الحصاد الثقافي الشهري- شباط 2008

(الجزء 3-3)

متفرقات 

رحيل الاديب مصطفي الفارسي

توفي الاديب التونسي مصطفي الفارسي الذي يعد من ابرز الادباء التونسيين امس عن عمر يناهز 77 عاما. ونعت وزارة الثقافة والمحافظة علي التراث "الاديب الكبير" واعتبرته "من ابرز المبدعين الذين راوحوا بين مختلف الاجناس الادبية من رواية وقصة ومسرحية فضلا عن اهتمامه بالترجمة من العربية واليها". كما نعي اتحاد الكتاب التونسيين "الكاتب الفذ" الذي "كان من اوائل الذين حملوا لواء التجديد في الادب والسرد التونسي والعربي وساهموا في التعريف بالابداع التونسي".وكانت (الزمان) قد حاورت الكاتب الراحل علي فراش المرض وارسل وصيته الي عراق يأمله كمصدر اشاع للأمة قائلا ان العراق قلب الامة وان مات العراق ماتت الامه فلا وجود لنا من دون عراق واحد. ويعد الفارسي من الادباء المعاصرين الذين تلقوا تعليمهم العالي في فرنسا. ومن مؤلفاته "قصر الريح"، "المنعرج"، "القنطرة هي الحياة"، "سرقت القمر"، "الفلين يحترق ايضا"، "حركات". وقد منحه الرئيس التونسي زين العابدين بن علي وسام الاستحقاق الثقافي العام 1990 والجائزة التقديرية في ميدان الادب والعلوم الانسانية العام 1991.

وفاة الناقد رجاء النقاش

توفي  الناقد المصري رجاء النقاش بمستشفي بالقاهرة بعد صراع مع مرض السرطان. ولد محمد رجاء النقاش في ايلول (سبتمبر) 1934 بمحافظة الدقهلية بشمال البلاد وتخرج في قسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة القاهرة 1956 وقبل تخرجه اتجه إلي النقد الأدبي وعرف بدراساته التي كان تنشر آنذاك في مجلة (الآداب) البيروتية. وبدأ رحلة النقاش مع الصحافة في مجلة روز اليوسف عام 1959 ثم تولي بين عامي 1969 و1971 رئاسة تحرير (الهلال) أقدم مجلة ثقافية عربية وانتقل عام 1971 رئيسا لتحرير مجلة (الإذاعة والتلفزيون) وجعل منها مطبوعة ذات توجه ثقافي حيث نشر رواية (المرايا) لنجيب محفوظ مسلسلة قبل صدورها في كتاب. وسافر إلي قطر مديرا لتحرير صحيفة (الراية) ثم تولي رئاسة تحرير مجلة (الدوحة) منذ تأسيسها عام 1981 حتي إغلاقها عام 1986. وعاد النقاش إلي مصر كاتبا بمجلة المصور في نهاية ثمانينات القرن الماضي ثم تولي رئاسة تحرير مجلة (الكواكب) في التسعينات وفي السنوات الأخيرة أصبح كاتبا متفرغا بصحيفة الأهرام. ومن كتبه النقدية (ثلاثون عاما مع الشعر والشعراء) و(أبو القاسم الشابي.. شاعر الحب والثورة) و(عباقرة ومجانين) و(نساء شكسبير) و(عباس العقاد بين اليمين واليسار) و(قصة روايتين) وهو دراسة نقدية فكرية مقارنة لروايتي (ذاكرة الجسد) للجزائرية أحلام مستغانمي و(وليمة لأعشاب البحر) للسوري حيدر حيدر. وبرز النقاش منذ كان في مطلع العشرينيات ناقدا يعبر من خلاله الأدباء العرب إلي الحياة الأدبية وقدم عددا من أبرز المبدعين الذين يكبره بعضهم سنا ومنهم الروائي السوداني الطيب صالح الذي أعاد النقاش اكتشاف روايته الشهيرة (موسم الهجرة إلي الشمال) والشاعر المصري أحمد عبد المعطي حجازي الذي كتب له مقدمة ديوانه الأول (مدينة بلا قلب) والشاعر الفلسطيني محمود درويش الذي أصدر عنه عام 1969 كتاب (محمود درويش شاعر الأرض المحتلة). ونال النقاش جائزة الدولة التقديرية بمصر عام 2000.

وكرم النقاش في يناير كانون الأول 2007 في حفل بنقابة الصحفيين بالقاهرة حيث نال درع النقابة ودرع مؤسسة (دار الهلال) ودرع حزب التجمع.

وينتمي النقاش إلي أسرة ضمت مثقفين بارزين فكان أخوه الراحل وحيد النقاش مترجما وناقدا وأخوه فكري النقاش مؤلفا مسرحيا وتولت أخته الناقدة فريدة النقاش رئاسة تحرير مجلة (أدب ونقد) لنحو عشرين عاما ثم أصبحت منذ نهاية 2006 رئيسة تحرير صحيفة (الأهالي) لسان حال حزب التجمع اليساري.

الكوني والشوا أول الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب 

  فاز الروائي الليبي إبراهيم الكوني بجائزة الشيخ زايد للكتاب فرع الآداب في دورتها الثانية 2007 ـ 2008 عن روايته «نداء ما كان بعيداً»، فيما فازت الكويتية هدى الشوا بجائزة الشيخ زايد للكتاب فرع أدب الطفل عن كتابها «رحلة الطيور إلى جبل قاف».

وسيجري تكريمهم في الدورة المقبلة لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب الذي يقام بين 11 ـ 16 مارس المقبل. أعلن ذلك لوسائل الإعلام  راشد العريمي أمين عام الجائزة، مشيراً إلى ان قيمة الجائزة للفرع الواحد تبلغ 750 ألف درهم وميدالية ذهبية تمنح للفائز.  

بلغ عدد المشاركات في الدورة الثانية من جائزة الشيخ زايد للكتاب 512 مشاركة في جميع فروع الجائزة، جاءت من 30 دولة، منها 137 في فرع الآداب ـ الجائزة التي نالها الكوني ـ و74 مشاركة في فرع أدب الطفل ـ الجائزة التي نالتها هدى الشوا ـ وقد شهد الأسبوع الماضي اجتماعات مكثفة للهيئة الاستشارية للجائزة، لاعتماد أسماء الفائزين ليتم تقديمها لاحقاً من قبل اللجنة العليا المشرفة.  

أما عن حيثيات الفوز بالنسبة لرواية الأديب إبراهيم الكوني، فورد في التصريح الصحافي للأمانة العامة للجائزة: بالنسبة لرواية «نداء ما كان بعيداً» فقد رأت اللجنة المحكمة أنها تتميز بتجربة إبداعية متفردة،  

وأضافت آفاقاً إنسانية وشعرية للسرد العربي المعاصر، وصهرت منظومة من المعارف الأنثروبولوجية والفلسفية العميقة لتمثيل المكونات الأصيلة لثقافة الصحراء الداخلة في تكوين النسيج الحضاري للأمة العربية الإسلامية، وابتكار أشكال وتقنيات سردية أثرت المتخيل الإنساني وأضفت على شعرية السرد تجليات جمالية مهمة.  

يُذكر أن الأديب إبراهيم الكوني هو «أديب الصحراء ـ رقم واحد» في العالم العربي، درس في معهد غوركي للآداب في موسكو، أصدر حتى الآن 60 عملاً روائياً وفلسفياً وترجمت أعماله إلى 40 لغة، فاز بعشرات الجوائز الأجنبية والعربية، كان آخرها ـ قبل تشرفه بالفوز بجائزة الشيخ زايد للكتاب ـ وسام الفروسية للفنون والآداب من فرنسا عام 2006.  

