الامريكيون بعد خمس سنوات محبطون من نتائج الحرب في العراق

شبكة النبأ: في الذكرى الخامسة لقيام الحرب في العراق تبرز الضغوط الاقتصادية والسياسية الداخلية على الادارة الامريكية لتُعتبر من اقوى ما يمكن ان يؤثر على الرأي العام في الولايات المتحدة بشأن هذه الحرب المثيرة للجدل من ناحية اهميتها وضرورتها الحيوية، فقد أظهر استطلاع للرأي أن سبعة من كل عشرة أمريكيين يعتقدون أن إنفاق حكومتهم على الحرب في العراق مسؤول بشكل جزئي عن الأزمة الاقتصادية التي تمر بها بلادهم، في وقت أعلن فيه البيت الأبيض أن خسائر الحرب مع العراق تجاوزت 406 مليارات دولار.

وبيّن الاستطلاع الذي أجرته شبكة CNN أن 71 في المائة قالوا إنهم يرون إن الحرب على العراق سبب في أزمة الاقتصاد الأمريكي، في حين أعرب 28 في المائة عن اعتقادهم أنه ليست هناك علاقة بين الأمرين.

وأوضح الاستطلاع الذي أجري تزامناً مع الذكرى الخامسة للحرب على العراق، أن 66 في المائة من المستطلعة آراؤهم لا يؤيدون الحرب في العراق، في حين يؤيدها نحو 33 في المائة.

وقال 61 في المائة من العينة إن على الرئيس الأمريكي القادم أن يسحب القوات الأمريكية من العراق بعد أشهر فقط من توليه منصبه، بينما قال 36 في المائة فقط إن الوضع في العراق كان يستحق التضحية الأمريكية.

وفي سياق متصل، أظهرت تقارير حكومية أن الحرب التي تخوضها الولايات المتحدة في العراق كلفت الحكومة الأمريكية نحو 406.2 مليار دولار مع نهاية ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وفقاً للناطق باسم البيت الأبيض، جيوف موريل.

لكن المشروع الوطني للأولويات، وهو مشروع غير ربحي، قال إن الرقم الحقيقي للإنفاق الأمريكي على الحرب في العراق زاد على نصف تريليون دولار، في حين قال خبيران اقتصاديان حازا على جائزة نوبل، إن الإنفاق على الحرب سيصل ثلاثة تريليونات دولار.

وظهرت تلك الأرقام مع دخول الحرب في العراق عامها السادس الأربعاء، وتظهر الأرقام أن عدد الجنود الأمريكيين في العراق بلغ 158 ألف جندياً، جاءت حصيلة القتلى منهم نحو 3990 جندياً، في حين جرح نحو 29400 جندياً آخرين. وظهر أن عام 2007 كان الأسوأ للقوات الأمريكية في العراق، إذ قتل خلاله نحو 901 جندي أمريكي.

وبالنسبة للعراق، أظهرت الأرقام مقتل نحو 89 ألف و751 عراقياً مدنياً، وفقاً لتقرير المنظمة البريطانية المناهضة للحرب، فيما قالت الأمم المتحدة إن 633 عراقياً قضوا في شهر فبراير/ شباط الماضي، وهو تراجع للرقم الذي كان قد تم تسجيله في الفترة نفسها من عام 2007، والذي بلغ 1801 قتيلاً مدنياً.

تكلفة الحرب في العراق تخلف شعوراً بالصدمة والرعب

قبل ستة أشهر من بدء الغزو بقيادة الولايات المتحدة، قدر لاري ليندسي الذي كان في حينه مستشاراً اقتصادياً للبيت الأبيض، أن حرب العراق يمكن أن تكلف 200 مليار دولار.

لكن هذا الادعاء الذي كلف ليندسي وظيفته، اعتبر مبالغاً فيه من قبل دونالد رامسفيلد، وزير الدفاع آنئذ، الذي قدر التكلفة بمبلغ 50 ـ 60 مليار دولار. وقدر أندرو ناتسيوس، مدير وكالة التنمية الدولية، أن عملية إعادة إعمار العراق ستكلف الولايات المتحدة 1.7 مليار دولار.

