المصريون بين آفة الفقر وتسلط الحكومة

شبكة النبأ: بعد التحرك السياسي الشعبي الاجتماعي والذي أخذت ملامحه تخيف الحكومة المصرية وتبدي قلقها إزاء الوضع الراهن، خاصة ومظاهر الاضراب والإحتجاج والإعتصام الذي ألقى بظله على الحياة المصرية اليومية، جانب ذلك كله مسيرة الإنتخابات المحلية لمجالس الشعب المصرية وعملية منع عدد كبير من جماعة الأخوان في الترشيح، رغم حصولهم على أذن قضائي بممارسة حقهم المشروع في هذه الإنتخابات.

كما زامن ذلك أزمة رغيف الخبز التي إندلعت في مصر في الايام القليلة الماضية والتي عصفت بموجة غضب كبيرة في البلاد وتدهور الحالة الإجتماعية وتزايد ملحوظ في حالات الفقر، مصاحبا إياها غلاء الاسعار والزيادة الكبيرة لها، رغم عدم وجود تحرك أو تحسن ملموس في نمو دخل الفرد المصري.

مع التحفاظات على الإنشطة الفلسطينية للجماعات الإسلامية التابعة لحماس والاعتارضات القائمة على غلق معبر رفح وغزة بين الجانبين المصري والفلسطيني، يصاحبه تلويح سياسي يفيد بأن التدهور الداخلي المصري سببه هذه الجماعات.

(شبكة النبأ) في سياق التقرير التالي تضع القارئ الكريم في صميم العملية السياسية المصرية والتحركات الشعبية الاخيرة في عملية تعد أول إضراب وإحتجاج من نوعه هناك:

الانتخابات المحلية في مصر والاحتجاج العنيفة

صوت الناخبون المصريون في انتخابات المجالس المحلية التي دعا الاخوان المسلمون الى مقاطعتها بعد استبعاد كل مرشحيهم تقريبا والمحسومة سلفا لصالح الحزب الوطني الديموقراطي الحاكم على خلفية حركة احتجاج اجتماعي عنيفة.

وقالت المنظمة المصرية لحقوق الانسان في بيان اصدرته مؤخرا انها قررت الامتناع عن مراقبة هذه الانتخابات بسبب: غياب التنافسية فيها وغياب الاشراف القضائي عليها. مؤكدة ان الحزب الحاكم فاز بثلثي المقاعد بالتزكية قبل ان تبدأ الانتخابات.

واغلقت مكاتب الاقتراع ابوابها عند الساعة 19,00 بالتوقيت المحلي (17,00 ت غ). وكانت فتحت عند الساعة الثامنة صباحا (06,00 ت غ) لانتخاب 52 الف عضو في المجالس المحلية لـ 26 محافظة مصرية ولكن مرشحي الحزب الحاكم فازوا بالتزكية باكثر من 42 الف مقعد قبل اجراء الانتخابات بسبب عدم وجود منافسين لهم.

ويناهز عدد سكان مصر 80 مليونا بينهم 35,6 مليون ناخب.

ومع ان هذا الاقتراع لا يهدد نظام الرئيس حسني مبارك فانه جرى في اجواء توتر اجتماعي شديد بسبب ارتفاع حاد في الاسعار ونقص في توفر الخبز المدعوم.

وقتل فتى في الخامسة عشرة من العمر برصاص الشرطة اثناء هذه الصدامات فجرا في المحلة الكبرى مركز صناعة النسيج على بعد 120 كلم شمال القاهرة بحسب اجهزة الامن.

واثر اعلان وفاة الفتى زار رئيس الوزراء المصري احمد نظيف وعدد من اعضاء الحكومة المحلة الكبرى في مسعى لنزع فتيل الاحتجاجات.

واعلن عن صرف مكافاة فورية لـ 27 الف عامل بشركة مصر للغزل والنسيج تعادل اجر 15 يوما. بحسب فرانس برس.

وقبل عامين كانت انطلقت من هذه الشركة حركة اضرابات طالت قطاع النسيج العام ثاني اكبر قطاع صناعي في مصر.

واوقعت الصدامات في المحلة الكبرى اكثر من 80 جريحا اصيب بعضهم بجروح بالغة بحسب مصدر طبي، ووضع 331 شخصا تم اعتقالهم قيد الحبس الاحتياطي.

وبالتوازي مع ذلك جرت عمليات الاقتراع في البلاد دون حوادث تذكر لكن بنسبة مشاركة ضعيفة على ما يبدو بحسب المنظمة المصرية لحقوق الانسان.

