حرب الغذاء هل من فرصة لإيقافها؟

اعداد: المركز الوثائقي والمعلوماتي

شبكة النبأ: إضافة للحروب العسكرية والنزاعات السياسية في العالم عموما والدول الفقيرة على وجه الخصوص، أضيف أزمة ليست أقل خطورة من تلك الحروب والنزاعات إذ يشهد العالم اليوم حرب من نوع آخر متمثلة بارتفاع أسعار الغذاء والتي كانت أسبابها القرارات السياسية السيئة التي اتخذت على مدى عشرين عاما والتي تضافرت بعضها البعض لتنسج لوحة ترتسم عليها آهات الشعوب التي تعاني التضرر من هذه الأزمة، وقد قال رئيس منظمة الزراعة والأغذية التابعة للامم المتحدة (فاو) أن القرارات السياسية خلال العشرين عاما كانت عاملا مشاركا في  خلق أزمة الغذاء الراهنة ويتعين توجيه الموارد الآن إلى تدعيم محصول عام 2008.

وقال في مؤتمر صحفي ليست هذه مأساة اغريقية قررت الآلهة نتيجتها بشكل مسبق ولا يسع البشر فعل شيء. الآن لدينا القدرة على التأثير على مستقبلنا.

وأضاف "امر جيد ان المنظمات الدولية... تساعد الفقراء على الوصول إلى الغذاء لكننا من جانبنا نحتاج لخوض أهم معركة اليوم وهي ضمان انجاح محصول عام 2008."بحسب رويترز

والقى اللوم على عوامل مثل تنامي الطلب على الغذاء من اقتصادات نامية مثل الصين واستخدام المحاصيل الزراعية في انتاج الوقود الحيوي وتراجع مخزونات الغذاء العالمية إلى أدنى مستوياتها في 25 عاما ومضاربات في رفع اسعار مواد غذائية اساسية مثل القمح والذرة والأرز لمستويات قياسية.

وادى ذلك إلى اثارة اعمال شغب في عدد من الدول الافريقية واندونيسيا وهايتي وحذرت الفاو من ان 37 دولة تواجه أزمة غذاء.

واضاف الوضع الذي نحن فيه الآن نتاج سياسات غير مناسبة انتهجت على مدى 20 عاما. في الفترة من 1990 و2000 خفضنا المساعدات الغذائية.. بمقدار النصف.

وتابع ان الدعم الزراعي السخي في الدول الغنية عطل الزراعة كذلك في الدول النامية مما زاد من حدة المشكلة.

وتابع قبل كل شيء لم نستثمر في إدارة المياه في دول مختلفة من العالم الثالث... في افريقيا سبعة بالمئة فقط من الأراضي مزروعة.

وأضاف كنا نفتقر لأمرين: الإرادة السياسية والموارد. آمل ان تحقق لنا الأزمة الراهنة الإرادة السياسية والموارد للقيام بذلك.

وكانت الأمم المتحدة قد حذرت من أن الملايين مهددون بالجوع على مستوى العالم بسبب ارتفاع اسعار الغذاء في الفترة الأخيرة لكن جاك ضيوف مدير عام الفاو قال ان الحلول متوافرة.

اجتماع الامم المتحدة

و قد وصف مقرر الامم المتحدة الخاص بالحق في الغذاء جان زيغلر الاجتماع الذي يعقده مسؤولون في الامم المتحدة حول الازمة الغذائية وبدا الاثنين في برن بانه يوم مهم للجياع في العالم.

وجدد زيغلر الذي تنتهي ولايته كمقرر الاربعاء خلال مؤتمر صحافي في جنيف دعوته الى فرض "حظر تام" على الوقود الحيوي الذي يتهمه بالتسبب في الارتفاع الحاد لاسعار السلع الزراعية.بحسب (ا ف ب).

كما دان زيغلر جهود منظمة التجارة العالمية الرامية الى اختتام دورة مفاوضات الدوحة. وقال ان "خط (باسكال) لامي (المدير العام لمنظمة التجارة العالمية) مناقض تماما لمصالح الشعوب شهداء المجاعة".

