ملف الاحتباس الحراري: حملات لتخضير الارض وقيود عالمية لمكافحة الإنبعاثات السامّة

9-6-2008

اعداد/صباح جاسم

شبكة النبأ: استجابة لتصاعد الضغوط المختلفة وتزامنا مع بدء حملة عالمية لزراعة 7 مليارات شجرة بدأت الدول الصناعية خطوات جدّية بشأن مناقشة سبل كبح انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري وانقاذ الكائنات الحية من الانقراض وتقليل النفايات.

(شبكة النبأ) تستعرض عبر تقريرها الدوري اخر مستجدات الاستجابة العالمية نحو عالم نظيف وكوكب بعيد من شبح الانقراض لبيئته ومخلوقاته.

حملة عالمية لزراعة 7 مليارات شجرة قبل نهاية 2009

أعلنت حملة لزراعة الاشجار في انحاء العالم أنها تستهدف زرع 7 مليارات شجرة قبل نهاية 2009 وهو رقم يفوق عدد سكان الكرة الارضية وذلك للمساعدة في حماية البيئة ومواجهة التغيرات المناخية.

وينظم برنامج الأمم المتحدة للبيئة حملة عالمية لزراعة الاشجار بدأت أواخر 2006 وحددت هدفا مبدئيا لزراعة مليار شجرة..

وقال البرنامج ان الحكومات والشركات والافراد رفعوا بالفعل العدد المستهدف الى أكثر من ملياري شجرة. وأعلن البرنامج أنه يسعى لزرع 5 مليارات شجرة اضافية قبل موعد مؤتمر الامم المتحدة للمناخ في الدنمرك في الثلاثين من نوفمبر تشرين الثاني من العام المقبل. ويأمل المؤتمر في التصديق على معاهدة جديدة طويلة الاجل لمحاربة تغير المناخ تفوق بروتوكول كيوتو الذي ترعاه المنظمة الدولية.

وقال البرنامج ان حماية وزراعة الغابات من أبرز الوسائل المفيدة اقتصاديا في إبطاء التغيرات المناخية الناجمة عن انبعاثات ثاني اكسيد الكربون من حرق الوقود الاحفوري في المصانع ومحطات الطاقة والسيارات.

وسجلت الحملة تعهدات بالمشاركة ارسلت عبر الانترنت لكنها لم تتأكد من أن كل الشجيرات زرعت بالفعل أو ما زالت حية. بحسب رويترز.

وقالت "الحكومات الاقليمية والوطنية نظمت أكبر عمليات لزرع الاشجار وفي مقدمتها اثيوبيا (700 مليون شجرة) تلتها تركيا (400 مليون) والمكسيك (250 مليون) ثم كينيا (100 مليون)."ويشارك أيضا ملايين الافراد في الحملة بينهم تلاميذ مدارس وجماعات دينية.

غازات الاحتباس الحراري عند أعلى معدلاتها في 800 ألف سنة

في دليل جديد على أن الانسان هو المسؤول عن اضطراب المناخ قالت دراسة لجليد القطب الجنوبي ان الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري وصلت الي أعلى مستوياتها في الغلاف الجوي مقارنة بأي فترة على مدى 800 ألف سنة على الأقل. بحسب رويترز.

وعثر باحثون على ثاني أكسيد الكربون وغاز الميثان في فقاعات هوائية صغيرة في جليد قديم تحت سطح القطب الجنوبي بمسافة تصل الي حوالي 3200 متر مما يضيف 150 ألف سنة من البيانات الي سجلات المناخ التي تعود الي 650 ألف سنة تم جمعها من عمليات الحفر في طبقات من الجليد أقل عمقا.

وقال توماس ستوكر أحد معدي التقرير وهو باحث بجامعة بيرن "يمكننا القول بكل تأكيد ان تركيزات ثاني أكسيد الكربون والميثان اليوم أعلى بنسبة 28 في المئة و124 في المئة على الترتيب مما كانت عليه في أي وقت خلال الثمانمائة ألف سنة الماضية."

