العراق بعيون غربية: القاعدة تحاول إثبات وجودها بالعراق  وحرب بالوكالة

علي الطالقاني*

شبكة النبأ: ركزت الصحف الغربية الصادرة هذا الأسبوع على الشأن العراقي، فتحدثت عن اتهامات أميركية لإيران بخوض حرب بالوكالة في العراق، بينما تحدثت أخرى عن تقرير حول القاعدة ومحاولات اثبات وجودها في العراق، واخرى عن ترقية رؤساء الشرطة والجيش العراقيين في البصرة، وتحدثت صحف عن القوات البريطانية وبقائها  في العراق حتى استقرار الوضع.    

القاعدة تحاول إثبات وجودها بالعراق  

قالت صحيفة ذي إندبندنت البريطانية إن التفجيرات التي وقعت ، مستهدفة مناطق سنية وحصدت ما لا يقل عن 60 شخصا في وسط وجنوب بغداد، ليست إلا مؤشرا على أن القاعدة في العراق تحاول العودة بقوة بعد أن عانت عدة إخفاقات في نهاية العام الماضي.

ونبهت الصحيفة إلى أن معظم القتال دار في الأسابيع الماضية بين قوات الحكومة العراقية بدعم من القوات الأميركية وبين المسلحين الشيعية التابعة لجيش المهدي.

وأشارت ذي إندبندنت إلى أن الهجمات الأخيرة تحمل بصمات القاعدة رغم أنها اعتادت في السابق على استهداف المناطق الشيعية "بهدف حصد أكبر عدد ممكن من المدنيين".

وفي إشارة إلى أن القاعدة لم تخل من المتطوعين الذين يصبحون مفجرين انتحاريين، قام رجل مرتديا صدرية ناسفة على دراجة نارية بتفجير نفسه خارج مطعم للكباب في الرمادي بمنطقة الأنبار.

العراق: مكافأة الجنرالات

جاء الخبر الشرق اوسطي الابرز في صحيفة الفينانشيال تايمز عراقيا اذ كتب مراسل الصحيفة في العراق ستيف نيجوس تقريرا حول ترقية رؤساء الشرطة والجيش العراقيين في البصرة.

ونقلت الصحيفة عن وزارة الداخلية العراقية قولها ان العميد موحان الفريجي والعميد عبد الجليل خلف استدعيا الى بغداد لتسلم "مهام رفيعة بعد النجاح الذي حققته عملية البصرة" العسكرية.

وتقول الصحيفة ان القادة العراقيون يرون ان نجاح القوات العراقية بعملية البصرة امر له دلالات كبيرة الى تحسن حال القوى الامنية العراقية التي بدأت تنضج بشكل مركزي، لتأخذ المبادرة في محاربة المسلحين مكان القوات الامريكية والبريطانية.

الا ان الصحيفة تتوقف عند الجنود العراقيين الـ1300 الذين رفضوا المشاركة في عملية البصرة والذين تم تسريحهم.

على صعيد آخر، كتب جوناثان جورثي في الفاينانشيال تايمز مقالا بعنوان: اليمامة - قضية الدفاع.

ويتطرق جورثي في مقاله لقضية الرشاوى وصفقات الاسلحة التي تمت بين شركة بي اي اي البريطانية ومسؤولين سعوديين منذ الثمانينات.

ويقول الكاتب انه صحيح عندما ننظر لهذه القضية اليوم ونرى ان الحكومة البريطانية فضلت الحفاظ على العلاقة مع السعودية بدل اعادة فتح هذا الملف، الا انه تجدر الاشارة بأن الصفقات تعود الى ثمانينات القرن الماضي وهو وقت اعترف الكثيرون انهم قاموا خلاله بتصرفات مثيرة للجدل.

ويضيف جورثي ان بي اي اي حينها لم تكن شركة خاصة بل كانت تابعة للحكومة البريطانية التي كانت ترأسها مارجرت تاتشر رئيسة الوزراء السابقة.

ويختم جورثي مقاله بالقول ان الفساد امر سيء لانه يغرق اسواق الدول الفقيرة بمنتجات ذات اسعار مرتفعة بسبب ما دفع من عمولات ورشاوى، وذلك يؤخر عجلة التنمية، كما انه غير جائز على الصعيد الانساني.

العراق في امريكا

وفي صحيفة الاندبندنت نجد الخبر الوحيد الذي له علاقة بالمنطقة في صفحات الاخبار الدولية عن العراق بعنوان "مخاوف من بروز القاعدة مجددا بعد مقتل العشرات في تفجيرات بمدينتين عراقيتين".

ويشير تقرير الاندبندنت الى ان ان الهجمات تدل على عودة القاعدة بعد انحسار عملياتها في نهاية العام الماضي.