اما الجمعية المصرية لدعم التطور الديموقراطي فاكدت في بيان اخر ان التصويت: يتم بعيدا عن المراقبة. وقالت انها: تابعت الانتخابات في 24 محافظة مصرية اذ لم تجر عمليات اقتراع في محافظتي الفيوم والاسماعيلية بسبب فوز جميع المرشحين بالتزكية.

ولكنها اكدت ان السلطات الادارية: منعت مراقبيها من دخول اللجان لمتابعة ما يجري داخلها اذ لم تمنحهم التصاريح اللازمة لذلك.

وتابعت المنظمة الحقوقية ان مراقبيها الذين بقوا خارج اللجان لاحظوا مع ذلك عمليات تزويد وتسويد لبطاقات التصويت (اي قيام المشرفين على اللجان بالتصويت نيابة عن الناخبين المتغيبين).

وطبقا لاخر الارقام التي اعلنها الاخوان المسلمون فان السلطات منعت الغالبية العظمى من مرشيحهم ال 4000 الاف من خوض غمار المنافسة في الانتخابات.

وادرج 21 مرشحا فقط من الاخوان المسلمين على قوائم المرشحين الرسمية من بين 498 تمكنوا من تقديم اوراق ترشيحهم وتم قبولها.

وقال المرشد العام للاخوان محمد مهدي عاكف في بيان اصدره مؤخرا ان: المسؤولين الحكوميين رفضوا تنفيذ احكام القضاء الي صدرت بادراج اسماء مرشحينا في الكشوف الرسمية في انقلاب واضح على الدستور والقانون.

واضاف، حصلنا كذلك على حوالى الف حكم قضائي بايقاف الانتخابات بسبب عدم امتثال الحكومة للاحكام القضائية السابقة التي اكدت حق مرشحينا في خوض الانتخابات.

واكد محمد حبيب المسؤول الثاني في الجماعة ان 19 من اعضاء الجماعة تم توقيفهم معتبرا ان ذلك جاء كرد فعل للسلطات على الدعوة للمقاطعة.

وكانت انتخابات المحليات ارجئت لمدة عامين في العام 2006 بعد الاختراق الذي حققه الاخوان المسلمون في انتخابات مجلس الشعب.

وبموجب تعديل دستوري ادخل في العام 2005 فان اي مرشح لانتخابات رئاسة الجمهورية يجب ان يحصل على تاييد 250 عضوا منتخبا من مجلسي الشعب والشورى والمجالس المحلية من بينهم 140 على الاقل من اعضاء مجالس المحافظات.

وقال محمد عبد المجيد (28 سنة) الذي جاء ليدلي بصوته في مدرسة في حي العجوزة (جنوب): انني اصوت من اجل ان تكون الحياة اقل صعوبة ولكي تنتهي ازمة الخبز وامل الا يتم تزوير الانتخابات كالعادة.

من جهته قال ابو الفتوح عبد الموجود (29 سنة): لم اعلم بان هناك انتخابات سوى امس من التلفزيون، واكد ان الحكومة بعيدة عن هموم الشعب.

الانتخابات المصرية محسومة مسبقا

وقالت الجمعية المصرية لدعم التطور الديمقراطي والمركز المصري للتنمية والدراسات الديمقراطية ان الشرطة المصرية احتجزت سبعة مراقبين على الاقل من الجماعتين الحقوقيتين المستقلتين في محافظات القليوبية وأسيوط وسوهاج وكفر الشيخ.

وأضافت الجماعتان أن الشرطة منعت مراقبيهما من دخول مراكز اقتراع في أنحاء البلاد بدعوى أنهم لا يملكون ترخيصا صحيحا.

وقال سيد قطاوي مرشح حزب الوفد المعارض في مدينة دمنور غربي الدلتاك ان موظفي الانتخابات كانوا يخشون صناديق الاقتراع بأصوات لصالح مرشحي الحزب الوطني الحاكم.

وقال متحدث باسم وزارة الداخلية انه ليست لديه معلومات عن الموضوع.

ولا تتمتع المجالس المحلية بسلطة كبيرة لكن جماعة الاخوان المسلمين ستحتاج لمقاعد في المجالس المحلية اذا أرادت أن تتقدم بمرشح مستقل في انتخابات الرئاسة القادمة المقرر أن تجرى في عام 2011. بحسب رويترز.

