أقطاب الانترنت الثلاثة ومعركة التصدر عالميا

شبكة النبأ: تراجعت مايكروسوفت أخيرا عن شراء محرك البحث (ياهو) وضمه إلى مجموعتها لتنافس بذلك أكبر محرك بحث وهو (غوغل) بعد ان رفضت ياهو العرض المقدم لها من مايكروسوفت. وجاء طلب الشراء رغبة من مايكروسوفت لضم ياهو إليها ذلك لما يحتويه هذا المحرك من تقديمه لخدمة لببحث المجانية، وبهذا ترتفع قيمة الإعلانات على الموقع لمحرك البث المذكور.

كما أدى هذا التراجع عن الشراء إلى خفض أسهم (ياهو) في حين ان مايكروسوفت مازال عند عرضه الذي قدمه والذي يأمل من خلاله الشراء وضم ياهو إلى مجموعته.

(شبكة النبأ) في سياق هذا التقرير تعرض عليكم المفاوضات الجارية لضم ياهو إلى مجموعة مايكروسوفت العملاق لفتح باب التنافس الجديد بينها وبين غوغل. 

معركة الاستحواذ والتملك تنشب بين مايكروسوفت وياهو وغوغل

أضحت معركة الاستحواذ التي تخوضها شركة مايكروسوفت لشراء "ياهو" سببا جديدا لتقوية عملاق الإنترنت شركة غوغل، هذه الأخيرة التي استفادت من تراجع وضع "ياهو" وأصبحت الأولى بلا منازع.

يقول المحلل كانتور فيتزجيرالد: الوضع الحالي فيما يتعلق بصفقة ياهو يصب في مصلحة غوغل في الدرجة الأولى، وكلما زادت المماطلة، استفادت غوغل أكثر.

وأفصحت "ياهو"، عن رغبة في تأجيل النظر في عرض مايكروسوفت، عندما تسربت أخبار إلى الصحافة مفادها أن الشركة دخلت في مرحلة تبحث فيها عن بدائل لعرض مايكروسوفت الذي جاوز مبلغ 40 مليار دولار.

وهذه البدائل تشمل تحالفا إعلانيا تجريبيا مع غوغل قد يؤدي إلى شراكة أوسع مع شركة تايم وورنر التي تقدم خدمة AOL وتملك غوغل خمسة في المائة منها.

وكجزء من هذه الصفقة، تايم وورنر ستحصل على نحو 20 في المائة من الكيان الجديد، مقابل مبلغ كبير من المال سيساعد "ياهو" لتعيد شراء بعض من أسهمها، على سعر أعلى من ذلك الذي قيمته به مايكروسوفت عندما تقدمت بعرضها عند 31 دولار للسهم.

وقال المحلل جيفري ليندزي: هذا العرض يبدو منطقيا وعمليا، وهو بديل محتمل قيد يفسد تماما صفقة مايكروسوفت. بحسب (CNN).

إلا أن محللين آخرين يشكون في أن تنجح "ياهو" التخلص من عرض مايكروسوفت، لكنها ربما تجبر الأخيرة على رفع قيمة عرضها على أساس أن يتم تقييم سعر السهم عند 35 دولار، ما يصل بقيمة العرض إلى 50 مليار دولار.

وكيفما اتفق، فإن الأمور ستصب في النهاية في صالح شركة "غوغل" التي برزت كواحدة من أكثر شركات الإنترنت ربحا حتى الآن، عن طريق وضع إعلانات تظهر مع نتائج البحث التي يجريها ملايين المستخدمين عبر موقع الشركة.

ومدفوعة بنجاحها في البحث على الانترنت، عملت غوغل على بناء شبكة ضخمة من الخدمات المجانية، كثير منها تهدد خدمات مايكروسوفت ومنتجاتها الموجهة للمستخدمين.

إلا أن مايكروسوفت ترى في شرائها لشركة "ياهو" دفعة تقويها في تنافسها مع غوغل وتعيد لها جزءا من حصتها في سوق الانترنت التي تراجعت في السنوات الماضية.

وقبل إعلان "ياهو" عن صفقة محتملة مع غوغل وAOL، أعلنت مايكروسوفت أنها ستعيد النظر في قيمة العرض الذي تقدمت به لشراء "ياهو" بحجة أن حصة الشركة من سوق البحث الإلكتروني تراجعت منذ أن أعلنت مايكروسوفت تقديم عرض لشرائها في مطلع فبراير/شباط الماضي.

ووفقا لمسح حديث، فإن حصتي "ياهو" ومايكروسوفت من سوق البحث الإلكتروني تراجعتا بنحو واحد في المائة في فبراير/شباط، إذ كانت حصة "ياهو" تعادل 21.6 من مجمل عمليات البحث، في حين حصلت مايكروسوفت على 9.6 في المائة، واستحوذت "غوغل" على 59.2 في المائة.