وترى منظمة التجارة العالمية ان دعم الصادرات الزراعية في الدول الغنية قضى على الزراعة في الدول الفقيرة مؤكدة ان نظاما اكثر انفتاحا سيكون اقل خللا.

كما ندد زيغلر بالشائعات التي ادت على حد قوله الى 30% من الارتفاع في اسعار السلع الغذائية داعيا الى وضع اطار للسلع الغذائية الزراعية مماثل لذلك الذي يرعى الاسواق المالية.

وهاجم زيغلر وهو في الوقت عينه خبير متخصص "السياسة الخاطئة لمنظمة التجارة العالمية" (صندوق النقد الدولي) التي "فرضت على الدول الاكثر فقرا زراعة سلع قابلة للتصدير على حساب المزروعات الغذائية بهدف توفير العملات اللازمة لدفع فوائد القروض".

تحالف أمريكي لاتيني لمكافحة الجوع

و انضم الرئيس الفنزويلي، هوغو شافيز، إلى حلفائه اليساريين ، من أجل إنشاء برنامج بقيمة 100 مليون دولار، لمحاربة كلفة الطعام المرتفعة لفقراء أمريكا اللاتينية.

ووعد شافيز وقادة كوبا وبوليفيا ونيكاراغوا أيضا بإنشاء برامج مشتركة لتطوير الزراعة بالإضافة إلى صندوق أمن طعام جديد، ولكنهم لم يعطوا أي تفاصيل عن كيفية عمل البرامج والصندوق.بحسب CNN

وقال شافيز للرئيس البوليفي، إيفو موراليس والرئيس النيكاراغوي دانيال أورتيغا، ونائب الرئيس الكوبي، كارلوس لاغ خلال قمة في كراكاس: "أزمة الطعام هي أكبر دليل على الفشل التاريخي للنموذج الرأسمالي."

وأوضح شافيز إن على الدول أن تنشئ شبكة توزيع "لكي لا نقع في أيدي الوسطاء والمضاربين، الأمر الذي قد يمنع الملايين من تلقي الطعام."

وأدت أسعار الطعام العالمية، التي أشعلها تزايد أسعار الوقود، والطقس غير المتوقع والطلب المتزايد من الهند والصين، أحيانا إلى وقوع احتجاجات عنيفة في دول في الكاريبي وأفريقيا وآسيا، نقلاً عن الأسوشيتد برس.

لماذا ارتفعت أسعار الارز

اما أسباب ارتفاع أسعار الازر في آسيا إلى نحو ثلاثة أمثالها هذا العام في حين زادت الأسعار في مجلس شيكاجو للتجارة أكثر من 80 بالمئة لتسجل مستويات قياسية متتالية بينما تغذي القيود التي يفرضها كبار الموردين مشاعر القلق بشأن امدادات الغذاء.

ونظرا لأن حجم تجارة الارز عالميا لا يزيد عن 30 مليون طن سنويا فقد أثارت القيود الحكومية التي فرضها مصدرون مثل الهند وفيتنام انزعاج المستوردين مثل الفلبين وبنجلادش في وقت تراجعت فيه المخزونات العالمية إلى النصف منذ وصولها إلى مستوى قياسي في عام 2001.بحسب رويترز

قيود التصدير:

- اكتوبر تشرين الاول 2007/ حظرت الهند ثاني أكبر مصدر للارز بعد تايلاند تصدير الارز غير البسمتي لكبح جماح الأسعار والسيطرة على التضخم ولكنها خففت الحظر في وقت لاحق من ذلك الشهر على بعض الانواع الممتاز من الارز.

- مارس آذار 2008/ حظرت الهند تصدير الارز غير البسمتي مرة اخرى مع وصول التضخم إلى أعلى مستوى في 14 شهرا مما أثار قلق صانعي السياسة.

