
شبكة النبأ: في خطوة الى الوراء قوّضت جهود الحكومة العراقية
لإحلال الأمن، من خلال التطبيع والمصالحة وليس من خلال العزل
والتقسيم، قام الجيش الاميركي والقوات العراقية بالشروع ببناء
جدار في مدينة الصدر في محاولة لمنع انطلاق الهجمات الصاورخية منها.
بعد ان قامت تلك القوات بعمليات تطهير للمناطق المواجِهة للمنطقة
الخضراء، شملت قطاعات عديدة من المدينة التي يشكل سكانها قرابة نصف
سكان بغداد.
وقال الجيش ان الجدار المتفاوت الارتفاع يبنى على طول الطريق
الرئيسية ويفصل الجزء الجنوبي من مدينة الصدر عن الجزء الشمالي في
هذه الضاحية التي يقطنها بحدود ثلاثة ملايين شخص. ويصل ارتفاع
الجدار المؤلف من كتل اسمنتية في بعض الاماكن الى ثلاثة امتار.
وقال المتحدث باسم الجيش الاميركي اللفتنانت كولونيل ستيفن
ستوفر لوكالة فرانس برس "سنسيج المدينة لكي نسيطر على منافذ الخروج
والدخول فيها". وقال ان المشروع مبادرة من الحكومة العراقية موضحا
"نحن لا نعمل بشكل مستقل". واضاف ستوفر ان "الهدف من وراء بناء
الجدار هو منع اطلاق الصواريخ العشوائي" من مدينة الصدر.
ويؤكد الجيش الاميركي ان الصواريخ التي تستهدف المنطقة الخضراء
المحصنة تطلق من مدينة الصدر. وقال ستوفر ان بناء الجدار لن يعيق
حركة السكان المحليين.
واوضح "الشعب والمواطنون المتلزمون بالقانون العراقي وسيارات
الاسعاف والاطفاء الحكومية تستطيع المرور والخروج من دون اي مشكلة".
واكد الضابط الاميركي ان "الارهابيين هم من فرض هذه الاجواء التي
تتطلب اتخاذ اجراءات احترازية وحماية المواطن تأتي في المقام الاول".
إحتجاجات شعبية على الجدار وتحذيرات من
هجمات للقاعدة
وأدان مؤيدو وأنصار الزعيم الشيعي المناهض للولايات المتحدة
الأمريكية، السيد مقتدى الصدر، إنشاء القوات الأمريكية لجدار
اسمنتي عازل في معقلهم بمدينة الصدر، شرقي العاصمة العراقية بغداد،
التي تشهد اشتباكات متجددة بين المسلحين الشيعة والقوات العراقية
والأمريكية.
ويأمل القادة العسكريون الأمريكيون في العراق بأن يعمل الجدار،
الذي بدء العمل فيه الثلاثاء الماضي، على وقف هجمات المسلحين والحد
من قدرتهم على التحرك بحرية نحو باقي أنحاء العاصمة، وكذلك الحد من
إطلاق قذائف الهاون على المنطقة الخضراء في وسط بغداد.
يذكر أن القوات الأمريكية كانت قد أنشأت العديد من الجدران في
أحياء أخرى داخل بغداد، الأمر الذي ساهم بفاعلية في الحد من العنف،
مع تعطل حركة المسلحين وانتقالهم من مكان لآخر، وفقاً للأسوشيتد
برس.
من ناحية ثانية، أطلق الجيش الأمريكي في العراق تحذيراً، قال
إنه قائم على "معلومات استخبارية ذات مصداقية" مفاده إن تنظيم
القاعدة يحضر لهجمات انتحارية ببغداد " في المستقبل القريب."
وقال الجيش الأمريكي إنه يمتلك معلومات جمعتها وحدات من قوات
التحالف الدولي، تؤكد أن عناصر من التنظيم تسللت إلى بغداد وجوارها
بهدف تنفيذ مجموعة من العمليات تتراوح بين تفجير عبوات ناسفة
وسيارات مفخخة وهجمات انتحارية وخاصة في منطقة الكرخ الواقعة وسط
العاصمة.
وغالباً ما يستهدف تنظيم القاعدة الأماكن المكتظة بالمدنيين،
مثل الأسواق أو مجالس العزاء أو نقاط التفتيش، وذلك بهدف إيقاع
أكبر عدد من الضحايا الأبرياء.
ويأتي التحذير الأمريكي بعد ساعات من إصدار الرجل الثاني في
تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، تسجيلاً صوتياً بمناسبة الذكرى
الخامسة لغزو العراق، نشرته بعض مواقع الإنترنت، قال فيه إن القوات
الأمريكية لا تواجه سوى "الإخفاق والهزيمة."
وجاء في الرسالة الصوتية للظواهري، والتي تستغرق 16 دقيقة: "
أما عما وصل له الغزو الأمريكي للعراق اليوم بعد خمس سنواتٍ فهو
الفشل والهزيمة."
وذلك رداً على ما يبدو على تصريحات وزير الدفاع الأمريكي ديفيد
بتريوس أمام الكونغرس الأمريكي في وقت مبكر من هذا الشهر، فقد قال
الظواهري "وذهب بترايوس للكونغرس ليطلب تأجيل موعد سحب القوات
الإضافية لستة أسابيع بعد الموعد المقرر في يوليو القادم، وأعلن
بوش أنه سيمنح بترايوس كل ما يحتاجه من وقت."
بعد هجوم على موقع للجيش: توقف اقامة
الجدار العازل
وفي سياق متصل ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن عملية بناء الجدران
الخرسانية في شمالي مدينة الصدر ببغداد قد توقفت لفترة بعد أن
انتهز مسلحون فرصة هبوب العاصفة الرملية وتوقف الطلعات الجوية
لقوات التحالف وهاجموا موقعا للقوات العراقية في المنطقة.