وثبت أن هذه التقديرات حسب ما يقول الناقدون، من أفدح الأخطاء الحسابية. فبحلول 19 آذار (مارس) الجاري، مرت على حرب العراق خمس سنوات. وتدل التقديرات الجادة على أنها ستكون أكثر الحروب تكلفة في التاريخ، باستثناء الحرب العالمية الثانية. ويقدر اثنان من الأساتذة أن حكومة الولايات المتحدة تنفق 12 مليار دولار شهرياً في العراق، بينما تقول اللجنة الاقتصادية المشتركة التابعة للكونجرس، إن الحرب كلفت العائلة الأمريكية المكونة من أربعة أفراد حتى الآن مبلغ 16900 دولار، ويمكن أن ترتفع هذه الفاتورة إلى 37 ألف دولار بحلول عام 2017.

ويأتي أكثر التقديرات تحفظاً لتكلفة الحرب من مكتب الميزانية في الكونجرس الذي لا يتبع أياً من الحزبين، والذي يقصر تحليله على ما تنفقه الحكومة الأمريكية. وحسب المكتب، تم حتى 30 أيلول (سبتمبر) الذي يمثل نهاية السنة المالية 2007، إنفاق 413 مليار دولار على العراق. ومنذ ذلك التاريخ حتى نهاية عام 2017، سوف تبلغ التكلفة الإجمالية لما ينفق على العراق وأفغانستان 570 – 1055 مليار دولار، اعتمادا على السرعة التي يتم بها خفض عدد القوات العاملة في البلدين. وإذا تم إنفاق ثلاثة أرباع الميزانية على العراق، وهو معدل الإنفاق في السنوات الأخيرة، تصبح التكلفة المباشرة على الميزانية 428 ـ 788 مليار دولار أخرى.

وستكلف الفائدة المترتبة على الديون التي تم جمعها حتى الآن، والتي ترتبط بحرب العراق، 290 مليار دولار حتى عام 2017، مع مبلغ آخر يراوح بين 131 و218 مليار دولار لتغطية الإنفاق في السنوات العشر المقبلة. ويرفع هذا المبلغ فاتورة الحكومة الأمريكية حتى عام 2017 إلى ما يراوح بين 1300 و2000 مليار دولار.

وتحاول اللجنة الاقتصادية المشتركة التي يرأسها السيناتور الديمقراطي تشارلز شومر من ولاية نيويورك، أن تجمع التكاليف الاقتصادية التي تتحملها الولايات المتحدة، بما فيها تكلفة انتقال الاستثمار المنتج، والفائدة التي تدفع للأجانب، وزيادة أسعار النفط، التي تضيف كلها 700 مليار دولار أخرى حتى الآن. وعلى افتراض أن عدد القوات الأمريكية العاملة في العراق سينخفض إلى 55 ألف فرد بحلول عام 2013 وأنه سيبقى عند ذلك المستوى، فستنمو تكلفة الحرب حتى عام 2017 لتصل إلى 2800 مليار دولار، وفقاً لقيمة الدولار عام 2007.

لكن يرد تقدير أعلى لتكلفة الحرب في كتاب جديد بعنوان حرب الثلاثة تريليونات دولار The Three Trillion Dollar War من تأليف جوزيف ستجليتز، الخبير الاقتصادي الحائز على جائزة نوبل، وليندا بيلمز التي كانت من كبار المسؤولين في عهد كلينتون في تسعينيات القرن الماضي.

ويورد المؤلفان تقديراً أعلى على ميزانية الولايات المتحدة من التقديرات التي يوردها المكتب العام للميزانية لعدة أسباب. إذ يلاحظ ستجليتز وبيلمز أن عدد الجنود الذين يبقون على قيد الحياة يزيد على مثيله في الحروب السابقة بسبب التسلح والرعاية الصحية الأفضل. فقد بلغ عدد الجنود الذين قتلوا 4000 جندي، لكن تم نقل 60 ألفا آخرين جواً إلى الولايات المتحدة لأنهم أصيبوا، أو جرحوا، أو أصيبوا بأمراض خطيرة. ففي حين كانت نسبة الإصابات إلى القتلى في صفوف المقاتلين 2.6 – 1 في فيتنام، كانت هذه النسبة في العراق وأفغانستان 1:7 ، وإذا أخذنا في الاعتبار عدد الإصابات في صفوف المدنيين، ترتفع النسبة إلى 1:15.

