سيناريو الحرب الاهلية قد يعصف بلبنان من جديد

شبكة النبأ: اعاد تسارع وتيرة الاحداث الامنية في لبنان الى الاذهان ذكريات الحرب الاهلية (1975-1990) المؤلمة التي احيا اللبنانيون ذكرها ال33 قبل 25 يوما فقط. واندلع اسوأ قتال داخلي منذ الحرب الاهلية بين عامي 1975 و1990 حينما اتخذت الحكومة اللبنانية قرارات تستهدف شبكة اتصالات حزب الله اعتبرتها الجماعة إعلان حرب. وفي مشاهد اعادت الى الاذهان ذكرى الحرب الاهلية انتشر شبان مسلحون بالرشاشات في الشوارع وسط دمار السيارات والابنية. وترددت اصداء انفجار القنابل وقرقعة نيران الاسلحة الآلية في ارجاء البلاد التي مازالت تتعافي من الحرب الاهلية. وبلغت خسائر ضحايا الحرب الاهلية في لبنان التي استمرت 15 عاما اكثر من 140 الف قتيل ونحو 200 الف جريح الى جانب اكثر من 17 الف مفقود.

وتشير الازمة الى تطور الصراع الداخلي نتيجة لاستحقاقات اقليمية ودولية يفرضها الصراع الامريكي الايراني في ملف العراق والملف النووي وهو مما ينذر بتطور الصراع بشكل دراماتيكي في لبنان وتحوله لبؤرة الصدام في حل اشكاليات هذه الملفات.

وتصاعدت اسوأ ازمة داخلية في لبنان بصورة حادة هذا الاسبوع حين اتخذت الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة قرارات استهدفت حزب الله واعتبرتها الجماعة المدعومة من ايران اعلان حرب. وفي يوم السادس من مايو ايار اعلنت الحكومة التي تخوض بالفعل صراعا منذ 17 شهرا مع تحالف معارض بقيادة حزب الله ان شبكة اتصالات الجماعة غير قانونية واقالت رئيس الامن في المطار وهو شخصية مقربة من حزب الله. وطلب حزب الله وهو حركة سياسية لها جيش قوي يتألف من قوة غير نظامية ان تلغي الحكومة قراراتها ودعا الى عقد محادثات بهدف انهاء الازمة السياسية. واقام مؤيدو الجماعة حواجز طرق في انحاء المدينة بما في ذلك الطرق المؤدية الى المطار في اطار حملة بعد قرارات الحكومة. وادت التوترات الى اسوأ عنف في الشوارع منذ الحرب الاهلية.

واصاب مؤيدون لحزب الله المدعوم من سوريا وايران العاصمة بالشلل وقطعوا الطرق الرئيسية المؤدية الى الميناء البحري والمطار بالاطارات المشتعلة والسيارات القديمة واكوام التراب وكتل خرسانية. بحسب رويترز. وسيطر مسلحون من جماعة حزب الله على أجزاء كبيرة من بيروت يوم الجمعة في يوم ثالث من المعارك بين الجماعة المدعومة من ايران ومقاتلين موالين للتحالف الحكومي المدعوم من الولايات المتحدة.

ويقود حزب الله المدعوم من سوريا وايران حملة سياسية منذ 17 شهرا ضد حكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة المناهضة لسوريا. وادى التوتر مرارا الى عنف في الشارع.

وقالت مصادر امنية ان مؤيدين للحكومة تراشقوا بالرصاص والقنابل مع انصارحزب الله في مناطق النويري وراس النبع ووطى المصيطبة. وجرح زهاء عشرة أشخاص في العنف.

واحتل مسلحون من المعارضة مكتبا لتيار المستقبل الذي يقوده سعد الحريري زعيم التحالف الحكومي الواسع النفوذ في صفوف المسلمين السنة. وتراشق شبان من الطرفين بالحجارة في المزرعة وهي احدى مناطق بيروت التي تشهد توترا شديدا بين السنة والشيعة. وانتشر الجيش الذي بقي على الحياد خلال الازمة بكثافة لكنه لم يحاول ازالة العوائق من الطرق المغلقة. وقال السنيورة لتلفزيون المستقبل ان الحكومة تفكر في اعلان حالة الطواريء وحظر التجول. لكنه اضاف ان الامر مازال خاضعا للنقاش وانه لن يتحدث عن أي شيء حتى يصبح حقيقة.

