قوانين الحكم العسكري تفتك ببورما بعد الإعصار الكارثي

شبكة النبأ: الوقت يساوي الحياة، هذا ماقاله مسؤول المعونات الدولية في اللأمم المتحدة حين رفض الجنرالات السماح للوكالات الدولية الخاصة بالمساعدات والمعونات الكارثية، من دخول بروما والإشراف على توزيع المعونات، ذلك للحد من أعداد القتلى والضحايا التي خلفها الاعصار، أو الذين يتعرضون للموت كل يوم جراء الأمطار الموسمية وفقدان الطعام والمأوى وإنتشار الأمراض بسبب الكارثة الحقيقية التي حلت بهم وما سيتبعها من كوارث إنسانية في حال أستمر الحكم العسكري وجنرالاته بعنجهيتهم وكبريائهم الزائف، إلى جانب هذا سيكون الخسارن الأكبر ودافع الثمن الأوحد هو الشعب البرومي.

(شبكة النبأ) في سياق هذا التقرير تسلط الضوء على الكارثة الإنسانية الحقيقية التي تحيق بشعب بورما، إلى جانب ذلك التسلط العسكري الذي يقضي بمنع دخول المساعدات إليهم مسببا لهم القتل المتعمد في اسوأ كارثة إنسانية:

الحكم العسكري يمنع الدخول الى مناطق الكوارث

شددت بورما القيود على الدخول الى المنطقة التي ضربها اعصار نرجس ومنعت دخول الاجانب وتجاهلت المناشدات بالسماح لخبراء اجانب بدخول البلاد لانقاذ حياة العديدين قبل فوات الاوان.

وصرح مفوض المساعدات الانسانية في الاتحاد الاوروبي لوي ميشال لتلفزيون وكالة فرانس برس ان بورما تتعرض لخطر المجاعة بعد ان دمر الاعصار مخزونات الارز في منطقة زراعية مهمة.

وجاء تصريح لوي ميشال قبل وصوله الى رانغون ذلك في مسعى لاقناع الفريق العسكري الحاكم بالسماح لفرق الاغاثة الدولية بدخول البلاد لمساعدة منكوبي الاعصار نرجس.

وعقدت منظمات الاغاثة الدولية اجتماعا طارئا في تايلاند المجاورة لبحث رفض النظام العسكري منح تاشيرات الدخول لعمال الاغاثة لتوزيع الاغذية والمياه والادوية وتجهيزات المبيت لنحو مليوني شخص. بحسب فرانس برس.

الا ان الامال تضاءلت في ان يتراجع الجنرالات المتشككين في نوايا العالم الخارجي عن قرارهم وسط تحذيرات بان الوقت اخذ في النفاد مع استمرار الحكومة في اصرارها على ادارة الازمة لوحدها دون مساعدة احد.

وقال ميشال: ان عدم السماح لتلك المنظمات بالدخول يعني وفاة اعداد متزايدة من الناس. كما ستعيش اعداد متزايدة في ظروف سيئة للغاية.

ورغم ان الجنرالات المتشددين قد لا يسمحوا بكشف الحجم الحقيقي للكارثة الا ان النظام يقول ان 66 الف شخص قتلوا او فقدوا ويشير الى نقص كبير في المواد الاساسية.

وتقول منظمات الاغاثة انه فيما تتدفق ملايين الاطنان من المساعدات على بورما حيث وصلت خمس شحنات اخرى من المساعدات الاميركية الا انها تؤكد ان خبراء الكوارث هم وحدهم القادرون على ضمان وصول الامدادات للمحتاجين.

وقال مايك باتيسون مسؤول اللوجستيات في منظمة "وورلد فيجن" ان الاشخاص غير المختصين لا يمكنهم تركيب انظمة تقنية مياه واسعة او اختيار مواقع مخازن الاغذية التي يمكن حمايتها في حالة حدوث احداث شغب.

ويخشى الجيش الذي يحكم البلاد بقبضة حديدية منذ نصف قرن تقريبا من اي تاثير خارجي يمكن ان يضعف قبضته.

وعلى مدى ايام لم يقم التلفزيون المحلي بعرض صور للكارثة بل يكتفي بعرض صور للجنرالات يقدمون الماء والغذاء للمواطنين الممتنين.

