هل سيحارب الامريكيون الجهات العدوّة بذات إستراتيجيتها؟

إعداد:علي الطالقاني*

شبكة النبأ: تعتبر إيران والقاعدة من وجهة نظر الأمريكيين وجهان لعملة واحدة وتعتبر إيران الخطر البارز على الأمن الأمريكي لاعتبارات عديدة منها، دعمها للحركات المتطرفة حسب قول التقارير الأمريكية، وكذلك دعمها لتنظيم القاعدة الإرهابي حسب الاتهامات الامريكية ايضا، فضلا عن سعيها لامتلاك أسلحة محظورة، وفي تقرير صدر عن وزارة الخارجية الأمريكية تقول فيه أن تنظيم القاعدة "يظل الخطر الأكبر" على أمن واشنطن وحلفائها، وأن التنظيم أعاد قوته في العديد من المناطق بعض المناطق في باكستان على سبيل المثال، و يواصل هذا التنظيم سعيه للحصول على أسلحة الدمار الشامل لضرب خصومه.

واعتبر التقرير إن إيران ما تزال الدولة الراعية للإرهاب الأكثر فعالية" في مواجهة الولايات المتحدة، مع دعمها المستمر للتنظيمات المسلحة، مثل حزب الله اللبناني وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" الفلسطينية والمسلحين العراقيين وحركة طالبان الأفغانية. بحسب CNN.

وأبدى التقرير قلقه من تصاعد الضربات الإرهابية في اليمن والجزائر، كما أشار إلى أن السودان وكوبا وكوريا الشمالية لم تقدم دعماً ملحوظاً للتنظيمات المتهمة بالإرهاب العام الماضي، في حين نالت سوريا وفنزويلا انتقادات واسعة.

وقال تقرير الخارجية الأمريكية عن المخاطر الإرهابية في دول العالم، إن الرئيس الفنزويلي، هوغو شافيز، لا يتعاون مع الولايات المتحدة في سبيل مكافحة الإرهاب، وقد "عمّق علاقات بلاده بدول راعية للإرهاب مثل إيران وكوبا."

ولم تكن اللائحة السوداء للدول الداعمة لحركات إرهابية التي تصدر كل سنة في هذا التقرير مختلفة عن لائحة العام الماضي وهي تتضمن إضافة إلى إيران كلا من سوريا وكوبا وكوريا الشمالية والسودان. وجاء في الوثيقة أن إيران تبقى الدولة الرئيسية التي تدعم حركات إرهابية ذاكرة تحديدا الدعم الإيراني لحزب الله اللبناني ولبعض المجموعات المسلحة العراقية.

وأوضحت أن "القادة الإيرانيين واثقون من أن ذلك يساعدهم على ضمان امن النظام عن طريق ردع الولايات المتحدة أو إسرائيل عن شن هجمات  وان ذلك يضعف الولايات المتحدة وان سياسة التخويف تعزز نفوذ إيران في المنطقة وتساعد على طرد الولايات المتحدة من الشرق الأوسط .بحسب AFP.

وأضاف التقرير إن فنزويلا فتحت خطوط رحلات جوية إلى إيران لا يخضع ركابها لتدقيق صارم، وأن شخصاً مشتبهاً بالتخطيط للهجوم على مطار جون كينيدي الأمريكي الدولي استقل إحدى تلك الرحلات.

كما وصف إيران على أنها "الدولة الراعية للإرهاب الأكثر فعالية،" ولفت إلى أن حرسها الثوري، "متورط بشكل مباشر" في "التخطيط والدعم" لبعض الأعمال الإرهابية التي شهدها الشرق الأوسط، ويقدم دعماً لتنظيمات متشددة مثل حزب الله وحماس والمسلحين العراقيين وحركة طالبان.

وأعاد التقرير اتهام طهران بزعزعة أمن العراق من خلال "تقديم السلاح والتدريب والتمويل والإرشاد" لتنظيمات مسلحة في ذلك البلد تستهدف الجيش العراقي وقوات التحالف الدولي، وشدد على أن "قوة القدس" التابعة للحرس الثوري قدمت للمسلحين صواريخ متطورة وبنادق وأسلحة من صنع إيراني "تسببت بقل الآلاف من جنود الجيش العراقي وقوات التحالف."

وتطرقت الخارجية الأمريكية في تقرير إلى الوضع في سوريا، فانتقدت دمشق بشدة بسبب استخدام المسلحين أراضيها للتسلل إلى العراق، وقالت إن 90 في المائة من "الإرهابيين الأجانب" دخلوا العراق انطلاقا منها.