وقبل الثورة الصناعية كانت معدلات الغازات المسببة للاحتباس الحراري يستدل عليها بشكل أساسي بالتغيرات الطويلة الأجل في مدار الأرض حول الشمس التي أدخلت الكوكب عصور الجليد وأعادته اليها مجددا ثماني مرات في الثمانمائة ألف سنة الماضية.

وألقت لجنة المناخ التابعة للامم المتحدة العام الماضي بالمسؤوية على الانشطة البشرية ..وفي مقدمتها حرق الوقود الاحفوري الذي يتسبب في انبعاث الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.. في ارتفاع درجات الحرارة في العالم في العصر الحديث والذي قد يضر بامدادات الماء والغذاء بتسببه في موجات جفاف وفيضانات وموجات حارة غير مسبوقة.

وقال ستوكر لرويترز عن الدراسة التي نشرت في دورية نيتشر العلمية وأجراها علماء من سويسرا وفرنسا والمانيا "القوى الدافعة الان مختلفة للغاية عنها في الماضي حين كان هناك الاختلاف الطبيعي فقط."

وأوضح ستوكر ان علماء صينيين واستراليين يبحثون احتمالات الحفر في أجزاء من القارة القطبية ذات طبقات جليد أكثر عمقا يصل سمكها في بعض المناطق الي 4500 متر وهو ما قد يتيح سجلات لبيانات الغلاف الجوي ترجع الي 1.5 مليون سنة.

وكشفت الدراسة ايضا عن تغيرات طبيعية كبيرة في مستويات ثاني أكسيد الكربون. وقال ستوكر "وجدنا تذبذبا طبيعيا واضحا للغاية لثاني أكسيد الكربون قبل 77000 سنة يحمل بصمة التغير المناخي المفاجيء أثناء العصور الجليدية."

وتضمن تقرير نيتشر أيضا رقما قياسيا جديدا منخفضا لثاني أكسيد الكربون هو 172 جزءا للمليون في الغلاف الجوي قبل حوالي 667 ألف سنة وهو ما يقل عشرة اجزاء للمليون عن أدنى رقم معروف من قبل. بينما تقدّر معدلات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي الان بنحو 380 جزءا للمليون.

مشروع قانون الانبعاثات الامريكي "خطوة أولى"

قال رئيس الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ إن مشروع قانون سيطرح على مجلس الشيوخ الامريكي الاسبوع القادم يطالب بتخفيضات كبيرة في انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الولايات المتحدة بحلول عام 2050 "خطوة أولى" لكنها غير كافية لتجنب الآثار المدمرة لتغير المناخ.

وأضاف راجيندرا باتشوري انه حتى الخطط الاشد صرامة من جانب بعض البلدان المتقدمة الاخرى لكبح الانبعاثات غير كافية لمنع بعض التأثيرات المتوقعة للاحتباس الحراري من موجات حارة وجفاف وصولا الى ارتفاع منسوب مياه البحار. بحسب رويترز.

ويطالب مشروع القانون الامريكي الذي يرعاه عضوا مجلس الشيوخ المستقل جو ليبرمان والجمهوري جون وارنر بخفض الانبعاثات الامريكية بما يصل الى 66 بالمئة عن مستوياتها الحالية بحلول العام 2050. وسيبدأ المجلس مناقشة المشروع في الثاني من يونيو حزيران.

وأبلغ باتشوري الصحفيين خلال زيارة لاوسلو "أعتقد أنه يكفي كخطوة أولى. لا أقول انه الحل النهائي الذي يتطلع إليه المرء."

