ملف الطاقة البديلة: الوقود الأحيائي يساهم في الحد من الاحتباس الحراري

12-3-2008

اعداد/صباح جاسم

شبكة النبأ: ما يُعرف بالكتل الأحيائية، هي مصدر طاقة بدائي ويُعَول عليه منذ ان بدأ الانسان الاول بإشعال الحطب قبل اكثر من 400 الف سنة لطبخ طعامه والحصول على التدفئة. واليوم فان ما يحرز من تقدم في مجال التكنولوجيا الذي تدفع اليه الحاجة الماسّة لخفض الإعتماد على وقود الأحافير، مثل الفحم والنفط، بدأ يدفع بالكتل الأحيائية الى الواجهة، لتكون مصدر طاقة بديل في المستقبل، (شبكة النبأ) تجول بكم في تقريرها هذا عن اخر المستجدات بشأن "الطاقة البديلة".

يشيد كثيرون بالكتل الأحيائية، وهي جزء متفرّع من الكتل الأحيائية عموما، كونها بدائل نقية وقابلة للتجديد لوقود الأحافير التي تستخدم في تشغيل وسائل النقل.  لكن آخرين يشيرون الى ان أنواع الوقود الأحيائية مثل الإيثانول المستخرج من الذرة الصفراء، انما تنال من الأراضي المخصّصة للمحاصيل العالمية وتوفّر الغذاء، وان التكنولوجيات القائمة على الحلول غير الغذائية لمثل هذه المشاكل لا تزال بعيدة المنال وفي وقت بعيد في المستقبل.

والكتل الأحيائية هي مواد عضوية وتشمل فضلات المناجر، ومخلفات الغابات ومنتجات ثانوية زراعية، وروث الحيوان والبشر، ومكوّنات عضوية من الفضلات التي تخلفها البلديات والصناعات، وعناصر كثيرة غيرها. بحسب تقرير واشنطن.

ويمكن للكتل الأحيائية أن تستخدم في طائفة من المنتجات الشائعة بما فيها البلاستيك والبوليمر والسجاد والمنسوجات ومواد التنظيف ووقود وسائل النقل. الا ان ذلك يعتمد على المواد العضوية التي تدخل في هذه الصناعة.

وعلى نقيض مصادر أخرى من الطاقة القابلة للتجديد مثل الطاقة الشمسية وطاقة الريح، فإن بالإمكان تحويل الكتل الأحيائية مباشرة الى أنواع وقود أحيائية سائلة مثل الإيثانول والديزل الأحيائي.  وتلك هي بعض من استخدامات الكتل الأحيائية الأسرع نموا.

وقد بلغ الإنتاج العالمي من الإيثانول حوالي 51.1 بليون لتر في 2006، طبقا لما جاء في تقرير إتحاد الوقود القابل للتجديد بواشنطن، كما أن الإنتاج تتسارع وتيرته في الوقت الذي تسعى فيه دول العالم لخفض مستورداتها من النفط، ووزيادة انتاجية الإقتصادات الريفية وتحسين نوعية الهواء. كما يتوقع ان تدفع الإنتاج قدما مخاوف متزايدة من انبعاث غازات الإحتباس الحراري وتقلص إمدادات العالم من النفط.

وفي حديث مع موقع أميركا دوت غوف، قال بيل هولمبيرغ، العضو في المجلس الأميركي حول الطاقة القابلة للتجدد: "هناك نمّو سريع في إنتاج الإيثانول في العالم قاطبة ولدى الولايات المتحدة أكبر طاقة إنتاج، تليها البرازيل، فيما تقوم بلدان أخرى بتطوير صناعات الإيثانول لديها."

