الجنود الامريكيين: امراض مختلفة ومعنويات متذبذبة خارج الوطن

شبكة النبأ: بينما تزداد العوارض السلبية، النفسية والجسدية، على المدى البعيد للجنود الامريكيين احدثَ الانفراج الأمني في العراق تحسنا ملحوظا على معنوياتهم منذ نهاية العام الماضي، وكشف احدث تقرير عسكري امريكي ان معنويات القوات الأمريكية في العراق تحسنت مؤخرا، فيما ازداد نظراؤهم في أفغانستان اكتئاباً جراء تزايد العنف هناك.

وفي مؤشر على مدى إنهاك حرب أفغانستان، التي تدخل عامها السادس، للجيش الأمريكي، وجدت "دراسة ساحة المعارك السنوية" مجدداً أن المشاكل العقلية ارتفعت بحدة بين الجنود، خلال جولة أداء الواجب الثالثة والرابعة، مقارنة برفقائهم الذين يقومون بالجولة الأولى أو الثانية، كما أوردت الأسوشيتد برس عن مصادر مطلعة على التقرير.

وقدمت المصادر، التي رفضت الكشف عن هويتها،  وصفاً لمحتويات الدراسة التي سيكشف عنها في وقت لاحق. بحسب  CNN.

ويشار أن نتائج التقرير مستقاة من زيارات ميدانية قام بها طاقم من خبراء الصحة النفسية إلى منطقة الحرب في كل من العراق وأفغانستان.

وعلى صعيد متصل، كشفت مصادر عسكرية أمريكية العام الفائت أن حالات الانتحار بين الجنود الأمريكيين قد تكون وصلت ذروتها خلال عام 2007 الماضي، الذي يُعتقد أنه شهد أكثر من 105 حالات انتحار لجنود في الخدمة بالجيش الأمريكي.

وأكد مسؤولون كبار في وزارة الدفاع "البنتاغون" وفي الجيش الأمريكي، في تصريحات لـCNN، أن العام الماضي شهد 85 حالة انتحار على الأقل، فيما مازالت أكثر من 20 حالة أخرى قيد التحقيقات الرسمية.

وكان الجيش الأمريكي قد قرر في سبتمبر/أيلول العام الماضي إخضاع الآلاف من جنوده الذين سيتوجهون إلى العراق إلى اختبارات عقلية خاصة، لتحديد مدى استجابة أدمغتهم لعدد من اختبارات الذكاء والذاكرة.

وقال الجيش إن الهدف من وراء ذلك تحديد القدرات العقلية للجنود قبل دخولهم أرض المعركة لتسهيل تشخيص إصابتهم بـ "التوتر المرضي اللاحق للصدمة" الذي بات العدو السري للجنود الأمريكيين في العراق.

ويأتي قرار الجيش بعدما أكدت مصادر طبية أن آلاف الجنود العائدين من الخدمة العسكرية في العراق، يعانون من إصابات شديدة التعقيد في الرأس والدماغ جراء التفجيرات والعمليات العسكرية، معربين عن خشيتهم من أن يعاني معظم أولئك الجنود من عوارض مرضية طويلة قد تلازمهم طوال حياتهم.

التفجيرات تتسبب في فقدان الجنود الأمريكيين لسمعهم

وكشف مسؤولون أن العديد من الجنود الأمريكيين الذين تعرضوا لهجمات بالعبوات الناسفة وشاركوا في القتال في العراق وأفغانستان، يعودون إلى الولايات المتحدة الأمريكية مصابين بفقدان دائم للسمع أو بطنين في الأذن، ما دفع بقيادة الجيش إلى مضاعفة جهودها لحماية القوات من الضجيج.

وأوضحت إدارة شؤون الجنود أن فقدان حاسة السمع هي الإعاقة الرئيسية التي يتلقاها الجنود في الحرب على الإرهاب، فيما قال خبراء إن المحصلة الدقيقة لهذه الإصابة قد تأخذ عقوداً قبل أن تتضح.

ووفق وكالة أسوشيتد برس فإن قرابة 70 ألف جندي من أصل أكثر من 1.3 مليون جندي خدموا في منطقتي الحرب تلك (العراق وأفغانستان)، يتلقون مساعدات لإعاقة طنين الأذن، بينما يتلقى قرابة 58 ألف جندي مساعدات تتعلق بإعاقة فقدان السمع، حسب ما قالته إدارة شؤون الجنود.

وقالت تيريزا شولتز، الخبيرة في السمعيات التي عملت سابقاً في سلاح الجو الأمريكي "الأرقام مربكة."

