التحسن الأمني لم يعد أولوية في أجندة الإنسحاب الأمريكي من العراق

علي الطالقاني*

شبكة النبأ: تقدم الإدارة الأمريكية مرة أخرى على تعزيز مواقفها تجاه العراق من خلال ماتراه بأنها تعود بالأمن على العراقيين عن طريق تثبيت قواعدها العسكرية لتجعل من هذه القواعد درع صاروخي تتصدى للمخاوف التي طالما هددت العديد من التنظيمات بأن تجعل من أمريكا ساحة للمواجهة، أضافة الى المخاوف من أيران.

 وفي زيارة لنائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني الذي أعتبر الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 مسعى ناجح، جاءت هذه التصريحات في مؤتمر صحفي عقب لقائه الزعماء العراقيين رئيس الوزراء نوري المالكي، والرئيس جلال طالباني، السيد عبدالعزيز الحكيم، ومسؤولين اخرين.

وأضاف تشيني أن النظر الى السنوات الخمس من الحرب فستجدون انها كانت محاولة صعبة وتنطوي على تحد لكنها ناجحة.. وتستحق تماما الجهد الذي بذل من اجلها.

وقال تشيني انه لاحظ تحسنا كبيرا في الوضع الامني في العراق، الا انه حذر من ان ذلك لا يعني تلقائيا سحب مزيد من القوات الاميركية من البلد، بعد يوليو. من جهة اخرى، حث نائب الرئيس الاميركي الدول العربية الحليفة لواشنطن على ارسال سفرائها الى العراق كخطوة رئيسية للحد من نفوذ ايران على جارها العراق وقال سيفعل اصدقاؤنا العرب خيرا بارسال سفراء الى العراق. وفقا لوكالة رويترز

واضاف اعتقد، وخصوصا اذا كانت الدول العربية قلقة لاسيما بشأن النفوذ الايراني في العراق، ان احدى الطرق التي تستطيع من خلالها مواجهة ذلك هو الالتزام بان يكون لها تواجد هنا ايضا.

واوضحت الاوساط المحيطة بنائب الرئيس الاميركي ان الزيارة هدفها معاينة التغييرات التي طرأت منذ اخر زيارة له في مايو 2007.

والتقى تشيني قائد قوات التحالف في العراق الجنرال ديفيد بتريوس وسفير الولايات المتحدة ريان كروكر. وقال مسؤول امريكي كبير رفض ذكر اسمه للصحافيين ان نائب الرئيس ابلغ المسؤولين العراقيين الحاجة الى الاستمرار في تحقيق تقدم وخصوصا من حيث اقرار مشاريع قوانين مهمة مثل النفط والغاز والاقاليم بالاضافة الى الانتخابات المحلية التي ستجري في الاول من اكتوبر.

ووصل تشيني الى العراق وسط تصاعد في اعمال العنف منذ يناير بما في ذلك عدد التفجيرات الانتحارية التي يلقي الجيش الامريكي باللائمة فيها على تنظيم القاعدة.

لكن قادة عسكريين يقولون ان هذا لا يمثل اتجاها وان الهجمات في العراق انخفضت بشكل فعلي بنسبة 60 في المئة منذ منتصف العام الماضي

واضاف المسؤول ان اجتماعات تشيني شملت المفاوضات الجارية للتوصل الى اتفاق حول علاقات طويلة الامد بين بغداد وواشنطن بعد خمسة اعوام على الاجتياح.

وتابع "يجب التوصل الى الاتفاق قبل اواخر العام الحالي اي قبل انتهاء المدة التي اقرتها الامم المتحدة لانهاء الاحتلال لكن المحادثات بدأت للتو".حسب صحيفة الوطن الكويتي

وتأتي محادثات تشيني مع بتريوس وكروكر بينما يعمل الاخيران على تحضير التقرير الذي سيرفعانه الى الكونغرس في الثامن والتاسع من ابريل حول التقدم الذي حققته العملية السياسية.

ومن المتوقع ان تطغى مسالة سحب القوات على جلسات الاستماع الى التقرير.