وجاء في حيثيات منح الجائزة لكتاب «رحلة الطيور إلى جبل قاف» للكويتية هدى الشوا: جاء منح الجائزة لهذا الكتاب لمستواه الإبداعي والفني في تطويع روائع التراث الثقافي للقراءة الممتعة للأجيال الجديدة بلغة جميلة وسهلة، ورؤية بصرية شائعة وحكمة قريبة للمدارك ونافعة للمستقبل، مع تميزه بالرسوم الأصيلة والإخراج المتقن وصلاحيته ليكون نموذجاً لأدب الأطفال الممتاز، ويعتبر هذا الكتاب هو ثاني إصدارات «الشوا» بعد كتابها المعنون «أنبار» وهي تعمل حالياً أستاذة للغة الإنجليزية في جامعة الكويت.  

الجائزة العالمية للرواية العربية لـ 6 أدباء من مصر ولبنان وسوريا والأردن

  أعلنت « مؤسسة الإمارات» أسماء الفائزين بالجائزة العالمية للرواية العربية إحدى أهم الجوائز العالمية المخصصة للأعمال الروائية في العالم العربي والتي شارك فيها 131 عملا روائيا من 18 دولة . جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقد في لندن  بالتعاون مع مؤسسة « جائزة بوكر الدولية ».

وتدار شؤون الجائزة التي أطلقت رسميا في أبوظبي في أبريل 2007 وتعد ثمرة تعاون وتنسيق بين مؤسسة الإمارات و مؤسسة بوكر ومعهد وايدنفيلد للحوار الاستراتيجي بدعم من « مؤسسة الإمارات » في أبوظبي وبالشراكة مع مؤسسة جائزة بوكر الدولية في لندن وتعمل من أجل منح الروايات العربية المستحقة فرصة الإنتشار العالمي عبر ترجمتها إلى لغات عالمية.وقال أحمد علي الصايغ العضو المنتدب للمؤسسة في تصريح له إن الجائزة العالمية للرواية العربية تنسجم مع التوجهات الاستراتيجية لحكومة أبوظبي وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله و الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الرامية إلى دعم الثقافة والفنون في دولة الإمارات العربية المتحدة والعالم العربي بشكل عام .

 وأضاف الصايغ أن الجائزة العالمية للرواية العربية تهدف لتكريم وتشجيع الأدب الروائي العربي وتعتبر فرصة مهمة لنشر الثقافة العربية والأدب العربي والإنتقال به إلى آفاق العالمية من خلال نشر وترجمة الأعمال الروائية الستة الفائزة إلى أكبر عدد ممكن من اللغات العالمية . من جانبها، أكدت ميثاء الحبسي مديرة العلاقات الخارجية وبرامج المانحين بالمؤسسة خلال المؤتمر الصحافي الخاص بالإعلان عن الفائزين بالجائزة في لندن الذي حظي بدعم سفارة الإمارات في بريطانيا أن الجائزة العالمية للرواية العربية تعتبر أحد أهم مشاريع المؤسسة في مجال الثقافة والفنون لأنها تمثل جهدا منظما لنشر الأدب العربي وتعزيز جسور المعرفة والتواصل والتفاعل الثقافي والفكري بين العالمين العربي والغربي.  

وأوضحت جومانة حداد المديرة الإدارية للجائزة العالمية للرواية العربية أن اختيار الفائزين بالجائزة تم من قبل لجنة تحكيم رفيعة المستوى تتمتع بالإستقلال الكامل وتتكون من ستة أعضاء من الكتاب والنقاد والصحافيين. وأكدت جمانة أن أسماء هذه اللجنة غير معروفة إلى حين الكشف عن أسماء الفائزين وذلك للحفاظ على نزاهة الجائزة. وأضافت أن مجلس أمناء الجائزة الذي يتألف من عدد من الشخصيات الأدبية والفكرية والثقافية من البلدان العربية والعالم قام بتعيين أعضاء لجنة التحكيم العام الماضي وخولهم الصلاحية والحق الكامل في اختيار الأعمال الروائية الفائزة. وتضم لجنة التحكيم التي اختارت الأعمال الروائية الفائزة كلا من: صموئيل شمعون( كاتب وصحافي عراقي) رئيسا ومحمد بنيس( شاعر وناقد مغربي) ومحمد برادة (كاتب وناقد مغربي) و فيصل دراج (كاتب وناقد فلسطيني) و غالية قباني (كاتبة وصحفية سورية) وبول ستاركي (كاتب ومترجم بريطاني) أعضاء.

وتم إنشاء لجنة من الاختصاصيين ورؤساء التحرير والصحفيين الادبيين من أجل تقديم المشورة بشأن طريقة تنظيم الجائزة وتأليف مجلس أمنائها الذي اختير أعضاؤه من العالمين العربي والانغلوفوني وهم مسؤولون عن إدارة الشؤون العامة للجائزة.  

ودعمت مؤسسة الإمارات هذه المبادرة منذ بداياتها معنويا وماديا على السواء.. وتعتبر الجائزة خاصة بالرواية حصرياً وتكافيء الروايات الست التي تصل إلى القائمة النهائية بعشرة آلاف دولار أميركي إضافة إلى خمسين ألف دولار أميركي إضافية للفائز الأول.

الفائزون  

أعلنت لجنة التحكيم الجائزة العالمية للرواية العربية عن فوز الأعمال الروائية التالية: «مديح الكراهية» للروائي السوري خالد خليفة و «مطر حزيران» للكاتب اللبناني جبور الدويهي و «واحة الغروب» للروائي المصري بهاء طاهر و«تغريدة البجعة» للروائي المصري مكاوي سعيد و«أرض اليمبوس» للروائي الأردني إلياس فركوح و«أنتعل الغبار وأمشي» للكاتبة اللبنانية مي منسي.  

وسيحصل الفائزون الستة الذين وصلوا إلى القائمة النهائية على 10 آلاف دولار أميركي لكل منهم فيما يحصل الفائز الأول والذي سيتم الإعلان عن اسمه في حفل كبير تستضيفه لهذه الدورة أبوظبي في 10 مارس المقبل على 50 ألف دولار أميركي إضافية. 

رحيل الكاتب العراقي فؤاد التكرلي في عمان 

 قالت عائلة الكاتب العراقي فؤاد التكرلي انه توفي في العاصمة الأردنية عمان  بسبب مرض عضال عن عمر ناهز 81 عاما.

وقالت زوجته الكاتبة التونسية رشيدة التركي إن التكرلي توفي في الأردن بعد إصابته بسرطان البنكرياس.

عاش التكرلي الذي ولد في بغداد عام 1927 في عمان ثلاث سنوات وكان قبلها في سوريا وتونس موطن زوجته بعد تقاعده.

ولدى الكاتب والقاضي السابق ابن وحيد من زوجته هو عبد الرحمن وثلاث بنات من زواج سابق.

وللراحل مؤلفات أدبية تعود إلى خمسينات القرن الماضي وله مجموعة من القصص والروايات والمسرحيات تناولت المشاكل والاوجاع السياسية والاجتماعية العراقية.

ومن كتاباته "الوجه الآخر" و "خاتم الرمل" 1995 و"الرجع البعيد" 1980 و"المسرات والاوجاع" 1999 و"بصقة في وجه الحياة". 

ليسينغ تثير الغضب بتصريحاتها السياسية

أثارت البريطانية الحائزة علي جائزة نوبل للآداب دوريس ليسينغ موجة من الغضب بعدما توقعت اغتيال السيناتور الديمقراطي عن ولاية إيلينوي باراك أوباما إذا أصبح أول رئيس أسود للولايات المتحدة الأميركية.