- مارس 2008/ حظرت مصر تصدير الارز في الفترة بين الاول من ابريل نيسان واكتوبر تشرين الاول لدفع الأسعار المحلية نحو الانخفاض. وتنتج مصر عادة نحو 4.6 مليون طن سنويا من الارز الابيض مما يترك فائضا محليا يبلغ نحو 1.4 مليون طن للتصدير.

- ابريل نيسان 2008/ مددت فيتنام ثالث أكبر منتج للارز في العالم العمل بالحظر على تصدير الارز حتى يونيو حزيران للمساعدة في تثبيت أسعار الاغذية المحلية في إطار سعيها لكبح جماح التضخم الذي بلغ خانة العشرات. وقبل ذلك حظرت فيتنام التصدير بين مارس وابريل.

- ابريل 2008/ أوقفت البرازيل بشكل مؤقت تصدير الارز لتأمين الامدادات المحلية والحفاظ على استقرار المواد الغذائية الاساسية. وقد صدرت البرازيل في العام الماضي 313 الف طن من الارز وهي ليست من كبار مصدري الارز على مستوى العالم.

- ابريل 2008/ قالت اندونيسيا اكبر مستهلك للارز في جنوب شرق آسيا انها ستحظر صادرات الارز من الدرجات متوسطة الجودة من اجل مكافحة التضخم. وبموجب قواعد تصدير الارز الجديدة في اندونيسيا لا تسمح الدولة لوكالة التوريد المحلية (بولوج) ببيع الارز متوسطة الجودة في الخارج إلا عند وصول مخزوناتها إلى أكثر من ثلاثة ملايين طن. وتقل الاسعار المحلية عن السعر المستهدف للحكومة.

التهافت على بناء المخزونات:

- يناير كانون الثاني 2008/ وقعت بنجلادش اتفاقات وبدأت استيراد 180 الف طن من الارز الابيض من جارتها ميانمار. وبدأت الحكومة وتجار القطاع الخاص في بنجلادش استيراد الارز بعد تضرر المحاصيل من الفيضانات العام الماضي.

- مارس 2008/ قالت الفلبين انها تهدف إلى استيراد ما يصل إلى 2.2 مليون طن من الارز هذا العام لسد النقص المحلي فيما بدا قد يصبح أكبر صفقة اجنبية لشراء الارز في عقد كامل بعد أن اخفق المحصول المحلي في تلبية احتياجات عدد السكان المتزايد مما رفع التضخم إلى أعلى مستوى في 16 شهرا.

- مارس 2008/ تكهنت كوستاريكا بارتفاع وارداتها من الارز 31 بالمئة إلى 190 الف طن في السنة الزراعية 2008-2009 التي تبدأ في يوليو تموز مع استبدال بعض المزارعين زراعة الارز بمحاصيل اخرى مثل قصب السكر والاناناس. كما أدى سوء الاحوال الجوية في مناطق رزاعة الارز الباقية إلى خفض توقعات المحصول.

مارس 2008/ قالت بنجلادش انها ستستورد 400 الف طن من الارز من الهند لتأمين المخزونات المحلية المتناقصة. ولن تخضع الواردات لارتفاع أسعار تصدير الارز نظرا لانها تتم بموجب اتفاق بين حكومتي البلدين.

ابريل 2008/ قالت سنغافورة انها ستسمح لمستوردي الارز بجلب مزيد من المشتريات لتلبية الطلب المتزايد وسط مخاوف المستهلكين من نقص حاد في امدادات الارز وارتفاع أسعاره.

تراجع المخزونات العالمية:

انخفضت مخزونات الارز العالمية نحو 50 بالمئة عن مستواها القياسي عند 147.1 مليون طن في سنة 2000-2001 وان كانت قد انتعشت قليلا من المستوى المنخفض الذي بلغته في 2004-2005 . وينتظر أن ترتفع المخزونات قليلا بنهاية السنة الزراعية الحالية.