وتوافد المصريون بأعداد ضئيلة على مراكز الاقتراع. وقال مراسل رويترز انه في احدى اللجان الانتخابية بوسط القاهرة كان هناك ناخبان فقط بعد نحو ساعة من فتح اللجان الانتخابية أبوابها في حين أدلى 30 ناخبا بأصواتهم في لجنة أخرى. ويرصد مراقبون مستقلون للانتخابات معدلات أقل من ثلاثة بالمئة.

وقال ناخب في مدينة بورسعيد الساحلية يدعى محمد رشيد انه شاهد ناخبين فقط يدليان بأصواتهما في لجنة انتخابية فتحت أبوابها لحوالي أربع ساعات.

وذكرت جماعة الاخوان المسلمين أن أعضاء فيها حصلوا على أكثر من 3000 حكم قضائي تقر بحقهم في خوض الانتخابات وحصلوا على ما يقارب 900 حكم قضائي بوقف اجراء الانتخابات لرفض الحكومة تنفيذ الاحكام التي تسمح للالوف من أعضائها بالمنافسة.

وقال محمد ابراهيم سائق سيارة أجرة يبلغ من العمر 43 عاما: لن أدلي بصوتي. النتيجة محسومة. ستساعد (الحكومة) من تريده أن ينجح.

الانتخابات المصرية تثير قلق ومخاوف البيت الابيض

واعرب البيت الابيض عن قلقه للمعلومات التي تحدثت عن "الانتهاكات" من اعتقالات ومضايقات ومنع ترشيحات الى الانتخابات المحلية في مصر وكررت المطالبة بمزيد من الحريات في هذا البلد.

وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو في بيان ان واشنطن: لا تزال تحض الحكومة المصرية على اتخاذ تدابير ملموسة من اجل مزيد من الديموقراطية والحرية والانفتاح السياسي.

واضافت ان: الولايات المتحدة تشعر بالقلق للمعلومات التي تفيد ان انتخابات المجالس المحلية في مصر التي اجريت في الثامن من نيسان/ابريل شابتها انتهاكات انتخابية على نطاق واسع.

وتابعت، نشعر بالقلق للمعلومات التي تفيد ان مرشحين من المعارضة وناشطين انتخابيين تعرضوا لمضايقات وللاعتقال وللمعلومات التي تفيد ان عددا كبيرا من مرشحي المعارضة منعوا من تقديم ترشيحاتهم. بحسب فرانس برس.

ومصر هي واحدة من ابرز حليفات الولايات المتحدة وأحد ابرز المستفيدين من المساعدة الاميركية في العالم العربي. وهذا لا يمنع الولايات المتحدة من ان توجه انتقادات الى الاساءات لحقوق الانسان في مصر.

وقالت بيرينو ان: الشعب المصري يستحق منحه فرصة التعبير عن وجهة نظره بحرية عبر صناديق الاقتراع. واكدت ان: المصريين يجب يتمكنوا من التصويت بدون خوف او ترهيب وكذلك ان يكونوا قادرين على الاختيار بحرية بين مرشحين متنوعين.

اعتقال المئات وجرح آخرين خلال إضطرابات

وقال شهود عيان إن الاضطرابات تجددت في مدينة المحلة الكبرى الصناعية الى الشمال من القاهرة وإن ألوفا من الشبان ألقوا الحجارة على قوات الامن التي ردت بقنابل الغاز المسيل للدموع.

وقال شاهد ان متظاهرين أشعلوا النار في حوانيت بأكبر منطقة تجارية في المدينة. وأضاف: ينتقلون بأعداد هائلة من شارع الى شارع وبشتبكون مع قوات الامن.

وأضاف الشاهد في اتصال هاتفي مع رويترز أن المتظاهرين يرددون هتافات منها: كفاية. حرام.

وتابع أن سيارات اسعاف تجوب بعض الشوارع فيما يشير لاحتمال سقوط مصابين.

وقال شاهد اخر ان الاضطرابات تجددت فيما يبدو بعد قيام متظاهرين بقذف موكب النائب العام عبد المجيد محمود بالحجارة.

وقال الشهود ان الاشتباكات دارت في عدة مناطق بينها ميدان الشون أهم ميادين المحلة الكبرى التي تبعد حوالي 100 كيلومتر شمالي القاهرة. وأضافوا أن مئات من طالبات المدارس انضممن الى المتظاهرين. وقال شاهد ان أعمار أغلب المتظاهرين تتراوح بين 20 عاما و25 عاما. بحسب رويترز.

