دعوات للحوار والتعايش مع استمرار تهميش الشيعة وتكفيرهم

هجمة جديدة ضد الشيعة تقودها مؤسسة التطرف الوهابي في السعودية

اعداد/صباح جاسم

شبكة النبأ: تتابع الحكومة السعودية والمؤسسة الدينية الوهابية فيها بقلق بالغ تنامي التشيّع في المنطقة وكذلك ازدياد شعبية الجماعة الشيعية اللبنانية في العالم العربي منذ ان اجبرت اسرائيل على الانسحاب من جنوب لبنان في عام 2000 وصمودها امام هجوم عسكري اسرائيلي واسع النطاق عام 2006.

فقد هاجم رجال دين في المملكة السعودية التي تتبع المذهب السنّي الوهابي الموصوم بالتطرف الشيعة في بيان قائلين ان حزب الله اللبناني يتظاهر بانه يعمل ضد اسرائيل كي يخفي برنامجا مناهضا للسنّة.

وقال البيان الذي وزع على مواقع اسلامية على الانترنت ان "كثيرا من المسلمين من المتعلمين والمثقفين فضلا عن العامة قد انخدعوا وينخدعون بمزاعم الرافضة (الشيعة) في نصرة الدين وعداوة اليهود والامريكيين كما حصل من الانخداع بمزاعم من يسمى بحزب الله في لبنان."بحسب تقرير لرويترز.

واضاف البيان "لا ريب ان الذين يصدقونهم في مزاعمهم لم يدركوا حقيقة مذهبهم وما بني عليه من اصول كفرية ... الشيعة الروافض هم الذين احدثوا في الامة شرك القبور فبنوا على قبور ائمتهم القباب والمعابد التي يسمونها المشاهد وعمروها بانواع الشرك والبدع فهم يطوفون بتلك القبور ويصلون عندها ويحجون اليها ويستغيثون باصحابها من قرب وبعد ولا سيما في الشدائد."

وقال البيان "اذا كانت لهم دولة (الشيعة) اذلوا وتسلطوا على من في ولايتهم من اهل السنة كما عليه الحال في ايران والعراق وهم يثيرون الفتن وانواع من الفساد والدمار بالمسلمين وزعزعة الامن في بلاد المسلمين كما حصل في بعض مواسم الحج في مكة وفي اليمن من الحوثيين."

ووقع البيان 22 من رجال الدين في السعودية منهم عبد الرحمن البراك وعبد الله بن الجبرين.

ولم يوقّع المفتي الاكبر الذي يمثل موقف الحكومة على البيان ولكن وسائل الاعلام نقلت عنه خلال القتال الذي دار في لبنان الشهر الماضي قوله، ان جماعات ترفع راية الاسلام تعرض البلاد لخطر عمليات انتقامية اسرائيلية لكنه لم يحدد حزب الله بالاسم.

هجمة طائفية ضد الشيعة من مؤسسة آل سعود الدينية

وقال بيان صدر عن لجنة حقوق الانسان في شبه الجزيرة العربية: في خطوة استفزازية ليست الأولى من نوعها, أصدرت ( المؤسسة الدينية السعودية )  بياناً وقعه اثنان وعشرون شيخاً من موظفيها وعلى رأسهم عبد الله بن جبرين وعبد الرحمن البراك وناصر العمر يهاجمون فيه المواطنين الشيعة في شبه الجزيرة العربية وينالون من مذهب أهل البيت عليهم السلام والتشكيك في عقائدهم , كما يخبئ هذا البيان بين طياته تحريضاً على استخدام العنف والكراهية ضد شيعة الجزيرة العربية حيث وصف البيان الطائفة الشيعية بـ " شر طوائف الأمة وأشدهم عداوة وكيداً ".

وتأتي خطورة هذا البيان في وقت تمر فيه المنطقة بأزمة سياسية وأمنية حادة مما يجعله دعوة لوضع أبناء الطائفة الشيعية في موقف حرج جداً وهدفاً سهلاً للمتصيدين في الماء العكر للنيل منهم والنيل من أمن الوطن ووحدته .

ويبدو أن هذا البيان هو رد على الاجتماع الذي عقد في الخامس والعشرين من هذا الشهر في مدينة جدة برعاية منظمة المؤتمر الإسلامي وبحضور ثمانية فقهاء إسلاميين يمثلون المذاهب الإسلامية الرئيسية والذي مثل فيه الطائفة الشيعية آية الله محمد علي التسخيري , حيث اتفق فيه العلماء الذين حضروا ذلك الاجتماع على نبذ التعصب والفكر التكفيري وحرموا دماء أتباع جميع المذاهب وأعراضهم وأموالهم كما أقروا بأن هذه المذاهب جميعاً تؤمن بالدين الإسلامي , كما نددوا " بالجرأة على التكفير والفتوى من غير المؤهلين، الذين يلقون الأحكام جزافاً من دون مستند شرعي أو دليل. "