برنامج لمساعدة دول نامية على الإفادة من الطاقة المتجددة

بوشر مؤخرا بتوسيع برنامج دولي أنشئ لمساعدة 13 بلدا ناميا على فهم مدى وأبعاد مصادر الطاقة القابلة

للتجديد من مثل طاقة الريح والشمس، وذلك عن طريق إضافة معطيات وبيانات أخرى عن الطاقة القابلة  

للتجديد الى قاعدة معلوماتها العامة المتسّعة والمجانية الخاصة بالطاقة. وكانت حكومة أبو ظبي قد أعلنت في شهر كانون الثاني/يناير الماضي لتمويل البنى التحتية للطاقة القابلة للتجديد ومشاريع أخرى ذات علاقة في الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الشرق الأوسط/شمال إفريقيا وعلى صعيد كوني.

وقد أسس برنامج ما يعرف بـ"تقييم موارد الطاقة الشمسية وطاقة الريح" في 2001 كبرنامج استرشادي ورصد له مبلغ 9.1 مليون دولار فيما ساهمت له منشأة البيئة الكونية بمبلغ 6.8 مليون دولار. والمنشأة هي منظومة مالية مستقلة تساعد البلدان النامية على تمويل مشاريع وبرامج لصون البيئة الكونية.

ويدير شؤون البرنامج قسم التكنولوجيا والصناعة والإقتصاد التابع لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة بالتعاون مع أكثر من 25 شريكا من جميع أنحاء العالم، ومن بين هؤلاء الشركاء المختبر القومي للطاقة القابلة للتجديد التابع  لوزارة الطاقة الأميركية، ووكالة الفضاء الأميركية (ناسا) ومصلحة المسح الجيولوجي الأميركية.

وأبلغ مارك رادكا، رئيس فرع الطاقة في برنامج الأمم المتحّدة للبيئة، موقع أميركا دوت غوف بقوله: "منذ البداية، أذهلتنا حقيقة ان بلدان العالم بحاجة لبيانات ومعلومات مفيدة عن مواردها من أجل انتهاج سياسات حكومية سليمة حول الطاقة القابلة للتجديد والإستثمار فيها." بحسب يو اس انفو.

وقد اتخذت البلدان الثلاثة عشر وهي بنغلاديش، البرازيل، كوبا، الصين، السلفادور، إثيوبيا، غانا، غواتيمالا، هندوراس، كينيا، نيبال، نيكاراغوا وسري لانكا – التي تعرف مجتمعة بمجموعة "سويرا" التقنية، ما دعاه رادكا، الخطوة "الأولى الحاسمة" في إنشاء مؤسسات طاقة متجددة محلية فوضعت خرائط وبيانات رسمت موارد الطاقة الشمسية وطاقة الريح في كل منها.

ترسيم طاقات الريح والشمس

إن التقاط الصور بواسطة الأقمار الصناعية يعتبر أمرا حاسما لتقييم إمكانات الطاقة الشمسية وطاقة الريح في كل بلد. ومن أجل انتاج خرائط الطاقة الشمسية تلك، لجأ العلماء الى استخدام صور للطقس التقطت بواسطة الأقمار الصناعية بحيث تستدل منها موارد كل بلد.  ومن أجل إنتاج خرائط عن طاقة الريح استخدم العلماء صورا نقية ونماذج رقمية ذات جودة عالية عن هبوب الريح فوق اراض ذات تضاريس وعرة.

وقال ديف ريني، كبير المسؤولين عن مشروع الخرائط في مجموعة البرامج الدولية التابعة للمختبر القومي للطاقة القابلة للتجديد، لموقع أميركا دوت غوف ان الخرائط "كانت ذات نوعية ممتازة بحيث أنها مناسبة للتطبيقات الخاصة بالطاقة القابلة للتجديد على نطاق واسع." واضاف ان الكثير من بلدان العالم لم تكن لديها قط اية بيانات من قبل وبالتالي كانت هذه خبرة متبصرة ساهمت في تسريع خطى، وزيادة الإهتمام في، تطوير الطاقة القابلة للتجديد في هذه البلدان."

وقد ساهمت مؤسسات تقنية لعدة بلدان في مشروع التقييم الذي قامت به مجموعة سويرا وذلك في الأيام الأولى من عمر المشروع. ومن هذه المؤسسات مختبر ريسو الوطني التابع للجامعة التقنية للدنمرك، ومعهد الديناميكية الحرارية الفنية لمركز طيران الفضاء الالماني. وعملت مجموعة سويرا مع شريكات وجامعات محلية ومؤسسات فنية حكومية في إعداد هذه التقييمات.

