
شبكة النبأ: فيما يرى محللون من ان العراق قد يأخذ منحنى أكثر
عنفا مع اقتراب موعد الانتخابات المحلية في اكتوبر تشرين الاول
القادم يرى اخرين ان ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش تغامر
بتأييدها المعلن للحملة التي تشنها الحكومة العراقية على
الميليشيات الشيعية بأن تجد نفسها متورطة في مواجهة خطيرة بين
الفصائل الشيعية المتناحرة. حيث وصفت واشنطن العملية الأمنية التي
بدأها الشهر الماضي نوري المالكي رئيس وزراء العراق الشيعي بأنها
معركة فاصلة للعراق بين سيادة القانون وميليشيات غير مشروعة تؤيدها
ايران ويسميها مسؤولون أمريكيون "بجماعات خاصة" تنتعش كنقابات
اجرامية.
ويرى مسؤولون أمريكيون ان هذه الجماعات الخاصة تشكل خطرا أكبر
من القاعدة على استقرار العراق على المدى البعيد. وتقول واشنطن ان
الحرس الثوري الايراني يمد هذه الجماعات بالأموال والسلاح والتدريب
والتوجيه وهو اتهام تنفيه ايران.
بينما يحذر محللون من ان المالكي يستغل هذه الحملة للاضرار
بمنافسه الشيعي الرئيسي رجل الدين مقتدى الصدر الذي هدد بحرب
مفتوحة ما لم تتوقف الحملة ضد انصاره.
وأعربت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية عن تأييدها
لحملة المالكي في الوقت الذي تساقطت فيه الصواريخ على المنطقة
الخضراء المحصنة في بغداد حيث كانت تجتمع مع المسؤولين العراقيين.
وأيدت وزيرة الخارجية الامريكية حملة القمع التي يشنها المالكي
على الميليشيات خلال زيارتها مؤخرا لبغداد حيث أسفر أسوأ قتال منذ
أسابيع عن سقوط عشرات القتلى.
وانفجرت صواريخ في المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد حيث
اجتمعت رايس مع رئيس الوزراء العراقي ومسؤولين اخرين وأشادت
بالحملة المستمرة منذ شهر ضد أنصار الصدر.
ووجهت رايس كلمات قاسية لرجل الدين الشاب الذي توعد عشية
زيارتها بحرب مفتوحة اذا استمرت الحملة ضد انصاره. ولم يظهر الصدر
علنا في العراق منذ قرابة عام.
وقالت رايس للصحفيين "انه لا يزال يعيش في ايران واعتقد انها
ستكون حربا مفتوحة للجميع الا هو... يمكن لاتباعه ان يلقوا حتفهم
بينما هو يقيم في ايران."بحسب د ب أ.
ويحذر المحللون من ان العراق قد يأخذ منحنى أكثر عنفا مع
اقتراب موعد الانتخابات المحلية في اكتوبر تشرين الاول القادم.
وقال انتوني كوردسمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية
"التساؤل الهام هو الى اي مدى سيصبح هذا الصراع الشيعي على السلطة
عنيفا والى اي حد سينتهي الى عناصر يمكن ان تعمل معها الولايات
المتحدة".
كما حذرت المجموعة الدولية لمعالجة الازمات التي تتخذ من
بروكسل مقرا لها في نوفمبر تشرين الثاني الماضي من ان تودد ادارة
بوش الى جانب واحد هو المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الذي يؤيد
المالكي وعزل الصدر يمكن ان يفجر صراعا شيعيا شيعيا في العراق.
وفي تحذير من اللعب بالنار يقول بعض المحللين ان أعمال العنف
الحالية يمكن ان تقوض اتفاقات وقف اطلاق النار الهشة التي توسطت
فيها الولايات المتحدة وساعدت على تراجع العنف في العراق بدرجة
ملحوظة وحتى قبل تفجر اعمال العنف الأخيرة.
وقال ستيفن بيدل من مجلس العلاقات الخارجية "اذا سعت حكومة
المالكي لتحقيق مكاسب سياسية حزبية محلية بتوجيه ضربات شديدة الى
بعض المشاركين في وقف اطلاق النار فان ذلك قد يشكل خطرا عظيما على
استقرار العراق.
"حتى لو لم يكن هناك جانب حزبي في الامر فان المالكي يلعب
بالنار رغم ذلك لان تصرفاته يمكن الا تفسر في ضوء التصرفات الوطنية
النزيهة."
