الحصاد الثقافي الشهري- نيسان 2008

الجزء(2-3)

القراءة والإنترنت:الخلطة السحرية لترويج الكتب!

 شبكة النبأ: طبقا لمخطط انطلق منذ سنة 2006 بالسماح لمستخدمي الإنترنت بتصفح مقتطفات من الكتب، أطلقت دارا نشر هاربركولينز و راندوم هاوس تجارب جديدة متنوعة في إطلاق حرية تصفح أعمال كتابها علي الإنترنت، فقد أتاحت هاربر كولينز نصوصا كاملة من شريحة مختارة لأدباء بعينهم لفترة محدودة لمدة شهر لاختبار تأثير ذلك علي نسبة المبيعات.

وتقول جين فريدمان المديرة التنفيذية لهاربر كولينز المتحمسة للفكرة: غرضنا هوالإستفادة من مخزوننا الرقمي بحيث يمكننا بشكل آمن وسريع وسهل تغيير المحتوي المتاح، سواء طبقا لرغبة المؤلف في عرض القليل من عمله قبل البيع، أوبهدف الترويج للكتب الأقل مبيعا، لأننا نعتقد أن دور الناشر هو تطوير أدواته لإتاحة الفرصة للمؤلفين لترويج أعمالهم لدي مواطنيهم علي الإنترنت وقد وقع باولو كويلو عقدا مع هاربر كولينز منذ سنة 2000 لترويج ثلاثة أعمال له بنشرها علي الإنترنت، بالإضافة لنشر محتويات كتاب كامل له كل شهر لمدة عام حيث يقول : أعتقد أن القراءة علي الإنترنت تساعد علي زيادة المبيعات، وتغمرني سعادة بالغة لاستطاعة هاربر كولينز إتاحة الفرصة لقرائي الإ طلاع علي أعمالي علي الإنترنت.

أما نيل جيلمان الذي يتيح قراءة رواياته علي موقعه الخاص منذ سبع سنوات، فإنه مقتنع أن ذلك شئ مفيد جدا، حيث أجري تصويتا علي الإنترنت بين القراء لاستبيان ما يجب إستبعاده من أعماله، وهو يعتبره بمثابة إستطلاع حول تأثير الخيال الأمريكي الساحر، و أيا كانت النتيجة فهو لا يتوقع إشارته بدقة إلي التناسب بين برامج التحميل والمبيعات الإضافية، أو علي حد قوله إنه شئ متعلق أكثر باكتساب جمهور فضلاعن العلاقة المتبادلة، كما أنها تساعد علي اكتشاف أدباء جدد ، فالناس غالبا ما تقبل علي قراءة أعمال الأدباء الجدد الموضوعة علي أرفف مكتبات أصدقائهم، أو من خلال تزكية شخصية: إنها لا تبدأ عادة من خلال تعامل مادي، أشك أنني اكتشفت ولو واحد من أدبائي المفضلين عن طريق شرائي كتابه .

وعلي الجانب الآخر تتبع دار نشر راندوم هاوس منهجا مختلفا، بمثابة مشروع تجريبي يتمثل في إطلاق شرائح معينة وبطريقة فردية من الكتب علي الإنترنت نظير أجر بسيط، فقد أتاحت ستة فصول وخاتمة من عناوين للإخوة شيب و دان هيث نظير 2,99 دولار لكل منهما، والمستفيدون من تلك الخدمة سوف يصلهم خط تحميل للفصول التي وقع عليها إختيارهم علي البريد الأليكتروني، الذي تزعم أنه من المستحيل التشارك به اليكترونيا.

وتقول كارول شنيدر مديرة راندوم هاوس : أنه مشروع تجريبي لقياس مدي الطلب علي تلك الخدمة . وهي تجربة تجري علي عكس توقعات مستخدمي الإنترنت بالحصول علي خدمات بلا مقابل، وتضع الدار خطة للتوسع في المقتطفات المجانية من الكتب التي لا تشمل الأدب الواقعي أو القصص القصيرة، لكن علي الجانب الآخر يعتقد جيلمان أن الناشرين سوف يحصدون أرباحا برغم كل شئ : المشكلة ليست في نسبة إقبال الناس علي قراءة الكتب، لكن في عدم قراءتها علي الإطلاق، أنت تقاوم حقيقة أن الناس لم تعد تقرأ من أجل الإستمتاع بالقراءة أو الترويح عن النفس، لذلك يجب تشجيع كل الوسائل المحفزة علي القراءة .

ونشرت الكاتبة كيت بالنجر في الجارديان تجربتها مع النشر الرقمي علي الإنترنت، والتي تدعو من خلالها الأدباء إلي التخلص من عقود النشر التقليدية، والإتجاه نحو مستقبل رقمي، وعدم السماح لصناعة النشر إبعاد الحقوق الرقمية، وكما أن هناك تقنية معروفة ومحبوبة وموثوق بها وهي الكتاب، فهناك بدائل جديدة ومرضية للأدباء وهي الكتابة علي الإنترنت، التي تتيح للقراء تخزين مئات الكتب في زمن قياسي حتي علي الموبايلات المتطورة السهلة الحمل مع إتاحة عرضها بوضوح وبصورة جميلة، علاوة علي الحاسبات التي يمكنها النقل من وإلي التليفزيون، وسيأتي اليوم الذي نسأل فيه أنفسنا : لماذا نترك منازلنا الضيقة مكدسة بالكتب المتربة؟ وأرجو ألا تسئ فهمي فأنا كاتبة وقارئة ومحبة للكتب، لكنني في السنوات القليلة الماضية شاركت في الكتابة الرقمية، وكان هدفي الأساسي تطويرالإبداع الروائي من أجل وسائل الرقمنة الجديدة، مثلما فعلت الدراما التليفزيونية عندما طورت أسلوبها فأصبحت مميزة عن السينما، كما غيرت الرقمنه صناعة الموسيقي كلية.

وعلينا إثبات قدرتنا علي التحدي في ظل المنابر الجديدة الممنوحة لنا، فعالم النشر يدرك جيدا ذلك التحدي ويتوق بشدة لاستغلال النشر علي الإنترنت في بيع الكتب الأقل مبيعا، والعناوين الجديدة للعبور خلال أي جهاز يمكن إستخدامه بسهولة، وهي تعتبر مسألة أن يصبح الكتاب متاحا بمجرد نقرة ماوس، شيئا أكثر ديمقراطية وأسهل من أي كتاب مطبوع، والمشكلة فيما تطلق عليه العائلة المالكة من الناشرين ممن يقدمون للأدباء عروضا للنشر علي الإنترنت مثل التي يقدمونها للنشر المطبوع، فهي تتفاوت ما بين 10 و 20 بالمائة يتسلم منها المؤلف عادة 7,5عن الغلاف الورقي و 10 عن المصقول، وترتفع النسبة كلما زادت المبيعات، فإذا كانت تكلفة الكتاب 10 جنيهات يحصل الكاتب علي جنيه واحد عن النسخة المباعة والتسعة التي لن يتسلمها تعطي للتحرير وتصميم الكتاب والغلاف وأي إعلان للناشر يتضمن الكتاب والطبع والورق والشحن وتكاليف النقل والتوزيع والتخزين، وأقول لمن يسأل عن أرباح النشر، يقال أن طريق المليون في النشر يبدأ بعشرة ملايين لكن بعض الناشرين يحصلون علي المال من خارج صناعة النشر، وحاليا صناعة النشر مسخرة للبيع بالتجزئة، وقد قال لي مسئول بدار نشر كبيرة أن نظام محاسبتهم يعتمد علي المخزون، وأنه لفترة من الوقت كان عليهم إيجاد طريقة لنشره رقميا، من أجل توفير أماكن خالية بالمخزن.

 والنشر الرقمي يوفر تكاليف النشر، فلا مخازن أكثر أو شاحنات مكتظة بالكتب، لا ورق أو حبر، أو أماكن عرض، وتنحصر التكلفة فقط في الإفتتاحية والتصميم والإعلان عن الكتاب، وإبتكار ملف رقمي .

تقول الكاتبة : نحن لا نشتري كتابا لأنه صادر عن بنجوين لكن لرغبتنا في القراءة لكاتبه، وفي النهاية تزيد قيمة الكاتب لدي دار النشر، وعلي الأدباء الاستيقاظ علي حقيقة تقول: لماذا يجب توقيع عقود تمنحنا 15 % تافهة بينما يمكن تخفيض التكاليف الفعلية بين ليلة و ضحاها؟ .