ورحب بهذا الجهد باعتباره أكثر اقناعا من خطة تحدث الرئيس جورج بوش عن الخطوط العريضة لها الشهر الماضي وتدعو الى ترك الانبعاثات الامريكية تزداد حتى تتوقف عند مستواها في عام 2025. والولايات المتحدة والصين هما أكبر الدول من حيث انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

وحث عدد من الباحثين البارزين لدى اللجنة الدولية المعنية بتغير المناخ التي تقاسمت جائزة نوبل للسلام في عام 2007 مع أل جور النائب السابق للرئيس الامريكي والنشط المناهض لتغير المناخ يوم الخميس على تخفيضات أكبر من تلك التي تدرسها البلدان الرئيسية.

وقال باتشوري "الجهود الحالية ليست كافية بالتأكيد." وأضاف أن تقديرات اللجنة تشير الى أنه "اذا أردت تثبيت الزيادة في درجة حرارة (الارض) بين اثنين و2.4 درجة مئوية فنحن نتحدث عن خفض (في الانبعاثات) من 25 الى 40 بالمئة بحلول عام 2020" عن مستوياتها في عام 1990.وتابع "هذا بوضوح أعلى بكثير مما ذكر في أي مرحلة من المناقشات بشأن بروتوكول كيوتو."

واتفقت نحو 200 دولة من بينها الولايات المتحدة في بالي باندونيسيا في ديسمبر كانون الاول على العمل من أجل التوصل الى معاهدة جديدة للامم المتحدة بنهاية عام 2009 لكبح الاحتباس الحراري بعد انتهاء المرحلة الاولى من بروتوكول كيوتو في عام 2012.

دعوات للإسراع في فرض قيود لمكافحة التغير المناخي

يقول تقرير للاتحاد الاوروبي ان ارتفاع درجات الحرارة في العالم يجب ان يبقى اقل من الهدف الذي حدده الاتحاد الاوروبي بدرجتين مئويتين لتجنب الاضرار الباهظة التكاليف على الناس وأساليب حياتهم.

وافاد التقرير بانه يجب ان تقدم الى المستهلكين الاوروبيين معلومات افضل عن اثر الكربون للبضائع التي يشترونها بما في ذلك المنتجات المستوردة من خارج دول الاتحاد الاوروبي السبع والعشرين.

وكان الاتحاد الاوروبي قد قال ان اي ارتفاع في الحرارة باكثر من درجتين مئويتين عن مستويات ما قبل الصناعة سيكون تغيرا خطرا يجلب مزيدا من الموجات الحارة المدمرة والعواصف والفيضانات الساحلية ونقص المياه. بحسب رويترز.

وتبنى قادة الاتحاد الاوروبي اهدافا طموحة لتقليص الانبعاثات الغازية لظاهرة الاحتباس الحراري بنحو الخمس بحلول عام 2010 عن مستويات عام 1990 لمكافحة ارتفاع درجة حرارة الارض.

ولكن التقرير الذي اعده الالماني المحافظ كارل هاينز فلورينز ليناقشه المشرعون الاوروبيون قبيل تصويت عليه يوم الاربعاء يرمي إلى ابعد من ذلك.

وكتب فلورينز في التقرير "كافة الجهود لمكافحة الانبعاثات يجب في الحقيقة ان تهدف إلى ابقاء درجة الحرارة اقل من الدرجتين المنشودتين اذ ان مستوى ارتفاع الحرارة كهذا سيكون له تاثير قوي على مجتمعنا واساليب حياة الافراد."واضاف ان "نافذة الفرصة لبدء حشد الجهود اللازمة لتحقيق هدف الدرجتين المئويتين سيكون قريبا بحلول منتصف العقد القادم."

ودعا التقرير إلى (التنمية السريعة) لوضع العلامات الايكولوجية للسماح للمتسوقين بالوقوف على اثر الكربون الذي يستهلكونه وتطرق إلى الموضوع الحاسم لما يطلق عليه اميال الغذاء.

وقال فلورينز "مثل هذه المبادرات يجب ان تؤسس مثاليا على معايير المشاركة ويجب ايضا ان تأخذ في الحسبان انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من الواردات باعتبارها جزءا لا يتجزأ."

