
شبكة النبأ: أظهرت دراسة أجراها مركز بيو PEW الأمريكي لدراسات
الرأي العام بالتعاون مع شبكة NBC الإخبارية أن الشباب شاركوا
بكثافة في سباق الانتخابات التمهيدية في الحزب الديمقراطي مقارنة
بسباق عام 2004.
وتقول الدراسة اقبال الشباب على التصويت بكثافة كان عنصرا ملفتا
خلال جولات الثلاثاء العظيم وخصوصا في الانتخابات التمهيدية للحزب
الديمقراطي.
وتظهر دراسات مركز بيو خلال السنوات القليلة الماضية أن أصوات
الشباب تشكل عنصرا هاما في حسم السباق خاصة داخل المعسكر
الديمقراطي حيث أن أغلبية كبيرة من الناخبين المسجلين تتراوح
أعمارهم بين 18عاما و29 عاما يقولون إنهم ديمقراطيون أو يميلون إلي
الحزب الديمقراطي بينما تشكل تلك الفئة العمرية الثلث في الحزب
الجمهوري.
وانعكاسا لهذه الميزة فإن تلك الفئة العمرية (من 18 إلي 29 عاما)
هي الفئة التي قدمت الدعم الأكبر للمرشح الديمقراطي جون كيري في
انتخابات عام 2004 أمام جورج بوش، بل كانت أيضا في الفئة العمرية
الاكثر تأييدا لمرشحي الحزب الديمقراطى فى انتخابات الكونجرس فى
عام 2006.
ولفتت الدراسة إلى أن المشاركة الانتخابية بين الشباب قد ازدادت
مقارنة بالفئات العمرية الأخري. وقد تكرر الشئ نفسه هذا العام خلال
الانتخابات التمهدية للحزب الديمقراطي.
ووفقا لاستطلاعات الرأي NBC فإن مشاركة الشباب لصالح
الديمقراطيين في الانتخابات التمهيدية التي جرت في نصف الولايات
الأمريكية تقريبا في 5 فبراير 2008 (الثلاثاء العظيم) أعلي في كل
الولايات مقارنة بسباق عام 2004. بحسب موقع تقرير واشنطن.
ووفقا لنتائج الانتخابات التمهيدية في عام 2008 التي جرت فإن
الشباب مثلوا 14% من الناخبين الديمقراطيين مقارنة بنسبة 9 % في
عام 2004.
والطفرة في إقبال الشباب كانت واضحة في العديد من الولايات، بما
فيها الولايات ذات الكثافة السكانية من الأمريكيين ذوي الأصول
الأفريقية (جورجيا، كارولينا الجنوبية)، أو الولايات ذات الأغلبية
البيضاء (أيوا ونيوهامبشاير) أو ذات الكثافة من ذوي الأصول
الأسبانية (ولاية كاليفورنيا).
ونسبة اقبال الشباب خاصة في الولايات الثلاثة الأولي التي جرت
فيها الانتخابات (أيوا ونيوهامبشاير وكارولينا الجنوبية) كانت
الأعلي مقارنة بضربة البداية في عام 2004.
وفاز باراك أوباما بأصوات أغلبية تلك الفئة العمرية (18-29 عاما)
في جميع الولايات التي عقدت انتخاباتها التمهيدية. وأظهرت نتائج
عينة من الشباب الذين شاركوا في الثلاثاء العظيم أن أوباما حصل علي
57 % من أصوات الشباب مقابل 41% لهيلاري كلينتون.
كما حصل أوباما أيضا علي نسبة تأييد 54 ٪ للفئة العمرية التالية
من 30 عاما إلى 44 عاما مقابل 43% لكلينتون.
وتتقدم هيلاري في الفئات العمرية الأكبر حيث حصلت علي تأييد
نسبته 51% مقابل 46% لأوباما في أصوات الفئة العمرية من 45 عاما
إلي 59 عاما ويزيد الدعم لها كلما زاد العمر حيث حصلت علي تأييد
بنسبه 57٪ مقابل 37٪ لأوباما بين الناخبين الذي يصل عمرهم لـ60 عام
فيما أكثر.
وحصل أوباما علي أعلي نسبة تصويت للشباب في الولايات ذات
الغالبية من السود (جورجيا، وجنوب كارولينا، وميسوري، والاباما)
بالإضافة إلي ولايته الينوى.
ورغم ذلك حققت كلينتون أفضل نتائج في صفوف الشباب في ولايتها
السابقة أركانساس، وفي ماساشوستس، وكاليفورنيا بسبب الدعم القوي
لها بين الشباب الأمريكيين من أصول لاتينيه وذلك في مواجهة التأييد
الواسع الذي أبداه الشباب البيض لصالح أوباما.