باحثون عرب يستنطقون الإسلام الأوروبي

 أطلق مركز المسبار للدراسات والبحوث في دبي كتابه السادس عشر عن "الإسلام الأوربي" وهو أول كتاب جماعي يصدر بالعربية عن الإسلام الأوربي. ووفق مقدمة الكتاب التي كتبها رئيس المركز الكاتب: تركي الدخيل، فإن دراسة الإسلام الأوروبي" ليست دراسة مفهوميه تتعلق بتطورات الخطاب الإسلامي أو تجديده خاصة في ما يخص المسلمين في أوروبا وحدها، بل إنها كذلك دراسة اجتماعية وسياسية متعددة الأبعاد، منها ما يخص الأمن كما أن منها ما يخص الاجتماع والتمظهر الديني والسياسي، في ظل تطورات هيكلية وسياسية، تشهدها القارة الأوروبية".

ركّز الكتاب السادس عشر على قضايا وتصورات الغرب لتصور الإسلام ودوره داخله، وكذلك طرح عدد من المفكرين المسلمين في أوروبا للإسلام الأوروبي ودوره واتجاهاته، ويأتي هذا التركيز بعد تصاعد الاهتمام بالظاهرة الإسلامية في أوروبا. يشارك في البحث هيثم منّاع ببحث عنونه بـ"الإسلام في أوربا، إعادة اكتشاف الذات" والتي يرصد من خلالها المنعطفات الهامة في الوجود البشري الإسلامي في أوروبا، والتي كانت ذروتها في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات. والدكتورحسين عبد القادر في دراسته عن "مسلمي أوروبا: أطوار الاعتدال والتطرف"، حيث يتابع نظرة أوروبية أحادية برزت منذ بداية الثمانينيات، يعكسها الإعلام الغربي بشكل كبير، وميزتها نزعة الاستقطاب باتجاه العنف والتطرف. والدكتور محمد الطيبي بعنوان "الإسلام وأوروبا: إشكالات مفاهيمية"، حيث يسعى إلى ملامسة إشكالية الإسلام في أوروبا، كدين وقيم من جهة، وكمجموعة بشرية تتماهى فيه، طارحة حقوق مواطنتها ضمن تميزها العقيدي، من جهة أخرى. حيث تتفادى في الآن نفسه النزوع إلى تمايز هوياتي، يفصلها عن الديناميكية العامة للمجتمعات التي تعيش فيها منشأً وتربيةً ومصيراً.

 كما يشارك الدكتور بومدين بوزيد دراسته "مسلمو أوروبا بين الديني والعلماني" حيث يخلص إلى أن الإسلام "الليبرالي/الأوروبي" يتعامل بطريقة أكثر تمدنا مع المرأة وقضاياها مثلا، وهو لا يسعى إلى أسلمة أوروبا وتحويلها من "دار العهد" و"الدعوة" إلى "دار الإسلام"، وإنما يتفاعل مع آليات التكامل والاندماج في المجتمع الغربي ووفق معاييره ومنظومة قيمه بشكل رئيس.

وحول فقه الأقليات يقدم الأكاديمي المغربي منتصر حمادة دراسته "سؤال المرجعية: من أجل فقه جديد لمسلمي أوروبا"، يتساءل حمادة عن واقع التحديات الهوياتية التي تواجه تلك الأقليات، وتجد نفسها مضطرة لتمرير مواقف عملية تجاهها، سواء كانت مؤسسة على أرضية شرعية/تأصيلية، أم على قناعات عقلانية براغماتية.

الدكتور حسين الزاوي "الإسلام السياسي والجالية الجزائرية في فرنسا"، وهو موضوع جدير بالدرس في هذا السياق، فوجود الجزائريين في فرنسا كان مؤقتاً في الفترات الأولى، لكنه ما لبث خلال العقود الأخيرة من القرن العشرين، أن تحول ومع بداية هجرة الجيل الثاني في شكل مجموعات عائلية بسيطة، إلى تحديات على صعيد الاندماج الاجتماعي للجزائريين في النسيج الفرنسي، وخاصة أن أولياء تلك المرحلة لم تكن لهم المؤهلات التعليمية، التي تسمح لهم بمراقبة أبنائهم المنبهرين بجاذبية المحيط الجديد. و بدأ الوجود الإسلامي في فرنسا يتحول من مجرد ظاهرة اجتماعية بسيطة إلى قضية رأي عام وطني، يسهم أسلوب التعاطي معها في تحديد وحسم مختلف الاستحقاقات السياسية التي عرفتها فرنسا خلال العشرين سنة الأخيرة وحول طارق رمضان، أبرز ممثلي طرح الإسلام الأوروبي، يقدم الباحث المغربي الدكتور محمد همام دراسته "أطروحة الاندماج عند طارق رمضان".

وفي دراسة حالة أخرى يعرض الأكاديمي المصري المقيم ببريطانيا سعيد شحاتة أوضاع المسلمين في بريطانيا، ويتساءل في عنوان دراسته: "المسلمون البريطانيون، أم المسلمون في بريطانيا؟"

وعن "معوقات التحاور والتجاور" بين الإسلام والغرب، يقدم الدكتور عبد القادر بوعرفة ورقة تحليلية، يبدأها بأسئلة منهجية: عندما نتحدث عن إشكالية العلاقة بين الإسلام والغرب، فأي إسلام نقصد، ومع أي غرب نريد أن نتحاور ونتجاور؟

بينما يلفت الباحث السوري رضوان زيادة النظر إلى زاوية ما بات يعرف بعولمة أو "تحديث" الإسلام، تلك العملية التي انطلقت وارتبطت بشكل كبير بحدث 11 سبتمبر (أيلول) 2001، وما لحقه من هجمات إرهابية في أكثر من دولة أوروبية، ويرى زيادة أن هذا الحدث أيضا أطلق حواراً مباشرا أحيانا، وغير مباشر، أحيانا أخرى، بين الرؤيتين الغربية والإسلامية للعالم، كما أنتج منظورين مختلفين جزئيا لكل من أوروبا والولايات المتحدة تجاه الإسلام والمسلمين داخل كل منهما. كما يطرح الباحث والأكاديمي الجزائري بوفلجة غيات عددا من الأسئلة المهمة حول الوجود الإسلامي في الغرب.

ويضم كتاب المسبار السادس عشر قراءتين في اثنين من أهم الكتب التي صدرت حول هذا الموضوع، وهما كتاب "ضواحي الإسلام" للبروفيسور الفرنسي المتخصص في الإسلاميات جيل كيبل، ويقرأه الصحافي التونسي هادي يحمد، وتكمن أهمية هذا الكتاب في أنه تنبأ منذ الثمانينيات من القرن الماضي باحتلال الإسلام مكانة مهمة في التركيبة الاجتماعية الفرنسية، وكان صريحا وسباقا في الدعوة إلى إدماج الإسلام عبر كتابه الذي وضع له عنوانا فرعيا وهو "ولادة ديانة في فرنسا".

أما الكتاب الثاني فهو: "نحو إسلام أوروبي"، للكاتب والخبير الفرنسي أوليفيه روا، ويعرضه الدكتور بن عبو سنوسي، وتتمحور إشكالية الكتاب حول سؤال: هل يتوافق الإسلام مع العلمانية؟، وهو السؤال الذي يطغى الآن على النقاش في أوروبا.

كما يشارك المفكر المصري الدكتور حسن حنفي بدراسة الكتاب تحت عنوان "الإسلام/أوروبا: هل ينتفي الخوف المتبادل؟"، والتي يفتتح بها كتاب المسبار سلسلة من الدراسات حول العقل الأصولي الديني والإيديولوجي عموما تمتد مستقبلا في سائر أعداده.

ويحرص كتاب المسبار على تقديم ببليوجرافيا لأهم المؤلفات الأجنبية والعربية في موضوع ملفه إضاءة للبحث فيه، ودعوة للمشاركة الفاعلة في تطوير قضيته وأطروحاته. المركز أخذ على عاتقه البحث في "الحركة الإسلامية" على طول المجلدات الماضية، وقد أضخم مشروع بحث عن الحركات الإسلامية في المكتبة العربية والعالمية، ويقدم كتاباً شهرياً ويستقطب كبار المفكرين والكتاب والباحثين العرب.