وقال عمال الاغاثة الاجانب انه جرت اعادتهم عند نقاط تفتيش على الطريق الى الدلتا ولم يسمح حتى للمواطنين بالدخول اذا لم يكشفوا عن اسماء وعناوين الاشخاص الذين يتوجهون لزيارتهم.

وقامت الشرطة بانزال السياح من الحافلات العامة وقال احد رجال الشرطة ان حظرا تاما فرض على المنطقة التي تعتبر الاكثر تضررا باعصار نرجس الذي ضرب البلاد في الثاني من ايار/مايو.

الامطار وتزايد البؤس مع ارتفاع حصيلة القتلى

داهمت الامطار الغزيرة ضحايا الاعصار نرجس فيما اعترف المجلس العسكري الحاكم في ميانمار بأن أكثر من 130 ألفا لاقوا حتفهم أو فقدوا مما يجعل الكارثة قريبة من كارثة اعصار ضرب بنجلادش المجاورة في عام 1991 وأدى إلى سقوط 143 ألف قتيل.

وفي تحديث مفاجيء لاعداد القتلى رغم أنه أقل من تقديرات وكالات المعونة الدولية قال التلفزيون في بورما السابقة التي يحكمها الجيش ان 77738 شخصا لاقوا حتفهم و55917 في عداد المفقودين.

وترك الاعصار الذي ضرب البلاد في الثاني من مايو ايار الجاري نحو 2.5 مليون شخص يتشبثون من أجل البقاء في منطقى دلتا ايراوادي حيث يصطف آلاف من ضحايا الاعصار المعدمين على طرق جانبية يتسولون المساعدة في ظل غياب عمليات إغاثة كبيرة سواء كانت حكومية أم أجنبية.

وفي بلدة كونيانجون التي ضربها الاعصار وتبعد حوالي 100 كيلومتر جنوب غربي يانجون وقف رجال ونساء وأطفال وسط الطين والامطار وأياديهم متشابكة تعبيرا عن التوسل لدى مرور عربة مساعدات بين الحين والاخر.

وقال متطوع في الإغاثة صدمه مشهد حشود من الاطفال يحيطون بعربته ويمدون أياديهم الملطخة بالطين عبر النافذة طمعا في الحصول على قطع صغيرة من الخبز أو ملابس (الوضع ازداد تدهورا في يومين فقط). بحسب رويترز.

وتكشف توسلاتهم البائسة هشاشة مزاعم الحكومة العسكرية بأنها تتولى الاشراف على توزيع معونات الطوارئ على ضحايا الاعصار الذي أدى إلى فيضانات في منطقة الدلتا التي تعادل مساحتها مساحة دولة كالنمسا.

ومن الصعب اجراء تقييم مستقل للوضع نظرا للحظر الذي يفرضه المجلس العسكري على الصحفيين الاجانب والقيود على حركة معظم العاملين في المعونة.

ويصر الجنرالات على أن عمليات الإغاثة تسير بسلاسة ليبرروا رفضهم السماح لوكالات وعمال إغاثة أجانب بعملية كبيرة لتوزيع المساعدات.

كما أصدروا مرسوما نشر في الصحف الحكومية قالوا فيه انه سيتم اتخاذ اجراء قانوني ضد أي شخص يثبت قيامه بتخزين أو بيع امدادات الإغاثة وسط شائعات بأن وحدات عسكرية محلية تصادر شاحنات من الطعام والبطاطين والمياه.

ومع تصاعد الضغوط الدولية وتنامي الغضب من عناد الجنرالات سافر أكبر مسؤول عن المعونة في الاتحاد الاوروبي إلى يانجون للضغط من أجل السماح بدخول أعداد أكبر من عمال الإغاثة الاجانب وعمليات الإغاثة قبل أن ترتفع أعداد القتلى.

وكغيره من المبعوثين الكثيرين الذين سبقوه خرج لويس ميشيل مسؤول المعونات في الاتحاد الاوروبي خالي الوفاض لكنه استمر يحث أعضاء المجلس العسكري المعزول على التخلي عن كبريائهم وشكوكهم ازاء العالم الخارجي وقبول المساعدات الأجنبية قبل فوات الاوان.

