
شبكة النبأ: ما اضيق العيش لولا فسحة
الاملِ، هذا ماتردده قلوب ومشاعر ابناء البصرة الصابرين، الذين لم
يدركوا معنى الامان في ماضيهم وحاضرهم وربما في المستقبل ايضا،
فالمجتمع البصري قد تحمل ضريبة القائد الضرورة، الدكتاتور صدام، لثمان
سنوات متواصلة كونه يمثل البوابة الشرقية للأمن القومي العراقي!!، الا
انه لحد الان مازال ضحية الاطماع لبعض الجهات والاحزاب الداخلية
والخارجية، لإعتبارات اخرى كونه البوابة النفطية للعراق الجديد، وقَلب
خارطة الطريق نحو الفيدرالية الموعودة.
في ظل هذه الاجواء المتوترة والمستقبل الغامض التقت (شبكة النبأ
المعلوماتية) بعدد من ابناء البصرة لاستطلاع ارائهم في الاحداث الجارية
في مدينتهم الفيحاء فكانت هذه الاجابات" مع التحفظ على ذكر بعض الاسماء
الصريحة":
الاستاذ في جامعة البصرة "ب.ح" عبر عن صدمته الشديدة للقتال الدائر
بين الاخوة في الوطن والعقيدة، قائلا ان الألم يعتصر قلبي لإراقة الدم
الشيعي بسكين شيعية فهو يتسائل بحرقة ولوعة، ألم يكن بالامكان توجية
البندقية الى جهات اخرى تستحق مقاتلتها فعلا؟؟ وقد تمنى انتهاء هذه
الازمة سريعاً كي تعود الحياة البصرية الى تألقها المعهود.
اما الدكتور "م.غ" فقد حمّل جيش المهدي مسؤولية مايجري هنا وهناك
في البصرة، كونهم لم يمنحو القوات الحكومية الوقت الكافي لاثبات حسن
النية باستهدافها عناصر اجرامية، عاثت بمقدرات اهل البصرة نهبا وسلبا
وقتلاً.
مؤكدا عدم رغبة الحكومة في استهداف ايما عنصر من عناصر جيش المهدي
عدا بعض الاسماء من المطلوبين الذين يمكن اعتبارهم الهدف الاساس من "صولة
الفرسان".
وفي هذا السياق اكدت السيدة "ن.ح" لـ شبكة النبأ، على ضرورة نزع
السلاح من كافة المليشيات كي تنحصر مهمة فرض القانون بيد الدولة ومن ثم
يمكن تمييز العناصر الارهابية من غيرهم.
الاستاذ "ح.ن" اشاد من جانبه بمبادرة السيد "مقتدى الصدر" بانهاء
مظاهر التسلح في الشارع البصري ودورها في انفراج الازمة الامنية
البصرية، رغم كونها جاءت متاخرة جدا، حسب رأيه، الا انه من جهة اخرى
طالب ان يكون الحل جذرياً بتحسين الوضع الاقتصادي والخدمي للمواطنين في
البصرة وغيرها من محافظات العراق.
ويضيف ح.ن، المسلحون قد تعرضوا للقوات الحكومية باعتبار ان حمل
السلاح احد الوسائل الفعالة في الاحتجاج بعد فشل الحكومة في تحسين
المستوى المعيشي للمواطنين بما يتناسب مع ثروات العراق سيما النفطية
منها، وقد انتقد "الاستاذ" جميع الاطراف المتحاربة في كيفية ادارة
الصراع، فالمباغتة الحكومية عند بدء "صولة الفرسان" لم تكن فعالة حيث
قاموا بارباك الشارع البصري بالرمي العشوائي للرصاص في الايام الاولى
مما استفز عناصر جيش المهدي، مشدداً على ضرورة اتخاذ مسلك الحوار كحل
استراتيجي وحيد.