وكان من الأهداف الأخرى، استنادا لرادكا، جمع البيانات حول الطاقة الشمسية وطاقة الريح المستقاة من أدوات واساليب  قياس مختلفة ودمجها في منتوج معمّم.

طواحين هواء مولّدة للطاقة على طول الطريق السريع رقم 10 بالقرب من بالم سبرينغز، كاليفورنيا

طواحين هواء مولّدة للطاقة على طول الطريق السريع رقم 10 بالقرب من بالم سبرينغز، كاليفورنيا وجزء من الاسباب التي اجتذبت سويرا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة هو ان الأولى منحت الأخير فرصة للجمع معا بين مدارس أفكار مختلفة بشأن كيفية استخدام المرء معلومات مستقاة من الأقمار الصناعية لأغراض التنبّوء بالطقس في الغالب واستنباط طريقة ثابتة لاستخدام هذه البيانات حتى لو اختلفت خصائص الأقمار الصناعية المزودة لتلك المعلومات."

واستحدث المختبر الوطني أسلوبا جديدا وهو التيقن من ان البيانات عن الطاقة الشمسية وطاقة الريح كانت متساوقة مع أنظمة المعلومات الجغرافية وهي تطبيقات كمبيوتر تستخدم لتخزين والإطلاع وتحليل بيانات جغرافية، لا سيما الخرائط.  وفي هذه الخرائط الرقمية يمكن ترتيب طبقات الصور الجويّة والملتقطة بواسطة أقمار صناعية وغير ذلك من معلومات تمثل خصائص المناطق  وسماتها.

وتساعد أنظمة المعلومات الجغرافية في تنظيم معلومات سويرا كما بالإمكان أن يفيد تحليلها مستخدمي المعلومات، مثلا: ما هي المساحة بالكيلومترات المربعة لمنطقة ما التي لديها فئات معينة من قوة الريح ضمن بعد معين عن خطوط التوتر العالي والطرقات والمناطق المأهولة.

أول رحلة جوية بالوقود العضوي

يتوقع أن تقلع من لندن أول طائرة تجارية تعمل جزئيا بالوقود العضوي. ولن تقل الطائرة التابعة لشركة فيرجين أتلانتك أي راكب، أثناء الرحلة إلى هولندا. وتقرر ربط أربعة من محركات طائرة البوينغ 747 بخزانات وقود عبئت وقودا عُضويا.

ويهدف هذا الإجراء الاحترازي إلى تجنب أي كارثة. فحتى إذا وقعت بعض المشاكل في هذه المحركات الأربعة، حلت محلها ثلاثة تعمل بالوقود العادي. بحسب بي بي سي.

ومن التعقيدات التي تنجم عن استخدام الوقود العضوي، قابليته للتجمد عندما تبلغ الطائرة علوا معينا. ورفضت فيرجين الكشف عن نوع الوقود العضوي المستخدم.

وقالت الشركة إن هذه الرحلة ستكون معلما في تاريخ تطوير وقود أكثر رفقا بالبيئة. كما توقعت أن يصير استخدام هذا النوع من الوقود المستخرج من النبات، أمرا عاديا.

لكن المعنيين بالبيئة يقولون إن زراعة الوقود ليس إجراء مستديما وقد يؤدي إلى إتلاف الغطاء الغابوي وإلى التقليص من المساحات الزراعية المخصصة للاستهلاك البشري.

وقال كينيث ريشتر-المناهض للوقود العضوي بجمعية أصداقاء الأرض- إن هذه الرحلة خدعة هدفها صرف الانتباه عن الحلول الحقيقية لمعضلة التغيرات المناخية.

أبقار كاليفورنيا تزود الولاية بالغاز الحيوي!!

تخيل لو أن هناك وعاء ضخما يحتوي على فضلات الابقار ويغطي مساحة خمسة ملاعب لكرة القدم وعمقه نحو عشرة أمتار.. هذا هو أحدث مصدر في كاليفورنيا للطاقة البديلة!!!.

