ملف تخصصي: اليوم العالمي للقضاء على التمييز العنصري

إعداد:علي الطالقاني*

شبكة النبأ: في 21 من شهر آذار من كل عام يحتفل العالم بيوم القضاء على التمييز العنصري، وتمر هذه الذكرى من دون اهتمام من قبل الأوساط المعنية بهذ المجال.

وربما ان القوانين التي شرعت لمعالجة هذه الظاهرة فشلت في استئصالها،  فقد كانت انطلاقتها الأولى قبل اكثر من أربعين عاماً حين أطلقت شرطة جنوب أفريقيا النار فقتلت 69 شخصا كانوا مشتركين في مظاهرة سلمية ضد قوانين المرور المفروضة من قبل نظام الفصل العنصري آنذاك في مدينة شاربفيل في جنوب أفريقيا.  وبعدها أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة المناسبة يوماً عالمياً تتضاعف فيه الجهود من أجل القضاء على جميع أشكال التمميز العنصري.

 إن مستوى التمييز على العرق ولون البشرة لا يزال يمثل "واقعاً يبعث على الحزن"، كما أفاد بيان صحفي مشترك لبعض المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان كمنظمة العفو الدولية وجمعية "المبادرة الشجاعة ."Aktion Courage والتقرير يطرح الكثير من التساؤلات عن أسباب وأشكال التمييز في ألمانيا اليوم. كما إن أكثر حالات التمييز العنصري الموجودة في أوروبا في وقتنا الحاضر تظهر بوضوح ازاء العمال المهاجرين في البلدان الأوروبية، إذ تتأثر بالسياسات الهادفة إلى تقليص أعدادهم من ناحية، وبتنامي موجة جديدة من العنصرية تحض على كراهية الأجانب. وقد تصل إلى حد استخدام العنف في التعامل مع المهاجرين وبخاصة من أصول عربية وأفريقية.

العنصرية (أو التمييز العرقي) (بالإنجليزية: Racism) هي الافعال والمعتقدات التي تقلل من شأن شخص ما كونه ينتمي لعرق أو لدين. كما يستخدم المصطلح ليصف الذين يعتقدون ان نوع المعاملة مع سائر البشر يجب ان تحكم بعرق وخلفية الشخص متلقي تلك المعاملة، وان المعاملة الطيبة يجب ان تقتصر على فئة معينة دون سواها.و ان فئة معينة يجب أو لها الحق في أن تتحكم بحياة و مصير الأعراق الأخرى.و كانت أولى الأعمال العنصرية و الأكثرها انتشارا هي تجارة الرقيق التي كانت تمارس عادة ضد الأفارقة السود.(1)

تعريف التمييز العنصري:

بالعودة إلى المصادر والمراجع التي عرّفت العنصرية، يمكننا أن نقول: إن التمييز العنصري يشمل ما يلي:

ـ العنصرية هي إيديولوجيا أو نظرة تجعل معتنقها يشعر بالتفوق للعنصر البشري الذي ينتمي إليه، وينشأ عن هذا الشعور سلوك عنصري.

ـ العنصرية هي أيضا نظرة تقوم على الإعتقاد بوجود تفاوت بين الأجناس، واعتبار جنس معين هو أعلى من سائر الأجناس، مما يبرر له الهيمنة على الآخرين.

ـ العنصرية هي ردود فعل واعية أو غير واعية منبثقة من نظرة عنصرية للآخر.

ـ ويعرّف الفيلسوف الفرنسي "ألبير ميمي" العنصرية فيقول: ( هي التقدير الشامل والقطعي للفروق الحقيقية أو المتوهمة لمصلحة المنتقِد، ضدّ مصلحة الضحية، وذلك إما لتبرير الإستئثار بمصالح خاصة للمنتقد، أو لتبرير الإعتداء على الضحية. )

ـ الموقف العنصري ينشأ عنه أمران مترابطان: أولهما تقسيم الناس إلى فئات متفاوتة، والثاني تكريس الهيمنة على الفئات الضعيفة المُنتقَدَة.

ـ العنصرية هي في الغالب مؤشّر يعبّر عن حالة من الخوف والقلق لدى أفراد في المجتمع، يقصر تفكيرهم وتقعد هِمَمِهِم عن النظر الفاحص البعيد لأسباب ما يعانون منه من مشكلات.

و حقق المجتمع الدولي خلال السنوات الخمسين الماضية منذ اعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام 1948 بعض التقدم الهام في مجال مكافحة العنصرية والتمييز العنصري وكره الأجانب وما يتصل بذلك من تعصب. وقد تم سن قوانين وطنية ودولية، وتم اعتماد العديد من الصكوك الدولية لحقوق الإنسان، لا سيما معاهدة تحظر التمييز العنصري. كما تم إحراز تقدم - والشاهد على ذلك هزيمة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا. ومع ذلك، لم يتحقق الحلم المتمثل في إيجاد عالم خال من الكراهية العنصرية والتحيز إلا بنسبة 50 في المائة.

