
شبكة النبأ: فيما يَعتبِر العديد من علماء الدين البارزين في
الخليج ان الخروج للجهاد في العراق يُعتبر فتنة وليس جهادا، من باب
ان الجهاد له شروط وضوابط شرعية تجعل منه واجباً شرعياً احيانا
ومباحاً احيانا اخرى وقد يكون مكروهاً او محرماً. يستمر الفكر
التكفيري في نفث سمومه على الشباب البسيط والساذج ليحولهم الى
قنبلة بشرية بين ليلة وضحاها، الجديد في الامر هو ان الفكر
التكفيري يمتد هذه الايام نحو الكويت الجارة التي بقيت الى حد ما
بعيدة عما يجري في العراق من ارهاب وتدخلات اقليمية سافرة.
فقد اكدت مصادر في وزارة الداخلية الكويتية خروج عبدالله العجمي
الذي فجر نفسه مؤخرا في عملية انتحارية في العراق بجواز سفر رسمي
بينما طالبت اسرة المواطن الذي لحقه بعد ذلك بعملية مماثلة بدر
الحربي الحكومة الكويتية باستعادة جثمانه، وفي ظل هذه التطورات فقد
يفتح إقدام كويتيين على القيام بعمليات انتحارية في العراق ملف
الفكر الجهادي في الكويت واداء بعض الجهات الكويتية في هذا المضمار.
وللوصول الى حقائق في هذا الملف اجرت جريدة الوطن لقاء مع احد
مساندي الفكر الجهادي في الكويت مبارك البذالي، اوضح من خلاله بعض
خبايا عالم الفكر الجهادي الذي اعتنقه كويتيون غادروا البلاد الى
افغانستان والعراق واماكن اخرى.
وقد عكست ردود الافعال تجاه تلك العمليات التي قام بها في
العراق اخيرا ثلاثة كويتيين هم عبدالله العجمي وناصر الدوسري ثم
بدر الحربي تساؤلات عن تأثيرات هذا الملف سواء على العلاقات
الكويتية الخارجية أو على سمعة المواطنين الكويتيين في الخارج.
فقد اعتبر مصدر في الخارجية تلك العمليات اساءة للكويت وشعبها
في الوقت الذي اكد فيه عمل الكويت على ضبط الامور من خلال المراقبة.
وفي هذا الخصوص اكد مسؤولون عراقيون من مستويات مختلفة كامل
الثقة بأن من قاموا بتلك العمليات لا يمثلون الكويت، مشيرين الى ما
تقدمه الكويت من دعم لأمن العراق واستقراره.
وليس هذا فحسب بل ان كون احد اؤلئك الذين فجروا انفسهم في
عمليات العراق قد بلغ تأثير عمليته حدَّ توليد مخاوف على مستقبل
الكويتيين المعتقلين في غوانتانامو وهو عبدالله العجمي الذي كان قد
عاد من ذلك المعتقل اذ رفضت اطراف ذات علاقة بمطالبات الافراج عنهم
التعليق خوفا من أي تأثير سلبي على هذا الملف.
شقيق بدر الحربي يطالب بإحضار جثته
والآخرين معه
وطالب شقيق بدر الحربي الذي اقدم على تفجير نفسه في عملية
انتحارية في العراق باحضار جثمان اخيه من العراق وكذلك جثث باقي
الكويتيين الآخرين مثله.
وقال فهد الحربي انه يطالب الحكومة الكويتية بان تحاول الوصول
الى جثث الكويتيين الذين نفذوا عمليات استشهادية في العراق مشيرا
الى ان هؤلاء الكويتيين لديهم ابناء وقضيتهم يترتب عليها مسائل
متعلقة بالميراث.
واقترح الحربي استخدام D.N.A في تحديد هوية الجثث حفاظا على
الحقوق مشيرا الى ان الحكومة الكويتية حريصة على أبنائها ورحيمة
بهم وخاصة ان الامر لا يتعدى مخاطبة توجه من قبل وزير الخارجية
الكويتي الى نظيره العراقي للبحث في هذا الموضوع.
وبيّن الحربي ان شقيقه بدراً اصطحب والدته لاداء مناسك العمرة
قبل اسبوع من سفره الى العراق مشيرا الى انه كان دائما ما يردد
جملة أريد أن أقدم روحي لله!!!.
وتابع الحربي، لا استطيع أن انفي أو أؤكد اذا ما كان اخي بدر قد
قام بتجنيد بعض الشباب للسفر الى افغانستان، مشيرا الى انه كان
يشعر منذ فترة طويلة ان اخاه بدرا سوف يقدم على شيء ما.
وذكر الحربي ان أخاه بدراً لم يكن يحمل الهموم العادية التي
تشغل العامة من أقساط وعمل وإنما كان يحمل هم الامة والمسلمات
المغتصبات وتدنيس القرآن.!!
واعتبر الحربي ان شجاعة اخيه بدر لا تكمن في التضحية بعمره
وانما تتجلى في التضحية باولاده واستقرار الحياة وترفها.!! لكنه لم
يذكر جدوى انتحار اخيه لاجل قتل بضعة مواطنين مدنيين في العراق قد
يكون بينهم اطفالا ونساء، كما هو واقع الحال في هجمات القاعدة
الانتحارية التي قتلت حتى الان الاف العراقيين من المدنيين ومن
مختلف الشرائح والملل..
سعد العنزي: مايحدث في العراق فتنة وليس
من باب الجهاد
من جهة اخرى أكد استاذ الشريعة المحامي د. سعد العنزي ان ما
يحدث من قتال في العراق يعتبر فتنة وليس من باب الجهاد مشدداً على
ان الجهاد له شروط وضوابط شرعية تجعل منه واجباً شرعياً احيانا
ومباحاً احيانا اخرى وقد يكون مكروهاً او محرماً. بحسب نقل الوطن.
