شبكة النبأ: استيقظ العالم مؤخرا،على صوت جرس إنذار مدوٍ عندما
ارتفعت أسعار الأرز بنسبة 30 في المئة في يوم واحد فقط، بعد أن كانت قد
تضاعفت خلال أقل من شهرين من 380 دولاراً للطن في يناير الماضي إلى 760
دولاراً للطن في نهاية مارس الماضي. ويمثل هذا في الحقيقة أخباراً في
غاية السوء لقارة آسيا، كونها تعتبر الأرز غذاءً رئيسياً لما يقرب من
2.5 مليار شخص فيها.
وأزمة الغذاء العالمية التي تطل برأسها، أصبحت تهدد بإثارة اضطرابات
وقلاقل، قد تمتد عبر معظم آسيا، بحيث يمكننا من الآن أن نضيف أزمة
الغذاء إلى قائمة الأزمات المألوفة التي يواجهها العالم مثل الإرهاب،
والدول الفاشلة، والاحتباس الحراري، والحاجة الماسة إلى قيام العالم
الغربي الذي هيمن طويلاً على شؤون العالم، بإفساح مساحة سياسية
واقتصادية واستراتيجية متزايدة للقوى الصاعدة، مثل الصين والهند وروسيا
والبرازيل.
الشعوب الجائعة لعنة تطارد حكّامها
وقال سايمون نكوينتي رئيس نقابة المعلمين في الكاميرون بعد ان شهدت
الدولة الواقعة في وسط أفريقيا اضطرابات قتل فيها عشرات "ألا يردد
القول المأثور ان الرجل الجائع رجل غاضب."
انه مثل شعبي على زعماء العالم أن يعوه جيدا ويضعونه نصب أعينهم
بينما تكافح شعوبهم الفقيرة زيادة أسعار الأغذية التي ارتفعت أكثر
فأكثر نتيجة لارتفاع أسعار النفط بشكل قياسي وتغير المناخ ومعاملات
المضاربين في الأسواق المحلية وفي بورصات العقود الآجلة.
وتسبب الغضب الناجم عن ارتفاع أسعار الطعام والوقود في تفجر
اضطرابات اتسمت بالعنف في مناطق شتى من العالم خلال الستة أشهر الماضية.
فمن صحاري موريتانيا إلى دولة موزمبيق المشبعة بالرطوبة على الساحل
الافريقي المطل على المحيط الهندي نزل المواطنون الغاضبون إلى الشوارع
وشهدت المكسيك " احتجاجات رغيف الخبز" واشتبك المزارعون مع الشرطة في
شرق الهند وشارك مئات المسلمين في مسيرات مطالبة بخفض أسعار الطعام في
اندونيسيا.
ولجأت الحكومات إلى فرض قيود على الأسعار ووضع سقف للتصدير وفي
أحيان خفضت الرسوم الجمركية لتهدئة الناس الذين يعطونها أصواتهم في
الانتخابات لكن في شوارع أفريقيا كلها طالب الناخبون حكوماتهم ببذل
مزيد من الجهد. بحسب رويترز.
ويعتبر وضع منطقة جنوب الصحراء الافريقية هشا بشكل خاص. فغالبية
الناس هناك يعيشون على أقل من دولارين في اليوم في دول معرضة للجفاف
والفيضانات وتعتمد في الأغلب على أنشطة زراعية بدائية.
وبالنسبة للاسر الافريقية يمكن أن يكون لاي زيادة ولو بسيطة في
أسعار الطعام تأثير مدمر حيث تنفق هذه الاسر غالبية دخلها على توفير
وجبات الطعام.
وقال عثمان سانو وهو تاجر في باتي دوي وكانت من المناطق الاكثر
تضررا من الاضطرابات التي حدثت في فبراير شباط في واجادوجو عاصمة
بوركينا فاسو "الناس لجأوا للتدمير لانهم لا يعرفون ما العمل ولمن
يتظلمون.
"يفهمون ان هذه هي الطريقة الوحيدة التي تجعل الحكومة تغير الأشياء.
يجب خفض الأسعار وإلا سنتجه نحو كارثة."
