من المتوقع ان تشهد معارك ساخنة مثل ميشيجان وفلوريدا وميزوري ونيو مكسيكو وكلورادو. بحسب رويترز.

اما مكين سناتور أريزونا الذي فاز بترشيح الحزب الجمهوري بالفعل بسهولة منذ فترة فيركز على الانتخابات العامة منذ نحو شهرين.

ويدرس الاستراتيجيون في المعسكرين استطلاعات الرأي وقوائم تسجيل الناخبين وتقارير التوزيع السكاني لرصد الولايات التي يمكن تحقيق الفوز فيها والفوز بما يصل الى 270 صوتا المطلوبة في المجمع الانتخابي لتحقيق النصر والوصول الى البيت الابيض. وتحصد هذه الاصوات بناء على الفائز في التصويت الشعبي في كل ولاية.

وسيتركز الاهتمام على الولايات التي تشهد معارك ساخنة والتي ثبت انها لعبت دورا حاسما في الانتخابات الرئاسية السابقة ومنها ميشيجان وبنسلفانيا اللتان فاز بهما الديمقراطي جون كيري في انتخابات عام 2004 وفلوريدا وأوهايو اللتان فاز بهما الرئيس الامريكي الجمهوري جورج بوش في الانتخابات الماضية.

كما تركز الحملتان الجمهورية والديمقراطية على 11 ولاية حسمت أصواتها بفارق ستة نقاط مئوية فقط أو أقل في الانتخابات الرئاسية المتقاربة التي فاز بها بوش بفترة رئاسية ثانية عام 2004 .

وفاز كيري المرشح الديمقراطي في ست من هذه الولايات وهي ميشيجان ومينيسوتا ونيوهامبشير وأوريجون وبنسلفانيا وويسكونسن. بينما فاز بوش في خمس وهي كولورادو وفلوريدا وأيوا ونيفادا ونيو مكسيكو.

ويأمل أوباما في ان تؤدي الزيادة الملحوظة في تسجيل أسماء الناخبين الديمقراطيين والاقبال القياسي على المشاركة في الانتخابات من جانب الشبان والسود الى دعم الشعار الذي يرفعه من أجل التغيير وكسر الحدود الحزبية الجغرافية التي أحبطت في الاونة الاخيرة فوز المرشحين الديمقراطيين بالسباق.

ويرى الديمقراطيون فرصا كبيرة في الغرب ويستهدفون نيو مكسيكو وكولورادو ونيفادا وكلها ولايات فاز فيها بوش بالكاد في الانتخابات الماضية. لكن هذه الولايات الثلاث مجتمعة لها 11 صوتا فقط في المجمع الانتخابي وهو ما يقل عن ولاية واحدة منفردة مثل أوهايو أو فلوريدا أو بنسلفانيا.

كما يأمل أوباما ان يسمح اقبال الناخبين السود على الادلاء بأصواتهم بطرح بعض الولايات الجنوبية للمنافسة خاصة فرجينيا التي تحولت الى الديمقراطيين في الانتخابات الاخيرة.

ومن جانبه يأمل مكين الذي أسر في حرب فيتنام ان يؤدي كسبه لاصوات المستقلين والصعوبة التي يواجهها أوباما في كسب أصوات الناخبين البيض من الطبقة العاملة ان يوفر له ذلك مناخا مواتيا للفوز في ولايات مثل أوهايو وبنسلفانيا.

كما يصعب نضال أوباما المستعصي للفوز باصوات اليهود والامريكيين من أصول لاتينية عليه الفوز في ولاية مثل فلوريدا التي زارها بالفعل مكين عدة مرات خلال حملته الانتخابية.

وتكشف استطلاعات الرأي عن سباق متقارب للغاية على مستوى البلاد وفي غالبية الولايات الكبرى. ومازال هذا التقسيم على أساس حزبي الذي يقسم الولايات بين اللون الاحمر واللون الازرق في الخرائط التلفزيونية الذي ساد في الانتخابات الماضية والتي سبقتها قائما بقوة الى الان.

مشاركة بوش في الحملة الرئاسية وقلق الجمهوريون من تواجده

أبدى الرئيس الامريكي الجمهوري جورج بوش حماسه للمشاركة في حملة الانتخابات الرئاسية هذا العام لمساعدة الجمهوريين على الاحتفاظ بالبيت الابيض لكن هل هم حقا يريدون مساعدته؟

وكان جون مكين المرشح الجمهوري قال انه يريد مساعدة بوش الذي يمكن ان يأتي بأموال طائلة لحملته الرئاسية لكن مكين حرص في الوقت نفسه على السير على حبل مشدود في التعامل مع الرئيس الامريكي غير المحبوب فبينما أيد حرب العراق عارض موقف بوش من التعامل مع مشكلة تغير المناخ.

ويبدأ بوش جمع الاموال لصالح حملة مكين في ثلاث مناسبات في ولايتي اريزونا ويوتا لكنهما لن يجتمعا معا سوى مرة واحدة وسيكون ذلك في مناسبة غير عامة. وأثار ذلك تساؤلات عما اذا كان بوش سيساعد أم سيضر سناتور أريزونا الجمهوري.

وقال انتوني كورادو استاذ نظم الحكم الجامعي: من ناحية يريد (الجمهوريون) ان ينأوا بنفسهم عن الرئيس لتفادي اعطاء الانطباع بانها فترة رئاسة ثالثة لبوش لكن في نفس الوقت يريدون الاستفادة من قدرة الرئيس على جمع الأموال.

وأظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز ومركز زغبي تراجع شعبية بوش أربعة في المئة اضافية لتتدنى الى 23 في المئة وهو تدني قياسي بالنسبة لجون زغبي خبير استطلاعات الرأي. بحسب رويترز.

