هل سيعثر الأمريكيون والإيرانيون على أرض مشتركة بالعراق

اعداد: علي الطالقاني

شبكة النبأ: من خلال التصريحات التي أدلى بها السفير الإيراني لدى العراق "حسن كاظمي قمي" والتي اعتبرت فيما بعد  خطوة غير عادية بعد إعرابه عن تأييد موقف الحكومة عندما وصف مقاتلي جيش المهدي بالخارجين على القانون. وفي تقارب ملموس بين أعداء الأمس وقد أميط اللثام عن هذا العداء وبنحو صارخ من خلال تعقيدات الصراع في العراق و القتال الدائر بين الحكومة العراقية وجيش المهدي في مدينة البصرة  ومدن أخرى من العراق، فإنه يظهر أن إيران والولايات المتحدة تقفان في طرف واحد.

أسباب ذلك التقارب

تبني الولايات المتحدة حساباتها على ضرورة مساندة الحكومة التي عملت هي على إقامتها في العراق واتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية القوات الأميركية والموظفين المدنيين هناك.

أما دوافع إيران وكما يبدو أنها تقوم على احتمال أن يتولى أتباع مقتدى الصدر من السياسيين والعسكريين السلطة في الانتخابات الإقليمية التي ستجرى في خريف هذا العام، ومن ثم يقومون بتعطيل إنشاء إقليم يتمتع بحكم شبه ذاتي في الجنوب يراه الإيرانيون مفيدا لهم.

وتعارض الولايات المتحدة بشدة برنامج إيران النووي ولم تستبعد قصف إيران إذا لم تغير الأخيرة سياساتها، كما أنها تتهم إيران بأنها وراء آلاف الهجمات التي شنت على القوات الأميركية في العراق. بحسب صحيفة نيويورك تايمز.

ومع ذلك، فإن الإيرانيين على مستوى كبار المسؤولين على الأقل يرون في الولايات المتحدة الشيطان الأكبر، ويأخذون ذلك على محمل الجد.

على أن كلا الطرفين يتعمدان تصنع التودد للآخر في موضوع قتال مقتدى الصدر، الذي تصفه نيويورك تايمز بأنه أحد أقوى رجال الدين الشيعة في العراق.

ومضت الصحيفة إلى القول إنه بينما كان جنود الحكومة العراقية يحكمون سيطرتهم على آخر معاقل جيش المهدي في البصرة بعد شهر من القتال، أقدم السفير الإيراني لدى العراق حسن كاظمي قمي على خطوة غير عادية بإعرابه عن تأييده لموقف الحكومة، واصفا مقاتلي جيش المهدي بالخارجين على القانون.

وأردفت الصحيفة قائلة، إن كلاً من إيران والولايات المتحدة يدعم المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، الخصم اللدود لحركة الصدر السياسية.

ويؤيد المجلس الأعلى الإسلامي العراقي منح الجنوب حكماً ذاتياً عريضاً مشابهاً لما حصل عليه إقليم كردستان في الشمال. ولما كان العديد من قادة المجلس قد عاشوا فترة من منفاهم في إيران إبان حكم صدام حسين، احتفظت إيران بعلاقات سياسية مع هذه المجموعة.

أما دعم أميركا للمجلس الأعلى فينبع جزء منه في حقيقة أن الجناح العسكري للمجلس لم يقف يوما في مواجهة القوات الأميركية كما أن الأميركيين ظلوا يتعاملون معه باعتباره حليفا منذ بدء القتال ضد نظام صدام حسين، حيث كفلوا لأعضائه مرورا آمنا في طريق عودتهم من منفاهم في إيران.

إيران تتلقى أسلحة من أبواب خلفية  

من جانب آخر قال محققين في سلطة الجمارك تمكنوا من تحديد عدد من تجار الأسلحة البريطانيين الذين يتاجرون بالأسلحة مع طهران، مما يثير قلق المسؤولين في الحكومة البريطانية الذين يخشون من أن يتلقى برنامج إيران النووي دعما كبيرا من مصادر بريطانية.