ويوصي علماء البيئة بان يأكل الناس منتجات غذائية محلية بقدر الامكان لانهاء تكثف الكربون الناجم عن الشحن الجوي للفاكهة والخضراوات في انحاء العالم.

اليابان تحدد هدفا لخفض الانبعاثات بحلول عام 2050

قالت وسائل الإعلام اليابانية ان اليابان خامس أكبر دولة في العالم مسببة للتلوث ستعلن الشهر المقبل خطوات لخفض انبعاث الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري محليا بنسبة بين 60 و80 في المئة بحلول عام 2050 عن المعدلات الحالية.

وقالت صحيفة نيكي وصحيفة أساهي شيمبون ان هذا الهدف وهو أكثر طموحا من الاقتراح الياباني الحالي بأن يخفض العالم الانبعاثات بحلول عام 2050 إلى النصف يهدف إلى تعزيز قيادتها للمحادثات المناخية بصفتها دولة مضيفة لقمة مجموعة الثماني في يوليو تموز. بحسب رويترز.

وبالرغم من أن الاتحاد الاوروبي وكندا تؤيدان أيضا خفض الانبعاثات العالمية إلى النصف بحلول عام 2050 إلا أن الدول النامية قالت انها لن توقع على مثل هذا الهدف إلا اذا بذلت الولايات المتحدة المزيد من الجهد لكبح الانبعاثات.

وتسعى اليابان للقيام بدور أكثر نشاطا في المحادثات العالمية المتعلقة بمكافحة التغير المناخي وحثت على التوصل لاطار عمل يركز على الصناعة من أجل معاهدة مناخية جديدة تابعة للامم المتحدة تحل محل بروتوكول كيوتو الذي ينتهي عام 2012 .

ويهدف عرض اليابان بتحديد سقف للانبعاثات الناجمة عن صناعات بعينها والذي يضع قيودا على انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري على صناعات مثل الصلب والاسمنت إلى تهدئة الاعمال المحلية التي تقول منذ فترة طويلة ان حصص الانبعاثات يجب أن تعكس جهود اليابان السابقة لرفع كفاءة الطاقة.

ولكن الدول النامية تشك في أن هذا الاتجاه سيضع صناعاتها في وضع سيء ويسمح للدول الغنية بالفرار بقيود أخف على الانبعاثات في المستقبل.

بيرو تنشئ وزارة للبيئة بعد ذوبان كتل الجليد

انشأ الرئيس الان جارسيا اول وزارة للبيئة في بيرو حيث يقول علماء البيئة ان تغير المناخ يتسبب في اضرار شديدة.

وتظهر الابحاث ان الكتل الجليدية الذائبة التي يعتمد عليها بشدة في جبال الانديز أمامها فقط 25 عاما حتى تنضب مما يعرض للخطر أمن المياه للمزارع والسكان في الساحل الصحراوي للبلاد المطل على المحيط الهادئ.

وقال جارسيا للصحفيين "وزارة البيئة سوف .. تسمح لنا بالدفاع عن بيرو في مواجهة الاحتباس الحراري ونقص المياه النقية وتدمير الكتل الجليدية."بحسب رويترز.

واضاف ان من المقرر ان يبحث اجتماع لزعماء اوروبا وأمريكا اللاتينية يعقد في بيرو في وقت لاحق هذا الاسبوع تعزيز جهود اعادة تشجير الغابات ونظم تجارة الكربون للحد من انبعاث الغازات التي تساهم في ارتفاع درجة حرارة الارض.

والحفاظ على الغابات المطيرة الشاسعة في بيرو يلعب دورا بارزا في المساعدة على مكافحة تغير المناخ من خلال امتصاص الكربون ودعا جارسيا القادة الى انشاء صندوق عالمي لاعادة تشجير الغابات يمول من عائدات الضرائب المفروضة على الوقود الاحفوري.