ومن الملاحظ بان هذه الخطوة التي بادرت إليها مؤسسة آل سعود الدينية غير بعيدة عن تحريض ودعم ومباركة النظام السعودي الذي يمارس سياسة التمييز الطائفي البغيضة تجاه أتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام والذي يكن لهم الحقد والكراهية , وتجنباً للتصريح بذلك فانه يوعز إلى وعاظه أمثال بن جبرين والبراك لبث سمومه وحقده على مواطني شبه الجزيرة العربية الشيعة وكأنهم دخلاء على هذا البلد متناسياً العضو الشاذ ( عائلة آل سعود ) في الجسم الناصح للجزيرة العربية .

لقد سبق للجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في شبه الجزيرة العربية أن أصدرت عدة بيانات حذرت فيها من خطورة السياسة التي يتبعها النظام السعودي وكذلك من السلوك الغير أخلاقي ( للمؤسسة الدينية السعودية ) اللذان سيؤديان بدون شك إلى زيادة القمع والإرهاب الحكومي تجاه الشيعة في البلاد , كما تحذر من نتائج السلوك الطائفي للنظام السعودي لأن ذلك من شانه أن يزيد من تفاقم الحالة الأمنية وتكريس حالة التمييز بين المواطنين على أسس مذهبية وتعميق العداء والبغض للمواطنين الشيعة والقضاء على وحدة الصف والانسجام بين المواطنين .

ان ما يمارسه النظام السعودي وبصفاقة من انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان هو خطوة جريئة منه لتحدي المجتمع الدولي والذي لم يضطلع وللأسف الشديد بمسؤولياته في الوقوف ضد انتهاكات النظام الخطيرة لحقوق الإنسان ويبدو بأنه يتجاهل نداءات المنظمات المحلية والدولية حفاظاً على المصالح المشتركة مع النظام .

تدعو لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في شبه الجزيرة العربية مراجع الدين العظام والعلماء الأعلام للتنديد بممارسات النظام السعودي ومؤسساته الدينية التي تؤدي إلى إشاعة الفرقة ما بين المسلمين وبين أبناء البلد الواحد ووضع حد لسياسات النظام الطائفية التي ترقى إلى مستوى الإرهاب الحكومي بحق المواطنين.

كما تدعو اللجنة الحكومات المرتبطة مع النظام السعودي بمعاهدات اقتصادية أو أمنية إلى التقيد بالتزاماتها الدولية لمنع جميع أشكال الهجمات والتهديدات الطائفية الموجهة ضد الشيعة من قبل مسؤولي النظام أو من مؤسساته القمعية المتسترة باسم الدين.

مؤتمر مكة للتواصل بين المذاهب باستثناء الشيعة

بدورها اتهمت أوساط شيعية سعودية رابطة العالم الاسلامي بالتقليل من مستوى التمثيل الشيعي في مؤتمر مكة للحوار الذي اختتم اعماله يوم الجمعة بحضور 500 شخصية اسلامية. بحسب موقع راصد المهتم بالشؤون السعودية.

وبإستثناء الوفد الإيراني الذي رأسه رئيس مجلس مصلحة النظام الشيخ هاشمي رفسنجاني اقتصر التمثيل الشيعي على المستوى الوطني على الشيخ حسن الصفار فيما اقتصر عربيا على رجل الدين العراقي الشيخ جواد الخالصي.

ولم يحضر المؤتمر أي ممثل عن المسلمين الشيعة في اوروبا أو امريكا الشمالية.

وفي تصريح له في أعقاب المؤتمر شدد الشيخ الصفار على أن الحوار والتلاقي هو خيار الأمة الوحيد لإزالة ترسّبات الماضي..

مضيفا بأن المؤتمر كشف عن الحاجة الماسة لمزيد من اللقاءات والحوارات التي تهدف للحوار والتعارف وتقديم الصورة السليمة للإتجاهات الأخرى.

وحظي الشيخ الرفسنجاني بحفاوة لافتة مع اختيار الملك عبد الله للخروج أمام المؤتمرين والاعلاميين برفقته ومعهما مفتي المملكة عبد العزيز آل الشيخ.

غير أن وكالة الأخبار السعودية المعارضة "واسم" شككت بالمؤتمر بالقول أنه يأتي بهدف "تحسين صورة السعودية في الغرب والتي أصابها الضرر بسبب تطرف المؤسسات الدينية السلفية والدعم الحكومي لها."

وأرجعت الوكالة ضعف مستوى التمثيل الشيعي إلى "الموقف العدائي" الذي تتخذه رابطة العالم الإسلامي من الطائفة الشيعية.

