إلهي كم في رقاب هذه الأمة من خطايا.
لو قلت بأنه لا يوجد بشرا على وجه هذه الأرض، سحق كما سحق
المسلمون في بورما و لا دينا أهين كما أهين الإسلام في بورما؛
فإني لا ابتعد عن هذه الحقيقة المرة.
عشرة ملايين من المسلمين في بورما - مينمار حاليا، من خمسين
مليونا تعداد سكان بورما، يعيشون جحيما حقيقيا، حيث تتعامل معهم
الطغمة العسكرية الحاكمة وكأنهم وباء لا بد من إستئصاله من كل
بورما، فما من قرية يتم القضاء على المسلمين فيها؛ حتى يسارع
النظام العسكري الحاكم بوضع لوحات على بوابات هذه القرى، تشير الى
أن هذه القرية خالية من المسلمين.
قرى بأكملها أحرقت أو دمرت فوق رؤوس أهلها، لاحقوا حتى الذين
تمكنوا من الهرب في الغابات أو إلى الشواطئ للهروب عبر البحر،
وقتلوا العديد منهم ، وكانوا يدفنون الضحايا في طين البحر وأدا
للفضيحة.
ومن أستعصى عليهم قتله ولم يتمكن من الهرب ورأوا أن لهم حاجة به،
فقد أقيمت لهم تجمعات، كي يقتلونهم فيها ببطئ وبكل سادية، تجمعات
لا يعرف ما الذي يجري فيها تماما، فلا الهيئات الدولية و لا
الجمعيات الخيرية ولا وسائل الإعلام يسمح لها بالإقتراب من هذه
التجمعات، وما عرف حتى الآن أنهم مستعبدون بالكامل لدى الجيش
البورمي ؛ كبارا وصغارا، حيث يجبرون على الأعمال الشاقة ودون مقابل.
أما المسلمات فهن مشاعا للجيش البورمي؛ حيث يتعرضن للإغتصاب في
أبشع صوره، إمرأة مسلمة ظل الجيش يغتصبها لمدة سبع سنوات وأنجبت
ستة أطفال لا تعرف أبا لهم، بعد أن قتل الجيش زوجها لأن شوال أرز
سقط من على ظهره، وإمرأة مسلمة حامل ذهبت لمركز للطعام تابع للأمم
المتحدة ، فعاقبها الجيش بإغتصابها حتى أسقطت حملها في مكان
الجريمة.. ومليار مسلم يتفرج.
أما من ينتظر دوره منهم، فخذ بعضا من القوانين التي يطبقها
عليهم العسكر ؛لا زواج للمسلم قبل الثلاثين وللمسلمة قبل الخامسة
والعشرين، وأحيانا يمنع تزاوج المسلمين كليا لفترة من الوقت، وحين
تكتمل الشروط ، تبدأ عذابات الحصول على الإذن بالموافقة ، والذي لا
يعطى دون رسوم باهضة ورشاوى لضباط الجيش، وإذا حملت المرأة المسلمة
فعليها أن تذهب لمركز الجيش التابع لمنطقتها لتكشف عن بطنها بحجة
تصوير الجنين بالأشعة ، ويتصرفون بهذا الإسلوب حتى لا تفكر الأسر
المسلمة بالحمل والإنجاب لأنهم يعلمون حساسية المسلمين بالنسبة
لقضية كشف العورة.
وليس هذا فحسب بل جاؤوا بمرضى الأيدز لإغتصاب المسلمات لنشر
هذاالمرض بين المسلمين.
أما من نال قسطا من التعليم أو حباه الله بموهبة ما، أو صاحب
رياضة معينة، فالويل له إن لم يستفد منه الجيش، فحينها يكون عقابه
السجن حتى الموت..
لقد سجل التاريخ لمسلمي بورما إن الموت عندهم أسهل بكثير من أن
يرضوا بأي دنية في دينهم ، فلم يسجل أن أحدا أرتد عن دينه، بل
كانوا عندما يخيرون بين القتل أو أكل لحم الخنزير؛ يختارون الموت
على ذلك حين حاول البوذيون والنظام العسكري الحاكم حملهم على
الإرتداد عن دينهم؛ تطبيقا للشعار الذي أتخذوه لا بيت فيه مسلم في
هذا الوطن.
لذا أتخذوا معهم هذه الطريقة ألا وهي إبادتهم بأقذر الأساليب
التي عرفها البشر..
عندما أستطاعت إمرأة مسلمة النفاذ الى تايلند بعد أن أحترق فيها
ولها كل شيء لم تجد ما تقوله لمنظمة العفو الدولية سوى الطلب منها
إستنهاض الدول الإسلامية!
قولوا لهم تعالوا شاهدوا ماذا يجري
لنا..حتى الأطفال لم يستثنوهم!.
