العنف الاسري: خلف ابواب موصدة

شبكة النبأ: "إن النجاة من العلاقة المسيئة أشبه ما تكون بالنجاة من التعذيب_ فالمستقبل برمته يصبح محصوراً في الساعات القليلة القادمة، وفي اليوم التالي."

على المستوى العالمي جرى التسليم بأن أشكال العنف كافة التي تقع ضد "المرأة" والتي تأخذ أنماطاً في الحياة العامة والخاصة تمثل انتهاكاً لحقوق الإنسان الأساسية وفي هذا السياق صادق حوالي ثلث دول العالم على اتفاقية إلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة التي صدرت في مايو / أيار 1984 عن الأمم المتحدة. ومن المفترض أن تشكل نصوص الاتفاقية معياراً أخلاقياً لشعوب العالم كافة في كيفية التعامل مع قضايا المرأة ويقصد بالتمييز بين الرجل والمرأة –لصالح الرجل- ونصت المادة الثانية عشر من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أنه " لا يعرض أحد لتدخل تعسفي في حياته الخاصة أو أسرته أو مسكنه أو مراسلاته أو لحملات على شرفه وسمعته ولكل شخص الحق في حماية القانون.

ماذا يعني مفهوم العنف:

- هو كل تصرف يؤدي إلى إلحاق الأذى بالآخرين، وقد يكون الأذى جسدياً أو نفسياً فالسخرية والاستهزاء من الفرد، فرض الآراء بالقوة، إسماع الكلمات البذيئة جميعها أشكال مختلفة لنفس الظاهرة.

عرف العنف لغوياً " بأنه الخرق بالأمر وقلة الرفق به, وهو ضد الرفق, وأُعنف الشيء: أي أخذه بشدة, والتعنيف هو التقريع واللوم“.

وفى المعجم الفلسفى:" العنف مضاد للرفق , ومرادف للشدة والقسوة , والعنيف هو المتصف بالعنف , فكل فعل شديد يخالف طبيعة الشىء ويكون مفروضاً عليه من خارج فهو بمعنى ما فعل عنيف ".

وعرف فى العلوم الاجتماعية بأنه " استخدام الضبط أو القوة استخداماً غير مشروع أو غير مطابق للقانون من شأنه التأثير على إرادة فرد ما".

ويعرفه الشربينى بأنه: " الإكراه المادي الواقع علي شخص لإجباره علي سلوك أو التزام ما وبعبارة أخري هو سؤ استعمال القوة، ويعن جملة الاذي والضرر الواقع علي السلامة الجسدية للشخص ( قتل – ضرب – جرح ) ، كما قد يستخدم العنف ضد الأشياء ( تدمير – تخريب – إتلاف ) حيث تفترض هذه المصطلحات نوعا معينا من العنف والعنف مرادف للشدة والقسوة".

ومن خلال ما سبق كله يمكن تعريف العنف: بأنه أي سلوك يؤدي إلي اياء شخص لشخص اخر قد يكون هذا السلوك كلاميا يتضمن اشكالا بسيطة من الاعتداءات الكلامية او التهديد وقد يكون السلوك فعليا حركيا كالضرب المبرح والاغتصاب والحرق والقتل وقد يكون كلاهما وقد يؤدي الي حدوث الم جسدي او نفسي او اصابة او معاناة او كل ذلك".

- تشير الموسوعة العلمية (Universals) أن مفهوم العنف يعني كل فعل يمارس من طرف جماعة أو فرد ضد أفراد آخرين عن طريق التعنيف قولاً أو فعلاً وهو فعل عنيف يجسد القوة المادية أو المعنوية.

- ذكر قاموس (Webster) أن من معاني العنف ممارسة القوة الجسدية بغرض الإضرار بالغير وتعني بمفهوم العنف هنا تهمد الإضرار بالمرأة أو الطفل، وقد يكون شكل هذا الضرر مادي من خلال ممارسة القوة الجسدية بالضرب أو معنوي من خلال تعمد الإهانة المعنوية للمرأة والطفل بالسباب أو التجريح أو الإهانة.

- هو سلوك أو فعل يتسم بالعدوانية يصدر عن طرف قد يكون فرداً أو جماعة أو طبقة اجتماعية أو دولة بهدف استغلال وإخضاع طرف آخر في إطار علاقة قوة غير متكافئة اقتصاديا وسياسياً مما يتسبب في إحداث أضرار مادية أو معنوية أو نفسية لفرد أو جماعة أو طبقة اجتماعية أو دولة أخرى.

