ملف الانتخابات الأمريكية: ماراثون البيت الأبيض

شبكة النبأ: رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة. هذه هي رحلة الانتخابات الأمريكية وقد تكون أكثر من ألف ميل فالتنقل بين الولايات الأمريكية لحصد الأصوات، إلى جانب المناظرات التلفزيونية بين الأعضاء المرشحين، سواء مابين الأحزاب المتنافسة لبلوغ البيت الأبيض، أو في داخل الحزب الواحد، كما هو الحال مع هيلاري كلنتون والمرشح الأسود أوباما في الجبهة الديمقراطية. إلى جانب ذلك كله ينتظر العالم اجمع السياسة الأمريكية القادمة، مالها وما عليها، وما ستخلفه هذه الانتخابات على صعيد العلاقات الدولية في بناء منظومة الولايات المتحدة الأمريكية عالميا. (شبكة النبأ) أعدت لكم وبالتفصيل هذا التقرير عن مجرى الانتخابات الأمريكية وتنافس المرشحين للوصول إلى البيت الأبيض.

المتنافسون يحشدون المندوبين كي يحصلوا على الترشيح

قالت منظمة غرين بيبرز (Green Papers)، وهي منظمة ترصد عدد المندوبين الذين فاز منهم كل متنافس في سبيل الفوز بترشيح الحزبين الجمهوري والديمقراطي للرئاسة، إن السناتور عن ولاية أريزونا، جون مكين، أصبح يتمتع بفارق كبير بينه وبين منافسه على الفوز بترشيح الحزب الجمهوري. فقد فاز حتى الآن بأكثر من نصف عدد المندوبين الـ1191 الضروريين لضمان الحصول على ترشيح الحزب.

وقد واصل جمعه للمندوبين بفوزه في انتخابات 12 شباط/فبراير التمهيدية في ولايتي ماريلاند وفرجينيا وفي مقاطعة كولومبيا. أما منافسه مايك هكابي فقد فاز في الولايات الجنوبية في الثلاثاء الكبير (5 شباط/فبراير) كما فاز بولايتي كانزاس ولويزيانا في 9 شباط/فبراير. ولكن الفارق بين عدد المندوبين الذين حصل عليهم هاكابي، 215، وبين عدد المندوبين الذين فاز بهم مكين حتى الآن كبير جدا. وما زال لدى ميت رومني، الذي علق حملته الانتخابية في 7 شباط/فبراير، 175 مندوباً ملتزمين بالتصويت له.

أما المرشحان الديمقراطيان فتنافسا في 5 شباط/فبراير في 22 ولاية، تمنح جميعها المندوبين على أساس نسبة الأصوات التي حصل عليها كل متنافس. وقد فاز باراك أوباما في عدد أكبر من الولايات، ولكن هيلاري كلنتون فازت في الولايات الأكثر سكاناً. وقد فاز أوباما في جميع السباقات على الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي التي جرت منذ الثلاثاء الكبير، بما فيها لويزيانا ونبراسكا ومين وماريلاند وفرجينيا ومقاطعة كولومبيا.

الترشيح يكون بتأييد الأغلبية

ويتعين على المتنافس على الفوز بالترشيح للرئاسة الأميركية أن يفوز بتأييد أغلبية المندوبين إلى مؤتمر حزبه القومي في صيف العام 2008 كي يصبح مرشح حزبه للرئاسة. وتحدد الشخصَ الذي سيصوت المندوبون له نتائجُ اجتماعات الحزبين الانتخابية والانتخابات التمهيدية في الولايات الأميركية. ويتم تحديد عدد مندوبي كل ولاية إلى المؤتمر القومي على أساس عدد سكانها.

ومن المقرر أن يختار أعضاء الحزب الديمقراطي 4049 مندوباً خلال الانتخابات التمهيدية والاجتماعات الحزبية الانتخابية، أي أنه سيتعين على المتنافس الفوز بأغلبية 2025 مندوباً كي يفوز بترشيح الحزب الديمقراطي له للرئاسة. ولكن 796 من هؤلاء المندوبين هم زعماء حزبيون، يعرفون باسم المندوبين الكبار، ليسوا ملزمين بالتصويت لأي مرشح.