وقال التقرير إن بوسع دمشق القيام بالمزيد لوقف "الشبكات الإرهابية الأجنبية" من العمل على أراضيها، كما اتهمها بزعزعة استقرار لبنان من خلال بعض القوى المقربة منها مثل حزب الله، ومواصلة دعم حركة حماس الفلسطينية واستقبال رئيس مكتبها السياسي، خالد مشعل على أراضيها.

وحذّر التقرير بأن تنظيم القاعدة ما يزال يشكل الخطر الأكبر على الولايات المتحدة وحلفائها، وأن شبكاته نجحت في استرداد بعض قدراتها الميدانية في باكستان، والتي فقدتها إثر مرحلة ما بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، وهي تقوم بمساندة حركة طالبان، كما تتحمل مسؤولية انتشار موجة التفجيرات الانتحارية، كتلك التي استهدفت رئيسة الوزراء الباكستانية الراحلة، بنظير بوتو.

وأضاف: تواصل القاعدة سعيها للحصول على أسلحة الدمار الشامل فلحاق أكبر أذى بخصومها، حتى وإن كانوا من المسلمين أو الأطفال أو النساء وكبار السن.

وأبدت الخارجية الأمريكية قلقها من تحول الصومال بؤرة للإرهاب بسبب ضعف حكومته، ومن الهجمات التي نشطت في اليمن والجزائر، منتقدة قيام صنعاء بالإفراج عن جميع السجناء اليمنيين الذين كانوا في معتقل غوانتانامو بعد تسلمهم، كما حذرت من وجود خطر "تطرف إسلامي" في أوروبا، مشيرة إلى إفشال العديد من "المخططات الإرهابية الكبيرة" في القارة على حد تعبيرها. بحسب BBC.

واضاف التقرير ان العدد الاجمالي للهجمات عام 2007 انخفض الى 14499 مقارنة بعام 2006 حيث كان قد بلغ 14570.

وتطرق التقرير الى الهجمات في العراق مشيرا الى انها انخفضت من 6628 عام 2006 الى 6212 عام 2007، بينما ارتفع عدد الهجمات في افغانستان من 969 عام 2006 الى 1127 عام 2007.

وقال التقرير انه على الرغم من الانخفاض الاجمالي لعدد الهجمات عام 2007 الا ان عدد القتلى بفعل الهجمات الارهابية ارتفع بنسبة 8 بالمئة ليصل الى 22 الف شخص عام 2007.

وقالت وزارة الخارجية الامريكية في تقريرها ان قدرة المهاجمين العراقيين على تفجير انفسهم وسط حشود كبيرة من الناس قد يكون وراء ارتفاع عدد القتلى في عام 2007.

دعاية وحرب مفتوحة

واتهم التقرير تنظيم القاعدة باستعمال اساليب الدعاية والحرب المفتوحة والسعي للحصول على اسلحة دمار شامل من اجل احداث اكبر اذى ممكن على كل من يقف بوجهها حتى ولو كان الذين يتصدون لها من المسلمين او العجزة او النساء او الاطفال.

وكشف التقرير ان القاعدة عادت وبنت جزءا من قدرتها القتالية في بعض قواعدها في باكستان مشيرا الى تصرف الرجل الثاني في التنظيم ايمن الظواهري على انه المخطط الاستراتيجي والتنفيذي للقاعدة.

على صعيد آخر، وفي ما يتعلق بايران، افاد التقرير بأن طهران تبقى "الاكثر رعاية للارهاب وقد وسعت دعمها ليطال المسلحين في فلسطين وافغانستان والعراق".

واتهم التقرير الحرس الثوري الايراني بتزويد المقاتلين العرافيين بالاسلحة والتدريبات والاموال.

وبالاضافة الى ايران اتهم التقرير كوبا وكوريا الشمالية وسوربة بأنها دول راعية للارهاب.

وجاء تقرير وزارة الخارجية بعد فترة وجيزة من صدور تقرير رسمي امريكي آخر افاد بأن واشنطن لا تملك خطة تحرك واضحة ومتينة للتصدي للخطر الناجم عن تحركات تنظيم القاعدة.

حاربوا القاعدة في إستراتيجيتها   

من جانب آخر أكد باحثان أميركيان أن الولايات المتحدة تنتهج الأسلوب الخاطئ في حربها على الإرهاب الدولي بسعيها لإضعاف تنظيم القاعدة في أيديولوجيته وأفكاره بدلا من العمل على إلحاق الهزيمة بإستراتيجيته.

وقال راسل هوارد وإريك إيفرسون -الباحثان بمدرسة القانون بجامعة فليتشر الأميركية- "إن مفتاح الانتصار على القاعدة لا يكمن في تقويض أيديولوجيتها المتطرفة, بل في هزيمة إستراتيجيتها, وإن أمام واشنطن الآن فرصة تاريخية للقيام بذلك".

