الانتخابات الإسبانية: اصرار على النهج الاشتراكي مع تقدم اليمين واليسار

شبكة النبأ: رغم عدم حصوله على الاغلبية المطلقة، فاز الحزب الاشتراكي الحاكم في إسبانيا في الانتخابات العامة، التي ستتيح نتائجها لرئيس الوزراء خوسيه لويس ثاباتيرو الاستمرار في المنصب في ولاية ثانية مدتها أربع سنوات.

وقالت الداخلية الإسبانية إن حزب ثاباتيرو الاشتراكي حصل على 43.7 في المائة من الأصوات مقابل 40.1 في المائة للحزب الشعبي المعارض، عقب فرز 99.4 في المائة من الأصوات.

وستتيح النتائج للحزب الاشتراكي تولي 169 مقعداً، دون الـ176 مقعداً التي يحتاجها لتحقيق الأغلبية المطلقة، في البرلمان ذو الـ350 مقعداً. بحسب CNN.

ولا يؤهل الفوز الحزب الاشتراكي تحقيق أغلبية مطلقة بالبرلمان مما سيضطره لعقد تحالفات مع حزب اليسار الموحد والأحزاب القومية التي حصلت على نتائج مهمة.

وتأتي النتائج دعماً لسياسة التغيير التي انتهجها ثاباتيرو على الصعيدين المحلي والسياسة الخارجية أبرزها سحب القوات الإسبانية من العراق فور توليه رئاسة الحكومة.

وكان ثاباتيرو قد فاز بالانتخابات التشريعية بعد ثلاثة أيام من هجمات مدريد التي استهدفت شبكة قطارات النقل العام في العاصمة وأدت إلى مقتل 191 شخصاً عام 2004.

وسيولي رئيس الحكومة الإسبانية، خلال ولايته الثانية، أهمية قصوى لدفع عجلة الاقتصاد المتباطئة، الذي تأثرت بأزمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة، بجانب قضايا الهجرة وعودة انفصالي الباسك "إيتا" لعملياتهم، كما نقلت الأسوشيتد برس.

وقال في كلمة ألقاها أمام مقر حزبه بالعاصمة مدريد إن الشعب في هذه الانتخابات تحدث بوضوح وقرر البدء بمرحلة جديدة، وشكر  مؤيديه الذين ساهموا بتحقيق "نصر واضح"  في الانتخابات العامة، مؤكدا أن "الإسبان فتحوا عهداً جديداً."

وأقر الحزب الشعبي المعارض بالهزيمة إلا أن عزاءه كان في زيادة عدد مقاعده في البرلمان، وقال ماريانو راخوي زعيم الحزب لانصاره: "إننا الحزب السياسي الذي حصل على مقاعد أكبر من أي حزب آخر في إسبانيا بالأصوات وبالنسبة المئوية."

وارتفعت مقاعد الحزب من 148 مقعداً إلى 159.

وتأتي النتائج مطابقة للتوقعات حيث أظهرت استطلاعات الرأي بعد نهاية عمليات الاقتراع في الانتخابات العامة الإسبانية، فوز الحزب الاشتراكي الحاكم.

وأجمعت كل استطلاعات الرأي التي قامت بها محطات التلفزيون الرسمية الثلاث في البلاد أنّ الاشتراكيين فازوا على حساب منافسهم الحزب الشعبي.

وكانت معظم استطلاعات الرأي التي جرت قبل الاقتراع، أظهرت أنه من المتوقع أن يفوز ثاباتيرو بأصوات الأغلبية من أعضاء البرلمان الأسباني الـ 300.

اليمين يحرز تقدما

حسب النتائج الجزئية شبه النهائية حصل الحزب الاشتراكي على 7043% من الاصوات و169 مقعدا من اصل 350 اي بزيادة اربعة مقاعد عن 2004. لكن الحزب الشعبي بزعامة ماريانو راخوي اعرب عن ارتياحه للنتيجة الجيدة على رغم الهزيمة. فقد حصل على 40,11% من الاصوات (37,71% في 2004) وعلى 154 نائبا بزيادة ستة نواب عن هزيمته المفاجئة في 2004.

وقال راخوي ان الحزب الشعبي هو "الحزب الذي احرز تقدما كبيرا في اسبانيا على صعيدي الاصوات والمقاعد". واضاف امام انصاره "اتصلت بمرشح الحزب الاشتراكي (خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو) وتمنيت له حظا سعيدا لما فيه خير اسبانيا". وقد قاطعه المحتشدون بهتافات "ثاباتيرو استقل".

واكد راخوي الذي تمحورت حملته حول قلق الاسبان المتزايد من التباطؤ الاقتصادي والهجرة "المنفلتة" ان الحزب الشعبي سيستمر في الدفاع عن "مبادئه". بحسب ا ف ب.

وعززت هذه الانتخابات اكثر من اي وقت سابق سيطرة اكبر حزبين على الحكومة على حساب الاحزاب الصغيرة.