وقد أعلن الحزب الديمقراطي أنه لا يعتزم أخذ أصوات مندوبي ولاية مشيغان الملتزمين الـ128 وأصوات مندوبي ولاية فلوريدا الملتزمين الـ185 في الحسبان في مؤتمره القومي لقيام الولايتين بخرق قوانين الحزب وإجراء انتخاباتهما التمهيدية قبل 5 شباط/فبراير. ونتيجة لقرار الحزب، لم يقم المتنافسون الديمقراطيون بأي حملات انتخابية في الولايتين.

أما الجمهوريون فسيختارون 2380 مندوباً على الأقل، رغم أن العدد قد يفوق ذلك إذا ما ألغى الحزب العقوبة التي فرضها على ولايات ويومنغ ونيو هامبشير ومشغان وفلوريدا وساوث كارولاينا لتقريرها إجراء انتخاباتها التمهيدية قبل 5 شباط/فبراير.

لغة المصطلحات السياسية للانتخابات الأمريكية

انتخابات الرئاسة الأمريكية لها لغة خاصة بها فمن مؤتمر الترشيح الحزبي، إذ ينتخب مرشح الحزب لخوض انتخابات الرئاسة في نوفمبر تشرين الثاني خلال اجتماع لممثلي الحزب. من يحصل على اغلبية الاصوات يصبح المرشح لمواجهة مرشح الحزب الاخر في الانتخابات العامة. يعقد الحزب الديمقراطي مؤتمره في دنفر في الفترة من 25 الى 28 اغسطس آب بينما يعقد الحزب الجمهوري مؤتمره في منيابوليس-سانت بول من أول سبتمبر ايلول حتى الرابع منه. بحسب رويترز.

أما المندوبون فهم الذين يحضرون مؤتمر الترشيح الحزبي وينتخبون مرشح الحزب. ويتم اختيارهم ليمثلوا كل الولايات الامريكية الخمسين وأيضا أراضي الولايات المتحدة.

والمندوبون المضمونون هم الملزمون بالتصويت لصالح مرشح بعينه على الاقل في الجولة الاولى من التصويت في مؤتمر الترشيح الحزبي. ويتحدد عددهم استنادا الى نسبة الاصوات التي يحصل عليها المرشح في الانتخابات الاولية أو في المؤتمرات الحزبية.

وهناك المندوبون الكبار، إذ تكون عدد من مقاعد المندوبين في مؤتمر الترشيح الحزبي تخصص لأعضاء من الكونجرس ومسؤولين منتخبين في الولاية ومسؤولين كبار في الحزب. ولا يتم اختيارهم خلال الانتخابات الاولية أو المؤتمرات الحزبية كما أنهم غير ملزمين بالتوصيت لمرشح بعينه ويحق لهم مساندة من يروق لهم.

وطريقة الانتخابات الاولية، هي التي يتم من خلالها اختيار عدد كبير من المندوبين ولاية بولاية. يعطي الناخبون أصواتهم لمرشحهم المفضل في مراكز الاقتراع. ولكل ولاية أحكام مختلفة. فالانتخابات الاولية في عدد كبير من الولايات تحدد المندوبين على اساس نسبة الاصوات التي يحصل عليها كل مرشح وان كان بعض الولايات يعطي كل مندوبي الولاية للمرشح الفائز فقط.

كبار المندوبين الحزبين يقررون من هو المرشح الديمقراطي

كتب بيتر سيسلر في موقع نشرة واشنطن أنه وعندما أعلن عضو مجلس الشيوخ عن ولاية مساتشوستس السناتور إدوارد (تيد) كينيدي تأييده للحملة الانتخابية الرئاسية لعضو مجلس الشيوخ عن ولاية إلينوي السيناتور باراك أوباما يوم 28 يناير المنصرم، فإنه يكون بذلك قد زاد من حظوظ أوباما للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي حيث منحه صوتا هاما من أصوات كبار المندوبين الحزبين. فالسيناتور إدوارد كينيدي هو أحد كبار المندوبين الحزبيين في الحزب الديمقراطي، ولذا فإن تصويته إلى جانب سائر زعماء الحزب الآخرين، سيكون حاسما لتحديد مرشح الحزب لانتخابات الرئاسة الأمريكية.

