
شبكة النبأ: بعد اسبوع من المعارك
الطاحنة التي جرت رحاها في بغداد، اسوة بباقي محافظات الوسط والجنوب،
انسحب مقاتلو جيش المهدي التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر من الشوارع
اثر مبادرة للمفاوضات مع الحكومة، فيما عادت الحياة الى طبيعتها بعد
رفع حظر التجول في بغداد. لكن الاثر الذي ابقته تلك المواجهات الدموية
سيلقي طويلا بظلاله على الاوضاع الصحية والمعيشية للمواطنين.
وكان الصدر امر انصاره الاحد، الغاء المظاهر المسلحة والانسحاب من
الشوارع بعد معارك اوقعت 320 قتيلا على الاقل في بغداد والبصرة ومدن
جنوبية اخرى. في بادرة حسن نية تجاه جهود الحكومة للقضاء على عصابات
التهريب والجريمة المنظمة.
وقال حمد الله الركابي المتحدث باسم التيار الصدري في ناحية الكرخ
(غرب دجلة) ان "التيار وجيش المهدي يلتزمون اوامر القائد مقتدى الصدر
وما يطلبه يطبق حرفيا من قبل ابناء التيار".
واكد ان "الهدوء عاد الى المنطقة مع قليل من التوتر بسبب تطويق
القوات الاميركية مناطق الشعلة والصدر والكاظمية" في بغداد. بحسب وكالة
اصوات العراق.
بدوره قال جعفر السهيل من مدينة الصدر ابرز معاقل جيش المهدي "لقد
عادت الحياة الى طبيعتها داخل المدينة وفتحت معظم المحلات التجارية
ابوابها والحركة بدأت تدب بشوارعها". واكد ان "جيش المهدي انسحب من
الشوارع بعد اعلان الصدر واختفت المظاهر المسلحة لكن القوات الاميركية
لا تزال تطوق المداخل". واضاف "يمكن لاي شخص الخروج من المدينة مشيا
على الاقدام دون مشاكل". كما عادت الحياة الى طبيعتها في معظم انحاء
بغداد حيث تشهد الشوارع ازدحاما بعد ثلاثة ايام من حظر التجول.
وقال مصدر في وزارة الداخلية ان الهدوء "النسبي يسود العاصمة وخرج
الناس الى الشوارع واماكن عملهم الحكومية والخاصة كما فتحت المحلات
التجارية ابوابها". لكنه اكد "استمرار قوات الامن العراقية في فرض طوق
امني حول مدينة الصدر ومناطق الشعلة والكاظمية" حيث ينشط جيش المهدي.
اهالي غربي بغداد يستعدون للعودة
الى حياتهم الطبيعية
فيما انتهت المظاهر المسلحة في بعض مناطق غربي بغداد فورا الاحد بعد
سماع قرار السيد مقتدى الصدر بالبراءة ممن يحملون السلاح، توقع
المواطنون انتهاء القتال وقام بعضهم بمقاسمة مؤونته مع الجيران
متفائلين بانتهاء حظر التجوال وعودة الحياة الى طبيعتها.
وقال احد المسلحين الذي فضل عدم ذكر اسمه لوكالة اصوات العراق "نحن
نلتزم حرفيا بما يقوله سماحة السيد القائد مقتدى الصدر، ونحن نرحب
بقرار الغاء المظاهر المسلحة."واردف قائلا "على الحكومة ان تقرا البيان
جيدا فان عليها التزامات يجب تنفيذها"
واضاف " نحن كتيار نرتبط بشكل وثيق بالمرجعية التي تتمثل بمساحة
السيد مقتدى ولا يمكن ان نخطو خطوة واحدة بلا امر او اشارة من
المرجعية."
وفي اتصال هاتفي قال منتمون للتيار الصدري في احياء الشهداء والشرطة
الرابعة المحاذيتين لحي الرسالة ان تطبيقهم قرار ايقاف المظاهر المسلحة
تأخر قليلا بسبب انقطاء التيار الكهربائي.