واكبر الخاسرين في هذه الانتخابات هم اشتراكيو حزب ايسكويديرا اونيدا والانفصاليون الكاتالونيون الذين تحالفوا نيابيا مع الحكومة الاشتراكية في السنوات الاربع الاخيرة.

وقد تدنت مقاعدهم تباعا من 5 الى 3 ومن 8 الى 3 اي ما دون العتبة الضرورية المحددة بخمسة نواب لتشكيل كتلة نيابية.

واعترف زعيم ايسكويديرا اونيدا غاسبار لامازاريس ب "فشله" قائلا انه كان ضحية "نسونامي شكله حزبان" في الحملة الانتخابية. واعلن انه لن يترشح الى انتخابات 2012.

وتميزت الانتخابات بمشاركة ناهزت 75% على غرار المشاركة في انتخابات 2004 التي فاز فيها ثاباتيرو زعيم المعارضة آنذاك.

ثاباتيرو مضطر الى تشكيل تحالفات ليتمكن من الحكم

وينبغي على خوسيه لويس رودريغيث ثاباتيرو رغم فوزه الواضح في الانتخابات التشريعية في اسبانيا ان يقيم تحالفات دقيقة ليتمكن من الحكم على الارجح مع القوميين بسبب عدم حصوله على الغالبية المطلقة.

وحسن الحزب الاشتراكي الاسباني نتائجه في ختام العملية الانتخابية الاحد حاصدا 169 مقعدا نيابيا اي اكثر بخمسة مقاعد مقارنة بالعام 2004 لكنه لم يحصل على غالبية مطلقة.

اما حلفاء الاشتراكيين خلال الولاية البرلمانية الاخيرة اي الخضر والشيوعيون في تحالف "ايثكييردا اونيدا" (اليسار الموحد) والقوميون الكتالونيون اليساريون فمنيوا بخسارة كبيرة وانتقل الاوائل من خمسة مقاعد الى مقعدين والكاتالونيون من ثمانية مقاعدة الى ثلاثة.

وكتبت صحيفة "الباييس" من اليسار الوسط "سيتحتم على ثاباتيرو مواصلة الاستناد الى دعائم خارجية ستختلف بالطبع عن دعائمه عام 2004".

ولم يدل ثاباتيرو والمسؤولون في الحزب الاشتراكي باي تصريحات حول طبيعة التحالفات التي ينوون القيام بها خلال الولاية الجديدة. بحسب ا ف ب.

وقد امتنع المسؤول الثاني في الحزب الاشتراكي خوسيه بلانكو ردا على سؤال حول التحالفت الممكنة عن الرد قائلا "اليوم ينبغي الاحتفال بالفوز".

واضاف "رئيس الحكومة سيقرر ما اذا كان يريد الحكم بمفرده" معتمدا على دعم محدد في البرلمان من احزاب اخرى او في "اطار ائتلاف".

كيفية الاقتراع في الانتخابات التشريعية الاسبانية

دعي نحو 35,1 مليون ناخب اسباني الى المشاركة في الانتخابات التشريعية لاختيار اعضاء مجلس النواب (350 مقعدا) وقسم من مجلس الشيوخ (208 مقعدا من 264) لولاية من اربع سنوات عبر الاقتراع العام المباشر بنظام اللائحة وفي دورة واحدة.

-- الاقتراع :

تجرى انتخابات مجلس النواب (الكونغرس) على اساس نظام النسبية المصحح (البقاء للاقوى) في 52 دائرة انتخابية.

تقدم الاحزاب مرشحيها وفق لوائح مغلقة لا يحق للناخب تعديلها.

وينتخب جيبا سبتة ومليلية في شمال المغرب نائبا واحدا لكل منهما بينما يمثل باقي الدوائر الخمسين نائبان اثنان على الاقل ما يجعل المجموع 102.

وتوزع المقاعد الباقية (248) وفق قانون هونت (يحمل اسم رجل القانون البلجيكي فكتور هوندت) الذي يعتمد مبدأ البقاء للاقوى.

ويشجع نظام الاقتراع الحزب الذي يحصل على اكبر عدد من الاصوات والتشكيلات التي تملك قاعدة محلية جيدة.

ويتم انتخاب اعضاء مجلس الشيوخ الاقل اهمية من مجلس النواب على اساس المقاطعات (باستثناء ارخبيل جزر الكناري حيث ينتخب السكان في كل جزيرة) بنظام الاغلبية.

ويجري الاقتراعان في دورة واحدة.

وتفتح مكاتب الاقتراع بين الساعة 09,00 و20,00 بالتوقيت المحلي (08,00 و19,00 تغ).

-- ابرز الاحزاب :

الحزب الاشتراكي العمالي الاسباني (164 نائبا في 2004).

