شبكة النبأ: يتجه العالم الآن إلى حرب عقائدية فكرية ذات نزعة دينية
متطرفة، حتى وإن حاول البعض إخفائها أو التملص منها، ولكنها تنطلق بين
الفينة والأخرى معلنة عن نفسها إما على لسان تصريح سياسي أو على شكل
زوبعة إعلامية يقوم بها بعض المؤججين لنار الفتنة بين الأديان.
وشكلت الأديان السماوية ثقلا على الواقع الإجتماعي منذ مئات السنين،
لاسيما الإسلام والمسيحية كونهما من أديان التبشير، مع إختلاف واضح في
المنهجية كما هو لدى اليهودية.
لكن من المؤسف تغيرت هذه الحال بعد تعاقب السياسات وتغير النوايا
والمصالح، وإبتعاد السلطان عن الشعب وعامته، ودخول المستفيدين إلى
القصور الحاكمة، فكان القتال والتشريد والتنكيل والتعذيب قد وقع ولا
مناص منه، كما حصل ذلك للمسلمين والمسيحين في القدس أبان حملة قادها
قياصرة وأباطرة أوربا في دعوى مفادها حماية الكنيسة الأم.
(شبكة النبأ) في سياق التقرير التالي تعرض عليكم قصة المسلم الذي
خرج من الإسلام وطريقة نقده لمفاهيم الرسالة الإسلامية المحمدية
السمحاء، إضافة إلى مايحصل اليوم من تراجع كبير في الحوار بين الأديان،
خاصة والحملة التي أطلقت ضد المسلمين في تشويه دينهم، وكيف عمدت بعض
الجهود الرامية إلى خلق بؤر إلتقاء بين الأطراف والعمل على توطيد
العلاقات، في تهيأة أرضية للحوار بين الأديان:
مسلم سابق يتهم الاسلام بالعنف ويغير إسمه
برر الصحافي الايطالي المصري الاصل مجدي علام المسلم السابق الذي
عمده البابا بنديكتوس السادس عشر سبب اعتناقه الديانة المسيحية معتبرا
ان الاسلام: عنيف ماديا ومصدر نزاعات تاريخيا.
وفي رسالة طويلة الى "كوريري ديلا سيرا" ذكر علام كاتب الافتتاحية
في الصحيفة الذي كان يعرف عن نفسه بانه "مسلم معتدل" ان مواقفه العلنية
ضد التطرف الاسلامي ادت الى اطلاق تهديدات بالموت ضده واضطرته للعيش
تحت حماية منذ خمس سنوات.
وكتب: ادركت انه بعيدا عن ظاهرة المتطرفين والارهاب الاسلامي على
المستوى العالمي فان جذور الشر ملازمة لاسلام عنيف ماديا ومصدر نزاعات
تاريخيا.
واكد علام ان: فكره تحرر على مر السنين من ظلامية عقيدة تعطي شرعية
للكذب والتستر والموت العنيف الذي يؤدي الى القتل والانتحار والخضوع
الاعمى للاستبداد ما سمح لي بالانضمام الى الديانة الاصيلة، ديانة
الحقيقة والحياة والحرية. بحسب (ا ف ب).
وتابع ان البابا بموافقته على تعميده علنا: وجه رسالة واضحة وثورية
الى كنيسة لزمت حتى الآن الحذر حيال اعتناق المسلمين ديانتها خوفا من
الا تتمكن من حماية هؤلاء من الحكم عليهم بالموت بسبب ارتدادهم عن
الاسلام.
وكتب مجدي علام بضعة كتب مثيرة للجدل حول الشرق الاوسط ونظم في 2006
في روما تظاهرة لدعم المسيحيين في بلدان عربية ومسلمة.
واكد علام، ان هناك آلافا من الذين اعتنقوا الاسلام يعيشون بسلام
ايمانهم في ايطاليا وآلافا من المسلمين الذين اعتنقوا المسيحية ومجبرين
على اخفاء ديانتهم الجديدة خوفا من ان يقتلهم الارهابيون الاسلاميون.
واختار الصحافي كريستيانو اسما له.
الفاتيكان:تعميد البابا ليس تصرفا عدائيا
وقالت الصحيفة الناطقة بلسان الفاتيكان إن تعميد البابا بنديكت
لمسلم ايطالي تحول الي المسيحية مؤخرا والذي اثار انتقادات في العالم
الاسلامي ليس تصرفا عدائيا.