مشتريات المضاربة:

في مجلس شيكاجو للتجارة ساهم المضاربون الماليون في رفع أسعار الارز نحو 80 بالمئة هذا العام لتصل إلى مستويات قياسية متعاقبة. وإلى حد ما فقد ساعد اقبال المستهلكين على تخزين كميات كبيرة من الارز في دفع أسعاره نحو الارتفاع من خلال تحفيز المستوردين على السعي للحصول على امدادات.

تنويع استغلال الاراضي:

في بعض الدول مثل الفلبين لا يلبي الإنتاج الطلب المحلي بسبب تحويل المساحات المزروعة أرزا إلى مناطق صناعية أو بسبب سعي المزارعين إلى زراعة محاصيل اخرى. وهذه قضية اطول اجلا ستسهم في شح الامدادات مستقبلا.

تنامي الطلب:

في الدول القصيرة التي تواجه ارتفاع أسعار القمح والذرة إلى مثليها يزداد استهلاك الارز ولكن هذا يعوضه جزئيا تراجع متوسط استهلاك الفرد في الدول الكبيرة مثل الصين. وتظهر بيانات وزارة الزراعة الأمريكية أن الاستهلاك في الصين الذي يمثل 30 بالمئة من الاستهلاك العالمي تراجع بنسبة 3.9 بالمئة خلال السنوات الخمس الماضية. إلا ان الاستهلاك العالمي زاد 2.7 بالمئة خلال نفس الفترة في دول مثل نيجيريا والفلبين وبنجلادش.

عواقب الازمة الغذائية في افريقيا

و اعرب صندوق النقد الدولي الثلاثاء عن "قلقه" من عواقب الازمة الغذائية في افريقيا لكنه رفض الاتهامات التي تعيد المشاكل الحالية التي تواجهها القارة السمراء جزئيا الى سياساته.

وقالت مديرة الشؤون الافريقية في الصندوق بنديكت فيبي كريستنسن للصحافيين في بروكسل ان الازمة الغذائية "مشكلة خطيرة وعلى الاخص في افريقيا".بحسب (ا ف ب).

واضافت "نحن قلقون لان ارتفاع اسعار المواد الغذائية الاساسية واسعار الطاقة يرفع اسعار الواردات ما قد يبطئ النمو الاقتصادي".

ويتوقع صندوق النقد في دراساته المنشورة في مطلع نيسان/ابريل نموا من 6,5% عام 2008 في افريقيا دون الصحراء وتضخما بنسبة 8,5%. واوضحت كريستنسن ان التضخم "يمكن ان يتجاوز" هذه التقديرات بسبب الازمة الغذائية ما يؤدي الى "مخاطر اجتماعية جمة".

واضافت ان صندوق النقد يوصي الحكومات الافريقية باتخاذ "اجراءات هادفة" لمساعدة الشعوب الاكثر تضررا لكنه يحثها على "الامتناع عن فرض قيود على الصادرات" حيث اعتبرت ان ذلك يفاقم الوضع.

وصرحت كريستنسن "لا اعتقد ان الارتفاع الحالي في اسعار المواد الغذائية والطاقة يعود الى سياسات صندوق النقد الدولي". واضافت "في المقابل اعتقد اننا نظهر المرونة لتكييف نصائحنا حول السياسات الاقتصادية مع الوضع الجديد".

البنك الدولي يعارض حظر الصادرات

من جانبه طلب رئيس البنك الدولي روبرت زوليك من الدول عدم حظر الصادرات لمواجهة الازمة الغذائية العالمية معتبرا ان هذه القرارات ستساهم في تفاقم الوضع.

وقال زوليك خلال مؤتمر صحافي في برن عقده مع مسؤولين اخرين في منظمات دولية "اننا ندعو الدول الى عدم اللجوء الى حظر الصادرات. عمليات المراقبة هذه تساهم في تكديس السلع وفي ارتفاع الاسعار وتلحق الضرر بالطبقات الفقيرة في دول العالم".بحسب (ا ف ب).

ورحب زوليك في هذا الاطار بقرار اوكرانيا الاسبوع الماضي رفع القيود عن تصدير الحبوب موضحا ان "النتيجة الفورية لهذا الاجراء كانت خفض الاسعار". وقال "يمكن لدول اخرى ان تتخذ الخطوات نفسها".

