
شبكة النبأ: في لندن يعمل رجل الإحسان الاسترالي سلّم لدرسة
تطور ظاهرة السلم عالميا، وقد عد الدراسة هذه عن التقدم المحلوظ أو
الطفيف في مسار السلم العالمي، ونرى ان ايسلندا قد جائت على رأس
قائمة الدول المسالمة والتي يتمتع شعبها بقدر أوفر حظا من احترام
حقوق الانسان وأقل عددا لنزلاء السجون ومشاركتها الفعالة في حفظ
السلام العالمي.
كما وقد صنفت القائمة العراق على انه الدولة الأقل حظا والأكثر
خطورة في العالم، ليجيء ترتيبه في ذيل القائمة المتكونة من 140
دولة.
(شبكة النبأ) في سياق هذا التقرير نسلط الضوء على النتائج
الاخيرة لمؤشر السلام العالمي. وكيف صنفت الولايات المتحدة في
مراكز متأخرة بعد سوريا، وعلى ماذا يعتمد التصنيف الدولي في صنع
القائمة:
الولايات المتحدة في ذيل القائمة
وأظهرت الدراسة ان ايسلندا هي اكثر الدول ميلا للسلم في العالم
بينما جاء ترتيب الولايات المتحدة بين الدول التي حلت في الثلث
الاخير من القائمة.
ووضع "مؤشر السلام العالمي" الذي أعدته نشرة ايكونوميست انتلجنس
يونيت الولايات المتحدة في المرتبة 97 بين 140 دولة طبقا لمعايير
كيف تعيش تلك الدول في سلام داخليا وكيف تتعامل مع العالم الخارجي.
وتراجعت الولايات المتحدة من المركز 96 الذي احتلته العام
الماضي لكنها لاتزال متقدمة على عدوها ايران التي تحتل المرتبة 105
غير انها تأتي خلف روسيا البيضاء وكوبا وكوريا الجنوبية وتشيلي
وليبيا ودول اخرى صنفها المؤشر على انهم مسالمون بدرجة اكبر.
وجاء العراق الذي غزته الولايات المتحدة في 2003 مما ادى الى
الاطاحة بنظام صدام في ذيل قائمة المؤشر. وجاءت افغانستان وهي دولة
اخرى غزتها الولايات المتحدة خلال هذا العقد ضمن خمس دون قبعت في
مؤخرة الترتيب مع السودان والصومال واسرائيل.
وفي تعليقه على المرتبة المتأخرة التي احتلتها بلاده قال
المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية شون ماكورماك انه من اجل
الوصول الى عام اكثر سلاما ورخاء: يتعين عليك في اغلب الاوقات ان
تفعل اشياء صعبة وفي كثير من الاوقات لا يوافق الناس عليها. هم لا
يحبونها. بحسب رويترز.
وأضاف، في كثير من الاوقات يأتي ترتيبك متأخرا في هذه القوائم
لكن في التحلل الاخير هو للدفاع عن الديمقراطية وعن طريقة الحياة
التي استمتعنا بها على مدى العقود العديدة الماضية.
وتعرضت الولايات المتحدة لانتقاد دولي قوي بسبب غزوها للعراق
وما تلا ذلك من فوضى.
وتعرضت صورتها للضرر جراء فضيحة انتهاك السجناء في سجن ابوغريب
بالعراق واعتقال المشتبه في انهم ارهابيون في قاعدة تابعة للبحرية
بخليج جوانتانامو في كوبا.
واظهر المؤشر ان الدول الصغيرة المستقرة والديمقراطية هي الاكثر
مسالمة حيث ان 16 من 20 دولة على رأس القائمة من ديمقراطيات غرب
ووسط اوروبا.
وينظر المؤشر الى 24 دليلا تتعلق باجراءات السلام الخارجية
والداخلية ومن بينها المشاركة في بعثات حفظ السلام التابعة للامم
المتحدة ومستويات الجريمة العنيفة واحترام حقوق الانسان وعدد
الجنود الذين قتلوا في الخارج ومبيعات الاسلحة.
وتباين ترتيب الدول الثمانية صاحبة اكبر اقتصاديات في العالم
حيث احتلت اليابان المرتبة الخامسة وكندا المرتبة 11 والمانيا 14
وايطاليا 28 وفرنسا 36 وبريطانيا 49. واقتربت روسيا من مؤخرة
الترتيب في المؤشر حيث احتلت المرتبة 131 وهي الدولة الوحيدة من
المجموعة التي جاءت خلف الولايات المتحدة.
الولايات المتحدة خلف سوريا والعراق في
آخر القائمة
وأعطت الدراسة درجات متدنية للولايات المتحدة وروسيا وضعتهما في
النصف الأسفل من القائمة التي تضم 140 دولة.
