القاعدة تشهد شبه هزيمة ودعوة للتفاوض معها

ملف تخصصي

علي الطالقاني

شبكة النبأ: بعد أن نقل تنظيم القاعدة عملياته الإرهابية من مدينة الى أخرى فضلا عن تنظيمه الذي ينتشر في الكثير من الدول وحسب وجود الأرضية الصالحة التي تتناسب مع سياسة هذا التنظيم أخذت مع هذا التنقل تصريحات المسؤولين والمتخصصين بشؤون الإرهاب والتي تقول أن تنظيم القاعدة يشهد انهيارا في قواه هذا فضلا عن دحر هذا التنظيم في العراق بعد أن أصبح أرض خصبة لاحتضانه.

وفي هذا الشأن ومن خلال ملف تخصصي صادر عن المركز الوثائقي والمعلوماتي في مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام يرصد أهم الأحداث من خلال ماتناقلته الوكالات العالمية والمؤسسات المتخصصة بشؤون الإرهاب يركز على شؤون هذا التنظيم.

هجمات بأسلحة الدمار الشامل

قالت مجموعات تابعة لمكتب التحقيقات الاتحادي الامريكي والتي  تراقب مواقع المتشددين على الانترنت" ان تنظيم القاعدة سيبث تسجيلا مصورا جديدا في الساعات الاربع والعشرين القادمة يحث الجهاديين على استخدام اسلحة بيولوجية وكيماوية ونووية لمهاجمة الغرب".

وقال المتحدث بأسم مكتب التحقيقات "ريتشارد كولكو" ان مكتب التحقيقات أرسل تحذيرا الى اجهزة الامن الامريكية بشأن تسجيل الفيديو المتوقع.

واضاف قائلا "تلقينا معلومات بأن شريط الفيديو قادم ارسلنا تحذيرا الى اجهزة الامن لإبلاغها بأن الشريط قادم."حسب رويترز

وقال كولكو ان التحذير اجراء وقائي روتيني ارسل الي 1800 جهاز أمني امريكي.

ونقلت شبكة تلفزيون ايه.بي.سي. نيوز عن نشرة مكتب التحقيقات الاتحادي قولها انه لا توجد أي أدلة على تهديد مباشر.

وتتهم السلطات الامريكية اسامة بن لادن زعيم القاعدة بالمسؤولية عن هجمات 11 سبتمبر التي شنت في نيويورك وواشنطن عام 2001 وقتل فيها حوالي ثلاثة الاف شخص وتفجيرات وقعت في جزيرة بالي السياحية الاندونيسية في 12 اكتوبر تشرين الاول 2002 واسفرت عن مقتل 202 شخص.

التحدث مع طالبان

وفي نفس السياق أقر وزير الدفاع البريطاني ديس براون اجراء محادثات سلام بين باكستان وحركة طالبان رغم مخاوف أفغانستان من أن تتيح المحادثات لمقاتلي طالبان اعادة تنظيم صفوفهم وشن المزيد من الهجمات.

وقال براون ان بريطانيا تؤيد أي خطوات من شأنها أن تشجع المسلحين على القاء السلاح ووقف العنف مضيفا أن باكستان وأفغانستان بحاجة للعمل سويا بشأن المشاكل القائمة على حدودهما التي يسيطر مقاتلو طالبان على جانب كبير منها.

ومضى قائلا للصحفيين في نادي الصحافة الوطني باستراليا ان المصالحة يجب أن تكون جزءا من أي استراتيجية رغم أنه من الواضح أن بعض المقاتلين لا يعتزمون القاء سلاحهم.

ومع تعرضها لموجة من الهجمات الانتحارية دخلت باكستان في محادثات مع مقاتلي طالبان الذين يسيطرون على مساحة كبيرة من المنطقة الجبلية الممتدة على مسافة 2700 كيلومتر مع أفغانستان.

لكن طالبان قالت انها ستقاتل في أفغانستان الى أن تخرج كل القوات الاجنبية من البلاد كما أبدت أفغانستان قلقها ازاء أي اتفاقات سلام.حسب رويترز

ويزور براون استراليا لاجراء محادثات مع وزير الدفاع جول فيتزجيبون. وقال ان من حق الدول أن ترحب بعودة المتمردين الى المجتمع ان هم وافقوا على الخضوع لحكم القانون والاعتراف بالحكومات الديمقراطية.