وفي تحرك مفاجيء قام البابا بتعميد مجدي علام المصري المولد وهو
صحفي معروف ومنتقد قوي للاصولية الاسلامية اثناء قداس عشية عيد القيامة
في ساحة القديس بطرس ليل السبت اذيع تلفزيونيا في ارجاء العالم.
وقال معلقون مسلمون ان كتابات علام المعادية للاسلام وتعميده على يد
البابا والذي حظي بالعناوين الرئيسية لوسائل الاعلام اثارا توترات بين
المسلمين والكنيسة الكاثوليكية والقيا بظلالهما على حوار تم الاتفاق
عليه مؤخرا بين الكاثوليكية والاسلام.
وفيما يبدو انه رد فعل على هذه الانتقادات نشرت صحيفة لوسيرفاتوري
رومانو الناطقة بلسان الفاتيكان مقالا افتتاحيا في صفحتها الاولى يجادل
بأن اللفتة التي صدرت عن البابا كانت تعبيرا عن الحرية الدينية وانها
بالتأكيد ليست موجهة الى الاسلام.
وكتب جيان ماريا فيان رئيس تحرير الصحيفة يقول: لا توجد أي نوايا
عدائية نحو دين مهم مثل الاسلام. لقد أظهرت الكنيسة الكاثوليكية على
مدى عقود كثيرة الى الان استعدادها للتعامل والحوار مع العالم الاسلامي
رغم الاف الصعوبات والعقبات.
لكن منتقدي التعميد تساءلوا لماذا اختار البابا تسليط الضوء على
تحول علام المعروف في ايطاليا بهجماته على الاسلام الى المسيحية. وعبر
خبراء الكنيسة بشان الاسلام في احاديثهم الخاصة عن القلق من ان رسالته
قد تؤدي الى احتقان العلاقات بين الديانتين.
وتدنت العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية والعالم الاسلامي في عام
2006 عندما القى البابا محاضرة في روزنبرج بالمانيا اشار فيها ضمنيا
الي انه يعتقد ان الاسلام ينزع الي العنف ويفتقر الي العقلانية. بحسب
رويترز.
واحتج المسلمون في ارجاء العالم، وسعى البابا الذي قال انه لا يتفق
مع الامبراطور البيزنطي الذي اقتبس كلماته الى اصلاح الامر بزيارة
المسجد الازرق الشهير في اسطنبول والصلاة باتجاه مكة مع امامه.
وفي وقت سابق اتفق الفاتيكان مع شخصيات اسلامية بارزة على تأسيسس
حوار رسمي دائم لتحسين العلاقات.
وقالت صحيفة لوسيرفاتوري رومانو ان الفاتيكان ما زال ملتزما بالحوار
مع الاسلام. واضافت الصحيفة قائلة: الصعوبات والعقبات يجب ألا تغطي على
القواسم المشتركة والكثير الذي يمكن ان يتحقق في المستقبل.
وقال عارف علي النايض وهو أحد الشخصيات الرئيسية ضمن مجموعة تضم
أكثر من 200 من العلماء المسلمين أطلقوا الحوار مع الفاتيكان وكنائس
مسيحية اخرى ان الفاتيكان حول تعميد علام الى: أداة لادعاء النصر
وتسجيل النقاط.
واضاف النايض وهو مدير المركز الملكي للبحوث والدراسات الاسلامية في
العاصمة الاردنية عمان في بيان: ان المشهد بأكمله يثير تساؤلات حقيقية
عن دوافع ونوايا ومخططات بعض مستشاري البابا بشان الاسلام.
الفاتيكان يفصل بين آراء علام وتعميد البابا
له
وقد سعى الفاتيكان الى الفصل بين البابا بنديكت والاراء السياسية
لمسلم عمده البابا في عطلة عيد القيامة معروف في ايطاليا بهجماته
اللاذعة على الاسلام.
وحاول الفاتيكان ايضا تهدئة مخاوف المسلمين بشأن التبشير في مدارس
مسيحية بالدول الاسلامية مثل المدرسة التي درس فيها ذات يوم المصري
المولد الذي تحول الى المسيحية.
وقال الفاتيكان انه يريد استمرار الحوار وشدد على ان اراء علام لا
تعبر عن سياسة الكنيسة.
وقال الاب فيدريكو لومباردي المتحدث باسم الفاتيكان في بيان: علام
له الحق في التعبير عن افكاره.
واضاف، تظل ارائه الشخصية دون ان تصبح بأي شكل من الاشكال التعبير
الرسمي لمواقف البابا او الكنيسة الكاثوليكية في روما. بحسب رويترز.