المجتمع المدني: التاريخ النقدي للفكرة

صدر حديثاً عن المنظمة العربية للترجمة كتاب: المجتمع المدني: التاريخ النقدي للفكرة تأليف جون اهرنبرغ، ترجمة علي حاكم صالح وحسن ناظم، ومراجعة فالح عبد الجبار. في هذا الكتاب متابعة نظرية تحليلية لتاريخ مفهوم المجتمع المدني ولتأثيراته في الفكر السياسي الغربي، خلال ألفين ونصف الألف من السنين، منذ أرسطو، مروراً بفلاسفة عصر التنوير وماركس، وتوكفيل وبمقطوعي كولن باول من أجل أمريكا... إن المؤلف يعرض فيه ما يمكن لهذا المفهوم، ذي الأهمية المتزايدة، أن يقدمه للشؤون السياسية المعاصرة، كما يعرض فيه حدود هذا الامكان. تحليل متين. يلقي الضوء. قوياً. علي تطور مفهوم المجتمع المدني. ان اهرنبرغ يضع أشكال فهم المجتمع المدني في سياق العلاقات المتغيرة، تاريخياً، بين الدولة والاقتصاد والمجتمع، وبذلك يساعد علي فهم نواحي الغموض والتناقضات التي تحول هذا المصطلح، الساري استخدامه، الي لغز .

 الثقافة العراقية

حمام بغدادي معاناة عراقية باليوم العالمي للمسرح

اختتم مهرجان الكوميديا المسرحي بمدينة اللاذقية شمال غربي سوريا فعالياته بإحياء اليوم العالمي للمسرح ، بعرض لمسرحية "حمام بغدادي" من تأليف وإخراج جواد الأسدي.

وتناولت المسرحية التي شهدت إقبالا جماهيريا الذكرى الخامسة لاحتلال العراق، عبر سرد حكايات ألم ومعاناة الشعب ممثلة بقصة حميد ومجيد وهما شقيقان يعملان سائقين على خط عمان بغداد، يحملان فكرا مختلفا وعفويا تجاه الاحتلال والحياة بشكل عام.

ويتجلى ذلك من خلال ذكرياتهما في حمام شعبي اعتادا ارتياده منذ الطفولة بعيدا عن أصوات الانفجارات المتقطعة زمن الاحتلال، والتي خلقت حوارا ساخنا بينهما.

فمجيد يحاول إقناع حميد بالعمل مثله لدى الأميركيين، وحميد يرفض عمل أخيه كمرتزقة لدى الاحتلال، ويرفض خنوعه لعذر "العمل مع الشيطان" من أجل تأمين رزقه كما يردد مجيد دائما.

ولكن مجيد ينجح بإقناع أخيه بإيداع بؤسه وفقره خزينة النسيان، ويغريه بكسب أموال طائلة بنقل مرشح عراقي من الأردن إلى العراق للمشاركة بانتخابات عراقية لم تحدد صفتها، ولكن تبرز صفة المرشح كأحد عملاء أميركا.

يموت المرشح في الطريق لبغداد، ويصر مجيد على نقل جثته لكسب المال أيضا من أهل المرشح، فيما يتراجع حميد عن ذلك رافضا أن تفتش مجندة أميركية التابوت وتنتهك حرمة الموتى.

تابوت رمزي

ويقول الممثل فايز قزق الذي يجسد شخصية مجيد "إن التابوت ينفجر بلقطة فانتازية لتطير بانفجاره أحلام مجيد وآماله".

وفي مشهد لقائه الجديد مع أخيه في الحمام ذاته الذي بدأت فيه أحداث القصة، يمد مجيد يده لأخيه محاولا إحياء علاقة أخوة صادقة لكن حميد يأبى تصديقه.

وتنتهي القصة في الحمام بانفجار عبوة ناسفة تودي بحياة حميد، وينتهي العرض وهو يغرق بالحمام البغدادي بينما يتخبط الآخر وهو على وشك الغرق أيضا.

وعن دلالة ذلك المشهد، يقول قزق إنه يرمز إلى حالات القتل اليومية بين الأخوة في العراق وأبناء الشعب الواحد، والتي لن تنتهي في القريب العاجل.

يُذكر أن حمام بغدادي عرضت بدول عربية وأوروبية عديدة ونال عنها قزق ونضال سيجري جائزة أفضل ممثل مناصفة بمهرجان القاهرة للمسرح التجريبي الدولي، كما نالا وسام الشرف في إيرلندا في مهرجان كوك.

عرض الفيلم العراقي احلام لاول مرة في اربيل

عرض في مدينة اربيل العراقية وعاصمة أقليم كردستان، الفيلم العراقي الشهير "أحلام" للمخرج السينمائي محمد الدراجي. الفيلم الذي عرض لاول مرة في عام 2004 تم انتاجه بتمويل هولندي بريطاني ومبادرات شخصية من المخرج وبعض المؤسسات الثقافية العراقية والانسانية، يتعرض لبغداد ما بعد نيسان 2003 من خلال قصة ترجع الى ايام الحرب العراقية الايرانية.

فيلم "أحلام" سيناريو وأخراج وتصوير المخرج العراقي الشاب محمد الدراجي، الذي صور بعد سقوط نظام صدام في العراق في ربيع عام 2003، الفترة التي استغرقها تصوير الفيلم هي 55 يوم في بغداد، وسط أحدات العنف في تلك الفترة.

فيلم أحلام يبدأ أحداثه من سنة 1998 وحتى سقوط نظام صدام،بطلة الفيلم "أحلام" هي فتاة عراقية يقبضون على زوجها في يوم زفافها لتدخل المصحة العقلية، في الفيلم ايضا هناك ثلاث شحصيات لشبان عراقيين لكل منهم معاناة خاصة بهم في ظل المعاناة التي كان يمر بها كل عراقي في تلك الفترة.

منتج فيلم "أحلام" هو عطية الدراجي وشارك في التمثيل كل من الممثلين اسيل عادل وبشير الماجدي ومحمد هاشم.مما يذكر ان الممثل محمد هاشم لم يستطع حضور عرض الفيلم في أربيل بسبب الاوضاع الراهنة في بغداد وحظر التجوال المفروض، كما أشار الى ذلك مخرج الفيلم في كلمته.

لوحات عراقية تحلق بالمرأة العربية خارج مرارة الواقع

 عكس الفنان التشكيلي العراقي جابر السراي حال المرأة العربية والعراقية خاصة في جميع اللوحات التي شكلت معرضه الشخصي الأول الذي تنوعت موضوعاته بين قتامة الماضي والحاضر والهرب من الواقع المرير إلى الحلم.

وضم المعرض الذي افتتح تحت اسم "بنيلوب وشظايا البلور" في العاصمة الأردنية عمان 35 لوحة حملت جميعها صور نساء مغمضات أعينهن وبخلفيات مختلفة بعضها أسود والآخر بألوان زاهية بنفسجية ووردية.

وقال السري إن لوحاته "تحمل سردية فيها الكثير من اللوعة والألم والاضطهاد للمرأة عامة في عالمنا العربي وخاصة في العراق طبعا".

وأضاف أن المعرض يحمل شقين للمرأة أولهما وهي "غارقة في عتمة روحها وانكسارها آملة أن تبتعد عن الواقع المرير"، والأخرى "شبهتها بنافذة تطل على عالم خارجي متناسية أبعاد الزمان والمكان متأملة حالمة تغادر الواقع لتبدأ مسيرة الحلم وهي مغمضة عينيها".

ورسم السراي المرأة في جميع لوحاته ببعدين يحمل وجهها القمري شقين يمثلان ثنائية الخير والشر والموت والحياة، ويرافقها في معظم اللوحات إما الثور الذي رسم شبحا أسطوريا أو الحمامة البيضاء التي تستطيع التحليق بالمرأة بعيدا.

وقال الفنان إن دور الثور الذي اعتبر في الحضارة السومرية جزءا من آلهة هو داعم وحام للمرأة في جميع الأحوال وكأنه يدفعها للحلم، أما الحمامة فهي تعكس أمنية المرأة بالطيران عاليا وبعيدا عن واقعها، وشبه السراي المرأة بالمركز الذي تدور حوله الأشياء، فهي حاضرة في كل زمان ومكان ولها إيقاع وجمال وتناغم.

وقال السراي إن المرأة مطبوعة في الخيال منذ طفولته، وترسخت في الذاكرة بواقعها وحزنها وألمها وحرمانها فكان هذا مخزونا قام بأرشفته في أعمال فنية. وأضاف "أعكس هموم المرأة وسعيها للخروج من واقعها، أحببت أن أحررها بأبعادها الحسية والوجدانية من عالمها المظلم".