وجاءت ملاحظات الروائية البالغة من العمر 88 عاماً في وقت حقق فيه المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية أنجح نهاية أسبوع في حملته الانتخابية من خلال الفوز في الانتخابات التمهيدية في أربع ولاية أميركية. ونقلت صحيفة الدايلي مايل البريطانية عن ليسينغ علي الأرجح لن يدوم طويلاً كرجل أسود في موقع الرئيس. سيقتلونه علي الأرجح. واستبعد أوباما البالغ من العمر 46 عاماً، وهو ابن رجل من أصل كيني أسود وأم أميركية بيضاء تعليقات ليسينغ. وقالت ليسينغ إنه من الأفضل لو أصبحت السيناتور الديمقراطي عن ولاية نيويورك هيلاري كلينتون -60 عاماً- أول امرأة تصل إلي البيت الأبيض وأن تأخذ السيناتور أوباما علي لائحتها في منصب نائب الرئيس. وقالت ليسينغ هيلاري سيدة ذكية جداً. قد يكون من الأفضل لو أنها تفوز. وكانت أستاذة العلوم السياسية في جامعة برينستون الأميركية ميليسا هاريس- لايسويل أثارت مخاوفها من تعرض أوباما للاغتيال في الشهر الماضي قائلة بالنسبة للعديد من الأنصار السود، هناك قلق كبير من أن يتعرض للقتل. الأمر في ذهن الأشخاص. وأضافت لا يمكنك أن تتوقع أمراً مثل هذا.. هناك احتمال 50% من أن يتعرض للقتل. لكن كلما وضحت رؤيته وكلما أصبح قريباً من الشعب هناك خطر عليه. كما أثار المقدم التلفزيوني الأميركي هاري سميث في الشهر الماضي موجة غضب عارمة عندما سأل السيناتور الديموقراطي عن ولاية ماساشوستس تيد كينيدي شقيق الرئيس الأميركي الراحل جون كينيدي تنتهي في بعض الأحيان عوامل التغيير بأن تصبح أهدافاً. ألا يجعلك ذلك خائفاً علي الإطلاق؟. وكان المرشح الرئاسي الأمير السابق القس الأسود جيسي جاكسون تلقي تهديدات بالقتل أثناء حملته الانتخابية الرئاسية في الثمانينات من القرن الماضي، كما تراجع وزير الخارجية الأميركية السابق كولن باول عن الترشح للانتخابات الرئاسية بعد أن خشيت زوجته من أن يتعرض للقتل.

سرقة لوحات بقيمة 164 مليون دولار من متحف سويسري

استولى لصوص على لوحات فنية بقيمة 164 مليون دولار من متحف في زيوريخ في سويسرا, في عملية وصفتها الشرطة بالمثيرة.  

وقالت الشرطة إن ثلاثة ملثمين -أحدهم يتحدث الألمانية بلكنة سلافية- دخلوا متحف بويرلو  قبل نصف ساعة من إغلاقه وهددوا حراسه بمسدس, واستولوا على الأعمال الفنية -بريشات الفنانين سيزان وديغاس وفان غوخ ومونيه- ولاذوا بالفرار في سيارة تنتظرهم, في أكبر سرقة من نوعها في أوروبا. 

غير أن ناطقا باسم المتحف قال إن اللوحات -وهي خيرة ما يزخر به المتحف- من الشهرة بحيث يستحيل بيعها في سوق مفتوحة, لكنه لم يستبعد أن يطلب اللصوص مبلغا ماليا مقابل إرجاع الأعمال الفنية التي تأتي سرقتها بعد أيام من سرقة لوحتين لبيكاسو بقيمة 4.4 ملايين دولار, من معرض في بفافيكون على بعد بضع عشرات الكيلومترات من زيوريخ. 

ورصدت الشرطة مكافأة 90 ألف دولار لمن يقدم معلومات تساعد في إرجاع الأعمال الفنية, وهي مجموعة من بين نحو مائتي لوحة يحتضنها المتحف الخاص الذي افتتح في 1960.  

منع الكاتب العراقي علي القاسمي من دخول مصر

 رفضت السلطات في مصر طلباً تقدّم به مرتين مجمع اللغة العربيّة بالقاهرة واتّحاد المجامع اللغوية والعلمية العربية، بخصوص منح تأشيرة دخول للدكتور علي القاسمي، لتمكينه من المشاركة في أول اجتماع يعقده المجلس العلمي لهيئة المعجم التاريخي للغة العربية التابعة لاتحاد المجامع. وكان الدكتور القاسمي قد أعدّ الخطة العلمية لتأليف المعجم التاريخي التي ستُناقش في اجتماع المجلس العلمي، القاهرة، 2ـ7 شباط (فبراير) 2008.

والدكتور القاسمي عضو مراسل في مجمع اللغة العربية بالقاهرة ومجمع اللغة العربية بدمشق، وله أكثر من ثلاثين مصنفاً في اللسانيات والمعجمية وعلم المصطلح والآداب، طُبع ونُشِر عدد منها في مصر. ومن هذه الكتب المعجم العربي الأساسي الذي أصدرته جامعة الدول العربية (الألكسو)، و معجم الاستشهادات الموسع 1200 صفحة (بيروت: مكتبة لبنان، 2008)، و علم المصطلح: أسسه النظرية وتطبيقاته العملية 850 صفحة (بيروت: مكتبة لبنان، 2008).

ويُعرَف عن القاسمي حبّه لمصر وتنويهه بحضارتها العريقة. ولم تُعرَف عنه انتماءات حزبية أو مواقف سياسية، سوي كونه، مثل بقية المثقفين العراقيين، مناهضاً للاحتلال والاستعمار الأمريكي لبلده العراق. وهو مقيم في المغرب منذ ثلاثين عاماً.

افتتاح أكبر معرض اسباني لبيكاسو في مدريد   

افتتح ولي العهد الاسباني الامير فيليب وزوجته الاميرة ليتيثيا أكبر معرض يقام في اسبانيا لأعمال الفنان بابلو بيكاسو المولود في إسبانيا 1973ـ1881 يعرض أكثر من 400 عمل بمتحف رينا صوفيا للفن الحديث في مدريد في معرض بعنوان «مجموعة متحف باريس الوطني لبيكاسو».

وجرت استعارة أعمال الرسم والتصوير والنقش والنحت والخزف التي ينتمي العديد منها الى مجموعة بيكاسو الشخصية من متحف باريس الذي أغلق أبوابه بشكل مؤقت للتوسع والتجديد. قالت آن بالداساري مديرة متحف بيكاسو في باريس «لم يحدث هذا من قبل ولن يتكرر مرة أخرى». وقال مانويل بورجـفيليل مدير متحف رينا صوفيا ان المعرض يشمل جميع مراحل بيكاسو الفنية التي توضح «تفكير بيكاسو عما يجب أن يتناوله الرسم». وولد بيكاسو في ملقا جنوبي اسبانيا ولكنه قضى أغلب حياته في فرنسا حيث توفي بمدينة موجان جنوب فرنسا. ودفعت الحكومة الاسبانية 3.5 مليون يورو (خمسة ملايين دولار) نظير استعارة الاعمال الفنية. وسيستمر المعرض حتى الخامس من مايو المقبل.

الألكسو تكرّم ثلاثة من كبار الأدباء الليبيين

بالاشتراك مع اللجنة الشعبية العامة للإعلام والثقافة، قامت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بين 5 و7 فبراير/شباط 2008 بتكريم ثلة من كبار الكتاب الليبيين، أعنى بذلك خليفة التليسي، وعلى مصطفى المصراتي، والدكتور على فهمى خشيم.

وقد انتظم حفل التكريم على هامش ندوة "دور طرابلس فى نشر الثقافة العربية الإسلامية". وأشار د. المنجى بوسنينة إلى أن المكرمين الثلاثة، هم خليفة التليسى وعلى مصطفى المصراتي، وعلى فهمى خشيم، "خدموا بلادهم وتراثها، وعملوا لصالح الأمة العربية الإنسانية، وبلغوا شأوا عاليا إذ نفذوا بعطائهم وإبداعهم إلى مصاف الإنسانية".

وأشاد د. المنجى بوسنينة بمكانة طرابلس فى الحضارة العربية الإسلامية وقال فى ذلك "لقد كانت هذه المدينة الخالدة البوابة الأولى بين المشرق والمغرب فأتاحت بموقعها الاستراتيجى لجيوش الفتح العربى الإسلامى قاعدة انطلاق استثنائية ساهمت فى حمل رسالة الإسلام وقيمه إلى التخوم القصية على امتداد الغرب الإسلامي، وحتى ما وراء بحر الظلمات، ومن ثم إلى أوروبا وسائر الجزر المتناثرة على مدى ضفاف البحر الأبيض المتوسط، والمحيط الأطلسي". وتكريم الأستاذ خليفة التليسى وعلى مصطفى المصراتى وعلى فهمى خشيم من قبل الألكسو عمل جدير بالإشادة. فثلاثتهم نذروا الشطر الأكبر من حياتهم لخدمة الثقافة العربية، والثقافة الإنسانية بصفة عامة. وثلاثتهم كانوا منارات فى بلادهم. وانطلاقا منها، قدموا للمكتبة العربية أعمالا كبيرة وهامة سوف تظل راسخة فى الذاكرة المعرفية.