وعلى الرغم من أن التكنولوجيا تقرّب شعوب العالم فيما بينها وتزيل الحواجز السياسية، إلا أن التمييز العنصري وكره الأجانب وما يتصل بذلك من تعصب ما زال ينخر مجتمعاتنا. وقد ظهرت في السنوات الأخيرة فظائع مثل "التطهير الإثني"، بينما انتشرت أفكار التفوق العرقي في وسائط إعلام جديدة مثل شبكة الإنترنت. وحتى العولمة تحمل معها مخاطر يمكن أن تؤدي إلى الإقصاء وازدياد عدم المساواة، وكثيرا ما يكون ذلك على أساس عرقي وإثني.

ومع ازدياد تعقيد التمييز العنصري والعنف الإثني، أصبحت هاتان الظاهرتان تتحديان بصورة أكبر المجتمع الدولي.

 ونتيجة لذلك، يتعين استخدام أدوات جديدة للتصدي للعنصرية. "ويستطيع المؤتمر العالمي أن يصبح من أهم التجمعات الدولية التي تحدث في مطلع هذا القرن،" على حد قول المفوضة السامية لحقوق الإنسان، ماري روبنسون.

العنصرية عند اليهود

يرى موسى بن ميمون في السود أنهم ليسوا بشرا وانما هم أقرب للبهائم، ويقول في كتابه (مرشد الحيارى): " بعض الترك (اى العرق المغولي) والقبائل الجوالة في الشمال ، والسود ، والقبائل الجوالة في الجنوب ، ومن يشبهوهم بيننا؛ اما طبيعتهم فهي في مثل طبيعة الحيوان الابكم ، وهم حسبما ارى ادنى مرتبة من الكائنات البشرية ، ومرتبتهم بين الكائنات الحية ادنى من الانسان ، واعلى من القرد ، لان هيئتهم اقرب إلى الانسان منها إلى القرد " وللمزيد من عنصرية اليهود ضد السود يمكن زيارة الموقع التالي (إنكليزي)عنصرية اليهود ضد السود.

عنصرية الصهيونية في إسرائيل ضد االفلسطينين حيث تمارس حكومة إسرائيل احدث واعنف اعمال التفرقة العنصرية ضد أبناء شعب فلسطين ، وذلك ببناء جدار يعزل قطاع غزة عن الضفة الغربية والاراضى الفلسطينية الاخرى كما ان جرائم العنف التى تركتب يومياً دون مبرر ضد النساء والاطفال وضد شعب اعزل بكاملة هى ابشع انماط العنصرية.

إن موضوع التمييز العنصري من الموضوعات التي شغلت الناس ولا تزال تشغلهم إلى اليوم، على الرغم من تغير مظاهر التمييز التي يقع ضحيتها عدد من الناس في مجتمعات بشرية مختلفة، وتظل مشكلة التمييز العنصري مشكلة إنسانية عامة لا تقتصر على مجتمعات توصف بالتقدم أو بالتأخر، مما يقتضي النظر إليها نظرة شاملة تحاول الوقوف على مصادرها وأسبابها والتطرق إلى مظاهرها المختلفة، مع محاولة دراسة العوامل التي تساعد على إبطالها من أجل مصلحة الإنسان.

ولئن كانت الأديان السماوية في عمومها، وكذلك الفلسفات الإنسانية في غالب اتجاهاتها تنكر التمييز العنصري ولا تقرّه، إلا أنه من المفيد أن نتعرف على وجهة نظر كل دين وكل فلسفة حول هذا الموضوع، مما يثري الموقف الإنساني المناهض للعنصرية، ويساعد على نشر الوعي بخطورة هذا السلوك العنصري والتحصين منه.

من هذا المنطلق سنحاول عرض وجهة النظر الإسلامية حول قضية التمييز العنصري، من خلال بحث العناصر الأربعة التالية: تعريف التمييز العنصري، مصادره وأسبابه، مظاهره، وكيفية الوقاية منه وإبطاله.

ومن المهم الاشارة  ونحن نتداول ملف تخصصعن عن هذا المفهوم  ، بأن التمييز العنصري قد تطور في الغالب لدى الاتجاهات العنصرية من النظرة الدونية للآخر القائمة على اختلاف لون البشرة، إلى رفض الآخر على أساس ما يمثله من اختلافات ثقافية ولغوية وإثنية ودينية.

كما أن التيارات والأحزاب العنصرية تجتهد غالبا في تبرير مواقفها العنصرية بتبريرات سياسية واجتماعية، كأن تعبر عن مناهضتها لوجود الأجانب في البلد بناء على أنّ الأزمة الاقتصادية تقتضي إعطاء الأولوية في فرص العمل لأهل البلاد الأصلية.