وقال للصحفيين في مطار بانكوك: الوقت يساوي الحياة. ومضى يقول، ليس في مقدور أي حكومة في العالم أن تعالج مثل هذه المشكلة بمفردها. هذه كارثة كبيرة.

وظهرت بالفعل امراض مثل الاسهال والامراض الجلدية بين كثير من لاجئي الاعصار الذين اكتظت بهم الاديرة والمدارس وأماكن الايواء المؤقتة الاخرى.

قفزات مخيفة في أعداد الضحايا والمفقودين

رفعت الحكومة العسكرية في ميانمار حصيلة ضحايا إعصار "نرجس"، الذي ضرب الدولة الآسيوية، إلى حوالي 78 ألف قتيل، إضافة إلى 56 ألفاً في عداد اامفقودين، وفقاً لما أعلنه تلفزيون ميانمار الحكومي.

من جهته، يخشى الصليب الأحمر الدولي أن تصل حصيلة الضحايا إلى 128 ألفاً، فيما تقدر الأمم المتحدة عدد الضحاياً بحوالي 100 ألف قتيل.

وتقول الأمم المتحدة إن ما بين 1.5 و2.5 مليوناً يعيشون الآن في أوضاع مزرية، حيث يحتاجون إلى الطعام والغذاء والماء والملاذ والرعاية الصحية بصورة ملحة.

وكشفت التقارير أن منظمات الإغاثة المختلفة العاملة في ميانمار حالياً، لم تتمكن سوى من الوصول إلى 170 ألفاً من الناجين من الإعصار المدمر.

وكانت الحكومة قد رفعت قبل يومين حصيلة القتلى إلى أكثر من 43 ألف قتيل، بزيادة تصل إلى خمسة آلاف قتيل عن آخر حصيلة رسمية معلنة. بحسب (CNN).

ويأتي الكشف عن هذه الحصيلة الجديدة للضحايا في الوقت الذي تواصل فيه عدد من الدول الكبرى مساعيها لدفع مجلس الأمن الدولي على اتخاذ قرار يلزم المجلس العسكري الحاكم في ميانمار "الجونتا"، بالسماح لمساعدات الإغاثة بدخول البلاد، فيما تصر يانغون على توزيع تلك المساعدات بنفسها.

ونقلت أسوشيتد برس عن التلفزيون الرسمي في ميانمار قوله إن نحو 28 ألف شخص آخرين ما زالوا في عداد المفقودين، نتيجة الإعصار، الذي يُعد "أسوأ كارثة" تتعرض لها الدولة الواقعة بجنوب شرق آسيا، والتي تُعرف أيضاً باسم بورما.

وترفض الحكومة البورمية منح تأشيرات دخول لمعظم فرق الإغاثة الخارجية، رغم أنها سمحت لعدد محدود من المساعدات من دول معينة بدخول البلاد، حيث يقول "الجونتا" إنه يريد أن يشرف بنفسه على عمليات توزيع المساعدات.

وفي وقت سابق، أعلنت الأمم المتحدة عن حاجتها إلى 187 مليون دولار لمساعدة 1.5 مليون من الناجين من إعصار "نرجس" على مدى الأشهر الثلاثة المقبلة، مشيرة إلى أن الأموال ستخصص لعشر منظمات تابعة لها، بجانب تسعة من الهيئات غير الحكومية.

وذكر أن العديد من القرى الواقعة في جنوب البلاد، مازالت في حاجة شديدة للمساعدات، في الوقت الذي تصر فيه السلطات البورمية على عدم السماح لفرق الإغاثة بدخول البلاد، مما أدى إلى تكدس المساعدات في عدد من الدول المجاورة.

وجدد المجلس العسكري الحاكم في ميانمار، تأكيده قبول المساعدات الدولية ومن أي دولة، شريطة قيامه بتوزيع تلك المواد الاغاثية، رافضاً في الوقت نفسه، دخول الأجانب إلى المناطق المنكوبة. وقد جاء الإعلان عن ارتفاع عدد ضحايا إعصار "نرجس" بصورة قفزات متسارعة ومخيفة.

التصويت على الدستور في ميانمار

قالت الاذاعة الحكومية ان الدستور الذي أعده الجيش في ميانمار حصل على موافقة بأغلبية كاسحة في المرحلة الاولى من الاستفتاء الذي يجري على مرحلتين بعد الاعصار المدمر.