وأضاف "لو أبدى الناس استعدادا لنبذ العنف والقاء سلاحهم وقبول الحكومة الشرعية والديمقراطية والاعتراف بها... فمن حق الحكومات ذات السيادة أن تقول اننا سنرحب بكم كجزء من مجتمعنا." وتابع بقوله "هذا هو حقهم ونحن في المملكة المتحدة سنساندهم في فعل ذلك."

وتخوض القوات الافغانية يدعمها ما يزيد على 60 ألف جندي أجنبي معارك يومية مع مقاتلي طالبان أغلبها في جنوب وشرق أفغانستان وهما أقرب المناطق للحدود مع باكستان.  يتبع

القتال مع طالبان قد يستمر لسنوات

قال الجنرال الأمريكي، دان ماكنيل، الذي يقود قوات حلف شمال الأطلسي "ناتو" في أفغانستان إن التمرد المسلح الذي تقوده حركة طالبان "قد يستمر لسنوات" ما لم تقم باكستان بما يلزم لوقف تحويل مناطق القبائل الواقعة عند حدودها مع أفغانستان إلى معاقل آمنة للمسلحين.

واعتبر ماكنيل، الذي يغادر منصبه الأسبوع المقبل ليحل مكانه الجنرال الأمريكي ديفيد ماكرنان، أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرمته إسلام أباد مع المتشددين الإسلاميين في مناطق القبائل أدى إلى ازدياد العمليات العسكرية في أفغانستان.وفق CNN

وقال ماكنيل: "لقد سجلنا ما حصل في السابق عندما كانت تجري المفاوضات التي تسمى مفاوضات سلام مع هؤلاء الإرهابيين والمتطرفين.. وعندما كانت هذه المفاوضات جارية كنا نسجل ارتفاعاً في العمليات على جانبنا من الحدود،" وفقاً لأسوشيتد برس.

إلى ذلك، قال مصدر في الشرطة الأفغانية ، إن وحدات من الأمن الأفغاني تقاتل عناصر من طالبان كانت قد سيطرت على منطقة في مديرية رشيدان التابعة لولاية غزني.

وقال المصدر إن حاكم المنطقة كان على اتصال بحركة طالبان وقد سلمها السيطرة عليها، وقام عناصر الحركة باعتقال قائد الشرطة المحلية وعدد من عناصره، وأن الاتصال مقطوع مع المسؤولين.حسب CNN

وكان ذبيح الله مجاهد، الناطق باسم حركة طالبان، قد أعلن الخميس أن قوات الحركة دخلت المنطقة بعد معارك خاضتها ليل الخميس.

وأضاف أن عناصر طالبان قتلوا أربعة من رجال الشرطة خلال المعارك، وقبضوا على المسؤولين الأمنيين، كما قاموا بإحراق المنشآت الحكومية.

القاعدة في العراق تشهد شبه هزيمة وتقهقر

من جانب آخر صرح مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي اي ايه) مايكل هايدن ان بلاده تعتبر ان القاعدة تعرضت هزيمة كبيرة في العراق والسعودية واصبحت بصورة عامة في موقع الدفاع بما في ذلك على الحدود الافغانية الباكستانية.

وقال هايدن للصحيفة "بالاجمال نتدبر امورنا جيدا" مؤكدا ان القاعدة ما زالت تشكل تهديدا جديا.وذكر من بين الانجازات "الهزيمة شبه التامة لاستراتيجية القاعدة في العراق.

وايضا لاستراتيجيتها في السعودية. ونكسات موجعة للقاعدة على صعيد العالم، وهنا اود استخدام تعبير +ايديولوجيا+ حيث يظهر كل العالم الاسلامي تقريبا رفضا لمفهوم (القاعدة) للاسلام".حسب صحيفة واشنطن بوست

وياتي هذا التقييم الايجابي للاستخبارات الاميركية بعد اقل من عام على صدور تقرير للسي اي ايه في اب/اغسطس المنصرم اكد ان القاعدة حشدت قواها على طول الحدود

بين افغانستان وباكستان مع تصميمها على تكرار الهجوم على الولايات المتحدة.