والسيناتور كينيدي هو واحد من مئات من يسمون بـ"كبار المندوبين الحزبيين" في الحزب الديمقراطي، وهم زعماء الحزب البارزون، بمن فيهم الرئيسان الديمقراطيان السابقان بيل كلينتون وجيمي كارتر، ونائب الرئيس السابق آل جور ومعظم حكام الولايات الديمقراطيين الحاليين والسابقين وأعضاء مجلس الشيوخ والنواب في الكونجرس من أعضاء الحزب. وهؤلاء الزعماء الديمقراطيون وغيرهم، سواء كانوا منتخبين أو معينين بواسطة اللجنة القومية للحزب الديمقراطي، يمكنهم الإدلاء بأصواتهم باعتبارهم من كبار المندوبين الحزبين في المؤتمر القومي المقرر عقده هذا الصيف في مدينة دينفر بولاية كلورادو للحزب الديمقراطي لاختيار مرشح الحزب لانتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر القادم.

وكبار المندوبين الحزبين ليسوا ملزمين بالتصويت وفقا لنتائج الانتخابات التمهيدية والحزبية في ولاياتهم، وعلى عكس المندوبين "الملزَمين" الذين يتم تقاسمهم بحسب مجاميع فرز الأصوات في الولاية وبموجب قواعد الحزب فيها، وهي قواعد ونظم تختلف من ولاية إلى أخرى حيث يحصل الفائز في بعض الولايات على جميع المندوبين إذا فاز فيها بالأغلبية، وفي ولايات أخرى  يتم توزيعهم وفق قاعدة التمثيل النسبي، فيحصل كل مرشح على عدد من المندوبين بناء على نسبة الأصوات الشعبية التي حصل عليها في الانتخابات التمهيدية. ويوحي احتدام التنافس الشديد في السباق بين أوباما وعضو مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك السيناتور هيلاري كلينتون أن كبار المندوبين الحزبيين سيلعبون دورا حاسما في تحديد مرشح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة.

وعلى الرغم من أن كبار المندوبين الحزبيين الديمقراطيين أحرار في التصويت لصالح أي مرشح يختارونه، فإن أصواتهم يكون قد تم احتسابها بالفعل حتى قبل انعقاد المؤتمر القومي للحزب. إذ إن عدد كبار المندوبين الحزبيين الذين أعلنوا تأييدهم لمرشح معين يفوق عدد المندوبين الملزمين الذين يتم اختيارهم في الانتخابات التمهيدية والاجتماعات الحزبية الانتخابية. وكانت حملة كلينتون قبل انتخابات 12 فبراير قد حصلت على تأييد 234 مندوبا من كبار المندوبين الحزبيين ضمن المندوبين الذين حصلت عليهم البالغ عددهم 1157 مندوبا، وحصلت  حملة أوباما على 156 مندوب من كبار المندوبين الحزبيين ضمن المندوبين الذين حصل عليهم البالغ عددهم 1145 مندوبا ملتزما.

أصوات فاصلة في السباق الديمقراطي

والاعتماد على كبار المندوبين الحزبيين يحمل في طياته بعض المخاطر، كما حدث لحاكم ولاية فيرمونت السابق هوارد دين في عام 2004؛ حين وعد دين بأصوات 130 مندوبا من كبار المندوبين الحزبيين، بمن فيهم جور، حين ارتفع مستوى التأييد له في استطلاعات الرأي قبيل الانتخابات الحزبية في آيوا. ولكنه حين حصل على المرتبة الثالثة في هذه الانتخابات وفقد السيطرة على نفسه أثناء الخطاب الذي ألقاه بعد الانتخابات الحزبية، سرعان ما تحول دعم كبار المندوبين الحزبيين إلى عضو مجلس الشيوخ السناتور جون كيري الذي فاز في نهاية المطاف بالترشيح.

ويجادل المنتقدون من أمثال جاشوا سبيفاك من صحيفة لوس أنجلوس تايمز بأن نظام كبار المندوبين الحزبيين له مخاطر تنطوي على عودة الحزب الديمقراطي إلى فترة ما قبل عام 1972 حين لم تكن هناك انتخابات تمهيدية أو اجتماعات حزبية موحدة وكان يتم اختيار المرشحين بواسطة المندوبين والمسئولين الحزبيين في قاعة المؤتمر القومي.

وحتى الآن، يبدو أن كلينتون وأوباما يتقاسمان دعم الناخبين الديمقراطيين في الانتخابات التمهيدية مناصفة. وفي حال استمر هذا الاتجاه، فربما يمتلك كبار المندوبين الحزبيين إلى المؤتمر القومي الديمقراطي الأصوات الفاصلة في السباق على ترشيح الحزب الديمقراطي.