- الوثيقة الصادرة عن المؤتمر العالمي الرابع للمرأة في بكين 1995 "أن العنف ضد النساء هو أي عنف مرتبط بنوع الجنس، يؤدي على الأرجح إلى وقوع ضرر جسدي أو جنسي أو نفسي أو معاناة للمرأة بما في ذلك التهديد بمثل تلك الأفعال، والحرمان من الحرية قسراً أو تعسفاً سواء حدث ذلك في مكان عام أو في الحياة الخاصة.

- ربط المؤتمر العالمي لحقوق الإنسان والذي صدر عنه ما يعرف بإعلان وبرنامج عمل فينا (1993) بين العنف والتمييز ضد المرأة، الفقرة (38) على أن مظاهر العنف تشمل المضايقة الجنسية والاستغلال الجنسي والتمييز القائم على الجنس والتعصب والتطرف وقد جاءت الفقرة ما يلي" يشدد المؤتمر العالمي لحقوق الإنسان بصفة خاصة على أهمية العمل من أجل القضاء على العنف ضد المرأة في الحياة العامة والخاصة والقضاء على جميع أشكال المضايقة الجنسية والاستغلال والاتجار بالمرأة والقضاء على التحيز القائم على الجنس في إقامة العدل وإزالة أي تضارب يمكن أن ينشأ بين حقوق المرأة والآثار الضارة لبعض الممارسات التقليدية أو المتصلة بالعادات والتعصب الثقافي والتطرف الديني".

وقد عرف العنف الاسري ومنهم من اسماه بالعنف العائلي عدة تعريفات حيث عرف طريف العنف الاسري بانه :" سلوك يصدره فرد من الاسرة صوب فرد اخر ، ينطوي علي الاعتداء بدنيا عليه ، بدرجة بسيطة او شديدة ، بشكل متعمد املته مواقف الغضب او الاحباط او الرغبة في الانتقام او الدفاع عن الذات او لاجباره علي اتيان افعال معينة او منعة من اتيانها ، قد يترتب عليه الحاق اذي بدني او نفسي او كليهما به " .

اما التير فقد جاء بتعريف للعنف العائلي بانه:" هو الافعال التي يقوم بها احد اعضاء الاسرة او العائلة ويعني هذا بالتحديد الضرب بانواعه وحبس الحرية، والحرمان من حاجات اساسية، والارغام علي القيام بفعل ضد رغبة الفرد والطرد والتسبب في كسور او جروح، والتسبب في اعاقة، او قتل".

ومن خلال التعريفين السابقين يمكن تعريف العنف الأسري بانه:" هو السلوك الذي يقوم به احد افراد الأسرة دون مبرر مقبول، ويلحق ضررا ماديا او معنويا او كليهما بفرد أخر من نفس الاسرة، ويعني ذلك بالتحديد: الضرب بأنواعه، وحبس الحرية، والحرمان من حاجات أساسية، والإرغام علي القيام بفعل ضد رغبة الفرد، والطرد والسب والشتم والاعتداء والشتم والاعتداءات الجنسية والتسبب في كسور او جروح جسدية او نفسية".

ويمكن تعريف العنف العائلي ( FAMILY VIOLENCE ) بما يلي: هو كل استخدام للقوه بطريقة غير شرعية من قبل شخص بالغ في  العائلة ضد أفراد آخرين من هذه العائلة؟

من هو المعرض للاعتداء؟

يمكن لأي كان أن يصبح ضحية للعنف العائلي ولكن النساء والأطفال هم ضحاياه المألوفة وفي البيوت التي تحتوي نساء أو أطفال نجد أنهم يتعرضان معا للضرب من قبل الشخص نفسه رجل البيت.

غالبا ما يقوم الرجل بالاعتداء على المرأة فتستخدم العنف كدفاع عن النفس وتبين الدراسات في أمريكا أن 95 % من حالات العنف العائلي بين البالغين يرتكبها الرجل ضد المرأة. ويعد الاعتداء على الأطفال وإهمالهم مشكلة خطيرة ويقدر الخبراء أن مليونين إلي أربعة ملايين طفل في الولايات المتحدة يتعرضون للاعتداء كل سنة ، وكما يقتل آلاف الأطفال على يد أحد والديهم أو مربيهم كل عام ويبعد عشرات الآلاف من الأطفال كل سنة عن أسرهم التي ولدوا فيها ليعيشوا في بيوت الرعاية.