لكن هايدن اكد على تحقيق تقدم مذاك ضد القاعدة، وخاصة في تلك المنطقة الحدودية، بفضل العمليات التي شنتها الاستخبارات الاميركية فيها منذ كانون الثاني/يناير مستعينة بشكل خاص بطائرات بدون طيار.حسب (ا ف ب)

وتعتبر واشنطن ان المناطق القبلية في باكستان تحولت الى "ملاذ" للقاعدة وطالبان الافغان.

وقال هايدن ان "القدرة على قتل عناصر اساسيين في القاعدة او القبض عليهم مستمرة، وهو ما يزعزعهم، بما في ذلك في اكثر معاقلهم امانا على طول الحدود الفاصلة بين افغانستان وباكستان".

وفي معرض الحديث عن الانجازات في العراق اتهم هايدن ايران بزيادة تدخلها في البلاد.

وقال "انها سياسة الحكومة الايرانية، التي يتم اقرارها على اعلى مستويات الحكم، بتسهيل قتل الاميركيين وغيرهم من اعضاء قوات التحالف في العراق. هذه هي المسالة".

وتتهم الولايات المتحدة ايران على الدوام بدعم الجماعات الشيعية المعادية للحكومة العراقية وتسليحها، الامر الذي تنفيه طهران.

التفاوض مع القاعدة

من جانب آخر اثارت دعوة قائد الشرطة في ايرلندا الشمالية إلى الحوار مع تنظيم «القاعدة» كثيرا من الجدل امس بين المهتمين بشؤون القاعدة، ففي مقابلة مع صحيفة الغارديان البريطانية قال السير هيوج أوردي إنه آن الأوان لأن تتفاوض بريطانيا مع قادة القاعدة في إطار استراتيجية جديدة لإنهاء حملة العنف. وأضاف أوردي أنه في ضوء خبرة التعامل مع الجيش الجمهوري الإيرلندي أصبح مقتنعا بأن المعالجة الأمنية من خلال كشف المؤامرات واعتقال الأشخاص لن تكفي لهزيمة «الإرهاب» الذي يستمد إلهامه من القاعدة.

 وقال القائد المرشح لرئاسة شرطة متروبوليتان إنه لا يتذكر حملة ضد الإرهاب على مدار التاريخ نجحت بدون إجراء مفاوضات. وأوصى أوردي في المقابلة بالاستمرار في الحملات الأمنية ضد «الإرهابيين» لإجبارهم على الجلوس إلى طاولة التفاوض. من جهة اخرى اعتبر وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس ان حكومة اسلام اباد الجديدة في حاجة الى «بعض الوقت» قبل ان تمكن من ان تحارب بفاعلية المتطرفين الموجودين في المناطق الحدودية مع افغانستان. وقال غيتس في لقاء صحافي في جزيرة غوام (المحيط الهادئ) ان «باكستان في مرحلة انتقالية والحكومة المدنية جديدة نسبيا واعتقد انه ينبغي اعطائها بعض الوقت للاستقرار وتقييم التهديدات التي تواجهها واتخاذ الموقف الذي ستتبعه» في مواجهة القاعدة وعناصر طالبان اللاجئين الى المناطق القبلية الباكستانية. وكان غيتس الذي ينتظر وصوله امس الى سنغافورة يرد على تصريحات قائد قوات حلف شمال الاطلسي في افغانستان الجنرال دان ماكنيل الذي عزا اول من امس العنف المتزايد في شرق البلاد الى «خلل في العمل على الجانب الاخر من الحدود» منددا بـ«عدم وجود ضغوط عسكرية» في الجانب الباكستاني.حسب جريدة الشرق الأوسط

 واضاف غيتس «لدي انطباع بان الاتصالات بين العسكريين الباكستانيين وقواتنا على طول الحدود لا تزال جيدة» في حين اعرب الجنرال ماكنيل، الذي سيحل محله قريبا الجنرال الاميركي ديفيد مكيرنان، عن القلق من نقص حديث في الحوار بين الحلف الاطلسي والمسؤولين الافغان واسلام اباد بشأن المشكلة الحدودية.