من جهته رأى المدير العام لمنظمة التجارة العالمية باسكال لامي انه "من الطبيعي ان تؤدي مثل هذه التدابير الى ارتفاع الاسعار".

وصرح على هامش اجتماع في برن يشارك فيه بان كي مون ورؤساء وكالات الامم المتحدة ومنظماتها ال27 لوضع خطط لمواجهة ازمة ارتفاع اسعار المواد الغذائية عالميا "على المدى القصير لا يشكل ذلك حلا اقتصاديا سليما".بحسب وكالة فرانس برس

واعلن الامين العام للامم المتحدة تشكيل خلية ازمة لمواجهة تحديات الازمة الغذائية العالمية. وستوضع الخلية تحت سلطة بان الذي كلف مساعده جون هولمز تنسيق نشاطها.

وقال بان ان اهم اولوية هي "تأمين الغذاء للجياع" طالبا من الجهات المانحة تلبية النداءات التي وجهت "بطريقة عاجلة".

ولمواجهة النقص الحاد في الاغذية وارتفاع اسعار السلع الغذائية فرضت الارجنتين والبرازيل وفيتنام والهند ومصر اخيرا قيودا على تصدير بعض المنتجات لتلبية الاحتياجات المحلية.

التعامل مع أزمة الغذاء

و تعهدت وكالات تابعة للامم المتحدة والبنك الدولي يوم الثلاثاء بتشكيل فريق عمل للتعامل مع ارتفاع غير مسبوق في أسعار الغذاء العالمية يهدد بنشر الاضطراب الاجتماعي.

ودعت الوكالات الدولية الحكومات الى عدم تقييد صادرات الغذاء لتأمين الامدادات بالداخل وحذرت من أن ذلك قد يفاقم المشكلة.

وتابعت الامم المتحدة في بيان "نحن نرى أن الزيادة الكبيرة في أسعار الغذاء العالمية تحولت الى تحد غير مسبوق بأبعاد عالمية."بحسب رويترز

وأضافت بعد اجتماع رؤساء 27 وكالة دولية في العاصمة السويسرية بيرن لصياغة حل لارتفاع أسعار الغذاء ان ذلك أصبح يمثل أزمة بالنسبة للضعفاء في العالم بما في ذلك الفقراء في مناطق الحضر.

وقال روبرت زوليك رئيس البنك الدولي في مؤتمر صحفي مشترك "رغم أننا شهدنا انخفاضا في أسعار القمح خلال الايام القليلة الماضية الا أن من المرجح أن تظل أسعار الارز والذرة مرتفعة.. وكذلك اسعار القمح نسبيا."

وتضغط الاسعار المرتفعة للقمح والارز وسلع أساسية أخرى على الجهات المانحة للمساعدات مثل برنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة والذي يهدف لاطعام 73 مليون شخص العام الحالي.

والارتفاع ناجم عن عدة عوامل بينها زيادة الطلب في الدول النامية وارتفاع تكاليف الوقود والجفاف في استراليا واستخدام المحاصيل من أجل الوقود الحيوي والمضاربات في أسواق السلع العالمية.

الحرب على أزمة الغذاء العالمي

و قال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون يوم إن المنظمة الدولية بدأت تعبئة مواردها لمحاربة ازمة الغذاء العالمية وتخطط لاقتراح حلول طويلة الاجل للتعامل مع اسبابها الاساسية.

وقال بان للصحفيين عقب عودته من جولة في افريقيا واوروبا حيث كان ارتفاع اسعار السلع الغذائية الموضوع الرئيسي لاجتماعاته مع كبار المسؤولين هناك " دعوني اؤكد ببساطة على خطورة هذا الوضع الطاريء والحاجة الي استجابة عاجلة."بحسب رويترز.