موفق محمد.. يغني في نادي الشعر العراقي

 انه موفق محمد.. الشاعر الحلي الجميل، الذي أخذ اسمه يرن في الوسط الشعري العراقي بموسيقى ابداع عذبة، ونجمه يتسامى بمحبة للناس والشعر وانتماء للناس والشعر، انه الان يقف على منبر نادي شعر التابع للاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق ببغداد، في استضافة استثنائية معبرة جاء اليها من مدينته الحلة بدون ان يرتدي الملابس الرسمية التي تكون جاهزة لاحتفالية مثل هذه، لكنه لم يأبه كأنه يؤكد عدم انتمائه الحقيقي للاشياء الرسمية، احتشد فيها محبوه ومريدوه والشعراء،وحيث امامه تحلق اذان وعيون كلها تنصت وتتأمل، كان فيها يغني، ولكن اي غناء، انه ذلك الذي المحلق في الوجدان والباذخ في عاطفته، غنى وتفاعل مع غنائه المستمعون – المشاهدون، وكانوا احيانا يردون على تأوهاته او يباغتونه بتعليقات حميمة، قدم الاصبوحة الشاعر الشاب مروان عادل الذي اعترف بصعوبة التقديم لشاعر مثل موفق محمد، لكنه قال: حلي.. غزلنا اليوم، حلية ثقافتنا اليوم القادمة الينا بسيقانها الطوال، انه موفق محمد..، شوهد مؤخرا يرسم خارطة متوقعة لما بعد الذي يحدث، وضبط.. يدون تاريخا لما قبل الذي يحدث، انه العدد المفرد الذي لايقبل القسمة على طائفتين، عُلم منطق الوحدة وأؤتي من كل محافظة علما، هو المتوفر لكل اغنية اكلت اطرافها القوانين وكا امنية قطع طريقها القادمون، امه الشمس التي تسبق الشمس وقوامه النهر الذي النهر، واضاف مروان: ها هو اليوم بتربانه وعربانه ينصب لكل مفردة ئيل، ليكون كلامه له عبدائيل، اليوم نملأ بهذا الكبير حيزات احلامنا، اليوم نشمخ بما يوفره اسمه الضخم، اليوم.. بمساميرنا الاولية سننقش على اكتافه العريضة لغتنا الاولى، ثم وقف مروان ليتلو كلمات الترحيب الاخرى قائلا: الينا.. الى هذا المكان ايها المحب، ايها الشاعر الذي رفع رؤوسنا، ايها الضخم، ولا اكثر ولا اقل.. نحن الان مع الهائل موفق محمد.

وما كان موفق محمد وهو يتأهب للصعود الا وقد تصبب خجلا امام كلمات الاطراء، وحين استوى على كرسيه شكر الحضور الذين تجشموا عناء الوصول الى مقر الاتحاد رغم الصعوبات المعروفة  في الطريق، ومن ثم انحنى على المنصة قائلا: قلت مرة.. انني لم اكن شاعرا في يوم ما، فأنا راو لشاعرة اسمها الحلة، وعلى الفور قرأ مقاطع من قصيدة (سبع عيون) منها:

       

في براد الموتى

وبعينٍ مرعوبة

ميّز وجه أخيه

حدّق في جبهته المثقوبة

فرأى أماً معطوبة

وغراباً ينقر في عين أبيه

* * *

 في المسجد صلـّى للرب

وثلــّج لحم أخيه

خوفاً من رائحة الحرب

ورفقاً بالعصفورِ النازف فيه

* * *

أحياءٌ

مازلنا أحيـــــــاءْ

نحيا في حي الأسرى

           والمفقودين

                 وحي الشهداء!!  

 ما ان انتهى من قصيدته وتحت ظلال التصفيق والتأوهات التي اطلقت من ارجاء القاعة، قال له الشاعر مروان: يا موفق محمد.. علل ما يأتي: الناقد الادبي الكبير ياسين النصير يقول انك (شاعر الشعب العراقي)؟، لم يجب موفق عن التساؤل بل غاص عميقا في تأملاته وحيائه ثم قال مرتبكا: ( هذه متروكة للناس وليس لي انا، انا اشكر من يقول كلمة حق في الشعر العراقي الان وليس في حقي، فأن تكون شاعرا في العراق تلك جريمة كبرى، لان بغض النظر عن الكثير من الاشياء فأنك ستكون محراثا في تنور جهنم، واكبر (خطية) ان يصير احد شاعرا في العراق، انا شاهدت في سويسرا عالما اخر من قراءة الشعر، هناك شاعر على منصة وهناك من يعزف له على البيانو )، ثم اردفه مقدم الاصبوحة بسؤال اخر قائلا: سمعناك ذات مرة تقول: ما حك جلدك مثل نخلك يا عراق، لماذا النخل؟، فأجاب موفق: النخلة ونحن جيران، متجذرين معها في العراق العظيم، واعتقد ان الحياة خارج العراق غير ممكنة للعراقيين، فأينما تمضي تحس ان المكان ليس لك، وتقدر ان لا تبدل كل حدائق العالم بحديقة اتحاد الادباء، ثم اضاف: مازلنا نتعامل مع القصيدة كأننا امام خيمة، بل اننا يجب ان ننزلها من برجها العاجي ونجعلها تمشي على قدميها، فلو قدر للشوارع والارصفة في العراق ان تكتب شعرا لكتبت اجمل القصائد، ومن ثم قرأ قصيدته الطويلة (سري للغاية) التي جاء في مطلعها:

ألم ترَ ان لا حمار في العالم يشبه موفق محمد

فهو الوحيد الذي يسير على قدمين اثنين

عابرا ً الشوارع من المناطق التي يشم فيـــها

جـِلد أخيه الوحشي

لاعنا ً من دجنه

فهو يخاف الحكومات

وهذا وحده كاف لتتويجه ملكا ً

رغم انه يكره الأضواء

فلم يقف شامخا ً مـُبَرطِما ً

على قاعدة اُسقِطَ صنمها

محذرا ً الجماهير بعد الذي ذاقته الآن

ان لاتفتدي بدمها أيا ً كان

راسما ً بأذنيه علامة النصر

لا طشا ً ذيله بين اليتيه خجلا ً

من القادمين الذين عانوا الأمرين في المنافي

وكان جمهور الحاضرين منسجما جدا مع الشاعر في القائه الذي يرسم فيه الصور ويكملها بحركات من يديه وارتفاعات وانخفاضات نبرات صوته التي تقيس المسافة ما بين الكلمة ومعناها فتطل معبرة، ولا ابالغ ان قلت.. لم يمر مقطع الا وتفاعل معه الجمهور، اما ضاحكا او مستكملا سخرية الشاعر او متأوها مع تقلبات صوت الشاعر، لاسيما ان موفق في بعضها كان يخرج عن النص ويشير اشارات ساخرة كما في المقطع الاتي حينما ذكرالعمر وقال ضاحكا (لست انا):

هو في الستين من عمره

ولا يملك شبرا ً في المعمورة

ولا زاوية في زريبة

ولم يسلم عليه أحد من أبناء جـِلدته

لأمر ٍ يتعلق في نسبه

لم يخلف أحدا ً

رغم فحولته التي يمكن ان يقف عليها

مُستغنيا ً عن قوائمه الأربعة

يخرج وحيدا ً عاريا ً كما خلقه الله

ويعود مُثخنا ً بالجراح

جرّاء السياط التي تشترطها الأزمات

التي تعصف بالبلاد

فعلام خروجَك يـــاصاحبي!؟

قالها أخ ٌ لم يفارق طولتِه منذ سقوط العهد الملكي

أنا أفكر إذن أنا دِيـــــــــــــــــــــــــخ

  ومع متعة الالقاء، كان باب المداخلات مفتوحا على مصراعيه، ومن بين المداخلات نشأت مداخلات اخرى اضفت جمالا طبيعيا على الاصبوحة، فقال الناقد بشير حاجم: شعر موفق ليس صعبا مثلما هو ليس سهلا، انه السهل الممتنع، شعر موفق.. يومي، فيه تفاصيل نشعر بها ونحسها، نجدها في تفاصيل حياتنا اليومية، وهو يستخدم عدة طرائق لجذب المتلقي سواء كان سامعا او قارئا، فهو يستطيع ان يوصل القصيدة بطرق قصيرة وسريعة وحاسمة، واعتقد انه يقترب من اجواء مظفر النواب واحمد مطر وحسين مردان، بعده تحدث القاص شوقي كريم قائلا: ان موفق محمد هو الشاعر العراقي الوحيد الذي استطاع ان يقدم قصيدة (تراجيكوميديا)، ان يحول ما يحدث من مآسي في العراق الى كوميديا، ان الكوميديا التي جعلتنا نضحك هي تسويف لفكرة الالم والمعاناة الكبيرة، ان موفق يتحدث بلغة شعرية عراقية جديدة لايتكأ فيها على اللغة الفصيحة او اللهجة العامية، بل يجيد هذه اللغة العراقية الشعرية الخاصة، وعلى النقاد ان ينتبهوا الى ان موفق يشتغل على مساحة خاصة به، انه اخترق الذائقات لانه يخاطب الوعي الجمعي.