وأيد أكثر من 92 في المئة من الاصوات التي تم الادلاء بها في الجولة الاولى التي جرت مؤخرا، والدستور هو خطوة رئيسية في خارطة الطريق التي اعدتها الحكومة العسكرية من سبع مراحل نحو الديمقراطية التي يقول منتقدون انها سترسخ حكم الجيش.

وقال المجلس العسكري الحاكم ان التصويت في المناطق التي اضيرت من الاعصار نرجس الذي قتل ما يصل إلى 128 الف شخص وشرد 2.5 مليون اخرين سيجري يوم 24 مايو ايار.

وتبلغ العملية ذروتها باجراء انتخابات متعددة الاحزاب في عام 2010 تنهي نحو خمسة عقود من الحكم العسكري في الدولة الواقعة في جنوب شرق اسيا. بحسب رويترز.

ويمنح الدستور الجديد للجيش 25 في المئة من مقاعد البرلمان بصفة تلقائية بالاضافة إلى السيطرة على الوزارات الرئيسية وحق تعليق العمل بالدستور حسب الرغبة.

وقوبل الاستفتاء بقدر كبير من السخرية من جانب الحكومات الغربية والمعارضة. وهو اول تصويت يجري في ميانمار منذ الانتخابات التي جرت في عام 1990 والتي خسرها الجنرالات أمام حزب الرابطة القومية من اجل الديمقراطية الذي تتزعمه أونج سان سو كي الذي حقق فوزا كاسحا.

وقال نيان وين المتحدث باسم حزب الرابطة القومية من اجل الديمقراطية: هذا الاستفتاء يتسم بالغش والخداع الكامل في انحاء البلاد.

الغربيون ينتقدون النظام العسكري وواشنطن تجدد العقوبات

انتقدت الدول الغربية رفض بورما مساعدة مكثفة لمليوني ناج من الاعصار نرجس حتى ان فرنسا تحدثت عن "جريمة ضد الانسانية" وذلك في حين قررت السلطات العسكرية استقبال ثمانين طبيبا اسيويا.

وبعد اسبوعين من افدح الكوارث الطبيعية في التاريخ الحديث سقوط نحو 134 الف بين قتيل ومفقود، اعلن الرئيس الاميركي جورج بوش انه مدد بسنة العقوبات المتخذة عام 2007 ضد النظام العسكري في بورما.

ومن جانبه اكد المفوض الاوروبي للتنمية لوي ميشال ان فرض عقوبات اضافية على نظام بورما لن يخفف معاناة شعبها مقترحا على المجتمع الدولي التوجه الى بورما للتحاور.

وانتقد رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون "معاملة" تلك السلطة لمواطنيها معتبرا انها "غير انسانية" في ذلك البلد الذي كانت بريطانيا تحتله حتى 1948. بحسب فرانس برس.

ودان براون في حديث لقناة "بي بي سي" "وضعا لا يطاق" ودعا النظام الى الكف عن انتقاء المساعدة الاجنبية في حين يفتقر العدد الاكبر من المليوني ناج الى كل شيء. لكنه لم يذهب الى حد ما قاله وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الذي اعتبر ان تعنت بورما بمثابة: جريمة ضد الانسانية.

وفي رسالة الى بوش والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي دعا حائز جائزة نوبل للسلام ديسموند توتو الى تدخل مجلس الامن الدولي متهما بورما بانها: اعلنت الحرب عمليا على شعبها وبانها ترتكب جرائم ضد الانسانية.

واعلن سفير فرنسا لدى الامم المتحدة جان موريس ريبر: قلت ان الناس يموتون اليوم ليس بسبب الاعصار فحسب بل ايضا بسبب رفض سلطات ميانمار الاذن للمساعدة الدولية. واضاف، قضت الاف الارواح وقد يموت مئات الالاف ايضا.

وفي غضون ذلك اعلنت هيئة اركان الجيوش الفرنسية ان السفينة ميسترال وصلت قبالة سواحل بورما جنوب دلتا ايراوادي خارج المياه الاقليمية لكنها لم تحصل بعد على موافقة رانغون لتسليم حمولتها من المساعدات الانسانية.