وذكرت وسائل الإعلام السعودية السبت "رويتر" أن الملك عبد الله حصل على دعم رجال الدين الاسلامي من مختلف انحاء العالم فيما يتعلق بحوار بين الاديان مع المسيحيين واليهود.

وأثارت دعوة الملك عبد الله التي جاءت عقب لقاء مع البابا بنديكت السادس عشر في الفاتيكان العام الماضي كثيرا من الاهتمام لدى جماعات يهودية ومسيحية حول العالم.

وذكرت وكالة الانباء السعودية ان اجتماع مكة اوصى بعقد "مؤتمرات وندوات ومجموعات بحث للحوار بين أتباع الرسالات الالهية والحضارات والثقافات والفلسفات المعتبرة يدعى اليها أكاديميون واعلاميون وقيادات دينية تمثل مختلف الثقافات العالمية."

وتبذل الرياض جهودا من أجل بناء علاقات أفضل مع واشنطن وتحسين صورتها دوليا منذ هجمات 11 سبتمبر أيلول عام 2001 التي شارك في تنفيذها 15 سعوديا من أصل 19 نفذوا الهجمات.

ورغم ان المؤسسة الدينية الرسمية تؤيد مساعي العاهل السعودي للحوار بين الاديان فإن عددا من رجال الدين الوهابيين يعارضون حتى التحدث الى الشيعة.

وأصدرت مجموعة مستقلة من رجال الدين بيانا الاسبوع الماضي يقول أن الشيعة ومن بينهم جماعة حزب الله يظهرون مواقف معادية لاسرائيل لاخفاء برنامج معاد للسنة.

وقال البيان الختامي ان المؤتمر دعا الى الاتصال بين المذاهب الاسلامية في مسعى لتوحيد الامة الاسلامية وتخفيف اثار التعصب.

بدوره  كذّب مفتي السعودية التصريحات الصحافية التي اشارت الى انه قدم دعوة لحاخامات اسرائيليين بالحضور الى مؤتمر حوار اتباع الاديان والفلسفات الوضعية الذي بدأ الاعداد له هنا في السعودية منذ الآن، فكيف سيجري الحوار ومع من؟! وما أهدافه؟ بحسب الوطن الكويتية.

يكفر الشيعة ويدعو الى الحوار والتعايش

الداعية السعودي د. سلمان العودة حاول بث الطمأنينة حينما تحدث عن أهمية التعايش وقبول التصالح الدنيوي والجوار والوجود والاتفاق على جملة من الاخلاق الانسانية التي تتيح فرصة لتبادل الحوار والاقناع، وليس معنى التعايش قبول الأوضاع السيئة وتبريرها بطريقة منطقية ولا ابطال قانون المقاومة والدفع بالتي هي احسن والامر بالمعروف والنهي عن المنكر فهذه قيم شرعية ثابتة لا مزايدة عليها. والجدير بالذكر ان سلمان بن فهد العودة هو المشرف على مؤسسة (الإسلام اليوم) والمعروف بمواقفه المتشددة من المذاهب الإسلامية الأخرى وبالخصوص المذهب الشيعي حيث سبق وان أصدر العديد من الفتاوى التكفيرية بحق الشيعة التي كانت تحرض على العنف ضدهم وهو مقرب من وزارة الداخلية السعودية  وأصدر العديد من الفتاوى التكفيرية بحق الشيعة في السنوات الأخيرة وشجع على عمليات عنف ضدهم في العراق راح ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين العراقيين.

الدكتور محمد السماك الأمين العام للقمة الاسلامية الروحية قال انه ليس لأحد حق احتكار الصواب بالمطلق أو حق توجيه اتهام الفكر المختلف بالخطأ المطلق حيث ان من ابرز صفات السماحة في الاسلام ان المفكر أو المجتهد المخطئ لا يؤثم على خطئه، بل يؤجر على اجتهاده ومن هنا فإن الاعتقاد بأن جماعة ما هي وحدها المؤتمنة على الدين وكل من هو خارجها هو خارج عن الدين فهذا اعتقاد يتناقض في الجوهر وفي الاساس مع مبدأ الاجتهاد الذي وضع له الاسلام قواعد واسسا علمية ومنهجية واضحة.

من الجدير ذكره بأن الحكومة السعودية تمنع مشاركة مواطنيها الشيعة من تمثليها في أي مؤتمرات فكرية أو دينية وثقافية في خارج البلاد. وتتخذ رابطة العالم الإسلامي موقفا عدائيا من الشيعة في داخل البلاد حيث تمنع توظيف اي مواطن شيعي فيها، وسبق أن فصلت مواطنا أمريكيا من أصل باكستاني بعد أن اكتشفت مذهبه الشيعي من مكتبها في مدينة نيويورك في عام 1982.

شبكة النبأ المعلوماتية- االإثنين  9/حزيران/2008 - 5/جمادي الثاني/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م