من خلال النقاط السابقة، يمكننا القول بأن السلوك العنصري الذي يعبر عنه الأفراد أو المجموعات، لا يقتصر لدى هؤلاء على سبب واحد ولا يتمثل في مظهر واحد وإنما تتعدد أسبابه ومظاهره، فكل تصرف ينطلق صاحبه من عقدة التفوق التي تكرس الهيمنة على الآخر بشكل واعي أو غير واعي، من أجل الدفاع عن مصالح معينة أو تحميل الآخر مسؤولية المشاكل الحاصلة، هو تصرف عنصري لا يمكن القبول به. ومن هنا، فإن إدانة التمييز العنصري ينبغي أن تتناول جميع مظاهره وصوره، وأن يتم النظر إلى جميع الأسباب المختلفة المؤدية له، حتى يكون العلاج لهذه الظاهرة علاجا شاملا.

مصادر العنصرية وأسبابها:

إذا أمعنا النظر فإننا نستطيع أن نرجع كل الأسباب المباشرة وراء السلوك العنصري، إلى أمر أساس وهو نزعة الإنسان إلى حبّ ذاته والغلو في ذلك إلى حدّ يضيق فيه بالآخر، وقد يختلف هذا الآخر من الشخص القريب الذي يشترك معك في قواسم مشتركة إلى الآخر البعيد المخالف لك في بعض الجوانب الشخصية أو الدينية الثقافية.

إن حب الذات هو في أصله من الخصائص الفطرية للإنسان ولكن توسيع دائرة هذا الحب لينشأ منها نوع من الكراهية والموقف السلبي من الآخر، هو من الانحراف الذي يقع فيه الإنسان عندما يفشل في إقامة التوازن والعدل بين ما يظهر لديه متعارضا من المصالح. ومن هنا كانت صفة الوسطية من أهم الخصائص التي ركز عليها الإسلام وجعلها من أبرز سمات الأمة المسلمة، ومن الوسطية أن يكون حبّك لذاتك وأهلك، لا يخرج بك عن قاعدة الاعتدال في إنصاف الآخرين ورفض الإعتداء عليهم، بل الإحسان إليهم ومعاملتهم بالمعروف. ومن أجل تحقيق هذا التوازن، نجد أن المنهج الإسلامي أكّد أيما تأكيد على غرس عدد من القيم الأخلاقية الثابتة التي يجب أن يستصحبها المسلم في تعامله مع الآخر. وفي هذا الإطار جاء الأمر الإلهي بما يلي:

ـ الأمر بالتعاون والتكافل بين الناس، يقول الله تعالى: " وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان " ـ سورة المائدة، الآية 2 ـ

ـ الأمر بالتواضع، يقول رسول الله (ص) : ( إن الله تعالى أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد، ولا يفخر أحد على أحد ).

ـ الرحمة بالناس، يقول النبي (ص): ( من لا يرحم الناس لا يرحمه الله.

ـ تحريم الظلم والاعتداء، يقول الله تعالى: " ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين " سورة البقرة الآية….

ـ تحريم الحسد والبغضاء، يقول رسول الله(ص): ( لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تقاطعوا، وكونوا عباد الله إخوانا … ) رواه مسلم عن أنس.

ـ تحريم السخرية والاحتقار واللمز والتنابز بالألقاب، يقول الله تعالى: " يا أيها الذين ءامنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكونوا خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان، ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون " ـ سورة الحجرات، الآية 11.

ـ تحريم التكبر والتعجب والإختيال، يقول الله تعالى: " ولا تصعّر خدّك للناس ولا تمش في الأرض مرحا، إن الله لا يحب كل مختال فخور " ـ سورة لقمان، الآية 18 ـ

إن ترسيخ هذه القيم وتربية النشء عليها منذ الصغر، من شأنه أن يسلّح الإنسان بقاعدة تربوية تحصنه من الوقوع في أي سلوك عنصري، ولكن إذا كانت مثل هذه القيم التي تدعو لها سائر الأديان السماوية، ضعيفة أو منعدمة فإن هناك في ظروف الحياة ما يجعل الإنسان ينزلق في تصرف عنصري، ولذلك فإنّ من العوامل التي يمكن أن يكون لها الأثر في هذا السلوك السلبي، إلى جانب ما ذكرناه من الإسراف في حب الذات، العوامل التالية:

- الصورة السلبية عن الآخر، والتي يستمدها الإنسان عادة من خلال ما يقدّم له عنه، وكم في هذا المجال في عصرنا الحاضر للإعلام من مسؤولية كبيرة في تقديم الآخر، ولكن لرجال الفكر والدين دور أيضا في صياغة صورة الآخر وفي دعم الإعتدال والنظرة الموضوعية له. وقد تكون الصورة السلبية عن الآخر لها ما يؤيدها من الوقائع والأمثلة التي يعايشها الشخص بنفسه في علاقته به، ولكن ذلك لا ينبغي أن يبرر له تعميم الاتهام والحكم المطلق على فئة اجتماعية أو طائفة دينية معينة من خلال تصرفات فردية لبعض المنتسبين إليها.

