جوجل تدخل حلبة الصراع بين السلطة والإعلام الالكتروني  

اعداد/صباح جاسم

شبكة النبأ: في تطور تكنولوجي مثير تطالب شركة جوجل، صاحبة محرك البحث الشهير على الانترنت، الحكومة الامريكية بالترخيص لها باستخدام موجات التلفزة الشاغرة لتوفير الانترنت بدون اسلاك او مايسمى بتقنية الـ(واي-فاي).

وقالت الشركة في رسالة مفتوحة الى المؤسسة الحكومية المعنية ان طلبها استخدام الترددات الشاغرة بين القنوات التلفزية "فرصة لا تعوض".

تلتقط القنوات التلفزية في ترددات معينة، والمجال الشاغر بينها هو ذلك الي لا يلتقط فيه جهاز التلفزة اية معطيات.

وقال مسؤول جوجل ريتشرد ويت في الرسالة ان "معظم الترددات الشاغرة هنا في الولايات المتحدة لا يستفاد منها، وليس هناك من سبب يمنعنا من استغلاله."

وتقول جوجل ان استخدام الترددات الشاغرة سيمكن كل الامريكيين من تكنولوجيا الواي-فاي عبر موجات التلفزة. بحسب رويترز.

وكانت قنوات التلفزة قد عارضت الفكرة في الماضي بدعوى ان استخدام المجالات الشاغرة بين تردداتها قد يشوش على بثها.

لكن جوجل وعد باستخدام تكنولوجيا تمنع البيانات المرسلة من المرور عبر ترددات مستخدمة، مما يجعل احتمال التشويش منعدما، على حد قولها. وتقول الشركة العملاقة ان بامكانها صناعة آليات لالتقاط الواي-فاي عبر الامواج التلفزية مع نهاية 2009.

وتفكر بلدان أخرى في استخدام الترددات الشاغرة، ففي بريطانيا مثلا، تستغل لوصل ميكروفونات حرة بمراكز البث دون استخدام الاسلاك، مما يمكن الصحافيين والفنانين على سبيل المثال، من ارسال الصوت الى الاستوديوهات بسهولة.

البنتاغون يتخذ إجراءات ضد Google Earth"

وفي موقف جديد يعكس العلاقة بين السلطة والإعلام الإلكتروني، معيداً للأذهان الإجراء الذي اتخذته السلطات الباكستانية لحجب موقع "يوتيوب" YouTube الشهير لعرض أفلام ولقطات الفيديو، قامت وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاغون" بحظر خبراء من موقع "غوغل إرث" Google Earth الشهير للخرائط بتقنية الفيديو البالغة الدقة، من تصوير القواعد العسكرية الأمريكية وشوارعها.

وقامت الوزارة ببعث رسالة إلى كافة قواعدها ومنشآتها في أرجاء الولايات المتحدة في أواخر الأسبوع الفائت، مطالبة فيها القيادات بعدم السماح لفريق "غوغل إرث" بأخذ صور فيديو بانورامية داخل هذه المؤسسات.

وقال المتحدث باسم القيادة الأمريكية الشمالية مايكل كوتشاريك لوكالة أسوشيتد برس، إن القرار جاء بعد أن قام فريق الموقع الإلكتروني الشهير بدخول وتصوير موقع واحد على الأقل. 

وأوضح أن القيادة العسكرية متخوفة من أن تمنح حرية الوصول إلى صور مأخوذة بتقنيات فائقة الدقة ومتطابقة جزئيا مع الواقع، معلومات حساسة لأعداءٍ محتملين، وتعرّض العاملين في هذه القواعد للخطر.

تعليقات المتحدث جاءت بعد أيام معدودة على تقارير منشورة ألمحت إلى أن متظاهرين استخدموا معلومات مأخوذة من موقع "غوغل إرث" للتخطيط للوصول إلى سطح مبنى البرلمان في العاصمة البريطانية لندن.

هذا وسبق أن أعربت الهند وتايلاند وكوريا الجنوبية وهولندا عن مخاوف مماثلة لمخاوف البنتاغون بشأن حساسية المعلومات التي قد تصبح في متناول الإرهابيين.

الجدير بالذكر أن السلطات الباكستانية كانت قد حجبت الشهر الماضي ولعدة ساعات موقع "يوتيوب" مبررة تلك الخطوة، بأنها من أجل منع ظهور شريط فيديو للسياسي الهولندي اليميني المتطرف جيرت ويلدرز، يسيئ للدين الإسلامي. التفاصيل.

وقال متحدث باسم محرك البحث الشهير إنه تمت إزالة الصور نظرا لإبداء الجيش الأمريكي مخاوفه بشأنها.

وكانت فرق جوجل قد دخلت قواعد الجيش الأمريكي بإذن لاعداد الخرائط. ولكن تم منعها الآن.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن بيان للجيش الأمريكي القول "إن الصور غطت زوايا الرؤية بمعدل 360 درجة وتضمنت مواقع السيطرة والحواجز والقيادة والتسهيلات". ومثل هذه الخرائط المفصلة قد تشكل تهديدا.

ومن بين مواقع الخرائط التي يوفرها جوجل وتتمتع بشعبية Street view التي تمكن مستخدمي الانترنت من "القيادة" عبر الطبيعة الأمريكية عند مستوى رؤية أرضي، وGoogle earth الذي يقدم خدمة القمر الصناعي ثلاثية الأبعاد لمختلف المواقع حول الأرض.