طريق الديمقراطيين إلى البيت الأبيض

وقال توماس مان، وهو باحث رئيسي في معهد بروكنغز بواشنطن، إن أوباما لديه ميزة في كل واحدة من هذه الولايات. وقال مان للصحفيين، إن أوباما لديه فرصة معقولة لأن يفوز بالسباق خلال الأسابيع الثلاثة القادمة.

وقد حقق أوباما حتى الآن نجاحا في معظم المجالس الحزبية الانتخابية في الولايات التي تجري هذا النوع من الانتخابات الحزبية. ولديه فرصة أفضل في السباق الذي سيجري في ولايات تضم أعدادا كبيرة من السكان الأميركيين الأفارقة، بما فيها لويزيانا، التي جرى التصويت فيها في 9 شباط/فبراير وفاز فيها أوباما)، وفي ولايتي ماريلاند وفرجينيا إضافة إلى مقاطعة كولمبيا (حيث العاصمة واشنطن)، حيث سيجري الانتخاب التمهيدي في 12 شباط/فبراير.

إضافة إلى ذلك، لدى أوباما كمية أكبر بكثير من الأموال لإنفاقها في حملته الانتخابية. وكان قد جمع في كانون الثاني/يناير مبلغ 32 مليون دولار، بينما جمعت كلينتون مبلغ 13 مليون دولار.

غير أن كلينتون حققت أداء جيدا في ولايات ذات عدد كبير من السكان، وترى على أن لها أفضلية تنافس في الانتخابات التمهيدية التي ستجري في ولايتي أوهايو وتكساس، اللتين لديهما عدد كبير من المندوبين. وتتطلع حملتها الانتخابية أيضا إلى المنافسة في ولاية بنسلفانيا في 22 نيسان/إبريل على أنها فرصة أخرى مهمة.

وحتى إذا لم تجمع كلينتون عددا كبيرا من المندوبين في شباط/فبراير، فإنها تستطيع أن تلحق  بمنافسها إذا حققت فوزا كبيرا بأصوات المندوبين في الولايات الكبيرة التي سيجري فيها تصويت في شهري آذار/مارس ونيسان/إبريل.

ويمكن للديمقراطيين أن يستمروا في تنافسهم من أجل الترشيح لمدة من الزمن، غير أن الحزب الجمهوري أصبح قريبا من تسمية مرشحه. فالسناتور من أريزونا جون مكين، الذين يتقدم على منافسيه بمسافة كبيرة في سباق الفوز بمندوبين، يعتبر مرشح الحزب بصورة واقعية بعد أن انسحب  حاكم ولاية مساتشوستس السابق ميت رومني من االسباق في 7 شباط/فبراير. وسيتم الاختيار الرسمي للمرشح الجمهوري في المؤتمر الوطني للحزب في أوائل أيلول/سبتمبر.

صحيفة أمريكية تتهم الجمهوري ماكّين بارتباطات مشبوهة

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز ان جون مكين متصدر السباق الجمهوري للفوز بترشيح الحزب في انتخابات الرئاسة الامريكية ارتبط بعلاقة وثيقة مع عضو في جماعات الضغط قبل تسع سنوات فيما قد يتناقض مع مواقفه الاخلاقية السامية لكن حملة مكين نفت بقوة صحة التقرير.

وقالت حملة مكين ان الصحيفة شاركت في "حملة تشويه للسمعة" في تقرير طويل نشر بموقعها على الانترنت. ودعا مكين وهو سناتور من اريزونا طويلا الى الالتزام بمعايير اخلاقية سامية بين المشرعين ومن شبه المؤكد ان يفوز بترشيح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية المقررة يوم الرابع من نوفمبر تشرين الثاني.

وقالت الحملة في بيان اصدره مدير الاتصالات جيل هازلبيكر ان مكين لم ينتهك مطلقا الثقة العامة ولم يقدم امتيازات مطلقا مقابل مصالح خاصة ولن يسمح لحملة تشويه للسمعة ان تصرفه عن القضايا المهمة في حملته. بحسب رويترز.