وبدأت الاضطرابات يوم الاحد بعد محاولة قوات الامن فض مظاهرة عمالية وأشعل غاضبون من الحكومة بسبب الغلاء النيران في متاجر ومدرستين وسيارات في المدينة المشهورة بصناعة الغزل والنسيج في دلتا النيل.

وبحسب عدة مصادر سقط في الاشتباكات بين قوات الامن والمحتجين الذين قادهم عمال الغزل والنسيج في المدينة ما يزيد على مئة مصاب بعد أن حاول العمال الاشتراك في اضراب عام للمطالبة بزيادة الاجور. وقالت المصادر ان 250 متظاهرا على الاقل ألقي القبض عليهم.

لكن النائب العام قال في مؤتمر صحفي في المدينة ان عدد من ألقي القبض عليهم ووجهت لهم اتهامات هو 157 شخصا، سيتم اتخاذ الاجراءات القانونية ضدهم.

وقال ان عدد المصابين 65 بينهم 26 جنديا وثلاثة ضباط.

وقال مصدر طبي ان وزير الصحة حاتم الجبلي زار المصابين يوم الاثنين قبل تجدد الاضطرابات بالمستشفى العام في المدينة. وأضاف أن 65 مصابا يعالجون في المستشفى بينهم عدد من الحالات الخطيرة وأربعة فقئت عين لكل منهم بأعيرة مطاطية أطلقها جنود خلال تعرضهم للرشق بالحجارة على أيدي المتظاهرين.

وقالت الحكومة ان من اشتبكوا مع قوات الامن كانوا: من محترفي البلطجة واثارة الشغب.

وقال بيان نسب لمصدر أمني إن مجموعات منهم حرضت على الشغب وشاركت فيه وقامت بقذف محال تجارية وفروع بنوك وأتوبيسات (حافلات) وسيارات خاصة وعامة وقوات الشرطة بالحجارة وأشعلت النيران بنقطة مرور وبأثاث مدرستين.

ووصف البيان تحطيم وحرق ممتلكات عامة وخاصة من قبل محتجين بأنه: أعمال اجرامية غير مبررة.

قوات الشرطة تقتل فتى وترميه من شرفة شقته

وقال شهود عيان في مدينة المحلة الكبرى الصناعية قوات الأمن قتلت فتى خلال مداهمات لمنازل في المدينة التي شهدت اضطرابات على مدى يومين. وقالت مصادر أمنية وقضائية ان مصابا توفي ليرتفع عدد القتلى الى اثنين.

وقالت مصادر قضائية ان النيابة العامة في المدينة أمرت بحبس 331 من "مثيري الشغب" لمدة 15 يوما على ذمة التحقيقات.

وتقول الحكومة ان عمال الشركة نأوا بأنفسهم عن المواجهات التي وقعت بين الألوف من السكان وقوات الامن.

وقال شاهد ان أحمد علي مبروك (15 عاما) كان يقف في شرفة منزله حين تعرض لاطلاق النار عليه من قبل الجنود.

وأضاف أن مبروك أصيب بثلاث رصاصات في الرأس والرقبة ثم سقط من الشرفة وقد فارق الحياة.

وقال الشهود ان الحادث وقع حوالي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل وان الجنود فروا من المكان بعد تجمهر بعض السكان الذين خرجوا من بيوتهم على صوت لاطلاق النار.

ومبروك تلميذ في مدرسة اعدادية وكان أول قتيل يتأكد سقوطه في الاضطرابات التي أسفرت أيضا عن 65 جريحا بحسب تقديرات مصادر طبية. بحسب رويترز.

وذكرت المصادر أن المصاب الذي توفي كان يعالج في مستشفى الطوارئ الدولي بمدينة المنصورة عاصمة محافظة الدقهلية في شمال البلاد. وقالت ان المتوفى يناهز الخامسة والاربعين من العمر وكان أصيب بطلق ناري في الرأس.

وتقول المصادر ان هناك عشرة اخرين على الاقل من المصابين حالاتهم حرجة ويخضعون للعلاج في المنصورة وفي مدينة طنطا عاصمة محافظة الغربية التي شهدت الاضطرابات.

وقالت مصادر أمنية ان الاضطرابات استمرت الى ما بعد منتصف الليل وان متظاهرين ألقوا الزجاجات الحارقة على قوات الامن التي كانت تطلق عليهم قنابل الغاز المسيل للدموع.

