الثروة السمكية بين زيادة الإنتاج والصيد الجائر

شبكة النبأ: باتت الثروة السمكية في العراق تقف بين أمرين مختلفين، ففي حين حددت الهيئة العامة للثروة السمكية في وزارة الزراعة ثلاثة محاور أساسية لتأهيل هذه الثروة وزيادة إنتاجها ضمن الخطة الاستراتيجة للوزارة في السنوات الخمس المتقبلة، فإنها بدت على حافة على الانقراض بفعل أساليب الصيد المتبعة من قبل المتطفلين والتي الحقت بها ضررا كبيراً نتيجة استخدام السموم والمتفجرات والصعقة الكهربائية.

وقال رئيس جمعية الصيادين في محافظة واسط فائق سالم (65 عاما) إن "ما يحصل حاليا للثروة السمكية أمر يؤسف له، فوسائل الصيد أصبحت بشعة ودخل على هذه المهنة عدد كبير من ضعاف النفوس الذين لا هم لهم غير المنافع الشخصية."

وأضاف أن "هؤلاء أغلبهم من الأحداث وبعض ضعاف النفوس ممن لا يدركون أهمية هذه الثروة الوطنية التي باتت على وشك الانقراض بفعل سلوكياتهم المرفوضة في الصيد."

وتابع "كثيرا ما نشاهد أو نسمع أن هؤلاء الأشخاص يقومون باستخدام الصعقة الكهربائية لصيد الأسماك سواء في نهر دجلة أو بقية الأنهار وبعضهم يستخدم السموم المميتة وهذه تشكل خطرا كبيرا على الإنسان أما النوع الثالث فيلجأ الى استخدام المتفجرات في الصيد وهذه الحالة لا تختلف عن الحالتين السابقتين من حيث التأثيرات السلبية على الأسماك."وأضاف أن "هذه الأساليب من شأنها أن تقضي على البيوض وكذلك على الأسماك الصغيرة."بحسب وكالة اصوات العراق.

من جانبه قال جبار عليوي، وهو أحد الصيادين سابقاً وحاليا مبتعد عن الصيد لكبر سنه، إن " الصياد الذي لا يملك صنعة غير صيد الأسماك يدرك  خطورة عمليات الصيد المضرة بالأسماك، صحيح أنها سهلة وسريعة وتعطيه اكبر الكميات لكنها تقضي على الأحياء المائية وليس على الأسماك وحدها."

وأضاف "عندما كنا نمارس الصيد أيام زمان لم نستخدم غير الوسائل الصحيحة ونحترم القوانين التي تضعها الدولة بهذا الخصوص ومنها منع الصيد خلال موسم التكاثر."

وزاد " كنا لا نقترب من مناطق الصيد في أوقات المنع ونحترم هذا الإجراء كثيرا كما أننا نعتمد الشباك دائما ولم نجرب غيرها من الوسائل المتبعة حالياً والشباك أي شباك الصيد كنا نحصل عليها من الدولة وفق إجازة رسمية."

ويقول عليوي مطلب وهو صاحب محل لبيع أدوات الصيد والشباك في الكوت إن " أفضل الوسائل في الصيد هي الشباك وهي بأنواع  وأحجام مختلفة كلها تتيح صيد الأسماك الكبيرة في حين تسمح فتحاتها بخروج الأسماك الصغيرة منها."

وأشار الى أن " البعض من الصيادين يستخدم (السلية) وهي تصنع من خيوط النايلون الرفيعة وتكون دائما اصغر من الشبكة التي يبلغ طولها في الغالب مابين 75 إلى  100 متر وعرضها مابين 4 إلى  8 أمتار حسب المنشأ."

ولفت الى أن " الصيد بالشباك يعطي دائما سمكة حية قوية ونشطية  إما عند استخدام السموم أو الصعقة الكهربائية أو المتفجرات فإن الأسماك التي يتم صيدها بهذه الطريقة تكون خاوية (تايخة) وهي غير مرغوب فيها ومن الصعب بيعها حتى ولو بثمن بخس لان الناس تعرف أضرارها الصحية."

من جانبه قال مصدر في الشرطة النهرية بواسط ، طلب عدم ذكر اسمه، " نحن نمنع منعا باتا استخدام وسائل الصيد غير النظامية كما نمنع الصيد في الوسائل النظامية خلال فترة التكاثر بعد أن تردنا تعليمات من وزارة الزراعة تحدد بدء موسم التكاثر والذي يختلف من منطقة الى أخرى في العراق."

وأضاف أن " الدولة تحرص كثيرا على تنمية الثروة السمكية باعتبارها أحد موارد الاقتصاد العراقي وتضع لها الخطط والبرامج التي تكفل تنشطيها فكيف نسمح لمن يأتي ويقوم بتدميرها؟"

وقال مسؤول بارز في قسم مشاريع الأسماك والدواجن في دائرة زراعة محافظة واسط، طلب عدم ذكر اسمه، إن " الهيئة العامة للثروة السمكية في وزارة الزراعة أبلغتنا مطلع العام الحالي بخطة اعتمدتها لتنشيط الثروة السمكية في العراق وتعتمد هذه الخطة على عدة محاور رئيسية."

وأوضح أن "من بين تلك المحاور تأهيل وتشجيع الصيد البحري داخل المياه الإقليمية سواء كان ذلك بالاتفاق مع شركات استثمارية أجنبية أو عراقية وتأهيل مزارع الأسماك الموجودة في العراق الى جانب الاهتمام بالمصطحات المائية وزرع اصبيعات الأسماك فيها خصوصا مناطق الاهوار."

وأشار الى أن " الخطة يعوزها توفير الدعم الحكومي لأصحاب البحيرات القائمة حاليا فهم بحاجة الى القروض الميسرة لتطوير مشاريعهم  وتوسيعها ووضع حوافز تشجيعية تتناسب مع زيادة الإنتاج المحلي لان ذلك من شأنه أن يكون حافزاً لتطوير تلك المشاريع وهي كثيرة في عموم مناطق العراق."

وطالب الأجهزة التنفيذية بتكثيف إجراءات الرقابة على مصادر وجود الأسماك مثل نهر دجلة وفي الأنهار الأخرى ومنع المتطفلين من الوصول لها خاصة خلال فترات التكاثر ومنع وسائل الصيد غير النظامية كونها تلحق ضررا فادحا بهذه الثروة التي تعد مصدرا داعماً للاقتصاد العراقي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 30 نيسان/2008 - 23/ربيع الثاني/1429