واشارت الصحيفة في تقريرها الى امثلة قالت ان مكين ظهر فيها كأنه يقوض مطالبه الخاصة لاعضاء الكونجرس باتباع سلوك اخلاقي رفيع.

وركزت الصحيفة على ما قالت انها علاقة وثيقة مع فيكي ايزمان وهي عضو جماعة ضغط في قطاع الاتصالات وذكرت انه في وقت مبكر من محاولة مكين الفاشلة لخوض الانتخابات الرئاسية عام 2000 تزايد قلق اعضاء في حملته من ان العلاقة قد تضر بالحملة.

وافادت الصحيفة ان كلا من مكين وايزمان نفى وجود اي علاقة رومانسية. وابلغ مكين الصحيفة ايضا انه لم يظهر مطلقا محاباة لايزمان او عملائها.

تكساس وإهتمام غير متوقع في جولة الانتخابات التمهيدية

يحظى الناخبون في الدائرة الانتخابية الـ23 في جنوب غرب تكساس بالاهتمام على الصعيد القومي لأن "ولاية النجمة الوحيدة" أصبحت فجأة ولاية ذات شأن وأهمية بالنسبة للساعين إلى الفوز بالترشيح للرئاسة هذا العام.

فقد كان يتم تحديد مرشح كل من الحزبين الرئيسيين، في معظم سنوات الانتخابات الرئاسية السابقة، في ولايات أخرى قبل أن يحظى سكان تكساس بفرصة الإدلاء بأصواتهم.

وسيكون هذا العام أول مرة منذ العام 1968 تلعب فيه انتخابات تكساس التمهيدية، في 4 آذار/مارس، دوراً في تقرير المتنافس الذي سيصبح مرشح الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية.

ويبذل كل من السناتور هيلاري كلنتون والسناتور باراك أوباما قصارى جهودهما للفوز بتكساس، من خلال زيارتها شخصياً والقيام بحملات إعلانات دعائية ضخمة والسعي إلى الفوز بتأييد شخصيات مرموقة ومجموعات بارزة.

وفي الحزب الجمهوري، أكد حاكم آركنصو السابق، مايك هكابي، على أنه سيواصل خوض المعركة ضد المرشح المتقدم عليه كثيراً السناتور جون مكين حتى ظهور نتيجة انتخابات تكساس التمهيدية على الأقل.

ويمكن للحماس الذي تثيره الحملات الانتخابية أن يؤدي إلى قيام أعداد قياسية من الناخبين بالاقتراع. وقد يؤثر ذلك بدوره على انتخابات الحزب الديمقراطي التمهيدية لاختيار مرشحه كسناتور في مجلس الشيوخ الأميركي، وانتخابات الحزب الجمهوري التمهيدية في الدائرة الـ23 لاختيار المرشح الذي سيتحدى النائب الديمقراطي الحالي سيرو رودريغوز للفوز بمقعده في مجلس النواب.

والمتنافس المتقدم في حملة الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي للمقعد في مجلس الشيوخ هو ريك نورييغا، النائب في مجلس الولاية التشريعي عن هيوستن. ومن منافسيه راي مكمري، وهو أستاذ مدرسة من بلدة كوربس كريستي.

ومن المتنافسين أيضاً جين كيلي، وهو محام عسكري متقاعد في الحادية والثمانين من العمر فاز قبل ثمانية أعوام بترشيح الحزب الديمقراطي له لخوض الانتخابات للفوز بمقعد في مجلس الشيوخ في الكونغرس رغم أنه لم يقم بأي حملة انتخابية. ويعتقد المحللون أن الأمر اختلط على الناخبين الذين حسبوه النجم السينمائي والراقص الراحل الذي يحمل نفس الاسم. والمتنافس الأخير هو ريت سمث، وهو حارس أمن من سان أنطونيو.

ونورييغا مقدّم في الحرس القومي في ولاية تكساس وقد خدم في أفغانستان. وهو ينتقد دعم كورنين لسياسات الرئيس بوش المتعلقة بحرب العراق. وقد رفض كورنين، الذي لا يواجه سوى منافسة رمزية في الانتخابات التمهيدية في الحزب الجمهوري، الرد على الانتقادات حتى الآن. وقال إنه سينتظر حتى يختار الديمقراطيون خصمه.