وبدأت الاضطرابات بعد محاولة قوات الامن فض مظاهرة عمالية في المدينة المشهورة بصناعة الغزل والنسيج في دلتا النيل في نطاق دعوة للاضراب العام في مصر.

وقال رئيس مجلس ادارة الشركة فؤاد عبد العليم حسان لمئات العمال الذين اجتمع معهم نظيف في حضور خمسة وزراء ورئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر حسين مجاور ان الرئيس حسني مبارك أبلغه في اتصال هاتفي بأن طلبات العمال ستنفذ تباعا.

وكان محتجون في المدينة أسقطوا صورا كبيرة لمبارك وداسوا على احداها على الاقل بأقدامهم.

وأعلن نظيف قراره بمكافأة عمال الغزل والنسيج في مختلف محافظات مصر بواقع أجر نصف شهر. وقائلا: هذه رسالة تقدير لعمال مصر.

واعترف رئيس وزراء مصر بوجود أزمات في الخبز وارتفاع في أسعار السلع الغذائية. وقال: عندنا أزمات وارتفاع أسعار. والاجر الذي يحصل عليه العامل لا يوازي الاسعار (المرتفعة).

وقالت المصادر القضائية ان النيابة العامة وجهت لمن أمرت بحبسهم تهم: التظاهر والتجمهر والشغب والإتلاف العمد والإحراق لبعض مؤسسات الدولة ومقاومة السلطات.

وألقت السلطات القبض على عشرات من النشطاء في القاهرة ومدينتين أخريين على الاقل لمشاركتهم في الاضراب العام أو توجيه الدعوة اليه من خلال مواد مطبوعة أو على موقع فيسبوك على الانترنت.

اعتقال جورج اسحق القيادي البارز في حركة كفاية

واعتقلت قوات الامن المصرية القيادي في حركة كفاية جورج اسحق من منزله في وسط مدينة القاهرة، حسب ما اكدت عائلته لوكالة فرانس برس.

وقال شهير ابن جورج اسحق: جاء افراد من جهاز امن الدولة الى منزلنا قرابة الساعة السادسة والنصف وفتشوا المنزل واصطحبوا والدي معهم في سيارة مدنية الى مكان غير معلوم ولم يبلغونا باسباب الاعتقال. واضاف شهير، ان رجال الامن رفضوا الاجابة عن اسئلة والدتي واكتفوا بان قالوا لها لا تقلقي. بحسب فرانس برس.

ويعد اسحق اول قيادة سياسية معارضة تعتقل في مصر منذ بدات موجة الاحتجاج الاجتماعي الاخيرة التي بلغت ذروتها بالدعوة الى اضراب عام احتجاجا على غلاء المعيشة في السادس من نيسان/ابريل وهي دعوة انتشرت على نطاق واسع عبر شبكة الانترنت ورسائل الهواتف المحولة.

وكانت حركة كفاية دعت من جانبها الى يوم "غضب شعبي" في السادس من ابريل كذلك احتجاجا على غلاء المعيشية وعلى الفساد وتدهور مرفقي التعليم والصحة، ودعت الى تنظيم تظاهرات في كل محافظات مصر خلال ذلك اليوم الا ان الانتشار الامني الكثيف واعتقال العديد من نشطاء كفاية حال دون اجراء هذه التظاهرات.

واصدرت وزارة الداخلية المصرية عشية اليوم المحدد للاضراب والتظاهرات بيانا حذرت فيه من ان اجهزتها ستتخذ ما يلزم من اجراءات فورية وحازمة ازاء اي محاولة للتظاهر او تعطيل حركة المرور او اعاقة العمل في المرافق العامة او التحريض على اي من هذه الافعال وذلك انطلاقا من احكام القانون وحماية للصالح العام وامن المواطنين.

واتهمت الوزارة البعض من محترفي الاثارة والتيارات غير الشرعية بالترويج لشعارات مضللة والدعوة الى وقفات احتجاجية والتظاهر والتوقف عن العمل وتعطيل الاعمال مما اوجد انطباعا خاطئا لدى المواطنين.

وجورج اسحق (68 سنة) هو اول منسق عام لحركة كفاية الاحتجاجية التي اسست نهاية عام 2004. وبرزت الحركة عبر تنظيم حملة تظاهرات واسعة النطاق عام 2005 لمطالبة الرئيس حسني مبارك بالتنحي عن الحكم ومعارضة توليه ولاية خامسة. وهذه هي اول مرة يتم فيها اعتقال اسحق منذ تاسيس كفاية.