يُذكر أن شولتز التي رأست أيضاً الجمعية الوطنية لحماية حاسة السمع كانت قد وضعت تقريرا في عام 2004 تحت عنوان: الجنود يعودون بمعدلات مقلقة من فقدان السمع. بحسب  CNN.

ويقول المسؤولون إن معظم الإصابات تأتي نتيجة هجمات غير متوقعة أو سقوط الجنود في كمين مسلّح، لا مجال فيه هناك للجندي في وضع سدادات في أذنيه.

وأوضح الطبيب مايكل هوفر وهو ضابط في البحرية الأمريكية وخبير في علاج السمع "لا يمكنهم القول: انتظروا دقيقة، اسمحوا لي بوضع السدادات.. إنهم في أرض المعركة دفاعاً عن أرواحهم."

غير أن الجيش الأمريكي تجاوب قبل ثلاث سنوات مع هذه الظاهرة ووفر سدادات أكثر فعالية وأسهل استخداما لجنوده في العراق وأفغانستان، في وقت أعرب فيه مسؤولون عسكريون عن اعتقادهم أن ذلك سيخفض معدلات الإصابات الجديدة المحتملة بشكل كبير.

ووفق تقرير لقسم السمعيات في الجيش الأمريكي فإن 60 في المائة من الجنود الأمريكيين المعرضين لتفجيرات، يعانون من فقدان دائم للسمع بينما يصاب 49 في المائة منهم بطنين دائم في الأذن.

كذلك يتوقع أن ترتفع نسبة الذين سيصابون بفقدان السمع بين الجنود والجنديات هذا العام إلى 18 في المائة، مع كلفة رعاية صحية ستبلغ 1.1 مليار دولاراً سنوياً بحلول عام 2011، بحسب تحليل لبيانات من إدارة شؤون الجنود والجمعية الأمريكية لمرضى طنين الأذن.

يُذكر أن أي جندي فقد نسبة 10 في المائة من سمعه، مشمول ببرنامج الرعاية الصحية.

يُشار إلى أن قيادة سلاح البحرية والمارينز بدأت مؤخراً بشراء وتوزيع على بعضٍ من قواتها، سدادت للأذن متطورة تعرف باسم QuietPro تتضمن نظام رقمي يصد الموجات الصادرة عن الأصوات المؤذية كالأسلحة والتفجيرات، وفي نفس الوقت يسمح لمستخدمه بسماع الأصوات العادية من حوله.

ويكلف زوج من هذه السدادات 600 دولار أمريكي.

تقرير: 5000 جندي أمريكي سابق ينتحر سنوياً

وكشف تقرير طبي أمريكي أن عدد معدلات الانتحار في صفوف الجنود الأمريكيين العائدين من العراق وأفغانستان في ارتفاع مطرد، بسبب التقصير في العناية الطبية التي تقدمها العيادات النفسية المخصصة لهم، وفشلها في منحهم عناية نفسية على مدار الساعة.

وانتقد التقرير افتقار بعض تلك العيادات إلى تشخيص ملائم للحالات النفسية التي تصيب الجنود، إلى جانب نقص الخبرات لدى الأطقم الطبية العاملة، مما رفع حالات الانتحار لدى الجنود الذين يقصدون تلك العيادات إلى 1000 جندي سنوياً من أصل 5000 جندي سابق ينتحر كل عام.

التقرير الذي صدر الخميس عن المفتش الصحي العام في الولايات المتحدة، يعتبر الأول من نوعه لناحية مقاربة عمل تلك العيادات وأساليبها في الوقاية من الانتحار، وقد حض على ضرورة إعادة النظر في منهجية عمل العيادات خاصة وأن ثلث الجنود العائدين أبلغوا عن معاناتهم من عوارض التوتر الاضطرابي المرافق للصدمة. بحسب CNN.

وقد أقر مايكل كوسمان، نائب وزير الصحة لشؤون عيادات قدامى المحاربين بالثغرات التي كشفها التقرير، متعهداً بوضع منسق خاص لشؤون انتحار الجنود في كافة العيادات الطبية البالغ عددها 1500 عيادة.

وكان السيناتور الجمهوري مايكل ميشود قد طلب العام الماضي إجراء إعداد هذا التقرير للاطلاع على الحالة النفسية والعقلية للجنود بعد الخدمة في العراق وأفغانستان وفقاً للأسوشيتد برس.