ان المعاناة الناتجة عن العنف الأسري الواقع على الأطفال ( مزدوجة ) فبالإضافة إلى معاناة الأطفال أنفسهم بسبب الاعتداء والإهمال ، فهناك الكثير من الآفات الاجتماعية التي تنتج عن الاعتداء  _ فأغلبية السجناء البالغين والأشخاص الذين يمارسون العنف أو يعتدون جنسيا على أطفالهم هم ممن تعرضوا للاعتداء والإهمال في طفولتهم.

من يعتدي على الأطفال؟

70 % من الاعتداءات على الأطفال يرتكبها رجل البيت.

50 _ 70 % من الرجال الذين يعتدون على نسائهم يعتدون على أطفالهم.

70 % من النساء اللائي يتعرضون للاعتداء يعلن أن المعتدي يعتدي على أطفالهم أيضا.

تعريف المركز الوطني لاستغلال الأطفال وإهمالهم:

1 – استغلال جسدي: فعال جسدية تسبب جروح جسدية للأطفال.

2 – استغلال جنسي: توريط الأطفال بنشاطات جنسية لتزويد امتيازات جنسية للحصول على فوائد مالية للمعتدي، واحتوائها على أهداف جنسية.( الدعارة _ أفلام ومجلات داعية للإثارة الجنسية أو أفعال هدفها الإثارة الجنسية).

3 – الاعتداء النفسي والعاطفي: فعال تسبب مشاكل سلوكية، معرفية، فعالية، أو أي إضرابات عقلية.

4 – الإهمال: لفشل عن تزويد احتياجات الرعاية المناسبة.

تقريبا ما يعادل 60 % من جميع حالات الأطفال المستغلين وجد جرح في الرأس أو الرقبة ولذلك من حسن الحظ أن أطباء الأسنان قد يلاحظون مثل هذه العلامات الجسدية إذا كان هذا الطبيب لديه معرفة على ما إذا يجب أن يدقق النظر.

تصرفات الأطفال المعرضين كضحية:

أ – الحركة الزائدة:

1 - تغيرات في عادات النوم.

2 – عدوانية في التصرف.

3 – أحلام مزعجة.

4 – يتم اللعب بعدوانية وعنف مع الألعاب.

5 – الزيادة في الحوادث.

ب – الاكتئاب:

1 – صعوبات في وقت الحمام.

2 – التبول اللاإرادي.

3 – مزاجية وتقلب في المزاج.

4 – إيذاء الحيوانات.

ج – تغيرات في عادات الأكل:

1 – الصعوبات وقت النوم.

2 – تصرفات مدبرة للذات.

3 – التحدث بعبر منطقية.

4 – الفشل في المدرسة.

5 – الكذب.

حالة للدراسة:

قصة ماريا:

أنا ماريا جريبس، ترعرعت في واشنطن مع والدتي والتي أنهت رسالة الدكتوراة وهي تعمل بروفيسير في الجامعة، وأبي كان مديراً لمكتب في الحكومة الفيدارالية. عائلتي لديها سر صغير قذر والدي عادة وبشكل عنيف جدا كان يضرب أمي أحيانا كل يوم في الأسبوع وأحيانا فقط مرة في الأسبوع وأحيانا مرة في الشهر وبشكل مرعب ومخيف أحيانا يتحول من أب محب ولعوب الى أب ساخط مخيف وقوي بشكل فظيع سأكون كاذبة اذا ما أخفيت خلفي ليلا وأنا في السرير متسائلة أن المسدس سيخرج وسأنهض صباحا لا أعرف على الأكيد اذا ما كنت سأجد أمي على قيد الحياة.

أي شيء قد يجعله غاضبا، ربما أنها لم تحبه سريعا أو أنها نسيت شراء ورق محارم للحمام أو أنها تجاهلته بينما هو يروي قصة أو أنها نسيت أن تحضر الكاتشب الى مائدة العشاء.