وقالت مصادر قضائية مطلعة ان نيابة أمن الدولة العليا في مصر قد أخلت سبيله بكفالة بعد التحقيق معه بتهمة التحريض على الاضطرابات التي وقعت مؤخرا. بحسب رويترز.

وقال المصدر ان نيابة أمن الدولة العليا أمرت باضافة اسم اسحق إلى قوائم الممنوعين من السفر إلى جانب الكفالة وهي عشرة آلاف جنيه (1840 دولارا).

قوات الامن والشرطة المصرية تعتقل الأكاديميين والصحفيين

وقال ناشطون ان الشرطة المصرية احتجزت مجموعة من نحو 25 أكاديميا لخمس ساعات ثم منعتهم من التوجه الى مدينة المحلة الكبرى التي شهدت اضرابا واعمال شغب.

وقالت الناشطة عايدة سيف الدولة استاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس والتي كانت ضمن افراد المجموعة: نحن في طريق عودتنا الى القاهرة. وضعونا، الشرطة، على الطريق وقالوا: الاتجاه للقاهرة. ولا خيار.

وذكرت مصادر امنية ان عربة للشرطة رافقتهم لدى ابتعادهم عن المحلة وستصحبهم بعض الوقت على الطريق الى القاهرة. بحسب رويترز.

وكان الاكاديميون يريدون الذهاب الى المحلة لاظهار تضامنهم مع العمال في مصنع عملاق للنسيج وزيارة عائلات المصابين في الاشتباكات التي وقعت مع الشرطة.

وقال موقع (اول هيدلاين نيوز) على الانترنت ان الشرطة المصرية اعتقلت مصورا صحفيا امريكيا هو جيمس باك في المحلة. وقد أفرج عنه في وقت متأخر من مساء يوم الجمعة 11 أبريل.

إتهامات مصرية لحماس بإفتعال الازمات الداخلية

قالت مصادر امنية مصرية بمحافظة شمال سيناء ان مصر دفعت بتعزيزات امنية جديدة للتمركز قرب الحدود المصرية مع قطاع غزة بعد تهديد مسؤول في حركة المقاومة الاسلامية (حماس) باقتحام الحدود من جديد.

وقال مصدر لرويترز: وصل الى معسكرات الامن المركزي بمدينة العريش القريبة من الحدود مع غزة العشرات من الشاحنات التي تقل نحو 1200 من جنود الامن المركزي القادمين من محافظتي الاسماعيلية والقاهرة.

واضاف المصدر انه سيتم نشر جزء من هذه التعزيزات خلف خط الحدود مع قطاع غزة التي ينتشر عليها 750 من قوات حرس الحدود المصري والباقي سيظل متمركزا في المعسكرات.

وانتشرت اعداد اضافية من جنود الامن المركزي المصري على الطرق الترابية المؤدية الى الحدود مع غزة بدءا من منطقة الماسورة التي تقع على بعد نحو خمسة كيلو مترات من الحدود حيث يوجد اول حاجز امني تتمركز عنده نحو اربعة شاحنات محملة برجال الشرطة فيما تتمركز عند منطقة البراهمة نحو ست شاحنات اخرى. واقامت الشرطة حواجز حديدية عند المنطقة كما انتشرت شاحنات اخرى خلف خط الحدود بمناطق اخرى.

وقال شهود عيان ان مصر تواصل اعمال بناء جدار من الحجارة والاسمنت على خط الحدود مع قطاع غزة لمنع الفلسطينيين من اقتحام الحدود مرة أخرى. بحسب رويترز.

وحذرت مصر جماعات النشطاء الفلسطينيين من أي محاولة لخرق الحدود مع غزة أو استغلال المشاكل المحلية "المفتعلة" في مصر.

وقال مسؤول من حماس ان الحدود التي جرى اقتحامها في يناير كانون الثاني يمكن أن تقتحم مرة أخرى. وأضاف أنه سيقع انفجار وشيك اذا ظلت الحدود مغلقة.

وأفاد بيان الخارجية المصرية بأن: المساعي لافتعال أزمات على الحدود المصرية بالتزامن مع مشكلات مفتعلة داخل مصر أمر يدعو الى الارتياب والشك في الدوافع الحقيقية وراء تصريحات قياديي التنظيمات الاسلامية الفلسطينية.

وأدى اقتحام الحدود في يناير كانون الثاني الى دخول مئات الالاف من أهالي غزة عبر الحدود في رفح من أجل تخزين الغذاء والوقود على مدى عشرة أيام قبل اعادة اغلاق الحدود.