- حماية المصلحة الفردية التي قد يرى البعض أنها مهددة من قِبَلِ فئة معينة، فتصبح مناهضة هذه الفئة أسلوبا من أساليب الدفاع عن النفس وعن المكاسب، خاصة إذا كان هناك من التيارات والأحزاب السياسية من يستغل هذا الأمر ليذكي عند هؤلاء المشاعر العنصرية التي تتهم الآخر وتعتبره يمثل التهديد الذي يجب الاحتياط منه.

- حالة القلق والخوف من المستقبل، وما تشهده المجتمعات المعاصرة من تسابق على حيازة الأسباب المادية، مع غموض في الأفق الحضاري والإنساني، يجعل الإنسان اليوم يعيش حالة من الاضطراب لا يكاد يجد لها تفسيرا ولا مخرجا، فيلجأ إلى الحلول السهلة في تحميل المسؤولية للعنصر الأجنبي، أو للشخص المخالف الذي يهدد في نظره الهوية الثقافية والانسجام الاجتماعي.

وستظل مثل هذه العوامل وغيرها تطرأ في حياة الإنسان فتهيؤ له مناخا سلبيا قد يدفع به إلى سلوك عنصري، ما لم تكن هناك قاعدة ثابتة من القيم الإنسانية والأخلاقية تحصنه وتجعله أقرب إلى الإنصاف والاعتدال. وقد نبّه القرآن الكريم الإنسان من خطر الانسياق وراء مشاعر سلبية نحو الآخر نتيجة تقييم سلبي له، فإذا به يقع في الظلم، يقول الله تعالى: " يا أيها الذين ءامنوا كونوا قوّامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون " ـ سورة المائدة، الآية 8 ـ

وكم هو مهمّ التذكير بالتقوى في نهاية هذه الآية، لأن الإنسان لن يستمر على فضيلة ويكون صادقا في تمثّلها إلا إذا كان له دافع إيماني رباني، يجعله يتعبد الله المطلع عليه، بالإحسان إلى الخلق.

مظاهر العنصرية:

إن الموقف العنصري لا يتمثّل فقط في النظرة الدونية إلى الجنس الآخر، وربما يكون هذا النوع من العنصرية في طريقه إلى الانحسار، أو لنقل أن من يتبنى هذا الموقف لا يجرؤ في الغالب على الإفصاح عنه، لأنه مخالف لكل منطق علمي وعقلي، ولكن العنصرية تبدو في عدد من التصرفات التي قد لا يعبر أصحابها بصراحة عن الخلفية التي تحركهم، غير أن تصرفاتهم لا يمكن أن تفسّر إلا بذلك. والنظرة العنصرية التي تنطلق من عقدة التفوق والهيمنة لا تقتصر اليوم على مواقف فردية فقط، وإنما تطبع كذلك سياسة دول وقوى تتعامل مع غيرها من هذا المنطلق. وإذا كانت العنصرية سلوكا مُدَانًا في حقّ الأفراد فإن إدانتها في مواقف المجموعات والأنظمة السياسية من باب أولى.

ولو حاولنا التطرق إلى بعض مظاهر العنصرية التي نراها اليوم في واقعنا المعاصر، فإنه يمكننا أن نسجل، على سبيل المثال، ما يلي:

1 ـ التمييز العنصري الذي تتعامل به بعض الشعوب ضد الأقليات الأجنبية التي تعيش في مجتمعاتها، ونلاحظ هذه الظاهرة في عدد من الدول التي تستقبل المهاجرين، والذين ينتمون في الغالب إلى الشرائح الاجتماعية الضعيفة، مما يجعلهم عرضة لتعامل يتّسم بالحيف والظلم، مع عدم تمكينهم من نفس الفرص المتاحة لغيرهم من أبناء البلاد الأصليين. وتزداد سلبية التعامل ضد هؤلاء المهاجرين عندما يكون لديهم فوارق ثقافية ودينية تميزهم عن الأغلبية في المجتمع المضيف.