وافاد مصدر دبلوماسي في باريس ان المباحثات متواصلة بين فرنسا وبورما من اجل السماح لسفينة ميسترال التابعة للبحرية الفرنسية بتفريغ الحمولة لمنكوبي الاعصار نرجس.

وبشان تلك السفينة قال السفير ريبر انه رد بحدة عندما انتقد ممثل بورما في الامم المتحدة باريس لارسالها "سفينة حربية".

في الولايات المتحدة طلب 43 عضوا في مجلس النواب من بوش التفكير في عملية تدخل انسانية في بورما. وقال بوش في رسالة وجهها الى الكونغرس ان تمديد العقوبات بسنة لا يعرقل المساعدة الانسانية الاميركية الى الشعب البورمي.

وفعلا سلم قسم من تلك المساعدة الاميركية للمرة الاولى مباشرة الى منظمات غير حكومية اجنبية في بورما. واعربت وزارة الخارجية الاميركية عن ارتياحها لذلك ورات فيه منحى جديدا اليوم على الاقل.

وفي مواجهة حصيلة رهيبة لا سيما في بلد يعد 57 مليون نسمة، ما زالت بورما متخوفة من الاجانب لا سيما الغربيون منهم.

ولا تريد السلطات العسكرية الغيورة على سيادتها ترك الاجانب يشرفون على الاغاثة الدولية على نطاق واسع.

وبورما التي يحكمها عسكريون منذ 1962 تخضع لعقوبات اميركية واوروبية منذ اكثر من عشر سنوات وبالتالي فانها تفضل المساعدات القادمة من آسيا.

الضغوط تتزايد لتسهيل إدخال المعونات والمساعدات

تصل المعونات بشكل طفيف الى ما يقدر بنحو 2.5 مليون شخص تركوا محرومين من الحاجات الاساسية جراء الاعصار نرجس في دلتا ايراوادي بميانمار فيما حاول المبعوثون الاجانب حمل المجلس العسكري الحاكم على السماح بدخول مزيد من المساعدات.

وقال برنامج الاغذية العالمي الذي يقود جهود الامدادات الغذائية الخارجية الطارئة انه تمكن من نقل ارز وفول الى 212 الفا من 750 الفا يعتقد انهم في أمس الحاجة للطعام بعد الاعصار الذي ضرب البلاد في الثاني من مايو ايار وخلف 134 الفا على الاقل ما بين قتيل ومفقود.

وقال ماركوس برايور المتحدث باسم البرنامج في بانكوك: هذا ليس كافيا. يوجد عدد كبير من الناس الذين لم يحصلوا بعد على اي نوع من المساعدة وهذا ما يجعل فرقنا تعمل على مدار الساعة. بحسب رويترز.

وفي الخمسين عاما الاخيرة تجاوز اعصاران فقط في اسيا الاعصار نرجس فيما يتعلق بالضحايا.. ففي عام 1970 قتل نصف مليون شخص في اعصار ضرب بنجلادش المجاورة ولقي 143 ألف شخص حتفهم في اعصار ضرب الدولة نفسها عام 1991 .

ومع مواصلة المجلس العسكري الحاكم رفضه فتح الابواب امام عملية مساعدات واسعة النطاق فان خبراء الكوارث يقولون ان عدد قتلى الاعصار ربما يقفز بدرجة كبيرة.

وفي محاولة لمنع وقوع مثل هذا الاحتمال وصلت مجموعة من الدبلوماسيين الى ميانمار للمناشدة من اجل تسهيل وصول عمال الاغاثة ورحلات المساعدات.

كما يتصاعد الضغط في الامم المتحدة حيث اتهمت فرنسا المجلس العسكري الحاكم بأنه على شفا ارتكاب جريمة ضد الانسانية. وادان رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون الاستجابة البطيئة للجنرالات ووصفها بأنها "غير انسانية".

وللبحرية الفرنسية والامريكية سفن محملة بالمعونات وطائرات هليكوبتر تحلق قبالة سواحل ميانمار في خليج البنغال الا أن باريس وواشنطن تقولان ان الطائرات التي تحمل مساعدات لن تتحرك قبل الحصول على الضوء الاخضر من الجنرالات.