وسيراقب المسؤولون عن الحزب الديمقراطي على الصعيد القومي نورييغا لمعرفة ما إذا كان سيتمكن من الفوز في الانتخابات التمهيدية بدون دورة إضافية حاسمة. ويقول المحللون الديمقراطيون إن كورنين، الذي يخدم فترته الأولى كسناتور في مجلس الشيوخ الأميركي، ضعيف يمكن الفوز عليه. ولكن كورنين يتمتع بميزة هائلة: فقد بدأ الحملة للفوز بإعادة انتخابه لفترة ثانية وفي جعبته مبلغ 7,5 مليون دولار، مقارنة بميزانية نيورييغا البالغة 968 ألف دولار.

السناتور باراك أوباما يأمل في غزو قاعدة مؤيدي كلنتون من المتحدرين من دول ناطقة بالإسبانية وكسب الأصوات فيها. ويتواجه في انتخابات الحزب الجمهوري التمهيدية في الدائرة الـ23 المحامي والمصرفي الثري، فرانسيسكو "كويتشو" كانسيتشو، مع لايل لارسون وهو عضو سابق في مجلس بلدية مدينة سان أنطونيو وعضو لجنة إدارة مقاطعة بيكسار.

ويواجه كانسيتشو معركة صعبة، رغم كون ميزانية حملته الانتخابية التي مولها بنفسه أضخم من ميزانية لارسون، إذ إنه لم ينتقل إلى سان أنطونيو إلا قبل بضع سنوات من لوريدو، حيث هُزم في انتخابات العام 2004 على مقعد في مجلس النواب. أما لارسون، فقد مثل مقاطعة بيكسار الشمالية الغربية التي تشكل معقلاً جمهورياً منذ العام 1996. وقال لارسون إن ناخبيه سيشكلون ما يصل إلى 60 بالمئة من المقترعين في انتخابات الحزب الجمهوري التمهيدية في الدائرة الـ23.

ويراقب المسؤولون في الحزبين الجمهوري والديمقراطي الدائرة الـ23 عن كثب وقد يلجأون إلى إرسال المال والموظفين للحملة الانتخابية العامة في تشرين الثاني/نوفمبر العامة، كما فعلوا في منافسة العام 2006.

إقبال الناخبين بشكل واضح على الاقتراع في الانتخابات التمهيدية

من المتعارف عليه أن الانتخابات التمهيدية والاجتماعات الحزبية لاختيار مرشحين للانتخابات العامة تستقطب عادة الناخبين ذوي الحوافز السياسية القوية.  وفي كثير من الأحيان يكون هؤلاء ناشطين حزبيين أو ناخبين مدفوعين بأجنداتهم السياسية وينتمون الى أطياف سياسية تقع إلى يسار أو يمين نطاق الأحزاب السياسية الرئيسية السائدة. لكن واقع الحال مخالف لذلك في العام 2008.

فقد حطّم الإقبال على التصويت الأرقام القياسية في غالبية الولايات، التي أفادت أن عددا أكبر من الناخبين سجلوا أنفسهم فيها للإدلاء بأصواتهم. كما نفدت أوراق الاقتراع في بعض الدوائر الانتخابية بسبب الإقبال الذي فاق التوقعات. وكان الناخبون يمثلون شريحة أعرض من الشريحة المعتادة.

وقد ازدحمت مراكز الاجتماعات الحزبية لاختيار المرشحين في ولاية هاواي، فاصطف الناخبون في طوابير طويلة امتدت إلى الشارع يوم 19 شباط/فبراير الجاري. وقدّر أن عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم كان أكبر بعشرة أضعاف من عددهم في 2004 الذي بلغ 4000 ناخب. وقال السناتور المخضرم من ولاية هاواي، دانيال إينوي، لوكالة أسوشييتد بريس إن إقبال الناخبين كان على أعلى مستوى شاهده خلال 60 عاما، مضيفا: "إن حقيقة كون الإقبال كان استثنائيا تبيّن أن الديمقراطية تعمل بشكل ناجح." وقد انتظر إينوي في أحد الطوابير مدة ساعتين تقريبا للإدلاء بصوته.

ويرى الخبراء أن الأسباب الكامنة وراء هذا الحماس هي الامتعاض الشديد من سياسات الحكومة الأميركية الحالية والإثارة التي ولدّها مرشحان يحتدم التنافس بينهما للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي. وسيشكل ترشيح أي منهما حدثا تاريخيا – فهيلاري كلينتون  قد تصبح أول امرأة تترشح لمنصب الرئاسة وباراك أوباما سيكون أول أميركي من أصل إفريقي يفوز بترشيح أحد الحزبين السياسيين الرئيسيين.