وإن ما نشاهده في عدد من الدول التي تستقطب أعدادا من المهاجرين من التمييز الذي يتعرض له هؤلاء والذي نرى أثره في الصعوبات التي يجدونها في مجال العمل والتوظيف، وكذلك في مجال الدراسة حيث لا تتيسر لأبنائهم دائما نفس الفرص التي تتيسر لأقرانهم، كل هذه الأمور التي تؤكدها الدراسات الاجتماعية، يجب أن تثير الانتباه إلى ضرورة معالجة هذه الظواهر السلبية. وإن مما يخشى منه، أن هذا التعامل العنصري سيساهم في تعطيل اندماج المواطنين من أصول أجنبية في البلاد التي تستقطب أعدادا من المجموعات المهاجرة، إذ أن عملية الإقصاء الاجتماعي التي يعاني منها أبناء الأجيال الجديدة من أصول أجنبية، والذين يفترض كمواطنين أن يتمتعوا بسائر حقوق المواطنة التي يتمتع بها غيرهم من أهل البلاد، تجعلهم في موقف صعب عندما ينظرون إلى واقعهم فيصطدمون بتعامل آخر يركّز على أصلهم الإثني أو اعتقادهم الديني دون النظر إلى كفاءاتهم وإمكانياتهم، فيصابون بخيبة أمل تؤدي ببعضهم إلى الثورة على المجتمع والرغبة في مصادمته.

لا شك أن القوانين التي تُشرّع من أجل منع التمييز العنصري وكذلك ما تقوم به الهيئات المناهضة للعنصرية في مجال الدفاع على حقوق الأقليات وتيسير اندماجها في مجتمعاتها الجديدة، هو من الجهود التي يجب دعمها، وإن أتباع الديانات يجب أن يكونوا من أوائل المعنيين بهذا النضال الإجتماعي، ، لما تقتضيه أديانهم من رفضٍ للظلم وانحياز للعدل والمساواة.

2 ـ الشعور بالتعالي المؤدي إلى احتقار الآخر والإنتقاص منه ووصمه بالتخلف وعدم الاعتراف بثقافته وحضارته، واعتبار أن النمط الحضاري الذي ينتمي إليه الشخص هو المثل الأعلى الذي يجب أن يسود. إن شعور الاعتزاز والافتخار بالوطن والتاريخ والثقافة واللغة أمر تشترك فيه كل الشعوب، ولكن هذا الشعور يجب أن تكون له ضوابط تقتضي الاعتراف بالآخر وبمكانته وبخصوصياته، وإذا غابت هذه الضوابط فإن جوّ التصادم والصراع هو الذي سيحل محل التعاون والاحترام المتبادل.

وقد يكون هذا الموقف المتعالي موقفا غير واعي لدى البعض ممن يشعرون بأنهم يتربّعون على عرش الحضارة والتقدم، ولكن تراه عمليا في تصرفاتهم و في تجاهلهم لخصوصيات الآخر، سواء كانت خصوصيات دينية أو ثقافية، وهذا التجاهل هو أحد أسباب التوتر الذي تعاني منه البشرية وفي مجالات التعامل المختلفة، فالشعوب التي تمتلك إمكانيات مادية كبيرة تتمكن من نشر بل فرض ثقافتها وقِيَمِهَا على الآخرين، في حين تجد الشعوب الضعيفة نفسها مهمّشة لا تتمكن فحسب من التعريف بثقافتها ورصيدها الحضاري، بل تشعر كذلك بأنها مهددة في الحفاظ على هويتها في داخل مجتمعاتها.

3 ـ التمييز السلبي في التعامل مع المرأة سواء في مجال الاعتراف بحقوقها الاجتماعية أو في مجال احترام شخصيتها وإنسانيتها. وإن من المفارقات العجيبة التي تعيشها كثير من المجتمعات، أنه في نفس الوقت الذي تتعالى فيه أصوات المنادين بحرية المرأة لا تزال التفرقة في الاعتبار بين الرجل والمرأة حاصلة في الواقع، ففي المجتمعات الغربية مثلا التي تناضل فيها الجمعيات النسائية من أجل المساواة، لا تزال المرأة العاملة تعاني من فوارق مهمة في الأجر بالنسبة للرجل في نفس العمل الذي يؤديه كلاهما. ولكن الظلم الأكبر هو فيما تلقاه المرأة من استغلال جنسي سواء في ميدان العمل حيث يتعرض عدد منهن إلى الابتزاز، أو في ميدان الإشهار التجاري حيث تستعمل المرأة كأداة لترويج السلع والبضائع، والاستغلال الفاحش هو في المتاجرة بجسدها عندما تقع في قبضة تجار الرقيق الأبيض بإقرار من القوانين السائدة.

إن كل تعامل جنسي ابتزازي للمرأة هو نوع من الامتهان لكرامتها والإنكار لشخصيتها كمخلوق كرّمه الله عز وجل وجعله على قدم المساواة مع الرجل.

ويُلحق بموضوع استغلال المرأة، الاعتداء على الأطفال، وخاصة الاعتداء الجنسي الذي يذهب ضحيته أعداد من الأطفال الأبرياء وخصوصا في البلاد الفقيرة، حيث تحطم شخصياتهم وهم في أعمار الزهور تلبية لذوي الشهوات الشاذة.