وعارضت عدة شركات تعدين تعمل في بيرو التي تعد منتجا رئيسيا للمعادن انشاء الوزارة وقالوا ان الادارة الجديدة ستتسبب في الروتين وفي ابطاء المشاريع الموجودة وعدم تشجيع الاستثمارات الجديدة في التنقيب عن مناجم النحاس والزنك والذهب.ودفع خبراء البيئة بيرو الى انشاء الوزارة على الرغم من ان الامر قد يستغرق عدة سنوات قبل ان يبدأ عملها.

النرويج قلقة من ارتفاع نسبة غازات الدفيئة

أعلن مسؤولون أن انبعاثات غازات الدفيئة في النرويج ارتفعت حوالي ثلاثة في المائة العام الماضي. وتلقي وكالة الإحصاءات الوطنية مسؤولية التلوث على بدء إنشاء مصنع غاز طبيعي جديد في القطب الشمالي.

فقد قالت وكالة "إحصاءات النرويج"، إن الارتفاع في الانبعاثات ينبع من الصعوبات في تشغيل مصنع الغاز الطبيعي المسال لشركة الطاقة النرويجية StatoilHydro ASA على طرف النرويج الشمالي. ويقول المسؤولون إن الزيادة من مستويات عام 2006، تأتي بعد عامين من نزول مستوى الانبعاثات.

من جهتها، قالت نائبة وزير البيئة، هايدي سويرينسين، إن النرويج سوف تنفذ التزاماتها فيما يتعلق بحماية البيئة، بأن تقلل من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، عبر الاستثمار في مشاريع تقليل التلوث في دول أخرى.

وكان الإجماع الدولي قد زاد بصورة واضحة مؤخراً حول قضية التغيّر المناخي لاسيما مع إجماع مرشحي الرئاسة الأمريكية على ضرورة حماية البيئة. بحسب CNN.

وزاد الإجماع من تشجيع المشّرعين في مختلف أنحاء الأرض، ولاسيما في الدول الصناعية والصاعدة، على مناقشة سبل التوصّل إلى حلول جذرية لظاهرة الاحتباس الحراري وكذلك تنامي ظاهرة الانجراف وتقلص أديم الأرض وتناقص الغابات.

فوائد نيتروجين المحيطات في الحد من التغير المناخي

قال علماء ان الكميات المتزايدة من النيتروجين التي تدخل المحيطات من الأنشطة البشرية أقل فائدة مما كان يُعتقد في السابق كسماد للنباتات البحرية الدقيقة التي تسهم في إبطاء ارتفاع درجات الحرارة في العالم.

وكتب فريق من 30 عالما في مجلة ساينس Science يقولون "ما يصل الى ثلث النيتروجين الذي يدخل محيطات العالم من الغلاف الجوي مصدره أنشطة بشرية."

وقال بيتر لس من جامعة ايست انجليا في انجلترا التي أجرت الدراسة مع جامعة تكساس إيه آند إم "انه ليس شيئا جيدا مثلما يظن بعض الناس."بحسب رويترز.

وينبعث النيتروجين الذي يمكن ان تمتصه البحار من حرق الوقود الأحفوري في السيارات والمصانع ومحطات الكهرباء. كما ان الاسمدة المعتمدة على النيتروجين عادة ما تجرفها المياه من الاراضي الزراعية وينتهي بها الحال الي البحر.

ومن الناحية النظرية فان النيتروجين الزائد يقوم بدور السماد ليحفز نمو النباتات بالغة الصغر التي تمتص ثاني أكسيد الكربون وهو الغاز الرئيسي المسؤول عن ارتفاع درجات الحرارة في العالم أو ما يعرف بالاحتباس الحراري.

لكن الدراسة التي أجراها باحثون في المانيا وايطاليا والصين وهولندا وسويسرا وكندا وتشيلي اضافة للولايات المتحدة وبريطانيا قالت ان هناك آثارا جانبية غير مرغوبة.