يشار الى ان منطقة حي الرسالة والشهداء والشرطة الرابعة تعيش منذ
اربعة ايام انقطاع التيار الكهربائي، وانقطاع الماء لكنه عادت بصورة
غير متوقعة منذ اصدار بيان السيد مقتدى في حي الرسالة.
وشوهد سكان محليون بعد اعلان وقف القتال وهم يمشون في الشارع العام
فيما هرع بعض المواطنين من مدينة الذرى للتسوق من المناطق الاقل سخونة
في حي الرسالة مستغلين وقف اطلاق النار بينما اختفت تماما المروحيات
الامريكية من سماء مناطق غربي بغداد.
وقال احد ابناء منطقة حي الرسالة ان بائع الطماطة في المنطقة بدأ
يبيع الكيلو بالف وخمسمائة دينار بعد ان بائعها امس وصباح اليوم بالفين
وخمسمائة دينار بسبب شحتها.
وتبادل بعض الجيران في المنطقة نفسها بعض الاحتياجات من الخبز و
الطحين و الرز لانه اعتبروا قرار السيد مقتدى يفتح الطريق امام انهاء
حظر التجوال. وتوقع عدد من المواطنين ان ينتهي حظر التجوال غدا بسبب
عدم وجود ما يبرره تواصله.
وقال سمير لفته (طالب جامعي) ان عليه ان يستعد للدوام مع هدوء
الاوضاع. وهرع صبية صغار للعب كرة القدم في ساحة المنطقة وهم مطمئنين
بعد حوالي ساعة من توقف المظاهر المسلحة.
رفع حظر التجوال عن بغداد باستثناء
الصدر والشعلة والكاظمية
وأعلنت قيادة عمليات بغداد رفع حظر التجوال عن العاصمة اعتبارا من
السادسة من صباح الإثنين، باستثناء مناطق: الشعلة والكاظمية ومدينة
الصدر، التي سيرفع الحظر فيها عن الأشخاص فقط.
وقال اللواء قاسم عطا، الناطق باسم قيادة العمليات وخطة (فرض
القانون)، لوكالة أصوات العراق إن "قيادة عمليات بغداد قررت رفع حظر
التجوال الشامل عن جميع مناطق بغداد، بدءً من الساعة السادسة من صباح
يوم غد (الإثنين)، باستثناء مدينة الصدر ومدينة الشعلة ومدينة
الكاظمية، التي سيرفع الحظر فيها عن الأشخاص فقط." ولم يذكر عطا سبب
استثناء تلك المدن من رفع الحظر الشامل.
وكانت قيادة عمليات بغداد (فرض القانون) أعلنت تمديد فترة حظر
التجوال الشامل على الأشخاص والمركبات في جميع مناطق العاصمة العراقية
بغداد "حتى إشعار آخر"، بحسب قناة (العراقية) الرسمية.
وكان اللواء عطا قال، ليل (الخميس) الماضي، إن قيادة العمليات قررت
فرض حظر شامل للتجوال في جميع مناطق بغداد، يشمل الأشخاص والمركبات
والعربات والدراجات بجميع أنواعها، اعتباراً من مساء (الخميس) الماضي..
وحتى الخامسة من صباح اليوم (الأحد).
استياء سكان مدينة الصدر من استمرار
حظر التجوال
وأبدى سكان مدينة مدينة الصدر (شرقي بغداد) استياءهم من استمرار فرض
حظر التجوال على مدينتهم، رغم اختفاء مظاهر التسلح من شوارع المدينة
التي شهدت خمسة ايام متواصلة من المعارك العنيفة بين القوات الحكومية
ومسلحين من (جيش المهدي) التابع للتيار الصدري.
ويقول مواطنون من اهالي مدينة الصدر (ذات الاغلبية الشيعية)، ان
القوات الأمريكية مازالت تغلق المدينة وتمنع حركة السير فيها، فيما
اتخذت قوات امريكية من بعض المباني مقرات لها، وهو ما دفع بالاهالي الى
التزام بيوتهم.