وذكر كورادو ان الجمهوريين بحاجة الى جمع المزيد من الاموال الان وان بوش يمكن ان يستخدم في هذا بشكل جيد في الولايات الغربية والجنوبية.

وأعلن البيت الابيض ان الفرصة قد تسنح لالتقاط صورة لبوش ومكين. ويقول كورادو: أي صورة تظهر في يوم الانتخابات يقف فيها مكين الى جوار بوش على المنصة ستوفر مزيدا من الذخيرة للديمقراطيين يستخدمونها في حملة الخريف.

بالاضافة الى هذا يتحدث الجمهوريون علانية عن صعوبة الاحتفاظ بمقعد الرئاسة في البيت الابيض وفي الوقت نفسه استعادة هيمنتهم على الكونجرس في نوفمبر مشيرين الى حرب العراق التي لا تلقى تأييدا من الرأي العام الامريكي والتي طال أمدها سنوات أكثر مما كان منتظرا.

كما يشيرون أيضا الى الاقتصاد الامريكي المتراجع وأيضا الى أسعار البنزين والاغذية الاخذة في الارتفاع. هذا بالاضافة الى ان الجمهوريين خسروا في ثلاث انتخابات خاصة لشغل مقاعد شاغرة في مجلس النواب في مناطق كانوا عادة يهيمنون عليها.

وفي اشارة اخرى الى المشاكل التي تواجه بوش والجمهوريين أغلقت مناسبتان يشارك فيهما الرئيس الامريكي لجمع الاموال لصالح الجمهوريين في وجه وسائل الاعلام.

وقال النائب الجمهوري توم ديفيز في مذكرة لرفاقه الجمهوريين: المناخ السياسي الذي يواجه الجمهوريين في مجلس النواب في نوفمبر هو الاسوأ منذ (فضيحة) ووترجيت وهو مسمم أكثر من خريف عام 2006 حين خسرنا 30 مقعدا.

ويشغل الديمقراطيون في مجلس النواب 236 مقعدا مقابل الجمهوريين الذين يشغلون 199 مقعدا.

وقال لاري ساباتو مدير مركز السياسة في جامعة فرجينيا ساخرا: اعتقد ان فرص مكين تعتمد جزئيا على نجاح بوش وفريقه في البيت الابيض في تحسين شعبية الرئيس بنحو 40 في المئة.

حرب العراق وقلق من خسارة الجمهوريين في الإنتخابات

قال جون مكين ان "النصر" في حرب العراق يمكن ان يتحقق خلال أربع سنوات مخلفا وراءه نظاما ديمقراطيا يسمح بسحب القوات الأمريكية واعادتها إلى الوطن.

وتعهد السناتور باراك أوباما والسناتور هيلاري كلينتون المنافسان الديمقراطيان لمكين سناتور اريزونا الجمهوري باعادة القوات الأمريكية من العراق بأسرع وقت ممكن وشبها سياسات مكين بشأن الحرب التي لا تلقى تأييدا من الرأي العام الأمريكي بسياسة الرئيس الجمهوري الحالي جورج بوش. كما اتهما مكين بأنه يريد ان تبقى الولايات المتحدة متورطة في العراق 100 عام.

وصرح مكين بأن اي وجود أمريكي في العراق على مدى عقود يهدف إلى الحفاظ على استقرار المنطقة وشبه ذلك بالوجود العسكري الأمريكي في اليابان وكوريا الجنوبية وألمانيا.

وتحدث مكين الذي يخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة في نوفمبر تشرين الثاني عن سيناريو قال انه قادر على تحقيقه خلال أربع سنوات هي فترة رئاسته الاولى في حالة فوزه في الانتخابات. بحسب رويترز.

وقال مكين في خطاب معد يلقيه في كولومبوس بولاية اوهايو: بحلول يناير 2013 سترحب أمريكا بعودة جنود من الرجال والنساء قدموا تضحيات مروعة حتى تكون أمريكا آمنة وهي حرة. تحقق النصر في حرب العراق. وأصبح العراق ديمقراطية فاعلة وان بقى يعاني من آثار عالقة من عقود من الطغيان وقرون من التوترات الطائفية. العنف مازال يحدث لكنه متقطع وأقل بكثير.

وصرح المرشح الجمهوري بأنه على الرغم من ان الولايات المتحدة ستحتفظ بوجود عسكري في العراق في ذلك الوقت إلا ان هؤلاء الجنود لن يكونوا في حاجة إلى القيام "بدور حربي" لأن القوات العراقية ستكون قادرة على اقرار النظام.

وتوقع مكين أيضا اعتقال أو قتل اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة خلال أربع سنوات والقضاء على الشبكة المتشددة في أفغانستان.

وفيما يتعلق بالاقتصاد وعد مكين دافعي الضرائب الأمريكيين بنظام أكثر بساطة ومراجعة انفاق الحكومة الذي ادى إلى تبذير واضاعة الاموال.

وقال مكين ان أوباما وكلينتون يعدان بانسحاب "متهور" من العراق وانهما لن يتمكنا من الوفاء بهذا التعهد فور مواجهة الحقائق.

وكان لحرب العراق وتدني شعبية بوش أثر سلبي على المستقبل السياسي لرفاق مكين الجمهوريين في الكونجرس.

فقد خسر الجمهوريون هيمنتهم على الكونجرس لصالح الديمقراطيين في عام 2006 كما تكبدوا خسائر في سباقات انتخابية خاصة بما في ذلك سباق جري في مسيسيبي فاز فيه الديمقراطي ترافيس تشايلدرز بمقعد عن الولاية في مجلس النواب الأمريكي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس  12/حزيران/2008 - 8/جمادي الثاني/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م