وكان عمال مصريون قد بدأوا الشهر الماضي ازالة سلكا شائكا من على خط الحدود مع قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس ليقيموا بدلا منه جدارا ارتفاعه ثلاثة أمتار.

وقيدت اسرائيل التي تتحكم في حدود قطاع غزة مرور البضائع والوقود في مسعى للابقاء على الضغط على حماس التي تعارض خطوات السلام التي يقوم بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وقالت القيادة الاسرائيلية ان على أهالي غزة ألا يتوقعوا أن يعيشوا حياة عادية فيما تستمر حركة حماس التي تدير القطاع في اطلاق صواريخ على اسرائيل. ولكنها تعهدت بتجنب حدوث أزمات انسانية.

وتسعى مصر جاهدة للتوسط من أجل الوصول الى هدنة بين اسرائيل وحماس من شأنها أن تشمل ترتيبات جديدة خاصة بالمعابر وتخفيف الحصار الاسرائيلي.

مقبرة لرفات الجنود بين وعود مصرية وآمال ايطالية

من جهة اخرى قال رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي إن الرئيس حسني مبارك وعد بامكانية أن تحصل ايطاليا على الارض التي تقوم عليها المقبرة العسكرية لجنودها قرب العلمين.

وتسعى ايطاليا لامتلاك الارض منذ سنوات بعد أن فشلت في ترتيب نقل الملكية في الخمسينات حين تحدد المكان كمقبرة.

والمقبرتان العسكريتان الاخريان في موقع معارك عام 1942 على ساحل البحر المتوسط هما واحدة للقوات الالمانية وأخرى لقوات الكومنولث البريطاني مملوكتان للدول التي لها جنود فيهما. بحسب رويترز.

وقال برودي في مؤتمر صحفي بعد اجتماع مع مبارك: من المهم لنا من الناحية الرمزية أن تكون رفات جنودنا على أرض يمكننا أن نجري فيها تغييرات.

وأضاف: طلبت هذا من الرئيس وقال لي على الفور هذا سيحدث لانه اشارة. الى الصداقة بين البلدين. سيكون هذا في ايطاليا مقدرا كثيرا جدا.

وقتل حوالي 1200 جندي ايطالي في معركة العلمين الثانية الى جانب 1100 جندي ألماني و2350 جنديا من الكومنولث البريطاني. ومات اخرون في معركة العلمين الاولى في أوائل ذلك العام.

فايروس الايدز وإعتقال مثليي الجنس في مصر

ومن جهة ثانية أصدرت محكمة مصرية حكما بحبس خمسة رجال بعد القاء القبض عليهم بتهم أخلاقية وهو ما تصفه منظمات حقوقية بحملة متصاعدة على المصريين الذين يحملون فيروس الايدز.

وقالت مصادر المحكمة ان الحكم بالحبس ثلاثة أعوام صدر على الخمسة الذين ثبت ان أربعة منهم يحملون الفيروس المسبب لمرض الايدز لادانتهم "باعتياد ممارسة الفجور" وهي تهمة تقول منظمات لحقوق الانسان انها تستعمل في مصر لتجريم الممارسات الجنسية التي تتم بالتراضي بين المثليين.

وقال حسام بهجت رئيس منظمة المبادرة المصرية للحقوق الشخصية: هذه الاحكام تستند بوضوح الى الجهل بمرض الايدز والخوف منه أكثر من أن تكون هناك أي جريمة ارتكبت.

وأضاف، أن رجال الشرطة والنيابة العامة يعتقدون أنهم يحمون المجتمع لكن هذه الطريقة في واقع الامر هي الطريقة المثلى لتعريض الصحة العامة للخطر من خلال دفع الاشخاص المصابين الى الاختفاء.

وقالت المصادر القضائية ان الحكم تضمن تغريم الرجال الخمسة 300 جنيه (55 دولارا لكل منهم). وقالت المصادر ان أحد الرجال أدين بتهمة اضافية هي تسهيل الفجور.

وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش ان السلطات المصرية ألقت القبض في الاجمال على 12 رجلا منذ أكتوبر تشرين الثاني فيما تسميه "مطاردة واسعة" لمن يشتبه بأنهم يحملون الفيروس اتش اي في المسبب للمرض. وأضافت أن هؤلاء الرجال أسيئت معاملتهم.