واعتقل اكثر من 300 شخص في واحدة من أسوأ موجات العنف في بوركينا
فاسو الهادئة عادة مما دفع الحكومة إلى تعليق الرسوم الجمركية على
واردات الأغذية الأساسية لمدة ثلاثة أشهر وهو اجراء اتخذته بعض الدول
الاخرى.لكن النقابات العمالية هددت بتنظيم اضرابات عامة في ابريل نيسان
الجاري اذا لم تنخفض الأسعار أكثر من ذلك.
وفجر الغضب الناجم عن ارتفاع الأسعار أعمال عنف في موريتانيا أيضا
اواخر العام الماضي. وقتل ستة اشخاص على الأقل حين قام سائقو سيارات
الأجرة في موزامبيق بأعمال شغب في فبراير شباط احتجاجا على ارتفاع
أسعار الوقود.
وفي السنغال داهمت الشرطة يوم الأحد الماضي قناة تلفزيونية بعد أن
بثت مرارا صورا للشرطة وهي تضرب متظاهرين بهراوات مكهربة وتطلق عليهم
غازات مسيلة للدموع خلال احتجاج غير مصرح به على ارتفاع أسعار السلع
الغذائية في العاصمة دكار.
وشهدت دولة السنغال الفقيرة على الساحل الغربي للقارة السوداء العام
الماضي أعنف اضطرابات منذ أكثر من عشر سنوات حين حطم مئات الشبان
الواجهات الزجاجية للمتاجر وأحرقوا إطارات السيارات للتعبير عن غضبهم
من ارتفاع الأسعار ومحاولات الحكومة لشن حملة على الباعة الجائلين.
أزمة الغذاء الكبرى
وفي مصر والفلبين، يشكل ارتفاع أسعار الغذاء، والنقص الخطير في
كمياته المخزونة، تهديدات خطيرة للنظامين الحاكمين في كلا البلدين. ففي
مصر، أعادت طوابير الخبز المصطفة أمام المخابز، والزيادات الحادة في
أسعار المواد الغذائية إلى الأذهان ذكرى مظاهرات الخبز عام 1977.
وبالفلبين، أدى النقص الشديد في المخزون من الأرز، إلى إجبار المطاعم
الكبرى في البلاد، على الاكتفاء بتقديم نصف الكمية المطلوبة من وجبات
الأرز التي يطلبها الزبائن.
وقد بدأ الخبراء يدقون أجراس الإنذار، بعد أن انخفضت الكميات
المخزونة من الأرز إلى أدنى مستوى لها منذ سبعينيات القرن الماضي،
وانخفضت كميات القمح إلى أدنى مستوى لها منذ خمسين عاماً.
في الوقت الراهن، تكافح الفلبين، وهي أكبر دولة مستوردة للأرز على
مستوى العالم، للحصول على كميات تتراوح ما بين 1.8 مليون إلى 2.1 مليون
طن من الأرز من السوق العالمية لتغطية النقص في محصولها هذا العام.
وكما هو الحال في مانيلا، فإن القاهرة أيضاً، تخشى أن يجبر الجوع
الفقراء على الخروج إلى الشوارع في مظاهرات غير منظمة، ويحتمل أن تكون
خطيرة.
عندما سيطر الكولونيل جمال عبدالناصر، وزملاؤه من الضباط الأحرار
على السلطة في مصر عام 1952، كان تعداد السكان يتجاوز بالكاد 18 مليون
نسمة، أما الآن، فإن هذا التعداد بلغ 80 مليون نسمة منهم 15 مليونا
يعيشون تحت مستوى خط الفقر، أي على أقل من دولارين في اليوم.
وفي إندونيسيا، كان من المتوقع على نطاق واسع، أن يُعاد انتخاب
الرئيس "سوسيلو بامبانج يودويونو" العام المقبل بأغلبية كبيرة، ولكن
فرصه السياسية المستقبلية لا تبدو جيدة للغاية اليوم، بسبب ارتفاع
مستوى الفقر، وأسعار المواد الغذائية في تلك الدولة. بحسب رويترز.
في الأسبوع الماضي، استيقظ العالم على صوت جرس إنذار مدوٍ عندما
ارتفعت أسعار الأرز بنسبة 30 في المئة في يوم واحد فقط، بعد أن كانت قد
تضاعفت خلال أقل من شهرين من 380 دولاراً للطن في يناير الماضي إلى 760
دولاراً للطن في نهاية مارس الماضي. ويمثل هذا في الحقيقة أخباراً في
غاية السوء لقارة آسيا، كونها تعتبر الأرز غذاءً رئيسياً لما يقرب من
2.5 مليار شخص فيها.