فالأستاذ خليفة التليسى المولود عام 1930 بطرابلس كان حاضرا ولا يزال فى المشهد الثقافى والعربى منذ الخمسينات من القرن الماضى وحتى يوم الناس هذا. وقد تقلد مناصب رفيعة مختلفة ومتنوعة. فكان أستاذا، ونائبا برلمانيا، ووزيرا، وسفيرا، ورئيسا لمجلس إدارة الدار العربية للكتاب. وكان الأمين العام المؤسس لاتحاد الكتاب العرب خلال سنتى 1978 و1979. وكان عضوا بالمجلس التأسيسى للموسوعة العربية بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم. كما أنه كان رئيسا لتحرير العديد من المجلات الثقافية المرموقة مثل "الرواد" و"الفصول الأربعة"، و"الناشرون العرب" و"الناشر العربي". وقد ألف الأستاذ محمد خليفة التليسى فى مختلف المجالات المعرفية فكان شاعرا وناقدا ومحققا، ومؤرخا، وباحثا، ومترجما من طراز رفيع..

ومن أشهر مؤلفاته "الشابى وجبران 1957"، و"معجم معارك الجهاد فى ليبيا"، و"كراسات أدبية"، و"ديوان خليفة التليسي" وفى مجال الترجمة، أصدر الأستاذ خليفة التليسى ترجمات لقصص ومسرحيات الكاتب الإيطالى الكبير بيراندالو، ولمختارات من قصائد طاغور، ونيرودا. كما ترجم الأعمال الكاملة للشاعر الإسبانى الشهير فريدريكو غارسيا لوركا، والعديد من الكتب التاريخية المتصلة بتاريخ ليبيا، ومدينة طرابلس. لذلك يحق القول إن فى "شخصية التليسى خليط عجيب طريف معجب، من الألوان، والأطياف، والمباهج، والثقافات، والمستويات اللغوية، والتعبيرية، يندر تكرارها فى غيره. فإذا قرأته مؤرخا وناقدا للمؤرخين لمست فكرا نيرا مستقرئا محللا مستكشفا لكل ما يخفى بين الفواصل والسطور، وإذا طالعت ما تسنى له ترجمته من إبداعات قصصية أو شعرية، فأنت أمام موهبة مدهشة لاستكناه العوالم العصية للقصاصين والشعراء".

وأما على مصطفى المصراتي، فهو الأديب الذى "عاش طولا وعرضا"، و"ساح شمالا وجنوبا". وقد ولد فى مدينة الإسكندرية لأبوين ليبيين. وكانت حياته سلسلة من التجارب الحلوة والمرة، انعكست فى جل أعماله الإبداعية، وجعلته قريبا من قلوب القراء مغربا ومشرقا. فكان بحق "شخصية استيعابية، شمولية، تعرف عن جذور الفكر فى ليبيا بقدر ما تعرف عن ثقافات الأوطان الأخرى المجاورة والقصية". كما أنها تمتد عميقا فى التراث العربى الإسلامي، مستوحية من كل ما هو عظيم.

وكان الدكتور على فهيم خشيم جديرا بالتكريم هو أيضا. فهو "يتبوأ المكانة الأولى بين هؤلاء الذين كرسوا فكرهم وقلقهم، وأوقفوا جهودهم على خدمة الأمة العربية تاريخا ولغة وحضارة، مؤكدا على تأثيرات لغة الضاد على اللغات والحضارات المجاورة والقصية مثل الأمازيغية، والمصرية، والقبطية، واللاتينية، والهيروغليفية.. كما أنه كتب عن التصوف والمتصوفة. وكانت له مساهمات محمودة فى مجال الترجمة. فقد نقل إلى اللغة العربية عملا من أعظم الأعمال التى عرفتها الآداب الإنسانية، أعنى بذلك "تحولات الجش الذهبي" لأبوليوس المداوري..

يوسف العاني رائد المسرح العراقي يحظى بتكريم العمالقة

امام حشد كبير من الفنانين العراقيين والمثقفين احتضنت قاعة المسرح الوطني في قلب العاصمة بغداد مهرجان "خشبة وتصفيق" تكريما للفنان الرائد يوسف العاني ودوره البارز في المسرح العراقي.

وقدم في المهرجان الذي اقيم برعاية مؤسسة "المدى" للثقافة والفنون عرضان مسرحيان الاول "حلم في بغداد" لمجموعة من الشباب والثاني "تحت الصفر" للمخرج رياض الباهلي، عن حياة الفنان يوسف العاني الذي حضر التكريم.

وتناول العمل الثاني حياة العاني كما قدم الفنانون سامي قفطان وسامي عبد الحميد وشذى سالم وزهرة بدن وازاد وهي صموئيل شخصيات تناولها العاني في اعمال مسرحية منها "الجومة" و"الشريعة" ومقاطع من فيلم "سعيد افندي".

وقال جلال الماشطة ممثل الرئيس العراقي جلال طالباني في المهرجان التكريمي "الاحتفاء بيوسف العاني هو استحضار لصفحات من تاريخ بلادنا لعقود شهد ابانها العراق تحولات كبرى فتحت تارة امامه ابواب الحرية واغلقت عليه تارات جدران القمع". واضاف الماشطة "المهرجان هو احتفاء بالمسرح العراقي الذي تبوأ مكانة مرموقة في العالم العربي وهو الان ينهض من جديد".

ولد يوسف العاني العام 1927 في احد الازقة الشعبية الفقيرة في جانب الكرخ من بغداد يعرف بسوق حمادة، لاسرة فقيرة. وكان والده يعمل في محل صغير يملكه لبيع السجائر. توفي ابوه وهو في عمر صغير ثم فقد والدته وهو في الثامنة من عمره.

في عام 1944 قدم اول عمل مسرحي عندما كان يدرس في كلية الحقوق في جامعة بغداد مع مجموعة من الطلاب اسس معهم جمعية عرفت باسم جبر الخواطر. وكان عمل هذه المجموعة ينصب على نقد الواقع خارج الكلية.

بدأ العاني كتاباته للمسرح بقضايا اجتماعية معاشة عبر عنها بحوار حمل طابعا شعبيا اقترب به من الناس كثيرا ولامس اهتماماتهم الحياتية وواقعهم الصعب.

ودأب العاني في كتاباته الى التعرض للروتين الحكومي في العهود السابقة ولما يتعرض له المواطن الكادح من مشاق جراء ذلك والتصدي للتفاوت الطبقي الذي عانى منه الشعب العراقي سنين طويلة.

وعرف عنه اختياره لشخصيات مسحوقة لتكون بطلة مسرحياته، شخصيات لا حول لها ولا قوة سوى الكسب اليومي البسيط. ومن تلك الاعمال "دعبول البلام" و"الشريعة" و"ست دراهم" و "الخادم" و"مؤتمر بيك" التي لا يزال المتتبعون يتذكرونها بشغف.

وعمل يوسف العاني مدرسا في كلية التجارة والاقتصاد مشرفا على النشاط الفني في الكلية واسس فرقة الفن الحديث مع الفنان الراحل ابراهيم جلال وعدد من الفنانين الشباب عام 1952.

واوائل اعماله للمسرح "طبيب يداوي الناس" العام 1948. وكتب اكثر من خمسين مسرحية طويلة منها "المصيدة" و"الشريعة" و"الخرابة" و"اهلا بالحياة" و "صور جديدة".