ففي مزرعة للابقار في المنطقة الزراعية بالولاية بدأت شركة (بي. جي اند اي) في انتاج غاز طبيعي مشتق من الفضلات، فيما تأمل الشركة أن تكون طريقة جديدة لتزويد المنازل لا بالطاقة المتجددة وحدها بل وبطاقة نظيفة تماما تقريبا. بحسب رويترز. 

يهدف المشروع الى انتاج الغاز الحيوي لتزويد 1200 منزل يوميا بالكهرباء المولدة من الغاز الطبيعي وهو من بنات أفكار ديفيد ألبرز الذي يعمل في مجال انتاج الالبان منذ سنوات طويلة.

وقال ألبرز في حفل افتتاح المشروع "عندما يرى أغلب الناس كومة من الفضلات فانهم لا يرون شيئا أكثر من مجرد الفضلات. ولكننا رأيناها فرصة للمزارعين وللمرافق ولكاليفورنيا."

ومع تحلل فضلات الابقار ينتج غاز الميثان وهو غاز مسبب للاحتباس الحراري أقوى مفعولا من ثاني أكسيد الكربون. ويقول علماء إن السيطرة على انبعاثات الميثان من الحيوانات مثل الابقار ستكون خطوة كبرى في حل مشكلة التغير المناخي.

ويمكن الحصول على غاز الميثان المتصاعد ومعالجته لانتاج غاز متجدد. وطلب المسؤولون في كاليفورنيا من (بي. جي اند اي) وغيرها جعل الطاقة المتجددة تمثل 20 في المئة على الاقل من امدادات الكهرباء بحلول عام 2010 . وتتوقع (بي. جي اند اي) الوصول الى 14 في المئة هذا العام.

وحتى يتسنى الحصول على الغاز المستمد من فضلات الابقار تلقى أولا الفضلات في حفرة كبيرة ذات ثمانية أضلاع حيث تتحول الى سائل بنسبة 99 في المئة. بعد ذلك يتم ضخها في بحيرة مغطاة ولكن بعد أن تمر أولا بحاجز ينقي الاجسام الصلبة الكبيرة لفرشها لاحقا تحت أقدام الابقار.

وتقترب مساحة البحيرة المغطاة من حجم نحو خمسة ملاعب لكرة القدم وعمقها نحو عشرة أمتار. وهي مبطنة بالبلاستيك لحماية المياه الجوفية كما أن الغطاء مصنوع من البولي ايثيلين عالي الكثافة ويثبت على الحواف باستخدام الخرسانة.

وسقط الغطاء داخل البحيرة ولكن المسؤولين قالوا إنه سيرتفع مرة أخرى خلال عدة أيام مع تجمع الغاز تحته.

وتساعد أثقال موضوعة فوق البحيرة على نقل الغاز الى المنشأة الصغيرة حيث ينقى من كبريتيد الهيدروجين وثاني أكسيد الكربون. ويقول توماس هينتس المدير التنفيذي لشركة بايو انرجي التي يرأسها ألبرز ان المنتج النهائي هو "ميثان نقي بنسبة 99 في المئة تقريبا".

وبمجرد معالجة الغاز يجري ضخه في خط أنابيب تابعة لشركة (بي. جي اند اي) حيث ينقل الى محطة كهرباء في شمال كاليفورنيا.

ويقول ألبرز ومسؤولون في (بي. جي اند اي) وبولاية كاليفورنيا ان الغاز الحيوي يمثل فرصة كبيرة لاصحاب مزارع الابقار لتحقيق عائد أكبر وفي الوقت ذاته مساعدة البيئة.

ولكن مسؤولين في شركة (بي. جي اند اي) قالوا إنه ليس بمقدور كل مزرعة أبقار أن تشارك في هذا المشروع من الناحية العملية لان بعضها لا يقع قرب خطوط نقل الغاز.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 12 آذار/2008 - 4/ربيع الاول/1429