   ثم تحدث علي الفواز قائلا: موفق.. يضخنا بقصيدة الاحتجاج، بقصيدة الحرية، مثلما يضخنا بقصيدة الصوت الذي يجب ان نصغي اليه جيدا، موفق خرج من دائرة الشاعر المعرفي او التاريخي الى صناعة الشعر الذي يصور ويتلمس ما يطرح الشارع من اسئلة،ان موفق قدم شكلا مميزا للقصيدة التي تنتج صورا عديدة، ان يعيدنا الى قصيدة الصورة، صورة الفاجعة واليوميات المليئة بشاعة، انه لا يطرح السؤال بل يقتنص من الجواب ماهو قلق وما هو مربك ودامي، ان موفق محمد هو شاعر التفاصيل.

وتحدث الناقد زهير الجبوري قائلا: القصيدة عند موفق تنطوي على ضوابط جديدة تطرح كل ما هو جديد على اجهزة النص الحديث ومغادرة الشكل الكلاسيكي، وهذه يلا شك تحتاج الى زمن، من جانب اخر اعتمد الشاعر على سخريته الشعرية وتأجيج هذا الفعل التعبوي داخل القصيدة، ان موفق يعتمد داخل جسد النص اللغة الشفافة التي تتضمنها الفصحى والعامية وهذا ما يميز شعراء الجيل الستيني.

 اما الشاعر جاسم بديوي فقال في مداخلته: ربما يكون اداء موفق محمد اكثر من محبيه، لان موفق ليس شاعرا رسميا وهو ضد الرسميات اصلا، لذلك لايعد مستمعيه ينسق عال من الكتابات السلطانية او المدائحية، ان ما يقدمه موفق انا اسميه بالصدمة الثقافية، حين ينزع المتلقي من كل ما هو رسمي.  

اما الدكتور جمال العتابي فقال: بحكم رفقتي الطويلة مع موفق محمد يمكنني ان ارد قول القائل ان شعر موفق اقرب الى شعر مظفر النواب، بل انه اقرب الى شعر محمد الماغوط، ان موفق شاعر محرض مقاوم وجري ويمكن ان يكون شاعر المقاومة العراقية اذا جاز التعبير، اذكر في التسعينيات وقف موفق في مهرجان المربد وهو يحمل كفنه بيديه، فبعد ان قرأ موفق قصيدته دعاه احد المسؤولين دعوة للسفر وسهل مهمته الى خارج العراق لكن موفق رفض وأصر على البقاء، موفق من تلك السنوات استطاع ان يؤسسلجيل من الشعراء الشباب على النسق ذاته.

 واختتم المداخلات الفريد سمعان بقوله: كل ما قيل عن موفق محمد لايمكن ان يصل الى اعماقه، انا اعتقد انه متخم بالحزن والاسى والاحتجاج، ويخيل لي انه لو اتيحت له الفرصة وفاد الناس بالعصي لاسقاط حكومة ما او اي شيء خاطيء لفعل، موفق اخذ مكانا مميزا في الشعر العراقي ومن يشبهه بمظفر النواب مخطيء، فهو جريء وصريح ومهموم وجزين، انه مشحون بالاسى واغضب واللعنة على الذين يسيرون عكس الاتجاه الحقيقي للانسانية، انه يبني ليست صورة واحدة بل عمارة من الصور، فيطيل في رسم الصورة، انا احب موفق محمد وشعره.

 وفي ختام المداخلات التي ما كان موفق طرفا فيها، عاد الى قراءة بعض من قصائده كانت الاولى (باب الطاق) حسب رغبة الفريد سمعان ومن ثم قرأ قصيدة طويلة تحمل عنوان علامة استفهام (؟) كانت مسك الختام، وجاء في مطلعها:

 قبل ان يطلقوا رصاصة الرحمة على رأسه

سألوا دجلة

وهو مشلول الضفتين

مثقل بالرؤوس اليانعة التي تقوم فيها الساعة وينشق القمر

ما الذي تتمناه الان؟

فرتل بموجة مقطوعة اللسان

اروني الفرات

لاطبع غيمة دافقة على جبينه

واعزف له بساقية ثقبها الرصاص

خلي وصديقي

ان الحياة التي نبغي لن نجدها

وان الشعوب لم تعد جديرة بأنهارها

ومن اجمل ما في القصيدة الجميلة التي اطرب الشاعر الحضور بصورها الشعرية التي كان يرسمها بالصوت والاشارة والكلام، ذلك المقطع الذي طلب الحضور ان يعيده لانه يمثل روعة في التعبير عن حالة عراقية:

لا تسموا ابناءكم

فكل الاسماء تؤدي الى الذبح

رقموهم

لكي يسلموا هم واباؤهم

ومع ان الشاعر انتهى من قراءة قصائده والاصبوحة لملمت اطرافها الا ان الشعر الذي نفثه موفق محمد ظل عابقا في نفوس الحضور مفعما بالتحيات والتمنيات.

مجلة "الشعر" ترصد ملامح الشعر العراقى فى الشتات

صدر العدد الجديد من مجلة "الشعر" ربيع 2008 والتى تصدر عن اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصرى وتضمن العدد مجموعة من المؤلفات. الملف الأول تضمن 23 قصيدة من "الشعر العراقى فى الشتات" قدم لها منذر عبد الحر الذى أشار إلى تنوع الروافد الابداعية لدى شعراء العراق بدءا من الشعراء الذين ينتمون إلى جيل الرواد كالسياب ونازك الملائكة والبياتى وانتهاء بشعراء الجيل الجديد، فهو شعر دائم الثورة والتمرد، مما جعل شعراءه متمسكين بهاجس المغايرة والتجديد، ساعين إلى هذا الهاجس بأدوات قوية متنوعة.

ويضيف منذر عبد الحر أن العزلة الإعلامية التى عاشها العراق خلال الفترة الماضية جعلت تيار التجديد فى القصيدة منكفئا غامضا لايعرف عنه القارئ العربى شيئا مهما، سوى ما نقل إليه بشكل ينطوى فى الغالب على نرجسية ناقليه، وتبنيهم تصورات معينة لغرس قناعة ريادية ما، لأن العراق شهد فى أربعينيات القرن الماضى – كما هو معروف للجميع – ظهور حركة "الشعر الحر" الذى تخلص فيه رواده من نظام الشطرين فى القصيدة الجديدة، وأسسوا رؤية مختلفة، عن الرؤية التقليدية السائدة، وقد انتشرت هذه الرؤية فى الشعر العربى كله.

وألمح عبد الحر إلى الدور الذى قامت به مجلة "الطليعة الأدبية" بنشر نصوص وملفات وقراءات فى الشعر الخاص البعيد عن المنابروالرؤية الرسمية التقليدية، ومن هنا ظهر جيل من الشعراء الجدد مثل خزعل الماجدى وسلام كاظم وكمال سبتى وزاهر الجيزانى ورعد عبد القادر ويحيى السماوى وغيرهم.

وقد تضمن الملف بالإضافة إلى الأسماء السابقة قصائد للشعراء: عدنان الصائغ وحميد العقابي، وعلى حبش وعبد الرازق الربيعى ووفاء عبد الرازق وسعد جاسم وفضل خلف جبر وخالص عزمى ووسام هاشم وباسم فرات ووديع شامخ وسهام جبار وعبود الجابري، وقيس مجيد المولى، وأحمد عبد الزهرة الكعبي، ونصيف الناصرى وكولالة نورى وعبد الخالق كيطان ويحيى البطاط وحسن رحيم الخرسانى وسلام سرحان ومنذر عبد الحر. ويكتب الناقد د. حاتم الصكر عن الشاعر العراقى "عقيل علي".

تحت شعار من أجل خلق فضاءات ثقافية الملتقى العراقي للحوار والثقافة /لاهاي

على صالة الجامعة الحّرة في لاهاي وتحت شعار ((من أجل خلق فضاءات ثقافية))  وبحضور عدد من المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي عقد الملتقى العراقي للحواروالثقافة   جلسة تأسيسية  تم خلالها تسليط الأضواء على هذا المشروع الثقافي الواعد وأهدافه المرجّوة . افتتحت الجلسة بكلمة مقتضبة ألقاها السيد كفاح الحسيني – رئيس تحرير صحيفة الأضواء الأسبوعية  طرح من خلالها  محاور ومقترحات تتعلق بالملتقى .