وأزمة الغذاء التي تطل برأسها، أصبحت تهدد بإثارة اضطرابات وقلاقل،
قد تمتد عبر معظم آسيا، بحيث يمكننا من الآن أن نضيف أزمة الغذاء إلى
قائمة الأزمات المألوفة التي يواجهها العالم مثل الإرهاب، والدول
الفاشلة، والاحتباس الحراري، والحاجة الماسة إلى قيام العالم الغربي
الذي هيمن طويلاً على شؤون العالم، بإفساح مساحة سياسية واقتصادية
واستراتيجية متزايدة للقوى الصاعدة، مثل الصين والهند وروسيا والبرازيل.
ومن بين المشكلات الرئيسية التي يواجهها العالم أيضاً، أن العديد من
دول العالم لا تتمتع بالأمن الغذائي، أي أنها غير قادرة على تغذية
شعوبها، وتعتمد في ذلك اعتماداً كلياً على الواردات التي تدفع من أجلها
أموالاً طائلة. فمصر على سبيل المثال تستورد 50 في المئة من القمح الذي
تستهلكه، وتدفع قيمة وارداتها من هذه المادة الغذائية الأساسية، من
عائداتها بالعملات الصعبة من قطاعي السياحة وقناة السويس، ومن صادراتها
من السلع المختلفة. وقد أرغمت أزمة الأرز العالمية مصر على إصدار قرار
بحظر تصدير الأرز لمدة 6 شهور، تبدأ في الأول من إبريل في محاولة
لإبقاء أسعار الأرز المحلية عند مستوى منخفض.
علاوة على ذلك، لجأت كبريات الدول المستوردة للأرز مثل فيتنام،
وتايلاند، وأستراليا، إلى الحد من صادراتها من هذه المادة كي تحافظ هي
الأخرى، على وجود كميات كافية منها في الأسواق، وهو ما أدى بالتالي إلى
مفاقمة المشكلات التي تعاني منها الرئيسة" أورويو" في الفلبين.
ارتفاع أسعار الغذاء يعصف بالعرب المحرومين من ثروة النفط
وفي الوقت الذي يجني فيه منتجو النفط في دول الخليج العربية عائدات
وفيرة من ارتفاع أسعار الخام يعاني أبناء عمومتهم الاقل حظا في الدول
العربية الاخرى الامرين من جراء ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء.
ويرتفع التضخم في دول الخليج تغذيه عوامل من بينها الانفاق الباذخ
لايرادات النفط والغاز القياسية. ويحفز هذا ايضا الطلب على كل شيء من
الاسكان الى الكهرباء والماء.
كما تضررت دول الخليج التي تربط عملاتها بالدولار من جراء الضعف
العالمي للعملة الامريكية الذي يغذي التضخم من خلال رفع تكلفة بعض
الواردات. بحسب رويترز.
لكن مواجهة ارتفاع الاسعار مسألة أصعب بكثير في العواصم العربية
المحرومة من ثروات النفط. ومن القاهرة الى صنعاء يتعين على الحكومات
العربية ومعظمها شمولية الموازنة بين التكلفة المالية لدعم الوقود
والغذاء والمخاطر السياسية المتفجرة للسخط الشعبي.
ويتذمر جهاد الامين الذي يملك متجرا لتنظيف الملابس في دمشق قائلا "لم
يعد هناك أي شيء رخيص. حتى البقدونس الذي كان برخص التراب تضاعف سعره
الى ثلاثة أمثاله."
وتعصف زيادات أسعار الغذاء بشدة بالفقراء في الشرق الاوسط مثلما هو
الحال في دول نامية مستوردة للغذاء في شتى أنحاء العالم لكن أي قلاقل
في هذه المنطقة قد تكون لها مضاعفات تتجاوز كثيرا نطاقها.
يقول روبن لودج المتحدث باسم برنامج الاغذية العالمي ومقره روما "نظرا
لان الشرق الاوسط منطقة بالغة الحساسية فانه يتعين علينا متابعته بحرص
بالغ."