الحزب الشعبي (يمين - 148 نائبا)

كونفيرجينسيا اونيو (قومي كاتالاني يمين الوسط - 10 نواب)

اسكويرا روبوبليكانا دي كاتالانيا (استقلاليون كاتالونيون يسار - 8 نواب)

الحزب القومي الباسكي (يمين الوسط - 7 نواب).

ازكويردا يونيدا (تحالف بيئي شيوعي - 5 نواب).

تحالف كناري (قوميو الكناري - 3 نواب).

الكتلة الوطنية لغاليسيا (يسار-نائبان).

اسبانيا في سطور

يحكم اسبانيا منذ الرابع من آذار/مارس 2004 الاشتراكي خوسيه لويس ثاباتيرو الذي يسعى الى الفوز بولاية ثانية من اربع سنوات، وفيما يلي معلومات مفصلة عن هذه الدولة الاوربية، بحسب ا ف ب:

-- الموقع الجغرافي: تقع اسبانيا في جنوب اوروبا وهي تشكل مع البرتغال شبه الجزيرة الايبيرية. وتملك حدودا مع فرنسا والاندور والبرتغال وجبل طارق (بريطانيا). وتبلغ مساحتها 505 الف كلم مربع (بما فيها جزر الكناري والباليار).

-- السكان: 45 مليونا و200 الف و737 نسمة (2007) وهي خامس اكثر دول الاتحاد الاوروبي كثافة سكانية.

-- العاصمة: مدريد ويبلغ عدد سكانها 3,1 ملايين نسمة (2007).

-- اللغة: الرسمية الوطنية هي الاسبانية وفي المناطق هناك لغات رسمية اخرى هي لغات الباسك وكاتالونيا وغاليسيا.

-- الدين: كاثوليك بنسبة 80 بالمئة ويقول 45 بالمئة من الاسبان انهم يلتزمون تعاليم هذه الديانة.

-- التاريخ: اول من سكن اسبانيا هم الايبيريون والسلت قبل ان تنتقل الى حكم الرومان والقوط الغربيين والعرب المسلمين ثم استعادها ملوك كاثوليك في القرن الخامس عشر.

في 1808 غزاها نابليون وتم طرد القوات الفرنسية منها في 1814.

واعلنت الجمهورية في اسبانيا في 1931. واندلعت فيها حرب اهلية بين 1936 و1939. ثم حكمها الدكتاتور الجنرال فرانكو حتى وفاته في 1975. واعيد النظام الملكي في 22 تشرين الثاني/نوفمبر 1975 مع الملك خوان كارلوس وعودة النظام الديموقراطي.

وفاز باول انتخابات حرة نظمت في اسبانيا في حزيران/يونيو 1977 الديموقراطيون المسيحيون بزعامة ادولفو سواريز. وحكمها المحافظ خوسيه ماريا اثنار من 1996 الى 2004 بعد اكثر من 13 عاما من حكم الاشتراكيين بزعامة فيليبي غونزاليس.

وفي 14 آذار/مارس 2004 حقق الاشتراكيون بزعامة خوسيه لويس ثاباتيرو فوزا مفاجئا في الانتخابات بعد ثلاثة ايام من اعتداءات دامية نفذها اسلاميون متطرفون في مدريد اوقعت 191 قتيلا.

-- المؤسسات السياسية: ملكية دستورية مع مجلس النواب ومجلس الشيوخ اللذان يشكلان المجلس التشريعي (كورتس) في اسبانيا.

-- الاقتصاد: تشكل السياحة اهم نشاط اقتصادي في البلاد.

-- الموراد: الزراعة (حبوب وحمضيات وخضر وزيت زيتون وخمر) اضافة الى الصناعات الغذائية والطاقة وصناعة السيارات.

-- الناتج الاجمالي: 1049 مليار يورو بحسب المعهد الوطني للاحصاءات (2007)

-- الدخل الفردي: 22260 يورو للفرد سنويا (2006).

-- نسبة النمو: 3,8بالمئة في 2007 مقابل 3,9 في 2006.

-- نسبة البطالة: انهت اسبانيا عام 2007 بنسبة بطالة بلغت 8,6 بالمئة.

-- التضخم: بلغت نسبة التضخم وهي بين الاعلى في منطقة اليورو 4,3 بالمئة في 2007.

-- الحسابات العامة: حققت اسبانيا فائضا قياسيا في حساباتها العامة بلغ 2,23 بالمئة من انتاجها الاجمالي.

-- العجز التجاري: بلغ العجز التجاري المتراكم في نهاية 2007 ما قيمته 98,952 مليار يورو (بزيادة 10,3 بالمئة خلال عام).

-- القوات المسلحة : 79 الفا و128 عسكريا مقسمين الى 54 الفا و682 لجيش البر و12 الفا و361 لجيش البحر و12 الفا و85 لسلاح الجو.

شبكة النبأ المعلوماتية-السبت 15 آذار/2008 - 7/ربيع الاول/1429