إن مثل هذه التجاوزات الأخلاقية الخطيرة مما يدعو إلى التفكير في ضرورة إحلال القيم الأخلاقية مكانتها في حياة الناس حتى لا تُستباح مثل هذه السلوكيات باسم الحرية.

4 ـ ومن مظاهر التمييز السلبي، ما يعاني منه الإسلام من صورة مشوّهة في البلاد الغربية، حيث يُعرض على أنه الدين المخالف لما هو مقبول من العقائد والأديان، أو على أنه الخطر الدّاهم الذي يجب الاحتياط منه ومقاومته، إلى حدّ أن بعض المفكرين يتحدثون اليوم عن " ظاهرة الإسلاموفوبيا "، وفعلا فإن هذه الصورة التي تنشرها عدد من وسائل الإعلام تساعد على جعل الذهنية الغربية سلبية في نظرتها للإسلام والمسلمين، ومن العجيب أن يُنظر للإسلام وحده نظرة استغراب رغم الاحتكاك التاريخي المتبادل في حين لا نجد مثل هذا الاستغراب بخصوص أديان أخرى لا عهد للغرب بها خلال تاريخه!

إن مثل هذه النظرة السلبية للإسلام لا تُعين على تحقيق التواصل المطلوب والمرغوب في المجتمعات الغربية بين مختلف فئاتها، حيث غدا الوجود الإسلامي فيها يشكل حضورا واضحا، كما أنه لا يخدم جهود التقارب بين العالم الإسلامي والعالم الغربي التي يسعى لها كثير من الغيورين هنا وهناك.

5 ـ إن جرائم التطهير العرقي التي عانت منها ولا تزال شعوب بأكملها، يعدّ كذلك من مظاهر التمييز العنصري البغيض، وإن من أعتى أنواع الظلم ما يقع اليوم على الشعب الفلسطيني الذي هُجّر من أرضه وشُتّت في أنحاء العالم، ومن ظلّ منه متشبثا بما تبقّى له من أرض يعيش حالة من الاستضعاف والذلّ والهوان والحصار، وذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع وهيئاته الدولية، بل انحياز بعض القوى ضد الضحية.

6 ـ إن السياسة الدولية التي تقوم اليوم على أساس القطب الواحد تعدّ من أسوأ أنواع التمييز السلبي بين الأمم والشعوب، باسم التوازنات الدولية التي تغطي إرادة الهيمنة للقوى العظمى في وجه العالم الفقير. إن الاختلال الذي يعيشه العالم المعاصر حيث يتمتّع 20 % من سكانه ب 80 % من ثرواته، لا يمكن أن يكون ذلك منسجما مع قيم العدل والتعاون. وإن طبيعة التمثيل المعتمد في الهيئات الدولية الذي يكرّس حق النقض بأيدي دول قليلة يعدّ مظهرا آخر من مظاهر التمييز بين الأمم والشعوب. إن وجود مثل هذه الظواهر يجعل كل خطاب يدعو إلى احترام حقوق الإنسان وخصوصا من قِبَلِ الدول العظمى خطابا فارغا من محتواه عند من هم ضحية لسياسة دولية تفتقد العدل وتُبيح لنفسها الكيل بمكيالين.

مكافحة التمييز العنصري:

إن مناهضة التمييز العنصري بمختلف أشكاله هو منطق العقل السليم وهو نداء الفطرة الإنسانية، إذ لا يمكن لعاقل أن يستحسن أي سلوك عنصري مهما كانت مبرراته، ولكن هذا الموقف المناهض يزداد أصالة وعمقا في النفس عندما تكون له من المبادئ ما تسنده، وعندما تكون هذه المبادئ منطلقة من عقيدة دينية راسخة فإنها تكون أقوى في تكييف سلوك الفرد، وتكون أقرب إلى الثبات والاستمرار.

وإذا عدنا إلى المنهج الإسلامي فإننا نجد فيه من القيم والمبادئ التي من شأنها أن تحصّن الإنسان من كل سلوك عنصري وتقاوم فيه كل نزعة للتعامل العنصري، ولعرض موجز لهذه المبادئ يحسن بنا أن ننطلق من القرآن الكريم، وهو المصدر الأول الذي تنبني عليه سائر أحكام الدين وقِيَمِهِ.

يقول الله عز وجل مخاطبا الناس جميعا: " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير" سورة الحجرات - الآية 13.

