قراءة في كتاب: تاريخ اسلامي ضائع

 

اسم الكتاب: تاريخ ضائع-الطبعة الاولى

المؤلف: مايكل هاميلتون مورجان

الناشر: دار "نهضة مصر"

عدد الصفحات: 300- قطع متوسط

 

 

 

شبكة النبأ: صدر عن دار "نهضة مصر" للطبع والنشر الطبعة الأولى من الترجمة العربية لكتاب »تاريخ ضائع« للكاتب الأمريكي مايكل هاميلتون مورجان والذي كان صدر بالانجليزية العام الماضي عن شبكة ناشيونال جيوجرافيك العالمية التي تنوي تحويل الأحداث التي يتناولها إلى سلسلة تلفزيونية وثائقية.

يقع الكتاب في 300 صفحة من القطع المتوسط وكتب تصديره العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني كما كتب عنه الرئيس الأمريكي الاسبق جيمي كارتر مؤكدا أنه يقدم احدى حلقات الوصل المفقودة في قصة العالم المترابط ويظهر انجازات الحضارة الإسلامية عبر المشرق والمغرب. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

ويقدم الكتاب في 8 فصول توثيقا للسيرة العلمية للمسلمين بدءا من ترجمة الثقافة الرومانية والإغريقية إلى ايجاد مدن تقوم كلية على العلم والدراسة مرورا باختراع الأرقام واستكشاف النجوم والأجرام إلى بدء عصر المخترعين العظام ثم النهضة الطبية وانشاء المستشفيات ثم النهضة الشاملة وصولا إلى القيادة المستنيرة التي رعت كل تلك الإنجازات العلمية.

ويتناول "تاريخ ضائع" بالرصد والتحليل أبرز مساهمات العلماء المسلمين الثقافية والعلمية والفنية التي كانت النواة الحقيقية للثورة العلمية والتقنية التي يعيشها العالم اليوم في محاولة لإبراز ما كانت عليه حضارة الإسلام ومكانتها التي أثارت اهتمام العالم وتطلعاته في أوقات كان يسودها الظلام في أوروبا التي حمل علماؤها مشاعل العلم والحضارة فيما بعد.

ويعرض الكتاب سردا زمنيا للعصور الذهبية للإسلام في الأندلس ودمشق وبغداد ومصر وفارس من خلال تأريخ لما قدمه علماء كبار لايزال العالم يدرس ما قدموه من انجازات حتى اليوم بينهم ابن الهيثم وابن سينا والطوسي والخوارزمي وعمر الخيام وسليمان القانوني وغيرهم ممن مهدوا الطريق أمام نيوتن وكوبرنيكس وجاليليو وآخرين.

ولا يخلو الكتاب من سرد وقائع تاريخية تبين مدى عظمة الحكام المسلمين الذين اهتموا بالعدل والمساواة بين كل طوائف الشعب باختلاف أعراقهم ودياناتهم وثقافاتهم وتفرغوا لرعاية العلم والعلماء.. مركزا على دور الخليفة الأموي المأمون الذي كان بداية حلقة طويلة من الحكام ضمت صلاح الدين الأيوبي والمعز لدين الله الفاطمي الذين وقفوا وراء النقلة العلمية الإسلامية التي امتد أثرها ليشمل العالم.

وقال مؤلف الكتاب في ندوة أقيمت له بوكالة الغوري التاريخية بالقاهرة بدعوة من السفارة الأمريكية بمصر إنه بدأ في العمل في الكتاب قبل 7 سنوات كاملة حيث شمل ذلك بحثا موسعا ودراسة عشرات الآلاف من النصوص والكتب والمراجع بلغات مختلفة تؤكد جميعها أن علماء المسلمين مكنوا العالم من الوصول إلى النهضة الرقمية التي يعيشها حاليا.

وأضاف هاميلتون إن الكتاب يرتكز على أنه ليس هناك صراع حضارات أو حرب أديان لأننا نعيش في عالم وحضارة متقدمة اعتمدت في جزء كبير منها على ما أسسه العلماء المسلمون في الجبر والطب والرياضيات والفلك والأدب وغيرها من العلوم التي تجد لها جذورا في القاهرة ودمشق وبغداد وتونس والأندلس.

وأشار إلى أن تحمسه لكتابة التاريخ الضائع للمسلمين منشؤه اعتقاده الشخصي أن عدم معرفة الناس بأنهم يدينون للحضارة الإسلامية بما يعيشونه يخلق نوعا من التغريب تجاه تلك الحضارة لأن عدم المعرفة تعطي سياقا غير مكتمل للتفكير في قيمة تلك الحضارة.

وأضاف إن الحقيقة المؤلمة أن كثيرا من الأكاديميين لم يعنوا كثيرا بالثقافة الشعبية الأوسع التي اعتمد عليها في كتابه الذي يعتبره صالحا للقراءة من كافة الطبقات وليس من الاكاديميين فقط باعتبار أنه موجه بالأساس للقراء الأمريكيين الذين ليست لديهم خبرة عميقة بالتاريخ والذين يشكلون انطباعاتهم وآراءهم حول ما يجري مما يشاهدونه على شاشات التلفزيون.

وأوضح أن الكتاب محاولة جادة لجمع التاريخ الموثق للعلماء المسلمين من مصادره المختلفة واتاحته للقراء الذين لا يفضلون البحث في المكتبات والمراجع عن معلومات يريدونها، وربما يكون أول كتاب يعرض وجهة نظر موحدة عن المسلمين بأسلوب مبسط يؤكد حقيقة أن نهضة أوروبا العلمية قامت على أكتاف العرب.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 10 نيسان/2008 - 3/ربيع الثاني/1429