والخطر الوشيك سيكون انهيار وقف اطلاق النار الذي فرضه الصدر
الزعيم الشيعي المناهض للولايات المتحدة على ميليشيات جيش المهدي
التابعة له وهو خطر تصاعد بشكل ملحوظ في بداية الأسبوع حين هدد
الصدر بحرب مفتوحة اذا واصل المالكي حملته ضد انصاره.
الصدر يتحكم في جزء كبير من الملف الأمني
وشدد ناطق باسم الجيش الأمريكي في العراق على أن الزعيم الشيعي
مقتدى الصدر، يتحكم في جزء كبير من الملف الأمني وباستطاعته تحسينه
اذا ما أراد ذلك.
وأشار الأميرال باتريك درسكول الى أن التدخل الايراني كان حاضراً
بقوة، في عملية صولة الفرسان في البصرة والأحداث التي جرت في بغداد
والمدن الجنوبية.
وقال درسكول من مقره داخل السفارة الأمريكية في بغداد ان قرار
سحب خمسة ألوية مقاتلة من الجيش الأمريكي بحلول يوليو المقبل اتخذ
بشكل نهائي.
ولفت الى أن الاستهداف المتكرر لـ مجالس الصحوة التي وصلت أعداد
عناصرها الى 105 آلاف رجل خير دليل على نجاحها في مواجهة تنظيم
القاعدة الذي فقد معظم معاقله، لكن لا تزال له جيوب في حوض ديالى
والموصل والحزام الجنوبي من بغداد.
وأضاف أن قرار التجميد الذي أعلنه الصدر العام الماضي ساهم بشكل
كبير في انخفاض مستوى العنف ودعم عملية المصالحة الوطنية واستكمال
بناء الملف الأمني بشكل جيد.
وأضاف أن الصدر يستطيع اذا أراد أن يكون له تأثير كبير في الملف
الأمني كأي شخص له اتباع يبلغ عددهم مليونين أو أكثر لابد أن يكون
له هذا التأثير. بحسب تقرير لـ جريدة الحياة.
الا أن الناطق لفت الى أن فصائل عدة تمردت على الصدر وانشقت عن
جيش المهدي لتتجه نحو ايران وتشكل جماعات خاصة، مرتبطة بفيلق القدس
الايراني، وتتلقى الدعم والتدريب، واستمرت في القتال استهدفت
الأجهزة الأمنية والمواطنين وقوات التحالف على حد سواء.
وعن الحملة على الصدر في البصرة أواخر الشهر الماضي، قال درسكول
ان العملية كانت عراقية بحتة ودار بعض النقاش بين قوات التحالف
والحكومة حولها قبل أيام من تنفيذها، وأضاف: لقد خاب أملنا في أداء
بعض قوات الأمن العراقية التي رفضت قتال الميليشيات وسلّمت أسلحتها.
وأكد أن ذلك كان متوقعاً، واذا نظرنا الى الصورة الأكبر وما
تعانيه البصرة وعدد من المدن من خضوع، ولفترة طويلة فانها جزء من
العملية التي لابد أن نمر بها والجانب العراقي قال لي ان ما يقارب
من 1000 عنصر رفض قتال الميليشيات بينما كان عدد القوات الأمنية
الموجودة هناك 40 ألفاً وهي نسبة جيدة والاجراءات التي اتخذتها
الحكومة ازاء ذلك كانت جيدة.
ولدى سؤاله عما قيل عن أن عملية البصرة كان وراءها مقاصد سياسية
تتمثل في رغبة أحزاب الحكومة (المجلس الاسلامي وحزب الدعوة) في ضرب
التيار الصدري، أجاب قائلا: نحن ندرك جيداً أن هناك صراعاً بين
أحزاب الحكومة والتيار الصدري لكن آمل بأن تتحول أدوات هذا الصراع
من الميليشيات الى الوسائل السياسية فالصراخ على بعضنا بعضاً حول
طاولة واحدة أفضل من اطلاق النار.
أما عن النفوذ الايراني في البلاد فأكد درسكول أن التدخل
الايراني كان حاضراً بقوة في الأحداث الأمنية الأخيرة وأن العمليات
كشفت مئات من قطع الأسلحة ذات الصنع الايراني، كما أن العشرات من
عناصر المجموعات الخاصة الذين تم القبض عليهم في البصرة ومدينة
الصدر اعترفوا بأنهم تلقوا تدريباً داخل ايران وكلفوا تنفيذ أهداف
ايرانية داخل البلاد.