ويقدر المؤلفان أن 791 ألف جندي من المشاركين في حرب العراق وحرب أفغانستان سيطالبون بالحصول على امتيازات وتعويضات العجز، في حين أن 39 في المائة من 700 ألف جندي شاركوا في حرب الخليج (القصيرة) عام 1991 طالبوا بتعويضات العجز. ويقدر المؤلفان أن تراوح تكلفة هذه التعويضات لمن شاركوا في حرب العراق وحدها بين 371 و630 مليار دولار. أما التكلفة الإضافية على ميزانية الدفاع والتي قدراها بمبلغ يراوح بين 66 و267 مليار دولار، فتأتي من الحاجة إلى إعادة التنظيم وسد النقص في جيش بلغ استهلاكه من المعدات ستة إلى عشرة أضعاف المعدلات الاعتيادية، ناهيك عن استنزاف العنصر البشري فيه.

وتقديرهما لما تنفقه الحكومة على هذه الحرب يراوح بين 1292 و2039 مليار دولار، يرتفع إلى 1754 – 2655 مليار دولار إذا أضيفت الفائدة إليه.

وإلى هذا المبلغ، يضيف ستجليتز وبيلمز التكاليف الاجتماعية التي لا تدفعها الحكومة، بما في ذلك خسارة الطاقة الإنتاجية للذين قتلوا أو جرحوا في الحرب ونوعية الإعاقات الحياتية. ويقدران تكلفة هذه البنود بمبلغ يراوح بين 295 و415 مليار دولار بالنسبة للعراق وأفغانستان.

تظاهرات ضد الحرب في الذكرى الخامسة لغزو العراق

وسعى الناشطون المعارضون للحرب الى اسماع صوتهم مجددا في تظاهرات جرت في واشنطن وعدد من المدن الاميركية الاخرى للدعوة الى انهاء الالتزام العسكري الاميركي في العراق بعد خمس سنوات من غزو هذا البلد.

وقد نظمت تجمعات خصوصا في شيكاغو وميامي ونيويورك بينما اعتقلت الشرطة اكثر من ثلاثين شخصا في واشنطن وحوالى مئة آخرين في سان فرانسيسكو حسبما ذكر منظمون والشرطة.

وفي واشنطن لم ينجح معارضو الحرب في تعبئة عدد كبير من المتظاهرين كما كانوا يتوقعون وان كان مئات الاشخاص شاركوا في التجمع رغم الامطار الغزيرة. بحسب رويترز.

وبدأ اليوم الاحتجاجي في العاصمة الفدرالية بسد ابواب مبنى مصلحة الضرائب لادانة كلفة الحرب التي بلغت مئات المليارات من الدولارات.

وتجمع المتظاهرون امام المبنى وهم يرفعون لافتات كتب عليها "لا تمولوا الحرب" و"لا لموت واحد اضافي لا لدولار واحد اضافي لا اموال لجرائم الحرب".

وقالت مارثا هينيسي من بالتيمور (ماريلاند شرق) "ان مئات المليارات التي تنفق على الحرب لا ننفقها على التربية او الصحة او السكن".

من جهتها صرحت جودي ايفانز احدى المساهمات في تأسيس منظمة "كود بينك" النسائية المناهضة للحرب على العراق "نحن ندفع ثمن هذه الحرب 500 مليار دولار. زرعنا الفوضى هناك وسندفع ثمن ذلك لاجيال".

وحمل زملاؤها وسادات وردية كتب عليها "ايقظوا اميركا" و"نحلم بانهاء الحرب".ورفع متظاهرون آخرون لافتات تدعو الى وقف تمويل الحرب او تؤكد ان "الولايات المتحدة على الارهابيين".

وقالت المسؤولة في منظمة "يونايتد فور بيس اند جاستس" (الاتحاد من اجل السلام والعدالة) ليسلي كاغان فقالت ان "هذه الحرب يجب ان تنتهي ويجب ان تنتهي الان".

واضافت كاغان التي كانت تتحدث لوكالة فرانس برس "اعتقد ان الناس يبحثون عن وسائل جديدة للتعبير عن معارضتهم".