وتقول ان القتال في العراق في الاونة الاخيرة كان في اغلبه بين القوات الحكومية والمعارضة الشيعية له من جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر.

ومع ان الهجمات وقعت في مناطق سنية واودت بحياة العشرات من العراقيين السنة الا انها تحمل كل ما يميز هجمات القاعدة، التي تقول الصحيفة انها غالبا ما كنت تستهدف المناطق الشيعية في العراق.

ويركز التقرير على ان احد التفجيرات شنه مهاجم انتحاري، ما يعني ان تنظيم القاعدة في العراق لا يزال يجد مجندين على استعداد للتضحية بارواحهم في هجماته.

براون والبابا والعراق

من جانب آخر نشرت صحيفة الفاينانشيال تايمز خبرا في الصفحات الداخلية عن تصريح رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون عشية زيارته الرسمية لواشنطن بان القوات البريطانية باقية في العراق حتى استقرار الوضع في البصرة.

ففي مقابلة مع شبكة التلفزيون الامريكية سي بي اس نيوز اكد براون على وقف أي خطط لسحب القوات البريطانية من العراق، مؤكدا على التزام بريطانيا بالتواجد العسكري في العراق.

وتقول الصحيفة ان تصريحات براون قبل قمته الثانية مع الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش من شانها ان تقلل من المخاوف الامريكية بشأن التزام بريطانيا العسكري في العراق.

وتقول الفاينانشيال تايمز انه رغم الحفاوة التي يستقبل بها البابا، بخروج الرئيس الامريكي للقائه في المطار لدى وصوله، الا ان الزيارة تعيد التذكير بالخلاف حول العراق.

وتشير الصحيفة الى تصريح البابا الحالي وقت ان كان كاردينالا عام 2002 والذي عارض فيه الحرب مؤكدا على دور الامم المتحدة في حسم أي صراع ومعترضا على الحروب الوقائية.

إيران تدير حربا بالوكالة

في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز قال السفير الأميركي لدى العراق ريان كروكر إن إيران تدير حربا عن طريق وكلاء مع الولايات المتحدة الأميركية، وتتبنى أساليب في العراق لا تختلف عن تلك التي استخدمتها في دعم مقاتلي حزب الله في لبنان.

وأكد كروكر أن إيران لم تجر أي تغيير حقيقي في سلوكها بالعراق، رغم أكثر من عام من المحادثات بينها وبين إدارة بوش حول السبيل إلى تخفيف التوتر بين الشيعة والسنة هناك.

وأشار السفير إلى أن الحرس الثوري الإيراني مستمر في توجيه الهجمات التي تقوم بها المليشيات الشيعية ضد الأميركيين والأهداف العراقية، رغم أنه لم يقدم دليلا على ذلك.

ولدى سؤاله عما إذا كانت هناك حرب بالوكالة، أجاب كروكر قائلا "لا أعتقد أن هناك حربا بالوكالة من وجهة النظر الأميركية"، ولكنه أضاف "عندما تنظر إلى ما يفعله الإيرانيون وكيف يفعلونه فقد يكون الأمر كذلك".

وأثناء المقابلة اتهم كروكر إيران بالتدخل في أفغانستان ولبنان وغزة إضافة إلى العراق، منحيا باللائمة أيضا على الدول العربية المجاورة لرفضها تقديم المساعدة.

إيران لا القاعدة

وفي صحيفة واشنطن بوست، قال مسؤولون رفيعو المستوى إن العنف الذي اندلع في البصرة وبغداد أقنع إدارة بوش بأن الأفعال التي تصدر عن إيران، لا عن القاعدة، هي التي تشكل التهديد الرئيس داخل العراق، ما أدى إلى إعادة تقييم واسعة النطاق للسياسة في المنطقة.

وقال المسؤولون إن الأدلة حول الزيادة في الأسلحة الإيرانية، والتدريب والتوجيه للمليشيات الشيعية التي تقاتل القوات الأميركية والعراقية في هاتين المدينتين، أثارت انتباها أميركيا جديدا حول ما وصفه وزير الدفاع روبرت غيتس أمس من نفوذ طهران "المؤذي".

الصحيفة تقول إن تسليط الضوء المكثف على إيران يتزامن مع تراجع التأكيد على دور القاعدة في العراق كحجة أساسية في الوجود الأميركي المستمر بالعراق.

ونبهت واشنطن بوست إلى أن القائد الميداني ديفد بتريوس والسفير لدى العراق ريان كروكر لم يذكرا في جلسات الاستماع أمام الكونغرس شيئا عن القاعدة، بل تحدثا بإسهاب عن إيران.