وعن الاجتهادات الكثيرة حول الموقف الأمريكي من موضوع الانسحاب،
قال درسكول ان قرار سحب الألوية الخمسة المقاتلة أي الأعداد
الاضافية التي جاءت للاشتراك في عملية فرض سيادة القانون والتي
تحققت قد اتخذ نهائياً وسيتم انسحابها بحلول تموز المقبل.
وأضاف: بعد ذلك سيطلب الجنرال بتريوس من القادة الميدانيين
تقديم تقييم شامل للأوضاع الميدانية على الأرض وسيتم اتخاذ أي قرار
بانسحابات أخرى باعتبار أن مدى تحسن الأوضاع الأمنية هو الذي سيحدد
وقت وعديد القوات.
الاميركيون يستنجدون بنفوذ الصدر لوقف
المعارك
من جهة اخرى دعت القيادة الاميركية في العراق الزعيم الشيعي
مقتدى الصدر الى استخدام نفوذه للحد من اعمال العنف المتواصلة في
بغداد والتي اسفرت عن سقوط 21 قتيلا على الاقل خلال 24 ساعة.
وصرح الجنرال لويد اوستن مساعد قائد القوات الاميركية في العراق
للصحافيين "نامل ان يستخدم مقتدى الصدر ما لديه من نفوذ على قواته
لوقف العنف والعمل من اجل السلام".
ونسب اعمال العنف الاخيرة الى "مجموعات خاصة" وهي عبارة يشير
بها الاميركيون الى المقاتلين الشيعة الذين يشتبه في ان الاجهزة
الايرانية تدربهم وتجهزهم وتمولهم.
واكد لويد اوستن ان "المجموعات الخاصة ما زالت تستهدف المدنيين
ويجب معاقبتها. لقد مل سكان مدينة الصدر" من العنف. بحسب فرانس برس.
وتجري مواجهات منذ نهاية اذار/مارس بين القوات النظامية
العراقية والوحدات الاميركية من جهة والميليشيات الشيعية من جهة
اخرى في هذا الحي الشعبي وذلك في سياق الهجوم الذي امر بشنه رئيس
الوزراء نوري المالكي على الميليشيات الشيعية في البصرة (جنوب).
واعلنت القيادة الاميركية في بيان ان وحداتها قتلت في سلسلة
مواجهات 21 مقاتلا شيعيا على الاقل لا سيما في مدينة الصدر.
وافاد البيان ان الجنود الاميركيين اشتبكوا مع مجموعات من
المقاتلين الشيعة في خمس مواجهات منفصلة وقتلوا 15 من عناصرها في
مدينة الصدر.
واضاف البيان ان طائرة بدون طيار مزودة بصواريخ استخدمت في احد
الاشتباكات مع "مجرمين" ينقلون مدفع هاون.
من جانب اخر اعلن ناطق في القيادة الاميركية ان ستة مقاتلين
شيعة على الاقل قتلوا الثلاثاء في اشتباك بمنطقة الحسينية (شمال
شرق بغداد) المجاورة لمدينة الصدر.
وبذلك ترتفع الى 366 حصيلة القتلى في مواجهات مدينة الصدر حسب
تعداد وكالة فرانس برس استنادا الى مصادر عراقية واميركية. وقتل 15
جنديا اميركيا في بغداد في الفترة نفسها.
واكدت القيادة الاميركية ان هدفها في مدينة الصدر هو تخليص هذه
المنطقة من فرق تطلق قذائف الهاون وتستهدف بقية انحاء بغداد لا
سيما المنطقة الخضراء المحصنة حيث مقر الحكومة العراقية والسفارة
الاميركية.
من جانبها اعلنت القوات الاميركية في بيان الاربعاء مقتل 15 "مجرما"
خلال اشتباكات متقطعة وقعت مساء الثلاثاء شرق بغداد.
واعلن الكولونيل الان باتشلت ان 697 قذيفة سقطت على العاصمة
العراقية بين 23 اذار/مارس و20 نيسان/ابريل. واكد ان 114 منها
اصابت المنطقة الخضراء وان 82% منها اطلقت من مدينة الصدر.