وتراجعت التعبئة ضد الحرب في العراق الى حد كبير في الولايات المتحدة على الرغم من الاستياء المتصاعد في الراي العام من هذا النزاع وموت حوالى اربعة آلاف جندي اميركي وكلفة الحرب المتزايدة.

ويؤكد اقتصاديون ان كلفة الحرب اكبر بكثير من الارقام الرسمية المعلنة. وقد تحدث حائز نوبل للاقتصاد جوزف ستيغليتز عن ثلاثة آلاف مليار دولار حتى 2017 . وردد متظاهرون هتافات من بينها "المال للوظائف والتعليم لا للحرب والاحتلال".

وعبر حوالى 15 منهم الحواجز لكنهم اوقفوا. وقال المنظمون ان 33 شخصا اوقفوا خلال هذه التظاهرة في واشنطن.

وفي مكان غير بعيد تجمعت حوالى 15 سيدة اعضاء في "لواء السلام" وهن يقمن بحياكة قطعا للجنود الذين بترت اطرافهم في الحرب واغطية لاطفال العراق في موقع قريب من البيت الابيض.

وقالت ايمي واغنر احدى السيدات ان "الحرب مستمرة منذ خمس سنوات ومعظم الاميركيين يرون انها غير ملائمة (...) اقوم بحياكة اقمشة للذين بترت اطرافهم لانه سيكون كثيرون منهم بيننا لفترة طويلة".

لكن متظاهرا آخر يشارك في تجمع مضاد رد قائلا "ندعم قواتنا الشجاعة" و"لا احد يجبر على الخدمة في الجيش" متهما السيدات بانهم يسعين الى ضرب معنويات الجنود الاميركيين.

وفي نيوروك عقدت سيدات اخريات تجمعا مماثلا.

وفي سان فرانسيسكو اعتقل سبعة اشخاص بعد ان ربطوا انفسهم على باب مقر الاحتياطي الفدرالي الاميركي بينما اعتقل تسعة آخرون اعتمروا قبعات كتب عليها "لا دماء من اجل النفط" امام مقر مجموعة "شيفرون" النفطية.

البيت الأبيض: المعركة نبيلة وضرورية وعادلة

من جهته أصدر البيت الأبيض في 19 آذار/مارس الحالي بيان حقائق بمناسبة مرور خمس سنوات على بدء الحرب العراقية. وقد استعرض البيان، بحسب نشرة واشنطن، الأسباب التي دعت إلى خوض الحرب وقدم عرضاً مفصلاً للنجاح الذي تم تحقيقه بعد اعتماد استراتيجية الطفرة، وحذر من التسرع في سحب القوات من العراق. 

- المعركة في العراق معركة نبيلة وضرورية وعادلة.

- إن إلحاق الهزيمة بالعدو في العراق سيجعل مواجهتنا لهذا العدو هنا داخل الوطن أقل احتمالا. إن الإرهابيين الذين يقتلون الأبرياء في شوارع بغداد يريدون أيضاً قتل الأبرياء في شوارع المدن الأميركية.

- أصبح العالم أفضل وأميركا أكثر أمناً لأننا تصرفنا ضد صدام حسين. نظراً لكوننا تصرفنا، لم يعد صدام حسين يملأ حقولاً بجثث الرجال والنساء والأطفال الأبرياء، أو يغزو جيرانه، أو يدفع المال لعائلات المفجرين الانتحاريين، أو يتحدى إرادة الأمم المتحدة. وقد تم إغلاق زنزانات التعذيب وغرف الاغتصاب وسجون الأطفال إلى الأبد.

- تطبق الولايات المتحدة استراتيجية جديدة في العراق قائمة على أساس توفير الأمن للسكان. وقد أعادت الولايات المتحدة النظر في أواخر عام 2006، باستراتيجيتها وكلفت قواتنا بمهمة جديدة بقيادة الجنرال ديفيد بترايوس تركز على:

- العمل مع قوات الأمن العراقية لحماية الشعب العراقي.

- ملاحقة العدو إلى معاقله الحصينة.

- حرمان الإرهابيين من الملاذ الآمن.

ويضيف بيان الحقائق، تحقق منذ بدء "الطفرة" في العراق في أواسط عام 2007 ما يلي:

- تقلص العنف الإجمالي في العراق بشكل كبير.

- تقلصت الوفيات بين المدنيين.

- تقلص القتل الطائفي.

