المالكي الى البصرة ومهمة عسيرة

علي الطالقاني*

شبكة النبأ: تعتبر مدينة البصرة جنوب العراق واحدة من أهم المدن الكبيرة التي تمتاز بحركة تجارية واسعة، إضافة لما تمتلكه من موارد بشرية وثروات نفطية، تشهد هذه المدينة حالة من عدم الاستقرار الأمني منذ سقوط النظام عام 2003، نتيجة الصراعات الحزبية على النفوذ والسلطة وتدخلات الدول المجاورة.

وفي متابعة، للمركز الوثائقي والمعلوماتي في مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام، للأحداث المهمة التي جرت مؤخرا في المدينة، من خلال اتصال هاتفي مع أحد شهود عيان قائلا، أن عدد من السيارات الحكومية التابعة للقوى الأمنية قد حُرقت وكذلك هروب بعض هذه القوات من المدينة بسبب مواجهات عنيفة بعد ساعات قليلة من انطلاق الخطة الأمنية (صولة الفرسان)، مما أستدعى الوضع لإدخال قوات أضافية من بغداد و المحافظات المجاورة.

 وتأتي هذه الفوضى أثر تعرض وزير الداخلية العراقي إلى محاولتي اغتيال فاشلة، وأضاف المصدر، قد أعلن التيار الصدري العصيان المدني في جميع أنحاء العراق، رداً على ما اعتبره مواصلة الاستهداف الحكومي لأنصاره.

من جهة اخرى اشار علي الدباغ، الناطق الرسمي بإسم الحكومة،  في تصريح صحافي إلى انه ستتم إعادة هيكلة القوات الأمنية العراقية وتكثيفها في البصرة وبإشراف مباشر من رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة، من اجل مواجهة الجماعات التي تقوم بالتخريب في المدينة.

محاولتي اغتيال لوزير الداخلية

وكانت البصرة شهدت استهدافا للفندق الذي نزل به وزير الداخلية جواد البولاني بعد ساعات من هجوم مماثل تعرض له موكبه عند الجسر العائم على شط العرب.

وذكرت مصادر أمنية إن فندق المربد وسط البصرة حيث يقيم وزير الداخلية جواد البولاني تعرض إلى هجوم بالصواريخ من قبل عناصر مسلحة مجهولة.

ولم يكشف المصدر الخسائر الناجمة عن سقوط الصواريخ واكتفى بالقول أن أكثر من ثلاثة صواريخ سقطت بالقرب من الفندق رغم الإجراءات الأمنية المشددة التي تحيط بالفندق.

وكان موكب الوزير تعرض إلى هجوم بقذائف (ار بي جي 7) عند جسر عائم على شط العرب قبل ساعات من الهجوم الذي تعرض له الفندق.

وفي منطقة التميمة (وسط المدينة) التي تعتبر أهم معاقل المسلحين في البصرة قال شهود عيان إن قوة كبير حاصرت المنطقة مسندة بالطائرات المقاتلة والمروحية وقد بدأت بعد مواجهات عنيفة بالسيطرة على المنطقة. وأضاف إلى أنه سمع الكثير من سيارات الإسعاف التي تنقل المصابين. حسب وكالة أصوات العراق.

وقال شاهد عيان آخر إن مسلحين يسيطرون على شارع الكويت الذي يقع وسط مدينة البصرة حيث اتخذوا من البنيات العالية مراصدا لهم .

ومن منطقة القبلة (8 كم غربي البصرة) قال شاهد عيان إن معارك عنيفة دارت بين القوى الأمنية وبين مسلحين وأن المسلحين يواجهون بضراوة هجمات القوى الأمنية وقد زرعوا الطرق الرئيسة بالعبوات الناسفة . وأشار إلى أن الشوارع خالية من المارة تماما وقد أغلقت جميع الدوائر الحكومية ومكث الناس في بيوتهم.

وأشار إلى أن المسلحين تمكنوا من إجبار دبابات وهمرات كانت واقفة على طريق المعارض من الانسحاب وقاموا بإحراق بعضها.

وأعلن الناطق باسم مكتب الصدر في الديوانية الشيخ أبو زينب الكرعاوي بدء التيار العصيان المدني في كل المدن العراقية بسبب إصرار الحكومة على (الاستمرار) في الاعتقالات والتصفيات بحق أبناء الخط الصدري حتى تحقيق مطالبنا.

وقال شهود عيان من منطقة المعقل (10 كم شمال البصرة) إن مواجهات ضارية لم تزل تدور بين القوات الأمنية وبين مسلحين في مناطق (5ميل والجمعيات والأبله والكزيزة).

وأوضح شاهد أن قتيلين اثنين من المسلحين سقطا خلال هذه المواجهات في منطقة (الكزيزة) وأن جثتيهما لم تزلا مرميتين في الشارع الرئيس. وأضاف كما أصيب ثلاثة أشخاص من محطة تعبئة وقود الكزيزة.

وأشار إلى أن طفل من أهالي المنطقة أصيب برصاص عشوائي إصابة بالغة ورجح أنه سيفارق الحياة بسبب عدم إمكانية نقله إلى المستشفى.

وفي منطقة الكرمة (15 كم شمال مدينة البصرة) جرت مواجهات مسلحة بين مسلحين وبين حرس بوابة البصرة، بالأسلحة الخفيفة والأر بي جي 7 .