ولعب عدة ادوار في اعمال مسرحية منها "النخلة والجيران" العام 1968 و"ولاية وبعير" في 1971 و"البيك والسائق" في 1974 والاخيرة عرضت في مصر ولاقت نجاحا كبيرا.

ومثل ايضا في مسرحيات "بغداد بين الجد والهزل" العام 1975 و "مجالس التراث" العام 1980 و "الليلية البغدادية" مع الملا عبود الكرخي في 1983 و"الانسان الطيب" في 1985 والاخيرة للمخرج الراحل عوني كرومي.

وحفلت السينما العراقية بمحطات متألقة مع الفنان العاني عبر افلام عراقية خالصة شكلت انطلاقة الصناعة السينمائية في العراق منذ خمسينيات القرن الماضي قبل ان تندثر بفعل الحصار الاقتصادي مطلع التسعينيات.

ومن الافلام التي شارك فيها العاني بطلا ومحورا رئيسيا فيها "المنعطف" عن رواية "خمسة اصوات" للراحل غائب طعمة فرمان من اخراج الفنان الراحل جعفر علي و"المسألة الكبرى" لمحمد شكري جميل ويعد هذا الفيلم من ابرز الافلام الوطنية العراقية.

وتناول هذا الفيلم الاخير ثورة العشرين في العراق ضد الاحتلال الانكليزي.

وبدأ الفنان يوسف العاني رحلة فنية طويلة ايضا مع التلفزيون وكتب لتلفزيون العراق منذ العام 1959 وكانت اول اعماله التلفزيونية برنامج تمثيلي "شعبنا" و"واحد.اثنان.ثلاثة" و "ناس من طرفنا" و "سطور على ورقة بيضاء".

وتعد "رائحة القهوة" من ابرز الاعمال التلفزيونية التي كتبها العاني للتلفزيون للمخرج عماد عبد الهادي.

واقيم على هامش المهرجان معرض للصور الفوتوغرافية وثق المسيرة الابداعية للفنان يوسف العاني ضم اكثر من 75 صورة له جسدت مراحل مختلفة من حياته وعمله الفني.

الإسكندرية ولاهور وجيبوتي عواصم للثقافة الإسلامية

شهد معرض الإسكندرية الدولي للكتاب في دورته الاخيرة ، إعلان الإسكندرية عاصمة للثقافة الإسلامية إلى جانب مدينتي لاهور وجيبوتي. 

وأعلن مدير الإعلام في مكتبة الإسكندرية خالد عزب أن "فكرة عاصمة الثقافة الإسلامية تم التطرق لها للمرة الأولى في عام 2001 خلال اجتماعات المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم (إيسيسكو)". 

وأضاف أنه بدأ بتطبيقها عام 2005 باختيار مدينة مكة المكرمة كأول عاصمة للثقافة الإسلامية. 

وأشار عزب إلى أن "الاقتراح تمحور حينها حول اختيار ثلاث مدن إسلامية تمثل إحداها البعد العربي والأخرى الأفريقي والثالثة البعد الآسيوي، وهذا ما تم تطبيقه فعلا في سنوات 2006 و2007 وتم تحديد عواصم الثقافة الإسلامية بالأبعاد الثلاثة حتى عام 2012".

الصياغ والجادرجي يحصدان جائزة الشيخ زايد للكتاب 

  حصل الدكتور فايز الصياغ من المملكة الأردنية الهاشمية على جائزة الشيخ زايد للكتاب فرع الترجمة في دورتها الثانية 2007 ـ 2008، وذلك عن كتابه المترجم عن اللغة الإنجليزية »علم الاجتماع لأنتوني غدنز«، كما حصل المعماري العراقي رفعة الجادرجي على الجائزة المخصصة لفرع الفنون عن كتابه »في سببية وجدلية العمارة«.  

أعلن ذلك راشد العريمي أمين عام الجائزة في بيان صحافي صباح أمس، ومن المنتظر أن تُعلن خلال الأسابيع المقبلة نتائج جائزة الشيخ زايد للكتاب في الفروع الثلاثة المتبقية وهي: فرع التنمية وبناء الدولة، جائزة المؤلف الشاب، وشخصية العام الثقافية، وسيتم تكريم الفائزين خلال فعاليات الدورة المقبلة من معرض أبوظبي الدولي للكتاب الذي سيقام خلال الفترة من 11 ــ 16 مارس المقبل.  

وجاء في بيان لجنة التحكيم والهيئة الاستشارية للجائزة عن حيثيات فوز الدكتور فايز الصياغ بفرع الترجمة: لقد فاز هذا الكتاب المترجم عن اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية لأهمية ما يضيفه للواقع الثقافي العربي، حيث نقل أحد أهم الكتب المعاصرة إلى العربية بشكل مقارب وصائب.  

وجاءت الترجمة سلسة وطيعة وقادرة على بلوغ المتخصصين بهذا العلم وسواهم، ولتميزه بأمانة النقل ودقة اللغة والجودة الفنية الواضحة في العمل المقدم وكذلك حفاظاً على حقوق الملكية الفكرية، أما المعماري العراقي رفعة الجادرجي الذي فاز بفرع العمارة؛ فجاء في حيثيات فوزه:  

لقد جمع مؤلف كتاب »في سببية وجدلية العمارة« بين حس الفنان وتأمل المفكر، وقدّم فيه منظوراً جديداً لمحددات فن العمارة بين الحاجات النفعية والرمزية والجمالية على المستويات الجماعية والفردية، ما يؤدي لتغليب الجانب الوظيفي تارة أو تطعيم العمارة بالعناصر التراثية تارة أخرى، ليخلص إلى بلورة رؤية جدلية للمعاصرة مشبعة بالقيم الجمالية ومنخرطة في الكونية في آن واحد، وللجادرجي عدة مشاريع معمارية ومؤلفات في الفن والجمال والهندسة.  

الجندي المجهول  

من أبرز مشاريع وتصاميم الجادرجي المعمارية في العراق؛ »نصب الجندي المجهول« الذي شُيد في الستينات، وتمت إزالته على يد حكومة البعث وشيد محله تمثال لصدام، وبعد 2003، أي بعد سقوط النظام، أزيل تمثال صدام ليحل محله تمثال يرمز لسومر وبابل، وشاءت الصدف أن تكون الساحة الشهيرة »الفردوس« التي أنجز الجادرجي فيها ذلك النصب؛ حديث العالم بأسره حين نقلت الكاميرات مشاهد إسقاط تمثال »صدام«.  

لجنة حماية الصحفيين تنتقد وثيقة البث الفضائي العربي

انتقدت لجنة حماية الصحفيين الوثيقة التي تبناها قبل أيام وزراء الإعلام العرب في اجتماع بالقاهرة بهدف تنظيم البث الفضائي الإذاعي والتلفزيوني في المنطقة العربية، وانتقدها إعلاميون وحقوقيون عرب.

وقالت اللجنة التي تتخذ من نيويورك مقرا لها إنها تدين تلك الوثيقة التي تتضمن 13 بندا لتنظيم البث الفضائي وعمل أكثر من 400 محطة تلفزيونية عربية تمتلكها وتديرها نحو 60 هيئة للبث في الدول العربية.

وترى اللجنة في بيان لها أن الهدف الأساسي من تلك الوثيقة هو استهداف المحطات التلفزيونية الخاصة التي تبث انتقادات للحكومات العربية.

ودعا المدير التنفيذي للجنة جويل سيمون الحكومات العربية للتراجع الفوري عن تلك الوثيقة التي وصفها بالمخجلة وللارتقاء ببلدانها إلى المعايير الدولية في مجال حرية التعبير.

وكانت اللجنة قد اشتكت في تقريرها السنوي من ازدياد هيمنة الحكومات العربية على وسائل الإعلام الخاصة عبر التحكم في رخصة البث أو النشر وكذلك فرض الرقابة الذاتية على المؤسسات الإعلامية العربية.

وتوصل الوزراء العرب إلى تلك الوثيقة انطلاقا من مشروع طرحته مصر والسعودية يرمي إلى وضع ضوابط جديدة تلتزم بها جميع المحطات الفضائية العربية التي لديها تراخيص بث من الدول العربية.