إن هذه الآية الكريمة على قِصَرِها، قد جمعت أهم المبادئ العامة التي يجب أن تحكم علاقة المسلم ونظرته لأخيه الإنسان بقطع النظر عن أصله ومعتقده وثقافته وعاداته، ويمكننا أن نلخص هذه المبادئ في النقاط التالية:

- بدأت الآية بتوجيه الخطاب إلى الناس كل الناس، وقد تكرر هذا النداء في القرآن الكريم في مواضع كثيرة، إلى جانب الآيات الأخرى التي ورد فيها الخطاب للمؤمنين والمتضمنة غالبا للأحكام والتكاليف الشرعية. كما ورد أيضا في القرآن الكريم افتتاح بعض الآيات بقوله تعالى: " يا بني آدم " ، ومثل هذا النداء الموجه للإنسان ولبني آدم يدلنا على أن القرآن الكريم قد أكّد بهذا على الصفة الإنسانية عند جميع البشر، والتي هي صفة جامعة لا يختلف فيها أحد على أحد، ومما يقرّر هذه المساواة في النظرة إلى الإنسان قوله تعالى : " ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا " سورة الإسراء ـ الآية 70 ـ فالتكريم هنا لجميع بني آدم ولجنس الإنسان بالنسبة لسائر المخلوقات، حتى أن ابن كثير قال في تفسيره لهذه الآية: ( وقد استُدِلَّ بهذه الآية الكريمة على أفضلية جنس البشر على جنس الملائكة ).

- تؤكد آية الحجرات أيضا وحدة النوع الإنساني في قوله تعالى: " وخلقناكم من ذكر وأنثى " فالناس جميعهم يجتمعون في أمرين اثنين: وهما وحدة الخالق الذي خلقهم ووحدة المصدر البشري العائد لآدم وحواء، فالناس سواسية في الميزان الإلهي وفي الميزان البشري. وهذه الوحدة التي قررها الله عز وجل لا دخل للإنسان فيها وهي من الأمور التي لا يمكنه التصرف فيها حتى لا يكون هناك مجال لتبرير أي تفرقة بناء على أصل الخلق. وإنه لمعنى مهم أن يستحضر الإنسان عندما يقف أمام أي إنسان آخر ممن يعرف أو لا يعرف، أنه أمام مخلوق يشترك معه في نفس الخالق ونفس المصدر البشري الأول.

- وبعد التأكيد على مبدأ الوحدة والمساواة، تذكر لنا الآية في قوله تعالى: " وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا "، أن الناس مع خاصية الوحدة التي تجمعهم أراد الله تعالى أن يكون بينهم حالة من التنوّع والاختلاف، فجعلهم شعوبا متعددة وجعل في كل الشعوب قبائل مختلفة، وهذا التنوع الذي ندركه في حياة الناس هو لحكمة إلهية، إذ أن الحياة كلها قائمة على التنوع، ولولا هذا التنوع لتوقّف التبادل والتكامل بين الناس ولتعطلت بذلك كثيرا من المصالح والمنافع. ولذلك فإن القرآن الكريم دعا لأن يكون هذا التنوع والاختلاف دافعا للتعارف وليس دافعا للتّدابر والصراع. وهذا هو الابتلاء الذي ابتلي به الإنسان، وهو في كيفية تحويل عناصر التنوع التي توجد بينه وبين غيره إلى عناصر إيجابية تدعو إلى التعاون والتكامل الناشئ عن التعارف، خاصة وأن هذا التنوع يستند إلى قاعدة ثابتة من الوحدة الإنسانية الراسخة.

يقول الله تعالى مقرّرا مبدأ التنوع وداعيا لأن يكون مصدرا للتنافس في الخير: ".. ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما ءاتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون " سورة المائدة ـ الآية 48 ـ

- وتخُتم الآية الكريمة بتقرير مبدأ آخر في قوله تعالى: " إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير "، وهو أن التفاضل بين الناس من شأن الخالق عز وجل وحده، وليس هو أمر متروك للناس، لأن الإنسان لا يمكنه أن يقرر قاعدة للتفاضل ولا يمكنه أن يكون عادلا تمام العدل مهما اجتهد في ذلك الحكم على نفسه ولا في الحكم على غيره، ولذلك فإن الله تعالى قد ربط مسألة التفاضل بين بني البشر بصفة التقوى، التي هي أمر قلبي داخلي لا يعلم حقيقته ولا يطلع على أسراره إلا الله تعالى، فختمت الآية بقوله تعالى: " إن الله عليم خبير".

- ومن المبادئ أيضا التي تقرّر مبدأ المساواة بين الناس وتنقض كل تمييز بينهم، أن الدين باعتباره خطابا لجميع البشر جاء للناس كافة، ولم يفرق بين جنس وآخر، بل إن رسالة الإسلام جاءت موجهة للإنس والجن معا، وقد اعتُبِرت هذه الميزة من الخصائص العامة لدين الإسلام الذي بُعث رسوله للناس جميعا، يقول الله تعالى: " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " سورة الأنبياء ـ الآية 107 ـ وأمر الله تعالى نبيه عليه السلام أن يقول للناس: " قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا… " سورة الأعراف ـ الآية 158 .