اما السيد "ع .ن" فقد كان متشائماً جداً نافياً امكانية نجاح خطة
فرض القانون في البصرة لارتباط الاقتصاد البصري بعصابات التهريب، وكون
الكثير من الجهات داخل البصرة وخارجها تعتمد على النفط البصري كجزء
لايتجزأ من وارداتها وميزانيتها!!. وهي بكل حال من الاحوال لاتقبل
المساس بـ"امنها النفطي"!!؟.
اما السيد "ح.س" اكد على ان الصراع السياسي في المحافظة كان سبباً
رئيسياً في الصراع الامني الدائر فيها، وفي هذا السياق تحدث لـ شبكة
النبأ، عن الجهد الحثيث لبعض الاطراف في احكام قبضتها على المحافظة بعد
ان استطاعوا السيطرة على بعض محافظات الجنوب الاخرى. كجزء من مخطط مُعد
سلفاً لبسط نفوذها في محافظات الجنوب.
السيد "ع.أ" اعتبر ان الازمة في جوهرها ازمة فقدان ثقة بين الطرفين،
فمن جهة الحكومة فانها – كما يعتقد السيد "ع.أ"- مُسيّسة من قبل بعض
دول الجوار مع تعرضها بصورة مستمرة الى ضغوط امريكية، للحد من تاثير
جيش المهدي في الساحة العراقية عموماً والبصرية على وجه الخصوص.
ويضيف، كما ان التصعيد الاعلامي لبعض الفضائيات العراقية ضد جيش
المهدي ووصفهم بالبعثيين، والخارجين على القانون، والعصابات الاجرامية،
اضافة الى خلفية الصراعات العسكرية والسياسية في المحافظات الاخرى، كل
هذا ادى الى استنفار عناصر المليشيات الصدرية وتأسيس فهم ارتكازي بان
"صولة الفرسان" موجه ضدهم كهدف اساسي ان لم يكن الهدف الوحيد، وهنا
لاننسى ان نذكر ان احد اسباب تازم الموقف البصري في الاونة الاخيرة هو
تسرع وانفعالية عناصر جيش المهدي في استباق الاحداث مع كون الكثير منهم
غير متقيد بأوامر السيد "مقتدى الصدر" بخصوص "التجميد"، اخيراً لابد من
القول ان شرط حلحلة الازمة يتمثل بتقديم التنازل من الطرفين.
وفي ختام الاستطلاع نذكر اهم التطورت الامنيّة في محافظة البصرة،
بحسب ما افادت مصادرنا خلال اليومين الماضيين:
1- سقوط عدة من القذائف في "المعقل" وقتل ثلاثة اشخاص من عائلة
واحد.
2- في منطقة "خمسة ميل" سقطت عدة قذائف هاون سببت اضرار في ثلاث
بيوت مع تعرض شاب لشلل بسبب اصابته بشظيّة.
3- شهد "مطار البصرة" يوم امس عصراً توافد العديد من القطعات
العسكرية العراقية مع طائرات مروحية.
4- انزال جوي امريكي في منطقة "كرمة علي" والتهديد بضرب المدنيين
بقنابل عنقودية.
5- قيام المليشيات المسلحة باحتلال مركز شرطة البصرة القديمة بعد
مقاومة شرسة من قبل افراد المركز.
6- سقوط قذيفة هاون على احد ابراج شركة اثير للاتصالات في البصرة.
7- التحاق عدد من الجنود والشرطة بمواقعهم بسبب خفّة حدة التوترات
الامنية والعسكرية.
8- مازالت القوات الحكومية العراقية هي المسيطرة على "البوابة". رغم
تعرضها المستمر للقصف.
8- شهدت المحافظة، ليوم الاثنين، هدوءاً نسبياً مع انسحاب المسلحين
من عدة مناطق فيها.
9- مازالت الحقول النفطية لـ "نهران عمر" متوقفة عن الانتاج منذ بدء
عملية صولة الفرسان. |