فزيادة المستويات سيكون لها فقط فائدة بسيطة في إبطاء التغير المناخي الذي تقول لجنة المناخ التابعة للأمم المتحدة انه سيتسبب في مزيد من الموجات الحارة والعواصف ورفع مستويات البحار.

وقال لس لرويترز "النيتروجين الاضافي يقلل ثاني أكسيد الكربون وهو شيء جيد من منظور المناخ. الشيء السيء هو أن ثلثي الكربون الذي تم امتصاصه يعوضه انتاج غاز آخر للاحتباس الحراري هو أكسيد النيتروجين."

كما ان إضافة المزيد من النيتروجين للمحيطات قد يحدث اضطرابا للحياة البحرية. وقال لس "انه ربما يغير نوعية الكائنات الحية التي تنمو أو ربما تبدأ النباتات التي على السطح في حجب تلك الموجودة أسفلها."

صورة لكنغر تساعد في تفسير ارتفاع الحرارة

يأمل علماء باستراليا في ان تساعدهم صورة ضخمة لحيوان كنغر التقطت من الفضاء على فهم كيف تعكس الأرض أشعة الشمس وتمدهم بتفسيرات جديدة عن ارتفاع درجة حرارة الأرض.

ومن المقرر التقاط صور مشابهة بالقمر الصناعي في مواقع فوق الولايات المتحدة وفرنسا وبلجيكا وفنلندا والسويد والنرويج واسرائيل وويلز وسنغافورة في اطار التجربة التي تجريها مراكز علمية وادارة الطيران والفضاء الامريكية (ناسا). بحسب رويترز.

وجرى تحديد الكنغر الذي يبلغ طوله 32 مترا وهو رمز وطني لاستراليا في مدينة ملبورن الجنوبية وصور بالقمر الصناعي في باركلاند لقياس كمية الشمس التي تعكسها الارض.

وقالت الدكتورة باتريشيا فيكرز ريتش الاستاذة بجامعة موناش لرويترز "تدخل اشعة الشمس واما انها تنعكس او تمتص."

ومضت تقول "اذا جرى امتصاص اشعة الشمس ترتفع حرارة الاشياء وفي حال انعكاسها فان الاشياء اما تظل كما هي أو تبرد وهنا تحدث عملية تكون جليد."

وأوضحت فيكرز ريتش ان ذوبان قمم الجليد يعني ان القليل من اشعة الشمس ينعكس وهو ما قد يؤدي الى المزيد من امتصاص أشعة الشمس وارتفاع درجات الحرارة على مستوى العالم.وتابعت "ان الثلج مثل الكنغر الكبير. الثلج يعكس الضوء لذا فهو يتخلص من الكثير من الحرارة التي تتخلله."

وسيجرى فريق العمل مقارنة بين الصور التي تم جمعها خلال التجربة وصور اخرى مشابهة التقطت منذ عام للمساعدة في قياس التغيرات التي تحدث لاشعة الشمس المصلطة على الارض.

محادثات مجموعة الثماني لكبح انبعاثات الغازات

اجتمع وزراء البيئة من الدول الغنية ومن دول أخرى رئيسية مسببة للاحتباس الحراري في غرب اليابان لإجراء محادثات بشأن سبل كبح انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري وانقاذ الكائنات الحية من الانقراض وتقليل النفايات.

ويأتي الاجتماع الذي استمر ثلاثة أيام لمجموعة الثماني وللاقتصاديات المتنامية بشكل سريع مثل الصين والهند في الوقت الذي يزيد الضغط على كل من الدول المتقدمة والدول النامية لعلاج التغير المناخي الذي يلقى باللوم عليه في الجفاف وارتفاع منسوب مياه البحار والمزيد من العواصف العاتية.