مُروِّّجة القاعدة الكتابة قنبلتها

وفي نفس السياق كتبت  مليكة العرود أرملة قاتل الزعيم الأفغاني احمد شاه مسعود، بالفرنسية على شبكة الانترنت تحت اسم «أم عبيدة»، كأحد أبرز المروجين لفكر «القاعدة» في أوروبا. تقول «أم عبيدة» وهي بلجيكية من أصل مغربي عن نفسها إنها «مجاهدة» تعمل لصالح «القاعدة». وتصر على أنها لا تقوم بنشر أي إرشادات حول صنع القنابل. وقالت «أم عبيدة»: «لدي سلاح وهو الكتابة والكلام. هذا هو جهادي، حيث يمكنك القيام بالكثير عن طريق الكلام. وتعد الكتابة قنبلة هي الأخرى.حسب جريدة الشرق الأوسط  

سطع نجم أم عبيدة بسبب رجل دخل حياتها، فقبل يومين من أحداث 11 سبتمبر، نفذ زوجها تفجيرا في أفغانستان وقتل القائد المناهض لطالبان أحمد شاه مسعود بناء على أوامر من أسامة بن لادن. تزوجت مرة أخرى، وفي عام 2007 أدينت وزوجها الجديد في سويسرا بإدارة مواقع إنترنت مؤيدة للقاعدة. وهي الآن متهمة، حسب السلطات البلجيكية، بما تقول عنه السلطات إنهم يعتقدون أنها مؤامرة لتنفيذ هجمات في بلجيكا.

طالبان تتبع أساليب التمرد العراقية

من جانب آخر إن مقاتلي طالبان بدؤوا يتسللون إلى المناطق المحيطة بكابل مستخدمين أساليب التمرد المتبعة في العراق ضد قوات الناتو والحكومة الأفغانية الهشة.

 وقالت الصحيفة إن تلك الإستراتيجية يمكن رؤيتها على نطاق مصغر في منطقة "تغاب" الواقعة على مسافة 65 كيلومترا شمالي كابل، حيث يرى كثيرون في طالبان بديلا أكيدا للحكومة الضعيفة المدعومة من الولايات المتحدة.حسب صحيفة ديلي تلغراف

وأكد ذلك محمد نبي رحيم الله، نائب حاكم إقليم كابسيا بقوله "منذ ثلاثة أشهر كان هناك كثير من أئمة طالبان يتحركون عبر هذه المناطق ويدعون الناس لبدء الجهاد".

وأضاف رحيم الله "ثم وصلت مجموعات مسلحة وقلل الناس من لجوئهم للحكومة للتقاضي، وتحولوا إلى طالبان من أجل حل مشكلاتهم وخلافاتهم".حسب رويترز

وأشارت الصحيفة إلى أن أساليب طالبان ابتعدت كثيرا عن الهجمات على قوات الناتو في الشهور الأربعة الأولى من العام الحالي. من ناحية ثانية ارتفع مستوى العنف العام وتزايدت التفجيرات على جوانب الطرق بنسبة 34%. كما وردت تقارير أن مقاتلي طالبان يدخلون مناطق ريفية كثيرة في شمال وشرق العاصمة كابل.

وأضافت أن هذه الإستراتيجية تسعى لاستغلال المظالم المحلية والتحرر من أوهام الحكومة الأفغانية في المناطق الريفية.

وقالت ديلي تلغراف إن آخر تقرير استخباري أميركي أشار إلى أن نحو 60% من البلد تسيطر عليه القبائل أو أمراء الحرب. وأن الحكومة الأفغانية والداعمين لها من الغرب يسيطرون فعليا على 30% وطالبان على 10%.

وأفاد مصدر عسكري غربي أن "حكومات الظل التي يحاولون تشكيلها أكثر قلقا من عنف المتمردين".

وهناك تسعة قادة من طالبان يعملون في تغاب وحولها، وهناك اتصالات متزايدة مع المؤيدين المحليين من الحزب الإسلامي، وهو فصيل قوي منقسم على نفسه حول الانضمام لتمرد طالبان.

وعلقت الصحيفة بأن طالبان كانت قادرة على استغلال التوتر القديم بين البشتون المحليين، وهي قبائل تستمد منها طالبان تأييدها، ومناطق الطاجيك المجاورة المرتبطة بالتحالف الشمالي الذي ساعد القوات الأميركية على إجلاء طالبان عام 2001.

........................................................................................

*المركز الوثائقي والمعلوماتي: مركز يقدم الخدمات الوثائقي والمعلوماتية من ملفات تخصصية سياسية واجتماعية واقتصادية.

للاتصال والاشتراك www.annabaa.org/// arch_docu@yahoo.com

شبكة النبأ المعلوماتية- االإثنين  9/حزيران/2008 - 5/جمادي الثاني/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م