لكن لبنان اعترض على تلك الوثيقة في حين تحفظت عليها قطر وأكدت أنها لا ترغب حاليا في تبني هذه الوثيقة وأنها "لا تزال تدرس محتواها" للتثبت من انسجامها مع قوانينها، مشيرة إلى أن معارضتها للوثيقة ليست سياسية وإنما قانونية.

وقد أثارت تلك الوثيقة جدلا واسعا في الساحة الإعلامية العربية وعبرت عدة أصوات ومؤسسات وهيئات إعلامية عربية عن مخاوفها إزاء خلفيات تلك الوثيقة وأهدافها الحقيقية.

وأبدى عدد من الإعلاميين العرب رفضهم للوثيقة ولمبدأ أن تصدر عن جهات حكومية بدل أن تكون نابعة من صلب المؤسسات الإعلامية، واعتبروا أنها ترمي إلى تقييد عمل الفضائيات العربية. 

110 ملايين شخص زاروا متاحف ألمانيا العام الماضي 

ذكرت دراسة إحصائية رسمية أجريت في ألمانيا أن أعداد زائري المتاحف وصل إلى 110 ملايين زائر العام الماضي، محققا بذلك معدلا قياسيا يفوق أعلى معدل سابق حققته عام 2004 بنسبة 1.2%.

وأوضح  المعهد الألماني للبحوث الصادرة عنه هذه الدراسة أن هذه الزيادة شملت أيضا أعداد زائري المعارض التاريخية والفنية، مما يرفع العدد الإجمالي للزائرين.

وقالت الدراسة إن 1180 متحفا ستشارك في الفعاليات والأنشطة التي ستقام في البلاد خلال العام الحالي، بمناسبة العام الأوروبي لحوارالحضارات، بمجموعة من المعارض الخاصة حول ثقافات وتقاليد الأجانب المقيمين في المجتمع الألماني.  

كما أشارت إلي أن الاهتمام المتزايد بالمتاحف الألمانية تركز في المتاحف الصغيرة والمتوسطة إضافة لمائتي متحف تعتبر الأكبر على امتداد البلاد، ويتجاوز متوسط عدد الزائرين السنوي لكل منها مائة ألف زائر.

ويبلغ اجمالي عدد المتاحف هناك 6150 متحفا يزورها سنويا نحو مائة مليون شخص في المتوسط، في حين يبلغ عدد المعارض الفنية والتاريخية 488 قاعة يزيد متوسط عدد زائريها على سبعة ملايين زائر. 

دوافع الاقبال

وذكرت الدراسة أن سقوط سور برلين عام 1989 وإعادة توحيد الألمانيتين العام التالي أسهم في زيادة الإقبال المحلي والدولي على متاحف ألمانيا، وزيادة عددها في الوقت نفسه. ونبهت إلى أن تزايد أعداد المتاحف الجديدة في الثلاثين سنة الأخيرة لم يواكبه ارتفاع مماثل في أعداد زائريها بنفس المستوى.

ورغم ذلك لفت المعهد الألماني للبحوث إلى أن عددا كبيرا من المتاحف التاريخية الألمانية سجلت تراجعا ملحوظا في أعداد زائريها نتيجة افتقارها للفعاليات والمعارض الجذابة، ومعاناتها من نقص التمويل المقدم لها من الإدارات المحلية المشرفة عليها.

وحث واضعو الدراسة السلطات المحلية بالولايات الألمانية علي تقديم دعم مالي إضافي لهذه المتاحف، ومنحها الحرية في إقامة معارض وأنشطة جذابة تلائم طبيعة محيطها واهتمامات زائريها.

وتطرق المعهد في دراسته لمتاحف العاصمة برلين، فأشار إلى أن 120 متحفا موجودة بها نالت العام الماضي نصيبها من الأرقام القياسية بزيادة عدد زائريها على 12 مليون زائر. 

وأفادت الدراسة بأن هذا الرقم يتخطى أعلى معدل قياسي للزائرين تحقق لمتاحف برلين عام 2004، ولفتت إلى استحواذ متحف التاريخ الألماني عام 2007 على أكبر عدد من الزائرين واحتلاله المرتبة الأولى التي شغلها متحف بيرجمون للآثار الإغريقية واليونانية طوال السنوات الماضية.

ومن جانبه قال مدير متحف الفنون الإسلامية ببرلين البروفسور كلاوس بيتر إن أعداد زائري المتحف زادت العام الماضي بنسبة 25%، وتعدت النصف مليون زائر.

واعتبر بيتر أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر بالولايات المتحدة، والنشرات والتقارير التلفزيونية حول الأحداث والتطورات المتلاحقة في العالم الإسلامي، لعبت دورا مؤثرا في تنامي الاهتمام بالفنون والثقافة الإسلامية.

كما ذكر أن المتحف تحول في السنوات الأخيرة إلى نقطة جذب لشرائح واسعة من المثقفين الألمان والغربيين الشغوفين بالتعرف على تراث الإسلام وإسهاماته الحضارية بعيدا عن المؤثرات الإعلامية السلبية.  

الرّواية العالميّة تودّع واحِداً من آبائِها العظام

 قضى الكاتب ألن روب – غرييه في سنّ الخامسة والثّمانين ليلة الأحد- الإثنين 17/18فبراير في المستشفى الجامعي بمدينة كين بعد أن عانى مشكلاتٍ في القلب. وقد اعتبر ألن واحِداً ممّن أثّروا في النّصف الثّاني من القرن العشرين، وشكّلوا ملاحمه الثقافيّة والأدبيّة. ولهذا فهو وجْهٌ بازغٌ ومعروفٌ في الْخَارِج أكثر منْه في فرنسا موطِنه الْأَصلي الّذي لمْ يكُنْ محْبوباً بِها لمزاجِه المتهكّم والصّداميّ رغْم المسْحة الّتي كان يضفيها عليه كرَجُل غيُورٍ مَثارَ إعْجابٍ وجدَل و، أيْضاً، محطّ احْتِرام كبيرِ بسببِ حيويّته الثّقافية الّتي لم تكلّ حتّى وهو طاعِنٌ في السنّ إذْ ظَهَر لهُ في خريف 2007كِتابه"رِواية عَاطِفيّة"، بعد عمَله السينمائي "إنّها غارديفا الّتي تناديكُمْ"في عام 2006، وحِواراته الإذاعيّة "مدخل إلى حياة كاتِب" في عام2005.

وكانَ روب-غريّيه زعيمَ مدرسةٍ بطبيعةِ الْحَال وهو الّذي ما فتئ يدافِع عنْ عناقاتِه الجماليّة بقوّة، ويتصدّى لشرْحِها والتّنْظير لَها، مثلما ذاع ذلك في "الرّواية الجديدة"الّتي ارتبطَت اسْمِه، وأدْركها كأسلوبٍ وطريقةٍ جاءتْ ردّاً عنيفاً ضدّ الْأَدَب السّهل الّذي اسْتَهلك نفْسَه، وقْتئِذٍ. وتعلّم من تكْوينه كمهنْدس زِراعيّ أنّ في الْفنّ كما في الْعِلْم ثمّة تقدُّم، وأنّ الْحَقائق الْجَديدة تفْرِض نفْسِها حينَ تُصْبح الْقَديمة عاجِزة.

 وعِنْدما بدأ الْكِتابة مِن غيْر نيّة في أنْ يصير كاتِباً بدأ يلْفت إليْه مُعاصِروه، وجلبتْ لهُ الشّهْرة رِوايتاهُ الْأُوليَان "الْمَماحي 1953 "الّتي تحمّس لَها جيروم ليندون، ودافع عنْها برغْم ما أثارتْه من خِلاف بخصوص بنائِها، و"الرّائي1955"الّتي حصلتْ عَلى جائِزة النقّاد بفضْل جورج باتاي، وجون بولهان، وموريس بلانشو الّذي تصدّى من الْأَوائِل لدعْم الْكاتِب إلى جانِب جورج لامبريش ورولان بارت. لكنّ رِوايتَه"الغَيْرة" هي الّتي سرقت الأضْواء، ووضعتْ صاحِبَها في مصافّ كِبار الرّوائيّين ليْس في فرنْسا فحسْب، بلْ خارجَها أيْضاً. لقد خرقتْ "الغَيْرة"، الرّواية البطيئة والملغزة والمحيِّرة، والّتي لا تُقْرأ إلّا بعْد تفكير، والتّجريبيّة في كلّ الْأَحْوال، ومن ثمّة الْأَكْثر تعْليقاً، قواعِد الكِتابة الرّوائيّة إذ لا حدث، ولا حبْكة والشّخْصيّات في متاهة داخل النصّ.