واستنكر الشيخ محمد رشيد قباني مفتي الجمهورية اللبنانية أعمال "عصابات مسلحة خارجة على القانون" في بيروت وقال ان حزب الله حول نفسه من حركة مقاومة الى قوة مسلحة لاحتلال بيروت. وقال في كلمة اذاعها التلفزيون ان المسلمين السنة في لبنان فاض بهم الكيل وانه يناشد قيادة حزب الله من موقعه الوطني والديني ان تأخذ المبادرة وتسحب المسلحين من بيروت.

وقال اسامة صفا رئيس المركز اللبناني للدراسات السياسية ان حزب الله الذي استفزته خطوة الحكومة "يعرض عضلاته" في الشارع مضيفا "ان الحرارة ازدادت لكنها على الارجح لن تؤدي الى حرب فالمواجهة غير رابحة."

وقال بول سالم مدير مركز كارنيجي للشرق الاوسط "من الممكن للامور ان تصبح سيئة جدا ولكن لا اظن انها سوف تخرج عن السيطرة. فالكل مسلح وغاضب."

وحزب الله هو الفصيل اللبناني الوحيد الذي سمح له بالاحتفاظ بأسلحته بعد الحرب الاهلية لقتال القوات الاسرائيلية التي تحتل الجنوب. وانسحبت اسرائيل في عام 2000 وأصبح مصير اسلحة حزب الله في قلب الازمة السياسية.

ويعتبر حزب الله وحلفاؤه في المعارضة حكومة السنيورة غير شرعية منذ ان استقال الوزراء الشيعة في نوفمبر تشرين الثاني عام 2006.

ورفض التحالف الحكومي تلبية مطالب المعارضة بالحصول على حق النقض لقرارات الحكومة. وشلت الازمة الحكومة وتركت البلاد بلا رئيس منذ خمسة اشهر.

وعلقت الرحلات في المطار ست ساعات يوم الأربعاء بسبب تلبية موظفي المطار لدعوة الاتحاد العمالي العام للاضراب للمطالبة بزيادة الاجور. ودعت المعارضة مناصريها الى دعم الاضراب.

ودعا الاتحاد الاوروبي والمانيا وفرنسا الى التهدئة والحل السلمي. وقالت سوريا ان القضية شأن لبناني داخلي وألقت ايران باللائمة على التدخلات المغامراتية الامريكية والاسرائيلية قائلة انها تسبب العنف.

وقالت وزارة الخارجية الايطالية انها تعد خطة لاجلاء رعاياها في العاصمة بيروت. ودعت مصر والمملكة العربية السعودية اللتان تدعمان الحكومة الى عقد اجتماع طاريء لوزراء الخارجية العرب لمناقشة الازمة في لبنان حيث تخوض قوات من التحالف الحاكم قتالا شرسا في الشوارع ضد مسلحين من حزب الله.

ومن بين القتلى امرأة وابنها البالغ من العمر 30 عاما اللذان قتلا عندما كانا يحاولان الفرار من منطقة راس النبع في بيروت التي يقطنها مسلمون سنة وشيعة والتي شهدت اعنف الاشتباكات.

وقال احد اقارب الضحيتين الذي رفض الكشف عن اسمه بسبب مخاوف امنية "كانا يحاولان الهروب الى الجبل وبدل ان يصلا الى الجبل وصلا جثتين الى المستشفى...انه اسوأ كابوس."

وقال بول سالم مدير مركز كارنيجي للشرق الأوسط ان ما حصل يضعف الحكومة وتيار المستقبل مضيفا ان حزب الله يسيطر على أغلبية بيروت الغربية لكنه قال ان الجماعة لا ترغب في ان ينظر اليها على انها "محتلة لبيروت" عن طريق ابقاء مقاتليها في مناطق او احياء يكون الولاء السياسي فيها للحريري أو حلفائه. وأشار الى ان تسليم المناطق للجيش يبدو مخرجا اكثر ترجيحا.