وعبر ناطر غالي الذي يمتلك محلا للبقالة في سوق شعبي وسط المدينة،
عن "سخطه" على قرار الحكومة الذي يقضي باستمرار حظر التجوال على
المركبات في مدينة الصدر، مبينا ان ذلك "سيؤثر على حياة الناس وحياتنا،
اذ سيتعذر علينا نقل الخضراوات من العلوة (سوق الجملة) وفقدان المواد
الغذائية التي كادت تنفد من المدينة."
اما جلال الربيعي/ وهو موظف حكومي، فيتساءل عن الطريقة التي سيذهب
بها الى دائرته، اذا كانت الحكومة "منعت سير المركبات في المدينة."
ويعقب ساخرا "ساحتاج فترة الدوام كلها لاصل الى دائرتي."
ويرى عبد الزهرة البياتي، وهو صحفي يسكن المدينة، ان استمرار الحظر
"سيؤثر على عمل الصحفيين والأعلاميين." مضيفا ان الصحيفة التي يعمل
فيها "احتجبت علن الصدور خلال الأيام الماضية بسبب حظر التجوال
والعمليات الأمنية، والان سيكون "مضطرا لايجاد طريقة يصل فيها لمقر
الصحيفة، لمواصلة عمله."
من جهته، طالب الشيخ سلمان الفريجي، مسؤول مكتب الشهيد الصدر في
الرصافة، الحكومة العراقية بـ"فتح المنافذ لدخول الخدمات الصحية
والغذائية التي تحتاجها المدينة."
وقال الفريجي لوكالة اصوات العراق إن "القوات الأمريكية ما زالت
تغلق المنافذ، والوضع لأنساني في المدينة سيء للغاية بسبب الطوق الامني
الذي تفرضه القوات الامنية على المدينة".
وأضاف أن "عدد الضحايا الذين سقطوا جراء القصف الأمريكي لأحياء
المدينة وصل الى اكثر من (425) شهيدا وجريحا خلال الأيام الخمسة
الماضية." لافتا الى أن بعض الجرحى "يحتاجون الى العلاج في مستشفيات
أخرى لخطورة أصابتهم، وسيتعذر نقلهم بسبب منع التجوال."
ويقول احد الفنيين العاملين في مديرية الكهرباء الرصافة إن "شبكات
نقل الكهرباء تحتاج الى أعمل صيانة وأصلاح لاعادة الكهرباء، والظروف
الامنية لا تسمح بهذا الان."
اجتماع لبحث توفير الخدمات لأهالي
بغداد
من جهة اخرى عقدت اللجان الساندة لخطة فرض القانون اجتماعا تم خلاله
بحث اهمية تأمين امدادات الوقود وحركة الموظفين والفنيين ومضاعفة
الجهود في توفير الخدمات الاساسية للمواطنين.
وقال بيان صادر عن مكتب نائب رئيس الوزراء الدكتور برهم صالح ،
نقلته وكالة اصوات العراق ان " نائب رئيس الوزراء الدكتور برهم احمد
صالح اجتمع اليوم برؤساء اللجان الساندة لخطة فرض القانون لبحث
اخرالمستجدات على الساحة المحلية والوقوف على تقديم افضل السبل لخدمة
لمواطنين بعد فرض حظر التجوال ودعم الحكومة للقضاء على المظاهر
المسلحة."
واضاف البيان ان "صالح اكد خلال اجتماعه برؤساء اللجان الساندة لخطة
فرض القانون اهمية تعبئة الجهد الحكومي لدعم الاستمرار في امدادات
الوقود وتأمين حركة الموظفين والفنيين اضافة الى مضاعفة الجهود في
توفير الخدمات الاساسية للمواطنين."
واشار البيان إلى أن الاجتماع حضره وزير الصحة ووزير الكهرباء ووزير
النفط ووزير المالية ومستشار الامن القومي والدكتور احمد الجلبي ومدير
مكتب القائد العام للقوات المسلحة اضافة الى سفيري الولايات المتحدة
الامريكية وبريطانيا وقائد القوات المتعددة الجنسيات. |