وبعيدا عن نتائج التصويت، فإن ما تميز به الثلاثاء العظيم –
بحسب الدراسة- هو وجود أوجه للتشابه والاختلاف بين الشباب والكبار
بين الناخبين الديمقراطيين.
فالشباب من الفئة العمرية 30 عاما إلي 44 عاما يقولون إنهم ليس
لديهم انتماءات دينية وتصل النسبة إلي 15٪ بين الفئة العمرية 45-59
عاما و10٪ بين اولئك الذين تصل أعمارهم إلي 60 عاما وما فوق، ويمكن
القول إن هذه الفئات تتمتع بتوجه سياسي "الليبراليه".
وبشأن موقفهم من القضايا المختلفة فإن الشباب لا تختلف مواقفهم
عن الأكبر سنا، فالشباب والكبار من الناخبيين الديمقراطيين تتشابه
مواقفهم بشأن توصيفهم لوضع الاقتصاد الوطني الأمريكي فالأغلبية
الساحقة من الجانبين قالت إن إنه ليس جيد أو سيئ. كما أنه لا
اختلاف بينهم في أن أنهم يصوتون علي أساس الجنس والعرق.
وخلصت الدراسة إلي أنه رغم أن الشباب الأقرب للتصويت لصالح
أوباما بنسبة كبيرة إلا أنه عدد غير قليل من الشباب والكبار يقولون
إنهم راضون علي كلا المرشحين الديمقراطيين.
وفي دراسة أخرى أجراها معهد جامعة هارفارد للسياسة أن الشباب
الأمريكي بات يركز اهتمامه على الانتخابات الرئاسية للعام 2008،
وأصبح العديد منهم على استعداد تام لمساعدة المرشح المفضل لديهم
على الفوز بمنصب الرئيس.
وكما هو الحال بالنسبة لمتوسط إقبال الناخبين على المستوى
القومي، فإن معدل الإقبال بين الشباب آخذ في الارتفاع؛ حيث كانت
نسبة المشاركة في الانتخابات في العام 2000 و2004 من قبل الشبان
الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 سنة 9 %، بمقدار ضعف الإجمالي
الكلي للمشاركة.
وقد ارتفعت نسبة المشاركة في الانتخابات النصفية للعام 2006 بين
هذا الجيل بمقدار 3 % عن المشاركة في الانتخابات النصفية في العام
2002، وهذا يمثل ضعف الزيادة القومية في نسبة المشاركة.
وتعتبر الزيادة التي تحققت في نسبة المشاركة في الانتخابات
النصفية للعام 2006 الأولى من نوعها في مشاركة الناخبين الشبان في
الانتخابات غير الرئاسية منذ 24 عاما.
ويشاطر الشبان الأمريكيون أبناء الأجيال الأخرى مخاوفهم
واهتماماتهم؛ بحسب دراسة جامعة هارفارد والتي أظهرت أن الحرب في
العراق والرعاية الصحية تتصدران مخاوف الشباب واهتماماتهم – وهذا
يعكس ما توصلت إلى معظم استطلاعات الرأي القومية.
ووجد معهد جامعة هارفارد للسياسة أن الشباب الذين تتراوح
أعمارهم بين 18 و24 سنة لا يشاطرون آباءهم وأجدادهم ووجهات نظرهم
حول كافة القضايا. فعلى سبيل المثال، الشباب هم أكثر تدعيما
للزعماء الأمريكيين الذين يجتمعون برؤساء الدول المارقة دون قيد أو
شرط. كما أنهم يؤمنون إيمانا راسخا بأن المنظمات الدولية مثل الأمم
المتحدة يجب أن تأخذ زمام المبادرة في حل المشاكل الدولية.
ويذكر معهد جامعة هارفارد للسياسة أن العديد من الشباب، نحو 40
%، يعتبرون أنفسهم مستقلين، في حين يقول 35 % إنهم ديمقراطيون و25
% يفيدون أنهم جمهوريون.
وأولئك الذين يتعاطفون فعلا مع حزب ما يخلصون له كل الإخلاص.
ويقول أكثر من 40 % من الشباب الجمهوريين والديمقراطيين إنهم أعضاء
أقوياء في حزبهم.
وقال مدير شعبة استطلاعات الرأي في معهد جامعة هارفارد جون ديلا
فولب إن الشباب هم أكثر استعدادا لدعم مرشح حزب ثالث.