ووصل الوزير البريطاني للشؤون الاسيوية مارك مالوتش بروان الى يانجون لكن لم يعرف من قابل من مسؤولي ميانمار.

ومن المتوقع ان يصل مسؤول الشؤون الانسانية بالامم المتحدة جون هولمز وسيلتقي بالرجل الرابع في المجلس العسكري ثين شين وهو رئيس الوزراء وقائد عمليات المساعدات التي يقوم بها جيش ميانمار.

ومن المتوقع ان يسلم هولمز خطابا ثالثا من الامين العام للامم المتحدة بان جي مون الى رئيس المجلس العسكري ثان شوي الذي رفض التحدث الى بان هاتفيا منذ وقوع الاعصار واغراقه دلتا ايراوادي.

واصطحب الجنرالات الذين يثقون في انهم يتعاملون مع الازمة بشكل صحيح الدبلوماسيين في جولة بالدلتا حيث يصارع 2.5 مليون شخص من اجل البقاء. ويبدو انهم عملوا جاهدين على ابقاء الدبلوماسيين بعيدا عن المحرومين.

الناجون من هول الاعصار يقضي عليهم البرد والأمطار

نجت زوجة اون كي البالغة من العمر الثانية والخمسين من الاعصار الذي ضرب بورما لكنها توفيت بعد يومين بسبب البرد الشديد والامطار الغزيرة.

من جانبها حذرت منظمات انسانية من وفاة المزيد من الاشخاص اذا ما استمر النظام العسكري الحاكم في بورما في رفض تلقي المساعدة الدولية الكثيفة المعروضة على الناجين في هذه المنطقة التي اغلقت بشكل محكم امام الصحافيين الاجانب.

وكان الفلاح اون كي (57 عاما) يعتقد بعد دمار منزله انه نجا مع زوجته وقد عثر على قارب صغير ظن انه سيقوده عبر القنوات للوصول الى طريق يصادف عليه من يساعده. غير انه روى لوكالة فرانس برس ان الاحوال الجوية تدهورت مجددا: فتشبثنا بحافة قناة حتى لا تجرفنا الرياح.

وتعاون مع بعض جيرانه لبناء كوخ يحميهم لكن ثيابهم كانت مبتلة وقال ان زوجته نيونت: نجت من الاعصار لكنها لم تنج من البرد. بحسب فرانس برس.

وقال جو لوري الذي غادر اخيرا رانغون حيث كان يعمل لحساب الاتحاد الدولي للصليب الاحمر ان مصير المشردين يجب ان يكون اولى الاولويات. وأضاف، ازاء تفاقم الاحوال الجوية فان تأمين ملاجئ هو الحاجة الاكثر الحاحا.

وغمرت مياه البحر حقول الارز في جميع ارجاء منطقة الدلتا تقريبا فيما جرفت مستودعات المزارعين او تضررت بسبب الرياح وسيول الامطار.

وتتصاعد روائح كريهة من كميات من الارز المتعفن على حافة الطرقات وقد خسر اون كي محصوله الذي جناه من ارضه الممتدة على مساحة 1,6 هكتار وهو المصير الذي لقيه معظم المزارعين في المنطقة التي ضربها الاعصار في حين يفتقر اهالي القرى الى الغذاء.

ويسعى المزارعون الذين يعانون من الجوع لايجاد قوارب تنقلهم الى قرى اخرى او الى طرقات عليها بعض الحركة على امل ان يصادفوا اشخاصا قدموا من رانغون كبرى مدن بورما لتوزيع مساعدات غذائية.

وقال تون وين (33 عاما) من القرية ذاتها: اننا بحاجة الى ارز وملجأ وثياب دافئة. ويتابع، نرى شاحنات (حكومية) تنقل اطنانا من المواد الغذائية تعبر يوميا على هذا الطريق لكننا لا نحصل على شيء منها. وحدهم مواطنون عاديون يساعدوننا.

كذلك يبقى مين سين (28 عاما) على حافة الطريق موضحا: انني ممتن حقا لكل هؤلاء الاشخاص الذين يوزعون علينا الطعام لكن هناك الكثير من القرويين الذين بقوا هناك. معظمهم مسنون ونساء واطفال.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 21 أيار/2008 - 14/جماد الاول/1429