مايكروسوفت سترفع سعر الشراء وياهو يتفاوض

اعلن مصدر مطلع على الملف لدى مايكروسوفت ان هذه الشركة العملاقة في صناعة البرامج باشرت محادثات مباشرة مع مجموعة ياهو بهدف شرائها واعربت عن استعدادها لرفع السعر الذي سبق وعرضته. بحسب فرانس برس.

وكانت مايكروسوفت عرضت في الاول من شباط/فبراير مبلغ 644 مليار دولار الا ان المحادثات في تلك الفترة كانت تجري بين الطرفين بشكل غير مباشر عبر بيانات رسمية ورسائل الكترونية حسب المصدر نفسه. واضاف، انهم يتفاوضن ومايكروسوفت اعلنت انها يمكن ان ترفع السعر الذي عرضته والمسألة هي كم سيكون هذا الارتفاع.

وكانت المفاوضات تحركت مجددا بعد ثلاثة اشهر من التعثر اذ رفضت ياهو عرض مايكروسوفت وتجاهلت المهلة التي حددتها لها الشركة العملاقة الاميركية لقبول العرض حتى السادس والعشرين من نيسان/ابريل. وسعت مايكروسوفت الى شراء ياهو التي تأتي في المرتبة الثانية في الدعاية على الانترنت لمنافسة محرك البحث غوغل. ويمكن ان تبلغ الدعاية في هذا القطاع خلال سنتين نحو 80 مليار دولار.

المستثمرون متفقون على ان عرض مايكروسوفت اقل مما يجب

تمسكت شركة ياهو بسرعة بموقفها بان شركة مايكروسوفت عرضت عليها سعرا اقل مما ينبغي لشرائها وقالت انها سعيدة لموافقة عدد كبير من حاملي اسهمها على تصميمها.

وسحبت شركة مايكروسوفت عرضها لشراء ياهو في وقت سابق بعد ان قالت انها مستعدة لرفع عرضها الى 33 دولارا للسهم. وقالت شركة البرمجيات ان ياهو رفضت التزحزح عن سعر 37 دولارا للسهم الواحد. بحسب رويترز.

وقال جيري يانج كبير المسوؤلين التنفيذيين لياهو في بيان: سنستطيع الان بعد ان انتهينا من ارتباك اقتراح مايكروسوفت غير المرغوب فيه ان نركز كل طاقاتنا على تنفيذ اهم تحول في تاريخنا.

من جانبه اعلن ستيف بالمير كبير المسؤولين التنفيذيين لشركة مايكروسوفت انه مازال واثقا من استطاعة شركة البرمجيات العملاقة تحقيق اهدافها دون ياهو. بحسب رويترز.

واردف قائلا في رسالة الى الموظفين: على الرغم من ان الاستحواذ على ياهو كان سيعجل بقدرتنا على تنفيذ استراتيجيتنا في الاعلان وخدمات الاون لاين فانني مازلت واثقا من انه يمكننا تحقيق اهدافنا دون ياهو."

فشل مايكروسوفت في إرضاء ياهو  

تخلت شركة مايكروسوفت العملاقة المنتجة لبرامج الكمبيوتر عن محاولتها الاستحواذ على محرك البحث (ياهو) بعد ثلاثة اشهر من المحاولة، وذلك بسبب اخفاق الجانبين في الاتفاق على سعر مناسب.

فقد كتب ستيف بالمر رئيس مجلس ادارة مايكروسوفت رسالة رسمية الى نظيره في ياهو جيري يانج سحب بموجبها العرض الذي كانت شركته قد تقدمت به.

وقال بالمر إن مايكروسوفت مستعدة لشراء ياهو لقاء 47,5 مليار دولار اي بواقع 33 دولارا للسهم الواحد. بحسب رويترز.

الا انه اضاف ان ياهو اصرت على ان لا يقل سعر الشراء عن 53 مليارا من الدولارات الامريكية. يذكر ان العرض الاول الذي تقدمت به مايكروسوفت بلغ 44,6 مليار دولار.

الدافع الذي حدا بمايكروسوفت للاستحواذ على ياهو هو رغبتها في منافسة محرك البحث جوجل، الذي يهيمن على سوق الاعلان على الانترنت.

وبلغت قيمة هذه السوق 40 مليارا من الدولارات عام 2007، ومن التوقع ان تتضاعف هذه القيمة لتبلغ 80 مليار بحلول عام 2010.