اليد التي ستمتد الى سلاح المقاومة مهما كانت ومن اين اتت سنقطعها

ورفض حزب الله يوم الخميس اقتراح الحريري لانهاء الأزمة . ودعا نصر الله الحكومة الى الرجوع عن قراراتها والمشاركة في حوار يهدف الى انهاء الازمة السياسية. وقال نصر الله "من يعلن علينا الحرب ومن يبدأ معنا الحرب حتى لو كان أبا أخا وليس خصما سياسيا من حقنا ان نواجهه بالدفاع عن انفسنا وبالدفاع عن سلاحنا وبالدفاع عن مقاومتنا وعن وجودنا." واضاف "شبكة السلكي هي الجزء الاهم من سلاح المقاومة .. وانا في بنت جبيل قلت بوضوح ان اليد التي ستمتد الى سلاح المقاومة مهما كانت ومن اين اتت سنقطعها واليوم هو يوم الوفاء لهذا القرار."ومضى يقول "بعد القرارات المظلمة للحكومة السوداء نحن نعتبر ان هناك حربا بدأت ومن واجبنا ان ندافع عن سلاحنا وعن مقاومتنا وعن شرعية هذه المقاومة وقد اعذر من انذر." بحسب نقل رويترز.

ورفض نصر الله قرارات الحكومة التي وصفها بانها غير شرعية وقال ان مدير امن المطار "العميد وفيق شقير سيبقى في موقعه وأي ضابط يقوم بهذه المهام سيكون منتحل صفة ويجب أن يعلم بأنه يقوم بتنفيذ قرار تحويل المطار الى قاعدة للموساد والسي اي ايه مهما كانت طائفته شيعي أو سني." وقال "لن نقتل بعد اليوم في الطرقات ولن نقبل أن يطلق علينا النار من أي كان ولن نقبل أي مس بوجودنا وشرعيتنا ولو جاءت كل جيوش العالم." واضاف "من يريد الحوار نحن حاضرون ومن يريد التسوية فأبوابنا مفتوحة والحل كلمتان هي الغاء قرارات الحكومة .. وتلبية دعوة الرئيس نبيه بري (رئيس مجلس النواب) للحوار." "هذا قرارنا هناك يد ممدودة للحوار على أساس الغاء القرارات الظالمة والذهاب الى طاولة الحوار ... وهناك يد أخرى فيها سلاح للدفاع عن السلاح. "هم يتحدثون عن فشل انقلاب .. لو كنا نريد أن نقوم بانقلاب لاستيقظتم في الصباح في السجون والبحر لكن نحن لن نلجأ في يوم من الايام الى هذه الوسيلة."

من جهته دعا رئيس تيار كتلة المستقبل النائب سعد الحريري الامين العام لحزب الله حسن نصرالله الى وقفة تاريخية تنقذ لبنان من الجحيم. واعتبر الحريري في كلمة متلفزة الليلة مايجري في شوراع بيروت بانه "فتنة" مطالبا باخمادها على الفور. وقال ان "مايجري من محاصرة لبيروت هو افلاس للمقاومة". واضاف ان "قرارت الحكومة لحماية الدولة وليست استهدافا للمقاومة". بحسب نقل كونا

وطرح النائب الحريري مبادرة لحل الازمة في لبنان من ثلاثة بنود تشمل وضع قراري الحكومة في عهدة الجيش وسحب كل مظاهر السلاح بالاضافة الى انتخاب رئيس جمهورية ومن ثم الانتقال الى طاولة حوار. وقال الحريري في كلمة مباشرة الى نصرالله بالاسم "ادعو الى وضع القرارين موضوع سوء الفهم في عهدة قيادة الجيش اللبناني انطلاقا من المهمة المنوطة بالجيش لتوطيد سلطة الدولة وحماية لبنان من كل المخاطر الخارجية". واضاف الحريري "هناك فرحة كبيرة في اسرائيل برؤية بيروت محاصرة" مشيرا الى ان القرارات الحكومية بخصوص شبكة اتصالات حزب الله "ليست لخدمة اسرائيل".

من جهته قال امين الجميل، في لقاء مع تلفزيون ANB اللبناني من مكان وجوده حالياً في العاصمة الفرنسية باريس: "ما حدث سوف يفتح الأوضاع على كل الاحتمالات ولا ننسى أن هناك (تنظيم) القاعدة.. لدينا معلومات بقدوم عناصر من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي للبنان وتمركزها في المخيمات." وأبدى الجميل أمله بألا يدخل المسيحيون في الأحداث الجارية، وأن تعود طاولة الحوار للانعقاد، على أن يكون سلاح حزب الله في مقدمة جدول الأعمال."

كما قال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، أحد أقطاب الأكثرية النيابية اللبنانية في حديث عبر الهاتف لـCNN: "اعتقد أنه انقلاب، الجيش اللبناني يعاني شللاً تاماً."