وسيسعى المبعوثون الذين سيجتمعون في مدينة كوبي الى ايجاد قوة الدفع اللازمة لاجراء محادثات تتعلق بتحديد أهداف طويلة المدى لخفض انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري وهي قضية ستناقش خلال اجتماع قمة لزعماء الدول في يوليو تموز.

واتفق زعماء الدول الاعضاء بمجموعة الثماني في ألمانيا العام الماضي على هدف جاد بتقليل انبعاثات الغازات الى النصف بحلول عام 2050 وهو اقتراح ساندته اليابان والاتحاد الاوروبي وكندا. بحسب رويترز.

ولكن الدول النامية الحريصة على منح الاولوية للنمو الاقتصادي رفضت التوقيع على هذا الهدف الى أن تبذل الولايات المتحدة المزيد من الجهود لخفض الانبعاثات كما تصر على أن تساعد الدول الغنية الدول الافقر في توفير تكاليف التكنولوجيا النظيفة.

وقال وزير البيئة الاندونيسي رحمة ويتولار ان جاكرتا تعتزم خفض انبعاثات الغازات من قطاع الطاقة بها بنسبة 17 في المئة بحلول عام 2025 وهي خطوة يمكن أن تزيد الضغط على الدول الغنية لكي تحدد هي أيضا أهدافها الواضحة.

وحث ايفو دي بوير كبير المسؤولين عن دراسة التغيرات المناخية بالامم المتحدة دول الثماني على إظهار قيادتهم وتحديد أهداف قصيرة المدى تتحقق قبل عام 2050 للمساعدة في توجيه مليارات الدولارات من الاستثمارات.

وتفضل كثير من الدول تحديد أهداف جديدة لعام 2020 بعد انتهاء المرحلة الاولى من بروتوكول كيوتو التابع للامم المتحدة في عام 2012 .

وتناقش اليابان هدفها الخاص بخفض انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري على المدى الطويل وتحث وسائل الاعلام المحلية الحكومة على تحديد هدف يتحقق على المدى المتوسط لتوضيح قدرة اليابان على احتلال المقدمة في مجموعة الثماني فيما يتعلق بالتعامل مع التغيرات المناخية وفي الجهود التي تبذلها الامم المتحدة لوضع اطار جديد بعد انتهاء بروتوكول كيوتو عام 2012 .

واتفقت نحو 190 دولة على التفاوض بنهاية عام 2009 على معاهدة بديلة تحل محل بروتوكول كيوتو الذي يلزم 37 دولة متقدمة بخفض انبعاثاتها خلال الفترة من عام 2008 الى عام 2012 بنسبة خمسة في المئة في المتوسط عن مستوياتها عام 1990 .

ولكن الدول مقسمة بشأن كيفية صياغة الاطار الجديد وقد لا يحظى اقتراح اليابان بخفض انبعاثات صناعات معينة مثل الصلب أو الاسمنت بدعم يذكر خلال مطلع الاسبوع الحالي.

ويبدأ اجتماع كوبي بجلسة تناقش مسألة التنوع الحيوي وستراجع خلالها خطوات يجرى اتخاذها لتحقيق هدف وضعته الامم المتحدة عام 2002 للابطاء من معدل انقراض الكائنات الحية بحلول عام 2010 . ويقول معظم الخبراء ان الدول لم تقترب حتى من تحقيق هذا الهدف.

وهذه المناقشات التي ستتزامن مع مؤتمر للامم المتحدة في ألمانيا ستتضمن سبل مكافحة قطع الاخشاب بشكل غير مشروع وخفض عمليات ازالة الاحراش في الدول النامية.

وسيجري الوزراء محادثات أيضا بشأن سبل خفض واعادة استخدام واعادة تدوير النفايات للتعامل مع ضرورة استخدام الموارد بشكل مثمر والاتفاق على سبل نقل الدول المتقدمة تكنولوجيا اعادة تدوير النفايات للدول النامية.

شبكة النبأ المعلوماتية- االثلاثاء  10/حزيران/2008 - 6/جمادي الثاني/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م