تراجع أسهم ياهو بعد تخلي مايكروسوفت عن الشراء

فقدت أسهم "ياهو" محرك البحث على شبكة الإنترنت، 17 في المائة من قيمتها في بورصة فرانكفورت الألمانية وذلك عقب تخلي شركة مايكروسوفت العملاقة المنتجة لبرامج الكمبيوتر عن محاولتها الاستحواذ عليه بعد ثلاثة اشهر من المحاولة، وذلك بسبب اخفاق الجانبين في الاتفاق على سعر مناسب. بحسب بي بي سي.

وناهزت قيمة سهم ياهو الواحد بهذه البورصة 14,98 يورو (23,17 دولارا).

ويتعرض يانغ للضغوط من أجل العثور على عرض أفضل من عرض مايكروسوفت، في غضون ثلاثة أشهر.

ويرى المحللون أنه إذا أخفق فقد يقال من منصبه، أو يُضطر إلى قبول عرض مايكروسوفت.

وبلغت قيمة هذه السوق 40 مليارا من الدولارات عام 2007، ومن التوقع ان تتضاعف هذه القيمة لتبلغ 80 مليار بحلول عام 2010.

أكبر ثلاث مجموعات للانترنت في العالم

تشكل مجموعات غوغل و"ياهو ومايكروسوفت التي تتمركز كلها في الساحل الغربي للولايات المتحدة مقار لها المجموعات الكبرى الثلاث للانترنت في العالم ولكل منها نقاط قوتها. بحسب فرانس برس.

وتشير ارقام مجموعة "كومسكور" التي تشمل السوق العالمية الى ان مجموعة "غوغل" تحتل المرتبة الاولى في قطاع البحث على الانترنت وتبلغ حصتها في السوق 462% تليها ياهو (812%) ثم "لايف سيرش" لمايكروسوفت (92%). لكن المرتبة الثالثة تحتلها الصينية "بايدو" (25%) بفضل قوة السوق الداخلية بدون ان يكون لها اي وجود دولي.

غيتس: ولا نسعى لاستحواذات أخرى

وقال رئيس شركة ميكروسوفت، بيل غيتس، إن عملاق البرمجيات لا تسعى لأي عمليات استحواذ أخرى، بعد أن سحبت عرضها لشراء شركة "ياهو"، والذي وصلت قيمته 47.5 مليار دولار. بحسب (CNN).

وأضاف غيتس، الذي كان يتحدث في طوكيو: بذلنا جهدا كبيرا في محادثاتنا مع "ياهو"، وقررنا سحب العرض، والمضي في طرق أخرى بعيدا عن هذه الصفقة.

والسبت الماضي، سحبت ميكروسوفت عرضها الذي دام ثلاثة شهور لشراء شركة "ياهو" بعد أن وصلت المحادثات إلى طريق مسدود على خلفية أختلاف حول تحديد سعر سهم "ياهو."

وقالت "مايكروسوفت" إن انهيار العرض جاء رغم تحسين عرضها السابق، وهو33 دولاراً للسهم، أو ما يصل إلى خمسة مليارات دولار أعلى من القيمة الحالية للشركة، مقارنة بالسعر الذي تقدمت فيها بالسابق.

وكانت "مايكروسوفت" عرضت في الأول من فبراير/شباط مبلغ 44.6 مليار دولار لحيازة "ياهو".

وجاء هذا العرض بعد يومين من إعلان "ياهو" بيانات فصلية غير متفائلة تتعلق بأرباحها، بالإضافة إلى توقعات مخيبة لعامها المالي الحالي.

وكانت أسهم "ياهو" قد أغلقت الجمعة عند 28.67 دولاراً للسهم.

من جهته، قال ستيف بالمر المدير التنفيذي لمايكروسوفت: بعد طول تفكير، نعتقد أن الاقتصاديات التي اشترطتها "ياهو" غير منطقية.

غير أن "ياهو" لم تكترث بإعلان "مايكروسوفت" سحب عرضها، حيث أكد رئيسها التنفيذي، وأحد مؤسسيها جيري يانغ، بأن الشركة جاهزة لمواصلة طريقها.

ووفقا لمسح حديث، فإن حصتي "ياهو" و"مايكروسوفت" من سوق البحث الإلكتروني تراجعتا بنحو واحد في المائة في فبراير/شباط، إذ كانت حصة "ياهو" تعادل 21.6 من مجمل عمليات البحث، في حين حصلت "مايكروسوفت" على 9.6 في المائة، واستحوذت "غوغل" على 59.2 في المائة.

ويُذكر أن الدعاية في هذا القطاع يمكن أن تبلغ خلال عامين قرابة 80 مليار دولار، وهو سوق تستأثر فيه "غوغل" بحصة الأسد.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 8 أيار/2008 - 1/جماد الاول/1429