- تقلصت عمليات مهاجمة القوات الأميركية.

- أسرت قوات التحالف أو قتلت الآلاف من المتطرفين في العراق، بمن فيهم مئات قادة وعناصر التنفيذ الميداني الرئيسيين في القاعدة.

- بدأنا إعادة بعض قواتنا إلى الوطن "كمردود نجاح." ويساعد الآن أكثر من 90 ألف مواطن عراقي معني بالأمر في حماية مجتمعاتهم المحلية من الإرهابيين والمتمردين والمتطرفين. وقد بدأت حركة "الصحوة" في الأنبار في عام 2006، عندما تبرّم شيوخ العشائر السنية من وحشية القاعدة وبدأوا ثورة شعبية. ولدى تحقيق هذا الجهد النجاح، ألهم عراقيين آخرين خوض القتال.

- للاستفادة من هذه الفرصة، قمنا بإرسال 40 ألف عنصر إضافي من مشاة البحرية لمساعدة أولئك العراقيين الشجعان على طرد القاعدة من المحافظة.

- تقدمت الحكومة العراقية بطفرة من جانبها من خلال إضافة أكثر من 100 ألف جندي وشرطي عراقي جديد خلال العام الماضي. وقد حاربت القوات العراقية بشجاعة، وضحى الآلاف منهم بحياتهم في هذا الصراع.

- أثناء محاربتنا القاعدة، نقلت قوات التحالف والقوات العراقية القتال أيضاً إلى المجموعات الشيعية المتطرفة، التي تدعم إيران الكثير منها وتموله وتسلحه. وقد كان نجم هذه المجموعات في صعود قبل عام. أما اليوم، فقد أصبحت معزولة بصورة متزايدة، وأصبح العراقيون من جميع الأديان والمعتقدات يخاطرون بحياتهم لمنع هؤلاء المتطرفين من اختطاف الديمقراطية العراقية.

- ضاعفت الولايات المتحدة عدد فرق إعادة إعمار المحافظات في العراق. تخدم فرق من الخبراء المدنيين في جميع المحافظات العراقية الـ18، وتساعد في تعزيز قوة الزعماء الذين يتحلون بالمسؤولية، وفي تعزيز الاقتصادات المحلية وتوحيد صفوف العراقيين كي تتحقق المصالحة من القاعدة إلى القمة.

فتحت الطفرة الباب أمام انتصار استراتيجي رئيسي في الحرب الأوسع على الإرهاب. إننا نشاهد الآن في العراق أول ثورة عربية واسعة النطاق ضد أسامة بن لادن، وإيديولوجيته المقيتة، وشبكته الإرهابية.

- تتغذى الحركة الإرهابية بما يبدو من حتميتها الظاهرية وتدعي أنها جزء من تيار التاريخ، ولكن إنجازات الطفرة أخذت تكشف كذب هذه الأقوال الملفقة.

- ستثبت هزيمة القاعدة في العراق أن بإمكان الرجال والنساء الذين يحبون الحرية إلحاق الهزيمة بالإرهابيين.

- سيكون مصير الإرهابيين في الموصل نفس مصير القاعدة في الأماكن الأخرى في العراق. لقد دحرت القوات الأميركية والعراقية الإرهابيين وأخرجتهم من الكثير من الملاذ الآمنة التي كانوا يملكونها في وقت ما وسوف تلاحق بدون هوادة أولئك الذين تجمعوا الآن في الموصل وحولها.

- إن التحدي الذي نواجهه في الفترة القادمة هو تعزيز المكاسب التي حققناها وتحقيق هزيمة المتطرفين بشكل نهائي. 

- لقد عرفنا في الأعوام الخمسة الماضية ما يحدث عندما نسحب قواتنا قبل الأوان: يتقدم الإرهابيون والمتطرفون، ويقيمون ملاذا آمنة يمكنهم نشر الفوضى والمجازر فيها.

حذر الجنرال بترايوس من أن سحب القوات بأسرع مما ينبغي يمكن أن يسفر عن تفكك مماثل مرة أخرى.