واثار تعميد علام انتقادات من عضو بارز في الحوار بين المسيحيين
والمسلمين هو عارف علي النايض مدير المركز الملكي للبحوث والدراسات
الاسلامية الاستراتيجية في عمان والذي قال ان التعميد اثار علامات
استفهام بشأن موقف الفاتيكان تجاه الاسلام.
وقال لومباردي ان الفاتيكان يكن كل الاحترام للنايض وان الحوار لا
يجب ان يتوقف ويتعين ان تكون له الاولوية على الاحداث التي ربما تكون
عرضة لسوء الفهم.
لكن الفاتيكان عبر عن "استيائه" ازاء اراء النايض بان علام يعد
نموذجا للمخاطر التي ينطوي عليها الحاق المسلمين بمدارس مسيحية.
وقال لومباردي ان غالبية الطلاب غير المسيحيين في المدارس المسيحية
ظلوا هكذا (غير مسيحيين). بينما عبروا عن تقديرهم للتعليم الذي تلقوه.
ملك السعودية يدعو لتجديد الحوار بين الأديان
ومن جانب آخر يقول مراقبون إن دعوة الملك عبد الله بن عبد العزيز
عاهل السعودية المفاجئة للحوار بين الاديان تتفق مع السياسة السعودية
لتشجيع الاعتدال كسبيل لمحاربة التشدد لكنها لن تؤدي على الارجح الى
عقد اجتماعات ذات شأن في القريب العاجل.
وأعلن العاهل السعودي وهو في العقد التاسع في كلمة له مؤخرا انه
سيعقد اجتماعات مع المسلمين حول العالم لبناء توافق من أجل حوار جديد
مع المسيحيين واليهود بعد حصوله على موافقة بعض رجال الدين السعوديين
على الفكرة.
وأشارت تعليقات صحفية سعودية الى أن التصدي لعنف المتشددين داخل
البلدان الاسلامية والتوتر بين المسلمين والسلطات في أوروبا هي الدوافع
التي وقفت وراء دعوة العاهل السعودي للحوار بين الاسلام والمسيحية
واليهودية.
وكتبت صحيفة الجزيرة اليومية السعودية: من المؤكد أن الحوار المأمول
يمكن أن يجلي الحقائق المتعلقة بديننا بعيدا عن تلك التشوهات التي
ألحقها به الغلاة والمتشددون. في اشارة الى عنف المتشددين في السعودية
وفي المنطقة. بحسب رويترز.
وأضافت الصحيفة، يتعين أن تهب كافة المجتمعات الاسلامية للانخراط في
هذا العمل الديني الكبير الذي يقصد به التلاقي والتواصل بين المؤمنين
بالكتب السماوية الثلاثة.
وتواجه السعودية حملة عنف منذ عام 2003 يشنها متشددو القاعدة الذين
يتحدون شرعية الاسرة السعودية الحاكمة بسبب تحالفها الوثيق مع الولايات
المتحدة وتراقب بانزعاج استمرار نشاط المتشددين في المنطقة.
لكن معلقين قالوا انهم يجدون صعوبة في تصور عقد قمة كبيرة للحوار
بين الاديان تشارك فيها شخصيات كبيرة في السعودية على الاقل في
المستقبل القريب.
ويشيرون الى صيغة الاسلام الذي تروج له السعودية حيث أيد بعض رجال
الدين في المملكة علنا أسامة بن لادن زعيم القاعدة. كما يحظر على غير
المسلمين دخول مكة أو المدينة ويشكو الفاتيكان من أن المسيحيين لا
يمكنهم بناء كنائس في المملكة.
وقال الداعية السعودي محسن العواجي وهو وهابي معتدل له علاقات مع كل
المحافظين والاصلاحيين انه لا ينبغي أخذ هذه الامور بجدية كبيرة لكنه
قال ان الدعوة علامة جيدة.
واستطرد قائلا ان رسالة التسامح رسالة للجميع سواء كانت جادة او غير
جادة.
ورحب كثير من الزعماء المسيحيين واليهود في أنحاء العالم بتصريحات
الملك عبد الله وأبدوا اهتماما باجراء حوار. ودعوة الملك عبد الله
منفصلة عن مبادرة "كلمة سواء" لحوار اسلامي مسيحي التي أطلقها ووقعها
علماء دين مسلمون عددهم 138 عالما.