ويشير تحقيق ضباط في الجمارك إلى أن ما لا يقل عن سبعة بريطانيين تحدوا العقوبات بتقديم المواد والأسلحة للقوة الجوية الإيرانية، والحرس الثوري النخبوي، وحتى برنامج إيران النووي المثير للجدل. بحسب صحيفة ذي أوبزيرفر البريطانية.

من جانبهم مسؤولون بريطانيون أعربوا عن قلقهم من عدد التجار البريطانيين الذين يتعاملون مع إيران، رغم الجولة الثالثة من العقوبات التي فرضت عليها من قبل الأمم المتحدة في الفترة الأخيرة، خاصة أن تلك الجولة تحظر تصدير الأسلحة ومكوناتها لطهران.

ومن بين الأمثلة التي تم الكشف عنها، ضبط أحد رجال الأعمال البريطانيين في عملية لتهريب مكونات تستخدم في الصواريخ الموجهة، وذلك عبر شركة ثبت أنها واجهة لوزارة الدفاع الإيرانية، كما أن أمثلة أخرى تطرقت لها الصحيفة.

ونقلت ذي أوبزيرفر عن مصادر في الخارجية البريطانية قولها إن ظهور دليل على أن السلطات الإيرانية تتواصل مع شركات بريطانية لكسر العقوبات عبر الأبواب الخلفية، بات مصدر قلق.

و كشف المراسل العسكري للصحيفة مارك تاونسيند عن تحقيق تقوم به السلطات البريطانية حول قيام تجار بريطانيين بتزويد ايران بالسلاح.

ويضيف ان تحقق المحققون من شخصيات بعض هؤلاء التجار ورجال الاعمال، قد اثار مخاوف مسؤولين في الحكومة البريطانية حول ماذا كان البرنامج النووي الايراني يتلقى دعما مهما من مصادر بريطانية.

ويشير التحقيق الذي يقوم به ضباط جمارك بريطانيون ان 7 بريطانيين، على الاقل، تحدوا العقوبات المفروضة على ايران وقاموا بتزويد القوات الجوية الايرانية وفرق الحرس الثوري وحتى البرنامج النووي الايراني بالاسلحة.

واعرب المسؤلون عن قلقلهم من عدد التجار البريطانيين الذين يتعاملون مع ايران، رغم الحزمة الثالثة من العقوبات التي فرضتها الامم المتحدة على طهران.

واشار المحققون الى ان المقابل السخي الذي تدفعه ايران هو ما يحفز هؤلاء التجار على ما يقومون به وليس التعاطف الايدولوجي.

وساق الكاتب عدد من الحالات التي كشف عنها المحققون الذين زعموا ان احداها تتضمن قيام مجموعة تضم عدد من البريطانيين بمحاولة تصدير مكونات تهدف الى تحسين اداء الطائرات الايرانية.

حالة اخرى وهي قيام رجل اعمال بريطاني بتهريب مكونات تستخدم في الصواريخ الموجهة من خلال شركة اتضح انها وزارة الدفاع البريطانية.

كما تتضمن التحقيقات مواطنين بريطانيين اثنين على الاقل يعتقد انهما يعملان او عملا مع ايران لتوريد مكونات تستخدم في البرنامج النووي الايراني العسكري المزعوم.

وتضيف الصحيفة ان هؤلاء الافراد لهم علاقات قديمة بالعالم الباكستاني عبد القادر خان الذي يعتبر ابو القنبلة النووية الباكستانية، والذي اعترف انه ساعد كوريا الشمالية وايران وليبيا لتطوير اسلحة نووية.

غير ان التقرير لم يوضح ما اذا كانت هناك اجراءات ميعنية ستتخذها السلطات البريطانية تجاه هؤلاء التجار في حال ثبوث امدادهم ايران بالاسلحة فيما اورد تصريح لمصدر بالخاريجة البريطانية قال فيه ان الدلائل على ان السلطات الايرانية تقوم باتصالات مع شركات بريطانية بينما تحاول التغلب على العقوبات "عبر الابواب الخلفية" هي محل قلق.