 

 ثم ألقى الأستاذ علاء الخطيب كلمة  حول عنوان وإسم الملتقى والأهداف التي يسعى لتحقيقها .بعد ذلك إلتئم الحضور حول طاولة مستديرة  وبدأو النقاش حول آليات عمل الملتقى  ونظامه الداخلي  وتبادلوا وجهات النظر  حول العديد من المواضيع المتعلقة  بالملتقى  وبحثوا عن أفضل السبل التي من شأنها تعزز فرص نجاح وديمومة هذا المشروع الثقافي ،كما أكدّ الحاضرون على نقطة رئيسة وأساسية هي ضرورة الإنفتاح على  الجميع  والسعي لأن يكون هذا الملتقى بمثابة الخيمة التي يجتمع داخلها أبناء العراق في المهجر الهولندي بمختلف إنتماءاتهم وتوجهاتهم الفكرية

منح نقيب الصحفيين الراحل الشهيد شهاب التميمي جائزة دبي للصحافة العربية

قررت الهيئة العليا لمهرجان الجائزة العربية في دبي منح جائزة دبي للصحافة العربية لنقيب الصحفيين العراقيين الشهيد شهاب التميمي تثمينا لدوره الوطني والمهني المستقل.

وقال أمين سر نقابة الصحفيين العراقيين مؤيد اللامي" ان هذا التكريم يأتي اعتزازا بالدور الكبير الذي بذله الشهيد التميمي وعطائه الثر في مسيرة الصحافة العراقية ودفاعه عن المبادىء والقيم العالية التي دفع من اجلها حياته الغالية" . واوضح:"ان هذا التكريم يعتبر تكريما للاسرة الصحفية العراقية التي قدمت أكثر من 270 شهيدا خلال الاعوام القليلة الماضية بسبب الكلمة الحرة الصادقة" .

واشار اللامي الى:"ان الاتحاد الدولي للصحفيين قرر اقامة مسابقة عالمية سنوية للصحفيين الشباب باسم /شهاب التميمي/ وفاء وعرفانا له وتخليدا لدوره المتميز في المسيرة الاعلامية وعمله الدؤوب في ترسيخ نقابة وطنية مهنية مستقلة في العراق".

وكان التميمي قد توفي في 27 من شهر شباط الماضي متاثرا بجراحه بعد ان تعرض الى محاولة اغتيال عندما اطلق مسلحون مجهولون النار عليه امام مقر النقابة في منطقة الوزيرية في بغداد .

مبدعو الموصل في موسوعة جديدة

صدر عن مركز دراسات الموصل بجامعة الموصل ودار ابن الأثير للطباعة والنشر (موسوعة أعلام الموصل في القرن العشرين)، تتألف من 666صفحة من القطع الكبير، من تأليف الدكتور عمر محمد الطالب التدريسي في كلية التربية، والموسوعة كما قال الدكتور ذنون الطائي مدير المركز (تلقي الضوء علي مجمل أعلام الموصل في التخصصات الأدبية والفنية والتعليمية والطبية والادارية خلال فترة القرن العشرين)، وأضاف الطائي (ضمت الموسوعة المئات من الأعلام الموصليون بالتخصصات المختلفة). كما ذكر الدكتور عمر الطالب أن (تحرير موسوعة بهذه السعة لأعلام الموصل في القرن العشرين لم يكن بالأمر السهل لولا أنني بدأت بدراسة كل مناحي الحياة في الموصل)، كما اعتذر الطالب عما فاته من أسماء لان هناك كما قال (من لم يعيروا اهتماما لمثل هذا الموضوع وعدوه نوعاً من العبث علي الرغم من اتصالي بهم).

فقهاء المارينز في مجلة عين

صدر العدد السابع من مجلة عين وهي مجلة ثقافية ادبية متخصصة تصدر عن منتدي عين الثقافي في محافظة ميسان وضم العدد مجموعة من القصائد والدراسات النقدية في مجالي الشعر والسرد، اضافة الي حوارات ثقافية ونصوص مترجمة فضلاً عن الاخبار الثقافية في مجال الفن التشكيلي والعروض السينمائية والمسرحية.

واستذكر الشاعر والروائي الراحل محمد الحمراني في ملف تحت عنوان (الحمراني في ذاكرة عين ) وموضوعا للراحل تحت عنوان ( الهروب من شارع المتنبي) . وجاء في حقل الدراسات النقدية مقالا تحت عنوان( متاهات الانتلجنسيا العراقية في رواية عندما تستيقظ الرائحة) كتبه حسن السلمان ودراسة لسعيد عبد الهادي تحت عنوان ( الفريسة والتجريب في بنية الفضاء الروائي)، ومن الكتابات الاخري دراسة تحت عنوان ( الشعر والتاريخ ) لباسم فرات ودراسة تحت عنوان (بلاغة اللوم وخفتها ) لصادق ناصر الصكر.

و ضم العدد دراسة للشاعر محمد مظلوم تحت عنوان ( فقهاء المارينز) اما في حقل الشعر فهاك قصيدة للشاعر رعد زامل بعنوان ( اصر الموت فرثيتك مبكرا ) وثلاث قصائد بعنوان (فتافيت زجاجية) للشاعرة مني الخرسان بالاضافة الي قصيدة للشاعر حيدر الحجاج بعنوان (خيبة جاوزت الاربعين) ونصوص شعرية للكاتب الارجنتيني لويس خورخي بورخس ترجمة حسن ناصر.

وفي مجال القصة القصيرة ضم العدد قصة بعنوان (قصة الخرافة ) لنعيم عبد مهلل وفي مجال البحوث ضم العدد بحثا بعنوان (لغة المكان العائمة) للشاعر حسين الهاشمي كما ضم العدد بحثا بعنوان( استعادة النمط) للشاعر علي حسن الفواز بالاضافة الي اخبار متفرقة عن الاصدارات الادبية والفنية لكتاب وفنانين عراقيين في الداخل وفي الخارج

تجدر الاشارة ان مجلة عين الادبية كانت تصدر منذ التسعينات بتمويل ذاتي بوصفها الرئة الوحيدة التي يتنفس من خلالها ادباء ومثقفين محافظة ميسان وقد حرص المشرفون علي اصدراها ان تتواصل علي الرغم من الظروف المادية القاهرة ومن الجدير بالذكر انه تم في الاونة الاخيرة مد يد العون لمجلة عين من قبل بعض المسؤولين في المحافظة ومجلسها وهي التفاتة تستحق التقدير.

 معارض فنية 

مشاركة واسعة في المهرجان الثاني للإبداع التشكيلي بمصر

 شارك أكثر من أربعمائة فنان في مهرجان الإبداع التشكيلي الثاني الذي بدأت فعالياته في دار الأوبرا المصرية بالقاهرة ، وتنوعت الأعمال المعروضة فيه بين الرسم والنحت والتصوير والطباعة.

وقال رئيس قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة المصرية محسن شعلان إن المهرجان يقدم سنويا شريحة من أعمال فنانين من أجيال وأساليب وتوجهات فنية وتقنيات مختلفة, ليكشف عن الثراء الإبداعي في الفن المصري المعاصر.

ورأى السفير الفنان يسري القويضي الذي يشارك ببعض أعماله إن المهرجان يجسد كل الاتجاهات الفنية, الكلاسيكية منها والحديثة والأكثر حداثة والواقعية والتحليلية والتجريدية وأيضا السريالية.

وقال الفنان صبري فكري إن المهرجان يبشر بحركة فنية واعدة, في حين اعتبرته الفنانة الشابة هبة حماد فرصة لتلاقي الشباب بكبار الفنانين من الأكاديميين وغيرهم.

أما الناقد التشكيلي صلاح بيصار فقال إن المهرجان به حيوية وتصالح وتحاور بين كل الاتجاهات الحداثية والتقليدية, مثل الحاسوب وفن الفيديو والوسائط المتعددة.

ويقدم المهرجان عروضا جديدة لأربعة ضيوف شرف، منهم الفنانة الراحلة زينب عبده وأغلب لوحاتها المعروضة (15 لوحة) لنساء عاريات تعكس ملامحهم الحزن والألم.

 كما تضم قاعة "أبعاد" للفنان لبيب تادرس بعض اللوحات لنساء عاريات أيضا، وكذلك قاعة كوكب العسال، الأمر الذي صدم شريحة كبيرة من الجمهور الذي يزور المهرجان.

وانتقد البعض عرض الرسوم العارية، وقال الأستاذ بكلية الفنون التطبيقية بجامعة حلوان أحمد وحيد إن عددا كبيرا من دول العالم أوقف الرسم العاري بضغط من منظمات حقوق الإنسان, بوصفه نوعا من الاستعباد للجسد الآدمي وامتهانا لجسد المرأة.

وأكد وحيد أن هذا لا يؤثر إطلاقا على صقل مواهب الفنانين, مشيرا إلى أن كلية الفنون التطبيقية في مصر منعت الرسم العاري منذ عام 1973 والذي كان يدرس ضمن مادة الطبيعة الحية, كما منعته كلية الفنون الجميلة منذ عشر سنوات.