وفي نقطة معينة في مرحلة العراك (يقول إذا قلت كلمة واحدة أخرى سأضربك. وأمي لانها تعرف ما يغضبه تقول شيئا وبذلك فهو سيلقيها على الارض ويضربها على شكل "نقر" Kick يجرها على الارض – يعاقبها ويحملها من شعرها.

نحن كأطفال دائما نستمع للعراك الدائر بينهما في الممر المؤدي لغرفة النوم. أحاول أن أجد شكلا – من هو الذي على صح ومن هو المخطئ. ولا أستطيع، وهو دائما يظهر وكأنه على حق. بشكل منطقي جدا.

طبعا لم نخبر أحد، هذا يؤدي للشعور بالخجل وبحاجة للحفاظ عليه كسر – جاء الصباح وضعت النسيان على وجهي وذهبت للمدرسة منهكة بعد السهر طوال الليل خجلة جدا لما حدث ولم أرد أن يعرف أحد.

أمي ستذهب للجامعة بعينين سوداوين وستخبر زملائها أنها ارتطمت بالباب وأحدا من زملائها لن يسأل أي سؤال لا يريدون أن يعرفوا وقليلا من الاحتياج للحديث وأبي لن يخبر أحدا أيضا.

هذا السر عن العنف أخذ مني الكثير عندما كنت بالـ 17 عام من عمري أصبت بإنهيار عصبي وجدت بالمستشفى لمدة سنة. تقريبا مدمرة لما حدث في عائلتي. ومن المستحيل أن الملجأ قد يكون خيار لأمي.

ولكن العامل الوحيد الذي جعل أمي تخضع لأبي وتمكين أبي من الاستمرار باستغلاله لها. وما حاجتي للانهيار وتدمير الذات هو مواقف المجتمع.

مثال على ذلك مما يمكن أن يقال  (أي شيء حدث في بيتك ليس من اهتماماتنا هذه مشكلتك لتتعاملي معها. مسؤولية المرأة أن تقف بجانب زوجها.

(أب مجنون أفضل من عدم وجوده بتاتا) أمي حقيقة كانت تقول ذلك لي.

في دراسة قامت بها مؤسسة الطب الشرعي الفرنسي وامتدت إلى سبع سنوات تبين أن الشريك كان متهما في 51 بالمائة من جرائم القتل التي طالت النساء.(1)

ويكفي هنا الرجوع إلى بعض الإحصائيات التي يبقى القارئ أمامها مذهلا: تقدم لنا شهرية “العالم الدبلوماسي “(2)المعطيات المفجعة التالية?

-تقتل في ألمانيا ثلاثة نساء خلال كلّ أربعة أيام ّ

-وفي إنكلترا امرأة في كلّ ثلاثة أيّـام

-في فرنسا امرأة كل خمس أيام أي بمعدل ستة نساء في الشهر في إسبانيا يقصف العنف الأسري بامرأة كلّ أربعة أيام.

ويخلص تقرير منظمة العفو الدولية إلى أن “ معركة اليوم هي وضع حدّ للعنف ضدّ المرأة“ لسنة 2004 إذ أن نسبة ضحايا العنف العائلي في أوروبا هي ستة مئة امرأة يقيضن نحبهن سنويا من جرّاء هذه الآفة أي بمعدل امرأتين في اليوم. والملفت للانتباه أن العنف الأسري لا يميز فئة أو طبقة دون أخري إذ أن المعتدي حسب الدراسات الفرنسية مثلا غالبا ما يكون ذكرا ذو مستوى تعليمي جامعي ويتمتع بمكانة اجتماعية محترمة ومرموقة. فمن خلال البحث في هذه القضايا تبين أن 76 % من المعتدين هم من الإطارات وأن 25 % منهم يعملون في مجال الصحة والبقية في سلك الأمن.

أما في بلدان العالم الثالث فقد أبرزت الدراسات الميدانية أن 33 % من نساء تونس و34 % من المصريات و54 % من الفلسطينيات يتعرضن إلى العنف الأسري (3). كما أبلغت لجنة حقوق الإنسان في باكستان أن أكثر من ألف امرأة ذهبن ضحايا “ جرائم الشرف” في البلاد في عام 1999. وفي بنغلادش تصل نسبة النساء اللواتي يقتلن على أيدي أزواجهن إلى 50% من مجموع حوادث القتل.