وتحدث النائب مصباح الأحدب، وهو أحد نواب مدينة طرابلس الشمالية، ثاني أكبر المدن السنية بعد بيروت قائلا: "طرابلس لن تستباح وعلى الجيش أن يأخذ في الاعتبار حماية هذه المدينة". وتابع الأحدب قائلا: "ما كان يحكى عن ميليشيا سنية تريد أن تضع يدها على لبنان تبين عدم وجودها، إذ أن الميلشيا الفعلية هي التي تهيمن على مقدرات الدولة عنوة بعيدا عن كل المنطق الذي من المفترض أن يكون سائداً." اضاف " اليوم الشيخ سعد الحريري موجود في (منطقة) قريطم لأنه مطوق كذلك الحال بالنسبة إلى النائب وليد جنبلاط ورئيس الحكومة.. نحن في طرابلس لدينا معلومات عن وجود تحركات معينة فما هو الدور الذي ستقوم به المؤسسة العسكرية حيال هذا الأمر؟ هل ستردعها أم لا؟ هل ستفتح بعض الشوارع وتقفل بعضها الآخر؟"

وكان لبنان قد شهد تصعيد سياسي وامني خطير بعد قرارات الحكومة اللبنانية الاخيرة تفكيك شبكة اتصالات حزب الله واقالة مدير الامن في مطار بيروت عن منصبه واتهام حزب الله بالتجسس على المطار.

إيران تحمّل إسرائيل وأمريكا مسؤولية الاحداث

بدورها حمّلت إيران كلاً من الولايات المتحدة وإسرائيل مسؤولية الوضع الأمني المتدهور في لبنان، معتبرة أنهما "السبب الرئيسي" في زعزعة الأمن والاستقرار هناك، وقالت إنها ستبقى عند مواقفها القاضية بعدم التدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية. وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية، محمد علي حسيني إن على الجميع منح الأوضاع في لبنان اهتماماً كبيرا، وأن على اللبنانيين التنبه للمخططات التي تحاط لهم في الخارج على حد تعبيره. واتهم الحسيني إسرائيل والولايات المتحدة بالوقوف خلف تفجّر الأوضاع في بيروت، معتبراً أن القوى التي "فشلت في حرب الـ33 يوماً تسعى إلى الانتقام،" في إشارة إلى مواجهات صيف 2006 بين حزب الله وإسرائيل، وفقاً لوكالة الأنباء الإيرانية

 لكن الامم المتحدة اتهمت الخميس حزب الله اللبناني بانشاء دولة ضمن الدولة في ما يشكل تهديدا للسلام والامن الاقليميين فيما دعته الولايات المتحدة الى وقف نشر التوتر. وقال المسؤول في الامم المتحدة تيري رود لارسن امام مجلس الامن ان "حزب الله اكبر ميليشيا في لبنان يملك بنية تحتية عسكرية ضخمة على هامش الدولة". واضاف "هذا يؤثر سلبا على جهود الحكومة من اجل امتلاك حصرية استخدام القوة وفرض القانون والنظام في البلد. هذا يشكل ايضا تهديدا للسلم والامن الاقليميين".

ولارسن هو الممثل الخاص للامم المتحدة المكلف متابعة تطبيق القرار الدولي الرقم 1559. واجبر هذا القرار الصادر في ايلول/سبتمبر 2004 سوريا على سحب قواتها من لبنان بعد وجود استمر ثلاثين عاما. وينص ايضا على نزع سلاح الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية داخل لبنان.

واذ تناول التظاهرات المناهضة للحكومة التي وقف وراءها حزب الله خلال الايام الاخيرة شدد الدبلوماسي النروجي انها "تثير مخاوف متزايدة من ان يكون حزب الله في صدد بناء هيكليات مؤسساتية موازية مستقلة عن الدولة وفي منافسة مباشرة معها". ونقل لارسن عن الحكومة اللبنانية ان حزب الله نشر في كل انحاء البلاد "شبكة اتصالات امنة منفصلة عن شبكة الدولة" و"مرتبطة بشبكة سورية تتجاوز الحدود" اللبنانية.

واعتبر السفير الاميركي في الامم المتحدة زلماي خليل زاد ان "لبنان يبدو مرة جديدة على شفير نزاع" منددا بدوره بما يقوم به حزب الله. وقال ان "المعارضة التي يقودها حزب الله تحدت الحكومة الشرعية في لبنان مستخدمة العنف والترهيب في محاولة لتقويض سلطة الحكومة".