وقد خرج التقرير بتوصيات إضافية حول القضية، طالباً تعزيز التنسيق الطبي بين العيادات والمستشفى العسكري التابع للبنتاغون خاصة بما يتعلق بالحالة العقلية للجنود الذين يستدعون مجدداً للخدمة.

توعّك جنود أمريكيين في العراق بمياه ملوّثة

وتوعك عشرات من الجنود الأمريكيين في قواعد عسكرية في العراق، بسبب استخدام مياه "غير مراقبة وغير آمنة " يقوم بإمدادها لهذه القواعد الجيش الأمريكي وشركة تعهدات، امتلكتها في السابق شركة لنائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني، وفق ما قالته لجنة رقابية داخلية في وزارة الدفاع الأمريكية.

ووفق التقرير الذي تحصلت وكالة أسوشيتد برس على نسخة منه، أعلن أن الجنود المتوعكين أصيبوا بالتهابات جلدية وبثور وإسهال حاد وعوارض صحية أخرى بعد استخدامهم مياه ملوّثة لأغراض النظافة الشخصية وغسل الملابس في خمس قواعد عسكرية في العراق. بحسب  CNN.

تقرير المفتش العام في وزارة الدفاع والمتوقع نشره الاثنين على أقرب ترجيح، كان قد كشف النقاب عن مشاكل في نوعية المياه بين مارس/آذار 2004 وفبراير/شباط 2006 في ثلاثة مواقع تديرها شركة التعهدات KBR Inc. وبين يناير/كانون الثاني 2004 وديسمبر/كانون الأول 2006 في موقعين عسكريين أمريكيين.

وبحسب ما جاء في التقرير فإنه يصعب الربط بين جميع أسباب التوعك والمياه الملوثة، إلا أنه أشار (التقرير) إلى أن نوعية المياه التي تزودها شركة KBR "لا تتوافق ومعايير نظافة مياه الحقول" كما أن المواقع التي يديرها الجيش الأمريكي "فشلت في إجراء اختبارات النوعية المطلوبة، وتسجيل ببيانات ذلك والاحتفاظ بها."

وأوضح التقرير أن شركة التعهدات KBR اتخذت ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني 2006 إجراءات تقويمية وبدأت بتوفير المياه المناسبة، إلا أن وحدتين عسكريتين في موقعين تمدهما الشركة بالمياه، فشلتا في فحوص نوعية المياه المتوفرة في ذلك الوقت.

وخلص التقرير أنه "لهذه الأسباب، فإن مزودي المياه عرضوا القوات الأمريكية لمياه غير آمنة وغير مراقبة."

أما المنشآت التي تمدها KBR بالمياه، فهي معسكر "أر رمادي" ومعسكر "كيو وست" ومعسكر "فيكتوري"، بينما المواقع العسكرية الأخرى فهي منطقة الدعم اللوجستي "أناكوندا" ومعسكر "علي".

ونقلت وكالة اسوشيتد برس أن تقرير المفتش العام في البنتاغون جاء ليدعم تقريرها حول تلوث للمياه في بداية عام 2006، كما طرح حينها تفاصيل إضافية حول حجم المشكلة في القواعد العراقية.

ففي يناير/كانون الثاني من ذلك العام، كشفت مقابلات ووثائق داخلية في معسكر "أر رمادي"  أن موظفي KBR لم ينجحوا في إقناع الشركة على إخطار المقيمين في تلك القاعدة.

وإثر ذلك رفضت شركة "هاليبرتون" التي كانت حينها الشركة الأم لـKBR مزاعم تقرير وكالة أسوشيتد برس، بالرغم من أنه استند إلى مقابلات موثقة مع موظفيها عبر رسائل إلكترونية داخلية.

وفي مارس/آذار 2006 تحصلت الوكالة على تقرير داخلي لهاليبرتون يكشف أنه في لحظة ما كادت الشركة وبسبب تلوث المياه أن تتسبب في وقوع "مرض جماعي أو وفيات" في معسكر "أر رمادي".

يُذكر أن تشيني كان قد ترأس شركة هاليبرتون عملاق شركات خدمات النفط، في وقت اشتكى الديمقراطيون فيه من أن KBR استفادت من ارتباطها السابق بنائب الرئيس.

يُشار أيضاً إلى أن مهام KBR تقوم على تزويد المياه المعالجة للقوات الأمريكية بموجب عقد دفاعي مهم يشمل أيضاً توفير تجهيزات سكنية والطعام للقوات الأمريكية في العراق وأفغانستان والكويت وجيبوتي وجيورجيا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 12 آذار/2008 - 4/ربيع الاول/1429