ويضيف قائلا "عواقب الاستياء والغضب في الشرق الاوسط يمكن ان تكون
سياسية أكثر منها في أي مكان اخر. كما أن التفاوت الهائل في توزيع
الثروة أمر اخر ينبغي أخذه بعين الاعتبار."
ويتولى برنامج الاغذية العالمي اطعام نحو أربعة ملايين شخص في مصر
والعراق وسوريا واليمن والاراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي دولة الامارات العربية المتحدة والبحرين أثار مزيج من ارتفاع
الاسعار وهبوط القوة الشرائية للدولار أعمال شغب واحتجاجات من العمال
الاجانب الذي يعيش كثيرون منهم في عنابر بائسة وسط ناطحات السحاب
ومعارض السيارات الرياضية.
وقفز التضخم في شتى أنحاء المنطقة. ففي السعودية بلغ التضخم السنوي
8.7 بالمئة في فبراير شباط مسجلا أعلى مستوى في 27 عاما.
وقدر مؤشر اقليمي تعده وحدة المعلومات في مجلة ايكونوميست ولا يحسب
اجمالي الناتج المحلي أن التضخم في الشرق الاوسط وشمال افريقيا بلغ 8.9
بالمئة في العام الماضي.
تقول كارولاين بين المحررة في هذه الوحدة في لندن "نتوقع ارتفاع
المؤشر الى 9.9 بالمئة هذا العام و8.5 بالمئة في العام المقبل. انه ليس
رقما عاليا ولكنه يأتي من منطقة كان التضخم فيها طفيفا للغاية دائما مع
بعض الاستثناءات."
وربما تتنامى مشاعر السخط مع تراجع مستويات معيشة الطبقات الوسطى في
العالم العربي بسبب التضخم وازدياد جوع الفقراء ولكن بعض المحللين
يتشككون في أن يؤدي هذا الى ثورة سياسية.
الغلاء يعصف بالميزانيات الحكومية في بلدان
المغرب العربي
وتشكل الاسعار العالمية المتزايدة للطاقة والأغذية اختبارا لانظمة
الدعم الحكومي التي مضى عليها عقود في بلدان المغرب العربي والتي تساعد
في اطعام الفقراء وضمان الاستقرار الاجتماعي في المنطقة.
فنسبة كبيرة من ميزانيات الدولة في المغرب والجزائر وتونس تذهب الى
الدعم الحكومي لتغطية الفرق بين تكلفة الوقود والسكر والطحين (الدقيق)
وغيره من السلع الاساسية في الاسواق العالمية وما يستطيع السكان في هذه
الدولة دفعه فعلا.
ومع ارتفاع اسعار تلك السلع الى مستويات شبه قياسية فان تكلفة دعمها
تستنزف عائدات يمكن استخدامها في تحسين خدمات التعليم والصحة وجعل
الشركات المحلية أقدر على المنافسة مع سقوط حواجز التجارة العالمية.
وقد خصصت الحكومة المغربية 15 مليار درهم (2.05 مليار دولار) في
ميزانيتها لعام 2008 من أجل اعادة ملء خزانة صندوقها للتعويضات (الدعم)
وهو ما يزيد كثيرا عن مستويات الاعوام السابقة.
ويستند رقم المخصصات الى افتراض ان سعر النفط 75 دولارا للبرميل.
وقد وصل سعر العقود الآجلة للنفط الخام مستوى قياسيا 111.80 دولار في
17 من مارس اذار.
وقال خوسيه لوبيز كاليكس كبير خبراء البنك الدولي للمغرب والجزائر
"ستنفد هذه الاموال في يونيو او يوليو ولذا بدأ الناس يعتقدون ان
التكلفة النهائية قد تصل الى 30 مليار درهم أو حتى الى 35 مليارا."
وقال لوبيز كاليكس ان المغرب ينفق الآن على الدعم الحكومي للسلع
أكثر مما ينفق على الاستثمار في الصحة أو الطرق وسوف يكافح لابقاء
الدعم الحالي دون السماح لعجز الميزانية أن يتجاوز الحد المستهدف 3.5
في المئة.