واضاف السفير الاميركي "من الواضح ان حزب الله يسعى الى بناء دولة ضمن الدولة" مؤكدا ان "هذا الوضع يشكل تحديا سافرا لاستقرار لبنان ولضمان السلم والامن الدوليين".

في الوقت نفسه اعلن البيت الابيض ان "على حزب الله ان يختار بين ان يكون منظمة ارهابية او حزبا سياسيا لكن عليه وقف محاولته ان يكون الاثنين معا". واضاف المتحدث غوردن جوندرو "عليهم ان يتوقفوا فورا عن نشر التوتر".

وقال المندوب الامريكي في "حال استمرار الاوضاع الحالية في لبنان فعلى مجلس الامن الدولي دراسة امكان اتخاذ المزيد من الخطوات للتعامل مع هذا الوضع". واضاف خليل زاد ان "الخيارات المتاحة امام مجلس الامن تتراوح بين اتخاذ قرار جديد او فرض عقوبات وهي خيارات في مجملها متاحة لمجلس الامن" وفي كلمة القاها في اجتماع مغلق لمجلس الامن عقب جلسة مفتوحة قدم خلالها مبعوث الامم المتحدة لتطبيق القرار 1559 تيري رود لارسن تقريره حول مدى تطبيق هذا القرار اكد خليل زاد ان على "سوريا وايران بسبب دعمهما لحزب الله تحمل مسؤوليات المخاطر التي تهدد لبنان والمنطقة".

وتابع قائلا "يجب على مجلس الامن العمل خلال الاسابيع المقبلة لمعرفة سبل التعامل مع التحديات التي تواجه لبنان ... ونحن ندعو الدول الاعضاء في المجلس للتاكيد على القرارات السابقة والالتزام بمساعدة لبنان للدفاع عن نفسه لاسيما ان مستقبل لبنان حاسم بالنسبة للسلام والامن في المنطقة ولمستقبل الشرق الاوسط ولمصداقية هذا المجلس".

ودان "رفض سوريا لتطبيق ابسط الخطوات التي تعترف بسيادة لبنان بينها اقامة علاقات دبلوماسية وترسيم الحدود بين البلدين" معتبرا انه "من المعيب ان تعتبر سوريا لبنان جارا معاديا في حين تستمر في ارسال الاسلحة الى لبنان وتعمل على تقويض الحكومة اللبنانية الشرعية".

كما دعا مجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة الى "الهدوء وضبط النفس" في لبنان يوم الخميس وحث جميع الاطراف على العودة الى الحوار السلمي. واصدر المجلس بيانا غير ملزم بعد قيام تيري رود لارسن مبعوث الامين العام للامم المتحدة الى لبنان باطلاع المجلس على تطورات الوضع هناك وحذر من ان الازمة في لبنان هي الاسوأ منذ الحرب الاهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990 .

وقال جون سورز مندوب بريطانيا لدى الامم المتحدة والرئيس الحالي لمجلس الامن ان اعضاء المجلس الخمسة عشر يعتريهم "قلق بالغ" حيال الاضطرابات الاخيرة في لبنان والتي قام خلالها أنصار حزب الله وحلفاؤه باغلاق جميع الطرق المؤدية لمطار بيروت الدولي وشوارع رئيسية أخرى الامر الذي شل مظاهر الحياة في معظم أنحاء المدينة. بحسب رويترز

وقال سورز نيابة عن مجلس الامن "انهم يحثون جميع الاطراف على التزام الهدوء وممارسة ضبط النفس ويدعون الى اعادة فتح جميع الطرق على الفور." مضيفا ان جميع الاطراف يجب ان تعمل معا لحل الازمة من خلال "الحوار السلمي".

وقال رود لارسن امام المجلس انه يؤيد الدعوات لانتخاب العماد ميشال سليمان قائد الجيش الذي تم الاتفاق عليه كمرشح توافقي رئيسا للبنان لكن انتخابه تأخر بسبب خلاف حول توزيع حقائب الحكومة.

وقال سورز ان مجلس الامن يحث جميع الاطراف على العمل معا لانتخاب رئيس في اطار المبادرة العربية التي دعت الى تنصيب سليمان رئيسا في اسرع وقت ممكن.

الازمة وسيناريوهات للبنان

وفيما يلي سيناريوهات لاحتمالات تطور الصراع بحسب رويترز.

المواجهة..

ترفض الحكومة مطالب حزب الله. وترفض الجماعة بدورها التراجع. سيشهد لبنان حينئذ مزيدا من المواجهة..