وتنظر المملكة لنفسها باعتبارها زعيمة للمسلمين السنة. لكن مؤسستها
الدينية القوية تؤيد مذهبا متشددا للاسلام غريبا على كثيرين في العالم
الاسلامي بسبب ممارسات مثل منع الاختلاط بين الجنسين في الاماكن العامة
وتنفيذ عقوبة الاعدام بحد السيف علنا.
وفي تصويت يبرز مدى ابتعاد المملكة عن بعض المسلمين رفض مجلس الشورى
السعودي وهو هيئة شبيهة بالبرلمان، تأييد جهود كثير من الدول الاسلامية
لدفع الامم المتحدة لصياغة اتفاق عالمي بشأن احترام الاديان ورموزها.
كلمة سواء لحوار بين الإسلام والمسيحية
وقد حث المجلس العالي للكنائس الذي يضم الكنائس المسيحية الرئيسية
غير الكاثوليكية اعضاءه على فتح حوار مع علماء الدين الإسلامي الساعين
إلى التعاون بين الأديان لتعزيز العدل والسلام.
وقال المجلس ومقره جنيف انه يريد تنظيم حلقات نقاش عن اللاهوت وعلم
الأخلاق مع الموقعين على مبادرة "كلمة سواء" وهي دعوة من أجل الحوار
الإسلامي المسيحي أطلقها 138 من علماء الدين الإسلامي في اكتوبر تشرين
الأول الماضي ولاقت ترحيبا من كثير من الكنائس.
وجاء بيان المجلس العالمي للكنائس بعد يوم من تقارير إعلامية عن
دعوة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى اجماع إسلامي
على حوار مع المسيحية واليهودية لانهاء التوتر بين الأديان.
وكان الفاتيكان قد بدأ محادثات مع قادة "كلمة سواء" وهي مبادرة غير
مسبوقة من رجال دين من عدة مذاهب إسلامية لكن تعميد البابا بنديكت
السادس عشر لمسلم ايطالي تحول إلى المسيحية مؤخرا ثبط التفاؤل الذي كان
لديهم في باديء الأمر. بحسب رويترز.
وقال الأمين العام للمجلس العالمي للكنائس ريف صامويل كوبيا في بيان
عن مبادرة كلمة سواء: نحن نشجع كنائسنا على دراسة هذه الدعوة التي
وجهها علماء المسلمين كفرصة جديدة للحوار بين الأديان.
ويتبع المجلس العالمي للكنائس 560 مليون مسيحي في 349 كنيسة حول
العالم بينها معظم الكنائس الارثوذكسية والطوائف البروتستانتية وجماعات
مستقلة.
وقال المجلس انه اصدر ردا إلى القائمين على مبادرة كلمة سواء بعد
التشاور مع الكنائس المنضوية تحت لوائه والتي استجاب بعضها بالفعل
للنداء الإسلامي وخطط لاجتماعات.
وقال بيان المجلس العالمي للكنائس: تمثل هذه الدعوة مرحلة تشجيعية
جديدة في التفكير الإسلامي بشأن العلاقة بين المسلمين والمسيحيين. عبر
تاريخهم المشترك كثيرا ما اساء اتباع الديانتين بشكل كبير فهم بعضهما
البعض.
وقال المجلس ان الديانتين بينهما اختلافات لا يمكن التوفيق بينها،
ليس اقلها الصعوبة المسيحية في تقدير محمد كنبي والصعوبة الإسلامية في
تقدير المسيح كاله تجسد في هيئة إنسان.
الحاخامان الكبيران في اسرائيل يؤيدان
المبادرة السعودية
ورحب الحاخامان الكبيران في اسرائيل بالاقتراح السعودي الاخير لفتح
حوار بين الاسلام والمسيحية واليهودية.
واطلق هذه المباردة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز وهي
لا سابق لها على هذا المستوى. بحسب (ا ف ب).
ورحب حاخام اليهود الاشكيناز الكبير يونا ميتسغير بالاقتراح في
تصريح نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست" الصادرة بالانكليزية وجاء فيه:
ابارك اي مبادرة تحول دون سفك الدماء خصوصا في هذه المنطقة.
وقال حاخام اليهود السفرديم الكبير في اسرائيل شلومو عمار في
تصريحات نقلها الناطق باسمه الى وكالة فرانس برس: فكرة حوار بين
الديانات يجب ان تشجع طالما انها صادرة عن نية صادقة.
واوضح الحاخام ميتسغير: الارهاب في القرن الحادي والعشرين ناجم عن
دوافع دينية. وحوار بين الديانات سيشكل افضل ترياق للجمه. |