واحتلت آيسلندا أعلى القائمة في الدراسة، التي تحلل مدى توافر
السلم والأمن في البلدان من حيث السياسة الدولية ومن حيث الأوضاع
الداخلية. وظل العراق على مدى عامين متتالين يحتل المركز الأخير
بسبب العنف المستمر منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام
2003.
لكن النتائج المختلفة التي سجلتها القوى العالمية الرئيسية تظل
أكثر المظاهر إثارة للدهشة في مؤشر السلام العالمي، وهو مؤشر من
بنات أفكار ستيف كليلي، رجل الأعمال ورجل البر والإحسان الأسترالي
الجنسية. ووجدت الدراسة أن 16 من بين 20 من الدول الأكثر سلماً
وأمناً هي بلدان أوروبية ديمقراطية – معظمها أعضاء في الاتحاد
الأوروبي. وبالحكم على الاتحاد الأوروبي كتلة واحدة، يأتي في
المركز الرابع.
لكن الصين جاءت في المركز 67، والولايات المتحدة في المركز 97،
وروسيا في المركز 131.
وتم وضع مؤشر السلم والأمن في العالم بواسطة معهد الاقتصاد
والسلام، وهو مركز دراسات مستقل، بالاشتراك مع وحدة الاستخبارات
الاقتصادية التي يوجد مقرها في المملكة المتحدة. وهو يختبر كل دولة
مقابل 24 معياراً للسلم، بما في ذلك علاقات الدولة مع جيرانها،
ومبيعات السلاح، ونشر القوات الأجنبية في أراضيها.
ويأخذ في الحسبان البيانات المتعلقة بمعدل الجريمة في البلاد،
وعدد نزلاء السجون، وإمكانية حدوث أعمال إرهابية داخل حدودها.
المركز المتدني الذي تحتله الولايات المتحدة، الذي يأتي خلف
مراكز سوريا ورواندا ومنغوليا، يعكس الدرجة المرتفعة لإنفاقها على
المسائل العسكرية وتدخلاتها العسكرية. كما أن لديها نسبياً، عددا
من المواطنين في السجون أكبر من أي دولة أخرى.
وتظل روسيا ضمن عشر دول في ذيل القائمة، رغم أن درجاتها كانت
أقل فيما يتعلق بقياس الصراعات المحلية، الأمر الذي يعكس جزئياً
الاستقرار المتزايد في الشيسان. ودرجة التوتر في العلاقات مع الدول
المجاورة تعتبر معتدلة. وللروس مستويات منخفضة من الثقة في
المواطنين الآخرين، وربما يعكس ذلك المعدل المرتفع لجرائم العنف في
البلاد.
وفي أوروبا لم تكن فرنسا وبريطانيا وقبرص واليونان من بين الدول
العشرين التي تصدرت القائمة. ويعتبر الارتفاع النسبي لمستويات
الأعمال العسكرية في المملكة المتحدة وفرنسا أحد الأسباب الرئيسية
التي أدت إلى حصولهما على هذه المراكز المتدنية.
والمركز الذي احتلته آيسلندا يعكس استقرارها السياسي الداخلي
وعلاقاتها الجيدة مع جيرانها. لكن العوامل الداخلية تدخل في
الاعتبار أيضاً، فآيسلندا ليس لديها جيش دائم ونسبة عدد نزلاء
السجون إلى عدد المواطنين من النسب الأكثر انخفاضاً.
والمركز الذي يحتله العراق في أسفل القائمة ليس مستغرباً، إذا
أخذنا في الاعتبار ما يقال عن أن هناك أربعة ملايين عراقي يعيشون
في المنفى. ومن بين الدول التي جاءت في أسفل القائمة الصومال
والسودان وأفغانستان.
وتظهر قائمة 2008 أيضاً الدول التي حققت أكبر ارتفاع، والتي
حققت أكبر انخفاض منذ أول دراسة أجريت العام الماضي. والدول التي
حققت قفزات كبيرة إلى أعلى القائمة هي أنجولا وإندونيسيا والهند
وأوزبكستان. وارتفعت أنجولا 13 نقطة لأنها بعد خمس سنوات من انتهاء
الحرب الأهلية، أصبح لديها مشهد سياسي مستقر باستمرار ومن المقرر
أن تجري انتخابات هذا العام لأول مرة بعد 15 عاماً.
وكانت كينيا التي تشهد عنفاً داخلياً خطيراً بعد الانتخابات
الرئاسية التي أجريت في كانون الأول (ديسمبر)، أكثر الدول هبوطاً.
وفي ما يلي الدول العشر الاولى والاخيرة في الترتيب:
1- ايسلندا
2- الدنمارك
3- النروج
4- نيوزيلاندا
5- اليابان
6- ايرلندا
7-البرتغال
8- فنلندا
9- لوكسمبورغ
10- النمسا
131- روسيا
132- لبنان
133- كوريا الشمالية
134- جمهورية وسط افريقيا
135- تشاد
136- اسرائيل
137- افغانستان
138- السودان
139- الصومال
140- العراق |