سيكون أي سحب إضافي للقوات من العراق على أساس الأوضاع على الأرض وتوصيات قادتنا ويجب ألا يعرض للخطر المكاسب التي حققتها قواتنا ومدنيّونا في العام الماضي بعد جهد كبير. في حين أنه لا يمكن لأي كان أن يجادل بأن هذه الحرب لم تفرض ثمناً مرتفعاً في الأرواح والأموال، إلا أن دفع ذلك الثمن ضروري عند  النظر إلى  ثمن نصر استراتيجي يحققه أعداؤنا في العراق.

- إن السماح لأعدائنا بالانتصار في العراق يمكن أن يؤدي إلى فوضى. 

- ستكسب القاعدة مجدداً، في حال انتصارها، الملاذ الآمنة التي فقدتها وتقيم ملاذاً جديدة- وستثير العنف والإرهاب الذي قد ينتشر إلى خارج حدود العراق.

- سيكون من الممكن لتنظيم قاعدة تشجع وأصبح قادراً على الوصول إلى موارد العراق النفطية أن يتابع العمل على تحقيق طموحه في حيازة أسلحة دمار شامل لمهاجمة أميركا وغيرها من الدول الحرة.

هناك تقدم سياسي يتم إحرازه في العراق

لقد خاطر الملايين من العراقيين بحياتهم لضمان مستقبل ديمقراطي لبلدهم، ولن تتخلى أميركا عنهم في ساعة الضيق. إن الغالبية العظمى من المواطنين العراقيين تريد العيش بسلام، وهي تثبت شجاعتها في كل يوم.

- في تشرين الأول/أكتوبر 2005، أقر الناخبون العراقيون دستوراً دائماً جديدا.

- في كانون الأول/ديسمبر 2005، تحدى حوالى 12 مليون عراقي خطر منفذي عمليات الاغتيال وتفجير السيارات لاختيار حكومة دائمة من خلال انتخابات حرة يحكمها الدستور الجديد.

- في 3 شباط/فبراير، 2008، أصدر المجلس الرئاسي العراقي قانون المساءلة والعدالة، الذي سيتيح لآلاف من البعثيين السابقين العودة إلى وظائفهم الحكومية.

- في 13 شباط/فبراير، 2008، أصدر مجلس النواب العراقي تشريعين أساسيين.

- قانون العفو العام: يمثل قانون العفو العام العراقي الحكومي معلماً في طريق تيسير المصالحة السياسية وسيادة القانون في العراق. ويعالج قانون العفو العام نطاق أهلية العراقيين الموجودين في مرافق الاحتجاز العراقية للحصول على العفو العام، سواء كانوا قد قدموا للمحاكمات أم لا. ويستثني القانون من هذا العفو أولئك الذين ارتكبوا جرائم خطيرة محددة، كالقتل المتعمد أو الخطف، وأولئك المعرضين لأن تصدر بحقهم عقوبة الإعدام.

- الميزانية المالية: تمثل الميزانية العراقية البالغة 48 مليار دولار زيادة قدرها 17 بالمئة في الإنفاق مقارنة بميزانية العام الماضي، وقد تضمنت زيادة قدرها 23 بالمئة في الإنفاق على الأمن. وسترتفع الاعتمادات المخصصة لـ15 محافظة بنسبة تبلغ أكثر من 50 بالمئة، من 2,1 مليار دولار إلى 3,3 مليار دولار، مما يعكس تحسن أداء تنفيذ الميزانية في المحافظات في عام 2007.

أصدرت الحكومة العراقية قانون تقاعد في أواخر عام 2007. 

تواصل الحكومة العراقية المركزية توزيع عائدات البترول على المحافظات، رغم أنه ما زال يتم التداول بشأن قانون النفط المقترح.

حققت الحكومة العراقية المركزية الهدف الذي وضعته لنفسها في عام 2007 بجني عائدات تبلغ 30,2 مليار دولار، وقد حققت هدفها قبل شهر من حلول نهاية العام. 

استكملت الحكومة العراقية أخيراً تسديد المستحقات المترتبة عليها إلى صندوق النقد الدولي قبل الموعد المحدد لذلك وتوصلت إلى ترتيبات جديدة تكون جاهزة للاستعمال عند الحاجة مع الصندوق.

اوباما يربط الازمة الاقتصادية بالحرب في العراق

من جهته اعتبر المرشح الديموقراطي للبيت الابيض باراك اوباما ان هناك صلة مباشرة بين الحرب في العراق والازمة الاقتصادية الاميركية.