وتعرض كلاهما لشكاوى من قبل أفراد وحكومات لديهم مخاوف من أن تمثل صور الأقمار الصناعية مخاوف أمنية.

ويقول مراسل بي بي سي في واشنطن جوناثان بيل إنه نظرا لأن العديد من الصور أخذت من الشوارع فانه لا يحق للجيش الأمريكي قانونا المطالبة بازالتها.

بناء على طلب البنتاغون: غوغل تسحب خرائط من أحد مواقعها

واستجابت شركة جوجل البحثية على شبكة الانترنت إلى طلب وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) وسحبت بعض الصور والخرائط من خدمتها الخاصة بخرائط الشوارع لانها تشكل خطرا امنيا على القواعد العسكرية الامريكية.

وقال الجنرال جين رينورت القائد العسكري المسؤول عن الدفاع الداخلي ان البنتاجون تحدث مع المسؤولين في جوجل عن المخاطر وينتظر من الشركة التعاون في سحب بعض الصور والخرائط من الخدمة التي تعرف باسم "نظرة على الشارع".

وقال لاري يو المتحدث باسم جوجل "اتصل بنا الجيش واستجبنا لطلباته في الحالات التي أعرب فيها عن قلقه من هذه الصور."بحسب رويترز.

وتدرس وزارة الدفاع الامريكية عدد الصور المتاحة الان على الموقع ومنعت العاملين في جوجل من تصوير القواعد الامريكية بالفيديو.

وتقدم خدمة "نظرة على الشارع" صورا للشوارع في 30 مدينة أمريكية. ويمكن لمستخدم هذه الخدمة على الانترنت ان يستخدم فأرة الكمبيوتر ليسير في هذه الشوارع ويتفقد كل نواصيها.

وأصبح هذا الموقع محببا بين سائقي السيارات الذين يخططون لرحلات في مناطق لا يعرفونها لكن هذه الخدمة أثارت ايضا جدلا بسبب قضية خصوصية الافراد الذين يظهرون دون علمهم في الافلام التي تصور هذه الشوارع.

ففي احدى الوقائع ظهر في الفيلم رجل وهو يخرج من ملهى للتعري في سان فرانسيسكو وفي واقعة أخرى امرأة وهي تأخذ حمام شمس. وذهبت الشكاوى الى حد مطالبة أمريكية لرفع صورة قطتها من الموقع وهو مطلب لم تستجب له جوجل. اما الصور التي تثير قلق البنتاجون فمنها مشاهد لقواعد واجراءات الامن المتبعة عند بواباتها.

وقال رينورت "انها تظهر فعلا مكان كل الحراس. وكيف ترتفع وتهبط كل المتاريس. وكيفية الخروج والدخول الى المبنى."

غوغل و "كذبة نيسان" 

من جانب اخر ترقب 250 مليون متصفح حول العالم كذبة "جوجل"، التي عملت على إعدادها وحبكها بطرق فنية بإتقان تام, عقول محترفة من موظفي هذه الشركة العالمية في كل عام مع مطلع شهر أبريل.

وأضحت هذه المزحة أو الدعابة لدى شركة جوجل عادة تمارسها في شهر أبريل من كل عام! حيث بدأتها منذ عام 2000م، وفي إحدى السنوات أعلنوا عن مشروع للبحث على الإنترنت بالقوة العقلية!، وفي عام 2004 أعلنوا عن مشروع Google Lunar الذي يوفر وظائف على القمر، وربما لهذا السبب ظن الكثيرون أن خدمة الـ جي ميل، ليست سوى كذبة لأن الإعلان عنها جاء بالقرب من موعد كذبة أبريل.

ومع الوقت تعود مستخدمو الإنترنت على كذبات جوجل، حتى أن مستخدمي الإنترنت اعتبروا أن إعلان جوجل لإطلاق بريد إلكتروني بحجم 2 جيجابايت عبارة عن كذبة من كذبات جوجل كان من بين من وقع في هذه الظنون شخصيات متخصصة في تقنية المعلومات وكذلك كاتب هذا الخبر. وفي عام 2007 أتحفتنا جوجل بكذبة فريدة من نوعها، مدعمة بالصور الحقيقية والرسوم البيانية، مما دعا العديد من الوسائل الإعلامية العالمية والمحلية إلى تصدير خبر (كذبة) شركة جوجل على صفحاتها الأولى والعناوين الرئيسية للنشرات الإخبارية وكذلك المنتديات على شبكة الإنترنت. وكانت تدور حول إطلاقها خدمة أساسيات تقديم خدمة الإنترنت عبر دورات المياه TiSP) Stands For Toilet Internet) Service Provider، التي تمكن مستخدمين الإنترنت من الاتصال مجانا بشبكة الإنترنت أينما كانوا على وجه المعمورة، عبر جهاز استقبال خاص بالخدمة يمكن الحصول عليه من جوجل بواسطة البريد الممتاز.

وأمام هذه العادة السنوية تساءل كثير من رواد المواقع الإلكترونية وعبر المنتديات يا ترى ماذا ستكون كذبة هذا العام؟ وهل سيسبقها أو يعقبها خدمة حقيقة وفريدة من جوجل؟ وذلك ما ستكشفه لنا الأيام القادمة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 2 نيسان/2008 - 25/ربيع الاول/1429