في المقابل قال الفنان حلمي التوني إن الرسم العاري ليس إسفافا بل احتفاء بالجسد البشري، مضيفا أن الفن العاري موجود وينظر له بمفهوم جمالي تعبيري فكري ثقافي منفتح, وأكد أن العري في الأعمال المشاركة يقدم قيمة فنية تخلو من الابتذال.

باريس تجمع رسامين عرباً للخروج من النظرة الاستشراقية

شارك عشرون فنانا عربيا معاصرا في معرض في باريس قدموا فيه لوحات وصورا فوتوغرافية واشرطة فيديو واغراضا عادية اعادوا تشكيلها، بعيدا عن النظرة الاستشراقية او الفولكلورية التبسيطية التي غالبا ما تأسر الابداع العربي. وينظم معرض رحلات (ترافرسيه) بموازاة المعرض الدولي العاشر للفن المعاصر آر-باري. واوضح المسؤول عن المعرض ابراهيم علاوي الاختصاصي في تاريخ الفن لوكالة فرانس برس ان المعرض يطمح الي تجسيد التحولات الجمالية التي تشهدهها المجتمعات العربية تحت تاثير العولمة. والمعرض الذي يتقاطع فيه سوق الاعمال الفنية بالفضول الثقافي، يستقبل فنانين من المغرب والمشرق وكذلك فنانين من الانتشار.

 وقال علاوي ان خصوصية (المعرض) انه نجح في تجسيد رؤية تكتنز المشهد الثقافي العربي الجديد. فالفنانون المعاصرون العرب يحملون شكلا ومضمونا رسائل تهم العالم بأسره وليس فضاءهم الجغرافي الخاص فحسب. واوضح ان اختيار رحلات اسما للمعرض يحمل دلالة مزدوجة وهي العبور من الماضي الي الحاضر ومن الشرق الي الغرب. وشدد علي ان رسالة هؤلاء الفنانين اقرب الي فهم الجمهور غير المنبثق من فضائهم الثقافي وتثبت استحالة حصول صدام حضارات، في اشارة الي تصاعد التطرف الاسلامي في العالم العربي ومخاوف البعض من حصول مواجهة بين الغرب والشرق. ويعرض الفنان التشكيلي المغربي فؤاد بلامين لعبة ورق اسبانية طعمها بتفاصيل مبتكرة، كما تشارك الفنانة التونسية مريم بودربالة بصور امرأة تتحرك مغلفة بوشاح رقيق فيتهادي جسدها تحت ثناياه. وكانت قد اثارت لوحة بعنوان اصل العالم للفنان المغربي فؤاد بلامين غضب السفير الايراني في المكسيك الذي طالب بسحب اللوحة من معرض نظم في بويبلا في المسكيك. وقال احد منظمي المعرض لوكالة الصحافة الفرنسية ان سفير ايران شاهد اللوحة واعتبر انها تحقير للاسلام. وقد توجه نحو فؤاد بلامين واحتج علي اللوحة معتبرا انها تحقير للاسلام وطلب منه سحبها من المعرض. وتابع ان جدلا بين الرجلين حدث قبل ان يغادر السفير الايراني المكان غاضبا. وقال الفنان بلامين في بيان ما اقوم به لا علاقة له علي الاطلاق بالدين وتحقيره. واضاف ان التشهير بلوحته التي تمثل قبة ومهبلا وسحبها من المعرض تحت تهديد حرب الثقافات خطير وغير مقبول. واكد انه لم يسع الي تحقير الاسلام، موضحا ان اللوحة هي عمل قابل لاي تفسير والمشاهد حر في ان يري فيها ما يريد. ويعود قادر عطية، ابن احدي الضواحي الباريسية، عبر المتوسط بصور عن شاطئ في الجزائر العاصمة يعرف بشاطئ الصخور المربعة بسبب كتل اسمنتية ضخمة وضعت عليه بدون سبب واضح.

معرض بلبنان يعالج جدلية المعرفة والموت بالتطريس

 استضافت جامعة البلمند اللبنانية معرضا خماسي الأبعاد للفنان اللبناني ماريو سابا، يعالج العلاقة الترابطية بين المعرفة والموت استنادا، في الشكل، إلى أسلوب التطريس Palimpsest (غير التطريز)، وفي المضمون، إلى الظاهرة البابلية، ورمزية تفاحة آدم، وفي التقنية الفنية، إلى الكولاج (اللصق والتركيب الفني للقطع)، مستخدما مفاهيم رمزية مختلفة في بعض الأعمال.

التطريس والمعرفة    

تقنية التطريس تستند إلى حقيقة محو الكتابة كمعرفة تسيطر محلها كتابة أخرى، دون أن تتمكن من محوها بالكامل.

 سابا أقام العديد من المعارض الخاصة وشارك بأخرى مع فنانين في لبنان والخارج، وذكر للجزيرة نت أن "الكتابات والمعارف تتراكم. يترك الماضي آثاره وتتواصل التراكمات حتى اللحظة الراهنة".

 يستند سابا في التطريس إلى طبقات متعددة من الورق الرقيق الشفّاف المتراص بعضه فوق بعض، تحمل كل طبقة معرفتها التاريخية، وتطل كل طبقة على الراهن عبر شفافية الطبقة العليا.

 وتحمل كل طبقة تاريخها اللغوي والفني والعلمي والمعرفي الشامل، فيستخرج سابا رموزا من كل اللغات من الآرامية القديمة إلى الكمبيوتر والموسيقى، وكل العلوم ومعادلاته يضمنها في لوحاته.

القاهرة تنظم أول ملتقى دولي لفنون الاتصال الواسع

 شارك أكثر من 30 فنانا من 16 دولة عربية وأجنبية في الملتقى الدولي الأول لفنون الاتصال (الميديا) الذي نظمته وزارة الثقافة المصرية, وقد تنوعت أعمالهم وعروضهم بين فنون الفيديو والتصوير والأفلام التسجيلية والتجريدية وفن الأداء والتصميم بالحاسوب والأعمال الرقمية التفاعلية وفن الصوت والأعمال المجهزة في الفراغ.

 وتضمنت فعاليات الملتقى عروضا لبعض الأفلام الوثائقية. وشارك ستة فنانين كضيوف شرف من أميركا وسويسرا وإيطاليا وإيرلندا, وشهد الافتتاح توزيع جوائز الهرم الذهبي والريشة الذهبية المقدمة من وزارة الثقافة المصرية.

إحساس بالفوضى

الجزيرة نت حاورت عددا من الفنانين المشاركين حول طبيعة أعمالهم والمفاهيم والرسالة التي تحملها, منهم ألان لمبيرت وهو فنان إيرلندي يشارك بعرض للمزج الحي للفيديو ويشارك بمشروع عن مجموعة لقطات فيديو من قارات مختلفة دمجها كحالة واحدة وإحساس واحد عن الفوضى والرتابة مع التنظيم, مصحوبة بموسيقى شرقية وغربية.

 ويقول آلان إن بعض أعمال الرسوم المتحركة الإيرلندية ستعرض في محافظتي المنيا والأقصر بالإضافة إلى معهد السينما، وأشار إلى أنه سينتقي أعمالا مصرية للعرض في إيرلندا.

 الفنان الإيطالي موريسيو بولونيني يشارك بمشروع "آلة الذكاء المجمع" ويقول إن عمله مرتبط بفكرة العالم الرقمي، وهو عبارة عن جهاز موصل بالحاسب يصدر صورا لا نهائية مستمرة ومتنوعة, وبإضافة الهاتف النقال يمكن التواصل عبر الدول بذات الجهاز.

 الفنان الإسباني رومان تورر -الفائز بجائزة الريشة الذهبية– يشارك بعمل بعنوان "الأرضية الحية" وهو تجهيز تفاعلي يستخدم فيه البروجيكتور والكاميرا والحاسب وجهاز الأشعة تحت الحمراء، ويجسد فيه اللوغاريتمات الرياضية ونظام الخلايا الذكية وإمكانية التنبؤ بمستقبلها، وهو مبني على فكرة "لعبة الحياة".

 ومن كوريا الجنوبية فازت الفنانة كيوم كيم بجائزة الهرم الذهبي بعمل عنوانه "لعبة القصة الخيالية", وهو تجهيز في الفراغ تركز فيه على تصعيد المشاعر والخبرات التراكمية حول قصة صاحبة الرداء الأحمر، مقدمة على هيئة خيال الظل من خلال وسائط رقمية, وقالت للجزيرة نت إن تلاقي الحضارات محور هام يشغلها.