واضاف قائلا "أول شيء سأفعله مع عودتي الي نيويورك سيكون جعل فريقنا للعمل بشأن أزمة الغذاء العالمية يتحرك بسرعة كاملة" مضيفا ان الفريق سيعقد أول اجتماعاته يوم الاثنين المقبل.

تصريحات بوش حول ازمة الغذاء

من جانب آخر  اثارت ملحوظة ادلى بها الرئيس الامريكي جورج بوش قائلا ان الهند مسؤولة جزئيا عن ارتفاع اسعار الغذاء في العالم عاصفة قومية عبر الساحة السياسية حيث وصفها وزير الدفاع بانها "دعابة قاسية."

وهدد حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي وهو حزب المعارضة الرئيسي في الهند يوم الاثنين بفرض مناقشة برلمانية حول تصريحات بوش بان الطبقة الوسطى التي يتحسن وضعها في الهند تساعد في دفع الاسعار الى الارتفاع.بحسب رويترز

ويلقي هذا الغضب السياسي الضوء على كيف يمكن بسرعة ان يطل الشعور القومي المعادي للولايات المتحدة الكامن في الهند برأسه بالرغم من سنوات التقارب الدبلوماسي. كما يبين ايضا كيف اصبح ارتفاع اسعار الغذاء قضية انتخابية كبرى في الهند.

وقال وزير الدفاع أ. ك.انتوني لوسائل اعلام محلية " السياسات الامريكية مسؤولة ايضا عن نقص حبوب الغذاء" قائلا ان التشجيع الرسمي لانتاج الوقود الحيوي في الولايات المتحدة تسبب في نقص الغذاء.

وكان النمو الاقتصادي السريع وتحسن الرواتب المدفوع باصلاحات ليبرالية استمرت على مدى 20 عاما تقريبا جعل من الاقتصاد الهندي ثالث اكبر اقتصاد في اسيا وغذى الطلب على المنتجات الزراعية في الوقت الذي اصيب فيه الانتاج بالركود.

واستوردت الهند القمح في العامين الماضيين وزادت وارداتها من زيوت الطعام لمواجهة زيادة الطلب من جانب المستهلكين وتغير عادات التغذية. ومنعت الهند ايضا تصدير الارز ما عدا البسمتي لضمان توفره محليا.

وفي نفس الوقت ادى تناقص المخزون العالمي من السلع الرئيسية مثل القمح والارز وكذا الطلب في اسيا وتفويض الحكومات بانتاج محاصيل من اجل الوقود الى زيادة الضغوط على قدرة العالم على اطعام نفسه.

وقال بوش وهو يمتدح الازدهار المتزايد في الدول النامية "هناك 350 مليون شخص في الهند مصنفون من الطبقة الوسطى."

وقال بوش وفقا لنص مكتوب من البيت الابيض "هذا اكثر مما في امريكا وعندما تبدأ في الثراء فانك تبدأ في طلب تغذية افضل وطعام افضل. وهكذا فان الطلب ارتفع وهذا يسبب ارتفاع الاسعار."

ويشعر الائتلاف الذي يقوده حزب المؤتمر بالقلق من ان التضخم وهو عند اعلى معدلاته خلال ثلاث سنوات اي اكثر من سبعة في المئة قد يضيع فرص فوزه في الانتخابات العامة المقررة في اوائل عام 2009.

وجعل القوميون الهندوس والمعارضة اليسارية تضخم اسعار الغذاء في مقدمة برامجهم الانتخابية الرئيسية.

وقفزت المعارضة بسرعة لتهاجم صمت رئيس الوزراء مانموهان سينغ ازاء تصريحات بوش. وقال نائب رئيس حزب بهاراتيا جاناتا مختار عباس نقفي " امامه ايام قليلة باقية له في السلطة وعلى الاقل يمكنه الان ان يتصدى لحماية شرف وكرامة بلاده."

وقال "الهند لن تقبل مثل هذا التدخل. وينبغي على الحكومة ان تأخذ تصريحات الرئيس الامريكي على محمل الجد وتصدر ردا قويا عليها."