ويتخذ العنف ضد المرأة أشكالا متنوعة من الضرب المبرح إلى تشويه الأعضاء فالي القتل. وتبعا للأرقام الواردة في تقرير جمعيّة تنظيم الأسرة التابعة للأمم المتحدة للعام 1997 والمعنون بـ “الوضع السكاني في العالم” قد تم تشويه الأعضاء التناسليّة لنحو 120 مليون فتاة في مختلف أنحاء العالم. أما بالنسبة للعنف الجنسي، فكما نعلم تتفشى ظاهرة الاغتصاب إبان الحروب والنزاعات والكوارث الإنسانية. وغالبا ما تكون المرأة الهدف الرئيسي لسادية الأطراف المتناحرة الباحثة عن كبش فداء تحمله جريرة التوترات والفوضى الاجتماعية. ففي رواندا مثلا تعرّضت نحو 500 ألف امرأة للاغتصاب إبان عمليات الإبادة الجماعيّة في عام 1994.

 العنف الأسري من أكثر أنواع العنف انتشاراً أو أكثرها تنوعاً لا من حيث الوسيلة المستخدمة في العنف ولا من حيث الكيفية التي يمارس بها العنف ويلاحظ الباحث من خلال عمله كمعالج نفسي في العيادة النفسية أن نسبة كبيرة من اضطرا بات التوافق تعود للخلافات الزوجية . وعلى صعيد آخر فإن الإحصاءات البريطانية الرسمية تشير في عام (1988م)أن (23%) من النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين (16 – 59) عاماً و (15%) من الرجال يتعرضون للعنف وأن أكثر من نصف المتزوجات في المجتمع حوالي (27) مليون إمرأة يتعرضن للضرب من جانب أزواجهن وأن حوالي ثلث المتزوجات أي (18) مليون متزوجة يضربن بصفة متكررة ومستمرة.

 وفي عام (1984م)أجري مسحاً في المجتمع الأمريكي وجد فيه أن ربع الزوجات يضربن من قبل أزواجهن وفي عام (1986م)ازدادت نسبة المعتدى عليهن داخل الأسرة لتصل إلى (90%) من حالات الاعتداء ونتيجة للعنف داخل الأسرة فقد تم الاعتداء على (2.2) مليون طفل وتوفي (1300) طفل بسبب قسوة العقوبة التي استخدمها أحد الأبوين وأشارت دراسات أن أكثر من (90%) من النساء في أمريكا يتعرضن للضرب من شركائهن.

 وأشارت دراسة أخرى أن (80%) من الأطفال يتعرضون للإساءة من أحد أو كلا الوالدين منهم (26%) أصغر من (4) سنوات و (27%) أعمارهم ما بين (8 - 12) عام و (23%) أعمارهم من (13 - 18) عام وفي عام (1997م) وجد أن (52%) من ضحايا العنف الأسري هم من الإناث و (49%) من الضحايا كانوا من الذكور . ولا تقتصر مظاهر الاعتداء والعنف على الأطفال والنساء بل أشارت العديد من الدراسات إلى وجود مظاهر عنف يتعرض لها كبار السن داخل الأسر فقد وجد أن ما بين (5% - 10%) من كبار السن يعانون من أحد أشكال الاعتداءات مع أن هذه النسب تركز على الحالات المسجلة لدى الهيئات الرسمية.

 وأنه من المحتمل وجود عدد أكبر من ذلك بكثير لم تصل بياناتها إلى المؤسسات والهيئات لأنه من الخطأ النظر إلى الضحايا باعتبارهم الإناث فقط ففي بحث آخر عام (2000م )أكد فيه أنه خلال (18) شهراً تمت دراسة (186) حالة لضحايا العنف وجد أن (66%) من الذين تعرضوا لانتهاكات عنيفة كانوا من كبار السن الذكور مما يشير إلى أن ضحايا العنف لا يقتصر على صغار السن أو النساء فقط وأن كبار السن عرضه للعنف بسبب الضعف الجسدي والعقلي واعتمادهم على الغير.