وإمرأة أخرى نجت من الموت مع أطفالها بأعجوبة عندما أحرق الجيش
البورمي قريتها، وأستطاعت الوصول الى بنغلاديش، لم تشغلها الأحداث
الجسام التي واجهتها عن تعليم أحد أطفالها، مما حير صحفيا أجنبيا
والذي سألها : من أجل ماذا تعلميه ؟ فقالت : أريد أن يكون عالما
يخدم الإسلام !
من الصعب تحديد المذابح التي تعرض لها المسلمون في بورما أو
ذكرها جميعها في مقالة ، ولكن ما يمكن قوله إنه في كل هذا الجحيم
الذي تعرضوا له، لم يلتفت إليهم أحد من المسلمين، في عام 1938 قام
البوذيون وبدعم من الإنجليز، حين كانت بورما مستعمرة بريطانية،
بإرتكاب مذبحة قتل فيها ما يقرب من ثلاثين ألفا من المسلمين ،وأحرق
مائة وثلاثة عشر مسجدا، وفي عام 1942 أرتكب البوذيون مذبحة أخرى في
"أركان " والتي كانت في يوم ما دولة إسلامية، ذهب ضحيتها ما يقرب
من مائة ألف مسلم، وهي المذبحة التي دمروا فيها جنوب أركان بالكامل.
وعندما أستولى الجيش عام 1962 على الحكم في بورما، أرتكبوا
العديد من المذابح والطرد بحق المسلمين، وبأبشع من سابقيهم وبأكثر
سرية ، وهي التي حين كانت تكشف لوسائل الإعلام ، ترد بطريقة ذكية ،
كالقول بإنها جرت ضد أقليات عرقية ودون أي ذكر لإسم المسلمين.
في عام 1978 طرد الجيش البورمي أكثر من نصف مليون مسلم في ظروف
سيئة جدا، حيث توفي أثناء التهجير ما يقرب من أربعين ألفا من
النساء والأطفال والشيوخ حسب إحصائية لوكالة غوث اللاجئين.
وعندما فازت المعارضة في الإنتخابات الوحيدة في بورما عام
1991،والتي ألغيت نتائجها؛ دفع المسلمون الثمن لأنهم صوتوا لصالح
المعارضة، فطردوا منهم ما يقرب من نصف مليون مسلم أيضا..
ولا زال القتل والتهجير مستمرا.. ومليار
مسلم يتفرج..
كل دول العالم المتحضرة أستحقرت حكام بورما العسكريين ، وشددت
عليهم العقوبات تلو العقوبات عليهم ،حتى الحكومة الأمريكية نزولا
على مطالب الشعب الأمريكي وجمعيات حقوق الإنسان الدولية، قامت
بتشديد الحصار على الحكومة البورمية، وأصدرت قرارا بمقاطعة حتى
الشركات التي تتعامل مع الحكومة البورمية ، ومنع أي من قادة بورما
وأسرهم ومن يتعاون معهم من دخول أمريكيا.
في حين توجد أنظمة عربية تساعد ثلة الإجرام في بورما على الخروج
من أزمتها بسبب الحصار المفروض عليها.
فالنظام السعودي يتعاون مع النظام البورمي في مجال النفط
والغاز، ويوجد تمثيل دبلوماسي كامل بينهما، فقبل عام أتفقت الحكومة
السعودية مع العسكريين في بورما على إرسال أعداد هائلة من العمالة
البوذية في بورماالى السعودية؛ من أجل إدخال العملة الصعبة التي
تفتقرها لجلب السلاح والذي يأتي في الغالب عبر شركات إسرائيلية،
ولم يكتف النظام السعودي بهذا بل أرسل لجان من أجل تدريب هذه
العمالة بمساعدة العسكريين البورميين، ولم يجد رئيس اللجنة
الوطنيةالسعودية للإستقدام ،مبررا لهذا سوى إن ذلك تم بهدف طرح
خيارات جديدة للإستقدام، وفكا لإحتكار بعض الدول للسوق، وكفاءة
العمالة البورمية!!.
وعندما حدثت المظاهرات في بورما في أيلول من العام الماضي ، لم
يجد زعيم بورما العسكري تان شوي، بلدا يهرب أسرته إليها ، سوى دبي
،وتحديدا برج العرب !.
عندما سألت الصحافة الصهيونية أحد رجال الأعمال الصهاينة والذين
يعملون لخدمة العسكر في بورما؛ كيف يقبل بذلك على حساب دماء
الأبرياء؟ أجاب بأن أعماله أقدس من حياة الإنسان هناك.
وأنني على يقين أن مصالح بعض العرب الضيقة أقدس عندهم من دماء
كل المسلمين..فأنهضي أيتها الأمة قبل أن يأتي من سيتفرج عليك. |