ويقول خبراء اقتصاديون ان الدعم الحكومي لم يعد يحقق أهدافه المعلنة
فأكبر المستفيدين منه في المغرب وتونس هم الآن الطبقة المتوسطة لا
الفقراء الذين يفترض أنه يهدف الى مساعدتهم.
غير أن معدل التضخم السنوي لاسعار الاغذية في هاتين الدولتين بلغ
4.8 في المئة و8.6 في المئة على التوالي في فبراير شباط ويقول محللون
ان اصلاح انظمة الدعم ينطوي على مخاطر سياسية كبيرة بالنظر الى أن
مجموعات كاملة من السكان تستفيد منه. بحسب رويترز.
ويعيش ما يصل الى 40 في المئة من المغاربة حياة فقيرة أو هامشية
ويبلغ الحد الادنى الشهري للاجور لحوالي ثلاثة أرباع الموظفين 1900
درهم شهريا وهو رقم هبط في قيمته الحقيقية منذ تم تحديده في عام 2004 .
وبعد عقود من ضعف الاداء الاقتصادي أصبح نصيب الفرد من الدخل القومي
في المغرب وتونس 1750 دولارا و2880 دولارا على الترتيب في عام 2005
بالمقارنة مع 27028 دولارا في اسبانيا أقرب جيران المغرب وذلك حسبما
تظهره احصاءات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والبنك الدولي.
وتوجد في تونس أكبر طبقة متوسطة في افريقيا لكن بعد سنوات من التحسن
المطرد لمستويات المعيشة فان المستهلكين بدأوا يشعرون بوطأة الغلاء.
وقالت عايدة بن ساسي -وهي متسوقة في العاصمة تونس انها تحاول رد قرض
مستحق عليها- "اني أنفق أكثر مما أكسب لكني لا أشتري الا ما هو ضروري
لاطعام اطفالي والعيش."
وقال قاسم البالغ من العمر 40 عاما ولديه طفلة انه اضطر للاستدانة
لان دخله راكد والغلاء شديد.وقال قاسم "أموالي تتلاشى. اذا كان لديك 20
دينارا في جيبك في الصباح فلتتأكد انها ستنفد في المساء ولن تعرف كيف
حدث ذلك."
وقال عزام محجوب استاذ الاقتصاد في جامعة تونس "وضع الطبقة المتوسطة
أصابه الركود. والحكومة تحاول معالجة التضخم بزيادة الدعم وفي الوقت
نفسه محاولة الالتزام بالحد المستهدف لعجز الميزانية ثلاثة في المئة
كما يشترط البنك الدولي وصندوق النقد الدولي."
أما الجزائر التي لديها عائدات وفيرة من صادراتها النفطية فانها
تواجه مشكلات أقل الحاحا من جارتيها لكن قضية اصلاح الدعم قد تثور في
المباحثات بشأن عضويتها في منظمة التجارة العالمية.
وتغطي مشكلة ارتفاع الاسعار على المباحثات في المغرب بين الحكومة
وأرباب الاعمال ونقابات العمال لتحديد الحد الأدنى للأجور ويقول محللون
ان الحكومة سوف تتفادي معالجة قضية حساسة مثل اصلاح الدعم لبعض الوقت.
ومازال الدعم الحكومي أداة مفيدة للسيطرة على التضخم. والسماح
للوقود والأغذية بان تقتفي اثر الاسعار العالمية بدرجة أكبر قد يؤدي
الى ارتفاع أسعار الفائدة وينذر بافساد ازدهار ائتماني ساعد في تحفيز
استثمارات القطاع الخاص بالمغرب.
مصر ترفع الرسوم عن سلع غذائية اساسية
ورفعت السلطات المصرية الرسوم الجمركية على عدد من السلع الاساسية
المستوردة، في الوقت الذي تكافح فيه الحكومة لاحتواء الغضب الشعبي حيال
ارتفاع الاسعار، حسبما ذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية.
واصدر الرئيس حسني مبارك قرارا اعفى بموجبه الارز والسمن ومنتجات
الالبان وزيت الطعام والبان الاطفال من الرسوم الجمركية.
كما رفع القرار ايضا الرسوم الجمركية عن انواع من الاسمنت والصلب
والادوية المعالجة للفشل الكلوي وعلاجات السرطان وامراض الكبد
والسخانات الشمسية. بحسب رويترز.