وقال اوباما في اجتماع في تشارلستون في ولاية فيرجينيا الغربية (شرق) "في الوقت الذي نقف فيه على حافة الانكماش يدفع الاميركي المتوسط ثمن الحرب" في العراق.

واضاف "عندما تنفقون اكثر من 50 دولارا لملء خزان السيارة بالوقود بزيادة اربع مرات عما كان عليه الحال قبل الحرب فانتم تدفعون بذلك ثمن الحرب" معتبرا ان الحرب تكلف كل اسرة اميركية مئة دولار في الشهر. بحسب ا ف ب.

وقد سبق ان ندد اوباما بهذه الحرب التي دخلت عامها السادس والتي كما قال حولت الولايات المتحدة عن "معركتها ضد القاعدة في افغانستان وباكستان".

واوضح ان الحرب كلفت حتى الان اكثر من 500 مليار دولار اي "اكثر من اي حرب اخرى باستثناء الحرب العالمية الثانية" وذكر بان ادارة بوش وعدت بالا تتجاوز كلفة الحرب اكثر من 50 او 60 مليار وان اعادة بناء العراق ستمول من العائدات النفطية العراقية.

ذكرى غزو العراق في إعلام أمريكا

حلت هذا الأسبوع الذكرى الخامسة للغزو الأمريكى للعراق، الذي قاده الرئيس الأمريكى جورج بوش قبل خمس سنوات. هذه الحرب بما لها وما عليها كانت محط أنظار الإعلام الأمريكى خصوصا وأنها تتزامن مع اشتعال السباق بين المرشحين للفوز بمقعد الرئاسة.

الولايات المتحدة تسعى إلى سد الفجوة بين المحافظات العراقية بهذه العبارة بث برنامج Morning Edition – الذى يذاع على راديو NPR – تقريرا أكد فيه أن الزيادة التى شهدتها القوات الأمريكية فى الفترة أدت إلى تهدئة حدة العنف فى العراق إلى حد كبير، إلا أن المناطق الشمالية هناك ما تزال القوات الأمريكية تواجه فيها موقف أمنى غير مستقر.

وفى إطار جهودها لتحسين الأوضاع فى العراق، أشار التقرير إلى أن القوات الأمريكية هناك فى شمال العراق - تسعى فى الآن إلى رأب الصدع بين مختلف المناطق فى العراق ، فإلى جانب عمل هذه القوات على تدريب القوات العراقية تسعى فى الوقت نفسه إلى بناء الثقة بين الحكومة المركزية فى بغداد ومختلف المناطق فى العراق. وللقيام بهذه الوظيفة أشار التقرير إلى أن هناك عدد من المهام التى يجب أن تضطلع بها القوات الأمريكية فى العراق، منها العمل على استمرار الحوار بين الطرفين، أيضا توفير وسائل الانتقال بين أرجاء العراق. بحسب موقع تقرير واشنطن.

أما برنامج CNN NEWSROOM الذى تبثه شبكة CNN فقد اهتم بالزيارة المفاجئة التى قام بها نائب الرئيس الأمريكى ديك تشينى Dick Cheney والمرشح الجمهورى لانتخابات الرئاسية الأمريكية جون مكين John McCain ، واعد جون كينج John King مراسل الشبكة تقريرا أكد فيه أن الهدف من الزيارة التى قام بها تشينى Cheney ومكين McCain دفع الحكومة العراقية إلى القيام بالإصلاحات التى يرى الجميع فى العراق أنها هامة وضرورية من اجل تحسين الوضع الأمنى هناك مما سينعكس على الأوضاع السياسية والمصالحة الوطنية.

على جانب أخر أشار كينج King أن الهدف الآخر من الزيارة التى قام بها نائب الرئيس كانت تأكيدا على أن الولايات المتحدة ما تزال تضع ثقتها فى رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى.

أما السيناتور جون مكين John McCain المرشح الجمهورى فقد نقل التقرير عنه تأكيداته أنه بالرغم من أن هناك بعض المشاكل فى العراق فان أحدا لا يستطيع أن ينكر أن هناك تقدم ملحوظ فى الأوضاع داخل العراق. وأكد كينج King أن هذه التصريحات التى أدلى بها مكين McCain فى العراق تعبر عن رهان كبير يضعه على نجاح الأمور فى العراق، وبالتالي إمكانية إقناع الشعب الأمريكى بنجاح الإستراتيجية التى ينفذها الرئيس الأمريكى الجمهورى جورج بوش George Bush وباعتباره المرشح الجمهورى فى الانتخابات الرئاسية القادمة.