وشدد العنزي على انه يشترط ان يكون الجهاد تحت راية ولي الامر
موضحا ان اهل العلم ذكروا انه يحرم الجهاد اذا تيقن قائد المسلمين
بانه سوف ينهزم ويصاب المسلمون بالضرر.
وفيما اعتبر العنزي ان ما يحدث في فلسطين وافغانستان يعتبر
جهاداً ملزماً ذكر ان ما يحدث في العراق يعد من باب الفتن
والابتلاء وخاصة ان القتال في العراق تعددت راياته ولم يعد
بالامكان التحديد اذا ما كان الهدف هو اعلاء كلمة الله ام ان هناك
اهدافا اخرى.
وتابع العنزي، في العراق دولة قائمة وهناك من يتصارع على الحكم
والسلطة سواء كانوا سنة أم شيعة أم اكرادا. مشيراً الى انه لا يمكن
لمتخصص في الشرع ان يحكم بالاستشهاد على من ينفذ العمليات
التفجيرية بهذه الطريقة في ظل اختلاف النوايا لحمل السلاح.
وحذر العنزي من ان مفهوم الجهاد كفقه غير واضح عند الكثيرين ممن
يحملون السلاح معتبرا ان هؤلاء قد يفهمون المعنى السياسي للجهاد
غير انهم لا يفهمون المعنى الفقهي له.
وذكر العنزي انه من الخطورة ان يستمع الشباب لبعض الاقاويل ثم
يسارعون في تطبيقها محملاً العلماء مسؤولية تفقيه الشباب فيما
يتعلق بكثير من القضايا المعاصرة.
وانتقد العنزي قيام وزارة الاوقاف بانفاق ملايين الدنانير على
مؤتمرات تدعو لتبيان ان الاسلام دين الوسطية مشدداً على ان هذا
الامر يعرفه القاصي والداني ومن الاولى إنفاق هذه الاموال لتوعية
الشباب فقهياً ومجالستهم في الدواوين والسجون.
التحقيقات في التفجيرات التي نفذها
كويتيون لم تكتمل بعد
من جهة ثانية أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية اللواء
الركن عبدالكريم خلف ان الانتحاريين القادمين للعراق سواء من
البلاد العربية او من غيرها لايمثلون مطلقاً موقف حكوماتهم.
واشار خلف في تصريح خاص لـ جريدة الوطن ان العثور على جثث
الانتحاريين هو وصف مجازي لا صحة له مشيراً الى ان ما يحدث هو
العثور على اشلاء ولا يتم تسليم تلك الاشلاء الى دول ذويهما.
ونفى خلف ان يكون هناك كويتيون في السجون العراقية موضحا ان
وزارة الداخلية جهة تنفيذية امنية ليس لها دخل بالعلاقات السياسية
والقنوات الدبلوماسية حيث ان مهمتها تكمن في الكشف عن الجناة
والبحث عن الادلة الاجرامية.
وبدوره شدد مدير دائرة العلاقات والاعلام بوزارة الداخلية
العراقية علاء الطائي ان العلاقات بين الكويت والعراق علاقات طيبة
يسودها الاحترام المتبادل مشدداً على ان الكويت من الدول المساهمة
في ضبط الامن داخل العراق وعلى حدوده.
وشدد الطائي على ان الانتحاريين لايمثلون دولهم وانما يمثلون
جبهة الارهاب موضحا ان اجراءات التحقيق في العمليات التفجيرية التي
نفذها كويتيون لم تكتمل بعد ومازالت مستمره الى الان. هذا وقد اكد
مستشار الامن القومي موفق الربيعي ان قيام بعض الكويتيين بعمليات
انتحارية يأتي في اطار غسيل العقول الذي يمارسه من ينتحلون صفة
رجال الدين زورا وبهتانا مشيرا الى ان بعض الشباب ينساقون وراء
القيام بعمليات انتحارية في العراق وغيره تحت مسمى الجهاد.
واكد الربيعي ثقته بان الشعب الكويتي يرفض الافكار المتطرفة
مشيرا الى ان حكومة الكويت تحارب الارهاب الذي لا تستطيع هزيمته كل
دولة على حدة بل يتطلب حربا اقليمية لاجتثاث القاعدة والفكر الضال.
وتابع الربيعي ان هذه العمليات الانتحارية لا تؤثر في العلاقات
الرسمية بين البلدين الشقيقين الجارين حيث ان الكويت اميرا وحكومة
وشعبا معروفة بمواقفها تجاه العراق وقد كانت ومازالت تدعم العراق
على كافة الصعد موضحا ان الحكومة العراقية تعلم ان الموقف الرسمي
للكويت الشقيقة هو الادانة الكاملة للارهاب ومحاربة التنظيمات
الارهابية.
واوضح الربيعي ان لدى العراق معتقلين من مختلف الجنسيات العربية
والاجنبية مشيرا الى ان مصيرهم يتحدد عبر القضاء دون تدخل من
الحكومة.
بدوره اكد عضو مجلس النواب العراقي قاسم داود ان مثل هذه
الاعمال لا تؤثر في العلاقات الاخوية بين العراق والكويت مشيرا الى
ان العلاقات بين البلدين اعمق واكبر من الحوادث العابرة.
واعتبر داود ان الكشف عن متورطين ارهابيين يحملون الجنسية
الكويتية لا يثير حفيظة الاشقاء الكويتيين مشددا على ان الحكومة
الكويتية لا تدعم الارهاب. |