وقال مسؤول في وزارة التجارة والصناعية ان مبارك نص على ان يدخل
القرار حيز التنفذي الفوري من اجل منع المزيد من ارتفاع اسعار السلع.
وحسبما ذكرت وكالة رويترز للانباء، فإنه وفقا لما قاله المسؤول
بوزارة التجارة، الذي رغب في عدم الكشف عن اسمه، ان التخفيضات شملت كل
المواد الغذائية في حين ان قائمة السلع التي وردت في وكالة انباء الشرق
الاوسط لم تكن بهذا الاتساع.
ويأتي هذ القرار بعد ايام من قرار الحكومة المصرية تعليق تصدير
الارز لمدة ستة اشهر ابتداء من ابريل/ نيسان، في محاولة للوفاء بالطلب
المحلي المتزايد من هذه المادة الغذائية الاستراتيجية، التي ارتفعت
اسعارها عالميا بشكل كبير خلال الفترة الاخيرة.
وقد ادى ارتفاع اسعار المواد الغذائية في الشهور الاخيرة الى
احتجاجات واضطرابات عمالية كانت بمثابة اجراس انذار للحكومة التي تكافح
من اجل تأمين امدادات كافية من الخبز المدعم الذي يعد عنصرا غذائيا
اسايا لملايين المصريين.
وشهدت المحافظات المصرية، مصادمات ومشاجرات عنيفة بسبب التزاحم
للحصول على الخبر في العديد من المخابز الواقعة في المناطق التي يقطنها
مواطنون من ذوي الدخل المحدود ونجم عنها مقتل نحو 10 اشخاص على الاقل
وإصابة العشرات بجروح
وتواجه الحكومة المصرية موجة تضخم مستمرة بلغت نسبتها نحو 12,5 في
المئة سنويا سجلت في فبراير/ شباط الماضي.
وقال رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة في تصريحات لصحيفة
الفاينانشل تايمز البريطانية ان الحكومة المصرية كان عليها ان تتحرك ضد
التضخم بسبب الخطر يمثله على برنامجها للتحرر الاقتصادي.
ونقلت الصحيفة عن رشيد قوله " الناس تأتي وتقول ليس لدينا طعام كاف
لنأكله، ليس لدينا طعام كاف لنحيا وهذا سوف يعرض للخطر البرنامج
الاصلاحي كله في مصر".
وتواجه مصر ازمة حادة في انتاج وتوزيع الخبز في الاشهر الاخيرة حيث
تنامى الطلب على "العيش" المدعوم بشكل كبير بسبب ارتفاع أسعار السلع
الأساسية، والذي نجم عنه نقص في الخبز المدعوم عانى منه حوالي نصف سكان
البلاد.
ومنذ نحو اسبوعين أمر الرئيس المصري حسني مبارك الجيش بالتدخل للحد
من الازمة وذلك بزيادة إنتاج وتوزيع الخبز.
ساحل العاج تخفض الضرائب على الاغذية
وخفضت ساحل العاج الضرائب على وارادت المواد الغذائية الاساسية
راضخة لاحتجاجات على ارتفاع الاسعار من جانب ربات البيوت والشبان قال
مقيمون ان شابا قتل فيها.
وسد محتجون الطرق بالحواجز واشعلوا النار في اطارات السيارات لليوم
الثاني على التوالي مع امتداد المظاهرات العنيفة على ارتفاع اسعار
المواد الغذائية في غرب افريقيا الى ساحل العاج التي كانت مزدهرة في
وقت من الاوقات. بحسب رويترز.
وناشد الرئيس لوران جباجبو الذي تقود حكومته المستعمرة الفرنسية
السابقة نحو انتخابات وطنية هذا العام في اعقاب حرب اهلية دارت رحاها
بين عامي 2002 و 2003 بالتزام الهدوء ودعا الى اجتماع طارئ في قصره غدا
الاربعاء.
وقال جباجبو في خطاب بثه التلفزيون الحكومي "اوجه نداء بالهدوء بما
يقود بلادنا في النهاية نحو السلام."
واضاف "ادعو جميع العاملين في المجال الاقتصادي وممثلي جماعات
المستهلكين ان يلتقوا لاجراء حوار ومشاورات في القصر الرئاسي غدا."
