الشباب في الشرق الأوسط: تطلعات وآمال

شبكة النبأ: في مساع جادة للإرتقاء بمستوى الشباب العربي وما يوازي طموحاتهم وتطلعاتهم في بناء مستقبلهم معتمدين على طاقاتهم الخلاقة، عقد المنتدى الاقتصادي الأميركي العربي دورته الثالثة خلال خمس سنوات لمناقشة طائفة منوعة من الموضوعات على مدى ثلاثة أيام. وكانت القضية الرئيسية في إحدى جلسات المؤتمر الحاجة الملحة لمعالجة التغير الديموغرافي أو السكاني في المنطقة العربية، خاصة عن طريق المزيد من التدريب لإعداد الشباب لميدان العمل.

وشارك في المؤتمر أكثر من 1,000 شخص من 35 دولة، بمن في ذلك عدد كبير من القادة الأميركيين والعرب في ميادين الحكومة والأعمال والتكنولوجيا والشؤون الأكاديمية. وقد أسست لجنة الشؤون الاقتصادية في الشرق الأوسط هذا المنتدى بالمشاركة مع مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية.

وشملت الجهات الراعية للمنتدى هذا العام، المملكة العربية السعودية ودولة قطر وشركات فورد للسيارات وإنتيل وإيكسون موبيل وشيفرون وكريسلر وجهات كثيرة غيرها.

وقال أحمد شيباني رئيس المنتدى الاقتصادي الأميركي العربي: بدأ زخم المنتدى منذ ثماني سنوات تقريبا عندما أدركنا نحن وقادة العالم العربي أن هناك حاجة لبناء جسور اقتصادية لتأمين السلام لكل من الأميركيين والعرب. بحسب موقع يو اس انفو.

وقال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في بيان ترحيبه الافتتاحي إن: منطقتنا تمر حاليا بعملية إعادة تفحص ومناقشات واسعة النطاق. وتشتمل هذه العملية على إمكانيات عظيمة لمستقبلنا ولمستقبل علاقتنا مع بقية العالم.

الشباب المسلم يحلمون بمستقبل أفضل

تشير دراسة للبنك الدولي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا بعنوان (الشباب: مصدر قوة لا يأخذ حقه) إلى أن الشباب يشكّلون أكثر من نصف السكان بكثير في العالم العربي. وكانت النسبة العالية للشباب موضوع بحث ندوة بعنوان: تمكين الشباب: ازدياد دور الشباب وفرص التوظيف، في ثالث أيام المنتدى. وبحثت الندوة قضايا الروح المعنوية والتعليم والفارق الرقمي بين الشباب.

وتحدثت داليا مجاهد من منظمة غالوب لاستطلاعات الرأي، عن نتائج عملية مسح أجرتها للشباب من 40 دولة إسلامية قائلة: 91 من الشباب المسلمين يشعرون بأن لديهم هدفا مهما في الحياة... وهم متفائلون بالسنوات الخمس المقبلة. إلا أنها تشير إلى أن هناك أيضا مستوى عاليا من الغضب الذي يتملكهم، وتظهر نتائج الدراسة أن الذكور الشباب الذين يعيشون في الأراضي الفلسطينية يظهرون أقل توقعات للحياة بين جميع سكان العالم.

ولإبراز القيمة المشكوك فيها للتعليم في الشرق الأوسط وجّه فريق داليا مجاهد للطلبة السؤال التالي: هل تعلمت شيئا مثيرا للاهتمام أمس؟ وقال غالبية الشباب في العالم الإسلامي، أي 58% تقريبا، إنهم لم يحققوا ذلك. وذلك مقارنة بنسبة 73% بين الشباب الأميركيين الذين قالوا إنهم تعلموا شيئا مثيرا للاهتمام في اليوم السابق.

وقالت الأستاذة بجامعة جورجتاون كاثرين مارشال، إن تأكيدا أكثر من اللازم في نظام التعليم يوضع على الحفظ عن ظهر قلب. وليست هناك صلة تذكر بين ما يدرسه الشباب وبين مجموعة المهارات اللازمة لسوق العمل بعد التخرج.

وقالت مارشال إن: الأخبار الجيدة هي أن التكافؤ بين الجنسين موجود بين جميع الأعمار من الصغر حتى الكبر، ونوهت بوجود ازدياد في الاستثمار في مدارس منطقة الخليج، مشيرة إلى أن لجامعة جورجتاون الآن فرعا في العاصمة القطرية الدوحة.

وقال أكرم بكر، المؤسس المشارك للقمة العربية الغربية للمهارات إنه يتطلع لبلوغ الجامعات العربية مستوى تعليم على قدم المساواة مع الجامعات الغربية. وهذا ضروري لمحاربة ظاهرة هجرة الأدمغة، الذي يبحث فيه الشباب عن فرص العمل خارج بلادهم أو منطقتهم.

وتحدث إل مايكل هيغر، رئيس مؤسسة التعليم للتوظيف، عن الحاجة إلى توفير التدريب المهني الذي يؤدي مباشرة إلى فرص العمل، وقال إن هناك عدم ملاءمة بين التعليم الرسمي الشكلي وسوق العمل. ويعتقد هيغر أن الوظائف موجودة بالفعل بالنسبة للشباب، وأشار إلى ادعاء لمدير وكالة توظيف كبيرة بأن هناك 100,000 وظيفة بيع وتسويق شاغرة بحاجة إلى ملئها في المنطقة العربية.

وعبّر هيغر عن تفاؤله بإمكانيات التوظيف لشباب الشرق الأوسط الحاليين في قطاع التكنولوجيا، إلا أنه ذكر أن التدريب الضروري للحصول على هذه الوظائف بحاجة إلى دعم من القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية.

التكنولوجيا المتأخرة لدى المواطن العربي

تحدث رئيس شركة إنتيل كريغ آر باريت، عن الفارق الرقمي في المنطقة وبحث أربعة تحديات رئيسية بحاجة إلى التغلب عليها. وقال إن التحدي الأول هو مسألة الحصول على المعدات التكنولوجية. وأقر بأن نسبة انتشار أجهزة الكمبيوتر الشخصي في الشرق الأوسط هي 6%، أي أنها منخفضة جدا. والتحدي الثاني هو الربط أو التوصيل الضروري لتحقيق الوصول إلى النطاق الواسع للإنترنت.

والمجال الثالث، حسب باريت، هو التركيز على المحتوى. وقال باريت إن أقل من 1% من محتوى الإنترنت باللغة العربية. وهذا الرقم منخفض جدا نسبيا، وفقا لباريت الذي مضى إلى التشديد على أن المحتوى بحاجة إلى أن يكون ذا صلة محليا بالناس فيما يتعلق بالثقافة واللغة والمجتمع.

أما التحدي الأخير فهو التعليم. وتعكف شركة إنتيل على العمل مع دولة الإمارات العربية المتحدة لتدريب مليوني معلم لمساعدتهم على دمج التكنولوجيا في التعليم في غرفة الصف. وقال باريت إن: بوسع المعلمين عن طريق استخدام التكنولوجيا أن يعلّموا ضعف حجم المادة في المدة الزمنية نفسها.

يذكر أن الدورتين السابقتين للمنتدى الاقتصادي الأميركي العربي عقدتا في العامين 2004 و2006 في مدينة ديترويت بولاية مشيغان وفي هيوستن بولاية تكساس.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 21 أيار/2008 - 14/جماد الاول/1429