وفي دراسة أجريت عام(1995م) تبين أن في بريطانيا وحدها حدث   (6.6) ملايين حادثة عنف عائلي ... وفي عام(1999م) أشار مكتب إحصاءات الجريمة أن (1300) حالة وفاة نتجت بسبب العنف العائلي وأن ثلث الأمريكيات يتعرضن للعنف العائلي وأن (30 – 60%) من الأسر يحدث فيها إيذاء لأطفال وأظهرت الإحصاءات أن النساء معرضات لأذى العنف أكثر من الرجال بخمسة إلى ثمانية أضعاف وتبلغ جرائم العنف من قبل الزوج (21%) من مجموع جرائم العنف تجاه النساء بينما تبلغ نسبة جرائم العنف التي تقوم بها الزوجة كعنف عائلي (2%) من جرائم العنف الموجهة للرجال ويقوم الرجال بـ (92%) من جرائم العنف العائلي وفي جرائم القتل فإن (30%) من النساء القتيلات قتلن بفعل الزوج أو الخليل.

وفي خلال الأعوام من (1976م) إلى (1996م) قتلت (31260) إمرأة نتيجة عنف عائلي وأن (39%) من النساء اللاتي حضرن للإسعاف كن ضحايا عنف عائلي وتزيد النسبة إلى (84%) ممن عولجن. وتزداد نسب العنف في الدول العربية سواءً ذلك العنف الموجة ضد المرأة أو ضد الطفل أو ضد أي شخص بالغ ففي مصر مثلاً من خلال دراسة تحليلية في الصحف المصرية في الفترة من (1/1/2002م) إلى (30/6/2002م) وجد أن (56%) من إجمالي الحالات المرصودة يقل فيها سن الضحايا عن عشر سنوات أما فيما يتعلق بمصدر العنف فإن نسبة البالغين من الذكور تصل إلى (63%) من إجمالي الذين يمارسون العنف ضد الأطفال الذكور في حين أن(56%)من يمارس العنف ضدهم من الأطفال إناث ومن حيث أنواع العنف فقد شكل القتل (43%) من هذه الأصناف وشكل الآباء (24%) من الذين يمارسون العنف ضد أطفالهم أما أسباب لجوء الآباء إلى العنف فهي متعددة وفي المقدمة محاولة ممارسة الجنس مع الطفلة (18%) وعدم إطاعة الأوامر (15%) وغير ذلك من النسب التي تشير إلى انتشار العنف في بعض الدول العربية.

وفي التقرير السنوي لوحدة الإرشاد الاجتماعي في وزارة العمل والشئون الاجتماعية في الرياض لعام (1422هـ) ظهر أن عدد المشكلات الواردة للوحدة كانت (527) مشكلة زوجية بنسبة (16.30%) و (585) مشكلة أسرية بنسبة (18.13%). وهذا يعني ما مجموعه (1112) مشكلة أسرية بنسبة (34.43%) في عام واحد وسواءً أكانت النسبة مجموعة أو منفصلة فهي تشكل أكبر نسبة للمشكلات الواردة للوحدة وأكثرها شيوعاً.

 وفي التقرير السنوي لوحدة الإرشاد الاجتماعي في وزارة الشؤون الاجتماعية نفسها عام( 1424هـ) بعد انفصالها عن وزارة العمل ظهر أن عدد المشكلات الواردة للوحدة كانت (2245) مشكلة زوجية بنسبة (30%) و (1501) مشكلة أسرية بنسبة (20%) وذلك في عام واحد أيضاً.

وهذا يعني ما مجموعه (3746) مشكلة أسرية بنسبة (50%) في عام واحد وسواءً أكانت النسبة مجموعة أو منفصلة فهي تشكل أكبر نسبة للمشكلات الواردة للوحدة وأكثرها شيوعاً أيضاً وبناءً عليه فإن ضحايا العنف الأسري في ازديادٍ مستمر ليشكل العنف الأسري ما قد يوصف بأنه صدمة تؤدي على اضطرا بات نفسية سواءً كان في جملته كعنف وكتجربة حياته غير معهودة لدى الضحية من قبل أو كان العنف الأسري يتخذ نمطاً معيناً من العنف مثل القتل أو الإصابة الجسدية بحيث تؤدي إلى صدمة نفسية تحمل معها اضطرا بات نفسية وجسدية متعددة.