وظهر الامين العام للحكومة فليكس ديلا في نشرة أخبار منتصف اليوم
الرئيسية بالتلفزيون يوم الثلاثاء ليعلن تعليقا مؤقتا لرسوم الواردات
على السلع الاساسية.
وقال ان الضرائب الاخرى ستخفض على بعض السلع الغذائية الاساسية وان
الحكومة ستعزز الجهود للتصدي لعمليات الابتزاز التي ساعدت في رفع
الاسعار للمواد الغذائية والاسمنت.
وقال "ستمكن جميع هذه الاجراءات الحكومة من اعادة اسعار المواد
الغذائية الاساسية الى مستوياتها قبل الزيادات الحالية."
وعلى بعد عدة مئات من الامتار من استوديوهات التلفزيون الحكومي في
ضاحية كوكودي طاردت الشرطة عشرات المحتجين وابعدتهم عن المكان وازالت
الحواجز التي وضعوها.
وظلت معظم المحال مغلقة اليوم في كوكودي حيث اعتقل نحو 12 شخصا على
الاقل عندما بدأت الاحتجاجات يوم الاثنين. ولم تعط الشرطة الارقام
الاجمالية للاعتقالات.
وتحولت الاحتجاجات على اسعار المواد الغذائية الى اعمال عنف في عدة
دول افريقية مع ارتفاع كلفتها حول العالم بسبب ارتفاع اسعار النفط
والوقود لمستويات قياسية وزيادة الطلب على المواد الغذائية في اسيا
وزيادة استخدام الاراض الزراعية والمحاصيل لانتاج الوقود الحيوي.
وتعقب حالة الاضطراب في ساحل العاج احتجاجات مماثلة على ارتفاع
اسعار المواد الغذائية في بوركينا فاسو والسنغال وموريتانيا بالاضافة
الى امريكا الجنوبية واسيا.
الرئيسة الارجنتينية تدعو المزارعين لوقف
احتجاجهم
ودعت الرئيسة الارجنتينية كريستينا فرنانديز المزارعين المضربين
لانهاء اغلاق الشوارع خلال اضرابهم المستمر منذ 20 يوما مما تسبب في
نقص في الاغذية.
وقالت للالاف من أنصارها الذين احتشدوا أمام قصر الرئاسة في العاصمة
بوينس ايرس "لا تؤذوا الناس أكثر من ذلك.. ارفعوا اغلاق الطرق حتى
يستطيع الارجنتينيون الحصول على الطعام."
وكانت الحكومة الارجنتينية قررت زيادة الضرائب على صادرات فول
الصويا مما أثار اضراب المزارعين.
وبدأ الاضراب في 13 مارس اذار مما تسبب في نقص الاغذية وشل صادرات
الحبوب وشكل أكبر أزمة سياسية بالنسبة لفرنانديز. وفي الاسبوع الماضي
أثار القرار احتجاجات قرع فيها أبناء الطبقة المتوسطة أوعية الطعام
تأييدا للمزارعين. بحسب رويترز.
وقدمت فرنانديز بعض التنازلات للمزارعين يوم الاثنين ولكنها استبعدت
اجراء تغيير على قرار الضرائب.. وهذا هو المطلب الرئيسي للمزارعين.وقال
المزارعون ان التنازلات التي قدمتها فرنانديز ليست كافية وانهم مستمرون
في اضرابهم.
ويحتج المزارعون على خطة الضرائب الجديدة التي حلت محل ضريبة ثابتة
نسبتها 35 في المئة. وزادت الخطة الجديدة الضرائب الى 44 في المئة
بالاسعار الحالية.
ولم تصل أطنان من الحبوب الى الموانئ مما دفع شركات التصدير الى
الرجوع عن بعض تعاقداتها. وأدى ذلك أيضا الى عرقلة ابرام صفقات بيع
جديدة للصين وأوروبا. وكانت هناك عشرات السفن المنتظرة في الميناء دون
أن تصلها حمولتها.
والارجنتين ثالث أكبر مصدر لفول الصويا في العالم وهي مصدر بارز
للذرة ولحوم المواشي والقمح.