ونقلت عن مسؤول اشترط عدم ذكر اسمه لعدم تخويله بالحديث عن هذا الموضوع، قوله "مع تراجع القاعدة وتشوشها بالعراق، نرى العوائق التي كانت تحت خط العوم أكثر وضوحا، وهي أن الجمعات المسلحة إيرانيا تشكل أكبر تهديد للنظام في الداخل".

وردا على المشورة التي قدمها بتريوس وكروكر، شرعت الإدارة بتقييم داخلي حول ما يعرف بالنشاطات الإيرانية ونوايا طهران، وكيف تمكن مكافحتها والإفادة منها.

تجاهل العراق للقوات البريطانية

تحت عنوان: "العراق يتجاهل بريطانيا ويستدعي الولايات المتحدة في معركة البصرة"، كتبت ديبورا هاينز ومايكل إيفانز إن "التايمز علمت أن العلاقات بين بريطانيا والعراق تعاني من "فشل كارثي" بعد أن تجاهلت بغداد القوات البريطانية وطلبت من مشاة القوات الأمريكية مساعدتها في هجومها الأخير على الميليشيات الشيعية في البصرة."

وأضافت الصحيفة أن "وزارة الدفاع البريطانية كشفت أن القوات البريطانية المتمركزة في قاعدة داخل مطار البصرة، الذي يقع خارج المدينة، لم يطلب منها أن تشارك في العملية من أجل إثبات أن القوات العراقية قادرة على الوفاء بالتزاماتها الأمنية. لكن التايمز علمت أنه عندما طار قائد القوات البريطانية في البصرة، البريجادير جوليان فري وهو قائد اللواء الرابع الميكانيكي، إلى البصرة من أجل استطلاع ما يجري، رفض رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الذي كان يقود عملية الهجوم على معاقل القوات الشيعية بنفسه، مقابلته."

وتقول الصحيفة إن القائد البريطاني ذهب إلى المالكي بصحبة الليفتنانت جنرال لويد أوستن، قائد القوات الأمريكية وقوات التحالف في العراق، لكن المالكي قابل فقط القائد الأمريكي ولم يقابل البريطاني. وتبرر وزارة الدفاع البريطانية ذلك بالقول إن المالكي يقابل القادة رفيعي المستوى، خاصة وأن القائد العام للقوات البريطانية كان خارج العراق.

قالت مصادر للتايمز إن القوات الأمريكية كانت تقاتل إلى جانب القوات العراقية بينما كان "المزاج سيئا للغاية" في أوساط القوات البريطانية بسبب شعورهم بأنه قد تم تنحيتهم عن مهمتهم الرئيسية.

ووفق التايمز فإن رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون تحادث مع المالكي وبعد ذلك شاركت القوات البريطانية ومقاتلات سلاح الجو الملكي في قصف معاقل المسلحين الشيعة.

تمثال صدام والبقاء في العراق لـ95 سنة أخرى

وفي الصفحة السابعة عشر من التايمز نشرت الجريدة رسما كاريكاتوريا يظهر فيه التمثال للرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي تم إسقاطه في ساحة الفردوس في أبريل عام 2003 وقد غرزت يداه في ظهر الرئيس الأمريكي جورج بوش، مرتديا ثياب الجنود الأمريكيين في العراق. وكتب فوق الرسم: "بغداد بعد خمس سنوات...".

رسم كاريكاتوري شبيه برسم التايمز، لكنه منشور في صحيفة الجارديان الصادرة هذا الصباح.

الرسم تظهر فيه ساحة الفردوس في بغداد وتمثال صدام لكن بدلا من رأس الرئيس العراقي السابق نرى رأس السناتور الجمهوري جون ماكين وفوق رأسه خمس شمعات مشتعلة وعلى قاعدة التمثال كتب: "أتمنى عراقا حر و95 سنة أخرى من النجاح. جون ماكين".

والكلام يشير إلى تصريحات كان قد أدلى بها مرشح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة التي قال فيها إنه لن يسحب القوات الأمريكية من العراق إذا أصبح رئيسا وإنه لو احتاجت القوات الأمريكية لمائة سنة من الوجود في العراق لإتمام مهمتها، فإنه سيدعم ذلك. وبما أنه قد مرت خمس سنوات فإن رسام الجارديان اختار "95 سنة أخرى من النجاح".

...................................................................................

*المركز الوثائقي والمعلوماتي مركز يقدم الخدمات الوثائقية التي تتضمن موضوعات مختلفة  من دراسات وبحوث وملفات متخصصة. للاشتراك والاتصال:www.annabaa.org /// [email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 20 نيسان/2008 - 13/ربيع الثاني/1429