- ومن المبادئ كذلك، أن التكليف الإلهي جاء شاملا لجميع البشر، وأن الحقوق التي قررها الإسلام للإنسان لا تفرق بين شخص وآخر، وأن حرمة النفس البشرية مُصانة دون تمييز بين أحد وآخر، ولذلك فإن الفقهاء عندما تساءلوا عن طهارة جثة الإنسان بعد الموت، قرروا أن الإنسان يُعتبر من الأعيان الطاهرة سواء كان حيا أو ميتا، مؤمنا أو كافرا، استنادا لقوله تعالى: " ولقد كرمنا بني آدم ". وقد اعتبر الإسلام الدين في عموم أحكامه وتشريعاته إنما جاء ليحقق ويحفظ كليات ستة وهي: حفظ الدين، وحفظ النفس، وحفظ العقل، وحفظ النسل، وحفظ المال، وحفظ العرض، وهذه الكليات خمسة منها متصلة اتصالا وثيق بحماية الإنسان وحفظ كرامته، والسادسة، وهي حفظ الدين، إنما هي كذلك لمصلحة الإنسان لأن الشريعة إنما قامت، كما قرر العلماء، على ( جلب المصالح ودرء المفاسد ).

وقد جاءت العبادات الإسلامية نفسها مقررة لمبدأ المساواة بين الناس، فلو نظرت إلى صفوف المصلين في الصلاة فإنك تجد الناس على اختلاف مراتبهم الاجتماعية يقفون متراصين الواحد إلى جانب الآخر، وفي الصيام يستوي الجميع في الإمساك عن المفطرات وقد اعتُبِر ذلك من بين حِكَمِ الصوم، وفي الزكاة يمارس المؤمن الغني التكافل الذي يقربه من أخيه الفقير وهو يشعر أن ما عنده من مال إنما هم مال الله وقد استخلفه فيه، وفي الحج تظهر المساواة في أبدع صورها عندما نرى الحجيج وهم يلبسون نفس اللباس فلا تفرق بين غني ولا فقير، ويقوم الجميع بنفس المناسك ويرددون هتافا واحدا قائلين: لبيك اللهم لبيك.

ويجب في الأخير أن نقول أن مثل هذه المبادئ السمحة الفاضلة لا يمكن أن يكون لها أثرها الحقيقي إلا إذا كان هناك حرص عملي على تطبيقها وتربية للأفراد على احترامها، وإلا فإنها تظل مبادئ نظرية بعيدة عن الواقع، ولذلك فإن الإسلام قد قرّر مجموعة من التدابير لتصبح مبادئ المساواة المناهضة للتمييز الظالم بين الناس أمرا معاشا، ومن هذه التدابير:

ـ العناية بجانب التربية الإيمانية والتهذيب الخلقي الذي يجعل الإنسان حريصا على التقرب إلى الله تعالى بالإحسان إلى الخلق، وقد جاءت كثير من النصوص التي تؤكد على ضرورة الإحسان إلى الوالدين والأقارب والجيران وإلى الناس كافة، بل إن الإسلام قد دعا المسلم إلى الإحسان حتى إلى الحيوان الأعجم.

ـ إعطاء المثال العملي الذي يؤكد على أن الناس سواسية وانه لا فضل لأحد على أحد إلا في ميزان الله تعالى، وقد أعطى الرسول الكريم (ص)القدوة الحسنة في تقرير مبدأ المساواة الإنسانية في مجتمع كان الناس فيه يتعصبون للعرق بل للقبيلة، فقرّب بلال الحبشي وجعله هو المؤذن الذي يرفع صوته بالنداء إلى الصلاة، وقرّب سلمان الفارسي واعتبره من أهل بيته، وقرب صهيباً الرومي وجعله من جلّة أصحابه.

ـ الانتباه لكل انحراف عن هذه المبادئ وإنكار التمييز بين البشر.

وإن مما يساعد كذلك على مقاومة التمييز العنصري أن يتواصل الناس فيما بينهم وان يتعارفوا، وأولى الناس بهذا التواصل والتعارف أتباع الديانات السماوية التي يجب أن تربطهم رابطة الحوار والتعاون، والإسلام قد نادى بهذا التقارب والحوار فيما هو معلوم من نصوصه الكثيرة.

............................................................

المصادر

1-    موسوعة ويكبيديا

2-    الهندوسيه : دين العيش بها ، مطبعه جامعة اكسفورد ، الولايات المتحدة الامريكية ؛ طبعة جديدة ، 1997 ، ص 9.

3- د. أحمد جاء بالله مدير المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية بباريس ـ فرنسا.

..........................................................................................................

المركز الوثائقي والمعلوماتي مركز يقدم الخدمات الوثائقية والمعلوماتية التي تتضمن موضوعات مختلفة

من دراسات وبحوث وملفات متخصصة.

للاشتراك والاتصال:

www.annabaa.org

[email protected]

نقال

7801373785 (00964)

شبكة النبأ المعلوماتية-السبت 22 آذار/2008 - 14/ربيع الاول/1429