ففي مقال نشرته اليوم صحيفة "ذي كريستيان ساينس مونيتور", يرى الأكاديميان أن إستراتيجية القاعدة معرضة للهجوم داخلياً وخارجيا على نحو لا تتعرض له أيديولوجيتها.

وأضاف الكاتبان أن للحكومة الأميركية خبرة في مواجهة الإستراتيجيات وتعرف كيف تتعاطى معها وتهزمها ثم إن التأثير في سلوك المتطرفين أيسر بكثير من إقناعهم بتغيير ما يؤمنون به.

ونصح الباحثان الولايات المتحدة بالعمل بقوة على إضعاف ما أطلقا عليه إستراتيجية المواجهة العنيفة التي يتبناها تنظيم القاعدة بأن تلحق به سلسلة من الهزائم الإستراتيجية.

وأضافا "إذا أدرك أنصار القاعدة أن إستراتيجيتها لم تعد فعالة, فإن دور قيادة التنظيم سيتضاءل ليصبح مجرد إسداء النصح والمشورة وأن القاعدة ستفقد قوتها".

وحث المقال واشنطن على دعم من وصفهم بمن يمثلون البديل لأنصار القاعدة من المسلمين المعتدلين, مشددين أن عليها الإقرار بالضيم الواقع على الجاليات المسلمة.

وخلص المقال إلى أن الحرب الباردة أكدت على قدرة الولايات المتحدة على العيش بأمان في عالم تمزقه الخلافات الأيديولوجية كما أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 أثبتت أنها لا تستطيع أن تتحمل العيش في عالم يلجأ فيه معتنقو الأيديولوجيات إلى أساليب إرهابية لبلوغ غاياتهم.

ودعا الكاتبان إلى حض "المسلمين المعتدلين" على المشاركة في "معركة الأفكار التي لن يتسنى للولايات المتحدة كسبها بمفردها" بعكس حربها على إستراتيجية القاعدة التي يمكن أن تنتصر فيها.

ترحيل المعتقلين

من جانب آخر اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA بترحيل ما لا يقل عن 12 معتقلاً على صلة بـ"الإرهاب" إلى الأردن، حيث تعرضوا لتعذيب شديد، وفي مقدمتهم أحد مخططي هجمات 11 سبتمبر/أيلول، اليمني رمزي بن الشيبة المحتجز بغوانتانامو، وابن الشيخ الليبي المحتجز في ليبيا.

ودعت المنظمة واشنطن إلى وقف ترحيل المعتقلين إلى الأردن، كما دعت عمّان إلى فتح تحقيق فوري في تهم التعذيب، والتي قال أحد السجناء إنها تشمل الضرب واستخدام الكهرباء والتهديد باللواط أو باستخدام الحيوانات مثل الكلاب والثعابين.

بالمقابل، ردت الحكومة الأردنية مساء الثلاثاء على التقرير، واصفة إياه بأنه: "مغلوط وعار عن الصحة،" ووضعت الإفادات المنسوبة للمعتقلين في إطار الضغط على الأردن لضرب جهوده بمكافحة الإرهاب.

وحمل التقرير عنوان: شقاءٌ مزدوج: عمليات الترحيل الاستثنائي إلى الأردن من قبل وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وقال المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقراً لها أنه "يوثق كيف عملت دائرة المخابرات العامة الأردنية كسجّان ومحقق بالوكالة للاستخبارات المركزية الأميركية منذ 2001 وحتى 2004 على الأقل.

وتعتقد هيومن رايتس ووتش أن السجناء المُرحلين استثنائياً إلى الأردن يشملون خمسة يمنيين على الأقل، وثلاثة جزائريين واثنين من السعودية وموريتاني وسوري وتونسي وشيشاني أو أكثر من روسيا. كما قد يشمل هؤلاء الأشخاص ليبي وعراقي كردي وكويتي ومصري أو أكثر وإماراتي. بحسب BBC.

وأبدت المنظمة اعتقادها بأن الأردن تسلم العدد الأكبر من المعتقلين عبر CIA في العالم، وقالت جوان مارينر، مديرة برنامج الإرهاب ومكافحة الإرهاب في هيومن رايتس ووتش: "تزعم إدارة بوش أنها لم تنقل أي أشخاص إلى الاحتجاز لدى دول أجنبية من أجل إخضاعهم للاستجواب في ظروف تنطوي على الإساءة، لكننا قمنا بتوثيق أكثر من 12 حالة تم فيها إرسال أشخاص إلى الأردن لتعذيبهم.

.................................................................................

*المركز الوثائقي والمعلوماتي مركز يقدم الخدمات الوثائقية التي تتضمن موضوعات مختلفة  من دراسات وبحوث وملفات متخصصة. للاشتراك والاتصال:www.annabaa.org /// [email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 3 أيار/2008 - 26/ربيع الثاني/1429