 وقد أشارت دراسة على (300) حالة من ضحايا الاعتداءات الأسرية وجدوا أن (75%) من ضحايا العنف عموماً كانوا لا يزالون يذكرون بعضاً من مظاهر العنف التي مروا بها بعد سنتين ونصف من وقوع الجريمة وأن آثار العنف تستمر لعدة سنوات من وقوعها وأشارت بعض الدراسات إلى ظهور بعض الاضطرابات والخوف والارتعاش وعدم القدرة على أداء المهام العادية والخمول وقلة الاهتمام على أكثر من (40%) من ضحايا العنف وأن (20% - 40%) من الضحايا يعانون من الاكتئاب والعجز والبكاء وفقدان الشهية والغثيان والتوعك وأن أكثر هذه التأثيرات تحدث في الثلاثة أسابيع الأولى بعد الاعتداء وهناك (45%) من الضحايا يشعر بعدم الثقة في الآخرين و (33%) من الضحايا يشعرون بالخوف من المشي في الليل.

نسب انتشار الاعتداءات الجنسية بما فيها الاغتصاب وآثاره

 تؤكد لدراسات أن نسبة تتراوح بين (5% إلى 9.5%) من النساء يتم اغتصابهم وأن أكثر من (90%) من حالات الاغتصاب لا يتم التعرف عليها لدى الأجهزة الرسمية. وتعتبر الاعتداءات الجنسية من أكثر الجرائم انتشاراً في المجتمع الأمريكي وفي عام(1993م) أشار هناك جريمة اغتصاب تحدث كل ستة دقائق وأن امرأة واحدة من كل ثلاث نساء تعرضت للاغتصاب لمرة واحدة على الأقل في الحياة وأن  (15.4%) من الطالبات في الجامعات الأمريكية قد مروا بتجربة اغتصاب وأن (12.1%) منهن مروا بتجربة مؤلمة كانت محاولة اغتصاب (Attempted rape).

وفي عام(1992م) وجد الباحثين أن (25%) من السيدات المغتصبات يتم اغتصابهن من قبل أزواجهن بشكل متكرر وأن نسبة اغتصاب الأزواج لزوجاتهم في ارتفاع ومن حيث نسبة جرائم الاعتداءات الجنسية المبلغ عنها أشارت بعض الدراسات عام(1990م)أن (5%-8%)من الاعتداءات الجنسية يتم الإبلاغ عنها فقط مقارنة بـ(61%)من جرائم الاعتداء المسلح المبلغ عنها وكذلك بـ(82%)من جرائم السرقات المبلغ عنها و أن (2%-5%)من النساء يتعرضن لاعتداء جنسي في مرحلة من مراحل حياتهن وهذا ما أكدته دراسة أخرى في العام نفسه (1990م)من أن(91%)من النساء لم يخبروا أحدا عن الاعتداءات الجنسية التي حدثت لهم.

 وهذا ما أكدته هيئة الإذاعة البريطانية(BBC) في عام(2003م) من أن الأشخاص الذين يبلغون عن الاعتداءات الجنسية التي تحدث لهم أتضح أن واحد من عدد(65)مغتصِب يُتخذ في حقه حكم قضائي وأشار ت دراسة عام(2005م)إلى حجم التكلفة الاقتصادية لهذا النوع من الجرائم فذكرت أن الولايات المتحدة تنفق للتصدي لإساءة معاملة الأطفال وإهمالهم(94)بليون دولار في السنة الواحدة وأن (4)مليون طفل لديهم خبرة مع الصدمة النفسية بسبب العنف الجنسي والعنف المنزلي والعنف الاقتصادي والعنف الجسدي وأن (16%)من هؤلاء فقط حصلوا على الخدمة المقدمة لهم و هذة الأرقام توضح بما لا يدع مجالا للشك حجم ومستوى جريمة الاغتصاب والاعتداءات الجنسية عموما والضحايا من مختلف الأصناف والفئات العمرية.

 وأظهرت بعض الدراسات العربية والتي عبرت عن الاغتصاب بمفهوم المعاشرة الجنسية بالإكراه أن (82%) من النساء يغتصبن بالإكراه. وحيث أن حوادث الاغتصاب ليست مصنفة كما هي في بعض الإحصائيات وإنما تندرج ضمن القضايا الأخلاقية التي بلغت عام  ( 1421هـ) (3380) حادثة بنسبة (20%) وتأتي في المرتبة الثانية من حيث عدد الجرائم في منطقة الرياض. وفي عام( 1422هـ) وصلت عدد القضايا الأخلاقية في منطقة الرياض لوحدها (3748) قضية وتمثل ما نسبته (14%) من إجمالي القضايا الجنائية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 7 أيار/2008 - 30/ربيع الثاني/1429