معركة البصرة كانت كارثية  

و قال قادة عسكريون بريطانيون إن محاولة الجيش العراقي استعادة السيطرة على البصرة من المسلحين، كانت "كارثة على جميع المستويات".

ونقلت صحيفة صنداي تلغراف عن مصادر رفيعة المستوى قولها إن المهمة فشلت بسبب عدم كفاءة الضباط العراقيين الذين قادوا المعركة وافتقار الجنود الذين خاضوها إلى التدريب والتموين من الطعام والماء والذخيرة.

وأضافت المصادر أن فشل الجيش العراقي في البصرة تسبب في إرجاء انسحاب القوات البريطانية عدة أشهر.

ونبهت صنداي تلغراف إلى أن تعليقات القادة العسكريين جاءت في الوقت الذي بدأ فيه الجيش العراقي، وبدعم من القوات الأميركية هذه المرة، عملية عسكرية ثانية في البصرة محاولا العثور على مخابئ أسلحة "المتمردين".

وفي إحدى مراحل العملية، انتشرت قصص في مقر القيادة البريطانية تقول إن الجنود العراقيين كانوا يطلبون الطعام والماء من قوات التحالف تحت التهديد بالسلاح.

وكان ضابط بريطاني رفيع قد وصف الجنرال موحان الفريجي - وهو القائد العراقي المسؤول عن الجنود خلال العملية- بأنه "متهور خطير" ويتجاهل النصائح المقدمة له.

وقال الضابط البريطاني الذي يتخذ من قواعد التحالف في البصرة مقرا له إن سماح رئيس الوزراء نوري المالكي بخوض العملية كان كارثيا لأنه جعل المعركة تبدو من عمل الهواة لا المحترفين.

من جانبهم القادة البريطانيين أسدوا نصيحة للجنرال موحان بعدم البدء في العملية قبل منتصف يوليو/ تموز المقبل لأن الجنود العراقيين لا يتمتعون بالجاهزية حتى الآن، غير أن موهان تجاهل تلك النصيحة. بحسب صنداي تلغراف

وفي تحليل لمراسل الصحيفة للشؤون الدفاعية، حاول سين ريمنت أن يبرر ضرورة وجود القوات البريطانية في العراق. وقال إنه من الواضح أن الجيش العراقي حقق بعض التقدم، ولكن هناك حاجة للمزيد من العمل لتطوير قدرة قادة هذا الجيش على السيطرة والقيادة وتنظيم قواتهم.

وانتهى إلى أن القوات البريطانية ستبقى في العراق على المدى القصير لأن البديل سيكون استقواء "المتمردين" وإضعاف الجيش العراقي، وهذا كله سيفضي إلى حرب أهلية وعراق مجزأ بين التيارات الدينية.

أسلحة محظورة

وقال قائد القوات البرية في قيادة عمليات البصرة الفريق الركن علي غيدان ان قواته عثرت على كميات كبيرة من الاسلحة المحظورة والثقيلة والمواد المتفجرة خلال حملات تفتيش نفذتها امس واليوم في منطقتي الحيانية والجمعيات واحياء اخرى وسط مدينة البصرة.

واضاف غيدان ان حملة التفتيش التي قامت بها القوات العراقية المشتركة في منطقتي الحيانية والجمعيات ضمن خطة صولة الفرسان اسفر عنها ضبط (321) عبوة ناسفة و(32) مدفع هاون وعشرة صواريخ نوع سترلا و(525) قذيفة مدفع هاون مختلفة العيار فضلا عن (800) كيلو غرام من مادة (تي ان تي) المتفجرة. بحسب وكالة كونا.

.............................................................................................

*المركز الوثائقي والمعلوماتي مركز يقدم الخدمات الوثائقية التي تتضمن موضوعات مختلفة  من دراسات وبحوث وملفات متخصصة. للاشتراك والاتصال:www.annabaa.org /// [email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 23 نيسان/2008 - 16/ربيع الثاني/1429