وهدد مقتدى الصدر الذي يرفض الاحتلال الاميركي في 19 نيسان/ابريل
بشن "حرب مفتوحة" اذا لم يتوقف الهجوم على مناصريه.
ورد الجيش الاميركي انه قادر على التصدي لهجوم ميليشيا الصدر
التي يقدر عدد عناصرها بنحو ستين الفا في مختلف انحاء البلاد.
لكن القيادة الاميركية رفضت اتهام ميليشيا مقتدى الصدر جيش
المهدي صراحة لا سيما انه يحترم اتفاق هدنة منذ اب/اغسطس 2007.
الا ان الكولونيل باتشلت اكد ان العناصر غير المنضبطة يصعب
التعرف اليها بين ميليشيا جيش المهدي.
وقال "ان تلك المجموعتين غير منضبطتين وعناصرهما ينتقلون من
مجموعة الى اخرى ويصعب التعرف على عناصرهما".
الصدر يطلب من اتباعه الالتزام بالهدنة
وتراجع الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر عن مواجهته مع
الحكومة العراقية وطلب من اتباعه الصبر على الالتزام بوقف اطلاق
النار الهش وعدم الدخول في معارك مع القوات الحكومية وذلك طبقا
لبيان تلي في جامع بالعاصمة العراقية بغداد.
وقال الصدر ان تهديده حديثا بشن "حرب مفتوحة" كان موجها فقط
للقوات الأمريكية وليس للحكومة العراقية.
ويمكن لبيان الصدر ان يهديء قليلا من التوترات حيث تقاتل
ميليشيا جيش المهدي التابعة للصدر القوات الأمريكية والعراقية منذ
أن شن نوري المالكي رئيس وزراء العراق حملة أمنية على الميليشيات
قبل شهر في مدينة البصرة بجنوب العراق.
وقال الصدر مخاطبا اتباعه في بيان قرأه نيابة عنه الشيخ مهند
العذاري إمام جامع الحكمة في مدينة الصدر أثناء صلاة الجمعة "كنتم
خير ملتزمين وصبرتم على قرار التجميد وطعتم قائدكم حق طاعته واتمنى
ان تستمروا على صبركم وايمانكم."بحسب فرانس برس.
وجاء بيان يوم الجمعة بعد أقل من أسبوع من تهديد الصدر الزعيم
المناهض للولايات المتحدة "بحرب مفتوحة حتى التحرير" اذا استمرت
هجمات القوات الحكومية التي تدعمها القوات الأمريكية على أنصاره.
لكن في بيان يوم الجمعة قال الصدر انه حين هدد بحرب مفتوحة كان
يعني حربا مع الأمريكيين لا مع القوات العراقية حربا ضد المحتل لا
ضد "اخواننا العراقيين".
وقال الصدر عن الحرب المفتوحة التي هدد بشنها " قصدنا حربا ضد
المحتل ليس إلا فلا حرب بيننا وبين اخواننا العراقيين مهما كان
جنسهم أو طائفتهم أو عرقهم."
لكن كثيرا من أتباع الصدر الذين كانوا يطالبون بالغاء وقف اطلاق
النار ويقولون ان الحكومة والقوات الأمريكية استغلته لقتل أو
اعتقال أفراد منهم كانوا غير راضين.
وقال أبو ياسر وهو أحد قادة جيش المهدي "لقد أصابنا البيان
بخيبة أمل. كنا ننتظر بلهفة انهاء وقف اطلاق النار وهذا عكس ما كنا
نتمنى."
وانتقد مقاتلون اخرون الصدر بسبب التقلب بين مواجهة القوات
الحكومية في يوم والدعوة للمصالحة في اليوم التالي.
وقال أبو اية وهو قائد اخر بجيش المهدي بدا عليه الغضب "كان من
المفترض ان يعطينا حلا حاسما.. اما أنه ينبغي أن ننهي وقف اطلاق
النار.. أو أن نجلس في بيوتنا ونلتزم الصمت."
ورغم أن مقاتلي جيش المهدي وعددهم يقدر بعشرات الآلاف يزعمون
الولاء للصدر إلا أنه لم يتضح تماما مدى سيطرته على الحركة التي
ينظر إليها كثير من العراقيين على أنها فوضوية وتفتقر للانضباط.
وقال قائد اخر بجيش المهدي يدعى أبو عمار "رغم شعوري بعدم الرضا
عن البيان.. سنطيع أمر الصدر لاننا نوقره." |