--صراع مسلح

- قال زعيم حزب الله حسن نصر الله يوم الثامن من مايو ايار علنا للمرة الاولى ان الجماعة مستعدة لاستخدام بنادقها ضد خصوم محليين في مواجهة تهديد لترسانتها. وقد تستمر الاشتباكات بين حزب الله مدعوما بمسلحين من فصائل حليفة من جانب ومقاتلين مؤيدين للائتلاف الحاكم من جانب اخر. ولا شك في السيطرة العسكرية لحزب الله في حين ان قوة الفصائل المؤيدة للحكومة ليست واضحة. واستبعد اغلب المحللين فكرة حرب اهلية شاملة بسبب السيطرة العسكرية لحزب الله. لكن التوترات بين الجانبين وعمق العداء بين اتباعهما وتوافر البنادق يعني ان الاشتباكات المسلحة قد تستمر لبعض الوقت.

--يحتفظ حزب الله بقبضته على الطرق ويبقى المطار مشلولا الى حد كبير

- من المرجح ان يحتفظ حزب الله بقبضته على طرق بيروت بما يعني اغلاق المطار من الناحية الفعلية. ويمكن للجماعة وحلفائها المعارضين دعوة اتباعهم الذين يعملون لدى الحكومة الى عدم الذهاب الى العمل بما يزيد من اضعاف المؤسسات الحكومية. ويمكن ان يتحرك حزب الله للسيطرة فعليا على مباني الحكومة. لكن من غير المرجح حدوث تحرك لاقتحام المقار الرئيسية للحكومة التي يشغلها رئيس الوزراء فؤاد السنيورة. ورغم سيطرته العسكرية من غير المرجح جدا ان يحاول حزب الله الاستيلاء بصورة كاملة على الحكومة بالصورة التي سيطرت بها حركة حماس على قطاع غزة عام 2007 . وقال نصر الله زعيم حزب الله ان الجماعة لن تستخدم اسلحتها لاحداث تغيير للحكومة.

-- الحكومة تبقى في السلطة

- ستبقى الحكومة التي تطعن المعارضة في شرعيتها في السلطة. سيقدم مساندون دوليون منهم الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية ودول عربية اخرى دعما سياسيا وماليا وربما عسكريا. لكن من المرجح ان تبقى حركة اعضاء الحكومة ومنهم السنيورة مقيدة الى حد كبير وستمنع الازمة الحكومة من اتخاذ قرارات سياسية مهمة. ورغم قراراتها يوم السادس من مايو الا ان الحكومة على الارض اضعف من ان يمكنها اتخاذ خطوات تجاه تفكيك شبكة اتصالات حزب الله او اتخاذ اجراءات قانونية ضد المشاركين فيها.

-- تبقى الحكومة مشلولة ويبقى لبنان بلا رئيس

- لن يتحقق تقدم تجاه حل الصراع السياسي مما يعني ان تبقى مؤسسات الدولة مشلولة فعليا وتبقى البلاد بدون رئيس.

التنازلات..

يستجيب ائتلاف زعماء لبنان الذين يدعمون حكومة السنيورة لمطالب حزب الله بالغاء قرارات السادس من مايو. وطرح زعيم الائتلاف الحاكم سعد الحريري اقتراحا يوم الخميس يعتبر القرارات "سوء تفاهم".

وسيتراجع التوتر بموجب صفقة تلغي فعليا قرارات الحكومة. وقد يرفع حزب الله حينئذ الحواجز التي تسد الطرق الى مطار بيروت. وستتراجع الاشتباكات المسلحة في الشوارع.

وقد يعود الوضع حينئذ الى ما كان عليه قبل السادس من مايو بما قد يسمح باستئناف الجهود لحل الصراع السياسي الاوسع بشأن كيفية تقاسم السلطة في حكومة جديدة وبشأن قانون للانتخابات البرلمانية لعام 2009 . وسيسمح حل الصراع السياسي بانتخاب العماد ميشيل سليمان رئيسا للبلاد ليشغل منصب ترك شاغرا لخمسة اشهر بسبب الازمة.

والخيار الاخر ان تحدث عودة الى الوضع الذي كان موجودا قبل السادس من مايو.. لا حل لكن لا تصعيد. وسيترك ذلك جزءا كبيرا من الحكومة مشلولا كما سيترك البلاد بدون رئيس.

شبكة النبأ المعلوماتية- االسبت 10 أيار/2008 - 3/جماد الاول/1429