عدسة تتبع خطوات نساء حائرات بين المعابر

نفق مظلم .. والضوء عند الصلاة بالمسجد الأقصي

(عبور) معرض صور فوتوغرافية ينقل مشاهديه عبر تسع لوحات فنية في رحلة خاضتها سبع نساء فلسطينيات للوصول الي مدينة القدس دون المرور بحاجز يفصلها عن الضفة الغربية المرور فيه يحتاج الي تصاريح خاصة من الاسرائيليين.

اختار المصور خالد جرار طالب الفنون البصرية في (الاكاديمية الدولية للفنون -فلسطين) تسع صور من بين عشرات الصور التي التقطها خلال مرافقته صدفة سبع نساء حاولن الوصل الي القدس من اجل الصلاة في المسجد الاقصي.

وقال جرار بينما يستقبل زاور معرضه الذي افتتح في مركز خليل السكاكيني في رام الله بالضفة الغربية لرويترز"جمعتني الصدفة بهؤلاء النسوة اللواتي كن يبحثن عن طريق التفافي للوصول الي القدس للصلاة في المسجد الاقصي وكانت الرحلة التي تشعر فيها انك تعبر من عالم الي اخر وما حمله ذلك من خوف ومخاطرة."

وكان رحلة خالد مع الفلسطينيات السبعة في نفق يفصل بين بلدة يقسمها الجدار قسمين ولها اسمين بيت حنينا التحتا من الشرقية للجدار وبيت حنينا الفوقا من الجهة الغربية للجدار ويربط بينهما نفق بطول 120 مترا تقريبا تتدفق فيه مياه الصرف الصحي بمنسوب 30 سنتيمترا تقريبا مغلق من جهتيه باحجار كبيرة يمكن للفأر ان يمر عبرها.

رحلة مرعبة

وقال جرار" الرحلة كانت صعبة ومرعبة فانت تدخل النفق وتحتاج ان تكون كما الفأر عندما ينزلق الي جحره ومن الناحية الاخري انت لا تعلم ان كان النفق سيكون مفتوحا ام لا اي انك تدخل الي المجهول هذا بالاضافة الي انك تسير فوق المجاري وسط اصوت ربما تكون فئران وحشرات وغيرها."

واضاف " لقد اخذ مني اختيار الصور اربعة اشهر كانت عملية صعبة وشاقة اريد ان اروي الحكاية باقل عدد من الصور وان تكون معبرة لذلك اخترت الحجم الكبير للصور حتي تكون مشابهة للواقع وكانت خلفيتها سوداء وكتابة علي مدخل المعرض قصة هذه الصور حيث تم ترجمتها الي الانجليزية لم اشأ ان اكتب الي جانب الصور."

معرض لآثار الرسول الكريم وصحبه بطرابلس اللبنانية

اقيم في قاعة مسجد الوفاء بمدينة طرابلس اللبنانية  "معرض آثار رسول الله محمد صلى الله عليه واله وسلم"، ضم 150 صورة لآثار وآيات قرآنية ومتعلقات ببعض صحابته.

وقد أعد المعرض الدكتور خالد تدمري برعاية دار الإفتاء بطرابلس والحكومة التركية ومؤسسة الوليد بن طلال.

ويعد المعرض الأول من نوعه في العالم لهذه الصور والآثار محفوظة في جناح الأمانات المقدسة بقصر طوب قابي في إسطنبول، حسب لوحة تتصدر القاعة.

ومن الآثار الحسية صندوق زجاج يحتضن وعاء مذهبا صغيرا يضم شعرة من الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم أهداها السلطان العثماني عبد الحميد الثاني لمدينة طرابلس عام 1309 هجرية-1891 ميلادية، خصصت لها غرفة في المسجد المنصوري في المدينة، أما بقية المعرض فهي صور للآثار.

 صور آثار الرسول

وتنتشر في القاعة صور لآثار الرسول الكريم، الختم، والقوس الخيزران بطول 188 سنتيمترا، والحلية الشريفة وفيها وصف لنبي الإسلام، وجرة ماء غسله خضراء متكسرة، والقدح الشريف الذي لامس فمه، وبردة أهداها إلى الصحابي كعب بن زهير رضي الله عنه، ورباعية وهي سن الرسول صلى الله عليه واله وسلم التي كسرت في معركة أحد وسيوفه وصناديق مذهبة تحفظ بردة السعادة والبردة الشريفة.

وفي صدر القاعة شعرتان من النبي الأكرم في حافظة زجاج، وصرر اللحى الشريفة وهي الشعرات التي كانت تسقط منه وكان صحابته يجمعونها ويحتفظون بها.

وقرب هذه المحفظة والصرر وضعت محفظته المبطنة بالحرير، ونعاله، وفي مكان آخر آثار أقدامه، وأثر منها على صخرة المعراج في القدس، وحجر التيمم، واللواء الشريف، وغبار من قبره جمعت أثناء ترميمه، وحفظت في وعاء زجاج من 17 سنتيمترا، وصور آثار أخرى.

آثار أخرى

ومن الآثار الأخرى غطاء السيدة عائشة يستقبل الزائر عند عتبة القاعة، فصور لثلاث سور كريمة مكتوبة على الجلد تحمل خاتم الرسول صلى الله عليه واله وسلم، وهي سور المسد، والتكاثر، والهمزة، ورسالة إلى أمير الإحساء المنذر بن ساوى.

وتنتشر صور سيوف الخلفاء الراشدين، وزين العابدين بن الحسين، والنبي داود، وعمامة يوسف، وعصا موسى، ومجموعة فاطمة الزهراء وفيها قميص، وصندوق، ونقاب، وبردة، وسجادة، ومفتاح قبرها.

معرض صور يرصد الظاهر والمخفي في أفغانستان

 "الظاهر والمخفي في أفغانستان" عنوان معرض تضمن 40 صورة للمصورة السلوفينية منسا جوفان. وأقيم المعرض في طهران برعاية بيت الفنانين الإيراني.

 وقالت جوفان إن صور المعرض تركت أثرا عميقا في روحها، وإنها اختصرت ستة أشهر من الإقامة في أفغانستان في الفترة من 2003 إلى 2006.

 وذكرت جوفان (27 عاما) أن تجربتها في التقاط هذه الصور لم تكن تشبه غيرها, وأضافت  "في أفغانستان رأيت أشياء لم ترها عيني سابقا، وواجهت مواقف لم تصادفني من قبل، باختصار هي تجربة التقاط صور من مكان تجهله بالكامل لأناس لا تعرف عنهم شيئا".

 وأوضحت جوفان أن وسائل الإعلام نجحت في لفت أنظار العالم إلى ما يعانيه رجال ونساء وأطفال ذلك البلد، وتؤكد أن الغرب ينقصه الكثير ليعرفه عن أفغانستان.

 ورغم اعتقادها أن الكثير من الناس لا يفضلون تعليق صور تضج بالألم على جدران منازلهم, إلا أنها تأمل بأن تنجح في بيع عدد من الصور لتتمكن من تغطية بعض كلفتها التي تحملتها بشكل شخصي.

 أقسام المعرض

وحمل أحد أقسام المعرض عنوان "سجناء الزمن", تحكي صوره قصة أفغان يمضون حياتهم مع أطفالهم في السجن دون معرفة سبب اعتقالهم.

 وفي قسم آخر تسجل الصور لحظات في مستشفى للأمراض النفسية يضم 185 مريضا لا تقدم لهم أبسط خدمات الرعاية.

 أما القسم الثالث فكان لزراعة المخدرات في أفغانستان. وحسب شرح مرفق بالصورة فإن نصف دخل أفغانستان يأتي من أعمال غير مشروعة والمخدرات "وتشكل سبيل البقاء الوحيد للكثير من المزارعين, كما أنها تعتبر لبعض المسؤولين تجارة مربحة".

 وإذا كان الدمار مشهدا لا يمكن إغفاله في أفغانستان, فإن جوفان تحاول عبر صور عديدة رصد الفرح عبر عودة الفتيات إلى المدارس وحفلات الأعراس، إضافة إلى شابات يتلقين تمارين الكاراتيه, في إحدى النوادي, إضافة إلى مشاركة النساء في عمليات مكافحة المخدرات.

 

تجربة أفغانستان ليست تجربة جوفان الوحيدة، وقد اختيرت وعلى مدى الأعوام الثلاثة الأخيرة أفضل مصور صحفي في سلوفينيا، ونشرت الصور التي التقطتها من إيران ونيبال وصربيا وفنزويلا وباكستان في صحف عالمية أبرزها غارديان وهيرالد تريبيون وغيرهما.

 يشار إلى أن افتتاح معرض جوفان التي تخطط للإقامة لمدة عام في إيران تم بحضور عدد كبير من المصورين الإيرانيين المعروفين والشباب.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 5 أيار/2008 - 28/ربيع الثاني/1429