ويتخوف الجمهوريون من خسارة الانتخابات الرئاسية والتشريعية في نوفمبر المقبل بسبب حرب العراق. وقد قتل حوالى اربعة الاف جندي امريكي في حين بلغت التكاليف المادية ما يقارب 400 مليار دولار وفقا لارقام وزارة الدفاع الامريكية.

مراجعة التغييرات

واوضحت الاوساط المحيطة بنائب الرئيس الامريكي ان الزيارة هدفها معاينة التغييرات التي طرأت منذ آخر زيارة له في مايو 2007.

وخلال الفترة المذكورة، ساهم وصول تعزيزات امريكية وتجنيد مقاتلين من العرب السنة الى جانب الجيش الامريكي والهدنة التي اعلنها زعيم جيش المهدي مقتدى الصدر في تراجع كبير في مستويات العنف في بغداد والانبار (غرب).

لكن سلسلة الهجمات الدامية في الاونة الاخيرة اثارت مخاوف من استئناف حلقة الاعتداءات في العاصمة بعد ان اوقعت اعمال العنف السياسي والطائفي عشرات الآلاف من القتلى منذ العام 2003.

وكان بتريوس صرح قبل ايام لصحيفة "واشنطن بوست" ان ما انجزته عملية المصالحة السياسية بين العراقيين ما يزال غير كاف.

والتباطؤ الحاصل في عملية المصالحة يقلق واشنطن التي اعتقدت ان وجود 160 الف عسكري سيكون كافيا لايجاد ظروف امنية ملائمة للتوصل الى انفراج يسمح بتحقيق وفاق سياسي بين الفئات المتخاصمة.

وتأتي هذه الزيارة غير المعلنة مسبقا والمحاطة بتدابير امنية استثنائية، في مستهل جولة لتشيني تستمر تسعة ايام في الشرق الاوسط تشمل سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية واسرائيل والضفة الغربية بهدف احياء عملية السلام على المسار الاسرائيلي الفلسطيني، وكذلك تركيا.

ومن المتوقع ان يحاول تشيني اقناع حلفاء الولايات المتحدة مثل السعودية القيام بالمزيد لاحتواء النفوذ الايراني في العراق.

بحث استراتيجية زيادة القوات

 من جانب آخر استقبل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الامريكية جون ماكين الذي وصل الى بغداد الاحد لتقييم مدى نجاح استراتيجية زيادة القوات الامريكية التي أيدها بقوة. حسب وكلبة رويترز

وكان ماكين من أشد مؤيدي زيادة القوات الامريكية في العراق التي ساعدت على ابعاد شبح الحرب الاهلية بين الاغلبية الشيعية التي تهيمن على حكومة العراق الآن والاقلية السنية التي كانت مهيمنة وقت الرئيس المخلوع صدام حسين.

ويرى محللون أن زيارة ماكين هي فرصة لاظهار درايته بالسياسة الخارجية والشؤون العسكرية في الوقت الذي تخوض فيه كلينتون وأوباما منافسة شرسة لنيل ترشيح الحزب الديموقراطي للانتخابات.

ورغم أنه أقر بأن زعماء مثل رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد يجدان في هذه الرحلة فرصة لتقييمه كرئيس محتمل فقد قال ماكين انه لا يقوم بهذه الجولة بصفته مرشحا.

وهذه هي الزيارة الثامنة له للعراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في مارس عام 2003.

وأيد ماكين وهو طيار سابق في سلاح البحرية وأسر في حرب فيتنام غزو العراق لكنه انتقد بشكل صريح الكيفية التي تدار بها الحرب قبل بدء نشر 30 ألف جندي اضافي العام الماضي في اطار الاستراتيجية الجديدة.

..........................................................................................................

المركز الوثائقي والمعلوماتي مركز يقدم الخدمات الوثائقية والمعلوماتية التي تتضمن موضوعات مختلفة

من دراسات وبحوث وملفات متخصصة.

للاشتراك والاتصال:

www.annabaa.org

[email protected]

نقال

7801373785 (00964)

شبكة النبأ المعلوماتية-الاربعاء 19 آذار/2008 - 11/ربيع الاول/1429