وأفاد حوالى 37 % ممن هم غير راضين على الحزبين السياسيين
الحاليين ممن شملهم الاستطلاع من كلا الحزبين أن قيام حزب ثالث يعد
أمرا ضروريا، طبقا لما جاء في استطلاع معهد جامعة هارفارد.
وبشكل عام فإن الشباب الأمريكي على استعداد للمساعدة في الحملات
الانتخابية بشكل دائم؛ حيث يقول أكثر من الثلث إنه إذا طلب منهم
التطوع في الحملات الانتخابية، فإنهم على استعداد للقيام بذلك.
وأعرب عدد أكبر من ذلك عن استعدادهم لذلك إذا تم تشجيعهم بواسطة
صديق. وأكد 60 % أنهم سينشرون حملات دعائية لصالح المرشح الذي
يحبونه وذلك عن طريق التحدث عنه مع أهلهم وذويهم وأصدقائهم.
وقال أكثر من النصف إنهم يشاركون مجموعة المرشح على الإنترنت،
مثل مجموعة فيس بوك. وقد أخذ المرشحون يركزون معظم جهودهم على شبكة
الإنترنت، ولكن كما تروي الطالبة في السنة الأولى في جامعة هارفارد
مارينا فيشر، فإن الطلبة يحبذون أكثر الأساليب التقليدية لتشجيع
مرشح ما باستخدام اللافتات الانتخابية التي يضعونها في حدائق
المنازل والملصقات على رفوف العربات والمركبات والاجتماعات الحاشدة.
وأضافت فيشر أن "هذه الطرق تبدو وكأنها أقدم أساليب عرفناها".
وبالنسبة للجمهوريين، يفيد استطلاع معهد جامعة هارفارد أن
الناخبين الشباب يفضلون عمدة مدينة نيويورك السابق رودي جولياني،
ويليه عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أريزونا السناتور جون ماكين. ومع
ذلك، فإن عددا كبيرا، 30 % ، يقول إنه غير متأكد لمن سيدلي بصوته،
وهي نسبة أكبر مما كانت عليه عندما أجرى المعهد استطلاعا للرأي في
مارس الماضي. وقال ديلا فولب إن الزيادة في عدد الناخبين المترددين
مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات يعتبر أمرا غريبا جدا.
ويلعب الشباب أدواراً هامة ومؤثرة في الحملات الانتخابية
الرئاسية الأمريكية، التي يتطلب العمل بها الكثير من الوقت والطاقة
والنشاط، وهي أشياء متوفرة -- وبكميات وافرة -- لدى الشباب.
وقال جوردن سيكولو الذي عمل مديرا قوميا للشبيبة في حملة
بوش-تشيني عام 2004 وهو في الثانية والعشرين من عمره لموقع USINFO
التابع لوزارة الخارجية الأمريكية إن الغالبية العظمى في قاعدة
المتطوعين في حملة مرشح ما سواء من الحزب الديمقراطي أو الجمهوري
تتألف من الطلبة الذين يتوفر لهم الوقت وكذلك الطاقة للطواف على
الأحياء السكنية وطرق الأبواب وإجراء المكالمات الهاتفية لاستقطاب
الناخبين للمرشح الذي يؤيدونه.
وأضاف سيكولو أن التواصل مع الطلبة الجامعيين، الذين يعتبر
العديد منهم ناخبين جددا، يمثل فرصة "لإشراكهم في الحياة السياسية
والاستفادة إلى أقصى درجة من الجهود والطاقة التي لديهم من أجل
العمل في الحملة الانتخابية. وأشار إلى أن حملة بوش-تشيني في عام
2004، خلال ما يزيد على السنة من الجهود التي بذلت لإشراك الطلبة
الجامعيين في الحملة، تمكنت من تسجيل حوالي 158 ألف طالب من
المتطوعين الجدد للعمل لصالح الحملة.
وذكر سيكولو أن بعض الشباب الأمريكيين يتطوع من أجل القيام
بحملات انتخابية عندما يتوفر لهم وقت فراغ، ولكن الآخرين يعملون
كموظفين دائمين في الحملات الانتخابية.
وباستثناء كبار المسؤولين عن إدارة الحملة الانتخابية، فعادة ما
يكون عمال الحملة في العشرينات من أعمارهم، ولا سيما منهم
المتطوعون الذين يعملون في المكاتب الميدانية – وهي غير مكاتب
المقرات القومية للحملات الانتخابية – حيث أن معظم الموظفين هم من
الطلبة المتخرجين حديثا من الجامعات. |