وقالت فرنانديز ان رفع أسعار صادرات فول الصويا سيساعد في تلجيم
التضخم في السلع الغذائية في الارجنتين وسيعيد توزيع الثروة في البلاد.
هايتي: اعمال عنف في تظاهرات ضد غلاء الاسعار
واعلنت مصادر هايتية ان اربعة اشخاص قتلوا بالرصاص واحرقت ثلاث
آليات تابعة للامم المتحدة في مدينة كايي جنوب هايتي خلال تظاهرات شهدت
اعمال عنف احتجاجا على الفقر وارتفاع اسعار المواد الغذائية.
وتشهد المدن الهايتية منذ يومين تظاهرات وخصوصا في الجنوب حيث تعرضت
منشآت تابعة للامم المتحدة لهجمات شنها متظاهرون غاضبون. بحسب فرانس
برس.
وقال السناتور غابرييل فورتونيه ان اربعة اشخاص قتلوا وجرح 15 آخرون
بالرصاص و16 بالسلاح الابيض في اعمال عنف تلت نهب شاحنات ومستودعات
لمواد غذائية في مدينة كايي التي تبعد 190 كلم جنوب العاصمة.
من جهته صرح مدير محطة محلية للتلفزيون وينشل جان باتيست لوكالة
فرانس برس ان "ثلاث آليات تابعة للامم المتحدة احرقت عند مدخل مدينة
كايي ونهب مركز اعلامي تابع لبعثة الامم المتحدة لاحلال الاستقرار في
هايتي".
وكانت الامم المتحدة في هايتي دانت الخميس اعمال العنف وهددت
بملاحقة الذين يهاجمون مراكزها في الجنوب.
من جانبه دان رئيس الوزراء الهايتي جاك ادوار الكسي بشدة مساء
الجمعة اعمال العنف ودعا الى اتخاذ اجراءات اجتماعية لتحسين الظروف
المعيشية للسكان.الا انه حذر من "مجموعات متورطة في تهريب المخدرات
والفساد".
ونشرت دوريات مشتركة من الشرطة الهايتية وجنود حفظ السلام التابعين
للامم المتحدة في المدينة التي فرضت السلطات منع تجول فيها من الساعة
18,00 بالتوقيت المحلي من الجمعة الى الساعة الخامسة من السبت.
نصف سكان باكستان يواجهون نقص الغذاء
وقال برنامج الاغذية العالمي ان نحو نصف سكان باكستان البالغ عددهم
160 مليون نسمة يواجهون مخاطر نقص الغذاء بسبب الارتفاع الكبير في
الاسعار.
وقال البرنامج ان المسح الذي غطّى السنة حتى شهر مارس اذار أظهر ان
عدد الاشخاص الذين يعتبرون "غير امنين على غذائهم" زاد بنسبة 28 في
المئة الى 77 مليون من 60 مليون في العام السابق.
وتقديرات برنامج الاغذية العالمي هي ان أي شخص يستهلك اقل من 2350
سعرا حراريا يوميا يصنف على انه تحت خط الامن الغذائي. بحسب رويترز.
وقال صاحب حق وهو مسؤول بوحدة تحليل ورسم خرائط مواطن الضعف التابعة
لبرنامج الاغذية العالمي في باكستان ان اسعار الغذاء ارتفعت بنسبة 35
في المئة على الاقل في العام الماضي مقابل زيادة نسبتها 18 في المئة في
الحد الادنى من الاجور.
وقال حق "هناك فجوة كبيرة جدا بين الزيادة في الاسعار والزيادة في
الاجور ... القوة الشرائية للفقراء انخفضت بنسبة 50 في المئة."
تأتي أحدث نتائج بعد اسبوع من توجيه البنك الدولي نداء الى باكستان
لاجراء تعديلات واصلاحات سريعة لتجنب ازمة اقتصادية وهي تحاول الخروج
من اثار الاسعار العالمية المرتفعة للنفط والاغذية.
وقال برنامج الاغذية العالمي ان سعر طحين (دقيق) القمح في يناير
كانون الثاني تراوح بين 24 و25 روبيه (38 سنتا امريكيا) للكيلوجرام في
ثلاثة اقاليم من بين اقاليم باكستان الاربعة مقابل 15 روبيه للكيلوجرام
في يناير كانون الثاني عام 2007 . |