لقد كان روب-غريّيه، في رِواياتِه، يُدافِع عن تصوّره الجديد والمختلف للرّواية الجديدة كاتّجاهٍ أدبيّ يرْفض شكْل الكِتابة التّقْليدي، ويدحض كثيراً من الخصائص مثْل خطِّيّة الحبْكة، والتّعاقب الزّمني الحكْي، والكثافة النّفْسية للشّخصيات. وفي ضوء ذلك، صارت الرّواية الجديدة تُؤْثِر التّخْييل على الرّؤْية. وفي دِراستِه"من أجْل رواية جديدة"(1963) يُبلْوِر ألان روب-غريّي نظريّته. تحْت تأثيره أوْ بالتّجاوُب معه، ينخرط عددٌ من كُتّاب الرّواية أمثال مارغريت دوراس، وكلود أوليي، وناتالي ساروت وكلود سيمون في الإتّجاه الجديد الّذي تعدّتْ شُهْرتُه فرنسا.

وفي مُقامِه الأمريكي، يتوجّه نحْو جماليّات"البوب أرت" الّتي تظْهر أكثر في كتاباتِه الأطوبيوغرافية الإستيهاميّة ذات البعد الإيروتيكي-التّصويري بِدايةً من روايتيه"منزل الموْعد"(1965)، و"مشروع للثّورة في نيويورك"(1970). وفي نصوصِه الْأَخيرة، بدا ألن روب-غرييه يعود إلى الكِتابة الرّوائيّة، الكلاسيكيّة أكثر.

لكنّ كاتِباً مثْله مُغامِراً، ومُنْفتِحاً، ومؤْمِناً بقناعاتِه الجماليّة والْعَمل على إشاعتِها سوْف يتوجّه إلى السّينِما الّتي كانت دائرةُ جمهورها في اتّساع مطّرد فيكْتب، في خضمّ"الموجة الجديدة"، سيناريو فيلم"السّنة الأخيرة في ماريانباد "الّذي نال الأسد الذّهبي بالبندقيّة في عام1963، وبعد عاميْن فيلم "الخالِد" الّذي أخْرَجه هو نفْسه، وفي عام 1983"الأسيرة الحسناء". وفي كلّ أفْلامه التي تربو على العشرة كان يخْلق لدى الجمهور"انتباهاً" خاصّاً.

وفي 17مارس2004، تمّ انْتِخابُه للْأكَاديميّة الفرنسيّة في كرسيّ موريس ريمس، لكن وفاءً لفِكْره المتمرّد رفض أن يرتدي البدْلة، وأن يُلْقي خِطابَه تحت الْقُبّة لأنّه رأى أنّ هذا التّقليد قدّ تجُووِز.

برحيل ألن روب-غريّيه(18آب (اغسطس)1922 / 18 شباط (فبراير) 2008) تفقد الرّواية العالميّة واحِداً من آبائِها العِظام، الّذي ثارَ على تقاليد الجنس الرّوائي، وغيّر مجْراه الثّابت. ولنْ تشْغل صُوَرُه الصّفحات الثّقافية لكُبْريات الصّحف والمجلّات لأيّامٍ وأسابيع تنْعيه إلى قرّائِه المنْتشِرين في المعمور فحسْب، بلْ سوْف تبقى صورَتُه ككاتِبٍ إشْكاليّ راسِخة في ذاكِرة الأدب والرّواية العالمِييْن لسنواتٍ طِوال إلى جانِب إخْوتِه الإشْكاليّين سِرفانتيس وبورخيس وبروست ونجيب محفوظ وهمنغواي، تمثيلاً لا حصْراً.  

رحيل سهيل إدريس مؤسس «الآداب» ومازج العروبة بالحداثة 

شيَّع  في بيروت الروائي والمعجمي والمترجم والناشر سهيل إدريس (1925 - 2008) مؤسس مجلة «الآداب» الشهرية ذات التأثير الأدبي والفكري في العالم العربي، خصوصاً بين منتصف خمسينات ومنتصف سبعينات القرن العشرين.

التزم سهيل إدريس شعاري العروبة والحداثة في كتاباته ونشاطه الثقافي، ولم يرَ تناقضاً بينهما، بل اعتبرهما ضرورتين للتقدم العربي. فهاجم العروبة التقليدية بقدر ما هاجم الحداثة المتفلتة من الانتماء العربي نحو انتماءات أخرى جغرافية أو أيديولوجية. ويمكن التوقف عند معركتين خاضتهما «الآداب» بتوجيه سهيل إدريس، الأولى في مجال الشعر ضد مجلة «شعر» (أصدرها يوسف الخال في بيروت العام 1957 ولم تعمّر طويلاً على رغم تأثيرها المستمر، وكان في أسرة تحريرها أدونيس وأنسي الحاج وشوقي أبي شقرا)، وحجة المعركة أن «شعر» تتطرف في تبني قصيدة النثر الى حد الإساءة الى اللغة العربية. أما المعركة الثانية فخيضت من خلال المثقفين العراقيين، فنصرت «الآداب» الفريق القومي العربي على الفريق الماركسي، واعتبرت في تلك الفترة الصوت الإبداعي والفكري لكثير من العراقيين، ومنهم شخصيات في موقع القرار السياسي.

أنشأ سهيل إدريس «الآداب» العام 1953 (مشاركاً لمدة ثلاث سنوات فقط صاحبي «دار العلم للملايين» بهيج عثمان ومنير البعلبكي)، واستمرت لمدة ربع قرن على الأقل المجلة المركزية للأدب العربي الحديث، (نافستها وتعايشت معها بهدوء مجلة «الأديب» التي أنشأها ألبير أديب في بيروت العام 1942). وأسس «دار الآداب» للنشر العام 1956 (مشاركاً في السنوات الخمس الأولى الشاعر نزار قباني).

تميزت «الآداب» بإدارة ذكية للتحرير، في الأساسيات وفي التفاصيل، وكان بابها الشهري «قرأت العدد الماضي من الآداب» مدرسة في النقد تتلمذ عليها قرّاء كثيرون ما لبثوا أن امتهنوا الكتابة. ولم يكن شعار العروبة والحداثة الذي تبناه إدريس ضيقاً إنما ظهر بآفاق رحبة في مجلته وعبر مؤلفاته وترجماته والكتب التي أصدرتها «دار الآداب». ولم ينسب إدريس الى نفسه يوماً التعبير عن مدرسة فنية محددة في الإبداع الأدبي، فاختلفت «الآداب» عن مجلات أخرى روجت لمدارس واتجاهات، مثل «ابوللو» و «غاليري 68» في القاهرة و «الثقافة الجديدة» و «شعر» و «حوار» و «مواقف» في بيروت.

وعرف عن سهيل إدريس ترويجه الأدب الوجودي الفرنسي، خصوصاً أعمال جان بول سارتر وسيمون دوبوفوار التي ترجم بعضها وأصدرها عن دار الآداب، ونظر مفكرون قوميون في تلك الفترة الى الوجودية كفكر يساندهم في مواجهة الماركسية.

من كتّاب «الآداب» في عصرها الذهبي مطاع صفدي وعبدالله عبدالدايم وغسان كنفاني وإدوار الخرّاط ومجاهد عبدالمنعم مجاهد وسامي خشبة، وأبرز الشعراء الذين نشرت لهم في ذلك العصر: سليمان العيسى، فدوى طوقان، خليل حاوي، بدر شاكر السياب، نزار قباني، سلمى الخضراء الجيوسي، نازك الملائكة، أحمد عبدالمعطي حجازي، صلاح عبدالصبور، حسن فتح الباب، عثمان سعدي.

