الانترنت والشباب النجفي

عدسة وتحقيق: علي العبودي

شبكة النبأ: في مدينة معروفة بمجتمعها المحافظ وبمكتباتها وأدبائها وبيوتات العلم فيها، قد يكون الانترنت بشبكته المعلوماتية شيئا جديدا لم يألفه العامة وان كان أشبه بالموضة الجديدة التي جاء بها زمن العولمة، حتى إن بعض الشباب من الجنسين أدمنوا ذلك القادم الجديد وجعلوه ملجأ يهربون إليه من مشاكلهم التي ضاقوا بها وصاروا يبحثون عمّن يشاركهم حلها، فكان العالم لديهم مثلما يحلو للبعض أن يصفه بالقرية الصغيرة من خلال تلك الشاشة السحرية التي غالبا ما تقدم الجواب لكل سؤال يخطر على بال!..

شبكة النبأ المعلوماتية استطلعت هذا الموضوع الذي كانت أجوبة أصحاب المقاهي عليه متضاربة الى حد ما.

فقد ذهب صاحب مقهى (أميرال ) إلى القول إن اغلب الشباب لم يوجهوا التوجيه العلمي الصائب نحو الانترنت وإنما هناك توجهات عشوائية تنصب حول المحادثة والاشتراك بمواقع الدردشة،وهناك عدد قليل من الشباب يوظف فراغه على الانترنت لمتابعة التطورات العلمية والأدبية وغيرها.

أكد ذلك أيضا صاحب مقهى( الواحة) حينما ذهب إلى القول بان الشباب مختلفون في التوجيه والتفكير والطموح ولكن على نطاق محافظة النجف (قضاء النجف بالتحديد) الأغلبية يتوجه إلى غرف الدردشة أكثر من الاستفادة من الانترنت والعلوم وبحار الثقافة.

 وحين تساءلنا عن العالم هل انه أصبح حقا قرية صغيرة بوجود الشبكة المعلوماتية والانترنيت.. أجاب السيد صاحب مقهى( الواحة) إن العالم أصبح فعلا قرية صغيرة وبالإمكان تداول كل الأمور الثقافية، التعليمية، الاجتماعية، الاقتصادية والسياسية وغيرها عن طريق الانترنيت لأنها انجح وارخص وأفضل وأسرع طريقة للتواصل مع أجناس الثقافات في العالم وعلى مديات واسعة.

وعن حضور المرأة في هذه المقاهي اجاب صاحب (اميرال) بالقول لـ شبكة النبأ، هنالك تواجد للمرأة في مقاهي الانترنت، وقد تصل نسبة تواجدها إلى حد يضاهي نسبة تواجد الرجل أحيانا.

 بينما كانت اجابة صاحب مقهى (الواحة ) متناقضة فقد قال، إن النساء قليلات الارتياد إلى مقاهي الانترنيت وخاصة للمقاهي التي ليس فيها قسم  خاص بالنساء.

 فإذا ما تبادر إلى ذهننا سؤال أيهما أكثر تأثيرا على الشاب الفضائيات المتعددة أم الانترنيت بعوالمه غير المتناهية؟

كان جواب صاحب مقهى (أميرال) بان هنالك تأثير ايجابي يلعبه الانتريت على الناحية الثقافية والاجتماعية أكثر من الفضائيات، حيث إن الشاب يختار ما يناسبه من ثقافات وتطلعات وبإمكانه الاشتراك في عدة منتديات ثقافية وعلمية تتيح له المجال الأوسع للمشاركة والتعليق،

وعن الصعوبات التي يواجهها أصحاب المقاهي، وهل يمكن عد الانترنت مهنة تجارية مربحة، بين صاحب مقهى ( أميرال ) قائلا لـ شبكة النبأ، مارست المهنة منذ سنتين كهواية وليس كاختصاص وقد كسبت منها أمورا معنوية وثقافية إضافة إلى علاقات ثقافية واجتماعية عديدة كما شارك مكتبنا في الكثير من المنتديات العلمية مثلا ملتقى الفيزيائيين العرب وملتقى الصيادلة العرب ومنتديات أخرى كثيرة.

أما صاحب مقهى (الواحة) فقد أضاف إن مقهاه قد افتتح عام 2003 وتحديدا في الشهر التاسع من ذلك العام ولحد الآن هو مستمر في تقديم هذه الخدمة إلى المجتمع، وقد قدم الكثير من الدورات في مجالات متنوعة وعلى أيدي أساتذة اختصاص  في علوم الحاسبات من جامعة بغداد.

واضاف، بالرغم من الصعوبات الكثيرة التي نواجهها ومنها الإحداث الامنية التي مرت بها محافظة النجف وكذلك ارتفاع أسعار الوقود وارتفاع بدل إيجارات المحلات في المحافظة، كلها بالنتيجة تنعكس على المواطن المستخدم لهذه الخدمة إلا إننا مستمرون في هذا العمل.

أما السيد علي كاظم صاحب  مقهى (البلد الأمين) فيقول أن للانترنت من المزايا الجيدة الشيء الكثير إذا ما تم استخدامه بشكل صحيح بعيداً عن كل  ما ينافي الذوق والقيم والأخلاق فعن طريق الانترنت تعرفت على العديد من المهتمين بالقصة وكوني قاص نجفي والنجف معروفة باهتمامها بالشعر دوناً عن الآداب الأخرى أقول، لولا الانترنت الذي سهل لي الدخول على المواقع المختصة بالقصة ربما لم استطع أن انشر ما كتبت من أعمال ولما استطعت الاحتكاك بالأدباء وخصوصاً الذين هم في خارج حدود الوطن.

واضاف، أي إننا يمكن أن نصف الانترنيت بالقول بأنه سلاح ذو حدين ومدى ايجابيته تتوقف على طريقة استخدامنا له والنتائج التي نرغب في الحصول عليها منه، أما الناحية المادية فانا أرى مقاهي الانترنيت ليس مكانا مربحا يمكن أن تجنى منه الثروات، ولكننا نعمد بين آونة وأخرى إلى فتح دورات في تعليم الكومبيوتر والتصفح والإرسال وكذلك الوندوز، وكلها بمبالغ زهيدة غايتنا منها نشر الوعي بين الناس خصوصاً الطلاب والشباب منهم، علماً إن مرتادي مقهانا أيضاً من كبار السن ومن النساء أيضاً.

من هنا يتضح لنا إن الانترنت ليس طارئا على محافظة النجف وان حجم ارتياد الشباب لمقاهي الانترنيت في ازدياد، وان هذا المفصل الهام من الثقافة ليس قاصرا على جنس دون آخر رغم كل الظروف الاجتماعية التي يمكن لنا أن نصفها بالصارمة والتي تلف المدينة وتحيط بأناسها.

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 24 أيار/2008 - 17/جماد الاول/1429