وطبقا لاستطلاع أجرته مؤسسة غالوب وصحيفة يو إس إيه توداي فان نسبة 79 في المئة من الناخبين الديمقراطيين ذكروا أنهم متحمسون أكثر من العادة للتصويت في هذه الانتخابات، مقارنة بنسبة 44 في المئة في أوساط الجمهوريين الذين لا يعتبرون المرشح جون ماكين مرشحا مختلفا عن المرشحين السابقين.  واعتبرت غالبية من الديمقراطيين المستطلعة آراؤهم، تزيد على 60 في المئة، كلينتون وأوباما أفضل من غالبية المرشحين الذين تنافسوا على الرئاسة خلال حياتهم.

ويمكن عزو الإقبال الكبير أيضاً إلى تعدّد المسائل التي تهم الناخبين.  فقد ذكر استطلاع آخر أجرته موسسة غالوب ويومية "يو إس إي توداي" معا أن الأميركيين يعتبرون كل شيء مهما. فقد وصف الذين تم استطلاع آرائهم جميع الـ 14 قضية التي سئلوا عنها بأنّها "هامة جدا" أو "في منتهى الأهمية." وبشكل عام، احتلت مسألة الاقتصاد الصدارة وتبعتها الحرب في العراق. أما المسائل الأخرى التي تشغل بال الأميركيين فهي التعليم، والفساد الحكومي، والرعاية الصحيّة، والطاقة، والبيئة، والهجرة. وتباينت المرتبات التي صنفت فيها هذه المسائل قليلا بين الناخبين من الحزبين.

نادر يعلن ترشيحه للانتخابات الرئاسية

واعلن رالف نادر المدافع عن حقوق المستهلكين الاميركيين ترشيحه للانتخابات الرئاسية الاميركية في مرحلة يختار فيها الحزبان الديموقراطي والجمهوري مرشحيهما في السباق الى البيت الابيض.

وقال نادر في مقابلة بثتها شبكة (ان بي سي): انني مرشح للرئاسة.

وكان رالف نادر الذي يحتفل بعيد ميلاده الـ74 حصل العام الفين على 7,2% من الاصوات ما حمل ديموقراطيين على اتهامه بعرقلة فوز آل غور امام منافسه جورج بوش في حينها.

كما ترشح نادر للانتخابات الرئاسية في 2004 حيث حصل على 0,3% من الاصوات وايضا في عامي 1992 و1996. واعتبر ان المعارضة الديموقراطية لبوش ينبغي ان تحقق فوزا كبيرا في تشرين الثاني/نوفمبر او ان "تعتزل السياسة". بحسب (ا ف ب).

وشدد على ان رسالته من اجل البيئة والامان في مواقع العمل والمعارضة لمصالح اوساط الاعمال تبرر ترشيحا مستقلا متهما المرشح الديموقراطي الاوفر حظا باراك اوباما بممارسة "الرقابة الذاتية" على اسمى ميول لديه متهما اياه بدعم "تدمير" اسرائيل لقطاع غزة.

وكان اوباما اعتبر في وقت سابق ان نادر: لديه نظرة ايجابية للغاية الى ما قام به حتى الان، معتبرا انه، من حق الجميع الترشح للرئاسة ما دامت تتوافر لديهم الشروط المطلوبة وان نادر اتصل به قبل اعلان ترشيحه.

الا ان نادر الذي بفضله اصبح وضع احزمة الامان في السيارات الزاميا انتقد المرشحين عن الحزب الديموقراطي باراك اوباما وهيلاري كلينتون لعدم اكتراثهما للامور التي يعتبر الاميركيون انها تطرح مشاكل مثل الحرب على العراق والفضائح المالية والنزاع الاسرائيلي الفلسطيني.

كما اتهم نادر المرشح الجمهوري جون ماكين بانه "مرشح الحرب الابدية" وهو يدعو الى تنحية بوش ونائبه ديك تشيني. الا ان عددا من المحللين قلل من شأن ترشح نادر هذه السنة للانتخابات الرئاسية.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاحد 16 آذار/2008 - 8/ربيع الاول/1429