عمل سهيل إدريس في مقتبل حياته في الصحافة («بيروت» و «بيروت المساء» و «الصياد») وكتب في مجلات «المكشوف» و «الرسالة» و «الأديب»، وتابع دراسته فحصل على الدكتوراه من السوربون في باريس عن أطروحته «التأثيرات الأجنبية في القصة العربية الحديثة 1900 - 1950». كتب ثلاث روايات وست مجموعات قصصية، وفي روايته «الحي اللاتيني» (1953) تناول صدمة الشرق بالغرب، وفي «الخندق الغميق» (1958) متغيرات المدينة في عيني شيخ مسلم لم يتم العشرين من عمره، وفي «أصابعنا التي تحترق» (1962) ضلال مثقفين عرب قبل تفكك الوحدة المصرية - السورية وبعدها. ونشر قبل سنوات قليلة جزءاً أول من مذكراته تميز بجرأة غير معهودة في الأدب العربي لدى تناول الأهل الأقربين. وتجلى نشاطه المعجمي في إصداره معجم «المنهل الفرنسي – العربي» مع جبور عبدالنور، و «المنهل العربي – الفرنسي» و «المنهل العربي – العربي» مع الشيخ صبحي الصالح وسماح إدريس.

الروائي المصري إدوار الخراط يفوز بجائزة ملتقى الرواية 

فاز الروائي المصري إدوار الخراط بجائزة الملتقى الرابع للرواية العربية والتي تقدمها وزارة الثقافة المصرية وتبلغ قيمتها 100 ألف جنيه مصري (18 ألف دولار). وجرى تسليم الجائزة في حفل رسمي أقيم في القاهرة.

وأعلنت رئيسة لجنة تحكيم الملتقى الناقدة يمنى العيد أن الخراط منح الجائزة نظرا "لإحساسه المرهف وفتحه طريقا جديدا في الرواية العربية كان لها أثرها في تشكيل جيل جديد من الروائيين العرب". 

وأضافت يمنى أن الروائي الخراط تعامل مع اللغة العربية عبر أعماله بوصفها بطلا من أبطال العمل الروائي، الأمر الذي أوجد حساسية خاصة حافظت على جمالية اللغة.

وقام وزير الثقافة المصري فاروق حسني والأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة الناقد علي أبو شادي بتسليم الروائي الجائزة إلى جانب شهادة تقدير وتمثال يصور الإبداع الفني.

من جهته ألقى الخراط كلمة تحدث فيها عن تجربته الروائية، معتبرا أن عمله الروائي كان يستند دائما إلى "محاولة المعرفة، والبحث في الكتابة عن الأسئلة التي توصل إلى معرفة نسبية". وأضاف الخراط "أن الهموم التي تفرض نفسها على الكاتب في دول العالم الثالث قائمة في الكتابة، في البحث عن الديمقراطية والعمق الإنساني والتحرر، رغم أنني لا أرى في الكتابة عملا تبشيريا".

ومنح وزير الثقافة أعضاء لجنة تحكيم هذه الدورة دروعا خاصة تكريما للجهود التي بذلوها في عملهم، وهم الروائي الأردني إلياس فركوح، والناقدان المصريان إبراهيم فتحي وعبد المنعم تليمة، والروائية العراقية فاطمة المحسن، والناقد المغربي سعيد  قطينة.

وكان الروائي السعودي الراحل عبد الرحمن منيف فاز بالملتقى الأول، ثم فاز الروائي المصري صنع الله إبراهيم في الملتقى الثاني ورفض تسلم الجائزة احتجاجا على سياسة نظام الحكم في بلاده، وفي الملتقى الثالث فاز الروائي السوداني الطيب صالح.

يذكر أن إدوار الخراط روائي وقاص وناقد اشتغل بالنقد الأدبي والتشكيلي، وهو من مواليد الإسكندرية عام 1926 وحاصل على ليسانس الحقوق، وعمل في منظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية ثم في اتحاد الكتاب الأفريقيين الآسيويين.

ترجم الخراط إلى العربية 15 كتابا في القصة والرواية والفلسفة والسياسة وعلم الاجتماع، وحصل خلال مشواره الإبداعي على جائزة الدولة للقصة القصيرة عام 1973، وجائزة الصداقة الفرنسية العربية في فرنسا عام 1991، وجائزة سلطان العويس الإماراتية في مجال القصة والرواية عام 1995، وحصل على عدة جوائز مصرية بما فيها جائزة نجيب محفوظ من الجامعة الأميركية قبل خمسة أعوام.

ومن أهم الروايات التي كتبها إدوار الخراط "طريق النسر" و"رامة والتنين" و"ترابها زعفران" و"حجارة بوبيلّو" و"يقين العطش" و"الزمن الآخر" و"أضلاع الصحراء" و"يا بنات إسكندرية". 

وزارة الثقافة التونسية تلغي الرقابة علي الكتب

أعلنت وزارة الثقافة والمحافظة علي التراث التونسية عن دخول القرار الذي يقضي بإلغاء الرقابة الإدارية علي الكتب والمنشورات والأعمال الفنية،حيز التنفيذ.

وقالت الوزارة في بيان لها، إنه "نتيجة لتطبيق هذا القرار، لم يعد يوجد في الوقت الحاضر أي كتاب تونسي ينتظر ترخيصا للتوزيع.

ووصفت القرار "بالرائد"،وأشارت إلي أنه يندرج في سياق "تكريس التزام تونس المبدئي بخيار حرية الإبداع والفكر وتشجيع الإنتاج الإبداعي الوطني".

وينص القرار الذي أعلنه الرئيس التونسي في السابع من نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي،علي إلغاء الرقابة الإدارية علي الكتب والمنشورات والأعمال الفنية أثناء الإيداع القانوني،وجعل الرقابة وإصدار قرارات المنع من النشر من مشمولات القضاء وحده".

وستتمكن دور النشر التونسية بموجب هذا القرار الجديد الصادر قبل نحو ثلاثة أشهر،سحب كتبها مباشرة من المطابع.

وكان عبد الجليل التميمي مدير مؤسسة التميمي للبحث العلمي قد أعلن في وقت سابق أن أجهزة الرقابة في وزارة الثقافة التونسية رفعت الحظر عن خمسة كتب تابعة لمؤسسته كانت قد منعت منذ خمس سنوات توزيعها.

لوحة لرسام عراقي تجسد الحرب

عرضت قاعة إيسابيل فارنيسيو دي أرانخويث في العاصمة الإسبانية مدريد لوحة بغداد للرسام العراقي حنوش التي استوحاها من حرب العراق والآلاف من ضحاياها المدنيين والتي من المقرر عرضها في مختلف عواصم البلاد. وذكر حنوش في تصريحاته لوكالة الأنباء الإسبانية (إفي)  أن من يعانون ويموتون هم عائلتي، وأصدقائي والأشخاص الذين قضيت معهم أوقاتي. ووصف أنوس لوحته بأنها تعبير عن الألم.

ولد أنوس أنوس في عام 1958 علي ضفاف نهر الفرات في الكوفة، مهد الكتابة الكوفية، وحصل علي الجنسية الإسبانية منذ 30 عاماً وتخرج في كلية الفنون الجميلة بجامعة الكومبلوتينسي في مدريد التي يقيم ويعمل فيها.

وأضاف الرسام العراقي قائلاً: إن عملي بمثابة موجز للتفاهم بين الثقافة العربية والإسبانية. أتبع مدرسة فن المنمنمات الإسلامية حيث يتم تبسيط العناصر البيئية.

كما أشار أنوس إلي لوحته، قائلاً إنها لوحة مؤلمة، تحاول تجسيد الوحشية التي لا أفهمها دون أن يغفل أن العنف في العراق يؤثر علي قريته.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 8 آذار/2008 - 29/صفر/1429