الأردن يتخذ إجراءات لمكافحة ارتفاع الأسعار

من جانبها بدأت الأردن اتخاذ إجراءات لمواجهة ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية، وسط الارتفاع العالمي لأسعار النفط والغذاء.

وقالت تقارير صحافية أردنية إن التجار في الأردن اتفقوا مع الحكومة على  توحيد سعر البيع لمادتي الأرز والسكر للمستهلكين في البلاد بهامش ربح لا يتجاوز 8 في المائة.بحسب CNN

ويستهلك الأردن سنوياً نحو 120 ألف طن من الأرز وأكثر من 220 ألف طن من السكر، في بلد يقارب تعداده السكاني نحو خمسة ملايين نسمة وفقا لتقديرات حكومية.

وقالت وكالة الأنباء الأردنية "بترا" إن التجار "سيبدؤون مطلع الشهر المقبل وضع تسعيرة للمستهلك على عبوات المادتين يلتزم بها التجار حسب نوعية المادة وبلد المنشأ."

وقالت الوكالة إن المستوردين والتجار التقوا وزير الصناعة والتجارة الأردني عامر الحديدي ونقيب تجار المواد الغذائية خليل الحاج وأكدوا "التزامهم بتوفير مخزون استراتيجي يكفي المملكة لشهور عدة ويساهم في ضبط الأسعار وإعادة التوازن للسوق في ظل الارتفاع المتواصل لأسعار المواد الغذائية عالمياً."

وقالت الحكومة إنها بصدد اتخاذ حزمة من الإجراءات لضبط الأسواق وتوفير المواد الأساسية بأسعار تلبي احتياجات ذوي الدخل المحدود والمتدني.

اليابان تفكر في دعم إنتاج دقيق الارز

وفي نفس السياق ذكرت صحيفة نيكي المتخصصة في قطاع الأعمال يوم الاحد ان اليابان تفكر في دعم إنتاج دقيق الارز للمساعدة في تعزيز استخدامه كبديل لدقيق القمح مرتفع الثمن.

واوضحت الصحيفة ان وزارة الزراعة تدرس طرح قانون جديد خلال جلسة عادية للبرلمان العام المقبل لهذا الغرض.بحسب رويترز

لكنها تزرع من الارز ما يكفي لسد حجم الطلب المحلي ولديها فائض منه رغم ان اجمالي نسبة الاكتفاء الذاتي من الغذاء في اليابان تقل عن 40 في المئة وهي النسبة الاقل بين الاقتصاديات العالمية المتقدمة.ويجري تداول القمح حاليا عند نحو ثمانية دولارات للبوشل في مجلس شيكاجو للتجارة. وتخطط اليابان لشراء ما اجماليه 4.99 مليون طن من قمح الطحين في العام المالي الحالي الذي ينتهي في مارس آذار 2009 مما جعلها رابع أكبر مستورد للقمح في العالم.

وجبات منخفضة الثمن لمواجهة الغلاء

من جانب آخر قالت صحيفة إن حكومة سنغافورة تعلن عن اكشاك للطعام تقدم وجبات ثمنها 2 دولار سنغافوري (1.47 دولا أمريكي) لمساعدة الناس في ثاني اغنى دولة في اسيا على التماشي مع اسعار المستهلك التي وصلت الى اعلى مستوى لها منذ ثلاثين عاما.

وقالت صحيفة "ستريتس تايمز" المؤيدة للحكومة ان وزير الدولة لشؤون التجارة والصناعة لي يي شيان دشن موقعا على الانترنت www.ekampong.com.sg يتضمن قائمة باكشاك الطعام التي تخبر الناس "بالاماكن التي يجدون فيها الطعام المنخفض الثمن اللذيذ المذاق".

وقالت الصحيفة "القائمة ستكون في متناول السنغافوريين الذين يواجهون ارتفاعا في الاسعار".

سوبر ماركت يحدد حصص بيع الارز

من جانب آخر حددت واحدة من اكبر شبكات المتاجر الكبرى في اسرائيل حصص بيع الارز بكيسين لكل زبون ليومين خشية من الازمة العالمية لهذه المادة الاساسية بحسب بيان وزعته هذه الشبكة الاحد.