وقالت الصحيفة إنه " طبقا لما ذكرته تقارير إذاعية عسكرية فان
القوات العراقية التي ترابط على بعد بضعة مئات من الياردات من
مواقع القوات الأمريكية، تعاني من نفاذ الذخيرة."
وذكرت الصحيفة ، إن" القصد من وراء إقامة القوات الأمريكية
جدرانا عازلة حول مدينة الصدر وقطاعاتها، جنوب شرقي بغداد، هو
تحويلها إلى جيب محمي، تؤمنه قوات عراقية وأمنية، كي يتاح للحكومة
العراقية الشروع بجهود إعادة الإعمار."
ونقلت الصحيفة عن الليفتنانيت كولونيل دان بارنيت، قائد السرية
الأولى، في فوج الخيالة الثاني سترايكر، قوله "في الحقيقة لا يمكنك
إصلاح أي شيء محطم (في منطقة ما) حتى يستتب الأمن فيها" موضحا أن "جدارا
يعزل أولئك الذين يهاجمون الجيش العراقي وقوات التحالف، يمكن أن
يوجد ظروفا آمنة للمضي قدما، ونتمكن من إعادة البناء."
وقامت رافعات ثقيلة مساء الأربعاء، بوضع كتل خرسانية عالية، في
شارع القدس، الطريق العام الذي يفصل حيي الثورة وجميلة إلى الجنوب،
من قلب مدينة الصدر حتى الشمال.
وسبق أن استخدمت العوازل الخراسانية في مناطق أخرى من بغداد،
وسط مخاوف من بعض السكان من عزلهم عن غيرها من أحياء العاصمة. إلا
أن هذه الجدران ، على حد وصف الصحيفة ، " كانت أداة فاعلة في كبح
هجمات المتمردين."
الكتلة الصدرية تطالب برفع الحصار
والحواجز الكونكريتية
وطالبت الكتلة الصدرية في مجلس النواب بالرفع الفوري للحصار
المفروض على مدينة الصدر وإزالة الحواجز الكونكريتية التي قالت
إنها بدأت بتقطيع المدينة إلى أحياء يصعب التواصل فيما بينها أو مع
المناطق الأخرى.
وقال بيان للكتلة نقلته تلقت وكالة ( أصوات العراق ) أن "الوضع
النفسي والصحي والخدمي والاقتصادي لأهالي مدينة الصدر قد تردى بسبب
عمليات تشديد الحصار المفروض عليها منذ أكثر من ثلاثة أسابيع."
وذكر أن هذا الحصار " تم تطويره بطريقة قاسية من خلال الشروع
بتقطيع المدينة إلى أحياء يصعب التواصل بينها أو بينها وخارج
المدينة إرضاء للنزعة السادية التي يتم على وفقها التعامل مع أبناء
التيار الصدري".
وتابع أن" أجهزة أمنية و عسكرية يقال إنها حكومية ترتكب أعمال
القتل وانتهاك ابسط حقوق الإنسان في اغلب محافظات العراق ومنها
الديوانية وكربلاء وبابل والكوت."
وقال البيان أن " الاعتقالات السياسية وليس الجنائية مستمرة
وكذلك المداهمات التي تنطوي على تحقير الإنسان وانتهاك ابسط حقوقه
والتجاوز على رموزه الدينية فضلا عن سياسة العقاب الجماعي .. دون
ان يرفع مسؤول صوته لإدانته.." مشيرة إلى " ما يحصل من حصار
لمدينة الصدر في بغداد أو الحيانية في البصرة ".
وأضاف البيان ان " قوات الاحتلال أضافت مأساة أخرى وهي احتلال
مقر مديرية تربية مدينة الصدر الأمر الذي أوقف النشاط الإداري
للمديرية وتعريض موجوداتها والوثائق والسجلات التي تحتويها للخطر "
مشيرا الى ان هذا الأمر "أدى إلى إرباك العملية التربوية
والتعليمية في مدارس المدينة التي يفترض ان تستعد للامتحانات
النهائية وهي المدارس التي لم يستلم معلموها او موظفوها رواتب
الشهر الماضي."
وأضاف ان " عدد الشهداء في مدينة الصدر بلغ 398 شهيدا و1331
جريحا وهدم 98 منزلا فضلا عن حرق الاسواق والمحلات التجارية و
تدمير سيارات العديد من المواطنين".
وطالبت الكتلة في بياناها بتنفيذ " المطالب التي جاءت ببيان
السيد مقتدى الصدر الصادر في 30 آذار الماضي ولاسيما إيقاف
الاعتقالات والمداهمات العشوائية والقصف الجوي الذي يطال المدنيين
الأبرياء".
كما طالبت " بالإنهاء الفوري لحصار المدن ولاسيما الحيانية
ومدينة الصدر" بالإضافة إلى المطالبة " بإخلاء مديرية تربية مدينة
الصدر " التي قالت إن القوات الأمريكية تحتلها الآن.
ودعت الكتلة الصدرية الى " الرفع الفوري للحواجز الكونكريتية."
التي قال البيان إنها " بدأت بتقطيع مدينة الصدر."
كما دعت في بيانها الحكومة إلى إن " تهب لإغاثة أهلنا في الموصل
الحدباء التي تعاني من إرهاب القاعدة."
وطالبت الكتلة في بيانها " بدفع التعويضات المناسبة لعوائل
الشهداء وللجرحى والمتضررين الذين تضررت بيوتهم او محلاتهم او
سياراتهم او ممتلكاتهم خلال الأحداث الأخيرة". |