النبأ ترصد في تقرير خاص انفجار الأوضاع الأمنية في العراق

النبأ –خاص/علي الطالقاني

شبكة النبأ: بعد أن شهدت مناطق واسعة من العراق تدهور الأوضاع الأمنية بسبب القتال بين قوات جيش المهدي والقوات الحكومية أثر تعرض الأول لضغوط  كثيرة منها الاعتقالات والتعذيب بحق أفراده واتهام القوات الحكومية بالإساءات المتكررة للعوائل من أفراد جيش المهدي، خفت حدة الاشتباكات في مناطق مختلفة من مدينة البصرة، بسبب انسحاب الجيش العراقي من بعض هذه المناطق مع تركيز القتال في مناطق محدودة من المدينة تمثلت في منطقتي حي الحسين، ومنطقة القبلة غربي مدينة البصرة، وتحليق الطائرات المقاتلة وقيامها بقصف بعض الأهداف.

وفي اتصال هاتفي" للمركز الوثائقي والمعلوماتي في مؤسسة النبأ"مع أحد شهود العيان في مدينة البصرة، يقول أن حدة الاشتباكات زادت وخصوصا بعد أن وجه المالكي قيادة العمليات إلى أفراد من القوات العراقية القادمين من المحافظات الأخرى وخصوصا من محافظة كربلاء، التي شهدت الأربعاء، انفجار قرب الحي الصناعي.

وفي اتصال هاتفي آخر أكد شاهد عيان من مدينة الصدر في بغداد أن قوات جيش المهدي أخذت بالسيطرة على المدينة ومنعت الناس الخروج من البيوت.

من جانب آخر قال شاهد عيان آمن مدينة الحرية في بغداد أن المدينة تشهد أنتشارا واسعا أيضا من قبل أفراد جيش المهدي.

وقال شاهد عيان من منطقة المعقل في البصرة "للمركز الوثائقي والمعلوماتي"، إن مواجهات عنيفة جدا تجري في هذه المنطقة بعد أن قام  مسلحون بالهجوم على مركز للشرطة هناك.

من جانب آخر ذكر مصدر صحي إن عدد القتلى الذين سقطوا خلال المواجهات حتى، صباح الأربعاء، 33 قتيلا وحوالي 150 جريحا. حسب وكالة أصوات العراق

وقال شاهد عيان في منطقة الكرمة أن مواجهات تدور بين قوات الجيش وبين عناصر من جيش المهدي لمحاولة السيطرة على بوابة البصرة(12كم  شمال البصرة)

وقال أحد الشهود أنه شاهد رتلا عسكريا كبيرا قادما من كربلاء على طريق السريع متجها نحو الأكاديمية البحرية لدعم القوى الأمنية في البصرة.

وفي منطقة حي الحسين التي تعتبر أهم معاقل جيش المهدي والتي شهدت مواجهات مستمرة طوال، ليل الثلاثاء، قال شهود عيان إن قوة كبيرة من الجيش العراقي تقوم بعملية واسعة لمحاولة الدخول الى هذه المنطقة ولكنها تواجه صعوبة في اختراق دفاعات عناصر جيش المهدي الحصينة.

وفي منطقة القبلة (8 كم غربي البصرة) أوضح شهود عيان أن مواجهات عنيفة تدور بين عناصر جيش المهدي وبين قوات الجيش العراقي.

وأشار إلى أنه شاهد أحدى آليات الجيش العراقي تحترق في هذه المنطقة بعد  مهاجمة المسلحين لثلاث عربات همر في شارع المعارض قريبا من منطقة القبلة.

وقال شهود عيان من منطقة العشار ( مركز مدينة البصرة) أن المنطقة لاتشهد مواجهات أو اشتباكات بل  تشهد نشاطا ملحوظا للقناصة من الطرفين إذ أعتلى عناصر من جيش المهدي والقوى الأمنية أسطح البنايات العالية لتبادل القنص.حسب وكالة أصوات العراق

وقال شهود عيان من مناطق (الجمهورية والعالية وصبخة العرب) أن المواجهات تجددت منذ الصباح الباكر في هذه المناطق.

وأوضح شاهد عيان من منطقة العالية أن قوة كبيرة من الجيش العراقي تشق طريقها نزولا من شارع بغداد باتجاه هذه المناطق لمحاولة استعادة السيطرة عليها.

وأشار إلى أن المئات من عناصر جيش المهدي ينتشرون في ساحة (صبخة العرب وشوارعها) في انتظار هذه القوات.

استطلاع حول تدارك الفوضى

وفي استطلاع مقتضب أعده المركز الوثائقي والمعلوماتي في مؤسسة النبأ، حول تدارك الأمر، قال الأستاذ خالد العرداوي، أستاذ في جامعة كربلاء، يصعب تدارك مثل هكذا أمور على اعتبار أن قوات جيش المهدي تمثل شريحة واسعة من أبناء الشعب العراقي وأن الحكومة العراقية مارست حماقة سياسية من خلال الاعتقال بين صفوف جيش المهدي وبالخصوص من أفراد عوائلهم.

ويضيف العرداوي أن التيار الصدري أخذ يهتم بمسألة الحوار مع الحكومة العراقية ولكن الحكومة لم تخفف من وتيرة الاعتقالات بين صفوف جيش المهدي.

أما الأستاذ عدنان الصالحي من مركز الإمام الشيرازي للدراسات والبحوث علق على هذه الأحداث قائلا، أن فقدان الثقة بين الطرفين جيش المهدي والحكومة العراقية كان سببا رئيسي في المشكلة، وقال أيضا أن الضغط على الحكومة العراقية من قبل أطراف داخلية وأخرى خارجية للتخلص من المليشيات ومصادرة السلاح كان عاملا مشاركا في تأجيج هذه المشكلة.

وأضاف الصالحي أن الحل يكمن في وقف القتال وانسحاب الطرفين إلى مواقعهما والركون إلى القانون بشكل عام وقانون حقوق الإنسان بشكل خاص، وتصحيح المسار لكلا الطرفين، وعلى الحكومة العراقية أن توقف من عمليات الاعتقال، وكذلك على أفراد جيش المهدي إن يلتزموا بقرار تجميد عمل الجيش الذي اتخذه السيد مقتدى الصدر.

من جانبه قال السيد صباح جاسم ، انها لحظة حاسمة لحكومة المالكي، فهي لم تقدم أية انجازات على المستوى المطلوب في السابق، وهي اليوم على المحك المباشر لإثبات الوجود او عدمه من خلال اتباع سياسة حكيمة لتدارك الفوضى التي من الممكن ان تمتد لجميع انحاء البلد.

وتابع، بالإضافة إلى ذلك أن العراقيين في الجنوب يعرفون أن عدوهم ليس القاعدة والسنة المتحالفين معها، وإنما صراعات حزبية على النفوذ والسلطة وأجندة إقليمية تمتلك بعض الأيادي لتحركها كما تشاء في البصرة وعموم الجنوب.

........................................................................................................

المركز الوثائقي والمعلوماتي مركز يقدم الخدمات الوثائقية والمعلوماتية التي تتضمن موضوعات مختلفة

من دراسات وبحوث وملفات متخصصة. للاشتراك والاتصال:

www.annabaa.org

[email protected]

نقال

7801373785 (00964)

شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس 27 آذار/2008 - 19/ربيع الاول/1429