وكشف مصدر من مشرحة الطب العدلي في البصرة أن المشرحة لم تستلم لحد الآن أي جثة  بسبب هذه المواجهات.

ودعا بيان، أذيع عبر مكبرات الصوت في الحسينيات والمساجد التابعة للتيار في بغداد، العراقيين الى العصيان وعدم فتح محلاتهم او التوجه الى وظائفهم، فيما انتشرت قوات الأمن والجيش في الشوارع تحسباً لإفلات زمام الأمر. وفقا لوكالة كونا.

وكان الناطق باسم مكتب الصدر في الكرخ (غرب دجلة) حمد الله الركابي أعلن ان التيار بدأ بعد ظهر الاثنين الاعتصامات والعصيان المدني في غرب بغداد، احتجاجاً على تجاوزات بحق المدنيين بعد مقتل 6 من عناصره قبل أيام في جنوب غربي العاصمة، مضيفاً: اننا لا نرغم احداً على المشاركة، ولا نطالب دوائر الدولة بالإغلاق انما هو اعتصام لمن يريد المشاركة.

وكان المالكي توجه مساء الأحد الماضي الى البصرة على رأس وفد عسكري كبير ضم وزيري الدفاع عبدالقادر العبيدي والداخلية جواد البولاني، رافقتهم قوة عسكرية كبيرة جاءت من بغداد ومحافظات أخرى، ودعا خلال اجتماع عقده مع كبار المسؤولين في البصرة الى بذل المزيد من الجهود لضبط الأمن واشاعة الاستقرار في المحافظة ومواجهة الخارجين عن القانون، فيما أوضح الناطق باسم الحكومة علي الدباغ ان الهدف هو التعرف الى العمليات العسكرية في البصرة، مضيفاً ان الحكومة ستحارب كل من يهرب النفط ويهدد الأمن، مؤكداً: وضع خطة شاملة لإنهاء الوضع غير المقبول الذي يهدد البصرة وأمن العراق.

ونسبت وكالة اسوشييتد برس الى مسؤولين عراقيين قولهم ان المالكي أمر خلال الزيارة بإقالة قائد عمليات البصرة الفريق موحان حافظ الفريجي، ومدير الشرطة اللواء عبدالجليل خلف.

امريكا تأمل في عودة البريطانيين للبصرة

وكانت صحيفة صنداي ميرورالبريطانية ذكرت ان الولايات المتحدة تأمل في عودة البريطانيين الى البصرة لمكافحة العنف المتصاعد في المدينة، لكن هذه القوات نفت وجود خطط لإعادة انتشارها. وأكد ذلك الناطق باسم الحكومة العراقية الذي أوضح ان المالكي سيعيد هيكلة الأجهزة الأمنية.

وفرضت السلطات العراقية الاثنين حظر تجوال خلال الليل على تحركات الأفراد والمركبات في محافظة البصرة الجنوبية حتى إشعار آخر بسبب اشتباكات بين الشرطة وأعضاء في جيش المهدي.

وقال اللواء موحان الفريجي انهم بغية فرض القانون وملاحقة المجرمين قرروا فرض حظر تجوال في كل انحاء البصرة بدءا من الليلة في الساعة العاشرة مساء بالتوقيت المحلي وحتى السادسة صباحا كل يوم وحتى اشعار اخر.

وقال مدير المركز الوطني للاعلام في مجلس الوزراء علي الموسوي ان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي توجه الى مدينة البصرة من دون ان يقدم اي تفاصيل عن فحوى الزيارة. حسب وكالة كونا.

في غضون ذلك اعلن في البصرة عن قيام القوات الامريكية باطلاق سراح قائد جيش المهدي الاسبق في البصرة بعد احتجازه في سجن بوكا.

وقال مصدر مسؤول من مكتب الشهيد الصدر في البصرة ان القوات الامريكية اطلقت سراح ناجي جثير بعد احتجازه لاكثر من 16 شهرا مضيفا ان جثير ألقي القبض عليه في بغداد بمدينة الصدر عام 2006 دون ان يوجه له اي اتهام.

من جانب آخر قالت شرطة البصرة ان مفارزها ألقت القبض على سبعة مطلوبين في اماكن متفرقة من المدينة فيما انفجرت عبوة ناسفة على دار مفوض في الشرطة غرب البصرة خلفت اضرارا مادية في منزله دون خسائر بشرية.

وتحتفظ القوات البريطانية حاليا بقوة تقدر بنحو خمسة آلاف و250 جنديا في العراق تعمل ضمن القوات المتعددة الجنسيات الموجودة في البلاد منذ العام 2003.

وتتركز معظم القوات البريطانية الموجودة في العراق حاليا في القاعدة البريطانية الواقعة بمطار البصرة الدولي (25 كلم ) شمال غرب المدينة بعد ان انسحبت من القصور الرئاسية في سبتمبر من العام الماضي.

..........................................................................................................

المركز الوثائقي والمعلوماتي مركز يقدم الخدمات الوثائقية والمعلوماتية التي تتضمن موضوعات مختلفة

من دراسات وبحوث وملفات متخصصة.

للاشتراك والاتصال:

www.annabaa.org

[email protected]

نقال

7801373785 (00964)

شبكة النبأ المعلوماتية-الاربعاء 26 آذار/2008 - 18/ربيع الاول/1429