وقال سوبر ماركت "سوبر سال" في بيان "بسبب ازمة الارز العالمية التي تطال ايضا اسرائيل قررنا تحديد حصص الارز لمدة يومين".بحسب (ا ف ب)

واضاف البيان "حاليا حددنا الحصص لكن اذا طرأ تغيير في شروط بيع الارز في العالم علينا اعادة العمل بهذا الاجراء". وتقرر هذا الاجراء في حين ارتفعت اسعار الارز عالميا بسبب زيادة اسعار موارد الطاقة والاسمدة والجفاف في بعض الدول المنتجة وارتفاع الطلب عليها.

تايلاند تدعو لقيام كارتيل من الدول المصدرة للأرز

تايلند من جانبها و ضمن مساعيها لمجابهة غلاء أسعار المواد الغذائية، وخاصة الأرز، تحركت عدد من الحكومات الآسيوية الجمعة، وسط اقتراح تايلاند إقامة "كارتيل" من الدول المنتجة والمصدرة للأرز على غرار منظمة "اوبك" وتخزين مانيلا إمداداتها من هذه المحاصيل لضمان الاستهلاك المحلي، وسط غليان شعبي يهدد بثورة "جياع".

هذا التحرك جاء في وقت شهدت فيه أسعار الأرز والسلع الغذائية ارتفاعاً قياسياً، ما أدى إلى قيام مسيرات احتجاج في مصر وهايتي وعدد من الدول الأفريقية.بحسب CNN

وقال المتحدث باسم الحكومة التايلاندية فيشينشوت سوكشوكرات "رغم أننا مركز العالم للغذاء، إلا أن تأثيرنا على الأسعار محدود."

وأضاف "مع ارتفاع أسعار الوقود إلى هذا الحد، نستورد وقوداً مكلفاً جداً لكننا نبيع الأرز بأسعار رخيصة جداً، وهذا غير عادل لنا ويضر في ميزاننا التجاري."

من جهته قال المتحدث باسم وزارة خارجية دولة لاوس يونغ شانتالانسي الجمعة إن بلاده "ستنظر جدياً" في اقتراح تايلاند، قائلاً إن قيام كارتيل سيمنح الدول الخمسة "سلطة المساومة."

انخفاض 40 بالمائة في أسعار القمح

من جانب آخر أفادت التقارير بأن أسعار القمح في الأسواق العالمية شهدت اليوم الجمعة انخفاضا حادا بلغ 40 بالمائة مع توقعات بموسم حصاد وفير هذا العام، وذلك بعد أن كانت قد حققت أرقاما قياسية خلال شهر فبراير/شباط الماضي.

ورأى المحللون أن هذا الهبوط المفاجئ قد يساعد على التخفيف من حدة أسعار السلع الغذائية الأخرى التي ارتفعت بشكل جنوني في الأسواق في الفترة الماضية، إلا أنهم رأوا أن ذلك قد لا يعنى بالضرورة أن أسعار الأرز وأنواع الحبوب الأخرى في طريقها هي الأخرى إلى الانخفاض. بحسب CNN

فوفقا لمجلس شيكاجو للتجارة، فإن أسعار القمح من الصنف الناعم الأحمر الشتوي انخفض إلى أدنى مستوى له منذ شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إذ بلغ 8.01 دولارا أمريكيا للمكيال الواحد (البوشل) وهو عيار لكيل الحبوب يعادل ثمانية جالونات أو نحو 32.5 ليترا، وذلك بعد أن كان قد سجل سعره 13.50 للمكيال قبل حوالي شهرين.

.......................................................................................

مركز يقدم الخدمات الوثائقية التي تتضمن موضوعات مختلفة  من دراسات وبحوث وملفات متخصصة.

 للاشتراك والاتصال:www.annabaa.org /// [email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- االسبت 10 أيار/2008 - 3/جماد الاول/1429