ومن ناحية أخرى لفت التقرير الانتباه إلى أن جون مكين John McCain وغيره من أنصار التيار المحافظ الذين أيدوا هذه الحرب قبل خمس سنوات مضت أرادوا أن يبعثوا برسالة إلى الشعب الأمريكى مفادها أن الإستراتيجية الأمريكية فى العراق تتقدم إلى الأمام وتحقق نجاحات. وحول هل يمكن أن ينخدع الشعب الأمريكى بمثل هذه المظاهر، لفت التقرير الانتباه إلى أن الشعب الأمريكى هو محبط للغاية، وانه ليس لديه أى أمل فى تحقيق نصر من أى نوع داخل العراق أو تحقيق أى قدر من الاستقرار هناك.

من جانبه أعد تيرى ماك أرثى TERRY McCarthy تقريرا لبرنامج World News الذى يذاع على شبكة ABC أكد فيه انه بالرغم من أن الكثير من العراقيين يرفضون التواجد العسكرى الأمريكى فى العراق إلا أنهم يروا أن الأوضاع عندهم تتحسن، فيشير ماك أرثرى McCarthy إلى انه بالرغم من أن الوضع الأمنى فى العراق ما يزال يمثل مشكلة إلا أن العراقيين أصبحوا يهتموا أكثر بالنواحى الاجتماعية والاقتصادية فى حياتهم أكثر من اهتمامهم بالأوضاع الأمنية.

ولفت ماك أرثرىMcCarthy الانتباه إلى أن العراق ليس هو المكان الأفضل للمعيشة فيه إلا أن العراقيين يروا أن الأمور اقل سوءا مما كانت عليه العام الماضي، فما يقرب من 55% من العراقيين يقولوا أن حياتهم تتجه نحو الأفضل مقارنة بنسبة 39% فى العام الماضي، في حين رأى 62% أن النواحى الأمنية جيدة فى المناطق المحلية.

واستضاف مركز Center for a New American Security حلقة نقاشية عن الأوضاع الأمنية فى العراق وكيف أن الوضع قد تغير كثيرا عما كان عليه في الماضي؟ وضمت الحلقة عددا من المحللين والباحثين فى مراكز الأبحاث الأمريكية Think Tank الذين زاروا العراق مؤخرا بناء على دعوة من قائد القوات الأمريكية العاملة في العراق الجنرال ديفيد بيتراوس David Petraeus .

وفى هذا السياق أكدت الباحثة ميشيل فلورنوى Michele Flournoy أن الزيارة قد شملت 10 محافظات عراقية من إجمالي محافظات العراق الثماني عشر، وأشارت الباحثة إلى أن الوضع الأمني قد تحسن إلى حد كبير فى الكثير من المناطق العراقية ، وان السبب في هذا التحسن يعود – من وجهة نظرها – إلى مجموعة من العوامل والتي من أهمها على الإطلاق كان إفاقة القيادة السنية في البلاد وتحولها من دعم مقاتلي تنظيم القاعدة والمتمردين هناك وتقديم الملجأ لهم ، إلى العمل مع قوات التحالف من اجل أن ضمان قدرا من المشاركة في مخرجات العملية السياسية التي تدور رحاها الآن في البلاد.

من ناحية أخرى يمكن إرجاع هذا التحسن الذي شهده العراق مؤخرا إلى وقف إطلاق النار الذي أعلنه الزعيم الشيعي مقتدى الصدر ومليشيات جيش المهدى التابعة له . فضلا عن التغيير الذي طرأ على الإستراتيجية الأمريكية فى العراق ، حيث تحولت هذه الإستراتيجية إلى مواجهة التمرد وحماية المدنيين. الأمر الذي جعل العراقيين يشعروا بالأمن وزيادة الرغبة لديهم في مساعدة أجهزة المخابرات وإمدادها بالمعلومات اللازمة.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاثنين 24 آذار/2008 - 16/ربيع الاول/1429