وقالت المنظمة التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها ان القاء القبض عليهم بدأ بعد أن أمسكت الشرطة برجلين يتشاجران بأحد شوارع القاهرة. وقال أحد الرجلين للشرطة انه يحمل الفيروس المسبب لمرض الايدز مما تسبب في تحقيق مع الرجلين باعتبارهما من ممارسي الشذوذ كما تسبب التحقيق في احتجاز اخرين. بحسب رويترز.

وقال بهجت ان أربعة من الرجال الاثني عشر الذين ألقي القبض عليهم في الحملة الحالية أدينوا بتهمة ممارسة الفجور أوائل العام الحالي بينما لم توجه اتهامات للثلاثة الاخرين.

وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش ان أطباء حكوميين مصريين خالفوا تقاليد مهنتهم بأن أجروا اختبارات للرجال الخمسة بدون موافقتهم. وأضافت أنهم أجروا لهم أيضا فحصا جبريا تعسفيا للشرج، ليثبتوا أنهم مارسوا جنسا مثليا.

وقالت المنظمات ان الرجال الذين ثبت أنهم يحملون الفيروس المسبب لمرض الايدز قيدوا في الاسرة التي ينامون عليها في المستشفى لمدة شهور لكنهم أخيرا فكت قيودهم بعد شكوى واسعة.

وتبين من بحث أجري عام 2004 أن أغلبية العاملين في المجال الصحي في مصر يعتقدون أن من يحملون الفيروس المسبب لمرض الايدز يجب استئصالهم من المجتمع بينما يعتقد معظم طلاب الجامعات أن الاشخاص "الفاسقين" أو الذين لا أخلاق ولا مبادئ لهم، هم الذين يرجح أن يصابوا بمرض الايدز.

لكن مصر حققت أيضا تقدما في مكافحة انتشار الفيروس المسبب للايدز. ومنذ عام 2004 أصبح اختبار الفيروس عاما للمصريين ومنذ عام 2005 أتاحت وزارة الصحة العقار المضاد للفيروس اتش اي في مجانا.

ردود فعل متباينة بعد قرار يحد من مشاركة العرب في التمثيل بمصر

وتباينت ردود الفعل بشأن قرارات أعلنها أشرف زكي نقيب الممثلين المصريين تنص على ألا يشارك الممثل العربي الا في عمل مصري واحد طوال العام وألا يشارك أكثر من اثنين من العرب في عمل فني واحد سواء فيلم أو مسلسل تلفزيوني. بحسب رويترز.

واعتبر ممثلون مصريون القرار حماية للممثلين المصريين بحجة أن كثيرين منهم يعانون البطالة لكن اخرين اعتبروا القرار غير منطقي ومتسرع حيث لم يؤد وجود ممثلين عرب في الافلام المصرية طوال تاريخها الى ظلم للممثل المصري.

وثارت مشكلة قبل عامين حين نجح الممثل السوري جمال سليمان في أداء دور البطولة بالمسلسل التلفزيوني المصري (حدائق الشيطان) وهاجمه ممثلون مصريون في حين رد اخرون على الهجوم قائلين انه يثير نعرات عنصرية.

وتعد الممثلة التونسية هند صبري من أبرز المشاركات في الافلام المصرية مع مخرجين بارزين منهم داود عبد السيد وهالة خليل كما شاركت عادل امام في (عمارة يعقوبيان) ويعرض لها الان فيلم (جنينة الاسماك) ليسري نصر الله. حتى عندما اختارها شريف البنداري وهو طالب بمعهد السينما بالقاهرة لبطولة الفيلم الروائي القصير (صباح الفل) ومدته تسع دقائق عبارة عن مشهد واحد، نالت هي والفيلم عدة جوائز دولية.

واذا كانت هند صبري التي تزوجت مصريا قبل أشهر لا تواجه مشكلة في العمل في أفلام مصرية فان ممثلات تونسيات أخريات انتقدن قرار نقابة الممثلين المصريين واعتبرنه يتضمن "تمييزا".

فالتونسية درة زروق التي شاركت العام الماضي في أفلام مصرية منها (هي فوضى) ليوسف شاهين وصفت القرار بأنه: غير معقول وغريب. نحن العرب تجمعنا السينما فلماذا الان التمييز بين المصري والسوري والتونسي واللبناني.

وقالت الممثلة سمية الجويني المقيمة بمصر: لست في مصر لجمع النقود وافتكاك فرص الاخرين بل لنحت مسيرة متميزة في دنيا التمثيل.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 14 نيسان/2008 - 7/ربيع الثاني/1429